تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: في رحاب العقيدة.صلاة أبي بكر وأدلة الشيعة على إمامة أهل البيت صلوات الله عليهم الجمعة أغسطس 17, 2012 9:54 am | |
| -[ 267 ]- س6 ما قولكم فيما وَرَد مِن أمْر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي بكر الصديق (رض) بإمامة المسلمين في صلاتهم إبّانَ اشتداد مرضه (صلى الله عليه وآله وسلم)، أليس فيها إشارة إلى أنه ارتضاه خليفةً له مِن بعده؟
جواب السيد الحكيم في كتابه(في رحاب العقيدة)ج2: الجواب عن ذلك يكون ببيان أمور..
احْتِجَاجُ كلِّ فرقةٍ بما تنْفرد بروايته احْتِجَاجٌ عَقِيمٌ الأمر الأول: أنّ احتجاج المُدَّعِي على دعواه بما يَخْتَصّ هو بروايته ولا يشاركه فيه الخصْمُ، احتجاجٌ عقيم لا يثبِت حقًّا، ولا يدفع باطلاً، وهو احتجاج غير منطقي، ولا مقبول عند العقلاء. ومِن ثَمّ لا يكون حجَّةً على الخصم، ولا مُلْزِماً له. ولو أراد الشيعةُ أنْ يحْتَجُّوا بما ينفردون هم بروايته، ويوثِّقُونه وحدهم، مِن دون أنْ يبلغ حدَّ التواتر - المُلْزِم للكلِّ - لزادت حججُهم أضعافاً مضاعفة. بل هو لا يكون عذراً بين يدي الله تعالى، وذلك لِمَا يأتي في أواخر هذا الجواب - إن شاء الله تعالى - مِن أنّ الله عزوجل لابد أنْ يكون قد أوضح الحقَّ في موارد الخلاف والنزاع- المُوجِب لافتراق المسلمين- حتى صار جليّاً لا لبْس فيه ولا غموض، بحيث لا يُعذَر الخارج عنه، بل هو إما معاند مكابر، أو مفرّط مقصّر. فإنّ لازم ذلك أنْ يُحتمَل بَدْواً في حقِّ كلِّ طرفٍ مِن أطراف النزاع أنْ يكون قد خرج عن الحقّ الواضح الجلي، عناداً أو تفريطًا. ومثل هذا لا -[ 268 ]- يُوثق بما يرويه في تأييد مذهبه، مهما بلغ حسن ظن أتباع ذلك المذهب فيه، وتوثيقهم لهم. نعم، بعد أنْ يُعرَف الحق، ويتميز عن الباطل - بأدلته القاطعة وبراهينه الجلية، التي لا لبْس فيها ولا غموض - يُعرَف حينئذٍ المُحق مِن المُبطل، والأعمى مِن المبصر، ويتّجه حينئذٍ حسْنُ الظن بمَن وفقه الله تعالى، فاهتدى للحق وأبصره، وتمسك به ولزمه، ويتعيّن الإعراض عمّن خذله الله سبحانه وطبع على قلبه، فعميَ عن الحق الواضح وجانبه، مهما كان شأنه عند أتباعه. وإلى هذا يرجع قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : "اعْرِف الحقَّ تَعرِف أهلَه" (1) الذي تقدم في جواب السؤال الرابع من الأسئلة السابقة.
رواية الشيعة في أمْر صلاة أبي بكر أمّا الشيعة فتُنْكِر أنْ يكون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمَر أبا بكر بأنْ يصلي بالناس، بل ترى وتروي أنّ عائشة هي التي أرسلت خلف أبي بكر تُعْلِمُه بحال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ليصلي بالناس، تشريفاً له، وتنويهاً به، في محاولةٍ لتهيئتهِ للخلافة، واسْتِلابِها مِن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، وإقْصَاء أهل البيت (عليهم السلام) عمومًا. كما أنّ قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لها ولـحفصة: "إنّكنّ لصويحبات يوسف"، إنما كان إنكاراً منه (صلى الله عليه وآله وسلم) عليهما حين أرادت كلُّ واحدة منهما أنْ يتقدم أبوها تشريفاً له. وأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد فُوجِئ بذلك، خصوصاً بعد أنْ كان قد أمَرَ ـــــــــــــــــــــــ (1) تفسير القرطبي 1: 340. فيض القدير 1: 210، 4: 17. البيان والتبيين 1: 491. تاريخ اليعقوبي 2: 210 في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. أنساب الأشراف 3: 35 وقعة الجمل. -[ 269 ]- أبا بكر وعمر بالخروج في بعْث أسامة، وأكَّد على خروج البعث وإنفاذه، كما تقدم في جواب السؤال الثاني من الأسئلة السابقة. ولَمّا رأى (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ ذلك قد نُفِّذَ فِعْلاً، وأنّ أبا بكر قد تقدّمَ للصلاة، اضْطَرَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على شدّة مرضهِ لأَنْ يَحُول بينه وبين ذلك، دَفْعاً للشبهة، فخرج يتهادى بين أمير المؤمنين (عليه السلام) والفضل بن العباس، ونَحَّى أبا بكر مِن المحراب، وصلى هو (صلى الله عليه وآله وسلم) جالساً بالناس. لكنّ ذلك لم يَنْفع في دفْع الشبهة، لأنّ اسْتِيلاءَ الطرف المذكور بالآخرة على السلطة، وعلى مقدّرات الإسلام - بما في ذلك الدعاية والإعلام - ومحاولة تحريف هذه الحادثة عن حقيقتها في بعض النصوص مِن أجل التشبث بها لتبرير ما حصل، كلُّ ذلك حال دون رفْع الشبهة، وظهور هذه الحادثة على حقيقتها.
عقيدة أمير المؤمنين في حادثة الصلاة بِنَظَر بعضِ الجمهور وقد ذكر ابن أبي الحديد قول أمير المؤمنين (عليه السلام) عن عائشة: "وأمّا فلانة فأدركها رأْيُ النساء، وضغنٌ غلا في صدرها كمِرْجَل القين..." (1)، ثم عقَّب عليه بكلام طويل حكاه عن شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني، في أسباب الشحناء والعداء بين عائشة وأبي بكر مِن جانب، والصديقة سيدة النساء فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهم) مِن جانب. وهو يبتني على مذهبه مِن أنّ مَن يُفتَرض فيهم أنْ يكونوا مِن خواصّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحبّائه، وذوي المقام الرفيع في الدين والقرب مِن الله تعالى، لا يُستغرَب عليهم حبُّ الظهور، وطلب الجاه، وأنْ يتعرضوا فيما بينهم ـــــــــــــــــــــــ (1) شرح نهج البلاغة 9: 189. -[ 270 ]- للتهمة، وسوء الظن، والحسد، والبغضاء، والشحناء. وهو يلتقي في الخطوط العامة مع ما سبق منك في السؤال الثاني. ويحسن بنا أن نثبت منه ما يتعلق بموضوع حديثنا هذا، وهو صلاة أبي بكر. قال ابن أبي الحديد، وهو يعرض كلام شيخه المذكور - بعد أن أطال في ذكر أسباب التنافس والشحناء بين الطرفين في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حسب قناعاته -: "وبقيَت الأمورُ على ما هي عليه، وفي النفوس ما فيها، حتى مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)المرضَ الذي توفي فيه... فتطاول هذا المرض. وكان عليٌّ (عليه السلام) لا يَشُكّ أنّ الأمر له، وأنه لا ينازعه فيه أحد مِن الناس. ولهذا قال له عمُّه، وقد مات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): امْدُد يدَك أبايعك، فيقول الناس: عمُّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بايَعَ ابنَ عمِّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلا يختلف عليك اثنان. قال: يا عمّ، وهل يطمع فيها طامِعٌ غيري؟! قال: ستعلم. قال: فإني لا أحب هذا الأمر مِن وراء رتاج، وأحب أنْ أصحر به. فسكت عنه. فلمّا ثقل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه، أنفذ جيشَ أسامة، وجعل فيه أبا بكر وغيره مِن أعلام المهاجرين والأنصار، فكان علي (عليه السلام) حينئذٍ بوصوله إلى الأمْر إنْ حدث برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حدثٌ أوْثَق، وتغلّب على ظنّه أنّ المدينة لو مات لخَلَت مِن منازع ينازعه الأمر بالكلية، فيأخذه صفواً عفوًا، وتتم له البيعة، فلا يتهيأ فسخها لو رام ضدٌّ منازعته عليه. فكان - مِن عَوْد أبي بكر مِن جيش أسامة بإرسالها(عائشة) إليه، وإعلامه بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يموت - ما كان، ومِن حديث الصلاة بالناس ما عُرِف، فنَسَب عليٌّ (عليه السلام) عائشةَ أنها أمَرَت بلالاً مولى أبيها أنْ يأمره فليصلِّ بالناس، لأنّ رسول الله - كما روي - قال: ليصل بهم أحدهم. ولم يعيّن. -[ 271 ]- وكانت صلاة الصبح، فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو في آخر رمق يتهادى بين عليٍّ والفضل بن العباس، حتى قام في المحراب، كما ورد في الخبر. ثم دخل، فمات ارتفاعَ الضحى، فجعل يوم صلاته حجّة في صرْف الأمر إليه، وقال: أيكم يطيب نفساً أنْ يتقدم قدمين قدمهما رسول الله في الصلاة؟! ولم يحملوا خروج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الصلاة لصرفه عنها، بل لمحافظته على الصلاة مهما أمكن، فبويع على هذه النكتة التي اتَّهَمَها عليٌّ (عليه السلام) على أنها ابتَدَأَت منها. وكان علي (عليه السلام) يذكر هذا لأصحابه في خلواته كثيرًا. ويقول: إنه لم يقل(صلى الله عليه وآله وسلم): (إنكن لصويحبات يوسف) إلا إنكاراً لهذه الحال، وغضباً منها، لأنها وحفصة تبادرتا إلى تعيين أبويهما، وأنه استدركها بخروجه وصرفه عن المحراب، فلم يُجْدِ ذلك، ولا أَثّر... فكانت هذه الحال عند عليٍّ أعظم مِن كل عظيم، وهي الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى، ولم يَنْسِبْها إلا إلى عائشة وحدها، ولا علق الأمر الواقع إلا بها، فدعا عليها في خلواته وبين خواصّه، وتظلم إلى الله منها.... فقلتُ له (عليه السلام) : أفتقول أنت: إنّ عائشة عيّنَت أباها للصلاة، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لم يعيّنه؟ فقال: أما أنا فلا أقول ذلك، ولكن عليّاً كان يقوله. وتكليفي غير تكليفه. كان حاضرًا، ولم أكن حاضرًا. فأنا محجوج بالأخبار التي اتصَلَت بي، وهي تتضمن تعيين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي بكر في الصلاة. وهو محجوج بما كان قد علمه، أو يغلب على ظنه من الحال التي كان حضرها... هذه خلاصة كلام الشيخ أبي يعقوب (رحمه الله). ولم يكن يتشيع، وكان شديداً في الاعتزال، إلا أنه في التفضيل كان بغداديّاً" (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) شرح نهج البلاغة 9: 196 ـ 199. -[ 272 ]- وإنما ذكرناه بطوله لأنه يكشف عن عدم الاتفاق على تقديم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر للصلاة، وأنّ هناك مِن علماء السنة - فضلاً عن الشيعة - مَن ينسب لأمير المؤمنين (عليه السلام) إنكار ذلك، والتبرّم ممّا حصل، وحمله على كونه محاولةً لاستغلال مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وضعفه عن الخروج للصلاة، في إبراز أبي بكر في الواجهة، مِن أجل تهيئته لتولّي الحكم والاستيلاء عليه، في سلسلة النشاطات المضادة للنّص، التي أشرنا إليها في جواب السؤال الرابع من هذه الأسئلة، عند الكلام في دوافع الأنصار لمحاولة الاستيلاء على الحكم.
