تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: في رحاب العقيدة.موقف الإمام الباقر وبقية الأئمة مِن خلافة أبي بكر وعمر وعثمان الإثنين أغسطس 13, 2012 5:20 pm | |
| كلام السيد الحكيم في كتابه(في رحاب العقيدة)ج2:
موقف الإمام الباقر (عليه السلام) في أمر الخلافة وكذلك حال الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (صلوات الله عليه) 1ـ فقد تقدم في جواب السؤال الأول عند التعرض لحديث أهل بدر، وموقف الجمهور مِن الصحابة، ولافتعال الأحاديث، كلامُ ـــــــــــــــــــــــ (1) خزانة الادب ولب لباب لسان العرب 1: 70. -[ 134 ]- له (عليه السلام)، ذكره ابن أبي الحديد يتضمن التأكيد على حق أهل البيت (عليهم السلام) في الخلافة،والشكوى ممّا حصل. فلاحظه. 2ـ ودخل عليه الكميت بن زيد أيضًا، فأنشده قصيدته اللامية، التي يرثي فيها الحسين (صلوات الله عليه) فلما انتهى الى قوله: يصيب به الرَّامون عن قوس غيرهم *** فيـا آخــراً أسـدى له الغَيّ أوّلُ رفع الإمام (عليه السلام) يديه إلى السماء فقال: "اللهم اغفر للكميت" (1). ومِن الظاهر أنّ هذا البيت مِن القصيدة يتضمّن التعريضَ بالأولين، وأنهم أَسَّسُوا ظلْمَ أهل البيت (صلوات الله عليهم) وجَرَّؤُوا مَن بعدهم عليهم. وفي سماعه (عليه السلام) منه ودعائه له إقرارٌ لذلك.
موقف الإمام الصادق (عليه السلام) في أمر الخلافة وحدث مثل ذلك للإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (صلوات الله عليه) 1 ـ ففي حديث محمد بن سهل صاحب الكميت قال: "دخلتُ مع الكميت على أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام)، فقال له: جعلتُ فداك ألا أنشدك؟ قال: إنها أيام عظام. قال: إنها فيكم. قال: هات. وبعث أبو عبد الله (عليه السلام) إلى بعض أهله فقرب، فأنشده، فكثر البكاء حين أتى على هذا البيت: يصيب به الرَّامون عن قوس غيرهم فيـا آخــراً أسـدى له الغَيّ أوّلُ ـــــــــــــــــــــــ (1)الأغاني 17: 32 ذكر الكميت ونسبه وخبره: الكميت والفرزدق. -[ 135 ]- فرفع أبو عبد الله (عليه السلام) يديه، فقال: اللهم اغفر للكميت ما قدم وأخر، وما أسر وما أعلن، وأعطه حتى يرضى" (1). 2 ـ وفي حديث فضيل الرسان قال: "أنشد جعفر بن محمد قصيدة السيد: لأمّ عمرو باللوى مربع دارسـة أعلامها بلقع فسمعت النحيب مِن داره. فسألني لمَن هي؟ فأخبرته أنها للسيد، فقال: رحمه الله. فقلت: إني رأيته يشرب النبيذ في الرستاق. فقال: أتعني الخمر؟ قلت: نعم. قال: وما خطر ذنب عند الله أن يغفره لِمُحبّ علي" (2). ومِن المعلوم شدة موقف السيد الحميري مِن الأولين في شعره، خصوصاً في هذه القصيدة.
موقف الإمام الكاظم (عليه السلام) في أمر الخلافة ويتجلى موقف الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم (صلوات الله عليه) فيما روى عنه في أمر فدك.. قال الزمخشري: "كان الرشيد يقول لموسى الكاظم بن جعفر: يا أبا الحسن حُدَّ فدكَ حتى أردّها عليك. فيَأْبَى، حتى ألحَّ عليه، فقال(الإمام الكاظم): لا آخذها إلا بحدودها. قال: وما حدودها؟ قال: يا أمير المؤمنين إنْ حددتُها لم تردّها. قال: بحقّ جدّك إلا فعلتَ. قال: أمّا الحد الأول فعدن. فتغيّر وجهُ الرشيد، وقال: هيه. قال: والحد الثاني سمرقند. فاربدّ وجهه. قال: والحد الثالث افريقية. فاسودّ وجهُه، وقال: هيه. قال: والرابع سيف البحر مما يلي الخزر وارمينية. ـــــــــــــــــــــــ (1) الأغاني 17: 26 ذكر الكميت ونسبه وخبره: الكميت ويزيد بن عبد الملك. (2)الأغاني 7: 261 ـ 262 أخبار السيد الحميري: مع السفاح وجعفر بن محمد. -[ 136 ]- قال الرشيد: فلم يبْقَ لنا شيءٌ، فتحول في مجلسي. قال موسى: قد أعلمتُك أني إنْ حددتها لم تردّها. فعند ذلك عزم(الرشيد) على قتله، واستكفى أمْرَه يحيى بن خالد..." (1) فإنّ رَبْطَه (عليه السلام) فدك بالخلافة يشير إلى أنّ اعتداء الأولين على أهل البيت (صلوات الله عليهم) في أمْرِ فدك فَرْع اعتدائهم عليهم في أمر الخلافة، وأنها ظلامة جرَّت ظلامات وتلاحمت منها.
موقف الإمام الرضا وبقية الأئمة (عليهم السلام) في أمر الخلافة أما موقف الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليه) فيتضح مِن موقفه مع الشاعر دعبل بن علي الخزاعي حينما دخل عليه وأنشده قصيدته التائية المشهورة، والتي تتضمن التأكيد على حق أهل البيت (صلوات الله عليهم) في الخلافة، واستنكار تقدُّم مَن تقدَّمَ عليهم، حيث استحسن (عليه السلام) ذلك مِن دعبل وشكره، ووصله بمال كثير وبعض ملابسه تبرّكاً بها (2). وما ورد عن الائمة المتقدم ذكرهم وعن جميع الأئمة صلوات الله عليهم مِن الكلمات والمواقف الصريحة في استنكار ما حصل مِن الأولين في أمر الخلافة، وإنْ كان كثيراً جدّاً وقد رواه شيعتهم عنهم - كما سبق - إلا إنا نحاول هنا أنْ نقتصر على ما رواه الجمهور عنهم (عليهم السلام) أو رُوِي بوجْهٍ مشهور لا يسهل تجاهله. وإنْ كان الأمر أظهر مِن ذلك، ولا سيما في حق الأئمة المتأخرين، حيث كثر الشيعة في عهودهم، وأخذوا يجهرون بعقيدتهم، وقوِيَت ـــــــــــــــــــــــ (1) ربيع الأبرار 1: 315 ـ 316، تذكرة الخواص: 350. (2) الأغاني 20 أخبار دعبل بن علي ونسبه: 132 تشيع دعبل: 162 دعبل وعلي بن موسى الرضا. -[ 137 ]- دعوتهم، وظهر تَبَنِّي الأئمة (صلوات الله عليهم) لهم وارتباطهم بهم وتلاحمهم معهم، وظهر اعتزالُهم (عليهم السلام) للجمهور، ومباينة الجمهور لهم. ومِن أجل ذلك سبق - عند التعرض لموقف علماء الجمهور من أهل البيت (عليهم السلام) - مِن ابن حبان عن الإمامين الصادق والرضا (صلوات الله عليهم) أنه يقبل حديثهما إذا روى عنهما غيرُ أولادهما، ومِن ابن طاهر عن الامام الرضا (عليه السلام) أنه يأتي عن آبائه بعجائب، ونحو ذلك مما يظهر منه إعراضُهم عنهم (صلوات الله عليهم) وعمّا يَرْوُون. ولذا لا يَشكّ المُطّلعُ على تاريخ تلك الفترة في أنّ الضغط على الأئمة صلوات الله عليهم مِن قبل السلطة إنما كان تنكيلاً بالشيعة، وردّ فعلٍ لظهور دعوتهم وقوّتها، حَذَراً مِن تفاقم أمرهم. ولعل فترة سجن الإمام الكاظم (صلوات الله عليه) كانت مِن أشدّ فترات الضغط على الشعية. كما أنّ فترة بيعة المأمون للإمام الرضا (صلوات الله عليه) بولاية العهد تُعْتبَر مِن فترات الانفراج عن الشيعة. كلّ ذلك لظهور إقرار الأئمة (صلوات الله عليهم) للشيعة في دعواهم بأبعادها العقائدية المرفوضة عند جمهور السنة، حتى صاروا (صلوات الله عليهم) هم الواجهة للشيعة أمام السلطة والجمهور. | |
|