و عين الرضا عن كل عيب كليلة و عين السخط تبدي المساوئ
كل مطلع حاذق على كتابات اصحاب الملل و المذاهب التي تنتقد المذاهب المخالفة سيجد انها تحوي الكثير من التجني مثلما تحمل ايضا الكثير من الحقائق التي لا يجب إنكارها . و كثيرا ما يكون النقد غير موضوعي ينقب عن الحبة ليجعل منها قبة احيانا او ينقب في النصوص الشبه مقدسة ليعثر على ادلة ضد المذهب المخالف . فتبتر النصوص و تخرج الاحداث من سياقها العام و تؤول تاويلا قادحا و يستشهد على الجماعة بالفرد و غيرها من الممارسات الغير موضوعية التي تنطلق من موقف مسبق . فتعمي عين الإنسان عن العيوب و الاخطاء في مذهبه و تضخم عيوب الطرف الاخر . و هذا احد اسباب الاصطفاف المسبق مع تيار محدد و رفض النقد و عدم الاعتراف بالتناقضات . و الحرب الكلامية السنية الشيعية هي احد افضل الامثلة البارزة على تعصب كلا الطرفين و إصراره على امتلاكه الحقيقة الكاملة و الطريقة المثلى .
و الإخوة الشيعة في نقدهم لأسس المذهب السني محقون في بعض النقاط التي لا يجب تجاهلها , لكنهم للاسف يتطرفون في مواقفهم بشكل مبالغ حتى يتحول نقدهم تلفيقا و اتباعا قبيحا للظن و انتقاء غير موضوعي للنصوص. كما يغفلون بشكل عجيب عن البلاوي التي تضمها كتب الشيعة و تفاسيرهم و فتاويهم عندما ينتقدون تفاسير و فتاوي و كتب السنة .
و كما ان تقديس السنة للسلف يوقعهم في تناقضات لا مفر منها يحاولون تفسيرها و تبريرها بطريقة بهلوانية احيانا فالطرف الاخر ايضا يحاول الضحك علينا بتأويلات عجيبة . و لو توقف كل طرف من التحرش المذهبي بالأخر و عكف كل فرد على مراجعة نفسه و نقد الذات لتخلصنا من العديد من الافكار السامة و الدخيلة على الإسلام . كما ان الانتقال من مذهب لاخر لا معنى له مادام الشخص المتشيع أو المتسنن مستمر في تبني نفس الرؤية الاقصائية للأخر . فعدم الرضا على التصورات و السلبيات التي توجد في مذهب معين لا يجب ان يعمينا عن عيوب و سلبيات المذاهب الاخرى . و صل اللهم على محمد و آله و صحبه .