اختلاف الروايات في موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين خروجه ويؤيد ذلك.. أولاً: أنّ روايات الصلاة المذكورة التي تضَمّنتها كتبُ الحديث لجمهور السنة، قد تضمّنت خروجَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ذلك للصلاة. وهي مختلفة أشدّ الاختلاف في أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما خرج هل تقدَّمَ بنفسه للإمامة، فصلى بالناس جالسًا، وقد ائْتَمّ به الناس بما فيهم أبو بكر، أو أنّ أبا بكر بقيَ هو الإمام وقد ائتمّ به النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مع الناس، ويبدو مما ذكره ابن حجر (1)، والشوكاني (2)، أنّ الأول هو الأقوى روايةً. وهو لو تمّ أَنْسَب بدعوى الشيعة في المقام، لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان بصدد تقديم أبي بكر للصلاة تنويهاً به مِن أجل ترشيحه للخلافة، فخروجُه (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ذلك، وإمامتُه للناس نَقْضٌ لذلك الغرض، ولا أقلّ مِن كوْنه مثيراً للشبهة، التي تُضْعِف احتمالَ ترتُّب الغرض المذكور، وظرْفه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يسمح بذلك، لعلْمِه بدنوِّ أجله، وعدم وجود الوقت الكافي لدفْع الشبهات، وتدارك الأمور. ـــــــــــــــــــــــ (1) فتح الباري 2: 155. (2) نيل الأوطار 3: 184. -[ 273 ]- بعض الفجوات في روايات الحادثة وثانياً: أنّ تلك الروايات، مشتملةٌ على فجوات ومفارقات تظهر للمتأمِّل- وربما يظهر بعضها ممّا سبق- وقد تعرض لها علماء الشيعة، ونبّه بعضُ علماء الجمهور إلى بعضها، بنحوٍ يغنينا عن تفصيل الكلام فيه، بل لا يسعنا ذلك، لأنّ الحديث فيه طويل متشعب. غير أنه قد ألفت نظرنا أمر ربما أغفله الكثير، ففي حديث أبي بكر عبد الله بن أبي مليكة قال: "لمّا كان يوم الاثنين خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عاصباً رأسه إلى الصبح، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تفرج الناس، فعرف أبو بكر أن الناس لم يفعلوا ذلك إلا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فنكص عن مصلاه، فدفع رسول الله في ظهره، وقال: صلِّ بالناس، وجلس رسول الله إلى جنبه، فصلى قاعداً عن يمين أبي بكر. فلمّا فرغ مِن الصلاة، أقبل على الناس وكلّمهم رافعاً صوته، حتى خرج صوته مِن باب المسجد يقول: يا أيها الناس سعرت النار، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، وإني والله لا تمسكون عليّ شيئًا، إني لم أحل لكم إلا ما أحل لكم القرآن، ولم أحرم عليكم إلا ما حرم عليكم القرآن، فلما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)..." (1). ولا نريد أنْ نناقش صلاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤْتَمّاً بأبي بكر، لأنّ ذلك ليس ممتنعاً عند الجمهور، وإنما الملفت للنظر خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد الصلاة الشديدة اللهجة، والمناسبة لتهيُّؤ الأمة للفتن والانقلاب، حتى سعرت النار، وتنصّل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مِن مغبّة ما يحصل، لأنه لم يحلّ إلا ـــــــــــــــــــــــ (1) تاريخ الطبري 2: 231 في أحداث سنة إحدى عشرة. السيرة النبوية 6: 71 اليوم الذي قبض فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). البدء والتاريخ 5: 61. -[ 274 ]- ما أحل القرآن، ولم يحرم إلا ما حرمه. مع أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لو كان قد أمر أبا بكر بالصلاة مشيراً إلى أنه يرضى خلافته، فالأمورُ بالآخرة قد جَرَت على وفق ما أراد (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي هو موافِق للقرآن المجيد. فيفترض أن يكون ذلك مفتاحَ عصمة الأمة مِن الفتن. ومعه لا مُوجِب لتسعير النار، ولا للتهديد والوعيد الشديد. وإنما يتناسب ذلك جدّاً مع تفسير الشيعة المتقدم لحدث الصلاة. وأما توجيه ذلك التهديد بالردة التي حصلت بعد ارتحال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للرفيق الأعلى، فهو لا يناسب تنصُّل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي تضمنته الخطبة، لظهور أنّ التنصُّل بالوجه المذكور فيها إنما يحسن أنْ يوجّه لِمَن يؤمن بالقرآن الشريف ويخصمه (صلى الله عليه وآله وسلم) به. لا لمَن يكفر به، ويرتدّ عن الإسلام، كما لعله ظاهر. وقد أثبتنا هذه الملاحظة لعدم عثورنا عاجلاً على مَن نبّه عليها. وإنْ كان الجواب لا يتوقف عليها. والذي يهمنا هو عدم الاتفاق على صدور الأمر المذكور من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإبداء تحفظنا عليه، ولاسيما بملاحظة ما سبق في جواب السؤال الأول مِن تَعَرُّض السنة الشريفة للوضْع والتحريف ضدّ أهل البيت (عليهم السلام)، ولصالـح أعدائهم ومناوئيهم. فراجع.
حادثة الصلاة ليست نصّاً ولم تُلْزِم الصحابةَ ببيعة أبي بكر الأمر الثاني: لا ريب في أنّ الحادثة المذكورة كيف كانت لا تبلغ مرتبة النص على أبي بكر، لِمَا استفاض عند الجمهور مِن أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يَعْهَد مِن بعده إلى أحد. وغاية ما يُدَّعى أنها نحْوٌ مِن الإشارة له، كما ذكرتَه في السؤال. ومِن المعلوم أنّ الحَدَث الواحد يمكن الاختلاف في مدلوله باختلاف الناس، وباختلاف الزاوية التي ينظرون منها إليه، والتي يحاول -[ 275 ]- بعضُهم التأكيدَ عليها تَبَعاً لميله وهواه. والشيء الذي لا ريب فيه أنّ هذه الحادثة لم تمْنَع الأنصارَ مِن محاولةِ الاستيلاء على السلطة، وبيْعةِ سعد بن عبادة بالخلافة، ولم تمْنَع أبا بكر مِن ترشيحِ عمر وأبي عبيدة للخلافة، وتقديمهما للبيعة، ولا مِن قوله في مرضه: "أمَا إنّي لا آسَى على شيءٍ إلا على ثلاثٍ فعلتُهنّ، وددتُ أني لم أفعلهنّ، وثلاثٍ لم أفعلهنّ، وددتُ أني فعلتهنّ، وثلاثٍ، وددتُ اني سألتُ رسولَ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنهنّ، فأمّا الثلاث التي وددتُ أني لم أفعلهن... ووددتُ أني يوم سقيفة بني ساعده قذفتُ الأمْرَ في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر، وكان أميرَ المؤمنين وكنتُ وزير... وأما الثلاث اللاتي وددتُ أني سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنهن، فوددتُ أني سألته فيمَن هذا الأمْر فلا ينازعه أهله..." (1) إذ لو فَهِم(أبو بكر) مِن حادثة الصلاة ترشيحَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له لهذا المنصب، فلا مَوْقعَ للسؤال عمَّن هو أهل له، ولا لِقَذْفِه في عنق أحد الرجلين. كما لم تَمْنَع أميرَ المؤمنين (عليه السلام) وبني هاشم عامّة وجماعةً مِن خواصّ الصحابة وأعيانهم - ممّن تقدم التعرض له في مطاوي جواب السؤال الثالث والرابع - مِن التقاعس عن بيعة أبي بكر والإنكار عليه، والطعن ـــــــــــــــــــــــ (1) مجمع الزوائد 5: 202 ـ 203 كتاب الخلافة: باب كراهة الولاية ولمن تستحب، واللفظ له. الأحاديث المختارة 1: 89 ـ 90 فيما رواه عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) عن أبي بكر (رضي الله عنه). المعجم الكبير 1: 62 ومما أسند أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). الضعفاء للعقيلي 3: 420 ـ 421 في ترجمة علوان بن داود البجلي. ميزان الاعتدال 5: 135 ـ 136 في ترجمة علوان بن داود البجلي. لسان الميزان 4: 189 في ترجمة علوان بن داود البجلي. تاريخ الطبري 2: 353 ـ 354 أحداث سنة ثلاث عشرة: ذكر أسماء قضاته (أي أبي بكر) وكتابه وعماله على الصدقات. تاريخ دمشق 30: 418، 420، 421، 422 في ترجمة عبد الله ويقال عتيق بن عثمان بن قحافة. وغيرها من المصادر. -[ 276 ]- فيه، ومحاولة نَقْضِه. وإذا كان ترشيحُ الأنصار لسعد بن عبادة، وترشيحُ أبي بكر لعمر وأبي عبيدة، يوم السقيفة، عمليتين ارتجاليتين، اقتضتهما طبيعةُ الصراع، بنحْوٍ أَغَفَل عن حادثة الصلاة، وقد انتهتا في وقتهما، مِن دون أنْ يترتب عليهما أثرٌ معتدٌّ به، فلا ريب في أنّ موقف أمير المؤمنين (عليه السلام) ومَن اتّجه وجهتَه حِسَابِيٌّ مَدْرُوسٌ، يبْتني على الخصومة والاحتجاج والإصرار، كما يظهر مما سبق في جواب السؤالين الثالث والرابع. وكذا ما تقدّم مِن كلام أبي بكر في مرضه، لظهور أنه قد قاله بكمال التروِّي، بعد أنْ مَرّ بتجربة الخلافة، وأدرك مسؤوليتها. وذلك بمجموعه يكشف عن أحد أمرين لا ثالث لهما: أولهما: أنّ الأمر بصلاة أبي بكر لم يصدر مِن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنما كانت قضية الصلاة عمليّةً أُرِيدَ بها التشويش على النص، والالتفاف عليه، بإبراز أبي بكر للواجهة فجأةً في الوقت الحرج، في محاولةٍ لاستلاب الحكْم مِن أهل البيت (صلوات الله عليهم) في سلسلة نشاطات المعارضة التي تصاعدت في الوقت المناسب، كما تقول الشيعة.
