هذا الموضوع مؤخوذ من منتدى الدفاع عن لاهل السنة وكاتبه الوهابي عوض الشناوي . او سمح لنا المدير بذكر الموقع لكتبناه لكم . لم يتسنى الرد عليه هناك حيث حذفوا الموضوع وبهذه الطريقة تركنا المنتدى لانهم يحذفون رددود الشيعة عليهم ولا يوجد عندهمك القدرة على الاجابة . انهم يقومون يتلك العملية من اجل ان يبرزوا لوهابييهم انهم منتصرون .
سنجيب على ما تدعيه منقولا عن الوهابي حيث حذفوا مقالتنا هناك ولكن باذن الله مقالتنا ستعم بالفائدة علىكل عاقل, يعلم , يتدبر , يتحقق . والوهابية بريئة مما ذكرت .
حينما قرأت عن مظلومية الزهراء وبحث بشأن ذلك وتوصلت الى الحقيقة التي لا يختلف فيها اثنان الا من أضله الله وأعمى بصره وختم على قلبه وجدت أنه من الواجب علينا أن نبين لاخواننا ما ذا جرى لابنة النبي بعد وفاته حتى يكونوا على بصيرة من الأمر 0
طرفي القضية :
( 1) السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصفتها مجني عليها 0
( 2) صاحب النبي ووالد زوجته السيدة عائشة أبو بكر بصفته الجاني
وقائع الفضية :
تدور وقائع القضية وتبحث عن أحقية فدك لي من الطرفين المتنازعين وقد تشرفت بأن أكون محامي السيدة فاطمة ولكي أثبت لها هذا الحق وأرجو من الله التوفيق ولا سيما وانها عليها السلام لا تعرف الكذب فهي الصديقة بنت الصديق وزوج الصديق ووالدة الصديقين فقالقضية ليست صعبة ولكنني لما وجدت أن الغالبية العظمى من المسلمين يصدقون ابو بكر حتى جعلوه في مرتبة الانبياء وجدت انه من المنفروض علينا ان نقوم ببيان حقيقته أو شخصيته التي لا يعرفها أهل السنة الذين دائما وأبدا يقولون الكثير من فضائله ويعلم الله أن تلك اتلفضائل اما مسروقه واما مختلقة ولعنة الله على الظالمين0 ونبدأ معا سرد القضية حتى يتبين لنا الحق ومن هو المظلزدوم ومن هو الظالم وبد ذلك ندعو عليه كما جاء في كتاب ربنا سبحانه وتعالى فنقول ألا لعنة الله على الظالمين 0
وقائع القضية :التعريف ب ( فدك ) :فدك قرية في الحجاز بينها وبين المدينة يومان أو ثلاثة وهي أرض يهودية سكنها اليهود حتى السنة السابعة من الهجرة حيث قذف الله الرعب في قلوب أهلها فصالحوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على النصف منها وروي أنه صالحهم عليها كلها 0وقد ملكها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لأنها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب باجماع المسلمين 0روى أبو سعيد الخدري قال : ( لما نزلت " وآت ذا القربى حقه " قال رسول الله صلى الله عليه واله يا فاطمة لك فدك )وعن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : ( أقطع رسول الله صلى الله عليه واله فاطمة عليها السلام فدك ولما بويع أبو بكر واستقام له الأمر بعث الى فدك من أخرج وكيل فاطمة عليها السلام منها فجاءت فاطمة الى أبي بكر ثم قالت : لم تمنعني ميراثي من أبي رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله صلى الله عليه واله بأمر الله تعالى ؟ فقال هاتي عل ذلك بشهود فجاءت بأم أيمن فشهدت أن الله عز وجل أوصى الى رسوله صلى الله عليه وسلم : ( وآت ذا القربى حقه ) فجعل فدكا لها طعمة بأمر الله , فجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك فكتب لها كتابا ودفعه اليها فدخل عمر فأخذ الكتاب من فاطمة فمزقه فخرجت فاطمة باكية , فجاء علي الى أبي بكر وحوله المهاجرون والانصار فقال : يا ابا بكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله وقد ملكته في حياته فقال أبو بكر هذا فيئ المسلمين فان أقامت شهودا أن رسول الله جعله لها والا فلا حق لها فيه 0
فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا ابا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين 0
