السلام عليكم
ياناس والله العظيم حرام عليكم تصومون يوم عاشوراء
قتلة الحسين صاموا يوم عاشوراء فرحا بموت الحسين
قال رسول الله : حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب الحسين
هذا يوم بنات رسول الله سبيوا فتخيل أشرف خلق الله من بعد الرسول يموتون وإنتا تصوم في يوم مقتلهم فرحا
إنا لله وإنا إليه راجعون
تعالوا إلى كلمة سواء حول «صيام عاشوراء»
كتب:صالح عاشور
إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً) الاحزاب:57 .
انها ذكرى اليمة، والا وهي استشهاد سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) و73 من اهل بيته واصحابه ليس لهم مثيل على الارض في معركة الطف في العاشر من شهر محرم الحرام عام 63 ه حيث يحرم القتال في هذا الشهر، في ارض كربلاء على يد الجيش الاموي بقيادة عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن مع جيش جرار بلغت عدته ثلاثين الف مقاتل حملوا فيها رؤوس الشهداء بعد فصلها من اجسامهم الزكية من كربلاء الى الكوفة ومن ثم الى مقر الحكم في عاصمة بني امية دمشق.
ففي الوقت الذي يعيش فيه المحبون لاهل بيت النبوة والعصمة الحزن والبكاء على هذه الفادحة الاليمة التي ليس لها مثيل، تطل علينا دعوات بصيام عاشوراء الذي طالما حاول الامويون جعله يوم عيد وابتهاج لقتلهم سيد شباب اهل الجنة واهل بيته،حتى يبعدوا الانظار عن فعلتهم الشنيعة بآل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، في حين يتناسون الكثير من قضايا الامة وعلى رأسها شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لذلك نقول في صيام عاشوراء:
اولاً - كلام اهل اللغة:
ان كلمة عاشوراء لم تكن معروفة قبل استشهاد الامام الحسين عليه السلام واهل بيته في العاشر من محرم وبرزت كلمة عاشوراء بعد احيائها من قبل ائمة اهل البيت عليهم السلام ومحبيهم، وهذا ما يؤكده ابن الاثير في كتابه النهاية حيث يقول: ان عاشوراء اسم اسلامي. وهذا ما اكده ابن دريد ايضاً في الجمهرة، اي عاشوراء اسم اسلامي لا يعرف في الجاهلية، واكده القاضي عياض في مشارق الانوار: ان عاشوراء اسم اسلامي لا يعرف في الجاهلية.
ثانيا - كلام أهل التاريخ:
أ - الفلكي ابو ريحان البيروني في كتابه الآثار الباقية، نقل عنه العلامة الشيخ عباس القمي في الكنى والالقاب قوله: ان بني امية لبسوا وتزينوا واكتحلوا واقاموا الولائم واطعموا الحلاوات في قتلهم الامام الحسين عليه السلام، بينما الشيعة ينوحون ويبكون اسفا لقتل سيد الشهداء عليه السلام.
ب - قال المقريزي في خططه بعد ذكره لحزن العلويين المصريين يوم عاشوراء وتعطيلهم للاسواق: ان الايوبيين اتخذوا عاشوراء يوم سرور وينبسطون في المطاعم جريا على عادة اهل الشام التي سنها لهم الحجاج ليرغموا آناف شيعة علي بن ابي طالب الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم عزاء
وحزن. وقال: وقد ادركنا بقايا مما علمه بنو ايوب من اتخاذ عاشوراء يوم سرور.
ثالثا: كلام أهل الفلك.
أ - يقوم الفلكي محمود باشا في تقويم العرب قبل الاسلام: ان هجرة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم كانت يوم الاول من ربيع الاول، ولم يكن يوم العاشر من محرم مع العلم ان اليهود يصومون يوم العاشر من شهرهم المسمى «تشري» وهو يوم الكفارة المزامن لتلقي اللوح الثاني من الواح الشريعة العشرة وخص هذا اليوم في دينهم لتبادل العفو فيما بينهم، وكيفية حياتهم تختلف عنا ايضا، فهم يصومون من غروب الشمس الى غروبها من اليوم التالي.