لا تَلازُم بين الأهلية لإمامة الصلاة والأهلية للإمامة العامة ثانيهما: أنْ يكون أمْر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بصلاة أبي بكر - لو فُرض صدوره - عفويًّا، لا يَحْمِل أكثرَ مِن مدلوله الحقيقي، لِمَا هو المعلوم مِن عدم التلازم بين تأهيل الشخص لإمامة الصلاة وصلاحيته للإمامة العامة. كما صلى عبد الرحمن بن عوف بالناس حينما طُعِن عمر بن الخطاب (1)، ـــــــــــــــــــــــ (1) صحيح البخاري 3: 1354 كتاب فضائل الصحابة: باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان ابن عفان (رضي الله عنه). صحيح ابن حبان 14: 193 كتاب إخباره (صلى الله عليه وآله وسلم) عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم (رضي الله عنهم أجمعين): ذكر رضا المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) عن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) عند خروجه من الدني. المستدرك على الصحيحين 3: 97 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين عمربن الخطاب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: مقتل عمر (رضي الله عنه) على الاختصار. السنن الكبرى للبيهقي 3: 113 كتاب الصلاة: جماع أبواب موقف الإمام والمأموم: باب الصلاة بإمامين أحدهما بعد الآخر. المصنف لابن أبي شيبة 1: 406 كتاب الصلاة: التخفيف في الصلاة من كان يخففه. مسند أبي يعلى 5: 116. حلية الأولياء 4: 151 عند الحديث عن عمرو بن ميمون الأودي. كتاب الآثار: 47. الثقات 2: 238 في استخلاف عمر بن الخطاب. الطبقات الكبرى 3: 337 في ترجمة عمر بن الخطاب: ذكر استخلاف عمر (رحمه الله). نيل الأوطار 6: 158 كتاب الوصايا: باب وصية من لا يعيش مثله. موارد الظمآن: 537 باب فضل عمر ابن الخطاب (رضي الله عنه). مجمع الزوائد 9: 76 كتاب المناقب: باب وفاة عمر (رضي الله عنه). مسند الحارث 2: 622 كتاب الإمارة: باب ما جاء في الخلفاء. وغيرها من المصادر الكثيرة. -[ 277 ]- وكما أمَر عمرُ صهيباً بالصلاة بالناس بعده في الأيام الثلاثة التي عيّنها لأهل الشورى، مِن أجل أنْ يختاروا الخليفة منهم (1)، وكما قدَّمَ أميرُ المؤمنين (عليه السلام) - حينما ضربه ابنُ ملجم على رأسه في مسجد الكوفة - جعدةَ بن هبيرة ليصلي بالناس صلاة الفجر (2)... إلى غير ذلك. ـــــــــــــــــــــــ (1) صحيح ابن حبان 15: 333 كتاب إخباره (صلى الله عليه وآله وسلم) عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم (رضي الله عنهم أجمعين): ذكر رضا المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في صحبته إياه. المصنف لابن أبي شيبة 7: 437 كتاب المغازي: ماجاء في خلافة عمر بن الخطاب. مجمع الزوائد 5: 195 كتاب الخلافة: باب الخلافة في قريش والناس تبع لهم. الطبقات الكبرى 3: 61 في ترجمة عثمان بن عفان: ذكر الشورى وما كان أمرهم، 3: 341 في ترجمة عمر بن الخطاب: ذكر استخلاف عمر (رحمه الله). فتح الباري 7: 68. سير أعلام النبلاء 2: 26 في ترجمة صهيب بن سنان. وغيرها من المصادر. (2) الاستيعاب 3: 1125 في ترجمة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). مجمع الزوائد 9: 141 باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) كتاب المناقب: في باب بعد باب وفاته (رضي الله عنه). المعجم الكبير 1: 99 نسبة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : سن علي بن أبي طالب ووفاته (رضي الله عنه). نظم درر السمطين: 141. المناقب للخوارزمي: 383. المنتظم 5: 173 أحداث سنة تسع وثلاثين: عند الحديث عن مقتل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). الكامل في التاريخ 3: 256 أحداث سنة أربعين: ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى 1: 114 باب في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) : ذكر قاتله وما حمله على القتل وكيفية قتله وأين دفن. -[ 278 ]- ولا ينافي ذلك ما رُوي مِن تشبُّث عمر بها لتقديم أبي بكر وبيعته، فإنّ ذلك - لو صَحّ - أولاً: قد لا يبْتني على دعوى إشارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحادثة المذكورة للخلافة، وتأهيل أبي بكر له، بل لا يزيد عن كونه فضيلة لأبي بكر تناسب تقديمه بنظر عمر، نظير قوله: "لو أدركتُ أبا عبيدة بن الجراح، ثم ولّيتُه، ثم قدمتُ على ربي، فقال لي: لم استخلفته على أمة محمد؟ قلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: لكل أمة أمين، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" (1). وقوله: "ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّاً استخلفته، فإن سألني ربي. قلت: سمعت نبيك يقول: إن سالماً شديد الحب لله" (2). وقوله: "لو أدركت معاذ بن جبل فاستخلفته، فلقيت ربي، فسألني عن ذلك، لقلت: سمعت نبيك يقول: إذا حضرت العلماء ربهم يوم القيامة، كان معاذ بن جبل بين أيديهم بقذفة حجر" (3). وثانياً: قد يبتني على استغلال عمر للحادثة المذكورة، وتفسيرها بالوجه الذي يخدم هدفَه، في الوقت الحرج واللحظات الحاسمة، مِن أجل إنجاز مشروعه، في عملية ارتجالية مفاجئة. ولم يدع مجالاً للأخذ والرد، ـــــــــــــــــــــــ (1) مسند الشاشي 2: 93 من مناقب أبي عبيدة بن الجراح وغيره، واللفظ له. مسند أحمد 1: 18 في مسند عمر بن الخطاب (رضي الله عنه). فتح الباري 13: 119. تحفة الأحوذي 6: 399. فيض القدير 3: 190. سير أعلام النبلاء 1: 372 في ترجمة خالد بن الوليد. صفوة الصفوة 1: 367. تاريخ الطبري 2: 580 قصة الشورى. تاريخ دمشق 58 ص405 في ترجمة معاذ بن جبل. وغيرها من المصادر. وقريب منه في المستدرك على الصحيحين 3: 300 كتاب معرفة الصحابة: ذكر مناقب أبي عبيدة بن الجراح، والطبقات الكبرى 3: 413 في ترجمة أبي عبيدة بن الجراح، وفضائل الصحابة لابن حنبل 2: 742، وتاريخ دمشق 25: 461 في ترجمة عامر بن عبدالله بن الجراح، وغيرها من المصادر. (2)، (3) تقدمت مصادرهما في جواب السؤال الرابع في: 189. -[ 279 ]- ليتضح نظر غيره في هذه الحادثة، وتحديد مدلولها الحقيقي. وما أكثر ما يتشبث ذوو الأهداف في سبيل الوصول لأهدافهم وتنفيذ مخططاتهم بالحجج الواهية والخطابيات التي هي ((كَسرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)) (1). ولا سيما وأنّ عمر ومَن اتّجه وجهتَه لم يحترموا أوامرَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتوجيهاته في مرضه، ففي يوم الخميس حينما أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنْ يُؤتَى له بدواة وكتف، ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبدًا، ردّوا عليه، وقالوا: إنه يهجر أو: قد غلبه الوجع، حسبنا كتاب الله. كما تقدم التعرض لذلك في جواب السؤال الثاني من الأسئلة السابقة. مع أنّ حادثة الصلاة قد حصلت بعد ذلك، بل في بعض النصوص أنها كانت يوم الاثنين يوم وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه.
عدم تركيز عمر على حادثة الصلاة في أحاديثه عن الخلافة ويؤيّد ما ذكرنا أنّ عمر قد تعرّض بعد حادثة السقيفة لبيعة أبي بكر، وحاول بيانَ مبرراتِها في أحاديث له متعددة له مع ابن عباس وغيره، ولم يُشِر فيها لحادثة الصلاة كحجّة أو مبرّر، في الوقت الذي تعرّضَ فيه لمبررات هي أوهى مِن بيت العنكبوت، كصغر سنّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، وحبّه لبني عبد المطلب، وكراهة قريش أنْ تجتمع النبوة والخلافة في بني هاشم. بل صرّح هو وغيرُه بأنّ البيعة كانت فَلْتَة، وقد سبق أنّ أهون ما قيل في معنى (فلتة) أنها كانت مباغتة مِن دون مشورة. وربما ذكروا أنهم أسرعوا ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة النور الآية: 39. -[ 280 ]- بها خوف الفتنة (1). ولو كانت حادثة الصلاة بالنحو الذي يحاول بعضُهم الاحتجاجَ به لكانت أولى بأنْ تُذكَر مِن جميع ما سبق. فإنه يظهر مِن ذلك كله أنّ التشبث بها يوم السقيفة -لو كان- فإنما هو أمْرٌ اقتضته طبيعة الارتجال في تحقيق الهدف وتمريره على الخصوم، بغضّ النظر عن المدلول الحقيقي للحادثة، كما ذكرنا. | |
|
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.صلاة أبي بكر وأدلة الشيعة على إمامة أهل البيت صلوات الله عليهم الجمعة أغسطس 17, 2012 9:57 am | |
| الأمر الثالث: ليس مِن المنطقي أنْ يتشبّث المُدّعي لدعواه بمثل هذه الإشارة المُدّعاة إلا بعد مقارنتها بما يتشبّث به الخصْمُ، واستيضاح أنها أقوى دلالةً ممّا يملكه الخصمُ مِن الإشارات والدلالات، فضلاً عن الحجج والبيّنات. ولا يسعنا في هذه العجالة استيعاب ما تملكه الشيعة مِن ذلك، غير أنا نستطرد بذِكر جملةٍ منها مِن أجل مقارنتها بحادثة الصلاة.
