الشناوي احمد المدير العام
عدد الرسائل : 506 تاريخ التسجيل : 20/02/2012
| موضوع: لماذا لاتحرر عقلك ايها الشيعي من معممي أسواق الباطل وحوانيت الضلال والبدع والخرافات والأوهام وترجع الي لباس التوحيد الأحد أغسطس 12, 2012 5:32 pm | |
| لماذا لاتحرر عقلك ايها الشيعي من معممي أسواق الباطل وحوانيت الضلال والبدع والخرافات والأوهام وترجع الي لباس التوحيد الدليل الاخير انقسام الناس عند تنصيب كل امام مما يثبت عدم وجود نص لاختيار الامام فرق الشـيعة بعـد اسـتشهاد الإمام علي عليه السلام فلما قتل عليٌّ صلوات الله عليه افترقت (الفرقة الأولى منها) التي أثبتت له الإمامة له من الله ورسوله فرضاً واجباً فصاروا فرقاً ثلاثة: 1- فرقةٌ منها قالت أن علياً لم يقتل ولم يمت ولا يموت حتى يملك الأرض ويسوق العرب بعصاه ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت ظلماً وجوراً، وهي أول فرقة قالت في الإسلام بالوقف بعد النبي من هذه الأمة، وأول من قال منها بالغلوّ وهذه الفرقة تسمى السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني وساعده على ذلك عبد الله بن حرس وابن أسود، وهما من أجلة أصحابه،
وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان من الصحابة وتبرأ منهم، وادعى أن علياً عليه السلام أمره بذلك، وأن التقية لا تجوز ولا تحل، فأخذه علي فسأله عن ذلك؟ فأقر به، وأمر بقتله، فصاح إليه الناس من كل ناحية يا أمير المؤمنين أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك؟ فسيره عليٌّ إلى المدائن، وحكى جماعة من أهل العالم: أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بهذه المقالة، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله في عليٍّ بمثل ذلك، وهو أول من شهد بالقول بفرض إمامة علي بن أبي طالب، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأكفرهم، فمن ها هنا قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية، ولما بلغ ابن سبأ وأصحابه نعيَ عليٍّ وهو بالمدائن وقدم عليهم راكب فسأله الناس، فقال ما خبر أمير المؤمنين؟ قال: ضربه أشقاها ضربة قد يعيش الرجل من أعظم منها ويموت من وقتها، ثم اتصل خبر موته فقالوا للذي نعاه: كذبت يا عدو الله! لو جئتنا والله بدماغه ضربة، فأقمت على قتله سبعين عدلاً ما صدقناك، ولعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، ويملك الأرض، ثم مضوا من يومهم حتى أناخوا بباب علي فاستأذنوا عليه استئذان الواثق بحياته الطامع في الوصول إليه، فقال لهم من حضره من أهله وأصحابه وولده، سبحان الله أما علمتم أن أمير المؤمنين قد استشهد؟ قالوا: إنا لنعلم أنه لم يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بسيفه وسوطه كما قادهم بحجته وبرهانه، وأنه ليسمع النجوى ويعرف تحت الديار المقفل ويلمع في الظلام كما يلمع السيف الصقيل الحسام، فهذا مذهب السبئية ومذهب الحربية وهم أصحاب عبد الله بن عمر بن الحرب الكندي في علي عليه السلام، وقالوا بعد ذلك في علي أنه إله العالمين وأنه توارى عن خلقه سخطاً منه عليهم وسيظهر.
2- وفرقةٌ قالت بإمامة محمد بن عليّ بن أبي طالب ابن الحنفية بعد علي لأنه كان صاحب راية أبيه يوم البصرة دون أخويه الحسن والحسين عليهما السلام، فسُمُّوا الكيسانية وهم المختارية، وإنما سُمُّوا بذلك لأن رئيسهم الذي دعاهم إلى ذلك المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وكان لقبه كيسان، وهو الذي طلب بدم الحسين بن علي وثأره حتى قَتَلَ قَتَلَتَهُ ومن قدر عليه ممن حاربه، وقتل عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وادَّعى أن محمد بن الحنفية أمره بذلك، وأنه الإمام بعد أبيه... وهؤلاء ساقوا الإمامة بعده إلى ابنه عبد الله أبي هاشم وبعده إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.
3- وفرقةٌ لزمت القول بإمامة الحسن بن علي بعد أبيه إلا شرذمة قليلة منهم فإنه لما وادع الحسن بن علي معاوية وأخذ منه المال الذي بعث له إليه على الصلح أزروا على الحسن وطعنوا فيه وخالفوه ورجعوا عن إمامته وشكُّوا فيها ودخلوا في مقالة جمهور الناس، وبقي سائرهم على القول بإمامته إلى أن قُتِل صلوات الله عليه. فقالوا بإمامة أخيه الحسين بن علي فلم يزالوا على ذلك حتى قُتِل الحسين، فلما قُتِل الحسين حارت فرقةٌ من أصحابه وقالوا: قد اختلف علينا فعل الحسن وفعل الحسين، لأنه إن كان الذي فعله الحسن حقا واجباً صوابا من موادعته معاوية وتسليمه الخلافة له عند عجزه عن القيام بمحاربته مع كثرة أنصار الحسن وقوته فما فعله الحسين من محاربته يزيد بن معاوية مع قلة أنصار الحسين وضعفهم وكثرة أصحاب يزيد حتى قتل وقتل أصحابه جميعاً، خطأ باطل غير واجب، فشكوا لذلك في إمامتهما فدخلوا في مقالة العوام ومذاهبهم وبقي سائر الناس أصحاب الحسين على القول بإمامته حتى مضى. فلما مضى افترقوا بعده ثلاث فرق: فرقةٌ قالت بإمامة محمد بن عليّ بن أبي طالب بن الحنفية وزعمت أنه لم يبق بعد الحسن والحسين أحد أقرب إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب من محمد ابن الحنفية فهو أولى الناس بالإمامة كما كان الحسين أولى بعد الحسن من ولد الحسن، فمحمد هو الإمام بعد الحسين. و(منهم) فرقةٌ قالت أن محمد بن الحنفية هو الإمام المهدي وهـو وصيُّ عليّ، ليس لأحد من أهل بيته أن يخالفه ولا يخرج عن إمامته ولا يشهر سيفه إلا بإذنه، وإنما خرج الحسن إلى معاوية محارباً له بإذنه، ووادعه وصالحه بإذنه، وخرج الحسين إلى قتال يزيد بن معاوية بإذنه، ولو خرجا بغير إذنه هلكا وضلا، وهم المختارية الخلص ويدعون الكيسانية وهم يقولون بالتناسخ ويزعمون أن الإمامة جرت في علي ثم في الحسن ثم في الحسين ثم في ابن الحنفية ومعنى ذلك أن روح الله صارت في النبي وروح النبي صارت في علي وروح علي صارت في الحسن (و هكذا روح كل إمام تحل في الذي بعده)... ويزعمون أن الصلاة في اليوم والليلة خمس عشرة صلوة كل صلوة سبع عشرة ركعة وكلهم لا يصلون!