قال : لا فقال امير المؤمنين سلام الله عليه : فان كان في يد المسلمين شيئ يملكونه ثم ادعيت أنا فيه ممن تسأل البينة ؟
قال : اياك أسأل البينة
قال : فما بال فاطمة سألتها البينة عل مافي يديها وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه واله وبعده ولم تسأل البينة من المسلمين على دعواهم فسكت أبو بكر وقال عمر يا علي دعنا من كلامك فانا لا نقوى على حجتك فان اتيت بشهود عدول والا فهو فيئ المسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه 0فقال علي : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله 0 قال : نعم
قال الامام : أخبرني عن قول الله تعالى : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فيمن نزلت فينا أم في غيرنا ؟
قال : بل فيكم
قال الامام : فلو أن شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول الله بفاحشة ما كنت صانعا بها ؟
قال : كنت أقيم عليها الحد كما أقيمه على سائر النساء المسلمين 0
قال الامام : اذن كنت عند الله من الكافرين 0
قال : ولم ؟
قال الامام : لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله ورسوله أن جعل لها فدكا ثم قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها وأخذت منها فدكا وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله : ( البينة على المدعي واليمين على المدعي عليه فرددت قول رسول الله صلى الله عليه واله , فدمدم الناس وقالوا صدق والله علي
واذا كان موقف الخليفة صحيحا وأن النبي صلى الله عليه واله قال فعلا ( نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) فلماذا أهمل عمر بن الخطاب رواية الخليفة وطرحها جانبا وسلم فدكا الى العباس وعلي وموقفه منهما على انه سلم فدكا اليهما على أسلاس أنها ميراث رسول الله وذلك حينما تولى أمر الخلافة 0ان آيات الكتاب الحكيم لا تحرم ابناء الانبياء من ميراثهم فقد قال الله تعالى) : وورث سليمان داود ) ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ) (وأول الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) ( كتب عليكم اذا حضر أحدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المؤمنين ) ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ) آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل خالفها أبو بكر وأتى بحديث يخالف كتاب الله ولا سيما وأن سنة النبي بيان للقرآن لا تخالفه وانما تفسره وتوضحه وتبينه 0اننا نعتقد بأن تكذيب الزهراء عليها السلام من اعظم المصائب , ان مجرد تكذيب الزهراء عليها السلام وعدم قبول قولها مصيبة ما أعظمها مصيبة 0ليست القضية قضية فدك , وليست المسألة مسألة أرض وملك , انما القضية ظلم الزهراء عليها السلام وتضييع حقها وعدم اكرامها وايذائها واغضابها وتكذيبها 0
ان قضية فدك معروفة لدى الفريقين سنة وشيعة :
أما من أهل السنة :
فقد أخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت الآية : ( وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول الله صلى الله عليه واله فاطمة فأعطاها فدكا
وهذا الحديق مروي أيضا عن ابن عباس ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور 4 / 177 )
ومن رواته ايضا :
الحاكم والطبراني وابن البحار والهيثمي والذهبي والسيوطي والمتقي وغيرهم 0
ومن رواته :
ابن أبي حاتم حيث يروي هذا الخبر في تفسيره , ذلك التفسير الذي نص ابن تيمية في منهاج السنة على انه خال من الموضوعات 0 منهاج السنة 7/13 تفسير ابن أبي حاتم في نظر ابن تيمية خال من الموضوعات 0
وقد أقر بكون فدك ملكا للزهراء في حياة رسول الله صلى الله عليه واله وأن فدكا كانت عطية منه صلى الله عليه واله للزهراء البتول غير واحد من اعلام العلماء منهم : سعد الدين التفتازاني ومنهم ابن حجر المكي في الصواعق اذ يقول صاحب الصواعق : ان ابا بكر انتزع من فاطمة فدكا 0 ) الصواعق المحرقة : 31 ) فكانت فدكا بيد الزهراء وانتزعها ابو بكر 0
ولنا الحق أن نسأل :
لماذا انتزع ابو بكر فدك ؟ وبأي وجه ؟
لنفرض أن ابا بكر كان جاهلا بأن الرسول صلى الله عليه واله أعطاها وملكها ووهبها فدكا ؟ فهلا كان عليه أن يسألها قبل الانتزاع منها ؟
لو كان ابو بكر جاهلا بكون فدك ملك لها فهل كان يجوز له ان يطالبها بالبينة على كونها مالكة لفدك ؟
وعلى فرض انه كان له الحق في أن يطالبها البينة على كونها مالكة لفدك فقد شهد علي عليه السلام , فلماذا لم تقبل شهادته ؟ قيل أنه كان من اجتهاد ابو بكر عدم كفاية الشاهد الواحد وان علم صدقه 0
ملاحظة هامة :
ان القوم عندما يريدون ان يدافعوا عن ابي بكر يقولون: لعله كان من اجتهاده عدم قبول الشاهد الواحد وان كان يعلم بصدق هذا الشاهد ( شرح المواقف 8 / 356 )
نقول ( لكن رسول الله قبل بشهادة الواحد وهو خزيمة ذو الشهادتين وخبره موجود في كتب الفريقين بل انه صلى الله عليه واله قضى بشاهد واحد فقط في قضيته وكان الشاهد الواحد عبدالله بن عمر 0 وهذا الخبر موجود في البخاري وانه في جامع الاصول لابن الاثير : قضى بشهادة واحد وهو عبدالله بن عمر 0 ( جامع الاصول 10 / 557 )
أكان علي في نظر أبي بكر أقل من عبدالله بن عمر في نظر النبي ؟
ولو سلمنا جدلا حصول الشك لابي بكر وفرضنا ان ابابكر كان في شك من شهادة علي فهلا طلب من فاطمة ان تحلف ؟
فهلا طلب منها اليمين فتكون شهادة مع يمين ولا سيما ان الرسول قضى بشاهد ويمين 0
أيها الناس راجعوا الكتب راجعوا صحيح مسلم في كتاب الاقضية ( صحيح مسلم 5/128 ) وراجعوا صحيح أبو داود ( 3/419)
ايها الناس ان القضاء بشاهد ويمين هو الذي نزل به جبرئيل على النبي كما في كتاب الخلافة من كنز العمال 0
وهنا يقول صاحب المواقف وشارحها : لعله لم ير الحكم بشاهد ويمين ( شرح المواقف 8/ 356 )0
نقول وبالله التوفيق : كان على ابي بكر حينئذ أن يحلف هو , ولماذا لم يحلف والزهراء مازالت مطالبة بملكها ؟
وهذا كله بغض النظر عن عصمة الزهراء وبغض النظر عن عصمة علي سلام الله عليهما 0
اننا لو اردنا ان ننظر الى القضية كقضية حقوقية يجب ان تطبق عليها القواعد المقررة في كتاب الأقضية 0
وايضا فقد شهد للزهراء ولداها الحسن والحسين عليهما السلام وام ايمن ورسول الله يشهد بأنها من أهل الجنة كما في ترجمتها من كتاب الطبقات لابن سعد وفي الاصابة لابن حجر 0 ( الاصابة في معرفة الصحابة 4/432 )0
طيب نحن سلمنا جدلا ان فاطمة واهل البيت غير معصومين وسلمنا ايضا ان فدكا لم تكن بيد الزهراء في حياة النبي صلى الله عليه واله فلا ريب انها اي الزهراء من جملة الصحابة الكرام , أليس كذلك ؟
وقد كان لأحد الصحابة قضية مشابهة تماما لقضية الزهراء وقد رتب ابو بكر الاثر على قول ذلك الصحابي وصدقه في دعواه 0
هذا كله بعد التنزل عن عصمتها وعن شهادة علي والحسن والحسين وام ايمن وبعد التنزل عن كون فدك ملكا لها في حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم 0
فقد اخرج الشيخان عن جابر بن عبدالله الانصاري لنه لما جاء ابا بكر مال البحرين وعنده جابر قال جابر لابي بكر ان النبي صلى الله عليه واله قال لي اذا اتى مال البحرين حثوت لك ثم حثوت لك ثم حثوت لك , فقال ابو بكر لجابر : تقدم فخذ بعددها 0
نقول :
رسول الله صلى الله عليه واله ليس في هذا العالم , ويدعي جابر أنه قد وعده لو أتى مال البحرين لأعطيتك من ذلك المال كذا وكذا , وتوفى رسول الله وابو بكر خليفة رسول الله عندما وصل هذا المال أتاه جابر فقال له : ان رسول الله قال لي كذا , ورتب ابو بكر الاثر على قوله وصدقه وأعطاه من ذلك المال كما أراد 0