المقارنة بين حادثة الصلاة وما ورد في حقّ أمير المؤمنين (عليه السلام) فها نحن نسأل المنصف هل يرضى لنفسه أنْ يدّعي أنّ حادثة الصلاة أقوى دلالةً على تهيئةِ أبي بكر للخلافة مِن اختصاص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمير المؤمنين (عليه السلام)، وإيكال أموره (صلى الله عليه وآله وسلم) إليه (عليه السلام) في حياته وبعد وفاته، حتى جهَّزه ووضعه في حفرته، وتمييزه عن بقية الصحابة بمؤاخاته له (2)، ـــــــــــــــــــــــ (1) الرياض النضرة 2: 206 القسم الثاني في مناقب الأفراد: الباب الأول في مناقب خليفة رسول الله أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) : الفصل الثالث عشر في ذكر خلافته وما يتعلق بها من الصحابة: ذكر بيعة السقيفة وماجرى فيه. (2) المستدرك على الصحيحين 3: 15،16 كتاب الهجرة. سنن الترمذي 5: 636 كتاب كتاب المناقب: في باب لم يعنونه، بعد باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). علل الدارقطني 9: 205. الطبقات الكبرى 3: 22 في ترجمة علي بن أبي طالب: ذكر إسلام علي وصلاته. من حديث خيثمة: 199. فضائل الصحابة لابن حنبل 2: 597 فضائل علي (عليه السلام) ،: 617 ومن فضائل علي (رضي الله عنه) من حديث أبي بكر بن مالك عن شيوخه غير عبدالله. البداية والنهاية 7: 224 في أحداث سنة خمس وثلاثين ففيها مقتل عثمان: خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). تاريخ الخلفاء: 170 في ترجمة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : فصل في الأحاديث الواردة في فضله. السيرة النبوية 3: 36 المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. تاريخ دمشق 42: 18،51،52، 53، 61، 96، في ترجمة علي ابن أبي طالب. تهذيب الأسماء: 318. فيض القدير 4: 355. الرياض النضرة 1: 205 القسم الأول في مناقب الأعداد: الباب الأول فيما جاء متضمنا ذكر العشرة وغيرهم: ذكر أحاديث تتضمن جملتها إخاءه (صلى الله عليه وآله وسلم) بين العشرة وغيرهم من المهاجرين والأنصار وذكر اسمه على بعضهم. التدوين في أخبار قزوين 2: 126. تحفة الأحوذي 10: 152. تهذيب الكمال 20: 484 في ترجمة علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر الكثيرة. -[ 281 ]- وتزويجه ابنته سيدة النساء (عليه السلام) بأمْر الله تعالى (1)، حتى صار أبا ذرِّيتِه (2). وبسدّ أبوابهم الشارعة إلى المسجد إلا بابه (3)، فكان يحلّ له فيه ما يحلّ ـــــــــــــــــــــــ (1) مجمع الزوائد 9: 204 كتاب المناقب: باب مناقب فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (رضي الله عنه) : باب منه في فضلها وتزويجها بعلي (رضي الله عنهم). المعجم الكبير 10: 156 في مسند عبد الله ابن مسعود (رضي الله عنه) ، 22: 407 ذكر سن فاطمة (رضي الله عنه) ووفاتها ومن أخبارها ومناقبها وكنيته. ومن مناقب فاطمة: ذكر تزويج فاطمة (رضي الله عنه). تاريخ دمشق 37: 13 في ترجمة عبد الملك بن حبار، 42: 126، 129 في ترجمة علي بن أبي طالب، 52: 444، 445 في ترجمة محمد بن دينار العرقي. كنز العمال 11: 600 حديث:32891،: 606 حديث:32929. وغيره. البيان والتعريف 1: 174، 2: 301. ميزان الاعتدال 4: 422 في ترجمة عبد النور بن عبد الله المسمعي. لسان الميزان 4: 77 في ترجمة عبد النور بن عبد الله المسمعي. الكشف الحثيث: 174 في ترجمة عبد النور بن عبد الله المسمعي. (2) مجمع الزوائد 9: 172 كتاب المناقب: باب في فضل أهل البيت (رضي الله عنهم). المعجم الكبير 3: 43 بقية أخبار الحسن بن علي (رضي الله عنهم). الجامع الصغير 1: 262. الفردوس بمأثور الخطاب 1: 172. فيض القدير 2: 233. كنز العمال 11: 600 حديث: 32892. تاريخ دمشق 42: 259 في ترجمة علي بن أبي طالب. تاريخ بغداد 1: 317 في ترجمة محمد بن أحمد بن عبد الرحيم. ينابيع المودة 2: 90، 237، 292، 345، 399، 447. ميزان الاعتدال 4: 313 في ترجمة عبد الرحمن بن محمد الحاسب، 7: 207 في ترجمة يحيى بن العلاء. لسان الميزان 3: 429في ترجمة عبد الرحمن ابن محمد الحاسب. العلل المتناهية 1: 214. كشف الخفاء 2: 157. نيل الأوطار 6: 139. (3) السنن الكبرى للنسائي 5 كتاب الخصائص:113 ذكر خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : ذكر خبر عمران بن حصين في ذلك،: 118،119 ذكر قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي. سنن الترمذي 5: 641 كتاب كتاب المناقب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : في باب لم يعنونه بعد باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). المستدرك على الصحيحين 3: 135 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه)، وقال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"،: 143 قال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة". مسند أحمد بن حنبل 1: 175 مسند أبي إسحاق سعد ابن أبى وقاص (رضي الله عنه)،: 330 مسند عبدالله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). معتصر المختصر 2: 332 كتاب جامع مما يتعلق بالموطأ: فيما اختص به أبو بكر وعلي. مجمع الزوائد 9 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)،: 114،115 باب فتح بابه الذي في المسجد،: 120 باب جامع في مناقبه (رضي الله عنه). مسند الروياني 1: 277 فيما رواه ميمون عن البراء. مسند أبي يعلى 2: 61 في مسند سعد بن أبي وقاص. السنة لابن أبي عاصم 2: 599،603 باب ما ذكر في فضل علي (رضي الله عنه) ،: 609 باب من كنت مولاه فعلي مولاه. الإصابة 4: 568 في ترجمة علي بن أبي طالب. فتح الباري 7: 14 وقال بعد أن ذكر الحديث: "أخرجه احمد والنسائي وإسناده قوي وفي رواية للطبراني في الأوسط رجالها ثقات من الزيادة". تفسير القرطبي 5: 208. وغيرها من المصادر الكثيرة. -[ 282 ]- للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1). ثم نَصُّه (صلى الله عليه وآله وسلم) على أنّ المراد بأهل بيته - الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً - هم أمير المؤمنين، وزوجته الصديقة فاطمة الزهراء سيدة النساء، وولداهما الحسن والحسين (صلوات الله وسلامه عليهم) (2). ـــــــــــــــــــــــ (1) تاريخ دمشق 42: 139،140 في ترجمة علي بن أبي طالب. مسند الشاشي 1: 146. ميزان الاعتدال 2: 210 في ترجمة حرام بن عثمان الأنصاري.لسان الميزان 2: 182 في ترجمة حرام بن عثمان الأنصاري. مناقب الخوارزمي: 109. ينابيع المودة 1: 160. تاريخ المدينة 1: 38. (2) صحيح ابن حبان 15: 432 كتاب إخباره (صلى الله عليه وآله وسلم) عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم (رضي الله عنهم أجمعين): ذكر الخبر المصرح بأن هؤلاء الأربع الذي تقدم ذكرنا لهم أهل بيت المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم). السنن الكبرى للنسائي 5: 107 كتاب الخصائص: ذكر خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وذكر صلاته قبل الناس وأنه أول من صلى من هذه الأمة. سنن الترمذي 5: 351 كتاب فضائل القرآن عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : باب ومن سورة الأحزاب،: 663 كتاب كتاب المناقب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : باب مناقب أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). المستدرك على الصحيحين 2: 451 كتاب التفسير: تفسير سورة الأحزاب وقال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، 3 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،: 158،159 وقال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". مسند أحمد 4: 107 في حديث واثلة بن الأسقع (رضي الله عنه) ، 6: 292 في حديث أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). معتصر المختصر 2: 266 كتاب جامع مما يتعلق بالموطأ: في أهل البيت. مجمع الزوائد 9: 167 كتاب المناقب: باب في فضل أهل البيت (رضي الله عنهم). مسند البزار 6: 210 فيما رواه إسماعيل ابن عبدالله بن جعفر عن أبيه. المعجم الكبير 3: 53 بقية أخبار الحسن بن علي (رضي الله عنه)، 9: 25 فيما أسند عمر بن أبي سلمة، 22: 66 فيما أسند واثلة: مكحول الشامي عن واثلة. تفسير الطبري 22: 6،7، 8. تفسير ابن كثير 3: 485،486. وغيرها من المصادر الكثيرة. -[ 283 ]- وأنّ مثلهم كمثل سفينة نوح مَن ركبها نجا، ومَن تخلف عنها غرق وهوى (1)، وأنهم أحد الثقلين الذين خلفهما في أمته ليعصماها مِن الضلالة. وقد تقدم الحديث عن ذلك في جواب السؤال السادس من الأسئلة السابقة. ومعهم باهَلَ نصارى نجران دون غيرهم (2)، مشيراً إلى تميُّزهم بالقرب مِن الله تعالى بنحوٍ يناسب نفوذَ مباهلتهم واستجابته عز وجل لدعوتهم، وبأنهم حملة دعوة الإسلام المخاصمون عنها والمتعهدون بها. ـــــــــــــــــــــــ (1) تقدمت مصادره في جواب السؤال الرابع في ص: 181. (2) صحيح مسلم 4: 1871 كتاب فضائل الصحابة (رضي الله عنهم) : باب من فضائل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). سنن الترمذي 5: 225 كتاب القراءات عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : باب ومن سورة آل عمران،: 638 كتاب كتاب المناقب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : في باب لم يعنونه بعد باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). المستدرك على الصحيحين 3: 163 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". السنن الكبرى للبيهقي 7: 63 كتاب قسم الصدقات: باب إليه ينسب أولاد بناته. مسند أحمد 1: 185 في مسند أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه). مسند سعد: 51 فيما رواه عامر بن سعد عن أبيه. فتح الباري 7: 74. أسد الغابة 4: 26 في ترجمة علي بن أبي طالب: فضائله (رضي الله عنه). رجال مسلم 2: 51 في ترجمة علي بن أبي طالب. الإصابة 4: 569 في ترجمة علي بن أبي طالب. معرفة علوم الحديث: 50. تفسير الطبري 3: 301. تفسير القرطبي 4: 104. تفسير ابن كثير 1: 372. فتح القدير 1: 347،348. زاد المسير 1: 398. روح المعاني 4: 188. أسباب نزول الآيات للواحدي: 68. شواهد التنزيل للحسكاني 