بنات الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( 5 ل خ 9 ز 2 س 1 ) حقوق النشر محفوظة
السيدة زينب (عليها السلام ) ووعي المسؤولية
عامل العاطفة
يعكف عامل العاطفة في ثورة الحسين عليهالسلام الاعلامية المهمة في نشر التوعية للدعوة الاسلامية بما قام به الحسين من أجل زعزعة الكيان الأمويّ في صورة خاصة و زعزعة الكيان العباسي والعثماني والتتري و سائر المجتمعات الأخرى بشكل عام لأن مأساة مقتل الحسين عليهالسلام مأساة جماهيرية واجتماعية يحددها موقف علماء الاجتماع و علماء النفس.
أما على الصعيد الاجتماعي
فالإثارة الاجتماعية و تحريك المشاعر لايتحقق إلا عن طريق تحريك العامل المثير من خلال البيئة والأعراف والتقاليد فاذا جئنا الى الافريقي وألمسناه شخصية الحسين ابن بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهبما كان يجعل خده على خد جون الأسود في حال احتضاره فتأخذه حالة الإنفعال والشعور بالديمقراطية الحقيقية.
أو عندما يهيّئالماء لمقدار ألف فارس للحر بن يزيد الرياحي مع كونه في بدايته معاديا للحسين عليهالسلام فينقذه من الظمأ و رفع العطش هو مع فرسانه و رجاله القساة و هم أعداء له.
وأما على الصعيد النفسي فالعاطفة ترجع الى عامل الانفعال النفسي و هو ان ما حدث من المصاب العظيم في مقتل الحسين عليهالسلام وأولاده من علي الأكبر الى الطفل الرضيع عندما يأخذ طفله الصغير و هو في الأشهر يريد الماء وطلب من الحشود المحاربة ان تعطيه الماء فيوجه له حرملة بسهم ويذبحه مع براءته و تزكية نفسيته فيقتله في يد والده يرفرف كالطير المذبوح.
فاذا سمع كل انسان المجرد من العصبية والبغض لآل البيت عليهمالسلامتجده يستنكر هذا العمل اللاإنساني للوجدان والفطرة السليمة.
عامل التمييز بين الحق والباطل
ان كل رائد للحقيقة اذا تابع التاريخ في خطواته وأخذ ذلك بعين التحقيق و عدم العصبية العمياء و عدم الانتماء الى قومية أو عقيدة فاسدة فسوف يخرج بنتيجة حتمية ان ما سار عليه خط الحسين عليهالسلام طريق الحق و ما سار عليه خط يزيد طريق الباطل اذ كيف يجعل خط يزيد الشارب للخمر والقاتل للنفس المحرمة مع كفة الحسين عليهالسلام الطالب للإصلاح العام والزاهد في الدنيا المحب للعدل والمساواة فيحكم بوجدانه ان ما يسير عليه طريق الحسين عليهالسلام هو الحق والصواب و ما يسير عليه طريق يزيد طريق الباطل والضلال.
فإذا قام الصراع بين الحق والباطل تجد رواد الحق يتجهون الى مناصرته والى رواد الباطل يتجهون الى مناصرة الباطل ولكن صولة الحق هي الحاكمة في نتيجة الأمر و يكون المآل بيد الحق فان للباطل جولة وللحق دولة ورواد الحقيقة وإن قلوا ولكنهم هم القاعدة والأساس في جميع التحركات العالمية زوبعة الباطل وإن بلغت من التقدم والهيجان ولكنها سرعان ما تتلاشى وينعدم صرحها و كيانها فان بيئة الباطل مهزوزة و بيئة الحق قويمة لا تتزعزع بكثرة العواصف وهبوب الرياح الهوجاء.
فالحسين عليهالسلام الشعلة الناصعة والطريق المستقيم والجادة الصحيحة التي لم يكن فيها أي شوائب و تعرجات وإنما مصقولة بالطلاء الإيماني والمرصعة باللؤللؤ والمرجان.
عامل البكاء
إن عامل البكاء عامل الإفراغ من العقد الملمة في نفسية الإنسان فإذا مات للإنسان من هو عزيز عليه وقد افتقده فإذا أطلق عنان عينيه للبكاء خفّ المصاب وارتاحت النفس بخلاف مالو أوقف عنان البكاء وأجمد الدموع في مقلتيه فأصبح في حالة الوجوم والإثارة في النفس يحب الإنتقام من كل أحد وربما ينعكس على جسمه بيولوجيا وفسيولوجيا و يكون بذلك تحت العقد النفسانية.
وهذا الإنعكاس يسير عليه المجتمع بطبيعة غرائزه فإننا نشاهد الخارج عن الأديان والمذاهب أو المعتقد لبعض الأديان أو لبعض المذاهب اذا افتقد حبيبا تجده في حال البكاء والتأثر حتى يخفف من آلامه و أحزانه.
ولما كانت ثورة الحسين عليهالسلام فيها من المآسي المحزنة التي تجمعت فيها جميع المثيرات الانفعالية التي تسبب تحريك المشاعر الإنسانية و تخاطبهم بنغمات موسيقية محزنة فتجلب لهم الدمعة.
المصدر بحث رقم ( 300 ) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري