بسم الله والصلاة والسلام على حبيبي ونور عيني وفرحة قلبي محمد المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أوليائي وأحبائي أهل بيته الطيبين الطاهرين شفعائي يوم القيامة . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الربوبية والألوهية والعبودية والخالقية والرازقية والتدبير والحكم ، له ملكوت السموات والأرض ، كل الخلق عباده ، ولا يعلم الغيب إلا هو ، وقد يطلعه على من يشاء من عباده الذين اصطفى كما ورد في القرآن الكريم كتاب الله وكلامه تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، الذي لم يتغير منذ أنزله على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
عباس يا بني كنت أنتظر منك ومن علمائك كل شيء إلا ما سطرته ونقلته تحت ذلك العنوان أو السؤال والاستفتاء . فقد بهدلت نفسك ومن نقلته عنه ونزلت ، وقد كنت أنظر إليك باحترام بما أنك قارئ وباحث ، أما أن يصل بك الأمر إلى هذا الحضيض أو الغلو فتخرجنا أنت وسيد المفتي هذا من دائرة الإسلام فهذا والله هو التنطع والجهل . فقد قلت أو قال الذي نقلت عنه
( الجواب: ليس كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صار مسلما، فالمنافقون يشهدون هذه الشهادة ومع ذلك لا تنفعهم ، بل هم كما وصف الله عز وجل ( فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) ))
أنسيت حادثة ذلك الصحابي رضي الله عنه عندما قدر على عدوه في غزوة من الغزوات لا أذكرها الآن فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، ورغم ذلك قتله. ولما علم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالخبر غضب فقال الصحابي إنه قالها اتقاء أو ما شابه هذا القول . فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أفلا شققت عن صدره فاطلعت عليه؟ مستنكرا أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم ـــ إني أنقل الآن عن ذاكرتي فلا تلمني ــ
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد طلب منه أن يقتل رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول في حادثة الإفك وإذائه في أهله وزوجه عائشة كان يقول لا أفترضون أن يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه ؟ أو كما قال بأبي هو وأمي صلى الله عليه وآله وسلم. ولا شك أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولكن لا يعلمهم إلا الله سبحانه وتعالى علاّم الغيوب والأسرار والمطّلع على الأسرار وأخفى وعلى القلوب ، نعم لقد أطلع الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم على المنافقين وكان يعرفهم وكذلك أطلع الرسول صلى الله عليه وآله الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عته ، حتى أن عمر بن الخطاب خشي أن يكون منهم فكان يستخبر ويستعلم من حذيفة إن كان منهم . فراجع.ومن هم العلماء الذين نصّوا على أن الشيعة هم أشد كفرا من اليهود والنصارى أحبابكم سوى علمائكم كابن تيمية وما نقله عن الشعبي وكلام الشعبي ليس بقرآن وإنما هو مجرد سباب وليس بعلم وسوى ابن باز وقبله ابن عبد الوهاب وأمثالهم من السلفية الوهابية.
ثم اعلم أن ما جئت به وطلعت به علينا هنا ليس قرآنا منزلا حتى تستشهد به وليس هو كلام أصح كلام بعد كتاب الله فانتبه .
وقلت أو نقلت: (( قال الشيخ القحطاني الأندلسي في نونيته المشهورة :
لا تعتقد دين الروافض إنهم = أهل المحال وحِزبةُ الشيطان
إن الروافض شرّ من وطئ الحصى = من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخوّنوا أصحابه = ورموهم بالظلم والعدوان
حبوا قرابته وسبوا صحبه =جدلان عند الله منتقضان
فكأنما آل النبي وصحبه = روح يضم جميعها جسدان
وقد بسط القول فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في كتابه النافع : منهاج السنة النبوية ، وقد اختصره الشيخ عبد الله الغنيمان في مجلدين .))
يا سلام على هذا الكلام العلمي الحجة تستشهد بمنظومة نونية القحطاني وبكتاب منهاج السنة غير الموضوعي وغير العلمي الذي فيه الدواهي والخرافات والأساطير عن الشيعة ، وفيه رد وتكذيب لأحاديث صحيحة عند أهل السنة والجماعة وأحاديث جياد، تعصبا منه وحقدا على الشيعة وغيرة ونفسا على العلامة ابن المطهر الحلي وعلى شيخه الكبير والعالم الجليل نصير الدين الطوسي الذي حسده ابن تيمية على شهرته بين الفرق الإسلامية كلها منقذ الكتب الإسلامية من الزوال ومنجد العلماء من أهل السنة من القتل على يد المغول وهو الذي كان السبب في دخولهم إلى الإسلام وأنا أعلم موقفكم منه جيّدا ـــ أدعو كل من يتابع هذا التدخل إلى قراءة كتاب : الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي لحسن الأمين ـــ
وأما عن من يسب الصحابة فهذا وشأنه ، ثم إن الصحابة سب بعضهم بعضا فهل أخرجهم هذا السب من الإسلام ؟ بل وقاتل بعضهم بعضا وقتله ، ولعمري هذا أعظم من السبّ ، ونعت بعضهم بعضا بالنفاق ، ووو
أهذا ما عندكم يا قوم كدليل على كفرنا نحن المسلمين المؤمنين الموحّدين من الشيعة الاثني عشرية؟وقلت : ((والرافضة عموما يُعظّمون القبور والأموات ، والشرك أصل فيهم .وليس شيء أضرّ على الإسلام من الرافضة ، ومن قرأ التاريخ عَرَف ذلك .))
