يا حسين يا للي قلبْْ المحب يهوى من يناديك
يا حسين خل اعيونْْ اتقبل اعيونك
عجائب زيارة الإمام الرضا عليه السلام
الكتاب: عجائب زيارة الإمام الرضا عليه السلام.
المؤلّف: الخطيب الشيخ حافظ الحدّاد.
الناشر: مكتبة الإمام الرضا عليه السلام ـ مشهد المقدّسة.
الطبعة: الأولى ـ سنة 1427 هـ.
المدخل
يبدأ ـ أوّلَ ما يبدأ المؤلف ـ بذكر آداب الزيارة التي لا ينبغي للمؤمن أن تفوته، فيبتدئ من بيته: بالغُسل ـ غسل الزيارة ـ والأذكار الخاصة، والآداب المسنونة في الروايات الشريفة. حتّى إذا بلغ القبرَ الطاهر أخذ بقراءة النصوص المباركة من: الشهادات بالتوحيد والنبوّة والإمامة، ثمّ الصلوات والتمجيدات والأدعية، يلهج بعد ذلك بذكر الأئمّة الهداة عليهم السلام بأسمائهم وألقابهم وفضائلهم، والدعاء للمؤمنين والمؤمنات خاصّةً الوالدين، وأداء صلاة الزيارة، ثمّ الوداع على حالٍ من الحسرة والشوق وطلب العودة، وعقد القلب على الرجوع في زيارةٍ أخرى، وأخيراً الخروج من تحت القبّة دون أن يُولّي الزائرُ وجهه عن القبر المبارك حتّى يغيب عن بصره.
هذا كلّه شَرَع به المؤلّف كمدخلٍ قبل مقدّمة كتابه.
المقدّمة
وقد قال فيها الشيخ الحدّاد:
الحديث حول شمس الشموس، وأنيس النفوس، المدفونِ بأرض طوس، النجمِ الساطع، الإمام الثامن، أبي الحسن عليِّ بن موسى الرضا عليه السلام، صعبٌ مستصعَب... لأنّك تتحدّث عن حُجّة الله في أرضه وسمائه، وخِيرَتِه مِن خَلقِه والصفوةِ من بريّته ، عن ابن خاتم الأنبياء والمرسلين، وسَليلِ سيّد الأوصياء والصالحين، ودُرّةِ سيّدة نساء العالمين.. وارثِ جميع الأنبياء والمرسلين.. النجم الساطع، والنور الباهر، الذي يُضيء القلوبَ والعقول والعوالم بأسرِها، سيدي ومولاي الإمام الرضا عليه السلام، وهو تلك العظمة، والبركة الكثيرة التي لا تنتهي خيراتها.
ثمّ بيّن فضيلة المؤلّف غرضَ تأليفه لهذا الكتاب بقوله:
وأنا في هذا الكتاب إنّما أرَدتُ أن اذكر شيئاً مِن هذه العظمة، وأن أتناول بصيصاً لنورٍ من أنوارها، وهو نورُ الزيارة الرضويّة، على صاحبها آلاف التحيّات.
ثمّ الكتاب
وهذه فصوله، بعناوينها ومواضيعها:
الفصل الأوّل ـ تاريخ مدينة مشهد المقدّسة: تناول فيه المؤلّف هذه الموضوعات: الموقع الجغرافي، سبب هجرة هارون العبّاسي من بغداد إلى خراسان، نوغان وطابران، ضجيج أرض طوس إلى الله تعالى، القبّة الشريفة، الإمام الرضا عليه السلام يصف قبره وروضته ويشمّ تربته، شُبهة وردّ.
كلّ ذلك مدعومٌ بالوثائق التاريخيّة والأخبار الموثّقة بالمصادر المشهورة.
الفصل الثاني ـ عظمة حَرَم الإمام الرضا عليه السلام وحُرْمة زُوّاره: وهو موضوع لافت للأذهان والقلوب معاً، طالما غفل عنه الكثيرون، فحُرمة المكان بحرمة المَكين. وقد جاء في الزيارة الجواديّة هذه العبار الطيّبة: « السلام على غَوثِ اللَّهفان، ومَن صارت به أرضُ خُراسانَ خُراسان » ( بحار الأنوار 53:102 / ح 11 ).
وقد استدلّ المؤلّف على عنوانه بأخبارٍ وقصصٍ موثوقة، ورواياتٍ عديدةٍ معروفة.