ب يقول الفلكي الكويتي د. صالح العجيري: ان بالحساب الفلكي الموثوق ان اليهود كانوا صائمين يوم دخول النبي صلى الله عليه واله وسلم المدينة بذات اليوم وليس بيوم اخر سواه حسبما تقدم، وبالحساب الفلكي فان يوم الهجرة النبوية الشريفة هو الاثنين 8 ربيع الاول من سنة 1 هجرية
الموافق 20 سبتمبر 622م المصادف 10 تشري سنة 383 عبرية يوم عاشوراء اليهود وكانوا صائمين نفس اليوم. فكيف تم نقل صيام عاشوراء من شهر ربيع الاول الى العاشر من محرم يوم مقتل الحسين عليه السلام؟!
ولليهود يومان في السنة كلاهما عاشوراء، اولهما العاشر من شهر «تشري» اول شهور السنة العبرية، والثاني العاشر من شهر «طبت» رابع شهور السنة العبرية الذي يصادف ذو القعدة، فلماذا لا يصومون هذا اليوم بدلا من العاشر من المحرم الحرام يوم استشهاد الامام الحسين عليه السلام؟
رابعاً - كلام أهل الحديث:
الادلة الناقضة لصوم عاشوراء بلسان علماء المخالفين
(1)
أجاب ابن تيمية في الفتاوى الكبرى عن اظهار السرور في يوم عاشوراء وهل ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح،
قال: انه لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه، ولا استحب ذلك احد من ائمة المسلمين ولا غيرهم ولا روى اهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئا ولا يعرف شيء من هذه الاحاديث على عهد القرون الفاضلة.
وفي جواب آخر يقول: انما جعلوا يوم عاشوراء يوم افراحهم مقابل الشيعة الذين جعلوه يوم أحزانهم!
(2)
يقول ابن الجوزي: «تمذهب قوم من الجهال بمذهب اهل السنة فقصدوا غيظ الرافضة فوضعوا احاديث في فضل عاشوراء ونحن براء من الفريقين».
طائفة الاحاديث في صوم عاشوراء (ان تنزلنا بكونها صحيحة) لا تدل افضلية خاصة لهذا اليوم
(3)
عن عائشة قالت: «كانوا يصومون عاشوراء قبل ان يفرض رمضان وكان يوما تستر فيه الكعبة، فلما فرض الله رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شاء ان يصومه فليصمه ومن شاء ان يتركه فليتركه».
فلماذا الاصرار على صيام عاشوراء والتركيز على عاشوراء الحسين عليه السلام؟ وواضح من كلام الرسول عليه السلام «من شاء فليصمه ومن شاء فليتركه» انه عليه السلام يلغي اي خصوصية لصيام يوم عاشوراء ويجعله كباقي ايام السنة.
(4)
روى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود وعن عبدالله بن عمر: ان اهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وان رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه والمسلمون قبل ان يفترض شهر رمضان فلما فرض صيام شهر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان عاشوراء يوم من ايام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه»! وواضح هنا نفي اي خصوصية لصيام يوم عاشوراء وهو كبقية أيام السنة.
(5)
وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم. وواضح من هذا الحديث عدم خصوصية صيام يوم عاشوراء، ولكن كل شهر محرم الحرام بعد شهر رمضان المبارك ليس الا
(6)
وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عباس يقول: حين صام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم عاشوراء وامر بصيامه قالوا: يا رسول الله انه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): فإذا كان العام المقبل ان شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
ونرى بوضوح
اولا: كيف يصوم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم عاشوراء وهو يوم يعظمه اليهود. وهل رسول الله جاهل بشريعة نبينا موسى عليه السلام حتى ينبهه اصحابه بذلك وهو العليم بجميع شرائع الله وما نزل منها سبحانه وتعالى؟!