و زعم صنف منهم أنهم (أي الأئمة) أربعة أسباط بهم يسقى الخلق الغيث ويقاتل العدو وتظهر الحجة وتموت الضلالة، من تبعهم لحق ومن تأخر عنهم محق، وإليهم المرجع وهم كسفينة نوح من دخلها صدق ونجا ومن تأخر عنها غرق..](المقالات والفرق: ص 15 إلى 27. وفرق الشيعة: ص 17 إلى 27.().
والفرق القائلة بإمامة محمد بن الحنفية كثيرة وصارت طوائف عديدة لكل طائفة مقالة، فصل الأشعري في ذكرها نختصر منها ما يلي: [منها طائفة قالت بإمامة عبد الله بن عمرو بن حرب الكندي الشامي بعد أبي هاشم بن محمد بن الحنفية وقالت بالغلو والتناسخ، وفرقةٌ قالت أن محمد بن الحنفية حي لم يمت بل غاب عن الأنظار وهو مقيم في جبال رضوى بين مكة والمدينة.. وأنه سيرجع ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجورا، وجماعة منهم قالوا بالرجعة إلخ..
و جماعة صاروا من أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع الأسدي وزعموا أنه لا بد من رسولين في كل عصر ولا تخلو الأرض منهما: واحدٌ ناطقٌ وآخر صامتٌ، فكان محمدٌ صلى الله عليه وآله ناطقاً وعليٌّ صامتاً، وتأوّلوا في ذلك قول الله: ثم أرسلنا رسلنا تترى، ثم ارتفعوا عن هذه المقالة إلى أن قال بعضهم هما آلهة، ثم إنهم افترقوا لما بلغهم أن جعفر بن محمد عليه السلام لعنهم ولعن أبا الخطاب وبرئ منه ومنهم، فصاروا أربع فرق، فرقةٌ منهم قالت أن جعفر بن محمد هو الله وأن أبا الخطاب نبي مرسل أرسله جعفر وأمر بطاعته! وأباحوا المحارم كلها من الزنا واللواط والسرقة وشرب الخمور... ومن أتباع أبي الخطاب سموا المخمّسة لأنهم زعموا أن الله عز وجل هو محمد وأنه ظهر في خمسة أشباح وخمس صور مختلفة أي ظهر في صورة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، وزعموا أن أربعة من هذه الخمسة تلتبس لا حقيقة لها والمعنى شخص محمد وصورته لأنه أول شخص ظهر وأول ناطق نطق، لم يزل بين خلقه موجودا بذاته يتكوَّن في أي صورة شاء، يظهر لخلقه في صور شتى من صورة الذكران والإناث والشيوخ والشباب الخ... وزعموا أن محمداً (أي تلك الحقيقة المحمدية الإلهية التي كانت أول شخص ظهر وأول ناطق نطق!) كان آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى، لم يزل ظاهرا في العرب والعجم، وكما أنه في العرب ظهر كذلك هو في العجم ظاهر في صورة غير صورته في العرب، في صورة الأكاسرة والملوك الذين ملكوا الدنيا وإنما معناهم محمد لا غيره تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. وأنه كان يظهر نفسه لخلقه في كل الأدوار والدهور، وأنه تراءى لهم بالنورانية فدعاهم إلى الإقرار بوحدانيته، فأنكروه، فتراءى لهم من باب النبوة والرسالة فأنكروه، فتراءى لهم من باب الإمامة فقبلوه، فظاهر الله عزوجل عندهم الإمامة وباطنه الله الذي معناه محمد... وله باب هو سلمان..(المقالات والفرق: ص 27 إلى 57.)(إلى آخر خرافاته
فرق الشيعة بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام [وأما الشيعة العلوية الذين قالوا بفرض الإمامة لعلي بن أبي طالب من الله ورسوله، فإنهم ثبتوا على إمامته ثم إمامة الحسن ابنه من بعده، ثم إمامة الحسين من بعد الحسن، ثم افترقوا بعد قتل الحسين رحمة الله عليه فرقاً:
فنزلت فرقةٌ منهم إلى القول بإمامة ابنه علي بن الحسين يسمَّى بسيد العابدين، وكان يكنَّى بأبي محمد ويكنَّى بأبي بكر وهي كنيته الغالبة عليه، فلم تزل مقيمة على إمامته حتى توفي رحمة الله عليه.
و فرقةٌ قالت: انقطعت الإمامة بعد الحسين، إنما كانوا ثلاثة أئمة (أي علي والحسن والحسين) مسمين بأسمائهم استخلفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وأوصى إليهم وجعلهم حججا على الناس وقواما بعده واحداً بعد واحد، فقاموا بواجب الدين وبينوه للناس حتى استغنوا عن الإمام بما أوصلوا إليهم من علوم رسول الله، فلا يثبتون إمامة لأحد بعدهم وثبتوا رجعتهم لا لتعليم الناس أمور دينهم ولكن لطلب الثأر وقتل أعدائهم والمتوثبين عليهم الآخذين حقوقهم وهذا معنى خروج المهدي عندهم وقيام القائم.
و فرقةٌ قالت: إن الإمامة صارت بعد مضي الحسين في ولد الحسن والحسين في جميعهم، فهي فيهم خاصة دون سائرهم من ولد علي، وهم كلهم فيها شرع سواء لا يعلمون أيّاً من أي، فمن قام منهم ودعا إلى نفسه وجرد سيفه فهو الإمام المفروض الطاعة بمنزلة عليّ بن أبي طالب موجوبةً إمامته من الله على أهل بيته وسائر الناس كلهم، وإن كانت دعوته وخطبه للرضا من آل محمد عليه السلام فهو الإمام، فمن تخلف عنه عند قيامه ودعائه إلى نفسه من جميع أهل بيته وجميع الخلق فهو كافر، ومن ادعى منهم الإمامة وهو قاعد في بيته مرخى عليه ستره فهو كافر مشرك ضال هو وكل من اتبعه على ذلك وكل من قال بإمامته ودان بها، وهؤلاء فرقةٌ من فرق الزيدية يسمُّون السرحوبية ويسمون الجارودية، وهم أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر وإليه نسبت الجارودية، وأصحاب أبي خالد يزيد بن أبي خالد الواسطي...]. و ذكرا من الزيدية فرقاً مختلفة في أقوالها: كالصباحية واليعقوبية والعجلية والبترية والمغيرية.. إلخ.
فرق الشيعة بعد وفاة الإمام السجّاد عليه السلام [وأما الذين أثبتوا الإمامة لعلي بن أبي طالب ثم للحسن ابنه ثم للحسين ثم لعلي بن الحسين، فإنهم نزلوا بعد وفاة علي بن الحسين إلى القول بإمامة أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين باقر العلم وأقاموا على إمامته إلى أن توفي رضوان الله عليه إلا نفراً يسيراً، فإنهم سمعوا رجلاً منهم يُقَال له عمر بن الرياح زعم أنه سأل أبا جعفر عن مسألة فأجابه عليها بجواب ثم عاد إليه في عام آخر فزعم أنه سأله تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الأول، فقال لأبي جعفر: هذا خلاف ما أجبتني فيه في هذه المسألة عامك الماضي!، فذكر أنه قال له: إن جوابنا ربما خرج على وجه التقية، فشك في أمره ورجع عن إمامته وقال لا يكون إماماً من يفتي بالباطل على شيء من الوجوه ولا في حال من الأحوال.. فمال بسببه إلى قول البترية ومال معه نفر يسير(علاوة على "عمر بن رياح" فإن سائر أصحاب الأشمة مثل : محمد بن سالم ومنصور بن حازم، وزياد بن أبي عبيدة، وزرارة بن أعين، ونصر الخثعمي و... واجه مثل هذه المشكلة وسألوا عنها الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام فسمعوا منهما أجوبة مختلفة !. (انظر "أصول الكافي" ج 1: باب "اختلاف الحديث" الأحاديث من 1 إلى 9).).
فرق الشيعة بعد وفاة الإمام محمد الباقر عليه السلام و بقي سائر أصحاب أبي جعفر محمد بن علي الباقر على القول بإمامته حتى توفي سنة 114 هـ، فلما توفي افترقت فرقته فرقتين: 1- فرقةٌ منها قالت بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب الخارج بالمدينة المقتول بها، وزعموا أنه القائم المهدي وأنه الإمام، وأنكروا قتله وموته، وقالوا هو حي لم يمت مقيم في جبل يقال له العلمية، وهو الجبل الذي في طريق مكة نجد الحائر على يسار الطريق، فهو عندهم مقيم فيه حتى يخرج.
2- والفرقة الأخرى نزلت إلى القول بإمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد فلم يزل يأتيه على إمامته أيام حياته، غير نفر منهم يسير، فإنهم لما أشار جعفر بن محمد إلى إمامة ابنه إسماعيل ثم مات إسماعيل في حياة أبيه رجع بعضهم عن إمامته وقالوا: كذبنا جعفر ولم يكن إماماً، لأن الإمام لا يكذب ولا يقول ما لا يكون، وحكوا عن جعفر أنه قال: إن الله بدا له في إمامة إسماعيل فأنكروا البداء والمشية من الله، وقالوا هذا باطل لا يجوز ومالوا إلى مقالة البترية ومقالة سليمان بن جرير.
و سليمان بن جرير هو الذي قال لأصحابه لهذا السبب: إن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين لا يظهرون معهما على كذب من أئمتهم أبداً وهما القول: بالبداء وإجازة التقية، فأما البداء فإن أئمتهم لما أحلوا أنفسهم من شيعتهم محل الأنبياء من رعيتها في العلم فيما كان ويكون والإخبار بما يكون في غد، فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه، قالوا لهم: ألم نعلمكم أن هذا يكون؟ فنحن نعلَّم من قِبَلِ الله ما عُلِّمَتْه الأنبياء، وإن لم يكن ذلك الشيء قالوا: بدا لله في ذلك فلم يُكَوِّنه! وأما التقيّةفلما كثرت على أئمتهم مسائل شيعتهم في الحلال والحرام وغير ذلك من صنوف أبواب الدين، فأجابوهم فيها وحفظ عنهم شيعتهم جواب ما سألوه وكتبوه ودونوه، ولم يحفظ أئمتهم تلك الأجوبة لتقادم العهد وتفاوت الأوقات، لأن مسائلهم لم ترد في يوم واحد ولا في شهر واحد بل في سنين متباعدة وشهور متباينة.. فوقع في أيديهم في المسألة الواحدة عدة أجوبة مختلفة متضادة، فلما وقفوا على ذلك منهم ردوا إليهم هذا الاختلاف والتخليط في جواباتهم، وسألوهم عنه وأنكروه عليهم، فقالت أئمتهم: إنما أجبنا بهذا للتقية ولنا أن نجيب بما أجبنا وكيف شئنا لأن ذلك إلينا ونحن أعلم بما يصلحنا وما فيه بقاؤنا وبقاؤكم وكف عدونا وعدوكم عنا وعنكم، فمتى يظهر من هؤلاء على كذب؟ ومتى يعرف حق من باطل؟ فمال إلى سليمان بن جرير لهذا القول جماعة من أصحاب جعفر وتركوا القول بإمامة جعفر. فرق الشيعة بعد وفاة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
فلما توفي أبو عبد الله جعفر بن محمد افترقت بعده شيعته ست فرق: 1- فرقةٌ منها قالت إن جعفر بن محمد حي لم يمت ولا يموت حتى يظهر ويلي أمر الناس، وهو القائم المهدي، وزعموا أنهم رووا عنه أنه قال: إن رأيتم رأسي قد أهوى عليكم من جبل فلا تصدقوه فإني أنا صاحبكم! وهذه الفرقة تسمى الناووسية لرئيس كان لهم من أهل البصرة يقال له فلان بن الناووس.
2- وفرقةٌ زعمت أن الإمام بعد جعفر ابنه إسماعيل بن جعفر، وأنكرت موت إسماعيل في حياة أبيه، وقالوا كان ذلك على جهة التلبيس على الناس لأنه خاف فغيَّبَه عنهم، وزعموا أن إسماعيل لا يموت حتى يملك الأرض ويقوم بأمر الناس، وأنه هو القائم لأن أباه أشار إليه بالإمامة بعده وقلدهم ذلك له، وأخبرهم أنه صاحبهم، والإمام لا يقول إلا الحق، فلما أظهر موته علمنا أنه قد صدق وأنه القائم لم يمت، وهذه الفرقة هم الإسماعيلية الخالصة، وأم إسماعيل وعبد الله ابني جعفر فاطمة بنت الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب.
3- وفرقةٌ ثالثة زعمت أن الإمام بعد جعفر، محمد بن إسماعيل بن جعفر، وأمه أم ولد وقالوا أن الأمر كان لإسماعيل في حياة أبيه فلما توفي قبل أبيه جعل جعفر بن محمد الأمر لمحمد بن إسماعيل وكان الحق له، ولا يجوز غير ذلك لأنها لا تنتقل من أخ إلى أخ بعد حسن وحسين، ولا تكون إلا في الأعقاب.
أما الإسماعيلية الخالصة فهم الخطابية أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع لعنه الله، وقد دخلت منهم فرقةٌ في فرقة محمد بن إسماعيل وأقروا بموت إسماعيل في حياة أبيه وكانت الخطابية الرؤساء منهم قتلوا مع أبي الخطاب، وكانوا قد لزموا المسجد بالكوفة وأظهروا التعبد وكانوا يدعون إلى أمرهم سرّاً فبلغ خبرهم عيسى بن موسى عامل أبي جعفر المنصور على الكوفة وأنهم قد أظهروا الإباحات ودعوا الناس إلى نبوّة أبي الخطاب، فبعث إليهم رجلاً من أصحابه في خيل ورجالة ليأخذهم ويأتيه بهم فامتنعوا عليه وحاربوه فقتلهم جميعاً وكانوا سبعين رجلاً ولم يفلت منهم إلا رجل واحد هو أبو خديجة سالم بن مكرم... ومن القائلين بإمامة محمد بن إسماعيل فرقةٌ عرفت بالقرامطة يقولون بسبعة من الأئمة: علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ومحمد بن إسماعيل الذي هو الإمام القائم...
4- وقالت الفرقة الرابعة من أصحاب جعفر بن محمد أن الإمام بعد جعفر بن محمد ابنه محمد، وأمه أم ولد يقال لها حميدة، كان هو وموسى واسحق بنو جعفر لأم واحدة، فجعل هؤلاء الإمامة في محمد بن جعفر وفي ولده من بعده وهذه الفرقة تسمى السميطية نسبة لرئيس لهم كان يقال له يحيى بن أبي السميط.
5- والفرقة الخامسة منهم قالت الإمامة بعد جعفر في ابنه عبد الله بن جعفر، وذلك أنه كان عند مضي جعفر أكبر أولاده سنا وجلس مجلس أبيه بعده، وادعى الإمامة ووصية أبيه واعتلوا في ذلك بأخبار رويت عن جعفر وعن أبيه أنهما قالا: الإمامة في الأكبر من ولد الإمام إذا نصب، فمال إلى عبد الله وإمامته جل من قال بإمامة أبيه وأكابر أصحابه،إلا نفر يسير عرفوا الحق، وامتحنوا عبد الله بالمسائل في الحلال والحرام والصلاة والزكاة والحج فلم يجدوا عنده علما، وهذه الفرقة القائلة بإمامة عبد الله بن جعفر هم المسمون بالفطحية، سموا بذلك لأن عبد الله كان أفطح الرأس وقال بعضهم كان أفطح الرجلين.. ومال عند موت جعفر والقول بإمامة عبد الله عامة مشايخ الشيعة وفقهاؤها ولم يشكوا إلا أن الإمامة في عبد الله وفي ولده من بعده.
فلما مات عبد الله ولم يخلف ذكرا ارتاب القوم واضطربوا وأنكروا ذلك فرجع عامة الفطحية، إلا القليل منهم، عن القول بإمامة عبد الله إلى القول بإمامة أخيه موسى بن جعفر. وشذت منهم فرقةٌ بعد وفاة موسى بن جعفر فادعت أن لعبد الله (الأفطح) ابنا ولد له من جارية يقال له محمد، وأنه تحول بعد موت أبيه إلى خراسان فهو مقيم بها وأنه حي إلى اليوم وأنه الإمام بعد أبيه وهو القائم المنتظر.
6- وقالت الفرقة السادسة أن الإمام موسى بن جعفر بعد أبيه وأنكروا إمامة عبد الله وخطَّؤوه في جلوسه مجلس أبيه وادعائه الإمامة، وكان فيهم من وجوه أصحاب جعفر بن محمد مثل: هشام بن سالم الجواليقي، وعبد الله بن أبي يعفور، وعمر بن يزيد بياع السابري، ومحمد بن النعمان أبي جعفر الأحول مؤمن الطاق، وعبيد بن زرارة بن أعين، وجميل بن دراج، وأبان بن تغلب، وهشام بن الحكم، وغيرهم من وجوه شيعته وأهل العلم منهم والفقه والنظر، وهم الذين قالوا بإمامة موسى بن جعفر عند وفاة أبيه، إلى أن رجع إليهم عامة أصحاب جعفر عند وفاة عبد الله، فاجتمعوا جميعاً على إمامة موسى، إلا نفراً منهم فإنهم ثبتوا على إمامة عبد الله، ثم إمامة موسى بعده وأجازوها في أخوين بعد أن لم يجز ذلك عندهم إلى أن مضى جعفر فيهم، مثل عبد الله بن بكير بن أعين، وعمار بن موسى الساباطي، وجماعة معهم، ثم إن جماعة من المؤتمّين بموسى بن جعفر اختلفوا في أمره وشكوا في إمامته عند حبسه في المرة الثانية التي مات فيها في حبس هارون الرشيد، فصاروا خمس فرق
فرق الشيعة بعد وفاة الإمام موسى الكاظم عليه السلام 1- فرقةٌ منها زعمت أنه مات في حبس هارون، وكان محبوسا عند السندي بن شاهك، وإن يحيى بن خالد البرمكي سمه في رطب وعنب بعثه إليه فقتله، وأن الإمام بعد أبيه علي بن موسى الرضا، فسميت هذه الفرقة القطعية لأنها قطعت على وفاة موسى وإمامة علي بن موسى ولم تشك في أمرها ولا ارتابت، وأقرت بموت موسى وأنه أوصى إلى ابنه علي أشار إلى إمامته قبل حبسه ومرت على المنهاج الأول.
2- وقالت الفرقة الثانية أن موسى بن جعفر لم يمت، وأنه حي لا يموت حتى يملك شرق الأرض وغربها ويملأها كلها عدلاً كما ملئت جورا وأنه القائم المهدي، وزعموا أنه لما خاف على نفسه القتل خرج من الحبس نهارا ولم يره أحد ولم يعلم به، وأن السلطان وأصحابه ادعوا موته وموّهوا على الناس ولبّسوا عليهم برجل مات في الحبس فأخرجوه ودفنوه في مقابر قريش، في القبر الذي يدعى أنه قبر موسى بن جعفر، وكذبوا في ذلك، إنما غاب عن الناس واختفى. ورووا في ذلك روايات عن أبيه جعفر: أنه قال: " هو القائم المهدي فإن يدَهدَه رأسه من جبل فلا تصدقوا فإنه صاحبكم القائم ".
3- وقالت فرقةٌ أنه القائم وقد مات فلا تكون الإمامة لأحد من ولده ولا لغيرهم حتى يرجع فيقوم ويظهر، وزعموا أنه قد رجع بعد موته إلا إنه مختف في موضع من المواضع يعرفونه يأمر وينهى وأن من يوثَّق من أصحابه يَلقونَه ويَرونه.
4- وقالت فرقةٌ منهم لا يُدْرَى أحي هو أم ميت؟ لأنا قد روينا فيه أخبارا كثيرة تدل على أنه القائم المهدي فلا يجوز تكذيبها، وقد ورد علينا من خبر وفاته مثل الذي ورد علينا من خبر وفاة أبيه وجده والماضين من آبائه في معنى صحة الخبر، فهو أيضاً مما لا يجوز رده وإنكاره.. فوقفنا عند ذلك على إطلاق موته وعن الإقرار بحياته، ونحن مقيمون على إمامته لا نتجاوزها إلى غيره حتى يصح لنا أمره..
5- وفرقةٌ منهم يقال لها الهسموية أصحاب محمد بن بشير مولى بني أسد من أهل الكوفة، قالت إن موسى بن جعفر لم يمت ولم يحبس، وأنه غاب واستتر، وهو القائم المهدي، وأنه في وقت غيبته استخلف على الأمة محمد بن بشير وجعله وصيه وأعطاه خاتمه وعلمه جميع ما يحتاج إليه رعيته... فهو الإمام، وزعموا أن علي بن موسى وكل من ادعى الإمامة من ولده وولد موسى بن جعفر فمبطلين كاذبين، غير طيبي الولادة ونفوهم عن أنسابهم، وكفروهم لدعواهم الإمامة وكفروا القائلين بإمامتهم... وقالوا بإباحة المحارم وبالتناسخ ومذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة المفرطة.... وعرفوا أيضاً بالواقفة.
فرق الشيعة بعد وفاة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
ثم إن أصحاب علي بن موسى الرضا اختلفوا بعد وفاته فصاروا خمس فرقة
1- فرقةٌ قالت الإمام بعد علي بن موسى ابنه محمد بن علي ولم يكن له غيره، وكان متزوجا من ابنة المأمون، واتبعوا الوصية والمنهاج الأول من لدن النبي صلى الله عليه وآله.
2- وفرقةٌ قالت بإمامة أحمد بن موسى بن جعفر، قطعوا عليه وادعوا أن الرضا أوصى إليه وإلى الرضا، وأجازوها في أخوين ومالوا في مذاهبهم إلى شبيه بمذاهب الفطحية أصحاب عبد الله بن جعفر.
3- وفرقةٌ تسمى المؤلفة من الشيعة قد كانوا نصروا الحق وقطعوا على إمامة علي بن موسى بعد وقوفهم على موسى وإنكار موته فصدقوا بموته وقالوا بإمامة الرضا. فلما توفي رجعوا إلى القول بالوقف على موسى بن جعفر.
4- وفرقةٌ تسمى المحدثة كانوا من أهل الإرجاء وأصحاب الحديث من العامة، فدخلوا في القول بإمامة موسى بن جعفر، وبعده لعلي بن موسى وصاروا شيعة رغبة في الدنيا وتصنعا، فلما توفي علي بن موسى رجعوا إلى ما كانوا عليه من الإرجاء.
5- وفرقةٌ كانت من الزيدية الأقوياء منهم والبصراء لزيد فرجعوا عن مقالتهم ودخلوا في القول بإمامة علي بن موسى عندما أظهر المأمون فضله وعقد على الناس بيعته، تصنعا للدنيا، واستكالوا الناس بذلك عصرا، فلما مضى علي بن موسى رجعوا إلى قومهم من الزيدية.
و كان سبب الفرقتين اللتين ائتمَّت إحداهما بأحمد بن موسى ورجعت الأخرى إلى القول بالوقف، أن أبا الحسن الرضا توفي وابنه محمد ابن سبع سنين، فاستصبوه واستصغروه وقالوا: لا يجوز أن يكون الإمام إلا بالغا...
أما الذين قالوا بإمامة أبي جعفر محمد بن علي بن موسى فاختلفوا في كيفية علمه وكيف وَجْهُ ذلك لحداثة سنِّهِ ضروبا من الاختلاف، فقال بعضهم لبعض الإمام لا يكون إلا عالماً وأبو جعفر غير بالغ وأبوه قد توفي فكيف علم ومن أين علم؟ (وذكر المصنفان آراءهم المتعددة في هذا الأمر). فرق الشيعة بعد وفاة الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام
ثم نزل أصحاب محمد بن علي الذين ثبتوا على إمامته إلى القول بإمامة ابنه ووصيه علي بن محمد فلم يزالوا على ذلك إلا نفر منهم يسير عدلوا عنه إلى القول بإمامة أخيه موسى بن محمد (المبرقع) ثم لم يثبتوا على ذلك قليلاً حتى رجعوا إلى إمامة علي بن محمد ورفضوا إمامة موسى، لأن موسى كذبهم وتبرأ منهم.. فلم يزالوا كذلك حتى توفي علي بن محمد بسُرَّ مَن رأى... و قد شذَّت فرقةٌ من القائلين بإمامة علي بن محمد في حياته فقالت بنبوة رجل يقال له محمد بن نصير النميري كان يدّعي أنه نبيٌّ رسولٌ، وأن عليّاً بن محمد العسكري أرسله وكان يقول بالتناسخ، ويغلو في أبي الحسن (أي الإمام علي بن محمد الهادي) ويقول فيه بالربوبية ويقول بالإباحة للمحارم ويحلّل نكاح الرجال بعضهم بعضاً في أدبارهم، ويزعم أن ذلك من التواضع والإخبات والتذلل في المفعول به! (وغير ذلك من أقوالهم القبيحة)... فسميت هذه الفرقة النميرية. فرق الشيعة بعد وفاة الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام
فلما توفي علي بن محمد بن علي بن موسى قالت فرقةٌ من أصحابه بإمامة ابنه محمد، وكان قد توفي في حياة أبيه بسر من رأى، زعموا أنه حي لم يمت، واعتلوا في ذلك بأن أباه أشار إليه وأعلمهم أنه الإمام بعده، والإمام لا يجوز عليه الكذب ولا يجوز البداء فيه، وإن ظهرت وفاته في حياة أبيه فإنه لم يمت في الحقيقة ولكن أباه خاف عليه فغيبه، وهو المهدي القائم، وقالوا فيه بمثل مقالة أصحاب إسماعيل بن جعفر.
و قال سائر أصحاب علي بن محمد بإمامة ابنه الحسن بن علي (أي العسكري)، وثبَّتوا له الإمامة بوصية أبيه إليه، إلا نفراً قليلاً فإنهم مالوا إلى أخيه جعفر بن علي...
فرق الشيعة بعد وفاة الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام فلما توفي الحسن بن علي اختلف أصحابه من بعده وافترقوا إلى خمس عشرة فرقة:
1- ففرقةٌ منها وهي المعروفة بالإمامية قالت لله في أرضه بعد مضي الحسن بن علي حجة على عباده وخليفة في بلاده قائم بأمره، من ولد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا...
2- وقالت الفرقة الثانية أن الحسن بن علي حي لم يمت وإنما غاب وهو القائم ولا يجوز أن يموت الإمام ولا ولد له ولا خلف معروف ظاهر...
3- وقالت الفرقة الثالثة أن الحسن بن علي مات وعاش بعد موته وهو القائم، واحتجوا برواية رووها عن جعفر بن محمد أنه قال: إنما سمي القائم قائماً لأنه يقوم بعد أن يموت! ولأن الأرض لا تخلو من حجة ظاهرة.
4- وقالت الفرقة الرابعة أن الحسن بن علي قد صحَّت وفاته كما صحت وفاة آبائه بتواطؤ الأخبار التي لا يجوز تكذيب مثلها، وصح بمثل هذه الأسباب أنه لا خلف له، فلما صح عندنا الوجهان ثبت أن لا إمام بعد الحسن بن علي وأن الإمامة انقطعت، وذلك جائز في المعقول والقياس، فكما جاز أن تنقطع النبوة بعد محمد فلا يكون بعده شيء، كذلك جاز أن تنقطع الإمامة.
5- وقالت الفرقة الخامسة أن الحسن بن علي قد مات. وصح موته ولا خلف له وانقطعت الإمامة إلى وقت يبعث الله فيه قائماً من آل محمد ممن قد مضى، إن شاء بعث الحسن بن علي وإن شاء بعث غيره من آبائه.
6- وقالت الفرقة السادسة أن الحسن وجعفر (الكذاب) لم يكونا إمامين، فإن الإمام كان محمد الميت في حياة أبيه، إذ قد ثبتت إشارة أبيه إليه بالإمامة، وأن أباهما لم يوص لواحد منهما ولا أشار له بإمامة، وادعى بعضهم أنه (أي محمد بن علي) حي لم يمت وأن أباه غيبه وستره خوفا عليه، (و قالوا وإن بطلت إمامة محمد كما بطلت إمامة الحسن وجعفر، بطلت إمامة أبيهم أبي الحسن وإمامة الأئمة الماضين من آبائه؛ وهذا لا يجوز فذلك لا يكون.
7- وقالت الفرقة السابعة أن الحسن بن علي توفي ولا عقب له والإمام بعده جعفر بن علي أخوه، وذهبوا في ذلك إلى بعض مذاهب الفطحية في عبد الله وموسى ابني جعفر.
8 - وقالت الفرقة الثامنة أن الإمام جعفر بن علي وأن إمامته أفضت إليه من قبل أبيه علي بن محمد وأن القول بإمامة الحسن كان غلطاً وخطأً وجب الرجوع عنه إلى إمامة جعفر.
9- وقالت الفرقة التاسعة بمثل مقالة الفطحية الفقهاء منهم وأهل النظر أن الحسن بن علي توفي وهو إمام بوصية أبيه إليه، وأن الإمامة لا تكون إلا في الأكبر من ولد الإمام، ممن بقي منهم بعد أبيه فالإمام بعد الحسن بن علي: جعفر أخوه، لا يجوز غيره إذ لا ولد للحسن معروف ولا أخ إلا جعفر في وصية أبيه، كما أوصى جعفر بن محمد (أي الصادق) إلى عبد الله لمكان الأكبر ثم جعلها من بعد عبد الله لموسى أخيه.
10- وقالت الفرقة العاشرة أن الإمام كان محمد بن علي بإشارة أبيه إليه ونصبه له إماماً، ثم بدا لله في قبضه إليه في حياة أبيه وأوصى محمد إلى جعفر أخيه بأمر أبيه ووصاه ودفع الوصية والعلوم والسلاح إلى غلام له يقال له نفيس لما كان في خدمة أبي الحسن، وهذه الفرقة تسمى نفيسية.
11- وقالت الفرقة الحادية عشرة أن الحسن بن علي قد توفي وهو إمام وخلف ابنا بالغا يقال له محمد، وهو الإمام من بعده وأن الحسن بن علي أشار إليه ودل عليه وأمره بالاستتار في حياته مخافة عليه، فهو مستتر خائف في تقيَّةٍ من عمه جعفر، وأنه قد عرف في حياة أبيه ولا ولد للحسن بن علي غيره، فهو الإمام وهو القائم لا محالة.
12- وقالت الفرقة الثانية عشرة بمثل هذه المقالة في إمامة الحسن بن علي وأن له خلفا ذكرا يقال له علي، وكذّبوا القائلين بمحمد، وزعموا أنه لا ولد للحسن غير علي.
13- وقالت الفرقة الثالثة عشرة أن للحسن بن علي ولدا ولد بعده بثمانية أشهر وأنه مستتر لا يعرف اسمه ولا مكانه، واعتلوا في تجويز ذلك بحديث يروى عن أبي الحسن الرضا أنه قال: ستبتلون بالجنين في بطن أمه والرضيع!
14- وقالت الفرقة الرابعة عشرة لا ولد للحسن بن علي أصلاً لأنا تبحرنا ذلك بكل وجه وفتشنا عنه سرا وعلانية، وبحثنا عن خبره في حياة الحسن بكل سبب فلم نجده، ولو جاز أن يقال في مثل الحسن بن علي وقد توفي ولا ولد له ظاهر معروف، أن له ولدا مستورا، لجاز مثل هذه الدعوى في كل ميت من غير خلف ولجاز مثل ذلك في النبي صلوات الله عليه أن يقال خلف ابنا رسولا نبيا، ولجاز أن تدعي الفطحية أن لعبد الله بن جعفر ولدا ذكرا إماماً!
15- وقالت الفرقة الخامسة عشرة نحن لا ندري ما نقول في ذلك وقد اشتبه علينا الأمر فلسنا نعلم أن للحسن بن علي ولدا أم لا؟ أم الإمامة صحت لجعفر أم لمحمد؟ وقد كثر الاختلاف. إلا أننا نقول أن الحسن بن علي كان إماماً مفترض الطاعة ثابت الإمامة، وقد توفي عليه السلام وصحت وفاته، والأرض لا تخلو من حجة، فنحن نتوقف ولا نقدم على القول بإمامة أحد بعده، ولا ننكر إمامة أبي محمد ولا موته، ولا نقول أنه رجع بعد موته ولا نقطع على إمامة أحد من ولد غيره، ولا ننتميه حتى يظهر الله الأمر إذا شاء ويكشف ويبينه لنا.]
تلك كانت أهم فرق الشيعة نقلناها حرفياً مما أروده اثنان من كبار محدثي وعلماء الإمامية الموثوقين القدماء الذين عاصرا عديدا من هذه الفرق أو كانا قريبي العهد بها، فالأشعري القمي توفي سنة 301 هـ وأدرك اثنين أو ثلاث من الأئمة الاثني عشر، وكذلك النوبختي المتوفى فيما بين 300 و310 هـ..
فلو كان لتلك الأحاديث النبوية المدعاة، التي فيها النص، بتلك الصراحة والوضوح، على أسماء الأئمة الاثني عشر، حقيقةٌ وواقعٌ؛ فهل كان من الممكن أن تنشأ كل تلك الفرق المتعددة والنحل المختلفة في أوساط الشيعة أنفسهم وبين محبي أهل البيت بل فيما بين أتباع الأئمة المخلصين وتلاميذهم الأوفياء أنفسهم؟! ولوكان هناك حقا نص من الرسول (صلّى الله عليه وآله) على أئمة معينين بأشخاصهم أفلم يكن من الواجب عليه (صلّى الله عليه وآله) أن يبلغ ذلك الأمر لجميع الأمة بحيث يرفع العذر وينتشر الخبر ولا تبقى أي شبهة في الأمر، حتى لا تنشأ كل هذه الفرق المختلفة حول قضية الإمامة؟ إن وجود كل هذه الفرق والاختلافات حول من هو الإمام لأكبر دليل على أنه لم يكن هناك شيء اسمه أئمة منصوص عليهم ومعينين من قبل الله تعالى ورسوله (صلّى الله عليه وآله) وأن الفكرة مختلقة من أساسها، إذا لو صح صدور مثل تلك النصوص لعلم بذلك سائر أهل البيت وخاصّةُ شيعتِهِمْ، ولما حصلت كل تلك الانشقاقات والاختلافات وتبدل الرأي في كل آن حول تعيين الإمام.
تعـقيب وتلخيص وحسن الختام 1- نأمل أن يكون قد صار مسلما وواضحا للباحثين عن الحقيقة وطلاب الحق المتجردين، أن قضية "الإمامة" بمعناها السياسي على النحو الذي تبلور وشاع عند الشيعه من جعلها أصلاً أساسياً من أصول الدين مساوقاً لأصل النبوة، وأنه منصب تعييني إلـهي، ليس له سند صحيح، ولم يفد هذا التأصيل أمة الإسلام إلا الاختلاف والنزاع والعداوة والتفرق والحروب، في حين أننا لو رجعنا إلى العقل والشرع واسترشدناهما بتجرد في هذا الموضوع، لوجدناه على غير تلك الصورة التي راجت وشاعت في المجتمع الشيعي ، وأن لو طبق كما شرعه الشارع المقدس ووضع أسسه، لكان موجباً للفوز والنجاح والفلاح للمسلمين.
2- لا أساس علمي موثوق لقضية نص الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) منذ البدء على إمام معين لأمر الخلافة والحكم سواء كان أبا بكر أو علي، لأن العقل والشرع يتنافيان مع النص، ولأن الوجدان والتاريخ لا يشهدان بوجوده كما مر مفصلاً.
3- أفضلية الإمام علي عليه السلام وأحقيته وأولويته بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر لا يخفى على أي مطلع منصف، ولحسن الحظ أن كثيراً من غير الشيعة أيضاً يقرّون بذلك، ونحن نعتقد أنه لو كان لعلي نفسه إربة شديدة فيها وإصرار على توليها بنفسه وحضر في سقيفة بني ساعدة وطالب بها لما خالفه أحد من أصحاب رسول الله بل لوافقوه عليها من كل قلبهم، ولكنه عليه السلام لم يكن مصرّاً عليها وكان يقول، كما أثر عنه في مناجاته: [اللهم إنك لتعلم أنه لم يكن الذي كان منَّا منافسةً في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام ولكن لنردَّ المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتُقَام المعطلة من حدودك..]، لذا لما رأى وشاهد أن هذا الهدف يتحقق بواسطة الخليفتين أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) بايعهما بكل رغبة وصدق ودون أي إجبار أو إكراه وأعانهما في تنفيذ أحكام شرع الله، وإن كان هو أولى بمقامهما منهما.
4- الأحاديث الكثيرة الصحيحة الواردة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في فضائل ومناقب علي عليه السلام إنما تدل على إمامته الروحية والعلميّة للمسلمين وأنه أفضل من يبين حقائق الدين وأحكام الإسلام وهذا أمر تتفق عليه ولله الحمد جميع فرق المسلمين ولا ينازع أو يجادل فيه أحد، فعليٌّ عند الجميع إمام المسلمين ونبراس المتقين بحق.
5- لا يجوز الطعن في أصحاب رسول الله - الذين مدحهم الله تعالى في أكثر من مائة آية من آيات ذكره الحكيم - أو الحط عليهم لانتخابهم أبي بكر وعدم توليتهم علي مباشرة بعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم)، والأحاديث مثل ارتد الناس بعد النبي إلا ثلاثة أو إلا سبعة مناقضةٌ للقرآن الكريم ومخالفةٌ لآياته ولذا فالاعتقاد بها يجعل الإنسان على حافة الكفر والعياذ بالله.
6- الأحاديث التي جاءت في كتب الشيعة حول نص النبي الصريح والسابق على أئمة معينين لولاية أمر المسلمين، أحاديث ضعيفة أو موضوعة من وضع الغلاة وأصحاب الأهواء، وبالتالي فلا تقوم بها حجة ولا ينبغي الاعتناء بها أو التعويل عليها، كما بينا ذلك بقدر المستطاع في هذا الكتاب، ولا شك في إمامة الأئمة من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) للمسلمين، بمعنى مرجعيتهم الفقهية والإرشادية وينبغي على كل المسلمين أن يرجعوا إليهم وينهلوا من ذخائر علمهم وفقههم، قبل أي أحد آخر إذا أرادوا فهم معالم دينهم وأحكام شرعهم، فأهل البيت أدرى بما فيه. ولا شك أن سائر أئمة المسلمين كمالك والشافعي وأبي حنيفة وغيرهم (رحمهم الله).. لم يأبوا أن ينهلوا من علوم الأئمة من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بل تتلمذوا عليهم قليلاً أو كثيراً واستفادوا إما مباشرةً أو بشكل غير مباشر من جواهر حديثهم وعلومهم معارفهم عليهم السلام.
7- المغالاة والإغراق في تقديس وتعظيم الأئمة من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أي أشخاص آخرين في أي مذهب، يتنافى مع حقيقة الدين القائمة على التوحيد الخالص، وكثير من الأعمال التي يقوم بها الناس باسم احترام وتعظيم أولئك الأشخاص، أعمالٌ تتنافى مع أحكام الشرع، وذلك كالمبالغة في تعظيم قبورهم والطواف حولها ودعاء أصحابها والتوسل والاستغاثة والاستنجاد بهم ونذر النذورات والموقوفات لهم، وهذا كله مما يؤدي لشغل الناس عن كثير من الفرائض، كما قال أمير المؤمنين: [ما أُحْدِثَت بدعة إلا تُرِكَت بها سنة! فاتقوا البدع والزموا المهيع!]( نهج البلاغة، الخطبة رقم 145.)، كما يشهد لذلك واقعنا الحالي.
8- صارت كثير من أحكام الإسلام وتعاليمه المقدسة مثل التوحيد الخالص ووحدة كلمة المسلمين واجتماعهم وإقامة الجمعة والجهاد والسعي لرفع راية الإسلام وإقامة حكمه وتطبيق حدود وأحكام الله عز وجل، متروكة منسية لدى الكثير من عوام المسلمين بل من بعض خواصهم، وأحد أسباب ذلك، الانشغال بالخرافات والعداوات المذهبية، التي حان وقت أن يقوم جماعة مخلصون مضحُّون بالقضاء عليها والعمل على نشر الأحكام الإلهية الحقة مما قمنا ببيان بعضه بفضل معونة الله تعالى في هذه الأوراق وفي غيرها من كتبنا.
9- يجب تطهير وتنقية الكثير من كتب فرق المسلمين التي ملئت بالخرافات والغلو المذهبي والأمور التي تثير العداوة والبغضاء وتولد الحقد والشحناء في صدور المسلمين على بعضهم البعض، كما يجب نبذ علماء السوء الذين يروجون تلك الأقاويل ويلقنونها للناس
10- وأخيراً فينبغي لطلاب الحقيقة ومحبي الحق أن يقوموا بنشر وتكثير مثل هذه المؤلفات والآثار وأن يقوم آخرون كذلك من العلماء ذوي النظر البعيد والهمة العالية بالتحقيق ونشر الحقائق انه لايوجد تنصيب الهي ولا وصيه من الرسول من وجود ائمه باسمائهم افلا تفكر وتعيد نفسك الي الحق
، لعل الله تعالى يعيد للإسلام مجده وللمسلمين عظمتهم وعزّتهم ويعيد المياه بينهم إلى مجاريها ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم
| |
|