ان فى ما تبينت من ادبار الدنيا عنى وجموح الدهر على احى قلبك بالموعظة وامته بالزهادة
وقوه باليقين ونوره بالحكمة وذلله بذكر الموة ولا تبع اخرتك بدنياك ودع القول فيما لاتعرف والخطاب فيما لم تكلف وامسك عن طريق اذا خفت ظلالته فان الكف عند حيرة الظلال خير من ركوب الاهوال
وامر بالمعروف تكن من اهله وانكر المنكر بيدك وبلسانك وباين من فعله بجهدك وجاهد فى الله حق جهاده ولا تاخذك فى الله لومتة لائم انى والم اكن عمرت عمر من كان قبلى فقد نظرت فى اعمالهم وفكرت
فى اخبارهم وسرت فى اثارهم حتى عدت كاجدهم بل كانى بما انتهى الى من امورهم قد عمرت مع اولهم الى اخرهم فعرفت صفوت ذالك من كدره فاياك والدنيا فانما اهلها كلاب عاوية وسباع ضاربة يهر بعضها بعضا
وياكل عزيزها ذليلها ويقهر كبيرها صغيرها نعم معقلة واخرى مهملة قد اضلت عقولها وركبت مجهولها سروح
عاهة بواد وعث ليس لها راع يقيمها ولا مسيم يسيمها سلكت بهم الدنيا طريق العمى واخذت بابصرهم
منار الهدى فتاهو فى حيرتها وغرقوا فى نعيمها واتخذوها ربا فلعبت بهم ولعبوا بها ونسوا ما وراءها
حق بهاذا الامام الجليل العضيم ان يقول لو كشف لى الغطاء ما ازددت يقينا قال البوصيرى رحمه الله
لم يزده كشف الغطاء يقينا بل هو الشمس ما عليها غطاء
اللهم صل على محمد وءال محمد نهج البلاغة