اقتداء علي بالصديق رضي الله عنهما في الصلوات وقبول الهدايا منه
كاتب الموضوع
رسالة
عباس المدير العام
عدد الرسائل : 1086 تاريخ التسجيل : 06/01/2011
موضوع: اقتداء علي بالصديق رضي الله عنهما في الصلوات وقبول الهدايا منه الخميس يونيو 02, 2011 10:59 pm
اقتداء علي بالصديق رضي الله عنهما في الصلوات وقبول الهدايا منه
كان عليًا رضي الله عنه راضيًا بخلافة الصديق ومشاركًا له في معاملاته وقضاياه، قابلاً منه الهدايا رافعًا إليه الشكاوي، مصليًا خلفه، محبًا له، مبغضًا من بغضه ([1]), وشهد بذلك أكبر خصوم الخلفاء الراشدين، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بهديهم، وسلك مسلكهم، ونهج منهجهم([2]).
فهذا اليعقوبي الشيعي الغالي في تاريخه يذكر أيام خلافة الصديق فيقول:
وأراد أبو بكر أن يغزو الروم فشاور جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدموا وأخروا فاستشار على بن أبى طالب فأشار أن يفعل، فقال: إن فعلت ظفرت؟ فقال: بشرت بخير، فقام أبو بكر في الناس خطيبًا، وأمرهم أن يتجهزوا إلى الروم، وفي رواية: سأل الصديق عليًا كيف ومن أين تبشر؟
قال: من النبي صلى الله عليه وسلم حيث سمعته يبشر بتلك البشارة، فقال أبو بكر: سررتني بما أسمعتني من رسول الله يا أبا الحسن، سرك الله([3]).
ويقول اليعقوبي أيضًا:
وكان ممن يؤخذ عنهم الفقه في أيام أبى بكر على بن أبى طالب وعمر ابن الخطاب ومعاذ بن جبل وأبى بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود([4]), فقدم عليًا على جميع أصحابه، وهذا دليل واضح على تعاملهم مع بعضهم وتقديمهم عليًا في المشورة([5]) والقضاء، فعندما كتب خالد بن الوليد إلى أبى بكر بقوله له: أنه وجد رجلاً في بعض نواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة.
فجمع أبو بكر لذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم على، فقال على: إن هذا ذنب لم يعمل به إلا أمة واحدة([6]), ففعل الله بهم ما قد علمتم، أرى أن تحرقه بالنار، فاجتمع رأي أصحاب رسول الله أن يحرق بالنار، فأمر به أبو بكر أن يحرق بالنار([7]) وكان على رضي الله عنه يمتثل أوامر الصديق؛ فعندما جاء وفد من الكفار إلى المدينة، ورأوا بالمسلمين ضعفًا وقلة لذهابهم إلى الجهات المختلفة للجهاد واستئصال شأفة المرتدين والبغاة الطغاة، وأحس منهم الصديق خطرًا على عاصمة الإسلام والمسلمين، أمر الصديق بحراسة المدينة وجعل الحرس على أنقابها يبيتون بالجيوش، وأمر عليًا والزبير وطلحة وعبد الله بن مسعود أن يرأسوا هؤلاء الحراس، وبقوا كذلك
حتى أمنوا منهم([8]).
وللتعامل الموجود بينهم وللتعاطف والتواد والوئام الكامل كان على وهو سيد أهل البيت ووالد سبطي الرسول صلى الله عليه وسلم يتقبل الهدايا والتحف، دأب الإخوة المتساوين فيما بينهم والمتحابين كما قبل الصهباء الجارية التي سبيت في معركة عين التمر، وولدت له عمر ورقية([9]).
وأيضًا منحه الصديق خولة بنت جعفر بن قيس التي أسرت مع من أسر في حرب اليمامة وولدت له أفضل أولاده بعد الحسن والحسين وهو محمد ابن الحنفية، وكانت خولة من سبى أهل الردة وبها يعرف ابنها ونسب إليها محمد ابن الحنفية([10]).