1: 156، 159، 163، 164. وغيرها من المصادر الكثيرة. -[ 284 ]- ولهم قال: "أنا سلْمٌ لمَن سالمتم وحربٌ لمَن حاربتم" (1)... إلى غير ذلك مما ورد في حقّهم (صلوات الله عليهم). ثم وَصِيَّتُه لأمير المؤمنين، حتى عُرِف (صلوات الله عليه) بالوَصِيّ (2). ـــــــــــــــــــــــ (1) تقدمت مصادره في جواب السؤال الرابع في: 181. (2) المستدرك على الصحيحين 3: 188 كتاب معرفة الصحابة: ومن فضائل الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وذكر مولده ومقتله. مسند أبي يعلى 4: 344 أول مسند ابن عباس. مجمع الزوائد 9: 113،114 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : باب فيما أوصى به (رضي الله عنه). حلية الأولياء 2: 74 في ترجمة أسماء بنت عميس. المعجم الكبير 6: 221 فيما رواه أبو سعيد عن سلمان (رضي الله عنه). الإصابة 5: 576 في ترجمة كدير. فضائل الصحابة 2: 615 ومن فضائل علي (رضي الله عنه) من حديث أبي بكر بن مالك عن شيوخه غير عبد الله. سير أعلام النبلاء 4: 113 بقية الطبقة الأولى من كبراء التابعين: في ترجمة ابن الحنفية، 8: 44،46 في ترجمة السيد الحميري، 23: 338 في ترجمة ابن الآبار. تهذيب الكمال 26: 151 في ترجمة محمد بن علي بن أبي طالب القرشي. تهذيب التهذيب 3: 91 في ترجمة خالد بن عبيد العتكي. تاريخ دمشق 42: 392،532 في ترجمة علي بن أبي طالب. تاريخ واسط: 154 في ترجمة معلى بن عبد الرحمن بن حكيم. تاريخ بغداد 11: 112 في ترجمة عبدالجبار بن أحمد بن عبيدالله السمسار، 13: 298 في ترجمة نصر بن أحمد أبي القسم البصري. الذرية الطاهرة: 74. الفردوس بمأثور الخطاب 3: 336. فتح الباري 8: 150. ميزان الاعتدال 2: 418 في ترجمة خالد بن عبيد، 3: 375 في ترجمة شريك بن عبدالله، 5: 481 في ترجمة قيس بن ميناء، 7: 5 في ترجمة ناصح بن عبدالله الكوفي. لسان الميزان 2: 102 في ترجمة جرير بن عبدالحميد الكندي، 3: 387 في ترجمة عبدالجبار بن أحمد السمسار، 5: 139 في ترجمة محمد بن الحسين الأزدي. الكامل في ضعفاء الرجال 4: 14 في ترجمة شريك بن عبدالله بن الحارث بن شريك. المجروحين 1: 279 في ترجمة خالد بن عبيد العتكي. البداية والنهاية 13: 258 في أحداث سنة ثمان وستين وستمائة: في ترجمة القاضي محيي الدين ابن الزكي. تاريخ الطبري 2: 696 في أحداث سنة خمس وثلاثين: ذكر ما رثي به (أي عثمان) من الأشعار، 3: 319 في أحداث سنة إحدى وستين. الكامل في التاريخ 3: 419 في أحداث سنة إحدى وستين: ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) : المعركة، 5: 152 أحداث سنة خمس وأربعين ومائة: ذكر ظهور محمد ابن عبدالله بن الحسن. المنتظم 10: 128 في أحداث سنة أربع ومائتين. البدء والتاريخ 5: 225 ذكر صفين. وفيات الأعيان 5: 379 في ترجمة نصر الخبزأرزي. تاريخ اليعقوبي 2: 171 في أيام عثمان بن عفان،: 179 في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،: 228 في وفاة الحسن بن علي. وغيرها من المصادر الكثيرة. -[ 285 ]- وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : "وأنّ وَصِيِّي لَخيْرُ الوَصِيِّين" (1)، وقد سبق في جواب السؤال الرابع أنّ المراد بالوصية هنا وصاية النبوة. كما كان (صلوات الله عليه) قاضي دين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومُنْجِز عِدَاتِه (2)، والذي يبيّن لهم ما يختلفون فيه مِن بعده (3). وكان وارِثَ علْمِه (4)، وبابَ مدينة علْمه (5)، الذي منه تؤتى، كما قال ـــــــــــــــــــــــ (1) سيرة ابن إسحاق 2: 105، واللفظ له. مجمع الزوائد 9: 165 كتاب المناقب: باب في فضل أهل البيت (رضي الله عنهم). المعجم الأوسط 6: 327. المعجم الكبير 3: 57 بقية أخبار الحسن بن علي (رضي الله عنهم). (2) مجمع الزوائد 9 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ،: 113 باب فيما أوصى به (رضي الله عنه)، ـ: 121 باب جامع في مناقبه (رضي الله عنه). الأحاديث المختارة 2: 131 فيما رواه عباد بن عبدالله عن علي (عليه السلام). فضائل الصحابة لابن حنبل 2: 615 ومن فضائل علي (رضي الله عنه) من حديث أبي بكر بن مالك عن شيوخه غير عبدالله. تفسير ابن كثير 3: 351. مسند أحمد 1: 111 في مسند علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). تاريخ دمشق 42: 47، 49، 50، 56، 57، 471 في ترجمة علي بن أبي طالب. الفردوس بمأثور الخطاب 3: 61. المعجم الكبير 12: 420 فيما رواه مجاهد عن ابن عمر. ميزان الاعتدال 6: 446 في ترجمة مطر بن ميمون المحاربي، 7: 5 في ترجمة ناصح بن عبد الله الكوفي. الكامل في ضعفاء الرجال 6: 397 في ترجمة مطر بن ميمون المحاربي. المجروحين 3: 5 في ترجمة مطر بن ميمون. وغيرها من المصادر. (3) تقدمت مصادره في جواب السؤال الرابع في: 185. (4) المستدرك على الصحيحين 3: 136 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه). الآحاد والمثاني 5: 172 في ترجمة زيد بن أبي أوفى. المعجم الكبير 5: 221 فيما رواه زيد بن أبي أوفى. الرياض النضرة 1: 198 الباب الأول فيما جاء متضمنا ذكر العشرة وغيرهم: ذكر أحاديث تتضمن جملتها إخاءه (صلى الله عليه وآله وسلم) بين العشرة وغيرهم من المهاجرين والأنصار وذكر اسمه على بعضهم. فضائل الصحابة لابن حنبل 2: 638،666 فضائل علي (عليه السلام). تاريخ دمشق 21: 415 في ترجمة سلمان بن الإسلام، 42: 53 في ترجمة علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر. (5) المستدرك على الصحيحين 3: 137،138 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه). مجمع الزوائد 9: 114 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : باب في علمه (رضي الله عنه). المعجم الكبير 11: 65 فيما رواه مجاهد عن ابن عباس. تذكرة الحفاظ 4: 1231 في ترجمة السمرقندي الحافظ الإمام الرحال أي محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن قاسم بن جعفر الكوخميثني. سير أعلام النبلاء 11: 447 في ترجمة أبي الصلت. تاريخ دمشق 42: 378،379،380،382،383 في ترجمة علي بن أبي طالب. تهذيب التهذيب 7: 296 في ترجمة علي بن أبي طالب،: 374 في ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد. تهذيب الكمال 18: 77،78،79 في ترجمة عبدالسلام بن صالـح، 20: 485 في ترجمة علي بن أبي طالب. تاريخ جرجان: 65 في ترجمة أحمد بن سلمة بن عمرو الكوفي. تاريخ بغداد 7: 172 في ترجمة جعفر بن محمد أبي جعفر، 11: 48،49،50 في ترجمة عبدالسلام بن صالـح بن سليمان. كشف الخفاء: 235. الفردوس بمأثور الخطاب: 44. فيض القدير 3: 46. الجرح والتعديل 6: 99 في ترجمة عمر بن إسماعيل ابن مجالد. وغيرها من المصادر الكثيرة. -[ 286 ]- عز من قائل: ((وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) (1). ثم هو (صلوات الله عليه) أقضى أمَّتِه (2)، وحامِلُ رايَتِه في الدنيا والآخرة (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة البقرة الآية: 189. (2) الاستيعاب 1: 17 في المقدمة. فتح الباري 8: 167. المعجم الصغير 1: 335. كشف الخفاء 1: 184. الرياض النضرة 1: 228 الباب الثالث في ذكر ما دون العشرة من العشرة إن انضم إليهم غيرهم غير مختص بالأربعة الخلفاء أو بعضهم: ذكر ما جاء في وصف جمع كلا بصفة حميدة. تاريخ دمشق 47: 112 في ترجمة عويمر بن زيد بن قيس أبي الدرداء. كنز العمال 11: 642 حديث:33121. ينابيع المودة 2: 173. وغيرها من المصادر. (3) المعجم الكبير 2: 247 فيما رواه سماك بن حرب عن جابر بن سمرة: فيما رواه أبو عبدالله عن سماك. تاريخ دمشق 42: 75،331 في ترجمة علي بن أبي طالب، 39: 102 في ترجمة عثمان ابن عفان. الفردوس بمأثور الخطاب 1: 437، 5: 367. حلية الأولياء 1: 66 في ترجمة علي ابن أبي طالب. العلل المتناهية 1: 246. كنز العمال 11: 612 حديث:32965، 13: 136 حديث:36427. ينابيع المودة 2: 167. المناقب للخوارزمي: 358. ميزان الاعتدال 7: 5 في ترجمة ناصح بن عبدالله الكوفي. الكامل في ضعفاء الرجال 7: 47 في ترجمة ناصح بن عبدالله. وغيرها من المصادر. -[ 287 ]- كما أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أرْسل أبا بكر بأوائل سورة براءة، ليؤذن بها المشركين، ثم أرسل أمير المؤمنين، ليأخذها منه، ويؤديها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ولما رجع أبو بكر قال: يا رسول الله نزل في شيء؟ قال: "لا، ولكن جبرئيل جاءني، فقال: لن يؤدّي عنك إلا أنت، أو رَجُلٌ مِنك" (1). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : "عَليٌّ منّي وأنا مِن عليٍّ، لا يؤدِّي عنّي إلا أنا أو عليّ" (2). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : "يا عليّ مَن فارقني فقد فارق الله، ومَن فارقك يا عليّ فقد فارقني" (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) مجمع الزوائد 7: 29 كتاب التفسير: سورة براءة، واللفظ له. المستدرك على الصحيحين 3: 53 كتاب المغازي والسراي. تفسير ابن كثير 2: 334. مسند أحمد 1: 151 مسند علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). فتح الباري 8: 318،320. تحفة الأحوذي 8: 386. فضائل الصحابة لابن حنبل 2: 703. تاريخ دمشق 42: 348 في ترجمة علي بن أبي طالب. شواهد التنزيل للحسكاني 1: 311. كنز العمال 2: 422 حديث:4400. وغيرها من المصادر. (2) سنن الترمذي 5: 636 كتاب كتاب المناقب: في باب لم يعنونه بعد باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، واللفظ له. سنن ابن ماجة 1: 44 في فضل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). السنن الكبرى للنسائي 5: 45 فضائل أبي بكر وعمر وعثمان (رضي الله عنهم). مسندأحمد 4: 165 في حديث حبشي بن جنادة (رضي الله عنه). الآحاد والمثاني 3: 183، في حديث حبشي بن جنادة السلولي (رضي الله عنه). المعجم الكبير 4: 16 فيما رواه حبشي بن جنادة السلولي. السنة لابن أبي عاصم 2: 566، 598. تذكرة الحفاظ 2: 455 في ترجمة سويد بن سعيد الحافظ. كشف الخفاء 1: 236. تهذيب الأسماء 1: 318. فضائل الصحابة لابن حنبل 2: 599. سير أعلام النبلاء 8: 212 في ترجمة شريك بن عبدالله. تاريخ دمشق 42: 345 في ترجمة علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر. (3) المستدرك على الصحيحين 3: 133 كتاب معرفة الصحابة: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه)، وقال بعد ذكر الحديث: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، واللفظ له،: 158 ذكر البيان الواضح أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بقي مِن خواصّ أوليائه جماعة وهجرهم.... مجمع الزوائد 9: 135 كتاب المناقب: باب الحق مع علي (رضي الله عنه). مسند البزار 9: 455 فيما رواه معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر. معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي 3: 800. المعجم الكبير 12: 423 فيما رواه مجاهد عن ابن عمر. فضائل الصحابة 2: 570. فيض القدير 4: 357. ميزان الاعتدال 3: 30 في ترجمة داود بن أبي عوف،: 75 في ترجمة رزين بن عقبة. تاريخ دمشق 42: 307 في ترجمة علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر. -[ 288 ]- وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : "مَن أطاعني فقد أطاع الله، ومَن عصاني فقد عصى الله ومَن أطاع عَلِيّاً فقد أطاعني، ومَن عصى عَلِيّاً فقد عصاني" (1). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : "أُوحِيَ إليّ في عليٍّ ثلاثة أشياء ليلة أسري بي: أنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين" (2). وقد وصفه (صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر مِن مرة بأنه أمير المؤمنين (3). بل أمر (صلى الله عليه وآله وسلم) جماعة مِن المسلمين بالتسليم عليه بذلك (4). وحينما ذهب (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى غزوة تبوك استخلف أمير المؤمنين (عليه السلام) على المدينة، وقال: "إنه لا ينبغي أنْ أذهب إلا وأنتَ خليفتي" (5)، وفي رواية ـــــــــــــــــــــــ (1) المستدرك على الصحيحين 3: 131 كتاب معرفة الصحابة: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه)، وقال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"،: 139 كتاب معرفة الصحابة: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه). معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي 1: 485. الكامل في ضعفاء الرجال 4: 349 في ترجمة عبادة بن زياد. تاريخ دمشق 42: 307 في ترجمة علي بن أبي طالب. وغيرها من المصادر. (2) تقدمت مصادره في جواب السؤال الرابع في: 184. (3) تقدمت مصادره في جواب السؤال الرابع في: 184. (4) تاريخ دمشق 42: 303 في ترجمة علي بن أبي طالب. (5) المستدرك على الصحيحين 3: 143 كتاب معرفة الصحابة: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه)، واللفظ له، وقال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". مجمع الزوائد 9: 120 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : باب جامع في مناقبه (رضي الله عنه). مسند أحمد 1: 330 مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). المعجم الكبير 12: 98 فيما رواه ميمون عن ابن عباس. السنة لابن أبي عاصم 2: 565،566. الإصابة 4: 568 في ترجمة علي بن أبي طالب. الرياض النضرة 2: 190 الفصل الثالث عشر: ذكر ماأخبره به النصارى مما يتضمن خلافة أبي بكر. فضائل الصحابة لابن حنبل 2: 684 ومن فضائل علي (رضي الله عنه) من حديث أبي بكر عن شيوخه غير عبد الله. وغيرها من المصادر. -[ 289 ]- " فإنّ المدينة لا تصلـح إلا بي أو بك" (1)، وقال له: "أنت منّي بمنزلة هارون مِن موسى، إلا أنه لا نبيَّ بعدي" (2). وفي حديث ابن عباس عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع بني عبد المطلب حين نزل قوله تعالى: ((وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)) قال (عليه السلام) : "ثم تكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا بني عبدالمطلب... إني قد جئتُكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيُّكم يوازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي، ووصيّي، وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعًا. وقلتُ - وإني لأَحْدَثُهم سِنّاً وأرمصهم عينًا، وأعظمهم بطنًا، وأحمشهم ساقاً -: أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال: إنّ هذا أخي ووصيّي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع" (3). وقد أثبت الله تعالى ولايته في قوله عز وجل: ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)) (4)، حيث ـــــــــــــــــــــــ (1) المستدرك على الصحيحين 2: 367 كتاب التفسير: تفسير سورة التوبة، وقال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، واللفظ له. كنز العمال 11: 607 حديث:32933، 13: 172 حديث:36517. ينابيع المودة 1: 344. ميزان الاعتدال 2: 324 في ترجمة حفص ابن عمر الأبلي. لسان الميزان 2: 324 في ترجمة حفص بن عمر الأبلي. وغيرها من المصادر. (2) تقدمت مصادره في جواب السؤال الرابع في ص: 183. (3) تاريخ الطبري 1: 542 ـ 543 ذكر الخبر عما كان من أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند ابتداء الله تعالى ذكره إياه بإكرامه بإرسال جبرئيل (عليه السلام) إليه بوحيه، واللفظ له. شرح نهج البلاغة 13: 210. تفسير ابن كثير 3: 352. وقد أبدل وصيي وخليفتي بكذا وكذا. وكذلك في كتابه البداية والنهاية 3: 40 باب الأمر بإبلاغ الرسالة. وكذلك فعل الطبري في تفسيره 19: 122. (4) سورة المائدة الآية: 55. -[ 290 ]- استفاضت الأحاديث بنزولها في أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) (1). كما أثبت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) له الولاية في قوله: "عليٌّ وليُّكم بعدي" (2). بل جعله أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم في واقعة الغدير التي تقدم الحديث عنها في جواب السؤال السابع من الأسئلة السابقة. وذلك مُسَاوِقٌ لإمامته على المؤمنين، لعدم صلوح الأولوية المذكورة إلا للإمام، وعدم تمامية الإمامة إلا بها، كما ذكرنا ذلك في التعقيب على مقدمة كتابك هذا... إلى غير ذلك مما ورد في حقه (صلوات الله عليه) وحق أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) عمومًا. ولسنا الآن بصدد تحقيق سند كلّ واحد مِن هذه المضامين ودلالته، وما قيل فيه مِن الأخذ والرد والنقض والإبرام، فإنّ ذلك يحتاج إلى كلام طويل قد يتجاوز المجلدات. وقد كفانا مؤنتَه علماؤنا الأبرار (رضوان الله ـــــــــــــــــــــــ (1) تفسير القرطبي 6: 221. تفسير الطبري 6: 288. تفسير ابن كثير 2: 72. مجمع الزوائد 7: 17 كتاب التفسير: سورة المائدة. المعجم الأوسط 6: 218. فتح القدير 2: 53. زاد المسير 2: 382. أحكام القرآن للجصاص 4: 102 باب العمل اليسير في الصلاة. روح المعاني 6: 167. شواهد التنزيل للحسكاني 1: 209،210،211. تاريخ دمشق 42: 357 في ترجمة علي ابن أبي طالب، 45: 303 في ترجمة عمر بن علي بن أبي طالب. كنز العمال 13: 108 حديث:36354. وغيرها من المصادر الكثيرة. (2) مجمع الزوائد 9: 128 كتاب المناقب: باب منه جامع فيمن يحبه ويبغضه. السنن الكبرى للنسائي 5: 133 كتابالخصائص: ذكر خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : ذكر قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : علي وليكم بعدي. المعجم الأوسط 6: 163. مسند أحمد 5: 356 في حديث بريدة الأسلمي (رضي الله عنه). الفردوس بمأثور الخطاب 5: 392. فتح الباري 8: 67. تحفة الأحوذي 10: 146،147. فيض القدير 4: 357. الإصابة 6: 623 في ترجمة وهب بن حمزة. الرياض النضرة 2: 187. تاريخ دمشق 42: 189 في ترجمة علي بن أبي طالب. فضائل الصحابة لابن حنبل 2: 688. البداية والنهاية 7: 344،346 أحداث سنة أربعين من الهجرة: تزويجه فاطمة الزهراء (رضي الله عنه). وغيرها من المصادر. -[ 291 ]- تعالى عليهم) في مؤلفاتهم المذهبية. وإنما أشرنا إلى هذا العدد الكثير للعلْم إجمالاً بصدور كثير منه ومن أمثاله، بنحْوٍ يُغني عن الكلام في السند. كما لا يهمنا فِعْلاً تحديد مدلوله تفصيلاً، بل يكفينا المتيقن مِن ذلك، مِن أجل المقارنة بينه وبين حادثة صلاة أبي بكر، ليرى المنصفُ أيّهما أَظْهَر دلالةً على الخلافة والإمامة، وأشدّ مناسبةً لها وأولى بأنْ يُسَاق حُجَّةً عليها. وبعد ذلك كله فلكلّ امرئ أن يختار ما يعجبه، ويراه الألصق بالواقع وبالأمارات المحيطة بالحدث، وما هو الأرضى لله تعالى، والأعذر عنده، حينما يعرض عليه ويقف بين يديه ((يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ)) (1). ولعله لِمَا سبق وغيره تقدَّم في الوجه الرابع من جواب السؤال الرابع عن بعض المؤرخين أنّ عامّة المهاجرين والأنصار كانوا لا يَشُكُّون في أنّ عليّاً هو صاحب الأمر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). كما تقدَّم أنّ أهل البيت (عليهم السلام) وجماعةً كثيرةً كانوا يرَوْن الحقَّ فيهم، وفي أمير المؤمنين (عليه السلام) خاصّة. | |
|
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.صلاة أبي بكر وأدلة الشيعة على إمامة أهل البيت صلوات الله عليهم الجمعة أغسطس 17, 2012 10:02 am | |
| أهمية أمْرِ الخلافة تقضي بعدم الاكتفاء فيها بالإشارة الأمر الرابع: أنّ أهمية الخلافة في الدين تقضي بعدم الاكتفاء فيها بالإشارة والتلميح، ولاسيما مع كونها معترك المصالـح والمطامع. فإنّ النصوص الصريحة في مثل ذلك قد يحاول المعارضون والطامعون تأويلَها بما يناسب أهواءَهم، وصَرْفَها عمّا يُراد بها مِن أجل تنفيذ مخططاتهم والوصول لأهدافهم، والدفاع عنها، فكيف بالإشارات والتلميحات التي قد يغفل عنها، كما يسهل التلاعب بها، والتحوير فيها، والخروج عنها؟! ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة آل عمران الآية: 30. -[ 292 ]- بل يكون الاكتفاء بالإشارة في مثل ذلك مثاراً للاختلاف والفتنة، وشقّ كلمة الأمة، وتركها في التيه وحيرة الضلال، وهو ممّا يُنزَّه عنه تشريع الإسلام القويم، ويجل عنه نبيّه العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم).
