دبي – حازم علي
كشفت الأنباء عن وجود صلات تجارية سرية بين إيران و200 شركة إسرائيلية عن الكثير من الخفايا التي تحيط بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
فعلى الرغم من العلاقات السياسية المتوترة بين إسرائيل وإيران على مدار العقد الماضي نتيجة تصاعد دعوات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى تدمير "الكيان الصهيوني"، إلا أن التجارة بين البلدين مازالت مستمرة.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تفاصيل ولوج الشركات الإسرائيلية إلى السوق الإيرانية، موضحة أن الصفقات التجارية كانت تتم من خلال شركات تعمل في تركيا والأردن والخليج ومسجلة في أوروبا.
وتنقل الصحيفة عن رئيس جمعية الصداقة الإسرائيلية العربية، يهوشوا ميري، قوله إنه "بغض النظر عن ما نشاهده على أرض الواقع، فإن العلاقات التجارية السرية مع إيران تقدر بعشرات الملايين من الدولارات سنوياً".
ويضيف ميري الذي تعمل جمعيته على تطوير العلاقات الاقتصادية مع العرب كبديل لإرساء السلام، أن "الجانبين يدليان بتصريحات قاسية تجاه بعضهما، إلا أن الأعمال التجارية في نمو، العلاقات مع الزملاء الإيرانيين ممتازة، والتصريحات السياسية يتم تجاهلها".
ويشدد على أن "التجارة البينية في طريقها للتوسع. فخلال العام الماضي تطورت مجالات التعاون لتشمل خدمات استشارية في مجال الهندسة وبناء مصانع المواد الغذائية".
وتتركز الصادرات الإسرائيلية إلى إيران في الإنتاج الزراعي مثل الأسمدة العضوية، وأنابيب الري، الهرمونات المحفزة لزيادة إنتاج الحليب والبذور. في المقابل، يزوّد الايرانيون إسرائيل بالفستق والكاجو والرخام بشكل رئيسي، حيث تعد صناعة الرخام واحدة من أكبر الصناعات في إيران.
ويؤكد رئيس جمعية المقاولين في إسرائيل، عيران سيف، قيام بعض المقاولين باستيراد كميات كبيرة من الرخام الإيراني، مضيفاً أن "الرخام المستخرج من جبال إيران يحظى بشعبية كبيرة في إسرائيل، ويصل إلينا عبر تركيا".
ويعارض سيف تطوير العلاقات التجارية مع إيران، مشيراً إلى أن "الايرانيين عرضوا عليه شخصياً تزويده بمئات الأطنان من منتجات الرخام التي تنقل إلى تركيا، لكنه رفض وحاول تنظيم حملة لمقاطعة المنتجات الإيرانية، لكن كان مصيرها الفشل".
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن الايرانيين يبدون اهتماماً واضحاً في تقنيات الأمن الاسرائيلية، ففي معرض أقيم أخيراً، حاول تجار إيرانيون دخول الجناح الإسرائيلي الذي يعرض تقنيات وقائية من الحوادث في المفاعلات النووية، إلا أن ممثل الشركة الإسرائيلية، حاييم سيبوني، ارتاب من لهجتهم وأمرهم بالمغادرة.
وفي شهر نوفمبر من عام 2000 طلبت الحكومة الإيرانية من شركة إسرائيلية أشرفت على بناء شبكة الصرف الصحي في طهران منذ 30 عاماً، لزيارة إيران بهدف صيانة وتجديد الشبكة. وتؤكد الصحيفة أن مساعد المدير العام لوزارة الزراعة الإيرانية زار إسرائيل سراً وأقام في فندق هيلتون تل أبيب، وأعرب عن اهتمامه بشراء أنابيب الري والمبيدات والأسمدة.