إن حقدالرافضة على السنة و أهلها؛ و حقدهم بالدرجة الأولى على أعلام الأمة لا يكاد ينتهي،و على رأس المطعون فيهم: الصحابة رضوان الله عليهم، اما صاحب النصيب الاكبر من ا لطعن و الأدى و التجريح فالصِّدِّيقَينِ أبي بكر و عمر، و ابنتيهما أم المؤمنين عائشة بنت الصديق ، و أم المؤمنين حفصة بنت الفاروق رضي الله عنهم أجمعين.
و قدعجبت و الله لقوم يدَّعون حب آل البيت و موالاتهم؛ ثم - دون خجل أو حياء - يقعون فيأزواج النبي صلى الله عليه و سلم، و هن على رأس آل البيت رغم أنوفهم، و العجب يزدادعندما نسمع طعنهم في الصديقة بنت الصديق، الطاهرة الطيبة زوج الطاهر الطيب صلى اللهعليه و على آله و صحبه و سلم، من برأها الله من فوق سبع سماوات و أنزل فيها قرآنايتلى إلى يوم القيامة، و كذا طعنهم في العفيفة الشريفة الزاهدة القانتة حفصة بنتعمر.
و إذا كان العجب ممن وقع فيهما رضي الله عنهما فالعجب العجاب ممن كفرهما!! و لم يتوقف الرافضة الخبثاء عند هذا الحد، بل زعموا أنهما تآمرتا على رسول الله معأبويهما ثم قامتا بسمه ليخلو المكان لأبويهما و يستأثرا بالحكم !!! سبحانك هذابهتان عظيم.
و هذا ما صرح به أصحاب العمائم - أكلة أموال الناس بالباطل باسمالخمس- من دعاة جهنم، و هو ما جاءت به أخبارهم و رواياتهم المكذوبة، و سطرته كتبهمو دواوينهم!.
و من الأكاذيب التي ذكروها في ذلك: ما جاء في تفسير قوله تعالى: **وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنمَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَعَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آلعمران144. عن أبي عبد الله جعفر الصادق قال: تدرون مات النبي صلى الله عليه و آلهأم قتل؟ إن الله يقول: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}، فسم قبل الموت،إنهما (أي عائشة و حفصة) سقتاه قبل الموت، فقلنا : إنهما و أبويهما شر من خلق الله) تفسير العياشي: 1/200 ؛ تفسير الصافي: 1/305 ؛ بحار الأنوار: 6/504 .
و يقولالخبيث المجلسي معلقا على هذه الرواية: إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق(ع) أن عائشة و حفصة [هكذا يقول الملعون] قتلتا رسول الله بالسم دبرتاه).حياة القلوب للمجلسي :2/700 .
فانظر إلى هؤلاء الأوباش كيف يختلقون الروايات، للطعن في الأولياء، و رميهم بالبهتان، و العياذ بالله.
و الله عز و جل يقول في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَإِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُيَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67و في الآية يأمر الله عز و جل نبيه، بتبليغ ما أُنزل إليه من ربه،دون الاهتمام لأمر الأعداء، و توعَّد الحق سبحانه و تعالى بعِصمة نبيه من الناسكافة، و الله لا يخلف الميعاد.
و قد كان صلى الله عليه و سلم قبل نزول هذه الآيةيُحْرس إلى أن نزلت فاكتفى بعصمت الله له و أمر الصحابة رضوان الله عليهم أنينصرفوا عن حراسته.
فعن عائشة [رضي الله عنها] قالت: كان النبي صلى الله عليهوسلم يُحْرَس حتى نزلت هذه الآية: ** وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } قالت: فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من القُبَّة، وقال: "يا أيها الناس، انصرفوافقد عصمني الله عز وجل".
أخرجه الترمذي لكن هؤلاء الجهلة الأفاكون، يدعون زورا أن الله أخلف وعده لنبيهبعصمته من الناس !!!، و في ذلك ما فيه من الجهل و الضلالات التي تزج بصاحبها فيظلمات الغي و الكفر.
إذ أن ادعاءهم هذا،يستلزم:
أ- نسبة الجهل إلى الله، و ذلك بعدم إطلاعه على موت النبي صلىالله عليه و سلم مسموما؛ من طرف من تكفل بحفظه منهم، فأطلق الحكم بعصمته من الناس؛و ذلك ما لم يحدث حسب زعم القوم، إذ كان قتله على يدي عائشة وحفصة!، و هذا هو الكفرالبواح.
ب- عدم وفاء الله بوعده، مما يستلزم إحدى صفتين؛ لا تليقان بالله عز وجل: الأولى: إخلاف الوعد، مما يستلزم وصف الله بالخيانة ،عياذا بالله، و هذا صريحالكفر .
الثانية: عجز الله تعالى عن الوفاء بما تعهد به من عصمة نبيه من الناس،مما يستلزم و جود مُعْجِز لله!!!، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، و لا أحد يشك أنهذا أكفر الكفر.
و بهذا يتبين ضلال القوم، و جهلهم بالله عز و جل **مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج74. وقال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاًقَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِسُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الزمر67