| في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 4:37 pm | |
| -[ 154 ]- س9 خبر الآحاد لا يُعمَل به في أصول الدين عند الشيعة، وهم لا يَرَوُن أنّ تشخيص الأئمة ثابت بالتواتر، فإنْ كان تشخيص الإمام يثبت بخبر الآحاد، فلا يجب العمل به مِن حيث اتِّبَاع الإمام المشخَّص. (....................) عمان ـ الأردن 7 / 12 / 2000م
جواب السيد الحكيم في كتابه(في رحاب العقيدة)ج3:
قبل الجواب عن سؤالك ينبغي التنبيه إلى أمرين:
وجوب معرفة الإمام والعلْم به لا يـختص بالشيعة الأول: أنّ هذه المسألة لا تخص الشيعة، بل تجري في حقّ الجمهور وجميع المسلمين، لِمَا هو المتسالم عليه عندهم - وأشرنا لأدلته في جواب السؤال الرابع من الأسئلة السابقة - مِن وجوب معرفة الإمام، والتسليم له، وبيعته وطاعته، وأنّ مَن تَرَك ذلك فمِيتَتُه مِيتَةٌ جاهلية. وقد تقدم في آخر جواب السؤال السابق قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "ألا وإنّ أئمتكم وفْدُكم إلى الله تعالى، فانظروا مَن تُوفِدُون". حيث يتعيّن حينئذٍ معرفة شخْص الإمام بوجْهٍ قطعي، وذلك لا يكون إلا بالبحث عن الأدلة، والنظر فيها بوجْهٍ موضوعي مُنْصف، بعيد عن التسامح والتشبُّث بالظنون والأدلة الواهية، مع تجنُّب اللجاجة والتكلُّف في ردّ الأدلة الواضحة. -[ 155 ]-
اللازِمُ المُوَازَنة بيْن أدلّة الشيعة وأدلّة غيرهم وعلى ذلك فليَنْظر مَن يريد الخروجَ عن هذه المسؤولية الكبرى - لِتكون مِيتتُه ميتةَ إسلامٍ، لا جاهلية - إلى ما يُقِيمُه الشيعةُ مِن الأدلة والحجج على تعيين أشخاص الأئمة (صلوات الله عليهم)، وإلى ما يُقِيمُه غيْرُهم على تعيين أئمتهم، ويقارن بين الحجّتيْن، بعد أن يضع أمام عينيه أن الله تعالى هو الرقيب عليه في حكمه، ثم يحكم وجْدانَه في تعيين ما هو الأقوى منهما، فيلتزم به، ويعمل عليه، ليكون معذوراً عند الله عزوجل يوم يعرض عليه ويوقف بين يديه، ويسأله عن الدين الذي افترضه عليه، وعن أئمته الذين ائتم بهم، وأخذ منهم ذلك الدين.
لا يُفْتَرَض في المقام التَّقَيُّد بِطُرُق الجمهور الثاني: أنه لا يفترض في المقام التقيد بطرق جمهور السنة ورواياتهم ومبانيهم وقناعاتهم، لو كانت لهم في ذلك مُحَصّلة مضبوطة، فإنّ ذلك(أي:التقَيُّد بطرق الجمهور) قد يتَّجِه حين يحتجّ الشيعة على بطلان مذهب الجمهور في الإمامة، وما يقولون به مِن شَرْعِيّة الخلافة بالاستيلاء على السُّلْطَة، مِن دُون نصٍّ مِن الله تعالى، وتبليغٍ مِن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث لا يَحْسُن مِن الشيعة أن يحتجوا على الجمهور بما يَخْتَصُّون هم بروايته مِن دون أنْ يُدْعَم بحجج قاطعة تُلْزِم الجمهورَ بالتسليم به. أما بعد تَجَاوُز ذلك، والدُّخُولِ في مرحلةٍ لاحقة، وهي تعيين أَشْخَاص الأئمة (صلوات الله عليهم)- بعْد الفَرَاغ عن أنّ الإمَامَة بِنَصٍّ مِن الله تعالى، وأنها مِن أصول الدين التي يجب فيها العلْمُ، ولا يُكْتَفَى فيها بأخبار الآحاد - فالأَمْرُ يَخُصّ الشيعة أنفسهم، وعليهم أنْ يَعْتَمدوا فيما يذهبون إليه على ما يُوجِب العِلْمَ لهم مِن أيّ طريقٍ كان، لِتَتمّ لهم معرفة -[ 156 ]- الإمام ويَخْرُجُوا عن ميتة الجاهلية إلى ميتة الإسلام. وإذا كان الجمهورُ لا يريدون أنْ يَعْتَدُّوا بأخبار الشيعة، ويطعنونهم بالضلال، وبأنهم قد لَفَّقُوا أخبارَهم دَعْماً لضلالهم، ويتجاهلون القرائن التي تَدْعَم تلك الأخبار، وتُوجِب القَطْعَ بِصِحّةِ مَضَامِينِها فالشيعةُ يَعْرفون مِن أنفسهم أنهم على الحق، و(أنهم)مع النصوص المُثْبِتَة لحقّ أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وأنّ هَمَّهُم الوَاقِع، وأنهم بِحَقِّهم الصريح في غِنًى عن الكذب والافتراء، وأنّ لهم مِن القرائن العقلية والنقلية التي تَدْعَم تلك الأخبار ما يَجْعَل دَعْوَتَهم مِن الحق الواضح الذي لا ريب فيه. فمَوْقِفُ الشيعة مع الجمهور نَظِيرَ موقف المسلمين عموماً مع أهل الأديان الأخرى، فحينما يكونون(المسلمون) بِصَدَد إثباتِ أَصْلِ دين الإسلام، وصِدْقِ نبوةِ نبيِّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، لابد لهم مِن أنْ يحتجُّوا بما يكون حجَّةً على أهل تلك الأديان، ويكون دليلاً قاطعاً عليهم، ولا يكفيهم الاحتجاج بما يكون حجَّةً عند المسلمين وحدهم.أمّا إذا تَجَاوَزُوا ذلك وأَثْبَتُوا صحّةَ دين الإسلام، وصدْقَ نبيِّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإذا أرادوا الاحتجاجَ على ما يَتَفَرَّع على الإسلام - كالإمامة وتفاصيل المعَاد - فإنه يكفيهم أنْ يحتجوا بما هو حجّةٌ عند المسلمين بعد الفراغ عن صدْق الإسلام، ولا يَلْزَمُهم أنْ يحتجوا بما هو حجة على أهل الأديان الأخرى، لأنّ ذلك لا يخصّ أهل تلك الأديان، بل يخصّ المسلمين أنفسهم. بل إذا آمَنَ بعضُ أهل تلك الأديان بالإسلام، وصدّقُوا بحجته، فاللازِمُ عليهم الرُّجُوعُ فيما يَتفرَّع عليه إلى ما هو حجة بحسب المقاييس الإسلامية التي يتعيّن على المؤمنين بالإسلام الجَرْي عليها. وكذلك الحال في المقام، فإنه إذا آمَنَ بعضُ الجمهور بما عليه الشيعة -[ 157 ]- مِن أنّ الإمامة حَقٌّ لأهل البيت (صلوات الله عليهم)، تَبَعاً للنص الوارد فيهم، فإنه يلزم عليه الرجوع في تعيين الأئمة منهم (عليهم السلام) ومعرفة أشخاصهم إلى ما هو حجة بمقتضى موازين الاحتجاج العقلائية المناسبة لمرجعية أهل البيت (صلوات الله عليهم) للأمة، ولحقهم في الإمامة عليهم. وليس معنى ذلك أنه لا توجد نصوص مِن روايات الجمهور تَدْعَم مذهبَ الشيعة في تعيين الأئمة (صلوات الله عليهم)، بل هي موجودة فِعْلاً، وإنْ لم تكن بحيث تكفي وحدها في إثبات ذلك. إذا عرفتَ هذا، فحيث كانت الإمامة عند الشيعة مِن أصول الدين الاعتقادية - التي تتوقف النجاة على معرفتها، وتترتب الهلكة بجهلها - فاللازِمُ معرفة الإمام بشخصه، والعلم بإمامته. ومقتضى ذلك أنّ الله تعالى قد أقام الدليلَ القاطع على إمامة الإمام، بحيث يحصل بسببه العلْمُ بإمامته، إذ لا معنى لأنْ يُلْزِم تعالى الناسَ بالمعرفة، ولا يُهَيِّئ أسبابَها. وبعد ذلك نقول:
تَحْدِيد المراد بالخبر المتواتر إنْ كان المراد بالخبر المتواتر هو الذي يَرْويه جماعة يُعْلَم بصدقهم وعدم اجتماعهم على الكذب، بسبب كثرتهم، عن جماعةٍ كذلك، وهكذا في جميع طبقات السند - بأن يرويه مثلاً عشرون عن عشرين عن عشرين، وهكذا - فهذا - كما تقول - غيرُ حاصلٍ في تشخيص آحاد الأئمة (صلوات الله عليهم)،لكنّ العِلْمَ لا يَتَوَقّف على ذلك، بل لا يوجد هذا في غالب الأمور المعلومة بالضرورة مِن الدِّين أو التاريخ، بما في ذلك القضايا التي لا نَصَّ فيها، وإنما ثبتت بإجماع المسلمين بجميع مذاهبهم وفرقهم، بحيث يُعْلَم -[ 158 ]- بِأَخْذِهم لها مِن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وإنْ كان المراد بالخبر المتواتر هو النَّقْلُ المُوجِب للعِلْم واليقين، وَلَوْ مِنْ جِهَةِ تَعَاضُدِ الأخبار، واحْتِفَافِها بالقرائن والمُؤَيِّدَات، فهو حاصِلٌ في المَقَام في حَقِّ أَشْخَاص الأئمة (صلوات الله عليهم)،بَلْ قد حَصَل ما يَزِيد عليه بِمَرَاتب.. وتوضيحُ ذلك: أنّ النُّصُوص الواردة في الإمامة على طوائف..
النصوص الواردة في حق أمير المؤمنين (عليه السلام) بشخصه الطائفة الأولى: ما وَرَدَ في حَقِّ أمير المؤمنين (عليه السلام) فقط. ولا يهمّنا إطالة الكلام في هذه الطائفة، لأنه (عليه السلام) المُتَيَقَّن هنا بعد فَرْض الكلام مع الشيعة، وهو (عليه السلام) أَوَّلُ أئمتِهم. وإنما أشرنا إليها مِن أجْل اسْتِيفَاء طوائف الأدلة الواردة في المقام. ولا يفرق في هذا بيْن ما دَلَّ على إمامته ورئاسته وولايته ووجوب طاعته - كحديث الغدير وغيره - وما دَلَّ على مرجعيته للأمة في دِينِها، مثْل ما تضَمَّن أنه (عليه السلام) مع الحقِّ والقرآن، وأنهما معه، وأنه (عليه السلام) الهادِي للأمّة المُبَيِّن لها ما تختلف فيه... إلى غير ذلك. وكلا القسمين كثير جدًّا. وقد تقدم بعضٌ منهما في أجوبة الأسئلة الرابع والسادس والثامن. ولا يسعنا استقصاء الكلام فيهما، بل يوكل إلى ما ذكره علماؤنا (رضوان الله تعالى عليهم)، وفصلوا الكلام فيه في كتبهم المذهبية. وهذه الطائفة بمجموعها تقتضي حُجِّيَّةَ النَّصِّ الصادِر منه (عليه السلام) على إمامته، وعلى ثُبُوت الإمامة في أهل البيت عمومًا، أو ثُبُوتها فِيمَن بعده مِن ذُرِّيَّتِه إجمالاً، أو مع تعيينهم تفصيلاً. -[ 159 ]-
ما وَرَدَ في حَقِّ أهل البيت (عليهم السلام) عمومًا الطائفة الثانية: ما تَضَمَّنَ ثُبُوتَ الإمامة في أهل البيت (صلوات الله عليهم) عموماً ولُزُوم التَّمَسُّك بهم ووجوب طاعتهم، وما تَضَمَّن جَعْلَهم (عليهم السلام) مَرْجِعاً للأمّة، يَعْصِمُهم مِن الضلال والهلكة، ويَهْدِيهم إلى الرشاد، ويَرْفَع عنهم الخِلافَ. وقد تقدم جملة من ذلك في جوابي السؤال الرابع والثامن. وهذا القسم وإنْ لم يُصَرَّح فيه بأسماء مَنْ هو المَرْجِع مِن أهل البيت (صلوات الله عليهم)، إلا أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) مُتَيَقَّنٌ مِن هذا القِسْم أيضًا، لأنه سَيِّد أهل البيت بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسَيِّد عترته، كما تقدم عند الكلام في دلالة حديث الثقلين على إمامته (عليهم السلام) في جواب السؤال السادس من الأسئلة السابقة. ولأنّ مِن جملة الموارد التي تَعَرَّض فيها النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لمرجعية الثقلين واقعةُ الغدير التي هي نَصٌّ فيه (صلوات الله عليه). نعم، لا ريب في عدم اختصاص هذه الطائفة به (صلوات الله عليه)، لأنه واحدٌ مِن أهل البيت، فلا معنى لاختصاصها به. ومَن ثَمّ كان ولداه الحسن والحسين (صلوات الله عليهم)، داخِلَيْن في المُتَيَقَّن مِن هذه الطائفة أيضًا، لأنهما الموجودان مِن أهل البيت في عَصْر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، الجَارِيَان مَجْرَى أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولا يُحْتَمَل إِرَادَة غيْرِهما، دُونَهُما. بل حيث كانت هذه الطائفة وارِدَةً لِرَفْع اختلافِ الأمّة بأجمعها، وهدايتها مِن الضلال، فهي تقتضي مرجعيةَ أهلِ البيت في جميع الأزمنة ما دام لهذه الأمة وُجُودٌ، تَتَعَرَّض معه للخلاف والضلال. وذلك إنما -[ 160 ]- يكون بوجود المَرْجِع لها مِن أهل البيت (عليهم السلام) ووجوب طاعتها له بعْد الحَسَنَيْن (صلوات الله عليهم)، مهما تَعَاقَبَت العُصُورُ، كما أشرنا إليه في أواخر جواب السؤال الثامن عند التعرض لوجوب الرجوع في الدِّين لأهل البيت (عليهم السلام). بل هو المُصَرَّح به في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "إنّ في كُلِّ خَلَفٍ مِن أمّتي عدْلاً مِن أهل بيتي، يَنْفِي عن هذا الدِّين تَحْرِيفَ الغالين وانْتِحَالَ المُبْطِلِين وتَأْوِيلَ الجاهلين. وإنّ أئمتَكم قادَتُكم إلى الله عز وجل، فانْظُرُوا بِمَنْ تَقتدون في دينكم وصلاتكم" (1). وذَيْلُه كالصَّرِيح في أنّ أولئك العُدُول مِن أهل البيت هم الأئمة، الذين يجب الائتمام بهم وطاعتهم على الأمة. وبالجملة: المتيقن من هذه الطائفة هو الإمام أمير المؤمنين وولداه الحسن والحسين (صلوات الله عليهم) بأشخاصهم، وهي تُشِير لِبَقِيَّة الأئمة (صلوات الله عليهم) إجْمالاً مِن دُون تحديد عددهم، ولا أشخاصهم، بل لابد مِن تعيين عددهم وأشخاصهم مِن أدلة أُخَر.
ما تضَمَّن إمَامَةَ أميرِ المؤمنين (عليه السلام) وأحد عشر مِن ولده الطائفة الثالثة: ما تضمن أنّ الأئمة اثنا عشر، وهم أمير المؤمنين وأحد عشر مِن ولده (صلوات الله عليهم أجمعين) مِن دُون تعيين لأسمائهم، أو مع التصريح باسم الحسن والحسين (صلوات الله عليهم).