عفارم عليك وبرافو وهايل نحن لا نعظم القبر الحجر نعم نعظم الميت والكل يعلم أن المؤمن له حرمة حيا وميتا وأنت تقصد تعظيمنا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيم أولياء الله من أهل بيته عليهم السلام ، مثلنا مثل الصوفية بل وأهل السنة قاطبة منهم الإمام أحمد بن حنبل . فإذا كان تعظيم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيا وميتا ـــ والأنبياء أحياء في قبورهم ـــ إذا كان ذلك خروجا عن الإسلام ونفاقا فعلى الدنيا السلام . اشهدوا يا أيها المسلمون ماذا يقول هؤلاء وما وجدوا كدليل على نفاقنا وعدم صحة إسلامنا بل وإسلامكم يا أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية والصوفية لأنكم تعظمون الأموات وعلى رأسهم سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وتعظمون أولياء الله الصالحين من أهل البيت ومن غيرهم من الأتقياء .
واعلم أنه ليس شيء أضر على الإسلام منكم أنتم السلفية الوهابية وسلفكم من متعصبي الحنابلة المجسمة ومن قرأ التاريخ عرف ذلك . ويكفيك ما قاله ابن الجوزي عنهم في كتابه الصغير الكبير : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه فاقرأوه وما ذكره ابن الأثير عنهم في تاريخه عن حوادث سنين معينة ذكرها هناك . وأنا لا زلت أكتب معتمدا على ذاكرتي فقط ، وأنت كعادتك ابحث لنا وائتنا بذلك إن كانت لديك شجاعة.
وفيما يتعلق بإسقاط الخلافة العباسية وحكاية المغول فقد أجبتك قبله ودعوتك إلى قراءة كتاب حسن الأمين
اقرأوا لتضحكوا ما كتبه ابن تيمية في منهاجه ج3 ص 445-451 .
ولنرجع إلى كتب التاريخ ولعل خير كتاب نرجع إليه بالدرجة الأولى كتاب الحوادث الجامعة لابن الفوطي العلامة الحنبلي البغدادي ت 723هـ قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ 4/1493: ابن الفوطي العالم البارع المتفنن المحدث المفيد مؤرخ الآفاق مفخر أهل العراق ........ مولده في المحرم سنة642 ببغداد ، وأسر في الوقعة وهو حدث ـــ أسر في الوقعة : وقعة بغداد ـــ ثم صار إلى أستاذه ومعلمه خواجة نصير الدين الطوسي في سنة 660 هـ فأخذ منه علوم الأوائل ، ومهر على غيره في الأدب و...و... انتهى كما ذكره يعني ابن الفوطي كل من ابن شاكر في فوات الوفيات وابن كثير في تاريخه وقد ذكر عند علماء أهل السنة بالخير . المهم في كتابه الحوادث الجامعة يتعرّض لسقوط بغداد على يد هولاكو وليس في فيه أي ذكر لخواجة نصير الدين الطوسي ا, أن له يد في ذلك ، ويذكرون أنه ألف كتابه هذا بعد الواقعة بسنة واحدة .
وأما الحديث عن القرامطة وإدخالهم في الشيعة الاثني عشرية الإمامية فهو كإدخال شعبان في رمضان كما نقول نحن الجزائريين وما شابه من أمثال ، فما لنا وللقرامطة؟
ونقلت أو قلت أوقال المفتي : ((وما حصل في مخيّمات الفلسطينيين من قِبل حركة أمل الرافضية . وما يحصل الآن في العراق من تقتيل لأهل السنة .))
فيما يتعلق بأمل فهو كذب واتهام ونحن كلنا نعلم من هم القتلة من المسيحيين المتعاونين مع اليهود ولعلمك فقد كان هناك تقاتل بين الجميع في لبنان بل حتى بين حزب الله وأمل وهما من الشيعة كما تعلم فليس هذا دليلا أو حجة يستدل بها .