يقول الإمام الجوينى عن بيعة الصحابة لأبى بكر: وقد اندرجوا تحت الطاعة عن بكرة أبيهم لأبى بكر – رضي الله عنه – وكان على رضي الله عنه سامعًا لأمره، وبايع أبا بكر على ملأ من الأشهاد، ونهض إلى غزو بنى حنيفة([11]).
ووردت روايات عديدة في قبوله هو وأولاده الهدايا المالية، والخمس، وأموال الفيء من الصديق رضي الله عنهم أجمعين، وكان على هو القاسم والمتولي في عهده على الخمس والفيء، وكانت هذه الأموال بيد على، ثم كانت بيد الحسن ثم بيد الحسين، ثم الحسن بن الحسن ثم زيد بن الحسن([12]).
وكان على رضي الله عنه يؤدي الصلوات الخمس في المسجد خلف الصديق، راضيًا بإمامته، ومظهرًا للناس اتفاقه ووئامه معه([13]).
وكان على رضي الله عنه يروى عن أبى بكر بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أسماء بنت الحكم الفزاري قالت:
سمعت عليًا رضي الله عنه يقول: كنت إذا سمعت من رسول الله علمًا نفعني الله به، وكان إذا حدثني عنه غيري استحلفته فإذا حلف صدقته، وحدثني أبو بكر- وصدق أبو بكر – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبد مسلم يذنب ذنبًا ثم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلى ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له»([14]) .
ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلف أصحابه فقالوا: ادفنوه في البقيع([15]), وقال آخرون: ادفنوه في موضع الجنائز، وقال آخرون: ادفنوه في مقابل أصحابه، فقال أبو بكر: أخروا فإنه لا ينبغي رفع الصوت عند النبي حيًا ولا ميتًا، فقال على رضي الله عنه: «أبو بكر مؤتمن على ما جاء به». قال أبو بكر: «عهد إلىَّ رسول أنه ليس من نبي يموت إلا دفن حيث يُقبض»([16]), وشهد على رضي الله عنه للصديق عن عظيم أجره في المصاحف، فعن عبد خير قال: سمعت عليًا يقول: «أعظم الناس أجرًا في المصاحف: أبو بكر الصديق، هو أول من جمع بين اللوحين»([17]).
___________________________
[1] الشيعة وأهل البيت، إحسان إلهي ظهير: ص(69).
[2] الشيعة وأهل البيت إحسان إلهي ظهير: ص (69).
[3] تاريخ اليعقوبي (2/ 132، 133) نقلاً عن الشيعة وأهل البيت: ص(70).
[4] المصدر السابق (2/138)نقلاً عن الشيعة وأهل البيت: ص (70).
[5] الشيعة وأهل البيت: ص (70).
[6] ألا وهى أمة لوط عليه السلام.
[7] المغنى والشرح الكبير (12/220) المختصر من كتاب الموافقة: ص (51).
[8] تاريخ الطبري (4/64)، الشيعة وأهل البيت: ص(71).
[9] الطبقات (3/20)، البداية والنهاية (7/331- 333).
[10] الطبقات (3/20).
[11] الإرشاد للجوينى: ص (428) نقلاً عن أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثنى عشرية للقفاري (1/85).
[12] الشيعة وأهل البيت: ص(72).
[13]الشيعة وأهل البيت: ص (72).
[14] مسند أحمد رقم 47.
[15] البقيع: مقبرة أهل المدينة وهي داخل المدينة.
[16] مسند أحمد (1/ إسناده ضعيف قاله أحمد شاكر، وقال ابن حجر في الفتح (1/631) إسناده صحيح لكنه موقوف.
[17] المختصر من كتاب الموافقة: ص (44).
اقتداء علي بالصديق رضي الله عنهما في الصلوات وقبول الهدايا منه