ما تضمّن أنّ الأئمة اثنا عشر تَدُلّ على انْحِصَار الإمامة فيهم وذلك أنه اتفقت أحاديث الشيعة والجمهور في تعيين عدد الأئمة ـــــــــــــــــــــــ (1) كمال الدين وتمام النعمة: 221، واللفظ له. قرب الإسناد: 77. الكافي 1: 32. مقتضب الأثر: 16. الفصول المختارة: 325. وقد تقدمت مصادر الجمهور في جواب السؤال الثامن في (أدلة مرجعية أهل البيت للأمة) ص: 142. -[ 161 ]- بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنهم اثنا عشر. وأحاديث الشيعة صريحة في حصرهم باثني عشر، وأنهم لا يزيدون ولا ينقصون عن ذلك. وأما أحاديث جمهور السنة المتضمنة للعدد المذكور فهي ظاهرة في ذلك أيضًا، لأنها واردة في بيان عدد الأئمة، لا في مُجَرَّد وجود هذا العدد في ضِمْن الأئمة، وإنْ كانوا هم أكثر مِن ذلك، إذ لا فائدة في بيان وجود هذا العدد مِن الأئمة إذا كان الأئمة أكثر مِن ذلك، خصوصاً ما أُطْلِق فيه ذِكْر عدد الأئمة مِن دُون وَصْفٍ لهم بشيء، أو مع وَصْفِهم بأنهم مِن قريش. نعم، لو كان التعبير هكذا: يكون في الأئمة أو في الخلفاء بعدي اثنا عشر من قريش، مثلاً، لَمَا كان ظاهراً في الانحصار، لكن لسان تلك الأحاديث ليس كذلك. ويقوى الظهور في الانحصار باثني عشر في جملة من تلك الأحاديث.. (منه): حديث عبد الله بن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : "قال: يكون بعدي مِن الخلفاء عدَّة نُقَبَاء موسى" (1). بِنَاءً على ما هو المعلوم مِن أنّ نقباء موسى اثنا عشر. فإنه كالصريح في التطابق بين خلفاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونقباء موسى (عليه السلام) المذكورين. (ومنه): حديث جابر بن سمرة: "دخلتُ مع أبي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعتُه يقول: إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة. قال: ثم تكلم بكلام خفي عليّ. قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: قال: كلهم من قريش" (2). ـــــــــــــــــــــــ (1) كنز العمال 12: 33 حديث:33859، واللفظ له، 6: 89 حديث:14971. الفتن لنعيم بن حماد 1: 95 في عدة ما يذكر من الخلفاء بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الأمة. البداية والنهاية 6: 248 الإخبار عن الأئمة الاثني عشر الذين كلهم من قريش. الجامع الصغير 1: 350. (2) صحيح مسلم 3: 1452 كتاب الإمارة: باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش. -[ 162 ]- وهو كالصريح في أنّ الخلفاء الذين يَتَعاقبون على هذا الدِّين ما دام قائماً هم اثنا عشر. وقريبٌ منه أحاديث أخر كثيرة. (ومنه): حديث ابن سمرة العدوي قال:"سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لايزال الدين قائماً حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش. ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة..." (1). حيث تَضَمَّن إِشْغَالَ الخلفاء الاثني عشر للمُدَّة الزمنية لظهور الدين، وأنّ ظهور الكذابين بعدهم مِن أشراط الساعة. ونظيره حديثه الآخر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "لا تزال هذه الأمّة مُسْتَقِيمٌ أَمْرُها ظاهرة على عدوها حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش. فلما رجع إلى منزله أتته قريش، قالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج" (2). (ومنه): حديث سمرة: "سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش. فلما رجع إلى منزله أتته قريش، قالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج" (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) مسند أبي عوانة 4: 373 مبتدأ كتاب الأمراء: بيان عدد الخلفاء بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين ينصرون على من خالفهم ويعز الله بهم الدين وأنهم كلهم من قريش والدليل على إبطال قول الخوارج، واللفظ له. مسند أحمد 5: 86،87 في حديث جابر بن سمرة (رضي الله عنه). المعجم الكبير 2: 199 فيما رواه عامر بن سعد بن أبي وقاص عن جابر بن سمرة. (2) المعجم الكبير 2: 253 فيما رواه الأسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة، واللفظ له. المعجم الأوسط 6: 268. تهذيب الكمال 3: 224 في ترجمة الأسود بن سعيد الهمداني. البداية والنهاية 6: 249 الاخبار عن الأئمة الاثني عشر الذين كلهم من قريش. (3) صحيح ابن حبان 15: 43 باب إخباره (صلى الله عليه وآله وسلم) عما يكون في أمته من الفتن والحوادث: ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن الخلفاء لا يكونون بعد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا اثني عشر، واللفظ له. مسند أحمد 5: 92 في حديث جابر بن سمرة (رضي الله عنه). مسند ابن الجعد: 390. -[ 163 ]- لظهور سؤال قريش في أنهم فهموا الحَصْرَ، وكَوْنَ الحديث مُشِيرًا إلى فترة زمنية تناسب أَمَدَ خلافة الاثني عشر، فأرادوا أنْ يعرفوا حالَ الدنيا بعد تلك الفترة. وحديث أنس: "لن يزال هذا الدين قائماً إلى اثني عشر من قريش فإذا هلكوا ماجَت الأرضُ بأهلها" (1). وأظهر منها في ذلك حديث أبي الطفيل عن عبد الله بن عمرو قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا مَلَك اثنا عشر مِن بني كعب بن لؤي كان النّقف والنّقاف إلى يوم القيامة" (2). وأصرح مِن الكل حديث مسروق، قال: "كنّا جُلُوساً ليلةً عند عبد الله يقرئنا القرآن، فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، هل سألتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كم يملك هذه الأمّةَ مِن خليفة. فقال عبد الله: ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك. قال: سألناه، فقال: اثنا عشر، عدة نقباء بني إسرائيل" (3). فإنّ السؤال فيه عن عدد الخلفاء مُوجِبٌ لصراحة الجواب في حصرهم بالعدد المذكور، لا في مجرَّد وجود هذا العدد في ضِمْنهم، مع كونهم أكثر مِن ذلك. ـــــــــــــــــــــــ (1) كنز العمال 12: 34 حديث:33861. (2) تاريخ بغداد 6: 263 في ترجمة إسماعيل بن ذواد. المعجم الأوسط 4: 155. فتح الباري 13: 213. تحفة الأحوذي 6: 394. ميزان الاعتدال 1: 383 في ترجمة إسماعيل بن ذؤاد. الكامل في ضعفاء الرجال 3: 123 في ترجمة ذواد بن علبة الحارثي. (3) المستدرك على الصحيحين 4: 546 كتاب الفتن والملاحم، واللفظ له. مسند أحمد 1: 398 مسند عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه). مسند أبي يعلى 8: 444، 9: 222 مسند عبدالله بن مسعود. المعجم الكبير 10: 157 ومن مسند عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه). فتح الباري 13: 212 مختصر. تحفة الأحوذي 6: 394. تفسير ابن كثير 2: 33. وغيرها من المصادر. -[ 164 ]- ومِن هنا كانت هذه الطائفة بمجموعها دالَّةً على انحصار الخلفاء والأئمة بالاثني عشر، وذلك لا يتناسب مع مذهب الجمهور في الإمامة، ولا يَنْطبق إلا على مذهب الإمامية فيها، وإنْ حاوَلَ جماعةٌ التخَلُّصَ مِن ذلك والخروجَ بهذه النصوص عن ظاهرها، بل صريحها، وتأويلَها بتكلُّفٍ وتمحُّلٍ يَأْبَاه لسانها، كما يظهر للناظر في كلماتهم (1). ويؤكد ما ذكرنا ما في بعض هذه النصوص مِن أنّ هؤلاء الخلفاء لا يضرّهم خُذْلانُ مَن خَذَلَهم، ولا عداوة الناس لهم، كحديث جابر ابن سمرة: "سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يخطب على المنبر، وهو يقول: اثنا عشر قَيِّماً مِن قريش لا يضرهم عداوة مَن عاداهم..." (2). وحديثه الآخر: "كنت مع أبي عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يكون لهذه الأمة اثنا عشر قَيِّماً لا يضرهم مَن خذلهم..." (3). فإنّ الخلافة إذا كانت بالسلطان القاهر - كما عليه الجمهور - أَضَرَّ بالخليفة خذلانُ مَن خذله، وعداوة مَن عاداه، لأنه يضعف سلطانه بل قد يزيله، ويبطل إمامته عند الجمهور. أما إذا كانت بالنص والجَعْل الإلهي - كما عليه الإمامية - فلا يضر بالخليفة عداوة مَن عاداه، ولا خذلان مَن خذله، لعدم تأثيرهما على حقِّه، بل هما يضران بالخاذل والمعادي، لتقصيرهما في أداء وظيفتهما إزاء الإمام الحق. ـــــــــــــــــــــــ (1) راجع كلام ابن حجر في فتح الباري 13: 211 ـ 215. (2) مجمع الزوائد 5: 191 كتاب الخلافة: باب الخلفاء الاثني عشر، واللفظ له. المعجم الكبير 2: 256 فيما رواه علي بن عمارة عن جابر بن سمرة. المحدث الفاصل: 494. فتح الباري 13: 212. (3) المعجم الأوسط 3: 201، واللفظ له. المعجم الكبير 2: 196 ما أسند جابر بن سمرة: باب عامر الشعبي عن جابر بن سمرة. كنز العمال 12: 33 حديث:33857. -[ 165 ]- نَظِيرَ قوله تعالى: ((لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)) (1)، وقول أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): "لا يزيدني كثرة الناس حولي عزّة، ولا تفرُّقهم عنّي وحشة" (2). وبالجملة: لا ينبغي للمنصف الإشكال في دلالة النصوص المذكورة على انحصار الأئمة بالاثني عشر، وعدم زيادتهم عليهم. هذا، وقد تضمنت جملة مِن هذه النصوص أنهم من قريش (3). وفي بعضها "وكلُّهم يَعْمَل بالهدى ودِين الحَقّ" (4). وتضمنت نصوص أخر أنّ الأئمة مِن قريش (5) من دون تحديد بعدد. كما تضمنت جملة ثالثة من النصوص وجود خلفاء راشدين مهديين (6). ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة المائدة الآية: 105. (2) نهج البلاغة 3: 62. الإمامة والسياسة 1: 51 خروج علي من المدينة. (3) صحيح البخاري 6: 2640 كتاب الأحكام: باب الاستخلاف. صحيح مسلم 3: 1452، 1453 كتاب الإمارة: باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش. المستدرك على الصحيحين 3 كتاب معرفة الصحابة: 715 ذكر جابر بن سمرة السوائي (رضي الله عنه)،: 716 ذكر أبي جحيفة السوائي (رضي الله عنه). صحيح ابن حبان 15: 43 باب إخباره (صلى الله عليه وآله وسلم) عما يكون في أمته من الفتن والحوادث، 15: 44 ذِكْرُ خبَرٍ أَوْهَمَ مَن لم يُحْكِم صناعةَ الحديث أنّ الخلفاء لا يكونون بعد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا اثني عشر، 15: 45 ذِكْر البيان بأنّ المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) أراد بقوله: يكون بعدي اثنا عشر خليفة، أنّ الإسلام يكون عزيزاً في أيامهم لا أنه أراد به نَفْيَ ما وراء هذا العدد مِن الخلفاء، ذِكْر وصف عزة الإسلام التي ذكرناها في أيام الاثني عشر. مسند أبي عوانة 4: 370، 371، 372، 373 مبتدأ كتاب الأمراء: بيان عدد الخلفاء بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين ينصرون على مَن خالفهم ويعز الله بهم الدين وأنهم كلهم من قريش والدليل على إبطال قول الخوارج. سنن الترمذي 4: 501 كتاب كتاب الفتن: باب ما جاء في الخلفاء. وغيرها من المصادر الكثيرة جدًّا. (4) فتح الباري 13: 213. فيض القدير 2: 459. تاريخ بغداد 4: 37 في ترجمة أحمد أمير المؤمنين القادر بالله. (5) تقدمت مصادره في جواب السؤال الرابع في 2: 173. (6) صحيح ابن حبان 1: 179 باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً: ذكر وصف الفرقة الناجية من بين الفرق التي تفترق عليها أمة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم). المستدرك على الصحيحين 1: 174، 175، 176 كتاب العلم، وقال بعد ذكر الحديث: "هذا حديث صحيح ليس له علة". سنن الترمذي 5: 44 كتاب العلم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع. سنن الدارمي 1: 57 باب اتباع السنة. وغيرها من المصادر الكثيرة جدًّا. -[ 166 ]- | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 4:46 pm | |
| ومُقْتَضَى الجَمْع بين هذه الطوائف الثلاث والطائفة الأولى هو أنّ الأئمة والخلفاء اثنا عشر من قريش، كلُّهم يَعْمَل بالهدى ودِين الحق، راشدون مهديون، وأنه لا أئمة غيرهم مِمّن يُعترَف شَرْعِيّاً بإمامتهم. وبعد هذه المحصلة لابد مِن النظر في تعيينهم بأشخاصهم مِن نصوص وأدلة أُخَر. وقد تقدم في أوائل الجواب عن السؤال الرابع أنه يمتنع اقتصار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيان مَن له حَقّ الإمامة والخلافة على أنها في قريش، بما لهذا العنوان مِن شمولية وسعة، بل لابد مِن التحديد بوَجْهٍ أَتمّ، بحيث يَمْنَع مِن التَّشَاح والخلاف. وهو ما حصل فعلاً..
