من تلك المصادر المهمة التي أشارت إلى هذه الحقيقة ما ورد في (مسند أحمد بن حنبل، ج44، ص328) الرواية عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أيسب رسول الله فيكم؟ قلت: معاذ الله أو سبحانه الله أو كلمة نحوها. قالت: سمعت رسول الله يقول: من سب علياً فقد سبني. وهذه أم المؤمنين أم سلمة، من سب عليا فقد سبني. إذن حتى لو تنزلنا وقلنا أن السب والشتم لا يدل على البغض فلا أقل أنه من سب علياً فقد سب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم يقول العلامة شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح. هذه الرواية الأولى في هذا المجال. هذه الرواية وردت في مصادر أخرى سأشير لها.
الرواية الثانية ما ورد في (مسند أبي يعلى الموصلي، ج12، ص444) للإمام الحافظ علي بن مثنى التميمي، المتوفى سنة 307هـ، الرواية بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها، قالت أم سلمة: رقم الحديث 7013، قالت أم سلمة: أيسب رسول الله على المنابر. ( ولا أعلم كيف أن علياً كان يسب على المنابر ومعاوية كان مخالفاً لذلك، أيعقل هذا. ) أُيسب رسول الله على المنابر. قلت: وأنى ذلك، كيف يعقل أن رسول الله يسب على المنابر. قالت: أليس يسب علي ومن يحبه، يعني ومن يحب علياً، فأشهد أن رسول الله كان يحبه، وهؤلاء يسبون علياً ومن يحب علياً، والرواية رجاله ثقات، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وأخرجه أحمد وهذا إسناد صحيح وذكره الهيثمي، وقد تكون بعض الطرق منقطعة أو بعض الطرق غير صحيحة ولكن الرواية لها طرق أخرى صحيحة ولا إشكال في ذلك.