هذه هي القضية , تأملوا فيها وهي موجودة في الصحيحين ولاحظوا ما يقوله شراح البخاري : ( كيف لا يجوز لأبي بكر ان يصدق صحابي ودعواه على رسول الله وقد رحل رسول الله عن هذا العالم ثم اعطاه من مال المسلمين من بيت المال بقدر ما ادعاه ولم يطلب منه بينة ولا يمينا ) 0
لاحظوا ماذا يقولون 0000
يقول الكرماني في كتاب الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري وهو من اشهر شروح البخاري , يقول : ( وأما تصديق أبي بكر لجابر في دعواه فلقوله صلى الله عليه واله " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " فهو وعيد , ولا يظن بأن مثله - أي جابر - يقدم على هذا 0 ( الكواكب الدراري في شرح البخاري 10/125 )
الرد :
--------
فاذا كنتم لا تظنون بجابر ان يقدم على هذا الشيئ ويكذب على رسول الله , بل بالعكس تظنون كونه صادقا في دعواه , فهلا ظننتم هذا الظن بحق الزهراء وقد فرضناها مجرد صحابية كسائر الصحابة وتنزلنا عن كل ما هنالك كما كررنا 0
ثم لاحظوا قول ابن حجر العسقلاني في فتح الباري يقول : ( وفي هذا الحديث دليل على قبول خبر الواحد العدل من الصحابة ولو ( لو هذه وصلية ) جر ذلك نفعا لنفسه ) ( فتح الباري في شرح البخاري 4 / 357 )
فالحديث يدل على قبول خبره لان ابا بكر لم يلتمس من جابر شاهدا على صحة دعواه , وهلا فعل هذا مع الزهراء عليها السلام التي اخبرت بأن رسول الله نحلني فدكا , أعطاني فدكا , ملكني فدكا 0
ويقول العيني في كتاب عمدة القاري في شرح صحيح البخاري قلت : ( انما لم يلتمس شاهدا منه أي من جابر لانه عدل بالكتاب والسنة فأما الكتاب فقوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) وقوله ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) 0
فمثل جابر ان لم يكن من خير امة ممن يكون ؟
واما السنة : فلقوله صلى الله عليه واله " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) 0
لاحظوا بقية كلامه اذ يقول : ( ولا يظن بمسلم فضلا عن صحابي أن يكب على رسول الله متعمدا ) 0
( عمدة القاري في شرح البحاري 12 / 121 )
فكيف نظن بجابر هكذا ؟
اذا كان يجوز لالبي بكر ان يصدق جابرا في دعواه , اذن فلم لم يصدق الزهراء في دعواها ؟ وهل كانت أقل من جابر ؟ ألم تكن من خير أمة أخرجت للناس ؟ أيظن بها أن تتعمد الكذب على رسول الله ؟ وانت تقول : لا يظن بمسلم فضلا عن صحابي ان يكذب على رسول الله ؟
أقول
-----------
ما الفرق بين قضية جابر وقضية الصديقة الطاهرة عليها السلام بعد التنزل عن كل ما هنالك وفرضها واحدا او واحدة من الصحابة فقط ؟
ما الفرق ؟ لماذا يعطى جابر ؟ لماذا يكون الخبر الواحد هناك حجة ؟ لماذا لا يكذب جابر بل يصدق ويترتب الاثر على قوله بلا بينة ولا يمين ولا ولا ؟
اذن هناك شيئ اخر , اذن من وراء القضية - قضية الزهراء - شئ اخر 0
فرجعت فاطمة عليها السلام خائبة الى بيتها , ثم جاءت مرة اخرى لتطالب بفدك وغير فدك من باب الارث من رسول الله لان فدكا لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب بالاجماع وكل ما يكون كذا فهو ملك لرسول الله بالاجماع وكل ما يتركه المسلم بعده بالاجماع وكل ما يتركه المسلم من ملك او من حق فانه لوارثه من بعده بالاجماع , والزهراء أقرب الناس الى رسول الله في الارث بالاجماع 0
الأحاديث (
--------------------------
أخرج البخاري ومسلم عن عائشة - واللفظ للاول - ان فاطمة عليها السلام بنت النبي ارسلت الى ابي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي عن خمس خيبر فقال ابو بكر : ان رسول الله قال ( لا نورث ما تركناه صدقة انما يأكل آل محمد في هذا المال واني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله 0 فأبى أبو بكر أن يدفع الى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على ابي بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت , وعاشت بعد النبي ستة أشهر , فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ) 0