لابد مِن كَوْن الحقيقة واضحة لا لبْسَ فيها وقد كثر منا في جواب الأسئلة السابقة التأكيد على أنّ الحقيقة واضحة لا لبْسَ فيها، وأنّ الله تعالى قد أقام عليها الحجة الكافية، التي لا يخرج عنها إلا مشاق معاند، أو مقصر متهاون، لا عذر لهما عند الله تعالى. ويحسن بنا أن نشير إلى وجه ذلك بغض النظر عن تعيين تلك الحقيقة وتحديدها. وقد سبق لنا حديث في بعض ما كتبناه ينفع في ذلك، يحسن أن نذكره بمضامينه، بل بأكثر ألفاظه.
تعرُّض الدعوات الإصلاحية لمعوّقات تَحُول دُون تنْفيذِها وهو أنه كثيراً ما تتعرَّض الدعوات الإصلاحية لتناقضات ومشاكل، تَحُول دون تقدُّمها وانتشارها وسيطرتها على المجتمعات التي يُفترَض تكيُّفها معها، وتطبيقها فيها وتنفيذها لتعاليمها، إمّا لقُصُورٍ في الدعوة نفسها، أو لمعوقات خارجية تقف في وجهها.
مِن المعوِّقات الخلافاتُ والانشقاقاتُ الداخلية وإنّ مِن أهمّ تلك التناقضات والمشاكل ما يعرض على الدعوة مِن خلافات وانشقاقات، نتيجة الاجتهادات الخاطئة في تفسيرها، أو تَعَمُّد التحريف لها، والخروج المتعمّد عنها، مِن أجل الأهداف والمصالـح المناقضة لصميم الدعوة وأهدافها، أو الضارة بها. وكم عصفت الخلافات والانشقاقات بالدعوات، حتى مسختها، وقضت عليها أخيرًا. -[ 293 ]- مِحْنَةُ الأديان السماوية في الخلافات والانشقاقات بل تنحصر محنة الأديان السماوية بذلك، لأنها في مَأْمَنِ القصور والتناقضات، بعد أنْ كانت صادِرةً عن الله عز وجل، وهو الخالق المدبر اللطيف الخبير العليم الحكيم، الذي ((يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)) (1)، و((لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ)) (2)، وهو بكلّ شيء محيط. حيث لابد مع ذلك مِن كون النظام الذي يشرِّعه جل شأنه هو النظام الأكمل الصالـح للتطبيق في الظرف الذي يُشرّع فيه.
شدّة تحذير القرآن الكريم مِن الخلافات ولعله لذا حذر القرآن الكريم من التفرق والاختلاف، وحث على الوحدة والوفاق، وأكد على ذلك وشدد فيها.قال سبحانه وتعالى: ((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُو)) (3). وقال عزوجل: ((وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) (4). وقال عز من قائل: ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)) (5)...إلى غير ذلك.
إعْلان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) افْتِرَاق الأمّة ومع ذلك فقد أعلن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مسبقاً عن اختلاف الأمة ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة غافر الآية: 19. (2) سورة سبأ الآية: 3. (3) سورة آل عمران الآية: 103. (4) سورة آل عمران الآية: 105. (5) سورة الأنعام الآية: 159. -[ 294 ]- وتفرّقها، كما تفرقت الأمم السابقة، واختلفت بعد أنبيائها. فقال: "اختلف اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون فرقة في النار، وواحدة في الجنة. واختلف النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون فرقة في النار، وواحدة في الجنة. وتختلف هذه الأمة على ثلاثة (كذا في المصدر) وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النار، وواحدة في الجنة..." (1). وهو المناسب لِمَا ورد مستفيضاً أو متواتراً عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) مِن أنّ هذه الأمة ستجري على سنن الأمم السابقة. ففي الحديث: "لتتبعن سنن من كان من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمَن؟!" (2). ـــــــــــــــــــــــ (1) مجمع الزوائد 6: 233 كتاب قتال أهل البغي: باب منه في الخوارج، واللفظ له، 7: 258 كتاب الفتن: باب افتراق الأمم واتباع سنن من مضى. تفسير القرطبي 4: 160. تفسير ابن كثير 2: 78. سنن الدارمي 2: 314 كتاب السير: باب في افتراق هذه الأمة. مصباح الزجاجة 4: 179 كتاب الفتن: باب افتراق الأمم. مسند أبي يعلى 6: 341 فيما رواه أبو نضرة عن أنس. المعجم الكبير 8: 273 فيما رواه أبو غالب صاحب المحجن واسمه حزور. اعتقاد أهل السنة 1: 103. السنة لابن أبي عاصم 1: 32 باب فيما أخبر به النبي (عليه السلام) : أن أمته ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة وذمه الفرق كلها إلا واحدة، وذكر قوله (عليه السلام) : إن قوما سيركبون سنن من كان قبلهم. الترغيب والترهيب 1: 44. حلية الأولياء 3: 227. وغيرها من المصادر الكثيرة. (2) صحيح البخاري 6: 2669 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : لتتبعن سنن من كان قبلكم، واللفظ له، 3: 1274 كتاب الأنبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل. سنن ابن ماجة 2: 1322 كتاب الفتن: باب افتراق الأمم. مجمع الزوائد 7: 261 كتاب الفتن: باب منه في اتباع سنن من مضى. المستدرك على الصحيحين 1: 93 كتاب الإيمان. صحيح ابن حبان 15: 95 باب إخباره عن ما يكون في أمته من الفتن والحوادث: ذكر البيان بأن قوله: سنن من قبلكم، أراد به أهل الكتابين. مسند أحمد 2: 327،511 مسند أبي هريرة (رضي الله عنه)، 3: 89 مسند أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه). مسند الطيالسي 2: 289 ما روى أبو سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : عطاء بن يسار عن أبي سعيد (رضي الله عنه). وغيرها من المصادر الكثيرة. -[ 295 ]- حيث لا إشكال في افتراق الأمم السابقة، كما تكرر ذكر ذلك في الكتاب المجيد.
تحذير المسلمين من الفتن ووعدهم بها وهو المناسب أيضاً لِمَا تكرر في الكتاب العزيز والسنة الشريفة مِن تحذير المسلمين مِن الفتن، ووعدهم بها، وأنهم لابد أنْ يُمتحنوا ويغربلوا، ويخرج بعضهم عن الطريق، ويرجعوا القهقرى. قال تعالى: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (1). وقال سبحانه: ((وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) (2). وقال جل شأنه: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ)) (3). وقال عزوجل: ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)) (4). وقال عز من قائل: ((مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ)) (5). ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة النور الآية: 63. (2) سورة الأنفال الآية: 25. (3) سورة آل عمران الآية: 144. (4) سورة العنكبوت الآية: 2 ـ 3. (5) سورة آل عمران الآية: 179. -[ 296 ]- وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"، وقال في أحاديث الحوض: "ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى"... إلى غير ذلك مما تقدم كثير منه في جواب السؤال الثاني من الأسئلة السابقة.
قسوة التهديد في الاختلاف وبيان خطورة أثره والملفت للنظر الحقيق بالانتباه أنّ ما مضى وغيره مما تضمن التحذير مِن الفتنة والاختلاف قد اشتمل على مضامين قاسية، كالتعبير بالانقلاب، والارتداد، والخبث، والكفر، والحكم على الفرق المخالفة للحق بأنها من أهل النار، حيث يناسب ذلك أن يكون الخروج عمّا عليه الفرقة المحقة - بغض النظر عن تعيينها - بحَدٍّ مِن الخطورة والجريمة، بحيث يُلْحَق بالكفر، ويكون سبباً للهلاك والخسران، ولا ينفع الإنسان معه الحفاظ على صورة الإسلام وإعلان دعوته. وهو المناسب لما ورد في الأمم السابقة. قال الله تعالى: ((وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) (1). وقال سبحانه: ((وَلَوْ شَاء اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ)) (2). وقال عز وجل: ((وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة آل عمران الآية: 105 ـ 107. (2) سورة البقرة الآية: 253. -[ 297 ]- الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)) (1).