الفصل الثالث ـ فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام: بل فضائلها التي لا يتصوّرها الناس، عرض المؤلّف جملةً منها من خلال روايات وحكايات عديدة.
الفصل الرابع ـ آداب الزيارة: عرَضَها الشيخ الحدّاد على هذا النحو: النيّة، الغُسل، الوضوء، طهارة اللباس، التطيّب والتجمّل، الهدوء والسكينة ومراعاة الحدود الشرعيّة، الاستئذان، انكسار القلب، الزيارة، الصلاة، قراءة القرآن، أعمال أخرى.. ذلك ما بيّنه من خلال أخبارٍ شريفة ونصوصٍ منيفة، ثمّ شفَعَها بقصصٍ منقولةٍ في كتبٍ وثيقة بأسانيدَ معروفة.
الفصل الخامس ـ فوائد زيارة الإمام الرضا عليه السلام: دنيويّة وأُخرويّة، مادّية ومعنويّة.. وهي عديدة ومتنوّعة ومتشعّبة، وعجيبة وغريبة، ولكن صدّقَتْها الوقائع والوثائق التاريخيّة، وأذعنَت لها الأجيال مشاهدةً وسماعاً ونقلاً خَلَفاً عن سَلَف، منها:
قضاء الحوائج، استجابة الدعوات، نوال الأرزاق، شفاء الأمراض، تفريج الهموم والغموم، التوفيقات، الهدايات، زيادة المعارف والعلوم، الأمان من عذاب القبور، غفران الذنوب، حصول الثوابات العظيمة، الأمان يوم الحساب، نوال الشفاعات، النجاة من النار، دخول الجِنان، علوّ الدرجات.. وغيرها مؤيّدةً هذه وتلك بمجموعةٍ وفيرةٍ من الآيات والروايات، والقصص والحكايات، والكرامات.
الفصل السادس ـ كيفيّة الزيارة وأنواعها: في نصوصٍ طاهرةٍ نيّرةٍ جاءت، فعَرَضها المؤلّف بمتونها المحقّقة عن مصادرها الأصيلة.. وهي خمس زياراتٍ شريفة أعقبها بصلاة الزيارة، ودعاء الزيارة، ثمّ وداع الإمام الرضا عليه السلام.
الفصل السابع ـ غرائب زيارة الإمام الرضا عليه السلام: وهذا الموضوع هو ما أحبّ المؤلّف الفاضل الوقوفَ عنده، يؤيّده ويدعمه بالكرامات الرضويّة التي ظهرت للكثيرين حتّى اشتهرت ودُوِّنت في كتبٍ وثيقةٍ يُشار إليها ويُعتمَد عليها.
الفصل الثامن ـ أسماء الأماكن والصحون والأروقة، ومتعلّقات الحرم الرضويّ المبارك: ونستطيع أن نعبّر عن هذا الموضوع بأنّه استطلاعٌ مفصَّلٌ حول أجنحة الحرم المقدّس للمولى أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه: الضريح المبارك وتاريخه، القبّة الشريفة والمنارتان، صحون الحرم الشريف، المآمن، الأروقة، الإيوانات، الأماكن المتفرّقة ( مشربة الماء، المتاحف، دار الشفاء، الجامعة الرضويّة للعلوم الإسلاميّة، مَضيف العتبة الرضويّة، المكتبة المركزية ).
ثمّ ينتهي الكتاب في صفحاته الأخيرة بصورٍ جذّابة من مشاهد الحرم الرضويّ الطاهر، تتقدّمها خارطة تخطيطيّة كدليلٍ للمواقع الخاصّة فيه. وأخيراً الفهرس على نحوٍ من التفصيل.
وبعد الانتهاء من مطالعة هذا الكتاب النافع، يشعر القارئ الكريم أنّه كان في سياحةٍ روحيّة، وحالةٍ تربويّة أعدّته للقاء بأولياء الله تبارك وتعالى، وقد عاش نفحاتٍ ولائيّةً بين الترغيب والتشويق، والجنوح إلى آفاقٍ أعظم وأرقى من النوازع الدنيويّة، حتّى شعر بتوثيقٍ لولائه، وتجديدٍ لعهده وميثاقه مع آل الله، وتصديقٍ للكرامات المنسوبة إلى أئمّة الحقّ والهدى حتّى بعد شهادتهم سلام الله عليهم.
--
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~