تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: في رحاب العقيدة.موقف الإمام علي بن الحسين في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان الإثنين أغسطس 13, 2012 5:00 pm | |
| كلام السيد الحكيم في كتابه(في رحاب العقيدة)ج2:
موقف الإمام زين العابدين (عليه السلام) في أمر الخلافة وقد جرى الإمام أبو محمد علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) على سُنَن آبائه (صلوات الله عليهم) في التأكيد على حقّهم (عليهم السلام)، وشَجْب مَن اسْتَأْثَرَ عليهم به في مواضع مِن أدعيته الشريفة. 1 ـ فقد قال (عليه السلام) في الدعاء الثامن والأربعين مِن أدعية الصحيفة الكاملة ليوم الأضحى ويوم الجمعة: "اللهم إنّ هذا المقام لِخلفائك وأصفيائك ومواضع أمنائك، في الدرجة الرفيعة التي اخْتَصَصْتَهم بها، قد ابْتَزّوها... حتى عاد صفوتُك وخلفاؤُك مغلوبين مقهورين مبتزّين، يَرَوْن حكمَك مبدلاً، وكتابَك منبوذًا، وفرائضَك محرَّفَةً عن جهات أشراعك، وسننَ نبيِّك متروكةً.اللهم العن أعداءهم مِن الأولين والآخرين، ومَن رضي بفعالهم وأشياعهم وأتباعهم". وهو صريحٌ في التظلُّم ممّا حصل مِن اسْتِلاب الحق واغتصاب المنصب، وما أدى إليه مِن تحريفٍ في مسيرة الدين وأحكامه، مِن دون أن يستثني أحدًا، بل ذيله كالصريح في التعميم. 2 ـ وقال (عليه السلام) في الدعاء السادس والعشرين مِن أدعية الصحيفة المذكورة يدعو به لجيرانه وأوليائه إذا ذكرهم: "اللهم صل على محمد وآله، وتوَلَّنِي في جيراني ومَوَالِيَّ العارفين بحقّنا، والمُنَابِذِين لأعدائنا، بأفضل -[ 132 ]- ولايتك، ووفّقهم لإقامة سُنّتِك...". 3 ـ وقال (عليه السلام) في الدعاء السابع والأربعين من أدعية الصحيفة المذكورة ليوم عرفة: "اللهم إنّك أَيَّدتَ دينَك في كلّ أوانٍ بإمامٍ أَقَمْتَه عَلَماً لعبادك، ومناراً في بلادك، بعد أنْ وصلتَ حبْلَه بحبلك، وجعلتَه الذريعةَ إلى رضوانك، وافترضتَ طاعتَه، وحذرتَ معصيتَه، وأمرتَ بامتثال أوامرِه، والانتهاءِ عند نهيه، وأنْ لا يتقدّمه مُتقدِّمٌ، ولا يتأخر عنه متأخِّرٌ، فهو عِصْمَةُ اللائذين، وكَهْفُ المؤمنين، وعُرْوَةُ المتمسِّكين، وبهاء العالمين... اللهم وصلّ على أوليائهم المُعْتَرِفِين بمقامهم، المُتَّبِعِين منْهجَهم، المُقْتَفِين آثارَهم، المُستمسكين بعروتهم، المُتمسّكين بولايتهم، المُؤْتَمِّين بإمامتهم، المُسَلِّمِين لأمْرهم، المجتهدين في طاعتهم، المُنتظِرين أيّامَهم، المَادِّين إليهم أعينَهم، الصلوات المباركات الزاكيات الناميات الغاديات الرائحات...". وهاتان الفقرتان وإنْ لم يتضمنا التظلُّمَ مِن غصْب المنصب، إلا أنهما قد تضمّنتا الدعاء لأوليائهم (عليهم السلام) بجهات الخير في الدنيا والآخرة، مع وصْف هؤلاء الأولياء بصفات تنطبق على الشيعة الإمامية، بنَحْوٍ لا يَشكّ معه الناظِرُ في هذين الدعائين في إقراره (عليه السلام) لهم في عقائدهم، بما فيها عقيدتهم بعدم شرعية خلافة الأولين. كما أنّ في قوله (عليه السلام) في الفقرة الثانية منها: "وافترضت طاعته... وأن لا يتقدمه متقدم ولا يتأخر عنه متأخر" تعريض واضح بمَن تقدَّمَ عليهم (عليهم السلام) في الخلافة. 4ـ وله (عليه السلام) كلام آخر يأتي ذكره في جواب السؤال الثامن عند التعرض لمرجعية أهل البيت (صلوات الله عليهم) للأمة. 5 ـ ودخل عليه شاعر أهل البيت (صلوات الله عليهم) الكميت -[ 133 ]- بن زيد الأسدي (رضوان الله عليه) الشيعي العقيدة المُعْلِن عنها بشعره، فأنشده قصيدته التي أولها: من لقب متيم مستهام * * * غير ما صبوة ولا أحلام وفيها يذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) ويؤكد على وصيته، ويقول في رثائه معرضاً بالأولين: قتلوا يوم ذلك إذ قتلوه * * * حكماً لا كغابر الحكام فلما أتى على آخرها قال (عليه السلام) : "ثوابك نعجز عنه. ولكن ما عجزنا عنه فإنّ الله لا يعجز عن مكافأتك. اللهم اغفر للكميت. اللهم اغفر للكميت"، ثم قسط على نفسه وعلى أهله اربعمائة الف درهم. قال له: خذ يا أبا المستهمل. فقال له: لو وصلتني بدانق لكان شرفاً لي، ولكنْ إنْ أحببتَ أنْ تحسن إليّ فادفع إلي بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك بها، فقام (عليه السلام) فنزع ثيابه ودفعها إليه كلها. ثم قال (عليه السلام) : "اللهم انّ الكميت جاد في آل رسولك وذرية نبيك بنفسه حين ضنّ الناس، وأظهر ما كتمه غيرُه مِن الحق، فأحييه سعيداً وأمته شهيدًا، وأره الجزاء عاجلاً، وأجزل له جزيل المثوبة آجلاً فإنا قد عجزنا عن مكافأته". قال الكميت: ما زلت أعرف بركة دعائه (1) | |
|