أهميةُ مَوَاقِع الاختلافِ في الدِّين تُلْزِم بوضوح الحجّة عليها وإذا كانت مواقع الخلاف بهذه الأهمية في الدين فلابد مِن وضوح الحجة عليها وجلائها، بحيث لا تقبل العذر والاجتهاد، بل لا يكون الخروج عنها إلا عن مشاقة وعناد متعمد، أو عن ضلال يعمي البصائر، مع التقصير في الفحص عن الحق والتعرف عليه، لتقليد، أو تعصب، أو نحوهما مما لا يعذر فيه الإنسان، كما قال عز من قائل: ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)) (2). فإنّ مِن المعلوم أنَ مِن أهم مقاصد البعثة والنبوة إقامة الحجة الكافية على معالم الهدى والإيمان، التي يتوقف على معرفتها النجاة من النار، والفوز بالجنة: ((لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ)) (3). و ((لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)) (4). وكما قال عز من قائل: ((وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) (5). وقد استفاضت بذلك الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة. وإذا كان الله عزوجل قد قال: ((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَل ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة البقرة الآية: 213. (2) سورة الأعراف الآية: 179. (3) سورة الأنفال الآية: 42. (4) سورة النساء الآية: 165. (5) سورة التوبة الآية: 115. -[ 298 ]- تَفَرَّقُوا)) (1). وقال: ((وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) (2). فهل يكفي ذلك في رفْع الاختلاف، وعدم التفرق ولزوم صراطه تعالى، إذا لم يوضح جل شأنه - بوجْهٍ قاطِع - حَبْلَه تعالى المتين وكيفيةَ الاعتصام به، وصراطَه المستقيم، وما يتحقق به اتباعه، بل يبقى الأمر فيها عُرْضَةً للتفسيرات المختلفة، والاجتهادات المتباينة، لتدّعي كلُّ فرقة أنها هي المعتصمة بحبل الله عز وجل، دون غيرها؟! بل الأمر أظهر من ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى أعدل وأكرم من أن يدخل عبيده النار من دون حجة واضحة ترفع الجهل وتقطع العذر، ولا تدع مجالاً للريب، ولا للنظر والتخرص والاجتهاد. وذلك كله يقضي بما ذكرنا من أن الحقيقة في مواقع الخلاف الذي ينتهي بالآخرة إلى تفرق الأمة وانقسامها لابد أن تكون من البيان والجلاء ووضوح الحجة، بحيث ينحصر الخروج عنها في المشاقة والعناد المتعمد، أو العمى والضلال غير المعذر. ولا مجال لأن تكون مورداً للاجتهاد المعذر لو أخطأ. ويؤكد ذلك قوله تعالى: ((وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ)) (3)، لظهوره في وجود البينات الكافية في المنع من اختلاف المسلمين لو تابعوها، ولم يتعمدوا الخروج عليها، ولا فرطوا في الوصول إليها. ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة آل عمران الآية: 103. (2) سورة الأنعام الآية: 153. (3) سورة آل عمران الآية: 105. -[ 299 ]- ومثله قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالِك" (1). لصراحته في وضوح الحق وجلائه، بحيث لا يلتبس على الأمة لو طلبته، وأن ليل الفتن، وظلمات المحن، ودياجي الشبهات والضلالات، لا تقوى على التلبيس فيه، وتضييع معالمه، وطمس آثاره.
مِن أهمّ أسباب الخلاف السُّلْطَةُ إذا عرفت هذا فمِن الظاهر أنّ الإِمْرَة على الناس والاستيلاء على السلطة مِن أهم أسباب الخلاف والشقاق بين الأمم وأصحاب الدعوات الإصلاحية العامة.. أولاً: لأنّ حبّ السلطة والإمرة مِن أعمق الغرائز في نفس الإنسان، وأشدّها استحكاماً فيها، وهو يقتضي التسابق على السلطان والتغالب عليه. وثانياً: لأنّ الحُكْم بالحق - الذي تقتضيه مَبْدَئِيّة الدعوة الإصلاحية - مُرٌّ يصعب تحمُّله على عامة البشر، فهم يحاولون التمرد عليه والخروج عنه. ومِن ثَمّ يثقل عليهم أن يتسنم السلطة ذوو المبادئ الذين يحافظون على حَرْفِيّة التشريع وحدوده، فيحاولون الخروج عليهم، وإبعادهم عن السلطة. وإلى هذا يشير عمر بن الخطاب في قوله لابن عباس: "والله يا ابن عباس إنّ عليّاً ابن عمك لأحقّ الناس بها، ولكن قريشاً لا تحتمله. ولئن ـــــــــــــــــــــــ (1) مسند أحمد 4: 126 حديث العرباض بن سارية عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، واللفظ له. تفسير القرطبي 7: 138. سنن ابن ماجة 1: 15 باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين. المستدرك على الصحيحين 1: 175 كتاب العلم. السنة لابن أبي عاصم 1: 19. المعجم الكبير 18: 247 ما رواه عبدالرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض ابن سارية،: 257 ما رواه جبير بن نفير عن العرباض. الترغيب والترهيب للمنذري 1: 47. مصباح الزجاجة 1: 5 كتاب اتباع السنة. وغيرها من المصادر. -[ 300 ]- وَلِيَهم ليأخذنّهم بمُرِّ الحق، لا يجدون عنده رُخْصَةً. ولئِنْ فَعَل لينكثنّ بيعتَه، ثم ليتحاربنّ" (1).
الخِلافُ على السلطة أوّلُ خلافٍ ظهر في الأمّة وأخطره ومِن هنا كان الخلاف في الإمامة والخلافة هو الخلاف الأول الذي ظهر بين المسلمين بعد الفراغ الذي حصل برحيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للرفيق الأعلى. وقد جَرَّ مِن الويلات على الأمة مِن صَدْر الإسلام ما لا يحيط به البيان، حتى انتهى بها إلى ما انتهت إليه مِن وضع بائس شنيع. فلابد مِن أنْ يكون البيان الشرعي في الإمامة مِن الوضوح والجلاء والقوة والرصانة، بحيث يجعلها مِن الواضحات الجلية، وتكون بيضاء ليلها كنهارها، ليكون اختلاف المسلمين المذكور فيها اختلافاً منهم بعد أنْ جاءتهم البينات، وتظاهرت عليهم الحجج، التي يكون الخروج عنها سبباً للضلال، والهلاك، والخسران الدائم، والخلود في النار، كما تضمنته الأدلة المتقدمة.
التشديد في وجوب معرفة الإمام والائتمام به وهو المناسب للأحاديث الكثيرة المتضمنة: أنّ مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية، أو أنّ مَن مات بغير إمام مات ميتةً جاهلية، أو نحو ذلك مما تقدم ذكره في جواب السؤال الرابع من الأسئلة السابقة. لظهور أنّ شدّة العقوبة وترتُّب الهلكة على عدم معرفة الإمام، وعدم الائتمام به والإذعان له، تُنَاسِب وضوحَ الحجّة عليه، بحيث لا يُعذر الجاهل بها والخارج عنها. ـــــــــــــــــــــــ (1) تاريخ اليعقوبي 2: 159 في أيام عمر بن الخطاب. -[ 301 ]- مَبْدَئِيّةُ الحاكِم نُقْطَةُ ضَعْفٍ مادّيةٍ فيه يُعَوِّضها صرامةُ التشريع ولا سيما وأنّ مبدئية الحاكم الصالـح - التي تُفترض فيمَن يعيّنه النظام الإلهي لهذا المنصب الخطير - تمنعه مِن أنْ يسلك الطرق الملتوية لفرض سلطانه واستيلائه على الحكم، وهي نقطة ضعف مادية فيه لا يعوضها إلا التشريع الإلهي في وضوحه وجلائه، وشدته وصرامته، وما يترتب على ذلك من وعد ووعيد مناسبين له، ليمنع - على الأقل - أهلَ الدين والتقوى مِن صالـح المؤمنين وخاصتهم مِن تجاوز حدود التشريع في هذا الأمر الخطير، ولو مِن أجل أنْ يتمسكوا بالحق ويعلنوا دعوته - لتقوم بهم حجته على الناس، ولا تضيع معالمه عليهم - في جميع العصور.
يمتنع اكتفاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالإشارة في أمر الخلافة وعلى ذلك يمتنع عادة وعقلاً أنْ يكتفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالإشارات والتلميحات في أمر الإمامة والخلافة، بل لابد فيه مِن بيان واضح صريح، لا لبْس فيه ولا غموض، كي لا يخرج عنه إلا معاند مكابر، أو جاهل مفرط لا يعذر في جهله. وهو مما لا تدَّعيه أنت في حادثة الصلاة، ولا يُظَن بأحدٍ أنْ يدَّعيه.
لابد مِن فَرْض نظام متكامل للخلافة الأمر الخامس: أنّ أمر الخلافة في الإسلام مِن الأهمية والتعقُّد بحدٍّ يمتنع معه أن يقتصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه على ترشيح أبي بكر له، أو أيّ شخص آخر، بل حتى بتعيينه له، مهما كان بيانه مِن الظهور والوضوح.بل لابد فيه مِن تشريع نظام شامل متكامل صالـح للتطبيق مادام في الأرض إنسان يعمرها مكلف باعتناق الإسلام، الذي هو خاتم الأديان، الباقي في الأرض إلى يوم القيامة.ولابد فيه مِن الوضوح والجلاء بنحوٍ تقوم به الحجة الواضحة، -[ 302 ]- ويمنع من الاختلاف بوجه يعذر فيه، في جميع عصور الإسلام الباقي ما بقيت الدنيا، لِعَيْن ما سبق. وقد تقدم منا في جواب السؤال الرابع من الأسئلة السابقة إيضاح ذلك بما يغني عن إعادته هنا. فليرجع له مَن يهمّه معرفة الحقيقة والوصول إليها، والعمل عليها، والخروج عن عهدتها. هذا ما تيسر لنا في جواب سؤالك. ومن الله سبحانه وتعالى نستمد العون والتوفيق، والتسديد والتأييد. وهو حسبنا ونعم الوكيل. | |
|