وثانيا: ما علاقة النصارى باليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام كما يقولون في هذا الحديث؟!
ثالثا: كل المسلمين يروون عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لا تشبهوا باليهود، ومن تشبه بقوم فهو منهم»! فكيف يتشبه الرسول (صلى الله عليه وسلم) باليهود بصيامه يوم عاشوراء؟!
رابعا: قوله عليه السلام: اذا كان العام المقبل ان شاء الله صمنا يوم التاسع، وهذه دلالة قوية على عدم خصوصية صيام يوم عاشوراء لأنه عليه السلام اشار إلى انه سوف يصوم التاسع فلماذا الاصرار اذن على صيام عاشوراء ومخالفة رغبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم بمخالفته اليهود وصيامه يوم التاسع منه كما في الحديث؟
وقد ذكر النووي في حكم استحباب صوم تاسوعاء وابن عباس وسعيد بن المسيب، ونص عليه احمد بن حنبل وقال الشافعي: انه يستحب صوم التاسع لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) صام العاشر ونوى صوم التاسع منه.
خامسا: واضح عدم صحة مثل هذه الروايات، حيث قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة في السنة الاولى من الهجرة وعاش فيها الى السنة العاشرة منها، فكيف تقول الرواية «فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)»في حين عاش رسول الله (صلى
الله عليه وسلم) عشر سنوات بعد الهجرة؟ ولم تبين الروايات والاحاديث صومه عليه السلام لا يوم التاسع ولا العاشر ولا الجمع بينهما كما في احاديث اخرى موضوعة.
سادسا: ان هذا الحديث يخالف الحديث السابق وغيره: ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يصوم عاشوراء في الجاهلية!
واخيرا وليس اخرا يقول ابن حجر في فتح الباري في شرح صحيح البخاري: ان الباعث على امر النبي «صلى الله عليه وسلم» بصومه مخالفة اليهود لأن يوم العيد لا يصام!
وما علاقة المسلمين بعيد اليهود وصيامهم؟ وهل تشريعات المسلمين تبنى على مخالفة تشريعات اليهود او النصارى مع مخالفة ذلك لحديث آخر هو
قوله عليه السلام: «فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه».
فكيف يخالفهم رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ويصوم يوم صيامهم؟!
فما كل هذه التناقضات في هذه الروايات؟!
الرواة:
بعض رواة حديث صيام يوم عاشوراء مثل ابي موسى الاشعري، لم يدخل المدينة إلا بعد سنوات من هجرة الرسول «صلى الله عليه وسلم» إليها،
فكيف يروي عن رسول الله وهو بمكة المكرمة؟!
ومن الرواة ايضاً عبدالله بن الزبير وكان عمره يوم الهجرة دون السابعة.
ومن الرواة ايضاً معاوية بن أبي سفيان! والمعروف ان معاوية وأباه ابو سفيان لم يسلما إلا بعد سنوات من الهجرة النبوية، بل في عام الفتح.
وبالتالي واضح ان هذه الاحاديث سندها ضعيف، واحتمال قوتها ضعيف جداً.
والخلاصة:
إن الاحاديث التي وضعت على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل صيام يوم عاشوراء، لا اصل لها وانها موضوعة. ولم يكن يصوم عاشوراء لا اليهود ولا النصارى ولا المسلمون.