ما تضَمَّن أنّ الأئمة مِن بني هاشم وأنّهم عَلَوِيُّون فقد ورد في بعض طرق أحاديث الأئمة الاثني عشر أنهم مِن بني هاشم (1). كما أنه تقدم في جواب السؤال الثالث من هذه الأسئلة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: "ألا وإنّ الأئمة مِن قريش قد غُرِسُوا في هذا البطن مِن بني هاشم..." (2). وقد ورد بذلك أحاديث كثيرة رواها الشيعة لا مجال لاستقصائها، وهي بين ما صُرِّح فيه بأنهم أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة مِن ولده، وما صُرِّح فيه بأنهم أمير المؤمنين وأحد عشر مِن ولده. ـــــــــــــــــــــــ (1) ينابيع المودة 2: 315، 3: 290،292. (2) نهج البلاغة 2: 27. -[ 167 ]-
ما دَلّ على قَصْر الإمامة على العلويين الفاطميين ولابد مِن حَمْلِها على خصوص الفاطميين منهم: أولاً: للنصوص الكثيرة المشار إليها آنفًا، المتضمنة لتقديم أهل البيت (عليهم السلام) وعترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ووجوب طاعتهم، والتمسك بهم، كحديث الثقلين وغيره. لوضوح أنّ أهل البيت هم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم). كما تضمنت ذلك أحاديث كثيرة (1)، فلا يكون الأئمة ومرجع الأمة مِن أهل البيت إلا مِن ذريتهم، لِيَصْدُق أهل البيت عليهم، بسبب انتسابهم لهم. وثانياً: للنصوص المتضمنة أنّ الأحد عشر أو الاثني عشر مِن أهل البيت (عليهم السلام). وثالثاً: للنصوص المتضمنة أنّ الأئمة مِن ذُرِّيَّة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته. وبذلك يَخْرُج العلويون الذين لَيْسُوا مِن ذرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والحسن والحسين (عليهم السلام). والأحاديث المتضمنة للمضامين المذكورة مستفيضة، وهي أكثر مِن أنْ نحصيها. فلتطلب من مواضعها (2). وقد يدّعي المدعي أنّ الكثرة الكاثرة مِن هذه الأحاديث قد رُوِيَت مِن طريق الأئمة (صلوات الله عليهم)، ولا يمكن الاحتجاج بقولهم على إمامتهم، بل لابد أولاً مِن إثبات إمامتهم مِن غير طريقهم، ثم بعد ذلك ـــــــــــــــــــــــ (1) تقدمت بعض مصادره في جواب السؤال السادس من الأسئلة السابقة. (2) كمال الدين وتمام النعمة الباب:22، 23، 24: 211 ـ 286. بحار الأنوار 23: 104 ـ 154، و 36: 192 ـ 373، وغيرهم. -[ 168 ]- يُحتَج بقولهم. لكنه يَنْدَفِع: بأنّا لا نحتج على إمامتهم (صلوات الله عليهم) بدعواهم الإمامة، بل برواياتهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يُثْبِت إمامتَهم، ولا إشكال في أنهم (عليهم السلام) مِن أَوْثَق الرواة وأصدقهم، إنْ لم يكونوا أوثقهم وأصدقهم. على أنّ دَعْوَاهم الإمامةَ لا يُسْتَهان بها بعد تَسَالُم جمهور المسلمين على عِلْمِهم وورعهم وأمانتهم، مع ما هو المعلوم مِن أنّ مرادهم بالإمامة هي الإمامة بتعيينٍ مِن الله تعالى، وإبلاغٍ مِن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم). ويأتي في آخر هذا البحث ما ينفع في ذلك. وعلى كل حال تغنينا رواياتهم (صلوات الله عليهم) في المقام. | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 4:53 pm | |
| ما وَرَد مِن طرق الجمهور مما يناسب إمامةَ أهل البيت (عليهم السلام) ولاسيما وأنّ الجمهور قد رووا بعض تلك المضامين وما يرجع إليها، وما يناسبها.. 1 ـ فقد سبق في أواخر السؤال السابق قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف المبطلين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله، فانظروا من توفدون" (1). 2 ـ وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف" (2). وقد تقدم أن ذلك لا يكون إلا مع وجود مرجع منهم في جميع العصور يعصم من الاختلاف. ـــــــــــــــــــــــ (1)، (2) تقدمت مصادرهما في جواب السؤال الثامن في: 142، 141. -[ 169 ]- 3 ـ وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "من أحب أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنة التي وعدني ربي، قضباناً من قضبانها غرسها بيده - وهي جنة الخلد - فليتولّ عليّاً وذريته من بعده، فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة" (1). 4 ـ ما رواه الموفق بن أحمد بسنده عن الإمام الباقر عن أبيه عن جده الإمام الحسين (صلوات الله عليهم): "قال: سمعت جدي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من أحب أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويدخل جنة عدن التي وعدني ربي، وغرس فيها قضيباً بيده، ونفخ فيها من روحه، فلْيُوَالِ عليّاً وذريته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده، فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الردى" (2). وقال ابن شهرآشوب: "كاتبني أبو المؤيد المكي الخطيب بخوارزم بكتاب الأربعين بالإسناد عن الحسين بن علي (عليه السلام)، قال: سمعت النبي يقول: من أحب..." وذكر الحديث المذكور بألفاظ متقاربة (3). 5 ـ وحديث جابر. قال: "قال: قال رسول الله: أنا سيد النبيين، وعلي سيد الوصيين، وإنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر، أولهم علي، وآخرهم القائم المهدي" (4). 6 ـ وحديث ابن عباس قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليّاً من بعدي، وليوالِ وليَّه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من ـــــــــــــــــــــــ (1) تقدمت مصادره في جواب السؤال الثامن في: 141. (2) ينابيع المودة 1: 383. (3) مناقب آل أبي طالب 1: 250. ينابيع المودة 1: 382. المناقب للخوارزمي: 75. (4) ينابيع المودة 3: 291. -[ 170 ]- طينتي، رُزِقوا فَهْماً وعِلْمًا. وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي" (1). 7 ـ وحديثه الثاني، قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي، الاثنا عشر، أولهم علي، وآخرهم ولدي المهدي..." (2). 8 ـ وحديثه الثالث، قال: "سمعت رسول الله (ص) يقول: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون" (3). 9 ـ وحديثه الرابع: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا علي أنا مدينة العلم، وأنت بابها، ولن تُؤتَى المدينة إلا مِن قِبَل الباب. وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، لأنك مني وأنا منك، لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي، وأنت إمام أمتي، وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك، وشقي من عصاك، وربح من تولاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك. مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح مَن ركبها نجا، ومَن تخلف عنها غرق. ومثلكم كمثل النجوم، كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة" (4). 10 ـ وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبة له: "يا أيها الناس إن الفضل والشرف والمنزلة والولاية لرسول الله وذريته، فلا تذهبن بكم الأباطيل" (5). ـــــــــــــــــــــــ (1) حلية الأولياء 1: 86 في ترجمة علي بن أبي طالب، واللفظ له. وذكر مع اختصار في التدوين في أخبار قزوين 2: 485. (2) ينابيع المودة 3: 295، ورواه عن فرائد السمطين، واللفظ له،: 383. (3) ينابيع المودة 2: 316، 3: 291. (4) ينابيع المودة 1: 95، 390 ـ 391. (5) ينابيع المودة 2: 382، 465. -[ 171 ]- 11 ـ وحديث سلمان الفارسي (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفيه: "قال لعلي (رضي الله عنه): يا علي تَخَتَّم باليمين تكن من المقربين، قال: يا رسول الله، وما المقربون؟ قال: جبرئيل وميكائيل. قال: فبم أتختم يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر، فإنه جبل أقر لله بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولك بالوصية، ولولدك بالإمامة، ولمحبيك بالجنة، ولشيعة ولدك بالفردوس" (1). 12 ـ وحديثه الآخر قال: "دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإذا الحسين بن علي على فخذه، وهو يقبل عينيه ويلثم فاه، ويقول: أنت سيد، ابن سيد، أخو سيد، أنت إمام، ابن إمام،أخو إمام،أنت حجة،ابن حجة،أخو حجة،وأنت أبو حجج تسع. تاسعهم قائمهم" (2). 13 ـ وقد تقدم في جواب السؤال الثامن حديث: "علي وذريته يختمون الأوصياء إلى يوم الدين" (3). وتقدم كلام الذهبي فيه، وتعقيبنا عليه. 14 ـ وفي خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) : "ألا إنّ مثل آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)كمثل نجوم السماء، إذا خوى نجم طلع نجم..." (4). 15 ـ وفي حديثه (عليه السلام) المشهور مع كميل بن زياد النخعي: "اللهم بلى لن تخلو الأرض مِن قائم لله بحجة، لئلا تبطل حجج الله وبيناته. أولئك الأقلون عددًا، الأعظمون عند الله قدرًا، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر. تلك أبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى. أولئك خلفاء الله في بلاده، والدعاة إلى دينه..." (5). ـــــــــــــــــــــــ (1) المناقب للخوارزمي: 326. (2) ينابيع المودة 3: 394. (3) تقدمت مصادره في جواب السؤال الثامن ص: 68 وما بعده. (4) نهج البلاغة 1: 194، واللفظ له. ينابيع المودة 1: 95،391، 3: 450. (5) تذكرة الحفاظ 1: 11 في ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، واللفظ له. حلية الأولياء 1: 80 في ترجمة علي بن أبي طالب. تهذيب الكمال 24: 221 في ترجمة كميل بن زياد بن نهيك. نهج البلاغة 4: 37 ـ 38. كنز العمال 10: 263 ـ 264 حديث:29390. المناقب للخوارزمي: 366. ينابيع المودة 1: 89، 3: 454. تاريخ دمشق 14: 18 في ترجمة الحسين بن أحمد بن سلمة، 50: 254 في ترجمة كميل بن زياد بن نهيك. وأخرج بعضه في صفوة الصفوة 1: 331 في ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : ذكر جمل من مناقبه (رضي الله عنه). -[ 172 ]- وهو يَكاد يكون صَرِيحاً في مذهب الإمامية في الإمامة مِن كَوْنها بِعَهْدٍ مِن الله تعالى يبتني على حَمْل الإمامِ العِلْمَ عن الله تعالى، ثم يؤديه السابق إلى اللاحق، بحيث لا يخلو منهم زمان. 16 ـ ويأتي إن شاء الله تعالى في بقية طوائف النصوص بعض النصوص الموجودة في بعض مصادر الجمهور. وعلم الله تعالى كم ضاع على الجمهور أو ضيعوا من تلك الأحاديث، لمنافاتها لمبانيهم، بل لأسس دعواهم. خصوصاً بعد ما هو المعلوم من مجافاتهم لأهل البيت (صلوات الله عليهم)، وشدة موقفهم من فضائلهم ومناقبهم، كما تقدم التعرض لبعض ذلك فيما سبق، خصوصاً في جواب السؤال الثامن.
صحة الاحتجاج بما ورد عن أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) وبملاحظة ما سبق يظهر صحة الاحتجاج بما ورد عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في تعيين الأئمة من بعده (1)، لأن أمير المؤمنين هو المتيقن من جميع ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في إمامة أهل بيته. بل يمكن الاحتجاج بما ورد عن الإمامين السبطين أبي محمد الحسن وأبي عبدالله الحسين (صلوات الله عليهم) (2). لأنهما داخلان في المتيقن ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 373 ـ 383. وغيره. (2) بحار الأنوار 36: 383 ـ 385. وغيره. -[ 173 ]- أيضًا. ويأتي تمام الكلام في ذلك إن شاء الله تعالى. بقي في المقام أمران:
بشارة الأنبياء السابقين (عليهم السلام) بإمامة الاثني عشر من أهل البيت (عليهم السلام) الأول: أن في جملة من النصوص الدينية والتاريخية أنّ كَوْن الأئمة اثني عشر من أهل البيت أَمْرٌ قد بشّرت به الأديان السابقة، على لسان أنبيائها (عليهم السلام)، وفي كتبها وصحفها في تتمة بشارتها بنبوة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم). وأنه قد عرف ذلك علماؤها، وأقرّ به بعضهم. ولنذكر أحد هذه النصوص تيمنًا، ففي غيبة النعماني: "ابن عقدة ومحمد بن همام وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم ابن قيس الهلالي، قال: لما أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين (عليه السلام) نزل قريباً من دير نصراني، إذ خرج علينا شيخ من الدير جميل الوجه حسن الهيئة والسمت، معه كتاب، حتى أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) فسلم عليه. ثم قال: إني من نسل أحد حواري عيسى بن مريم، وكان أفضل حواري عيسى الاثني عشر، وأحبهم إليه وأبرهم عنده. وإن عيسى أوصى إليه، ودفع إليه كتبه وعلمه وحكمته. فلم يزل أهل هذا البيت على دينه، ومتمسكين عليه، لم يكفروا، ولم يرتدوا، ولم يغيروا. وتلك الكتب عندي، إملاء عيسى بن مريم، وخط أبينا بيده، فيها كل شيء يفعل الناس من بعده، أو اسم ملك ملك منهم. وأن الله يبعث رجلاً من العرب من ولد إبراهيم خليل الله من أرض يقال لها تهامة، من قرية يقال لها مكة، فقال: لها اثنا عشر اسمًا، وذكر مبعثه ومولده، ومهاجرته، ومن يقاتله، ومن ينصره، ومن يعاديه، وما يعيش، وما يلقى -[ 174 ]- أمته بعده، إلى أن ينزل عيسى بن مريم من السماء. وفي ذلك الكتاب ثلاثة عشر رجلاً من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله، من خير خلق الله، وأحب من خلق الله إليه. والله ولي لمن والاهم، وعدو لمن عاداهم. من أطاعهم اهتدى، ومن عصاهم ضل. طاعتهم لله طاعة، ومعصيتهم لله معصية. مكتوبة أسماؤهم وأنسابهم ونعوتهم، وكم يعيش كل رجل منهم، واحد بعد واحد، وكم رجل منهم يستتر بدينه، ويكتمه من قومه. ومن الذي يظهر منهم وينقاد له الناس، حتى ينزل عيسى بن مريم، فيصلي عيسى خلفه، ويقول: إنكم لأئمة لا ينبغي لأحد أن يتقدمكم، فيتقدم فيصلي بالناس، وعيسى خلفه. أولهم وخيرهم وأفضلهم - وله مثل أجورهم وأجور من أطاعهم واهتدى بهم - رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اسمه محمد، وعبدالله، ويس، والفتاح، والخاتم، والحاشر، والعاقب، والماحي، والقائد، ونبي الله، وصفي الله، وجنب الله. وإنه يذكر إذا ذكر، من أكرم خلق الله على الله، وأحبهم إلى الله، لم يخلق الله ملكاً مكرمًا، ولا نبياً مرسلاً، من آدم فمن سواه، خيراً عند الله، ولا أحب إلى الله منه. يقعده يوم القيامة على عرشه، ويشفعه في كل من يشفع فيه. باسمه صرح القلم في اللوح المحفوظ: محمد رسول الله. وبصاحب اللواء يوم الحشر الأكبر أخيه ووصيه ووزيره وخليفته في أمته وأحب من خلق الله إليه بعده علي ابن عمه لأمه وأبيه، وولي كل مؤمن بعده. ثم أحد عشر رجلاً من ولد محمد وولده، أولهم يسمى باسم ابني هارون شبراً وشبيرًا، وتسعة من ولد أصغرهم، واحد بعد واحد. آخرهم الذي يصلي عيسى خلفه..." (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) الغيبة للنعماني: 74 ـ 75. وعنه بحار الأنوار 36: 210 ـ 212، واللفظ له. -[ 175 ]- وهناك أحاديث أخر كثيرة تشهد بذلك (1). وتأتي الإشارة إلى ما يناسبه إن شاء الله تعالى.
ما ثبت في التوراة الرائجة حول ذلك وقال الطبرسي عند التعرض لبشائر الأنبياء بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : "فلقد حدثني من أثق به: قال مكتوب في خروج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من ولد إسماعيل وصفته هذه الألفاظ: لاشموعيل شهشخوا هني بيراختما أوثو هربيث أتو هربتي واتو بماد ماد شينم آسور نسيئم وأنا تيتو الكوي كادل. وتفسيره: إسماعيل قبلت صلاته، وباركت فيه، وأنميته، وكثرت عدده بولد له، اسمه محمد، يكون اثنين وتسعين في الحساب. سأخرج منه اثني عشر إماماً ملكاً من نسله. وأعطيه قوماً كثير العدد" (2). ويقول الأربلي: "وفي التوراة ما حكاه لي بعض اليهود، ورأيته أنا في توراة معربة، وقد نقله الرواة أيضاً: إسماعيل قبلت صلاته، وباركت فيه، وأنميته، وكثرت عدده بمادماد (معناه: بمحمد) وعدد حروفه اثنان وتسعون حرفًا. سأخرج اثني عشر إماماً ملكاً من نسله، وأعطيه قوماً كثير العدد. وأول هذا الفصل بالعبري: لا شموعيل شمعيثوخو" (3). وحدثنا بعض مَن أسلم مِن المسيحيين أن عنده نسخة مخطوطة من العهدين في حدود القرن الثامن الميلادي، تتضمن ما ذكره الطبرسي. ولم يتسن لنا حتى الآن الاطلاع عليها. ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 515 ـ 517، وبحار الأنوار 15: 236 ـ 239، 241 ـ 247، و 36: 212ـ213، 214، 225. (2) إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 59. (3) كشف الغمة في معرفة الأئمة 1: 22. -[ 176 ]- كما حدثنا آخر ممّن أسلم مِن المسيحيين بنحو ذلك، بل بأعجب منه في أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام). ولا نريد أن نثبت حديثاً شفويّاً غير مسجل. وعلى كل حال فالموجود في كتاب العهد القديم المعرب المطبوع الشايع الانتشار الآن ما يقرب من هذا المضمون. إلا أنه قد حذف منه اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). ففي الإصحاح السابع عشر من سفر التكوين: "وأما إسماعيل فقد سمعت قولك فيه: وها أنا ذا أباركه، وأنميه، وأكثره جدّاً جدًّا، ويلد اثني عشر رئيسًا. وأجعله أمة عظيمة". وقريب منه ما حكاه المجلسي (قدس سره) عن التوراة العبرانية - حسبما حدثه به جماعة من ثقات أهل الكتاب (1) - وما يأتي من ابن كثير عن التوارة التي بأيدي أهل الكتاب (2). وكلاهما متأخر عن الطبرسي والأربلي (قدس سرهم). ومقتضى ما سبق أن يكون حذف اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تحريفاً قد طرأ حديثاً على الكتاب المذكور. وهو أمر غير مستبعد من أهل الكتاب. وقد كثر في القرآن المجيد التنديد بهم، لكتمانهم ما أنزل من البينات والهدى في الكتاب، وتحريفهم الكلم عن مواضعه، وافترائهم على الله تعالى ما ليس من الكتاب، ونحو ذلك. وقد وقع منهم في عصورنا القريبة ما يناسب ذلك، مما أدى إلى تبرئة اليهود من دم المسيح، على خلاف ما تضمنته تعاليمهم الدينية السابقة. وقد أكد غير واحد على اختلاف كتابهم باختلاف طبعاته، التي لابد ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 214. (2) تاريخ ابن كثير 6: 250 في الأخبار عن الأئمة الاثني عشر الذين كلهم من قريش. -[ 177 ]- أن تقرّها هيئاتهم الدينية الرسمية، حيث يرجع ذلك إلى حصول التحريف بتوجيه من تلك الهيئات. كما أن ذكر ولادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للاثني عشر (عليهم السلام) - مع أنه لم يلد أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي هو أولهم وسيدهم - إمّا أنْ يبتني على التغليب، أو على الخطأ في تفسير العترة بالأولاد، بأن يكون الموجود في الكتب عترته (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر، فتوهم المعرب أنهم أولاده. وهذا ليس غريباً في الترجمة.
