في كل عام تتظافر بعض الجهود للترويج لصيام عاشوراء من محرم من كل عام باعتبارها سنة مؤكدة يجب ان تقام كل عام ، والغريب في الامر ان هناك العديد من السنن المؤكدة ولكن لا نرى لها ترويجاً ولا حتى بمقدار واحد بالمئة من الحملة الترويجية لصيام عاشوراء، كما انه هناك الكثير من الايام المندوبة للصيام ولا نسمع او نرى عنها اي شيء من الحث على صيام هذه الايام كصيام الستة من شوال وصيام الايام البيض من كل شهر وصيام الاثنين والخميس من كل اسبوع بالاضافة الى صيام شعبان وهو الشهر الافضل صيامه بعد شهر رمضان بحسب ما ورد في كتب الاحاديث ففي الصحيحين: عن عائشة رضي الله عنها قالت : (ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان) زاد البخاري في رواية : (كان يصوم شعبان كله) ولمسلم في رواية: (كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا) و في رواية النسائي (عن عائشة قالت : كان أحب الشهور إلى رسول الله أن يصوم شعبان، كان يصله برمضان) وعنها وعن أم سلمة قالتا: (كان رسول الله يصوم شعبان إلا قليلا، بل كان يصومه كله) رواه الترمذي، وروى أيضا عن أم سلمة قالت: (ما رأيت رسول الله يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان ). ومع وجود هذا الكم من الاحاديث عن فضل صيام شعبان الا اننا لم نرى ولا حتى ربع حملة الترويج لصيام عاشوراء، وهو الصيام الذي اخذ عن اليهود بالرغم من الامر الصريح بمخالفتهم .
الاحاديث الواردة في صيام عاشوراء:
ورد في صيام عاشوراء العديد من الاحاديث المختلفة منها ما يحث على صيام هذا اليوم واهمية صيامه وانه كفارة للسنة التي قبله وهي :
1- عن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي اللَّه عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: (ما علمت أن رسول اللَّه صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ، ولا شهراً إلا هذا الشهر - يعني رمضان).
وفي لفظ : (ما رأيت النبي يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..). أخرجه البخاري (4/245) (ح2006) ، ومسلم (1132) ، والنسائي (4/204) (ح2370)، وأحمد (1/367)، وابن خزيمة (2086)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (3779) ، وفي " السنن الكبرى " (4/286) ، والطبراني (1254).
2- وعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه، أن النبي قال
صيام يوم عاشوراء ، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله).
أخرجه مسلم (1162) ، وأبو داود (2/321) (ح2425) ، والترمذي (2/115) (ح749) ، وابن ماجة (1/553) (ح1738) ، وأحمد (5/308) ، والبيهقي (4/286).
3- وعن محمد بن صيفي رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه يوم عاشوراء: (أمنكم أحد أكل اليوم، فقالوا: منا من صام، ومنا من لم يصم، قال: فأتموا بقية يومكم، وابعثوا إلى أهل العَروض فليتموا بقية يومهم) . أخرجه النسائي (4/192) ، وابن ماجه (1/552) ، (ح1735) ، وأحمد (4/388) ، وابن خزيمة (2091) ، وابن حبان (8/382) (ح3617) .
قال البوصيري في " مصباح الزجاجة " (2/30) : " إسناده صحيح " .
4- وعن الرُّبيع بنت معوِّذ رضي اللَّه عنها قالت : ( أرسل رسول اللَّه غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة : من كان أصبح صائماً فليتم صومه ، ومن كان مفطراً فليتم بقية يومه ، فكنّا بعد ذلك نصومه ، ونصوِّمه صبياننا الصغار ، ونذهب إلى المسجد ، فنجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم أعطيناها إياه ، حتى يكون الإفطار ).
وفي رواية : " فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم ، حتى يتموا صومهم " .
أخرجه البخاري (4/200) (ح1960) ، ومسلم (1136) ، وأحمد (6/359) ، وابن حبان (8/385) (ح3620) ، والطبراني (24/275) (ح700) ، والبيهقي (4/288).