[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام الأفضلين الأكملين الأتمين على حبيب قلوبنا وجلاء همومنا ونور أبصارنا وشفيعنا أبي القاسم محمد بن عبد الله رسول رب العالمين وخاتم النبيين والمرسلين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ، بحبه صلى الله عليه وآله وسلم وحب أهل بيته نطمع أن يدخلنا ربنا الجنة معهم آمين رب الاعلمين .
وبعد ، في هذا الموضوع على الإخوة أن يقرأوا جيدا معي ما كتبه الشيخ حسن بن فرحان المالكي في كتابه القيم : " قراءة في كتب العقائد المذهب الحنبلي نموذجا " . ولا يقل لي الإخوة إننا لا نعترف بحسن المالكي لأنه ولأنه ... فنحن نعلم جميعا أنه من الحنابلة وهو سلفي لكنه غير متعصب وهومتحرر من القيود وباحث نزيه وموضوعي ، فأنتم دائما تتهربون بهذه الطريقة كما فعلتم لما دعوتكم إلى قراءة الكتب اللتالية: أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام لمحمود صبيح ، وابن تيمية ليس سلفيا لمنصور محمد عويس ، مدّعين أنهما من الصوفية وهذه حجة لا قيمة لها ـــ طبعا أنتم تكفرون الصوفية وهم من أهل السنة وهذا يجوز لكم وحدكم فقط ـــ وكتاب الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية لسعيد عبد اللطيف فودة ، وهو في الحقيقة كاشف كبير ، ونقض الرسالة التدمرية له أيضا .
اسمعوا واقرأوا ما يقوله حسن بن فرحان المالكي في كتابه الذي هو جدير بالمطالعة، الطبعة الأولى 1421 هـ / 2000 م ، مركز الدراسات التاريخية الأردن ، الصفحة 119 (( ويجب أن نتفهم أن غضب علماء الأحناف كالكوثري وتلاميذه له ما يبرره فقد وجدوا أن الحنابلة سبق لهم أن كفّروا إمامهم بل إمام من أئمة المسلمين وهو أبو حنيفة رحمه الله ورأى الأحناف أنّ الذين كفّروه وذمّوه قد ظلموه...)) إلخ.
وقال في الصفحة 120: (( إذن فالأحناف والأشاعرة والمعتزلة والشيعة يغضبون لعلمائهم وأئمتهم مثلما نغضب نحن لعلمائنا)). فمن يكفر جمهور المسلمين سنة ومعتزلة وشيعة وإباضية وغيرهم ، أوليس الأشاعرة وهم معظم أهل السنة والجماعة عندكم أنتم الوهابية وأتباع ابن تيمية مبتدعة وضالين وأسوأ من كفار قريش ، والشيعة كفار بل ومشركون في عقائدكم فمن يكفر المسلمين إذن ؟!
قال حسن فران المالكي في الصفحتين 117 و118 من نفس الكتاب : تحت عنوان: ابن القيم لم يسلم من التكفير !! : (( بما أن ابن القيم رحمه الله مقلّد لابن تيمية ــ فهو تلميذه والناشر لعلومه ــ فلا بدّأن يكون في أبحاثه ومؤلفاته تكفير لبعض المسلمين [ كأستاذه طبعا ] إن لم أقل لكثير من المسلمين وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد ابن القيم رحمه الله قد عقد فصلا في نونيته [ وقد ردّ السُبكي عليه في كتاب السيف الصقيل في الردّ على ابن زفيل وعلّق عليه الكوثري ] بعنوان ( فصل: في بيان أن المعطّل مشرك)!! ويقصد بالمعطلة هنا ما ذكره الشارح الدكتور محمد خليل هراس: بأنهم (الفلاسفة والمعتزلة والأشعرية والقرامطة والصوفية (1/27) فهناك خلط بين القرامطة والأشعرية فضلا عن الخلط بين المعتزلة والقرامطة !!.. يقول ابن القيم ــ رحمه الله وسامحه ــ في قصيدته النونية (2/306) :
لكن أخو التعطيل شر من أخي *** الإشراك بالمعقول والبرهان
إن المعـطّل جاحـد للـــذات أو *** لكمــالها هــذان تعطــــيلان
والمشركون أخفّ في كفرانهم *** وكلاهما من شيعة الشيطان
أقول :[ والكلام لحسن المالكي ] فهذا تكفير واضح لجمهور المسلمين فإن الحنابلة قلّة سواء في عصرابن القيم أو قبله أو بعده وأغلب المسلمين إما أشاعرة أو شيعة أو معتزلة وهم من الذين يؤوّلون الصفات التي يسميها ابن القيم (تعطيلا) و... )) إلخ. والكتاب جدير بالمطالعة.
فلماذا يا إخوان تهوّلون بعنوان تكفير الرافضة لأهل السنة وقد شاهدت أحد الفيديوهات فسمعت الخطيب يقول الوهابية ولا يقول أهل السنة ،فلماذا التدليس والكذب والإيحاء؟ علما أنكم لستم أهل السنة بل حنابلة متعصبين مخالفين لمذهب أهل السنة فلا تتخذوه مظلة لتحرّكوا مشاعر المسلمين من أهل السنة ضد أتباع مذهب أهل بيت النبي عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام . أوليست هذه تقية وتدليس وكذب على عامة المسلمين من أهل السنة؟ أم يجوز لكم كل شيء ويحرم على غيركم ؟! فإن كنتم مؤمنين حقّا بالله ورسوله فاتقوا الله . ثم قد لاحظت الصورة التي كتب فيها العنة على من سب أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهل هذا الحديث صحيح ؟ ثم إن معاوية قد سب أفضل أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولعنه على المنابر وجعلها سنة ، بل وقاتله وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهورابع الخلفاء الراشدين عندكم . أم هو ليس صحابيا عندكم ، وربما يقصد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى . لا بل قتل الصحابة ألم يقتل الصحابي حجر بن عدي في مرج عذراء ؟ ألا يدخل معاوية إذن تحت هذا اللعن في الحديث أخبرونا.
إنكم أنتم الذين تكفرون المسلمين من أهل السنة ، والشيعة يكفرونكم كرد فعل على تكفيركم لهم ورميهم بالشرك والعياذ بالله . اقرأوا في كتبكم : الشيخ ابن باز في فتاويه والشيخ العثيمين في فتاويه وشروحه لكتب عقائدكم والبراك وغيرهم من علمائكم علماء الوهابية.