كلام ابن كثير حول الموضوع وعلى كل حال فقد قال ابن كثير: "وفي التوراة التي بأيدي أهل الكتاب ما معناه: أن الله تعالى بشر إبراهيم بإسماعيل، وأنه ينميه ويكثره، ويجعل من ذريته اثني عشر عظيمًا. قال شيخنا العلامة أبو العباس بن تيمية: وهؤلاء المبشر بهم في حديث جابر بن سمرة. وقرر أنهم يكونون مفرقين في الأمة، ولا تقوم الساعة حتى يوجدوا. وغلط كثير ممّن تشرّف بالإسلام مِن اليهود، فظنوا أنهم الذين تَدْعُوا إليهم فرقة الرافضة، فاتبعوهم" (1).
التعقيب على كلام ابن كثير لكن اليهود الذين تركوا دينهم وتشرفوا بالإسلام، مِن أجْل العلامات والدلائل التي وجدوها في كتبهم، أَعْرَف بما عندهم وفي كتبهم مِن ابن كثير. وهم أقرب للموضوعية وأَبْعَد عن التعصب والغلط منه. كما أن ما حكاه عن ابن تيمية مِن أنّ الأئمة الاثني عشر يكونون مفرّقين في الأمة لا مجال له بعد ما سبق مِن أنّ الأحاديث المتضمنة لعدد الأئمة وأنهم اثنا عشر ظاهرة في انحصار الإمامة بهم. بل بعضها صريح في ذلك. فراجع. ـــــــــــــــــــــــ (1) تاريخ ابن كثير 6: 249، 250. -[ 178 ]-
الإمامة إنما تكون بعَهْدٍ مِن الله تعالى الأمر الثاني: الذي صرح به في هذه النصوص وغيرها من النصوص الكثيرة جدّاً أنّ الإمامة أَمْرٌ معهود من الله تعالى، وليست هي بتعيين الناس، بل ولا بتعيين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الإمام لِمَن بعده، وإنما وظيفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام التبليغ بعهد الله تعالى بذلك، لا غير. وعلى ذلك يقوم كيان دعوة الشيعة الإمامية سددهم الله تعالى، ولا زالوا يؤكدون عليه في عَرْض دعوتهم والاستدلال عليها، حتى عرف عنهم. وبه يمتازون عن أكثر فرق المسلمين أو جميعها. والإنصاف أنّ ذلك هو مقتضى التأمل في نصوص الجمهور المطبقة على أنّ الأئمة اثنا عشر، وإنْ خلت أو خلا أكثرها عن التصريح به، ضَرُورَة أنها بعْد أنْ كانت لا تَنْطبق على الذين استولوا على السلطة، واعترف الجمهور بإمامتهم، فلابد أنْ يكون المراد بها غيرهم، وحيث لم يكن أولئك مُسْتَوْلِين على السلطة، ولا مُبَايَعِين مِن قِبَل الناس، فلابد أن يكون ثبوت الإمامة لهم بتعيين الله تعالى. كما هو المناسب لما تقدم في بعضها من مقارنة عددهم بعدد نقباء بني إسرائيل، ومن أنه لا يضرهم خذلان من خذلهم وعداء من عاداهم، على ما ذكرناه في التعقيب على ذلك هناك. ومثلها في ذلك ما ورد من طرق الجمهور في حق أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) من أنه سيد المؤمنين وإمام المتقين، وأنه أميرهم، ووليهم أو أولى بهم... إلى غير ذلك (1) من المضامين الدالة على إمامته. ـــــــــــــــــــــــ (1) تقدمت مصادر بعضها في جواب السؤال الرابع في 2: 184. وتقدم بعضها في جواب السؤال السابع من الأسئلة السابقة. -[ 179 ]- ضرورة أنه قد أثبت له (عليه السلام) ذلك قبل بيعة الناس له. بل صرح في كثير منه بأنه بعهد من الله تعالى، كما يظهر بالرجوع له. وذلك هو المناسب لشرف الإمامة، ورفعة شأنها وعظيم قدرها، وأهمية المسؤوليات الملقاة على عاتق الإمام، وعلى عاتق الأمة إزاءه. ونسأل الله سبحانه أن يهدينا سواء السبيل، ويثبتنا على الحق والهدى، ويعصمنا من الزيغ والضلال. | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 4:58 pm | |
| ما تضَمَّن تعيينَ الأئمة الاثني عشر بأشخاصهم الطائفة الرابعة: ما تضمن تعيين أحاد الأئمة الاثني عشر بأسمائهم، أو نُعُوتهم، أو نحو ذلك. وهو أحاديث كثيرة.. 1 ـ ما رُوِيَ مُسْنَداً عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في الكتاب الذي قَرَأه على أهل بيته بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخَطِّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، ويتضمّن أسماءَ الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) ومُجْمَلَ حياتِهم ووظائفِهم (1). 2 ـ حديث إسحاق بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال فيه: "وَجَدْنا صحيفةً بإملاء رسول الله وخَطِّ أمير المؤمنين (عليه السلام)..." وذكر الكتاب الذي أشرنا إليه عند ذكر الحديث السابق (2). 3 ـ حديث اللوح الذي رآه جابر بن عبد الله الأنصاري عند الصديقة سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليه السلام) المشتمل على أسماء الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، والمتضمن ما رُسِم في الكتاب السابق. وقد روي بطرق متعددة عن بكر بن صالـح عن عبد الرحمن بن سالم ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 201. كمال الدين وتمام النعمة: 312 ـ 313. (2) بحار الأنوار 36: 200. -[ 180 ]- عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ (1). 4 ـ حديث اللوح أيضًا، مع الاقتصار فيه على أسمائهم (عليهم السلام) وأسماء آبائهم وأمهاتهم مِن دُونِ تَعَرُّض للكتاب المتقدم. وقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه سأل جابراً عنه، فحدَّثَه به (2). 5 ـ حديث اللوح أيضاً بِوَجْهٍ أَخْصَر عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن جابر أيضاً قال: "دخلتُ على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقُدّامها لوْحٌ يكاد ضوؤه يغشي الأبصار، فيه اثنا عشر اسماً: ثلاثة في ظاهره، وثلاثة في باطنه، وثلاثة في آخره، وثلاثة أسماء في طرفه، فعددتها فإذا هي اثنا عشر. فقلتُ: أسماء مَن هؤلاء؟ قالت: هذه أسماء الأوصياء، أوّلهم ابن عمي، وأحد عشر مِن ولدي، آخرهم القائم. قال جابر: فرأيتُ فيها محمداً محمداً محمداً في ثلاثة مواضع، وعليّاً عليّاً عليّاً عليّاً في أربعة مواضع" (3). وقد روي بطريقين عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر (عليه السلام). كما روي مختصراً بأربعة طرق عن الحسن بن محبوب عن أبي الجارود، عن الإمام الباقر (عليه السلام) أيضاً (4). 6 ـ حديث اللوح أيضًا، وهو يتضمن مقابلةَ ما كَتَبَه جابر بن عبد الله الأنصاري مع الكتاب الموجود عند الإمام الباقر (عليه السلام)، وهما يتضمنان أسماء الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم)، مع كتاب مختصر في شرح شيء مما يتعلق بهم. وقد روي مسنداً إلى الإمام الصادق (عليه السلام) (5). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 527 ـ 528. بحار الأنوار 36: 195، 198. (2) بحار الأنوار 36: 195 ـ 197. كمال الدين وتمام النعمة: 306 ـ 307. (3) بحار الأنوار 36: 201، واللفظ له. كمال الدين وتمام النعمة: 311. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 178. (4) بحار الأنوار 36: 201، 202. (5) بحار الأنوار 36: 202 ـ 203. الأمالي للصدوق: 291 ـ 292. -[ 181 ]- 7 ـ حديث جابر الجعفي قال: "سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما أنزل الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ))، قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمَن أولي الأمر الذي قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال (عليه السلام) : هم خلفائي يا جابر، وأئمة المسلمين بعدي. أولهم علي ابن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيتَه فاقرأه مني السلام. ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سَمِيِّي، وكَنِيِّي حجة الله في أرضه، وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي. ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، وذلك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا مَن امتحن الله قلبه للإيمان..." (1). 8 ـ حديث علي بن عاصم عن الإمام الجواد (صلوات الله عليه) عن آبائه (عليهم الصلاة والسلام) عن الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) قال: "دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنده أُبَي بن كعب...". وقد تضمن إخبارَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي بن كعب برفعة شأن الحسين (عليه السلام) والأئمة التسعة من ذريته بأسمائهم، وذكر دعاء كلٍّ منهم. وفي آخره: "قال أبي: يا رسول الله كيف بيان حال هؤلاء الأئمة عن الله عزوجل؟ قال: إنّ الله عزوجل أَنْزَل عليَّ اثنتي عشرة صحيفة، اسْم كلِّ ـــــــــــــــــــــــ (1) إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 181 ـ 182، واللفظ له. كمال الدين وتمام النعمة: 253. بحار الأنوار 36: 249 ـ 250. -[ 182 ]- إمامٍ على خاتمه، وصِفَته في صحيفته" (1). 9 ـ حديث المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : "قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لَمّا أسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربي جل جلاله...". وذكر حديثاً طويلاً في فضل الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، ولزوم ولايتهم، وفي جملته: "فقال عزوجل: ارفع رأسك فرفعت رأسي، وإذا أنا بأنوار علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، ومحمد بن الحسن القائم في وسطهم، كأنه كوكب دري. قلت: يا رب ومَن هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمة، وهذا القائم" (2). 10 ـ ومثله في ذلك حديث أبي سلمى راعي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "سمعت النبي يقول: ليلة أسري بي إلى السماء قال العزيز جل ثناؤه..."، وذكر حديثاً طويلاً في فضل الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، وأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى أشباحهم، وسمّاهم بأسمائهم، إلا أنّ فيه: "يا محمد هؤلاء الحجَج، وهو الثائر مِن عترتك..." (3). ورووا عنه أيضاً حديثاً آخر لعله مختصر منه. ذكروا أنه أسنده ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 204 ـ 209، واللفظ له. عيون أخبار الرضا 2: 62 ـ 65. كمال الدين وتمام النعمة: 264 ـ 269. (2) كمال الدين وتمام النعمة: 252 ـ 253، واللفظ له. بحار الأنوار 36: 245. كفاية الأثر: 152ـ153. (3) بحار الأنوار 36: 216 ـ 217، واللفظ له، و: 261 ـ 262. مائة منقبة: 37 ـ 39. مقتضب الأثر: 11. الغيبة للطوسي: 147 ـ 148. الطرائف: 173. -[ 183 ]- الخوارزمي له، وأسنده كلٌّ مِن علي بن زكريا البصري، ومحمد بن بدر، ومحمد بن جعفر القرميسي، وابن عياش بن كشمرد إلى أبي سلمة (1). 11 ـ حديث جابر الجعفي قال: "سمعت سالم بن عبد الله بن عمر ابن الخطاب يحدث أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) (يعني: الإمام الباقر) بمكة. قال: سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن الله عزوجل أوحى إليّ ليلة أسري بي..."، وذكر حديثاً طويلاً في بيان رفعة مقام الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، ورؤية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأشباحهم، وتسميته (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم بأسمائهم واحداً واحدًا، ثم تأييد سالم للحديث المذكور بكلام كعب الأحبار، وتأييد هشام بن عبد الله الدستواني - أحد رجال سند الحديث - بكلام يهودي يكتم إسلامه للحديث أيضاً (2). 12 ـ حديث الثمالي عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبرئيل عن الله جل جلاله في رفعة مقام أمير المؤمنين والأئمة الأحد عشر مِن ولده (صلوات الله عليهم)، ولزوم الإقرار بهم، وفيه أن جابر بن عبد الله الأنصاري سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنهم، فذكرهم (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسمائهم وألقابهم. ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : "هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي مَن أطاعهم فقد أطاعني، ومَن عصاهم فقد عصاني، ومَن أنكرهم أو أنكر واحداً منهم فقد أنكرني. بهم يُمْسِك الله عز وجل السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبهم يحفظ الله الأرض أنْ تَمِيد بأهلها" (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 222. (2) بحار الأنوار 36: 222 ـ 224، واللفظ له. مقتضب الأثر: 26. (3) كمال الدين وتمام النعمة: 258 ـ 259، واللفظ له. بحار الأنوار 36: 251ـ 253. كفاية الأثر: 144 ـ 145. الاحتجاج 1: 87 ـ 88. -[ 184 ]- 13 ـ حديث الإمام أبي محمد الحسن العسكري عن آبائه (عليهم السلام): "قال علي (صلوات الله عليه): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : مَن سَرَّه أنْ يلقى الله عزوجل آمناً مطهرًا، لا يحزنه الفزع الأكبر، فلْيَتَوَلَّك ولْيَتَوَلَّ ابنيْك الحسن والحسين..." وذكر بقية الأئمة (صلوات الله عليهم)، وذكر فضل شيعتهم (1). 14 ـ حديث سليم بن قيس عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث طويل أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: "لست أتخوف عليك النسيان والجهل، ولكن اكْتُبْ لشركائك الذين مِن بعدك. قال: قلت: يا رسول الله ومَن شركائي؟... قال: الذين قال الله عزوجل وتبارك وتعالى فيهم: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)). قال: قلت يا رسول الله مَن هم؟ قال: الأوصياء مِن بعدي... قلت: يا رسول الله سَمِّهم لي. قال: أنت يا علي، ثم ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسن - ثم ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسين - ثم سَمِيُّك يا أخي..." ثم ذكر بقية الأئمة الاثني عشر واحداً واحداً بأسمائهم (2). 15 ـ حديث جعفر بن أحمد المصري عن عمه الحسن بن علي عن أبيه عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه في وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) التي أملاها ليلة وفاته، وفيه فقال: "يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إمام..."، ثم ذكر الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم وألقابهم، وفيها بعض الألقاب غير الألقاب المشهورة الآن (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 258، واللفظ له. مناقب آل أبي طالب 1: 252. الغيبة للطوسي: 136ـ137. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 453 ـ 455، واللفظ له. الاعتقادات للمفيد: 122. (3) الغيبة للطوسي: 150 ـ 151. بحار الأنوار 36: 260 ـ 261. مختصر بصائر الدرجات ص39 ـ 40. -[ 185 ]- 16 ـ حديث ابن عباس قال: "قدم يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقال له نعثل، فقال: يا محمد إني أسألك عن أشياء..."، وبعد أن أجابه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: "صدقت يا محمد، فأخبرني عن وصيِّك مَن هو؟ فما مِن نبيٍّ إلا وله وصيّ. وإنّ نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون. فقال: نعم. إنّ وصيِّي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة مِن صُلْب الحسين أئمة أبرار". فسأله عن أسمائهم فذكرهم (صلى الله عليه وآله وسلم) واحداً بعد واحد، ثم قال: "فهذه اثنا عشر إمامًا، على عدد نقباء بني إسرائيل...". ثم ذكر إسلام اليهودي وتتمة حديثه مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1). 