وأما تفصيل المطلب فإنه يوجد في مصادر الجمهور روايات متعددة حول صوم يوم عاشوراء واستحباب ذلك ، وأنه كفارة سنة أو غير ذلك ، كما يستفاد منها أيضا أن صوم عاشوراء كان مألوفا ومعروفا في مكة فكان اهل الجاهلية كانوا يصومونه ، وكان النبي صلى الله عليه وآله يصومه أيضا فلما نزل شهر رمضان تركه ، بينما في روايات أخرى ما هو مخالف لهذا بل تشير إلى أن أمر صوم عاشوراء كان مجهولا ، وغير معروف حتى للنبي صلى الله عليه وآله وإنما كان موجودا لدى اليهود فاستغرب لما سمع عن صومه ، وسأل عن مناسبة ذلك فأخبروه أنه لأجل إنتصار موسى على فرعون ، فقال : أنتم أولى بموسى منهم . والأمران لا ينسجمان فإن معنى صوم أهل الجاهلية له ـ بل وصوم النبي له ـ أن يكون معروفا عند النبي صلى الله عليه وآله ، بينما استغراب النبي وسؤاله بحسب الرواية الأخرى عن هذا الصوم وما شأنه ؟ يعني أنه لم يكن معروفا عنده صلى الله عليه وآله .
فمن الروايات ما ورد في مسند احمد عن ابن عمر قال كان يوم عاشوراء يوما يصومه أهل الجاهلية فلما نزل رمضان سئل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو يوم من أيام الله تعالى من شاء صامه ومن شاء تركه
وفيه أيضا : عن ابن عباس قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فإذا اليهود قد صاموا يوم عاشوراء فسألهم عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنتم أولى بموسى منهم فصوموه .
كذلك فإننا نعتقد ، ويفترض أن جميع المسلمون يعتقدون ، بأن النبي صلى الله عليه وآله كان أعلم بدين موسى وعيسى من الأحبار والرهبان الذين كانوا حينئذ ـ فضلا عن عامة اليهود والنصارى ـ . فقد سبق أن قال لعدي بن حاتم وكان على دين النصارى ومتعمقا فيه : أنا أعلم بدينك منك(1).
وفي نفس الوقت كان حساسا تجاه النفوذ اليهودي لنفوس المسلمين ودينهم فقد كان الله يعلم ( تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ) ، وذلك ( لئلا يكون للناس عليكم حجة ) . وعندما حاول بعض المسلمين أن يقرأ التوراة وينقل ما فيها من المواعظ نهره النبي ونهاه عن ذلك . فكيف يقوم هو بأمر الناس بأن يتابعوا اليهود في صومهم !!
- فبعد غض النظر عن المناقشة في أسانيد تلك الروايات ، فإن في رواتها من لم يات إلى المدينة إلا بعد عدة سنين من الهجرة كأبي موسى الأشعري ، وفيهم من كان حين الهجرة طفلا صغيرا كابن الزبير ، وفيهم من لم يسلم إلا بعد سنوات من الهجرة كمعاوية .
- وعن تناقضها فيما بينها ، يكفي أن نذكر : أن رواية تقول : إنه صام يوم عاشوراء في المدينة ، متابعة لليهود ، ولم يكن يعلم به . وأخرى تقول : إنه كان يصومه هو والمشركون في الجاهلية . وثالثة : إنه ترك يوم عاشوراء بعد فرض شهر رمضان . وأخرى : إنه لما صامه قالوا له : إنه يوم تعظمه اليهود ، فوعد أن يصوم اليوم التاسع في العام المقبل ، فلم يأت العام المقبل حتى توفي ( ص )..
وأيضا فإن إطلاق كلمة عاشوراء على العاشر من محرم إنما حصل بعد إستشهاد الامام الحسين " عليه السلام " ، وأهل بيته وصحبه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ثم إقامة المآتم لهذه المناسبة من قبل أئمة أهل البيت ( ع ) وشيعتهم رضوان الله تعالى عليهم ، ولم يكن معروفا قبل ذلك على الاطلاق . وقد نص أهل اللغة على ذلك ، فقد قال ابن الأثير ، " هو اسم إسلامي ". وقال ابن دريد : إنه اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية . وثالثأ : إننا لم نجد في شريعة اليهود صوم يوم عاشوراء ، ولا هم يصومونه الآن ، ولا رأيناهم يعتبرونه عيدأ أو مناسبة لهم(2).