وعن المسلمين من السنة في العراق رحمهم الله ، فإن التقتيل يطال كذلك الشيعة كل يوم وخاصة في المواسم بل ويطال كل الفرق هناك على أيدي مبتغي الفتنة والطائفية من الفريقين أقصد المتعصبين منهم والقاعدة ليست ببعيدة . فمن فضلك .
زمن المضحكات المبكيات قولك أو قول المفتي: (( كل هذا وغيره يدلّ أوضح دلالة على أنهم أشد خطرا على الإسلام من أعدائه الظاهرين . ولكننا خُدعنا بشعراتهم البرّاقة ودعاواهم الفجّـة يوم أغفلنا قراءة التاريخ - القديم والحديث - قراءة فاحصة .
إلا أنه ينبغي التفريق بين الرافضة وبين الشيعة .
فالشيعة هم الذين كانوا في صدر الإسلام ، وكانوا يختلفون مع أهل السنة في قضايا فرعية ، ثم تطوّر الأمر إلى الرفض ثم إلى الغلوّ في الرفض .
ولذا ينبغي التنبه إلى تسمية الأشياء بأسمائها ، فلا يُسمون اليوم إلا ( الرافضة ) ولا يُقال لهم شيعة .والله تعالى أعلى وأعلم .))
لست أدري كيف هم خطر على الإسلام وهم كانوا دائما ولا يزالون يحيون شعائره ويقيمون دولا للإسلام وحضارات تركت بصماتها في تاريخ الإسلام والإنسانية واليوم لهم دولة رفعت شعار الإسلام لا إله إلا الله والله أكبر على رايتها بأسلوب فنّي بارع لا يفهمه من لم يكن له ذوق وليس شعار المملكة والعريية واسم العائلة الحاكمة وإنما الجمهورية الإسلامية والآذان يرفع في أرجاء البلاد كالبلاد التي بها أغلبية سنية أو البلاد التي بها أغلبية سلفية وهابية ، فأين الخطر ، ولماذا لا تقولون إن الخطر من أمريكا وإسرائيل ومن يخدمها ويتبعها ويصافح ويقبل ويعانق ويبتسم الابتسامات العريضة . نعم أنا أتحدث عن إيران لأنها هي البلد الذي تعنونه بكلامكم هنا .
ومن المضحك جدّا هذا التلاعب بالتسميات والزعم بأن الشيعة كانوا في صدر الإسلام وكانت هنالك اختلافات مع أهل السنة في قضايا فرعية ثم تطوّر الأمر ... يا سلام .
المهم أن هذا اعتراف منكم بوجود الشيعة منذ صدر الإسلام ولكن السؤال هل كانوا عربا أم فرسا كما تزعمون دائما ظنا منكم أن إيرا هي أصل التشيع ، ُم ألم تقولوا إن الشيعة هم الذين خذلوا الحسين عليه السلام بل هم الذين قتلوه فما هذا التناقض وقد كانوا في صدر الإسلام ؟!
هذا لعمري اكتشاف جديد وسبق وبدع من القول لا يسمون اليوم إلا الرافضة ، ألم تقولوا إنهم سموا رافضة لما رفضوا الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام لما طلبوا منه أن يتبرأ من الشيخين ؟! عجيب اثبتوا على أمر واحد يا قوم .
وأختم بما يلي : أنا أرى أن الرفض بدأ منذ يوم السقيفة على يد الصحابي الأنصاري سعد بن عبادة الذي رفض أن يعترف ويبايع لأبي بكر ولعمر وهدد عمر بقتله وهدد هو باستعمال سيفه ، حتى قتلته الجن زمن خلافة عمر . وكذلك كان رافضيا معاوية وحزبه من بعض الصحابة والتابعين وجيشه لما رفض الاعتراف بخلاف علي عليه السلام وبيعته بل وحاربه وقاتله بل وسبه ولعنه على المنابر وجعلها سنة استمرت طوال حكم بني أمية فيما عدا زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي أبطل اللعن والسب في نهاية خطبة صلاة الجمعة وجعل مكانه الآية الكريمة من سورة النحل رقم 90 (( إن الله يأمكر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون )) ، وكذا عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير وغيرهم ممن رفض أن يعترف لعلي عليه السلام وأن يبايعه بل قاتله وحاربه . أوليس هؤلاء روافض على حسب منطقكم ؟ يا قوم ؟ أم أن هؤلاء صحابة ولا يجوز أن ننظر إليهم هكذا وقد قال لهم الله تعالى اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، فإذا كان لدينا أربعة عشر 14 معصوما فإن لديكم اثنا عشر ألف معصوم على حسب مفهوم أصولكم .
لقد تسليت كثيرا بمثل هذه الفتوى ، لأنها تدل على مبلغ علمكم وإلى أين يمكن أن يذهب بكم حقدكم وتعصبكم . وسلام عليكم.