17 ـ حديث ابن عباس الآخر المتضمن دخوله على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والحسن (عليه السلام) على عاتقه، والحسين (عليه السلام) على فخذه، يلثمهما ويقبلهما، وإخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له بما يلقاه الحسين (عليه السلام)، وبثواب زيارته، وفيه: "وإنّ الإجابة تحت قبَّتِه، والشفاء في تربته، والأئمة مِن ولده. قلت: يا رسول الله، فكم الأئمة بعدك؟ قال: بعدد حواري عيسى، وأسباط موسى ونقباء بني إسرائيل. قلت: يا رسول الله، فكم كانوا؟ قال: كانوا اثني عشر. والأئمة بعدي اثنا عشر. أولهم علي بن أبي طالب وبعده سبطاي..." ثم ذكر بقية الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم (2). 18 ـ حديثه الثالث، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) واستشفاع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لبعض الملائكة به (عليه السلام) وإخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الصديقة فاطمة (عليه السلام) بمقتله وبكائها لذلك. وفيه: "وقالت يا ليتني لم ألده. قاتِل الحسين في النار. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 283 ـ 285، واللفظ له. كفاية الأثر: 12 ـ 14. (2) بحار الأنوار 36: 285 ـ 286، واللفظ له. كفاية الأثر: 17 ـ 18. -[ 186 ]- وأنا أشهد بذلك يا فاطمة. ولكنه لا يُقْتَل حتى يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادِيَة بعده. ثم قال (عليه السلام) : والأئمة بعدي الهادي علي، والمهتدي الحسن، والناصر الحسين، والمنصور علي بن الحسين، والشافع محمد بن علي، والنفاع جعفر بن محمد، والأمين موسى بن جعفر، والرضا علي بن موسى، والفعال محمد بن علي، والمؤتمن علي بن محمد، والعلام الحسن بن علي، ومَن يصلي خلفه عيسى بن مريم (عليه السلام) القائم (عليه السلام). فسكتت فاطمة (عليه السلام) مِن البكاء..." (1). 19 ـ حديثه الرابع أنه قال يوم الشورى: "كم تمنعونا حقنا؟! وربّ البيت إنّ عليّاً هو الإمام والخليفة. ولَيَمْلكنّ مِن ولده أحد عشر يقضون بالحق، أولهم الحسن بوصية أبيه إليه، ثم الحسين بوصية أخيه إليه، ثم علي بن الحسين بوصية أبيه إليه..."، وذكر الأئمة (عليهم السلام) كلهم، ووصية السابق لِلّاحِق. وفيه: "قال عليم لابن عباس: مِن أين لك هذا؟ قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أَعْلَمَ عليّاً ألفَ بابٍ، فتح مِن كلّ باب ألف باب. وإنّ هذا مِنْ ثَمّ" (2). 20 ـ حديث سلمان الفارسي في خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسؤاله منه بعد الخطبة عن تفسير بعض ما فيها، وتفسير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لها به (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالأئمة الاثني عشر. وفيه: "ثم قال: إنهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي أئمة أبرار عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى. قلت: فسَمِّهم لي يا رسول الله. قال: أولهم وسيدهم علي بن أبي طالب، وسبطاي، وبعدهما زين العابدين علي...". وذكر (صلى الله عليه وآله وسلم) بقية الأئمة بأسمائهم ثم قال: "فإنهم عترتي مِن دمي ـــــــــــــــــــــــ (1) كمال الدين وتمام النعمة: 282 ـ 284، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 395. بحار الأنوار 43: 248 ـ 250. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 224 ـ 225. -[ 187 ]- ولحمي. عِلْمُهم عِلْمِي، وحُكْمُهم حُكْمِي. مَن آذاني فيهم فلا أناله الله تعالى شفاعتي" (1). 21 ـ حديثه الآخر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيه: "إنّ الله لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا جَعَل له اثني عشر نقيبًا، فهل علمتَ مَن نقبائي الاثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة؟ فقلت: الله ورسوله أعلم..." إلى آخر الحديث ويتضمن ذكر الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) بأسمائهم (2). 22 ـ حديث الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : "قال: قال لي أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : مَن أحب أن يلقى الله عزوجل وهو مقبل عليه غير معرض عنه فليَتَوَلَّ عليّ...". واستطرد (صلى الله عليه وآله وسلم) بذِكْر فَضْل تَوَلِّي كلِّ واحدٍ مِن الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم، ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : "فهؤلاء مصابيح الدجى وأئمة الهدى وأعلام التقى. مَن أحبهم وتولاهم كنت ضامناً له على الله تعالى بالجنة" (3). 23 ـ المرفوع إلى أنس بن مالك في حديث لأبي ذر مع جماعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في عظيم فضل أمير المؤمنين والحسنين (صلوات الله عليهم)، ولما سألوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه صدّقه وأقرّه، واستطرد (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديثه حتى ذكر معراجه (صلى الله عليه وآله وسلم). وحديث الله تعالى معه وإخباره له بعظيم فضله وفضل الأئمة مِن آله، وأنّ الله سبحانه ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 289 ـ 290، واللفظ له. كفاية الأثر: 42. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 197، واللفظ له. الهداية الكبرى: 375 ـ 376. بحار الأنوار 53: 142 ـ 143. (3) بحار الأنوار 36: 296، واللفظ له، 27: 107 ـ 108. مقتضب الأثر: 13 ـ 14. الفضائل لابن شاذان: 167. -[ 188 ]- أراه أنوارَ الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، وذَكَرَهم بأسمائهم، ثم ذَكَر أنّ الله تعالى قال له: "يا محمد هم الأئمة مِن بعدك المطهرون مِن صُلْبِك..." (1). 24 ـ حديث جابر بن عبدالله الأنصاري الطويل المتضمن لدخول جندل بن جنادة اليهودي مِن خيبر على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسؤاله عن بعض الأشياء، وجواب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له، وإسلامه، ثم سؤاله عن الأوصياء بعده، وذَكَر الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم، وأنّ جندل قال: "يا رسول الله قد وجدنا ذكركم في التوراة..." (2). 25 ـ حديث علقمة وسفيان بن عيينة عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) عن جابر بن عبدالله الأنصاري أيضًا، قال:
"قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للحسين بن علي (عليه السلام) : يا حسين يَخْرُج مِن صلبك تسعة أئمة، منهم مهدي هذه الأمة. فإذا استشهد أبوك فالحسن بعده، فإذا سُمَّ الحسن فأنت، فإذا استشهدتَ فعليٌّ ابنك..." ثم أكمل الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم (3). 26 ـ حديث أنس بن مالك: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لَمّا عرج بي إلى السماء رأيتُ على ساق العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أيَّدْتُه بعليٍّ ونَصَرْتُه به، ورأيتُ اثني عشر اسْماً مكتوباً بالنور، فهم علي بن أبي طالب، وسبطاي، وبعدهما تسعة أسماء: علي علي علي، ثلاث مرات، ومحمد ومحمد، مرتين، وجعفر وموسى والحسن والحجة يتلألأ مِن بينهم. فقلتُ: يا رب أسامِي مَن هؤلاء؟ فنادى ربي جل جلاله: يا محمد هم الأوصياء مِن ذريتك. بهم أُثِيب، وبهم أُعَاقِب" (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 301 ـ 303. الجواهر السنية: 279. كفاية الأثر: 70 ـ 73. (2) بحار الأنوار 36: 304ـ306، واللفظ له. كفاية الأثر: 57ـ61. ينابيع المودة 3: 283ـ285. (3) بحار الأنوار 36: 306 ـ 307. كفاية الأثر: 61 ـ 62. (4) بحار الأنوار 36: 310. كفاية الأثر: 74 ـ 75. الجواهر السنية: 280. -[ 189 ]- 27 ـ وقريب منه حديث أبي أمامة في المعراج أيضاً (1). 28 ـ وحديث حذيفة بن اليمان في المعراج أيضاً: "صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أقبل بوجهه الكريم علينا، فقال: معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى الله..." ثم ذكرهم في خطبته، ووعظهم، وحثهم على التمسك بالثقلين الكتاب والعترة. ثم قال: "فقلت: يا رسول الله على مَن تخلفنا؟ قال: على مَن خلف موسى بن عمران قومه؟ قلت: على وصيه يوشع بن نون. قال: فإنّ وصيِّي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب، قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور مَن نصره، مخذول مَن خذله قلتُ: يا رسول الله، فكم يكون الأئمة مِن بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة مِن صُلْب الحسين... قلت: أفلا تسمِّيهم لي يارسول الله؟ قال: نعم إنه لما عرج بي إلى السماء ونظرتُ إلى ساق العرش، فرأيتُ مكتوباً بالنور. لا إله إلا الله...". وذكر قريباً مما تقدم في حديث أنس (2). 29 ـ وحديث أبي أيوب الأنصاري حين عاتبه جماعة بعد واقعة الجمل على قتال المسلمين، فذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر له قتال الناكثين والقاسطين والمارقين مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، وذكر فضل أمير المؤمنين والأئمة مِن ولده. وفيه: "قلنا له: فكم عهد إليك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون بعده مِن الأئمة؟ قال: اثنا عشر. قلنا: فهل سمّاهم لك؟ قال: نعم إنه قال(صلى الله عليه وآله وسلم): لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش، فإذا هو مكتوب بالنور: لا إله إلا الله..."، ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 321. كفاية الأثر: 105 ـ 106. (2) بحار الأنوار 36: 331 ـ 332، واللفظ له. كفاية الأثر: 136 ــ 138. -[ 190 ]- وذكر قريباً مما تقدم في حديث أنس (1). 30 ـ وحديث أم سلمة: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أسري بي إلى السماء نظرت فإذا مكتوب على العرش: لا إله إلا الله محمد رسول الله، أيدتُه بعلي، ونصرته بعلي. ورأيت أنوار علي وفاطمة والحسن والحسين، وأنوار علي ابن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي ابن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، ورأيت نور الحجة يتلألأ من بينهم، كأنه كوكب دري. فقلت: يا رب مَن هذا؟ ومَن هؤلاء؟ فنُودِيتُ: يا محمد، هذا نور علي وفاطمة وهذا نور سبطيك الحسن والحسين، وهذه أنوار الأئمة بعدك مِن ولد الحسين مطهرون معصومون. وهذا الحجة الذي يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً" (2). 31 ـ وحديث أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما سُئِل عن أئمة الحق بعد أنْ خطب خطبة اللؤلؤة، فقال: "نعم إنه لعهد عهده إليّ رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إمامًا، تسعة مِن الحسين. ولقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش، فإذا مكتوب عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله. أيدته بعلي، ونصرته بعلي، ورأيت اثني عشر نورًا. فقلت: يا رب، أنوار مَن هذه؟ فنوديت: يا محمد هذه أنوار الأئمة مِن ذريتك. قلت: يا رسول الله أفلا تسمِّيهم لي؟ قال: نعم، أنت الإمام والخليفة بعدي، تقضي ديني، وتنجز عداتي. وبعدك ابناك الحسن والحسين وبعد الحسين ابنه علي زين العابدين..."، وذكر بقية الأئمة الاثني عشر بأسمائهم وألقابهم وبعضها غير الألقاب المشهورة الآن (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 324 ـ 326، واللفظ له. كفاية الأثر: 116 ـ 118. (2) بحار الأنوار 36: 348، واللفظ له. كفاية الأثر: 185 ـ 186. الجواهر السنية: 285. (3) بحار الأنوار 36: 354 ـ 356. كفاية الأثر: 213 ـ 219. -[ 191 ]- 32 ـ حديث غالب الجهني عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "إنّ الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدد نقباء بني إسرائيل، وكانوا اثني عشر. الفائِز مَن والاهم، والهالِك مَن عاداهم. لقد أخبرني أبي عن أبيه. قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أسري بي إلى السماء نظرت فإذا على ساق العرش مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي..." ثم ذكر تمام الحديث بتغيير يسير (1). 33 ـ وقريب منه حديث جابر عن الإمام الباقر (عليه السلام) : "قلت له: يا ابن رسول الله، إنّ قوماً يقولون: إن الله تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسن والحسين... ثم قال: يا جابر، إنّ الأئمة هم الذين نَصَّ عليهم رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالإمامة، وهم الذين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لما أسري بي إلى السماء وجدتُ أساميهم مكتوبة على ساق العرش بالنور اثني عشر اسْمًا. منهم علي، وسبطاه، وعلي، ومحمد، وجعفر، وموسى، وعلي، ومحمد، وعلي، والحسن، والحجة القائم. فهذه الأئمة مِن أهل بيت الصفوة والطهارة..." (2). ويؤكدها حديث واثلة المتضمن لأمر الله تعالى للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالوصية لأمير المؤمنين (عليه السلام) وقوله له إنّ الأئمة مِن بعده اثنا عشر أمناء معصومون وأنه أراه أنوارهم، مِن دون أن يذكرهم بأسمائهم (3). 34 ـ حديث أبي هريرة في دخول الحسين (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمحضر جماعة من الصحابة، واستبشار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) به، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "اللهم إني أحبه، فأحبه، وأحب من يحبه، يا حسين أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة تسعة من ولدك أئمة أبرار" ثم سؤال عبدالله بن مسعود عنهم، ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 558 ـ 559. كفاية الأثر: 244 ـ 245. بحار الأنوار 36: 390. (2) بحار الأنوار 36: 357. ينابيع المودة 3: 249. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 530. -[ 192 ]- وبيان النبي لبعضهم في ذلك المجلس بأسمائهم وبعض صفاتهم، وانقطاع الحديث، وبيانه (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ذلك لبقيتهم بأسمائهم وبعض صفاتهم أيضاً (1). 35 ـ ما رواه الكراجكي بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله إلي أنْ سَلْ مَن أرسلنا مِن قبلك مِن رسلنا على ما بعثوا؟ قلت: على ما بعثتم؟ قالوا: على نبوتك، وولاية علي بن أبي طالب، والأئمة منكم. ثم أوحى إلي أن التفت عن يمين العرش، فالتفت فإذا علي والحسن..." وذكر جميع الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) وآخرهم المهدي (2). ولعله عيْن ما روي عن الجارود بن المنذر حينما قدم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحدثه بحديث قس بن ساعدة، وذكره لأسماء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)، وسؤال الجارود من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عنهم (3). 36 ـ ما رواه الكراجكي أيضاً بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في القصور التي رآها (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة الإسراء، ووصفها. وفيه: "فقال لي جبرئيل: هذه القصور خلقها الله لشيعة أخيك علي، وخليفتك من بعدك على أمتك، وهم السواد الأعظم، ولشيعة ابنه الحسن من بعده، ولشيعة أخيه الحسين من بعده، ولشيعة ابنه علي ابن الحسين من بعده..."، وذكر بقية الأئمة (صلوات الله عليهم) كلهم بأسمائهم. ثم قال: "يا محمد فهؤلاء الأئمة من بعدك أعلام الهدى ومصابيح الدجى" (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 312 ـ 314. كفاية الأثر: 30. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 97 ـ 98. مقتضب الأثر: 38. كنز الفوائد: 258. بحار الأنوار 15: 247، 18: 297، 26: 301 ـ 302. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 202 ـ 204. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 103 ـ 104. نوادر المعجزات: 77. دلائل الإمامة: 476. -[ 193 ]- 37 ـ حديث أبي سليمان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وفيه: أن الله أوحى إليه ليلة الإسراء: "يا محمد إني خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة مِن ولده مِن نورٍ مِن نوري... يا محمد تحب أن تراهم؟ قال [قلت.ظ]: نعم يا رب. فقال لي: التفت عن يمين العرش، فالتفت، فإذا أنا بعلي وفاطمة والحسن والحسين..."، وذكر الأئمة كلهم وآخرهم المهدي. ثم قال: "يا محمد هؤلاء الحجج، وهو الثائر مِن عترتك، والحجة الواجبة لأوليائي" (1). 38 ـ وما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) مِن مناشدته، وهو على المنبر في بعض ما ورد فيهم (عليهم السلام)، وفي جملته حديث الثقلين. وفيه: "فقام اثنا عشر رجلاً من الجماعة بدريون، فقالوا: نشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب، فقال: يا رسول الله أَكُلُّ أهلِ بيتك؟ قال: لا، ولكن للأوصياء منهم: علي أخي ووزيري، ووارثي، وخليفتي من أمتي، ووليّ كلّ مؤمن بعدي، وأحد عشر مِن ولده، هو أولهم وخيرهم، ثم ابناي هذان - وأشار بيده إلى الحسن والحسين - ثم وصيّ ابني يُسمّى باسم أخي علي..." وذكر الأئمة الاثني عشر بأسمائهم (2). 39 ـ ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بطرق متعددة قال: "كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيت أم سلمة إذ دخل عليه جماعة من أصحابه..."، وفيه سؤال سلمان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الأوصياء، وبيانه (صلى الله عليه وآله وسلم) لأوصياء الأنبياء في كلام طويل. ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 175 ـ 176. الطرائف: 173. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 114 ـ 118.كتاب سليم بن قيس: 300. -[ 194 ]- وفيه: "وأنا أَدْفَعُها إلى علي بن أبي طالب. فقال علي (عليه السلام) : فقلت: يا رسول الله، فهل بينهم أنبياء وأوصياء أخر؟ قال: نعم أكثر مِن أن تحصي، ثم قال: وأنا أدفعها إليك يا علي، وأنت تدفعها إلى ابنك الحسن، والحسن يدفعها إلى أخيه الحسين، والحسين يدفعها إلى ابنه علي..." وذكر (صلى الله عليه وآله وسلم) بقية الأئمة الاثني عشر بأسمائهم يدفعها السابِق إلى اللاحِق...إلى أن قال: "والحسن يدفعها إلى ابنه القائم. ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله، وتكون له غيبتان، إحداهما أطول من الأخرى..." (1). 40 ـ حديث عيسى بن موسى الهاشمي عن أبيه عن آبائه عن الإمام الحسين (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيت أم سلمة، وقد نزلت عليه هذه الآية: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )). فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي هذه الآية نزلت فيك وفي سِبْطَيَّ، والأئمة مِن ولدك. قلت: يا رسول الله، وكم الأئمة بعدك؟ قال: أنت يا علي، ثم ابناك الحسن والحسين، وبعد الحسين علي ابنه..." ثم ذكر بقية الأئمة الاثني عشر ولداً عن والد. ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : "هكذا وجدتُ أساميهم مكتوبة على ساق العرش، فسألتُ الله عزوجل عن ذلك، فقال: يا محمد، هم الأئمة بعدك، مطهرون معصومون. وأعداؤهم ملعونون" (2). 41 ـ حديث الإمام الحسن الطويل المتضمن لخطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بحديث الثقلين، وأن الأرض لا تخلو عن حجة، ظاهر ليس بمطاع، أو خائف مغمور، ثم سؤاله (عليه السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وجواب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بذكر الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم مُرَتَّبِين مع بيان شيءٍ مِن أحوالهم ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 333 ـ 335، واللفظ له. كفاية الأثر: 146 ـ 151. (2) بحار الأنوار 36: 336 ـ 337، واللفظ له. كفاية الأثر: 156. الجواهر السنية: 284. -[ 195 ]- وما يتعلق بهم (عليهم السلام) (1). 42 ـ حديثه (عليه السلام) الآخر: "سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي (عليه السلام) : أنت وارث علمي، ومعدن حكمي، والإمام بعدي، فإذا استشهدت فابنك الحسن..." ثم ذكر الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم مُرَتَّبِين (2). 43 ـ حديث الإمام الحسين عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : "قال: أخبرني جبرئيل (عليه السلام) لما أثبت الله تبارك وتعالى اسم محمد في ساق العرش قلت: يا رب هذا الاسم المكتوب في سرداق العرش أرى أعز خلقك عليك، قال: فأراه الله اثني عشر أشباحًا، أبداناً بلا أرواح، بين السماء والأرض. فقال: يا رب بحقهم عليك إلا أخبرتني مَن هم؟ فقال: هذا نور علي بن أبي طالب وهذا نور الحسن..." ثم ذكر بقية الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام). وفي آخره: "وهذا نور الحجة القائم المنتظر. قال: فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما أحد يتقرب إلى الله عزوجل بهؤلاء القوم إلا أعتق الله رقبته مِن النار" (3). 44 ـ حديث له (عليه السلام) آخر قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعدك الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم..." وذكر بقية الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم، وأنهم أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم، ثم قال: "أئمة أبرار، هم مع الحق، والحق معهم" (4). 45 ـ حديث ثالث له (عليه السلام) أنه قال: "لما أنزل الله تبارك وتعالى: ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 338 ـ 340، واللفظ له. كفاية الأثر: 163 ـ 166. (2) بحار الأنوار 36: 340، واللفظ له. كفاية الأثر: 167. (3) بحار الأنوار 36: 341، واللفظ له. كفاية الأثر: 170. (4) بحار الأنوار 36: 345، واللفظ له. كفاية الأثر: 177. -[ 196 ]- ((وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ)) سألت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تأويلها. فقال: والله ما عنى بها غيركم، وأنتم أولو الأرحام، فإذا مِتُّ فعليٌّ أبوك أولى بي وبمكاني، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به، فإذا مضى الحسن فأنت أولى به قلت: يا رسول الله، مَن بعدي؟ قال: ابنك علي..." ثم ذكر بقية الأئمة بأسمائهم. ثم قال: "فإذا مضى الحسن وقَعَت الغيبة في التاسع مِن ولدك. فهذه الأئمة التسعة من صلبك..." (1). 46 ـ حديث رابع له (عليه السلام) في تعداد الأئمة الاثني عشر بعد أن سأل أعرابي عن أسمائهم، قال الراوي: "فأطرق الحسين مليًّا، ثم رفع رأسه، وقال: نعم أخبرك يا أخا العرب: إنّ الإمام والخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) والحسن، وأنا، وتسعة مِن ولدي، منهم علي ابني، وبعده محمد ابنه..." ثم ذكرهم واحداً بعد واحد بأسمائهم (2). وقد تقدم عند الكلام في الطائفة الثالثة أن الإمام الحسين (عليه السلام) داخل في المتيقن من أهل البيت (صلوات الله عليهم) فيكون قوله حجة في تعيين الأئمة (عليهم السلام) وإنْ لم ينسبه للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم). بل لا ريب في أنه (صلوات الله عليه) لا يخبر في مثل هذا الأمر التوقيفي إلا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). 47 ـ وحديث سهل بن سعد الأنصاري: "سألت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الأئمة، فقالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي (عليه السلام) : يا علي أنت الإمام والخليفة بعدي، وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيتَ فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم..." وذكر بقية الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 545 ـ 546. كفاية الأثر: 175 ـ 176. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 556. بحار الأنوار 36: 384 ـ 385. -[ 197 ]- على نحو ما تقدم في حديثي الإمام الحسين (عليه السلام) الثاني والثالث (1). 48 ـ وقريب منها حديث محمد بن مسلم عن الإمام الباقر (عليه السلام)، قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) : يا علي أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين..." وذكر بقية الأئمة الاثني عشر بأسمائهم (2). 49 ـ حديث يحيى بن زيد بن علي بن الحسين قال: "سألتُ أبي عن الأئمة، فقال: الأئمة اثنا عشر: أربعة مِن الماضين، وثمانية مِن الباقين. قلت: فسَمِّهم يا أبه. قال: أما الماضون فعلي بن أبي طالب، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومِن الباقين محمد أخي الباقر، وبعده جعفر الصادق ابنه، وبعده موسى ابنه، وبعده علي ابنه، وبعده محمد ابنه، وبعده علي ابنه، وبعده الحسن ابنه، وبعده الحجة المهدي. قلت: يا أبه، فلَسْتَ منهم؟ قال: لا، ولكني مِن العترة. قلت: فمِن أين عرفتَ أساميهم؟
قال: عهد معهود إلينا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " (3). ويناسبه حديث إبراهيم بن عبد الله بن العلا عن زيد بن علي بن الحسين، وفيه: "قال: منا المصطفى، والمرتضى، ومنا يكون المهدي قائم هذه الأمة. قلت: هل عهد إليكم نبيكم متى يقوم قائمكم؟ قال: إنك لن تلحقه. وإنّ الأمْرَ يَلِيه ستةٌ مِن الأوصياء بعد هذا، ثم يعجل الله خروج قائمنا. فيملؤها قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلمًا. قلت: يا ابن رسول الله، أَلَسْتَ صاحب هذا الأمر؟ قال: أنا مِن العترة. فعدتُ، فعاد إليّ، فقلت: هذا الذي تقوله عنك أو عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: ولو كنت أعلم ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 251 ـ 252. كفاية الأثر: 195. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 94 ـ 95. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 565. كفاية الأثر: 304. بحار الأنوار 46: 198. -[ 198 ]- الغيب لاستكثرت من الخير. لا، ولكن عهد عهده إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " (1). 50 ـ ما روي بطرق متعددة عن أبي سلمة، عن عائشة أنه قال لها: هل عهد إليكم نبيكم كم يكون مِن بعده مِن الخلفاء؟ فقالت: نعم. وفتحت الكتاب، وقالت: "كان لنا مشربة، وكان النبي إذا أراد لقاء جبرئيل (عليه السلام) لقيه فيها، فلقيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرة، وأمرني أن لا يصعد إليه أحد، فدخل عليه الحسين بن علي (عليه السلام)، ولم نعلم حتى غشاه..." ثم ذَكَرَت إخبارَ جبرئيل (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقتل الحسين (عليه السلام) وانتقامَ الله تعالى بقائم أهل البيت (عليهم السلام)، ثم بيان نسب القائم بذكر الأئمة مِن ذرية الحسين واحداً بعد واحد بأسمائهم، ثم قالت: "اكْتُمْه عَليَّ يا أبا سلمة ما دمتُ حيّة". فكتمتُ عليها. فلما كان بعد مضيها دعاني علي (عليه السلام)، فقال: أرني الخبر الذي أَمْلَت عليك عائشة. قلت: وما الخبر يا أمير المؤمنين؟ قال: الذي فيه أسماء الأوصياء بعدي، فأخرجتُه إليه حتى سمعه (2). وقد يبدو الخبر غريبًا، لكن يؤيده ما عن المفيد بسنده عن محمد بن عبد الرحمن بن شردين الصنعاني، عن ابن مثنى عن أبيه، عن عائشة، قال: "سألتها: كم خليفة يكون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقالت: أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة. قال: فقلت لها: مَن هم؟ فقالت: أسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقلت لها: فاعْرضِيَها، فأَبَت" (3)، فإنّ إباءَها يناسِب كَوْنَ الخلفاء مِمَّن لا يعجبها بيانهم. 51 ـ ما روي بطرق كثيرة عن البرقي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الجواد (عليه السلام) المتضمن محاورة ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 563 ـ 564. كفاية الأثر: 300. بحار الأنوار 46: 202. (2) بحار الأنوار 36: 348 ـ 350. كفاية الأثر: 187 ـ 190. (3) بحار الأنوار 36: 300، واللفظ له. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 164. -[ 199 ]- الخضر مع أمير المؤمنين (عليه السلام) بحضور الإمام الحسن (عليه السلام)، وسؤاله منه عن مسائل ثلاث، وطلب أمير المؤمنين (عليه السلام) مِن الحسن (عليه السلام) أن يجيبه، فلما أجابه شهد الشهادتين، ثم قال: "وأشهد أنك وصي رسول الله والقائم بحجته - وأشار إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) - ولم أَزَل أَشْهد بها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته- وأشار إلى [أبي محمد] الحسن (عليه السلام)- وأشهد أن الحسين بن علي (عليه السلام) وصي أبيك والقائم بحجته بعدك، وأشهد على علي ابن الحسين (عليه السلام) أنه القائم بأمر الحسين (عليه السلام) بعده..." ثم شهد لبقية الأئمة من ذرية الحسين (صلوات الله عليهم) بأسمائهم بقيامهم مقام آبائهم، حتى انتهى للحجة المنتظر المهدي (عجل الله فرجه)، فقال: "وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي (عليه السلام) لا يسمى ولا يكنى حتى يظهر أمره فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً أنه القائم بأمر الحسين بن علي (1). والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته" (2). 52 ـ المرفوع إلى عبدالله بن أبي أوفى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفيه أن الله تعالى كشف عن بصر إبراهيم الخليل (عليه السلام) فرأى أنوار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين وفاطمة (عليهم السلام) والحسن والحسين (صلوات الله عليهم)، فسأل الله تعالى عنهم، فعرفه سبحانه بهم، ثم رأى تسعة أنوار أحدقت بتلك الأنوار، وفيه: "فقال: إلهي وسيدي أرى تسعة أنوار أحدقوا بالخمسة الأنوار. قال: يا إبراهيم، هؤلاء الأئمة من ولدهم. فقال: إلهي وسيدي فبمَن يعرفون؟ قال: يا إبراهيم أولهم علي بن الحسين، ومحمد ولد علي، وجعفر ولد محمد، وموسى ولد جعفر، وعلي ولد موسى، ومحمد ولد علي، ـــــــــــــــــــــــ (1) في إعلام الورى بأعلام الهدى: ((أنه القائم بأمر الحسن بن علي))، وهو أَقْرَب. (2) بحار الأنوار 36: 414 ـ 416، واللفظ له. كمال الدين وتمام النعمة: 213 ـ 215. الإمامة والتبصرة: 106ـ108. عيون أخبار الرضا 2: 67ـ69. الاستنصار: 31ـ33. الغيبة للطوسي: 154 ـ 155. وغيرها من المصادر. -[ 200 ]- وعلي ولد محمد، والحسن ولد علي، ومحمد ولد الحسن، القائم المهدي" (1). 53 ـ وقريب منه باختلاف يسير حديث جابر عن الإمام الباقر (عليه السلام) وفيه: "إنّ الله لمّا خلق إبراهيم كشَف له عن بصره، فرأى نورًا إلى جنب العرش..." وقد تضمن أنوارَ أمير المؤمنين، والصديقة فاطمة الزهراء والأئمة مِن ذريتهما (صلوات الله عليهم). إلا أنه لم يذكر فيه نور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). لكن الظاهر أنه سقط من الحديث، لاشتماله على أن الأنوار خمسة قد حفَّت بها تسعة، وذلك يناسب أنه رأى نور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً (2). 