( البخاري باب غزوة خيبر , مسلم كتاب الجهاد والسير )
وهنا نسأل ونتساءل ايضا فنقول :
كيف يكون اخبار أبي سعيد وابن عباس وشهادة علي والحسنين وغيرهم في ان رسول الله اعطى فدكا للزهراء , هذه الاخبارات والشهادات كلها غير مقبولة ويكون خبر أبي بكر وحده في أن الأنبياء لا يورثون مقبولا ؟
لاحظوا آراء العلما في هذه القضية , فلقد اختلفت أراؤهم واضطربت كلماتهم اضطرابا فاحشا وكان أوجه حل للقضية أن يقال بأن الخبر متواتر ولم يكن ابو بكر لوحده هو الراوي لهذا الخبر وانما ابو بكر احد الرواة من الصحابة , وهنـــــــا نقــــــــــــــــــاط :
النقطة الاولى :
كيف لم يسمع هذا الحديث أحد من رسول الله ؟ ولم ينقله أحد ؟ وحتى أبو بكر لم يسمع منه هذا الخبر والاخبار به عن رسول الله الى تلك الساعة ؟
النقطة الثانية :
كيف لم يسمع أهل بيته هذا الحديث ؟ وحتى ورثته لم يسمعوا هذا الحديث؟ ولذا أرسلت زوجاته عليه السلام عثمان الى ابي بكر يطلبن بسهمهن من الارث ؟ هلا قال لهن عثمان - في الاقل - ان رسول الله قال كذا ؟ ولماذا مشى الى ابي بكر وبلغه طلب الزوجات ؟
النقطة الثالثة :
انه لو تنزلنا عن كل ذلك فان دعوى تواتر الخبر كاذبة لانهم ينصون على انفراد ابي بكر بهذا الخبر , وقد ذكروا ذلك في مباحث حجية خبر الواحد ومثلوا بهذا الخبر من جملة ما مثلوا , وان كنتم في شك من ذلك فارجعوا الى مختصر ابن الحاجب 0
( المختصر في علم الاسول 2 / 59 بشرح العضد والمحصول في علم الاصول للفخر الرازي , والمحصول في علم الاصول 2 / 85 , والمستصفى في علم الاصول للغزالي 2 / 121 ) والاحكام في اصول الاحكام للآمدي 2 / 75 , 348 ) , كشف الاسرار في شرح أصول البزدوي للبخاري 2 / 688 ) , وغيرها من الكتب , مضافا الى هذا هناك أيضا شواهد على انفراد أبي بكر بهذا الحديث , قراجعوا مثلا كتاب كنز العمال 2 / 605 ح 4071 ) وحتى المتكلمون أيضا يقرون بانفراد ابي بكر بهذا الحديث ( شرح المواقف 8 / 355 ) وشرح المقاصد 5 / 278 ) 0
النقطة الرابعة :
بل أقول ان ابا بكر أيضا ليس من رواة هذا الحديث لانه منفرد به , بل ان هذا الحديث موضوع وضعه بعض الناس دفاعا عن ابي بكر 0
يقول الحافظ عبدالرحمن بن يوسف بن خراش
هذا الحديث باطل وشعه مالك بن اوس بن الحدثان ) وهو الراوي للقصة :
فقد ذكر الحافظ بن عدي بترجمة الحافظ بن خراش المتوفي سنة 283 من الهجرة الذي ألف جزئين في مثالب الشيخين قال : سمعت عبدان يقول : قلت لابن خراش : حديث ما تركناه صدقة ؟ قال : باطل , اتهم مالك بن اوس بالكذب 0 ( الكامل في الضعفاء 5 / 518 )
اذن فكيف يريدون رفع اليد عن محكمات القرآن الحكيم بخبر موضوع يحكم ببطلانه هذا الحافظ الكبير الذي لأجل هذا الحكم بالنسبة لهذا الحديث ولأجل تأليفه جزئين في مثالب الشيخين رموه بالرفض ومع ذلك كل كتبهم مملوءة بأقواله وآارائه في الحديث والرجال 0
لاحظوا كيف يتهجم عليه الذهبي اذ يقول ( هذا الشيخ المغتر الذي ضل سعيه فانه كان حافظ زمانه وله الرحلة الواسعة والاطلاع الكثير والاحاطة وبعد هذا فما انتفع بعلمه ( وكأن الانتفاع بالعلم يكون فيما اذا كان ما يثوله في صالح القوم )( ميزان الاعتدال 2/ 260 تذكرة الحفاظ2 / 684 ,وانظر سير أعلام النبلاء 13 / 509 )0
مما سبق يتبين لنا أن أبا بكر ظلم السيدة الزهراء بدون وجه حق واغضبها وتوفيت وهي غاضبة عليه فيا ويله من اغضابها 0
سلام الله عليكي يا ابنة رسول الله
نسأل الله تعالى أن ينتقم ممن ظلمك