قولهم أنهم يستلهمون الدروس من موقف الحسين رضي الله عنه في مقارعة الظلم، هي أكذوبة من أكبر الأكاذيب، وقد رأينا موقف شيعة العراق المخزي من الاحتلال الأمريكي عام 2003. فلو قابل - الحسين - حاكم العراق السابق (بول بريمر)، ما كان سيعانقه كما فعل من انتسب إلى شيعة الإمام علي، من (بحر علوم) وغيره، وما كان سيهدي سيف أمير المؤمنين إلى الصهيونيالقاتل (رامسفيلد)، كما فعل من انتسب ظلما إلى جعفر الصادق (ابراهيم الجعفري).. لاوالله! بل كان سيحز رؤوس هؤلاء الكفار النجسة، ثم يغسل ثيابه بعد ذلك إن لامستثيابهم، فالنجاسة في مذهب آل البيت تنتقل بالتماس والتلاقي. ولو كان من أولوياتهم الاقتداء بسيد الشهداء لما أصدروا لأتباعهم (فتوى مرجعية) لحقن دماء الكفار، فالإمام الحسين لم يكن ليغمد سيفه، وجيش الصليب ملطخة أيديهم بألف ألف نفس بريئة من أحرار العراق.. ولم يكن ليهنأ لهنوم أو يغمض له جفن، وأهل العراق يروعون في بيوتهم، وتنتهك أعراضهم في غربة أبوغريب، وتسفك دماؤهم فوق أرض الفلوجة الصامدة والنجف الطاهرة. لو كان من أولوياتهم الاقتداء بالحسين لما هادنوا الأعداء الظالمين، ووقفوا في صفهم وتحالفوا معهم، واستخدموا بأسهم وقوتهم لترويع أهل السنة في العراق والزج بهم في أقبية السجون، وثقب أجسادهم بالمثاقب الآلية، وحرق مساجدهم، وقتل أبناءهمعلى الهوية الطائفية. ولوجهوا تلك القوة بوجه من سرق ثرواتهم واختلس أموالهم. وبوجه من ابرم عقودارتهان ثروات العراق بيد الأجنبي.. وبوجه من وقع لبقاء القواعد الأمريكية على أرض العراق أرض الأنبياء والأولياء.. وبوجه من نشر بينهم الدمار من إيران الفرس.. لو كان لديهم أي أولوية في الاقتداء بالإمام الحسين لما لطموا وجوههم وصدورهم في أيام عاشوراء، بل للطموا وجوه أهل الكفر والظلموالنفاق..ولما ضربوا بالقامات رءوسهم وهاماتهم ولضربوا رؤوس الغزاة وفيالقالغدر وجيش الدجالين، و.لما صرخوا نياحة وبكاء، بل لصرخوا صرخة مدوية: الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.. بتصرف عن ( الرابطة العراقية 5/02/2010 ).
أضف الى مفضلتك