ثم إنه يوجد في روايات أهل البيت عليهم السلام طوائف من الروايات :
ما يدل على النهي عنه وأن الصائم في ذلك اليوم حظه حظ آل زياد وهو النار كما ورد في رواية عن الصادق عليه السلام . فعن الحسين بن أبي غندر ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : سألته عن صوم يوم عرفة ؟ فقال : عيد من أعياد المسلمين ويوم دعاء ومسألة ، قلت : فصوم يوم عاشوراء ؟ قال : ذاك يوم قتل فيه الحسين عليه السلام ، فان كنت شامتا فصم ، ثم قال : إن آل امية نذروا نذرا إن قتل الحسين عليه السلام أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا لهم يصومون فيه شكرا ، ويفرحون أولادهم ، فصارت في آل أبي سفيان سنة إلى اليوم ، فلذلك يصومونه ويدخلون على أهاليهم وعيالاتهم الفرح ذلك اليوم ، ثم قال : إن الصوم لا يكون للمصيبة ، ولا يكون شكرا للسلامة ، وإن الحسين عليه السلام اصيب يوم عاشوراء إن كنت فيمن اصيب به فلا تصم ، وإن كنت شامتا ممن سره سلامة بني امية فصم شكرا لله تعالى .
ومنها ما عن زيد النرسي قال: «سمعت عبيد بن زرارة يسأل أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال : من صامه كان حظه من صيام ذلك اليوم حظ ابن مرجانة وآل زياد! قال: قلت: وما كان حظهم من ذلك اليوم؟ قال: النار! أعاذنا الله من النار ومن عمل يقرب من النار». (الكافي للكليني ج4 ص147)
ومنها ما عن جعفر بن عيسى قال: «سألت الرضا عليه السلام عن صوم عاشوراء وما يقول الناس فيه، فقال: عن صوم ابن مرجانة تسألني! ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين عليه السلام، وهو يوم يتشأم به آل محمد صلى الله عليه وآله ويتشأم به أهل الإسلام، واليوم الذي يتشأم به أهل الإسلام لا يُصام ولا يُتبرك به». (المصدر نفسه)
واخيرا، فقد روى الشيخ الصدوق باسناده الى الامام الرضا عليه السلام كما في امالي الصدوق ومناقب ابن شهر آشوب أنه قال: ان المحرم شهر كان اهل الجاهلية يحرمون فيه القتال واستحلت فيه دماؤنا وهتكت فيه حرمتنا وسبي فيها ذرارينا واضرمت النيران في مضاربنا وانتهب ما فيها من ثقلنا ولم ترع لرسول الله حرمة في امرنا».وان يوم الحسين اقرح جفوننا واسبل دموعنا واذل عزيزنا أرض كرب وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء. فعلى مثل الحسين فليبكً الباكون فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام
1 - الطبري 1
2 - الصحيح من سيرة الرسول ج 4
فتعالوا اذن نصوم أياماً اخرى من السنة وهي كثيرة ودعونا في يوم عاشوراء نتذكر تلك التضحيات الكبيرة التي قدمها ابو الشهداء والاحرار الحسين بن علي عليهما السلام في سبيل الحفاظ على الدين من الانحرافات، ولنتذكر في هذا اليوم الحزين جميع الشهداء الذين سقطوا في التاريخ دفاعاً عن الحق والحرية وبالتالي يكون يوم الحسين عليه السلام يوم الشهيد نستذكر فيه الشهادة والشهيد.
وبالتالي نواسي ونعزي بعضنا البعض بذكرى استشهاد الحسين وأهل بيته واصحابه دفاعاً عن الاسلام العظيم بدلا من التركيز على صيام عاشوراء. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه قل لا أسألكم عليه أجراء إلا المودة في القربى ويقول عليه السلام:« إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي اهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا».