تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: في رحاب العقيدة.تصريحات بعض أعلام الجمهور في خلافة الأولين الثلاثاء أغسطس 14, 2012 12:55 am | |
| كلام السيد الحكيم في كتابه(في رحاب العقيدة)ج2:
تصريحات لبعض أعلام الجمهور تناسب ما سبق بل صدر مِن بعض أعلام الجمهور ممّن هو على خلاف أهل البيت (صلوات الله عليهم) ما يناسب ذلك مِن الاعتراف بحق أهل البيت (عليهم السلام)، أو بتبرُّمهم (عليهم السلام) مِن أخْذ الحق منهم، أو نحو ذلك..
كلمات لعمر بن الخطاب 1 ـ فقد روى ابن أبي الحديد عن كتاب السقيفة للجوهري والموفقيات للزبير بن بكار حديثاً عن ابن عباس: "قال: إني لأماشي عمر في سكة من سكك المدينة، يده في يدي، فقال: يا ابن عباس: ما أظنّ صاحبك إلا مظلومًا. فقلتُ في نفسي: والله لا يسبقني بها، فقلتُ: يا أمير المؤمنين فارْدُدْ إليه ظلامتَه. فانتزع يده مِن يدي، ثم مرَّ يهمهم ساعة، ثم وقف، فلحقتُه. فقال لي: يا ابن عباس: ما أظنّ القوم مَنَعَهم مِن صاحبك إلا أنهم استصغروه. فقلتُ في نفسي: هذه شرٌّ مِن الأولى. فقلتُ: والله ما استصغره الله حين أَمَرَه أنْ يأخذ سورة براءة مِن أبي بكر" (1). فانظر لعمر لم يقل لابن عباس: إنه قد رضي بالآخرة بمَا حصل وأقرَّه، فلا ظلامة الآن حتى تُرجَع. 2 ـ وروى ابن عباس أيضاً في حديث له مع عمر عندما خرج إلى ـــــــــــــــــــــــ (1) شرح نهج البلاغة 6: 45، 12: 46 باختلاف يسير. -[ 151 ]- الشام قال: "فقال لي: يا ابن عباس أشكو إليك ابنَ عمك، سألتُه أنْ يخرج معي، فلم يفعل، ولم أزل أراه واجدًا. فِيمَ تظنّ مَوْجِدَتَه؟ قلت: يا أمير المؤمنين: إنك لتعلم. قال: أظنّه لا يزال كئيباً لفَوْت [على] الخلافة. قلتُ: هو ذاك، إنه يزعم أنّ رسول الله أراد الأمْرَ له. فقال: يا ابن عباس، وأراد رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الأمْرَ له، فكان ماذا إذا لم يُرِدِ اللهُ تعالى ذلك؟!..." (1). وفي رواية أخرى أنه قال: "إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أراد أنْ يذكره للأمر في مرضه، فصددتُه عنه خوفاً مِن الفتنة، وانتشار أمر الإسلام، فعلم رسولُ الله ما في نفسي، وأمسك. وأبى الله إلا إمضاء ما حتم" (2). 3 ـ وفي حديث له ثالث معه أيضاً: "قال: فشبك أصابعه في أصابعي، ومضى حتى إذا خلفنا البقيع. قال: يا ابن عباس، أما والله إنْ كان صاحبك هذا أولى الناس بالأمْر بعد وفاة رسول الله، إلا أنّا خِفْنَاه على اثنتين. قال ابن عباس: فجاء بمنطقٍ لم أجد بدّاً معه مِن مسألته عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين ما هما؟ قال: خشيناه على حداثة سنّه، وحبّه بني عبدالمطلب" (3). 4 ـ وقد تقدم له مع ابن عباس حديث رابع يجري هذا المجرى. 5 ـ وفي حديث خامس له، يقول عنه ابن عباس: "كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة، وعمر على بغل وأنا على فرس، فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب، فقال: أما والله يا بني عبد المطلب لقد كان عليٌّ فيكم أولى بهذا الأمر منّي ومِن أبي بكر" (4). ـــــــــــــــــــــــ (1)، (2)، (3) شرح نهج البلاغة 12: 78، 79، 2: 57. (4)محاضرات الأدباء 2: 478. -[ 152 ]- 6 ـ وقال المغيرة بن شعبة: "إني لعند عمر بن الخطاب ليس عنده أحد غيري، إذ أتاه آتٍ فقال: هل لك يا أمير المؤمنين في نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يزعمون أنّ الذي فعل أبو بكر في نفسه وفيك لم يكن له، وأنه كان بغير مشورة ولا مؤامرة. وقالوا: تعالوا نتعاهد أن لا نعود إلى مثله. قال عمر: وأين هم؟ قال: في دار طلحة. فخرج نحوهم وخرجت معه، وما أعلمه يبصرني مِن شدة الغضب. فلما رأوه كرهوه، وظنّوا الذي جاء له. فوقف عليهم، وقال: أنتم القائلون ما قلتم؟. والله لن تتحابوا حتى يتحاب الأربعة: الإنسان والشيطان، يغويه وهو يلعنه، النار والماء، يطفئها وهي تحرقه. ولم يأنِ لكم بعدُ، وقد آن ميعادكم ميعاد المسيخ متى هو خارج. قال: فتفرقوا، فسلك كل واحد منهم طريقًا، قال المغيرة: ثم قال لي: أدرك ابن أبي طالب، فاحبسه عليّ. قلتُ: لا يفعل أمير المؤمنين، وهو مغد. قال: أدركه، وإلا قلت لك: يا ابن الدباغة. قال: فأدركتُه فقلت له: قف مكانك لإمامك، واحلم، فإنه سلطان، وسيندم وتندم. قال: فأقبل عمر، فقال: والله ما خرج هذا الأمر إلا مِن تحت يدك. قال عليّ: اتق أن لا تكون الذي نطيعك فنفتنك. قال: وتحب أن تكون هو؟ قال: لا. ولكننا نذكِّرك الذي نسيتَ. فالتفت إليّ عمر، فقال: انصرف، فقد سمعت منا عند الغضب ما كفاك. فتنحيتُ قريبًا. وما وقفت إلا خشية أن يكون بينهما شيء، فأكون قريبًا. فتكلما كلاماً غير غضبانين، ولا راضيين. ثم رأيتهما يضحكان، وتفرقا. وجاءني عمر، فمشيتُ معه، وقلت: يغفر الله لك، أغضبت؟ قال: فأشار إلى عليّ، وقال: أما والله لولا دعابة فيه ما شككتُ في ولايته، وإنْ -[ 153 ]- نزلت على رغم أنف قريش" (1).
كلام لعثمان بن عفان 7 ـ وفي حديث طويل لعثمان مع ابن عباس ذكره ابن أبي الحديد عن الزبير بن بكار بسنده. وفيه: "إني أنشدك يابن عباس الإسلام والرحم، فقد والله غلبت وابتليتُ بكم، والله لوددتُ أنّ هذا الأمر كان صار إليكم دوني، فحملتموه عنّي، وكنتُ أحد أعوانكم عليه، إذاً والله لوجدتموني لكم خيراً مما وجدتُكم لي. ولقد علمتُ أنّ الأمر لكم، ولكن قومكم دفعوكم عنه، واختزلوه دونكم، فوالله ما أدري أَدَفَعُوه عنكم، أم دفعوكم عنه. قال ابن عباس: مهلاً يا أمير المؤمنين... فأما صرْفُ قومنا عنا الأمر فعن حسدٍ قد والله عرفتَه، وبغيٍ قد والله علمتَه. فاللهُ بيننا وبين قومنا..." (2).
كتاب معاوية لمحمد بن أبي بكر 8 ـ كما روى نصر بن مزاحم لمحمد بن أبي بكر كتاباً لمعاوية يُنْكِر فيه خلافَه على أمير المؤمنين ومنازعته له. وذكر جواب معاوية لمحمد بكتاب يتضمن الاعتراف بتعدي الأولين على أمير المؤمنين (عليه السلام)، يقول فيه: "مِن معاوية بن أبي سفيان إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر... أما بعد فقد أتاني كتابك تذكر فيه ما الله أهله في قدرته وسلطانه، وما أصفى به نبيه، مع كلام ألفته ووضعته، لرأيك فيه تضعيف، ولأبيك فيه تعنيف. ذكرت حقَّ ابن أبي طالب، وقديم ـــــــــــــــــــــــ (1) العقد الفريد 4: 261 ـ 262 فرش كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم: أمر الشورى في خلافة عثمان. (2) شرح نهج البلاغة 9: 9. -[ 154 ]- سوابقه وقرابته من نبي الله (صلى الله عليه)... وقد كنا وأبوك معنا في حياة من نبينا (صلى الله عليه) نرى حقَّ ابن أبي طالب لازماً لنا، وفضله مبرزاً علينا. فلما اختار الله لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ما عنده، وأتم له ما وعده، وأظهر دعوته، وأفلج حجته، قبضه إليه. فكان أبوك وفاروقه أوّلَ مَن ابتزّه وخالَفَه. على ذلك اتفقا واتسقا، ثم دعواه إلى أنفسهما، فأبطأ عنهما، وتلكأ عليهما، فهمّا به الهموم، وأرادا به العظيم. فبايَعَ وسلم لهما، لا يشركانه في أمرهما، ولا يطلعانه على سرهما ثم قام بعدهما ثالثهما عثمان بن عفان، يهتدي بهديهما، ويسير بسيرتهما. أبوك مهّد مهاده، وبنى ملكه وشاده. فإنْ يكن ما نحن فيه صواباً فأبوك أوَّله، وإنْ يك جوراً فأبوك أسّسه، ونحن شركاؤه، وبهديه أخذنا، وبفعله اقتدينا. ولولا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا ابن أبي طالب، وأسلمنا له. ولكنا رأينا أباك فعل ذلك فاحتذينا بمثاله، واقتدينا بفعاله، فعِبْ أباك ما بدا لك، أو دَعْ..." (1). وقال الطبري: "وذكر هشام عن أبي مخنف قال: وحدثني يزيد بن ظبيان الهمداني أن محمد بن أبي بكر كتب إلى معاوية بن أبي سفيان لمّا ولي. فذكر مكاتبات جرت بينهما، كرهت ذكرها، لِمَا فيها ممّا لا يحتمل سماعها العامة" (2). وذكر ابن الأثير قريباً من ذلك (3). وهما كما ترى لم يكذبا المكاتبات المذكورة، وإنما تركاها لعدم احتمال العامة سماعها. وكأنّ المهم إرضاء العامة، لا تسجيل الوقائع وبيان الحقائق!! ـــــــــــــــــــــــ (1) وقعة صفين: 118 ـ 121. وتوجد في مصادر أخرى مثل: شرح نهج البلاغة 3: 188، وأنساب الأشراف 3: 165 ـ 167 في أمر مصر في خلافة علي ومقتل محمد بن أبي بكر ومحمد ابن أبي حذيفة (رضي الله عنهم). ومروج الذهب 3: 20 ـ 22 في ذكر خلافة معاوية بن أبي سفيان ذكر لمع من أخباره وسيره ونوادر من بعض أفعاله بين معاوية ومحمد بن أبي بكر. (2) تاريخ الطبري 3: 68 في ولاية محمد بن أبي بكر مصر. (3) الكامل في التاريخ 3: 157 في ذكر ولاية قيس بن سعد بمصر. -[ 155 ]- كلمات أخر لمعاوية 9 ـ وروى نصر أيضاً كتاباً لمعاوية إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول فيه: "أما بعد فإنّ الله اصطفى محمداً بعلمه، وجعله الأمين على وحيه، والرسول إلى خلقه، واجتبى له من المسلمين أعواناً أيده الله بهم، فكانوا في منالهم [منازلهم.ظ] عنده على قدر فضائلهم في الإسلام. فكان أفضلهم في إسلامه، وأنصحهم لله ولرسوله، الخليفة مَن بعده، وخليفة خليفته، والثالث الخليفة المظلوم عثمان. فكلهم حسدتَ، وعلى كلهم بغيتَ. عرفنا ذلك في نظرك الشزر، وفي قولك الهجر، وفي تنفسك الصعداء، وفي إبطائك عن الخلفاء، تُقَاد إلى كلٍّ منهم كما يُقاد الفحل المخشوش حتى تُبَايِع وأنت كارِه..." (1). وقد تقدم في ضمن تصريحات أمير المؤمنين (عليه السلام) في أمر الخلافة كتابٌ مِن معاوية له (عليه السلام) يندد بتبرُّمه (عليه السلام) مِن بيعة أبي بكر، ومحاولة نقضها، وينكر ذلك عليه. 10 ـ وروي أنّ الإمام الحسن (صلوات الله عليه) كان عند معاوية وجرى بينهما كلام فيه شيء مِن المنافرة، ثم وصل معاوية الإمام الحسن (عليه السلام) بثلاثمائة ألف، فلمّا خرج قال يزيد لمعاوية: "تالله ما رأيتُ رجلاً استقبلك بما استقبلك به، ثم أمرتَ له بثلاثمائة ألف! قال: يا بني إنّ الحقّ حقّهم، فمَن أتاك منهم فاحْثِ له" (2). ـــــــــــــــــــــــ (1) وقعة صفين: 86 ـ 87، واللفظ له. شرح نهج البلاغة 15: 74. أنساب الأشراف 3: 66ـ67 أمر صفين. المناقب للخوارزمي: 251. العقد الفريد 4: 307 ـ 308 فرش كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم: أخبار علي ومعاوية. صبح الأعشى 1: 273ـ274 المقالة الأولى: الباب الأول: الفصل الثاني: الطرف الأول: النوع التاسع مما يحتاج إليه الكاتب من حفظ جانب جيد من مكاتبات الصدر الأول ومحاوراتهم ومراجعاتهم وما ادعاه كل منهم لنفسه أو لقومه...: المقصد الثاني في ذكر شيء من مكاتبات الصدر الأول يكون مدخلاً إلى معرفة.... (2) شرح نهج البلاغة 16: 12. -[ 156 ]- كلام لعمرو بن العاص 11 ـ وفي كلام لعمرو بن العاص في مجلس معاوية بن أبي سفيان مع الإمام الحسن (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال فيه: "إنه شتم أبا بكر وكره خلافته، وامتنع مِن بيعته، ثم بايعه مُكرهًا..." (1).
كلام لعبد الله بن الزبير 12 ـ وفي كلام لعبد الله بن الزبير بمحضر ابن عباس معرضاً به: "إنّ أناساً يزعمون أنّ بيعة أبي بكر كانت غلطاً وفلتة ومغالبة. ألا إنّ شأن أبي بكر أعظم مِن أنْ يُقال فيه هذا. ويزعمون أنه لولا ما وقع لكان الأمر لهم وفيهم... فقال ابن عباس: على رسلك أيها القائل في أبي بكر وعمر والخلافة. أما والله ما نال، ولا نال أحد منهما شيئًا، إلا وصاحبنا خيرٌ ممّن نال. وما أنكرنا تقدُّم مَن تقدم لعيب عبناه عليه، ولو تقدم صاحبنا لكان أهلاً وفوق الأهل" (2). وأحاديث الجمهور في ذلك كثيرة يجدها الباحث متفرقة في مطاوي الأحاديث والأحداث، وكلها تحوم حول عدم رضا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وبقية أهل البيت بما حصل في أمر الخلافة.
حديث لعلي بن الفارقي وبالمناسبة يقول ابن أبي الحديد: "وسألت علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد، فقلت له: أكانت فاطمة صادقة؟ قال: نعم. قلت: فلِمَ لَمْ يدفع إليها أبو بكر فدك، وهي عنده صادقة؟ ـــــــــــــــــــــــ (1) شرح نهج البلاغة 6: 287. (2) شرح نهج البلاغة 20: 132. -[ 157 ]- فتبسّم، ثم قال كلاماً لطيفاً مستحسناً مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته، قال: لو أعطاها اليوم فدك بمجرّد دعواها لجاءت إليه غدًا، وادّعت لزوجها الخلافةَ، وزحزحته عن مقامه. ولم يكن يمكنه الاعتذار والموافقة [المواقفة.ظ] بشيء، لأنه يكون قد سجل على نفسه أنها صادقة فيما تدَّعي كائناً ما كان، مِن غير حاجة إلى بينة وشهود. وهذا كلام صحيح، وإنْ كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل" (1). وهو كما ترى ظاهِرٌ في مفروغية المتحدث عن أنّ أهل البيت (عليهم السلام) لم يُعْرِضُوا عن حقهم في الخلافة، وأنهم لو استطاعوا استرجاعَه لاسترجعوه. | |
|