تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: في رحاب العقيدة.موقف بعض الطالبيين من خلافة الأولين الإثنين أغسطس 13, 2012 5:51 pm | |
| كلام السيد الحكيم في كتابه(في رحاب العقيدة)ج2:
موقف محمد ابن الحنفية(ابن الإمام علي) في أمر الخلافة ولما خطب عبد الله بن الزبير، فنال مِن أمير المؤمنين (عليه السلام) بلغ ذلك محمدَ ابن الحنفية، فجاء إليه وهو يخطب، فوضع له كرسي، فقطع عليه خطبته. وقال: "يا معشر العرب، شاهت الوجوه. أيُنْتَقَص عليٌّ وأنتم حضور؟! إنّ عليّاً يدُ الله على أعداء الله، وصاعقة مِن أمره، أرسله على الكافرين والجاحدين لحقِّه، فقتلهم بكفرهم، فشَنَؤُوه وأبغضوه، وأضمروا -[ 138 ]- له الشنف والحسد، وابن عمه (صلى الله عليه وآله وسلم) حي بعْدُ لم يمت، فلما نقله الله إلى جواره، وأحبّ له ما عنده، أظهرت له رجالٌ أحقادَها، وشفت أضغانها، فمنهم مَن ابتزّه حقَّه، ومنهم مَن أئتمر به ليقتله، ومنهم مَن شتمه وقذفه بالأباطيل..." (1). فانظر له كيف طعن بمَن تقدَّمَ على أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأظهر تنمَّره منهم، وسخطه عليهم، بنحو لا يناسب إقرار ما حصل والرضا به، بحيث يكسبه الشرعية الرافعة للمسؤولية.
موقف عبدالله بن الحسن وبقية الطالبيين من الخلافة قال الجوهري:"حدثني المؤمل بن جعفر، قال: محمد بن ميمون عن داود بن المبارك، قال: أتينا عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن الحسن ونحن راجعون من الحج في جماعة، فسألناه عن مسائل، وكنتُ أحد مَن سأله، فسألتُه عن أبي بكر وعمر، فقال: سُئل جدي عبد الله بن الحسن عن هذه المسألة، فقال: كانت أمّي صِدِّيقة بنت نبيٍّ مرسل، فماتت وهي غضبى على إنسان، فنحن غضاب لغضبها، واذا رَضِيَت رضينا" (2). وربما يكون هذا هو الموقف الغالب في الطالبيين. يقول ابن طيفور: "ذكر لأبي الحسن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كلام فاطمة عليها السلام عند منْع أبي بكر إياها فدك، وقلت له: إنّ هؤلاء يزعمون أنه مصنوع، وأنه مِن كلام أبي العيناء... فقال لي: رأيت مشايخ ـــــــــــــــــــــــ (1) شرح نهج البلاغة 4: 62، واللفظ له. مروج الذهب 3: 90 ذكر أيام معاوية بن يزيد بن معاوية ومروان بن الحكم والمختار بن أبي عبيد وعبد الله بن الزبير ولمع من أخبارهم وسيرهم وبعض ماكان في أيامهم: بين عبد الله بن عباس (رضي الله عنهم) وعبد الله بن الزبير (رضي الله عنهم). (2)شرح نهج البلاغة 16: 232. -[ 139 ]- آل أبي طالب يروونه عن آبائهم، ويعلمونه أبناءهم، وقد حدثنيه أبي عن جدي يبلغ به فاطمة عن هذه الحكاية. ورواه مشايخ الشيعة وتدارسوه بينهم قبل أنْ يُولد جدّ أبي العيناء، وقد حدّث به الحسن ابن علوان عن عطية العوفي انه سمع عبد الله بن الحسن يذكره عن أبيه" (1). ومِن الظاهر أنّ خطبة الصديقة فاطمة الزهراء (عليه السلام) كما تضمنت الاحتجاج لمنعها فدك تضمنت استنكار أخْذ الخلافة، فاهتمامُ الطالبيين بحفظها ظاهرٌ في إقرارهم لمضمونها واعتزازهم بها.
موقف العباس بن عبد المطلب في أمر الخلافة ولمّا عَرَض أبو بكر على العباس بن عبد المطلب أنْ يَجْعَل له ولمَن بعده مِن عقبه نصيباً في الخلافة، لِيَقطعوهم بذلك عن نصر أمير المؤمنين (عليه السلام)، ردَّ العباس عليه، فقال في جملة ما قال: "فإنْ كنتَ برسول الله طلبتَ فحقُّنا أخذتَ. وإنْ كنتَ بالمؤمنين فنحن منهم... فإنْ كان هذا الأمر يجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنا كارهين، وما أبعد قولك: إنهم طعنوا، مِن قولك: إنهم مالوا إليك. وأما ما بذَلتَ لنا فإنْ يكن حقَّك أعطيتناه فأَمْسِكْه عليك، وإنْ يكن حق المؤمنين فليس لك أنْ تحكم فيه، وإنْ يكن حقَّنا لم نرضَ ـــــــــــــــــــــــ (1) بلاغات النساء: 12في كلام فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ويبدو أنّ في المطبوع سقط، لأنّ زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) استشهد سنة 120هـ وابن طيفور ولد سنة 204هـ ولِسَان الحديث لا يناسب زيدَ الشهيد، كما يظهر للمتأمل. ومِن هنا فالظاهر أنّ الصحيح ما في الطبعة الحجرية من كتاب الشافي للسيد المرتضى: 231 عن ابن طيفور، وهو أحمد بن أبي طاهر. قال في الشافي:"واخبرنا أبو عبد الله المرزباني، قال: حدثني علبي بن هارون، قال: أخبرني عبد الله بن أحمد بن طاهر عن أبيه، قال: ذكرتُ لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي كلامَ فاطمة عند منع أبي بكر إياها فدك..." وذكر الحديث. وزيد هذا هو زيد الأصغر وهو معاصر لأبن طيفور. -[ 140 ]- لك ببعضه دون بعض... وأما قولك إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) منا ومنكم، فإنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مِن شجرةٍ نحن أغصانها، وأنتم جيرانها..." (1).
موقف الفضل بن العباس في أمر الخلافة ومِن احتجاج الفضل بن العباس على قريش في أمر الخلافة أن قال: "يامعشر قريش - وخصوصاً يابني تيم - إنكم إنما أخذتم الخلافةَ بالنبوة، ونحن أهلها دونكم، ولو طلبنا هذا الأمر الذي نحن أهله، لكانت كراهة الناس لنا أعظم مِن كراهتهم لغيرنا، حسداً منهم لنا، وحقداً علينا. وإنا لنعلم أنّ عند صاحبنا عهداً هو ينتهي إليه" (2). | |
|