54 ـ ويلحق بذلك ما رواه ابن عياش عن محمد بن أحمد بن عبيدالله الهاشمي، قال: "أخبرني به بسر من رأى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. قال: حدثني عم أبي موسى بن عيسى، عن الزبير بن بكار، عن عتيق بن يعقوب، عن عبدالله بن ربيعة رجل من أهل مكة، قال: قال لي أبي: إني محدثك الحديث، فاحفظه عني، واكتمه علي ما دمتُ حيًّا، أو يأذن الله فيه ما يشاء. كنتُ مع ابن الزبير في الكعبة. حدثني أن ابن الزبير أمر العمال أن يبلغوا في الأرض. قال: فبلغنا صخراً أمثال الإبل، فوجدت على تلك الصخور كتاباً موضوعًا، فتناولته، وسترت أمره، فلما صرت إلى منزلي تأملته، فرأيت كتاباً لا أدري مِن أي شيء هو، ولا أدري الذي كتب به ما هو، إلا أنه ينطوي كما ينطوي الكتب، فقرأت فيه: باسم الله الأول، لا شيء قبله. لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلموهم، ولا تعطوها غير مستحقها، فتظلموها، إنّ الله يصيب بنوره من يشاء. والله يهدي من يشاء. والله فعال لما يريد. باسم الأول لا نهاية له، القائم على كل نفس بما كسبت. كان عرشه ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 213 ـ 214. الفضائل لشاذان: 158. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 85 ـ 86. بحار الأنوار 36: 151. -[ 201 ]- على الماء. ثم خلق الخلق بقدرته، وصورهم بحكمته، وميزهم بمشيئته كيف شاء، وجعلهم شعوباً وقبائل وبيوتًا، لعلمه السابق فيهم، ثم جعل من تلك القبائل قبيلة مكرمة سماها قريش، وهي أهل الأمانة. ثم جعل من تلك القبيلة بيتاً خصه الله بالنبأ والرفعة، وهم ولد عبدالمطلب حفظة هذا البيت وعماره وولاته وسكانه. ثم اختار من ذلك البيت نبيّاً يقال له: (محمد) ويدعى في السماء (أحمد) يبعثه الله تعالى في آخر الزمان نبيًّا، ولرسالته مبلغًا، وللعباد إلى دينه داعيًا، منعوتاً في الكتب، تبشر به الأنبياء ويرث علْمَه خيرُ الأوصياء... يؤيده بنصره، ويعضده بأخيه وابن عمه وصهره وزوج ابنته، ووصيه في أمته من بعده، وحجة الله على خلقه، ينصبه لهم علماً عند اقتراب أجله، هو باب الله..." ثم ذكر ما يلقاه أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقيام الأئمة الأحد عشر من بعده واحداً بعد واحد بأسمائهم، مع بعض التفاصيل عنهم. والكتاب طويل لا يسعنا ذكره بتمامه (1). ويؤيد هذه الأحاديث ما ذكره ابن شهرآشوب، قال: "عن عبد الله بن محمد البغوي بسنده عن عبد الله بن عمر، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا علي أنا نذير أمتي، وإنك هاديها، والحسن قائدها، والحسين سائقها، وعلي بن الحسين جامعها، ومحمد بن علي عارفها، وجعفر بن محمد كاتبها، وموسى ابن جعفر محصيها، وعلي بن موسى معبرها ومنجيها، وطارد مبغضيها، ومدني مؤمنيها، ومحمد بن علي قائدها وسائقها، وعلي بن محمد سايرها وعالمها، والحسن بن علي نادبها ومعطيها، والقائم الخلف ساقيها وناشدها وشاهدها ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ)). وقد روى ذلك جماعة عن جابر بن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 217 ـ 219. -[ 202 ]- الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الحارث بن سعيد بن قيس، عن علي ابن أبي طالب، وعن جابر الأنصاري كليهما، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أنا وارِدُكم على الحوض، وأنت يا علي الساقي، والحسن الذائد، والحسين الآمر، وعلي بن الحسين الفارط، ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين، وقامع المنافقين، وعلي بن موسى مزين المؤمنين، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم، وعلي ابن محمد خطيب شيعتهم ومزوجهم الحور، والحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به، والهادي المهدي شفيعهم يوم القيامة، حيث لا يأذن إلا لمَن يشاء ويرضى" (1). وعن الطرائف: "روى أخطب خوارزم موفق بن أحمد المالكي في كتابه عن محمد بن الحسين البغدادي عن أبي طالب الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن عبدالله، عن علي بن شاذان الموصلي، عن محمد بن علي بن الفضل، عن محمد بن قاسم، عن عباد بن يعقوب عن موسى بن عثمان عن الأعمش عن أبي إسحاق عن الحارث وسعيد بن أبي بشير عنه (عليه السلام) مثله" (2). فإنّ هذين الحديثين وإنْ لم يُصَرَّح فيهما بإمامة الأئمة الاثني عشر المذكورين إلا أنّ إثبات مناقبهم هذه لهم بأسمائهم يناسب تميّزَهم عن الأمة، وإمامتَهم لها بالنحو المناسب لما يقوله الإمامية. ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 270، واللفظ له. مناقب آل أبي طالب 1: 251 ـ 252. الاستنصار: 23. الطرائف: 174 | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:03 pm | |
| (2) بحار الأنوار 36: 270 ـ 271. -[ 203 ]-
بعض التساؤلات حول هذه الأحاديث والجواب عنها هذا وقد يُقال: إنّ كثيراً مِن هذه الأحاديث قد رُوِيَت عن كثيرٍ مِن الصحابة ممّن يروي عنهم الجمهورُ، بل قد يُكْثِرون الروايةَ عنهم، مع أنه لا وجود لها مِن طرق الجمهور، ولم يعرفوا طرقها. لكن يظهر الجواب عن ذلك مما سبق في آخر الكلام في جواب السؤال الثامن، فإنّ مخالفة هذه الأحاديث لأصول الجمهور التي أَصَّلُوها، ومسلماتهم التي جروا عليها، قد تحملهم على الإعراض عنها في جملة ما أعرضوا عنه من الأحاديث التي رووها ولم يثبتوها في كتب الحديث، كما قد يحمل ذلك رواة هذه الأحاديث على الامتناع من روايتها للجمهور، حذراً من رميهم لهم بقوارص القول، ونبزهم لهم بالكذب والبهتان والوضع، كما صنعوه مع مَن روى دون هذه الأحاديث في مخالفة وجهة الجمهور. ومثله ما قد يُدّعى مِن أنّ في جملة هؤلاء الرواة مَن عُرِفوا بإعراضهم عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) وبموالاة مَن تقَدَّمَ عليهم مِن الأولين، وذلك لا يتناسب مع روايتهم لهذه الأحاديث. لاندفاعه بأنّ كثيراً مِن هؤلاء وأمثالهم رَوَوْا في حقِّ أهل البيت (صلوات الله عليهم) ما لا يقصر عن مضامين هذه النصوص، كحديث الثقلين ونحوه مما يَدُلّ على خسران مَن خالفهم، وما تضمن ولايةَ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ونحو ذلك.
ما رُوِيَ عن الأئمة (عليهم السلام) في تِعْدَاد الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) وهناك أحاديث أخر تتضمن تعداد الأئمة الاثني عشر من قبل الأئمة (صلوات الله عليهم) أنفسهم، من دون أن ينسبوا ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويرووه عنه. وربما يُدَّعى أنها لا تنهض حجّةً على إمامتهم. -[ 204 ]- لكن مِن المعلوم أنّ مثْل هذه التعاليم تَوْقِيفِيَّة لا يمكن الإخبار بها عن اجتهاد وحدس، بل لابد أن تنتهي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما سبق مِن زيد بن علي (رضي الله عنه). فهي مضامين أحاديث نبوية مرسلة منهم (صلوات الله عليهم) لا تَقْصُر عن المسانيد، لِمَا هو المعلوم مِن حالهم (عليهم السلام) مِن أنّ كلّاً منهم يحدث عن أبيه عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما تقدم في جواب السؤال الثامن. ولاسيما وأنها تَشْتَمِل على المُعْجِز وهو الإخبار الغيبي الصادِق مِن الإمام بوجود مَن بعده مِن الأئمة الذين لم يُولَدُوا بَعْدُ على تَرْتِيبِهم الذي حَصَل بعد ذلك، حيث يشهد ذلك بصدقهم (عليهم السلام) في الأحاديث المذكورة. ولو غُضَّ النظر عن ذلك نَفَعَت هذه الأحاديث في إثبات إمامة الأئمة الذين هم بعْد الإمام الذي رُوِيَت عنه، لأنها بمثابةِ نَصٍّ منه على إمامتهم، فإذا ثبتت إمامةُ مَن رُوِيَت عنه كانت كسائر النصوص الواردة عنه، المتضمنة لإمامة مَن بعده. ومِن ثمّ يَحْسُن إثباتها في جملة تتمة الطائفة الرابعة التي نحن فيها وهي عدة أحاديث.. 55 ـ حديث الكميت عن الإمام الباقر (عليه السلام) حينما أنشده أبياتاً قال: "فلَمّا بلغتُ قولي: متى يقوم الحقُّ فيكمُ متى *** يقوم مهديُّكم الثاني فقال: سريعاً إن شاء الله. ثم قال: إنّ قائمنا هو التاسع مِن ولد الحسين، لأنّ الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر، الثاني عشر هو القائم. قلت: يا سيدي، فمَن هؤلاء الاثنا عشر؟ فقال: أولهم علي بن أبي طالب، وبعده الحسن..." وذكر بقية الأئمة (عليهم السلام) بأسمائهم (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 560. بحار الأنوار 36: 391. -[ 205 ]- 56 ـ حديث جابر الجعفي: "سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن تأويل قول الله عزوجل: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا...)) قال: فتنفس سيدي الصعداء، ثم قال: أما السَّنَة فهي جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشهورها اثنا عشر: أمير المؤمنين، إليّ وإلى ابني جعفر، وابنه موسى، وابنه علي، وابنه محمد، وابنه علي، وإلى ابنه الحسن، وإلى ابنه محمد الهادي المهدي، اثنا عشر إماماً حجج الله في خلقه، وأمناؤه على وَحْيِه وعِلْمِه..." (1). وهو وإن كان تفسيراً منه (عليه السلام). إلا أنه مِن المعلوم أنه تفسير بالباطن مأخوذٌ عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). ويؤيده ما عن داود الرقي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث أنه أخرج له صحيفة، وقال له: "اقرأ هذه مما أخرجه إلينا أهل البيت، نرثه كابراً عن كابر مِن لَدُن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقرأتُه، فإذا فيها: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ)) علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين..."، وذكر بقية الأئمة الاثني عشر (2). وهو وإنْ لم يصرح فيه بإمامتهم (عليهم السلام)، إلا أنّ مِن المعلوم أنّ تميَّزهم بذلك يناسب إمامتَهم ووجوبَ طاعتهم وأحاديثُهم (عليهم السلام) يفسر بعضها بعضًا. 57 ـ حديث الأعمش عن الإمام الصادق (عليه السلام) في بيان مَن تجب له الإمامة، وعلاماتها. وفيه: "ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين... وبعده الحسن، ثم الحسين، سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ابنا خيرة النسوان، ثم علي بن الحسين..." وذكر بقية الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 463 ـ 464. الغيبة للطوسي: 149. بحار الأنوار 24: 240. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 202. بحار الأنوار 46: 174. مقتضب الأثر: 31. (3) كمال الدين وتمام النعمة: 336 ـ 337، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 323ـ325. بحار الأنوار 36: 397. -[ 206 ]- 58 ـ حديث عاصم بن حميد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً في دعاء التوسل: "اللهم إني أتقرب إليك بنبيك ورسولك... وأتقرب إليك بوليك وخيرتك من خلقك وصي نبيك... اللهم وأتقرب إليك بالولي البار الإمام ابن الإمام الحسن بن علي...، وأتقرب إليك بالقتيل المسلوب، قتيل كربلاء الحسين بن علي، وأتقرب إليك بسيد العابدين..." وذكر التوسل بالأئمة واحداً بعد واحد حتى انتهى إلى الحجة المنتظر (عجل الله فرجه). وفي جملة ما قال عنه: "والمؤدي عن النبيين وخاتم الأوصياء النجباء الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين)"ـ (1). 59 ـ حديث ثالث عن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول فيه: "وأسألك بالحق الذي جعلته عند محمد وآل محمد وعند الأئمة علي والحسن والحسين وعلي..." وذكر بقية الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) (2). 60 ـ حديث مسعدة بن صدقة عنه (عليه السلام) أنه قال بعد التعرض لحديث الثقلين: "إنّ قائمنا يَخْرُج مِن صلب الحسن، والحسن يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب محمد، ومحمد يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى (عليه السلام) - وهذا خرج من صلبي، ونحن اثنا عشر إمامًا، كلنا معصومون مطهرون..." (3). 61 ـ حديث علقمة بن محمد الحضرمي عنه (عليه السلام) قال: "قال: الأئمة اثنا عشر. قلت: يا ابن رسول الله فسمِّهم لي. قال: مِن الماضين علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي (عليه السلام)، ثم أنا. قلت: فمَن بعدك؟ ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 472 ـ 473. مصباح المتهجد: 328. بحار الأنوار 87: 32. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 473. مصباح المتهجد: 332. بحار الأنوار 87: 39. (3) إثبات الهداةبالنصوص والمعجزات 2: 562.كفايةالأثر: 266.بحار الأنوار 36: 408 ـ 409. -[ 207 ]- قال: إني قد أوصيتُ إلى ولدي موسى، وهو الإمام بعدي قلت: فمَن بعد موسى؟ قال: علي ابنه يُدْعَى بالرضا، ومِن بعد علي ابنه محمد، ثم بعد محمد علي ابنه، وبعد علي الحسن ابنه، والمهدي مِن ولد الحسن..." (1). 62 ـ حديث يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "قال: يا يونس إذا أردتَ العلم الصحيح فعندنا أهل البيت، فإنا ورثناه..." ثم ذكر الأئمة الاثني عشر، قال: "قلت: سمِّهم لي يا ابن رسول الله. قال: أولهم علي بن أبي طالب، وبعده الحسن والحسين، وبعده علي ابن الحسين..." ثم ذكر تمام الأئمة الاثني عشر بأسمائهم (2). 63 ـ حديث عبد الله بن جندب عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال: "تقول في سجدة الشكر: اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك: إنك أنت الله ربي، والإسلام ديني، ومحمداً نبيِّي، وعليّاً والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة بن الحسن بن علي أئمتي بهم أتوَلَّى ومِن أعدائهم أتبرَّأ..." (3). 64 ـ حديث شرايع الدين التي كتبها الإمام الرضا (عليه السلام) للمأمون العباسي، وفيه بعد ذِكْر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : "وأنّ الدليل بعده، والحجة على المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه، وخليفته، ووصيه، ووليه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، علي بن أبي طالب (عليه السلام) أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداةبالنصوص والمعجزات 2: 563.كفاية الأثر: 267.بحار الأنوار 36: 409 ـ410. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 561. كفاية الأثر: 258 ـ 259. مختصر بصائر الدرجات: 122 ـ 123. بحار الأنوار 36: 403 ـ 405. (3) من لا يحضره الفقيه 1: 329 ـ 330، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 471ـ472. -[ 208 ]- وأفضل الوصيين، ووارث علم النبيين والمرسلين، وبعده الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم علي بن الحسين زين العابدين..." وذكر بقية الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم، ثم قال: "أشهد لهم بالوصية والإمامة، وأنّ الأرض لا تخلو من حجةٍ لله تعالى على خلقه في كل عصر وأوان، وأنهم العروة الوثقى، وأئمة الهدى، والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، وأنّ كلّ مَن خالفهم ضال مضل باطل، تارك للحق والهدى، وأنهم المعبرون عن القرآن، والناطقون عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالبيان، ومَن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهلية..." (1).
وربما لم نستوف الأحاديث الواردة في ذلك. وفيما ذكرناه كفاية. | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:07 pm | |
| النصوص الواردة في كلِّ إمامٍ إمام الطائفة الخامسة: ما تضمن نصَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الإمام على مَن بعده، واحداً كان أو أكثر. واستيعابُ ذلك صعب جدًّا، غير أنا نذكر ما تيسر لنا الاطلاع عليه. ولا ينبغي لنا أن نطيل في ذكر النصوص على أمير المؤمنين (صلوات لله عليه)، فإنه المتيقن في دعوى النص التي عليها يبتني مذهب التشيع، والتي أسهب الشيعة في الاستدلال عليها، واستوفوا الكلام في أدلتها، وخصوصاً الأدلة المشهورة التي تعم أهل البيت (عليهم السلام) أو تخص أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، كحديث الثقلين، وحديث الغدير. مضافاً إلى أحاديث الطائفة الرابعة المتقدمة.
ما وَرَدَ في إمامة الإمامين الحسن والحسين (عليهم السلام) معًا وأما الإمامان السبطان أبو محمد الحسن الزكي وأبو عبدالله الحسين ـــــــــــــــــــــــ (1) عيون أخبار الرضا 1: 129 ـ 130. بحار الأنوار 65: 261 ـ 262. -[ 209 ]- الشهيد (صلوات الله عليهم)، فهما وإنْ كانا دُون أمير المؤمنين (عليه السلام) في الظُّهُور، إلا أنهما.. أولاً: داخِلان في المتيقن أيضاً مِن نصوص الطائفة الأولى الواردة في أهل البيت (عليهم السلام) عمومًا، على ما ذكرناه آنفًا. كما قد صُرِّح بإمامتهما في أحاديث الطائفة الرابعة المتقدمة. وثانياً: داخِلان في إجماع أهل البيت - الذين فيهم الإمامة، بمقتضى ما سبق - وإجماع شيعتهم، فإنهم مهما اختلفوا مُجْمِعُون على إمامة أمير المؤمنين والحسنَيْن (صلوات الله عليهم)، وأنّ إمامتهم بالاستحقاق. ويضاف لذلك مجاميع من الأحاديث.. المجموعة الأولى: بعض الأحاديث الخاصة بهما، كقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : "الحسن والحسين إمامان، قاما أو قعدا" (1). وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "أنتما الإمامان، ولأمّكما الشفاعة" (2). وفي حديث ثالث أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دَفَع لهما (عليهم السلام) الحصى، فسبَّحَ في أيديهما، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : "الحصى لا يسبحن إلا في يد نبي أو وصيّ نبي، ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 129، واللفظ له، و: 134، 142. وقد رواه الصدوق بسنده في علل الشرائع 1: 211، ورواه الخزاز القمي بسند آخر في كفاية الأثر: 36، وبسند آخر في: 117، ورواه ابن شهراشوب بسند آخر في المناقب 3: 163، وقال الشيخ المفيد في النكت في مقدمات الأصول: 48 "واتفقوا على أنه (عليه السلام) قال في الحسن والحسين (صلوات الله عليهم): ابناي هذان إمامان..."، وقد روي أيضاً في دعائم الإسلام 1: 37، والفصول المختارة للمفيد: 303، والمسائل الجارودية للمفيد: 35، والإرشاد: 30، والتعجب للكراجكي: 52، وروضة الواعظين: 156، وإعلام الورى بأعلام الهدى 1: 407، 421، وكشف الغمة 2: 156، ومجمع البيان 2: 311، وغنية النزوع: 299، 323، والطرائف: 196، وبحار الأنوار 16: 307، 36: 289، 291، 325، 44: 2. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 141. كشف الغمة 2: 129. -[ 210 ]- والحسن والحسين من عترتي وأوصيائي وخلفائي" (1). وقول أمير المؤمنين (عليه السلام) لهما: "أنتما إمامان بعدي، وسيدا شباب أهل الجنة، والمعصومان. حفظكما الله، ولعنة الله على مَن عاداكما" (2). وحديث الأصبغ بن نباتة: "أنّ عليّاً (عليه السلام) لَمّا ضَرَبه الملعون ابن ملجم دعا بالحسن والحسين، فقال: إني مقبوض في ليلتي هذه، فاسمعا قولي: وأنت يا حسن وصيِّي، والقائم بالأمر [من] بعدي. وأنت يا حسين شريكه في الوصية، فاصْمُت، وكُنْ لأمْره تابعاً ما بَقِيَ، فإذا خرَجَ مِن الدنيا فأنت الناطِق مِن بعده، والقائِم بالأمْر عنه" (3). ومثله في الوصية للإمامين الحسن والحسين (عليهم السلام) حديثا أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) (4)، وحديث محمد ابن الحنفية مع الإمام زين العابدين (عليه السلام) (5)، وغير ذلك. المجموعة الثانية: الأحاديث الثلاثة المتضمنة لطبع الإمام بخاتمه على الحصى، التي تأتي عند التعرض لنصوص إمامة الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين، والإمام الحسن بن علي العسكري (صلوات الله عليهم). فإنها تضمنت طبعهما (عليهم السلام) بخاتمهما على الحصى، كسائر الأئمة (عليهم السلام). المجموعة الثالثة: أنه قد اشتمل جملة من أحاديث الطائفة الثانية وغيرها مما تضمن ذكر بعض الأئمة (عليهم السلام) على التصريح باسمهما الشريفين، ولا يسعنا ذكرها لكثرتها، إلا أنا نذكر منها ما اشتمل على النص على بعض ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 139. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 133. بحار الأنوار 43: 265.كفاية الأثر: 222. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 140. (4) الكافي 1: 286 ـ 288، و: 291 ـ 292. (5) الكافي 1: 348. -[ 211 ]- مَن بعدهما مِن الأئمة (عليهم السلام)، لينفع في إثبات إمامتهم، وهي.. 1 ـ حديث سليم بن قيس عن عبد الله بن جعفر الطيار في مجلس معاوية بن أبي سفيان قال: "سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي علي بن أبي طالب (عليه السلام) أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين (عليه السلام) أولى بالمؤمنين من أنفسهم. فإذا استشهد فابني علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وستدركه يا علي، ثم ابني محمد بن علي الباقر أولى بالمؤمنين من أنفسهم. وستدركه يا عبد الله، وتكملة اثني عشر إماماً تسعة من ولد الحسين. قال عبد الله: ثم اسْتَشْهَدتُ الحسنَ والحسين (عليهم السلام) وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد، فشَهِدُوا لي عند معاوية، قال سليم بن قيس: وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة أنهم سمعوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " (1). 2 ـ حديث وصية الإمام الصادق (عليه السلام) لمحمد بن النعمان الأحول وفيه: "يا ابن النعمان إن العالم لا يقدر أن يخبرك بكل ما يعلم، لأنه سر الله الذي أسره إلى جبرئيل، وأسره جبرئيل إلى محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وأسره محمد إلى علي، وأسره علي إلى الحسن، وأسره الحسن إلى الحسين، وأسره الحسين إلى علي، وأسره علي إلى محمد، وأسره محمد إلى مَن أسره" (2). 3 ـ حديث سليم بن قيس عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون مِن بعدك. ـــــــــــــــــــــــ (1) عيون أخبار الرضا 2: 52 ـ 53، واللفظ له. بحار الأنوار 36: 231.الإمامة والتبصرة: 110ـ111. الكافي 1: 529. كمال الدين وتمام النعمة: 270. الغيبة للنعماني: 95 ـ 96. الغيبة للطوسي: 138. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 488.تحف العقول: 310.بحار الأنوار 75: 289. -[ 212 ]- فقلت: يا رسول الله ومَن شركائي مِن بعدي؟ قال: الذين قرنهم الله عزوجل بنفسه وبي، فقال: ((أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)) فقلت: يا رسول الله ومَن هم؟ قال: الأوصياء منّي إلى أنْ يَرِدُوا عليّ الحوض، كلهم هاد مهتد... قلت: يا رسول الله سمِّهم لي. فقال: ابني هذا- ووضع يده على رأس الحسن- ثم ابني هذا- ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام)- ثم ابنٌ له يقال له علي، وسيولد في حياتك، فاقرأه مني السلام، ثم تكملة اثني عشر..." (1). وفي طريق آخر لهذا الحديث زاد: "ثم ابن علي اسمه محمد بن علي، ثم تكملة..." (2). 4 ـ حديث ابن عباس، قال: "نزل جبرئيل (عليه السلام) بصحيفة من عند الله على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها اثنا عشر خاتماً مِن ذهب. فقال له: إن الله تعالى يقرأ عليك السلام، ويأمرك أنْ تَدْفَع هذه الصحيفة إلى النجيب مِن أهلك مِن بعدك، يَفُكّ منها أوّلَ خاتمٍ ويعمل بما فيه، فإذا مضى دَفَعَها إلى وصيِّه بعده، وكذلك الأول يدفعها إلى الآخر واحداً بعد واحد. ففعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أُمِر. ففَكّ علي بن أبي طالب أولها، وعمل بما فيه، ثم دفعها إلى الحسن (عليه السلام)، ففك خاتمه، وعمل بما فيه، ثم دفعها بعده إلى الحسين (عليه السلام)، ثم دفعها الحسين إلى علي بن الحسين (عليه السلام)، ثم واحداً بعد واحد، حتى ينتهي إلى آخرهم (صلوات الله عليهم") (3). 5 ـ ومثله في ذلك حديث العمري عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "قال: ـــــــــــــــــــــــ (1) كمال الدين وتمام النعمة: 284 ـ 285، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 395،396. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 36 ـ 37. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 459 ـ 460. الغيبة للطوسي: 135. بحار الأنوار 36: 209. -[ 213 ]- إنّ الله عزوجل أنزل على نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) كتاباً قبل وفاته، فقال: يا محمد هذه وصيتك إلى النجبة مِن أهلك قال: وما النجبة يا جبرئيل؟ فقال: علي بن أبي طالب وولده (عليه السلام). وكان على الكتاب خواتيم من ذهب. فدفعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأمره أن يفك خاتماً منه ويعمل بما فيه، ففك أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتماً وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن (عليه السلام)، ففك خاتماً وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى الحسين (عليه السلام)، ففك خاتمًا، فوجد فيه أن اخْرُج بقومٍ إلى الشهادة... ففعل، ثم دفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) ففك خاتمًا، فوجد فيه أنْ أَطْرِق واصْمُت... ففعل، ثم دفعه إلى ابنه محمد بن علي (عليه السلام)، ففك خاتماً فوجد فيه: حَدِّث الناسَ وأَفْتِهم... [ففعل] ثم دفعه إلى ابنه جعفر، ففك خاتماً فوجد فيه: حدث الناس وأفتهم... ثم دفعه إلى ابنه موسى (عليه السلام). وكذلك يدفعه موسى إلى الذي بعده. ثم كذلك إلى قيام المهدي (صلى الله عليه") (1). 6 ـ ونحوه في انتقال الكتاب في الأئمة (عليهم السلام) واحداً بعد واحد إلى الإمام الكاظم (عليه السلام) حديث معاذ بن كثير عنه (عليه السلام) ـ (2). 7 ـ وكذا حديث الكناني عن جده عنه (عليه السلام) ـ (3). وفي حديثي جعفر بن سماعة (4) و يونس بن يعقوب (5) عنه (عليه السلام) التصريح باسم الحسن والحسين (عليهم السلام) وأشير إلى من بعد الحسين (عليه السلام) من الأئمة من دون ذكر أسمائهم (عليهم السلام). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 280 ـ 281. الأمالي للصدوق: 486. كمال الدين وتمام النعمة: 669. الأمالي للطوسي: 441. المناقب لابن شهراشوب 1: 257. بحار الأنوار 36: 192 ـ 193. وغيرها من المصادر. (2) الكافي 1: 279 ـ 280. بحار الأنوار 48: 27 ـ 28.الغيبة للنعماني: 52.الجواهر السنية: 216. (3) بحار الأنوار 36: 192 ـ193.كمال الدين وتمام النعمة: 669 ـ 670. (4) بحار الأنوار 36: 203 ـ 204. (5) بحار الأنوار 36: 210. -[ 214 ]- 8 ـ ما روي بأسانيد متعددة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "إني قد تركتُ فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله عزوجل، وأهل بيتي. فقيل له: أكلّ أهل بيتك؟ فقال: لا، ولكن لأوصيائي منهم: علي أخي، ووصيي، ووارثي، وخليفتي من أمتي، وولي كل مؤمن بعدي. وهو أولهم وخيرهم. ثم وصيه ابني هذا - وأشار إلى الحسن - ثم وصيه ابني هذا - ثم أشار إلى الحسين - ثم وصيه ابني سميّ أخي، ثم وصيه بعده سميّي، ثم سبعة من ولده، واحداً بعد واحد، شهداء الله في أرضه وحججه على خلقه..." (1). 9 ـ حديث عبدالصمد بن بشير عن الإمام الباقر (عليه السلام) : "قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا عليّاً (عليه السلام) في المرض الذي توفى فيه، فقال: يا علي ادن مني حتى أسر إليك ما أسره الله إلي، واءتمنك على ما اءتمنني الله عليه. ففعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعلي (عليه السلام)، وفعله علي بالحسن، وفعله الحسن بالحسين، وفعله الحسين بعلي، وفعله أبي بي" (2). 10 ـ حديث سليم الشامي أنه سمع عليّاً (عليه السلام) يقول: "إني وأوصيائي مِن ولدي أئمة مهتدون، كلنا محدثون. قلت: يا أمير المؤمنين مَن هم؟ فقال: الحسن والحسين، ثم ابني علي بن الحسين – قال: وعليٌّ يومئذٍ رضيع - ثم يليه مَن بعده واحدًا بعد واحد..." (3). 11 ـ حديث محمد بن مسلم:"سألت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) عن خاتم الحسين بن علي (عليهم السلام) إلى مَن صار؟ ...إنّ الحسين (عليه السلام) أوصى إلى ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3: 35.الغيبة للنعماني: 73. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 500. بصائر الدرجات: 398. الهداية الكبرى: 243. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 2: 499، واللفظ له. بحار الأنوار 26: 79. بصائر الدرجات: 392. الاختصاص: 329. -[ 215 ]- ابنه علي بن الحسين (عليه السلام)، وجعل خاتمه في إصبعه، وفوَّض إليه أمره، كما فعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمير المؤمنين (عليه السلام)، وفعله أمير المؤمنين بالحسن (عليه السلام)، وفعله الحسن بالحسين (عليه السلام)، ثم صار ذلك الخاتم إلى أبي (عليه السلام) بعد أبيه، ومنه صار إليّ، فهو عندي..." (1). 12 ـ حديث سليم بن قيس قال: "شهدت وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) حين أوصى إلى ابنه الحسن (عليه السلام)، وأشهد على وصيته الحسين (عليه السلام) ومحمداً وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته. ثم دفع إليه الكتاب والسلاح. وقال لابنه الحسن (عليه السلام) : يا بني أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أوصي إليك، وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي، كما أوصى إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ودفع إليّ كتبه وسلاحه. وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين (عليه السلام). ثم أقبل على ابنه الحسين (عليه السلام) فقال: وأمرك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تدفعها إلى ابنك هذا- ثم أخذ بيد علي بن الحسين (عليه السلام)- ثم قال لعلي بن الحسين: وأمرك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تدفعها إلى ابنك محمد بن علي، واقرأه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنّي السلام" (2). 13 ـ وحديث جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) نحوه، مع زيادة (3). 14 ـ ومثلهما في وصية أمير المؤمنين للحسنين (عليه السلام) ووصية الحسين (عليه السلام) لعلي بن الحسين ثم انتقال الوصية للإمام الباقر (عليه السلام) حديث أبي الجارود عنه (عليه السلام) وفي آخره: "ثم إنّ حسيناً حضره الذي حضره فدعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصية ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 46: 17. الأمالي للصدوق: 207 ـ 208. (2) الكافي 1: 297 ـ 298، واللفظ له. بحار الأنوار 43: 322. دعائم الإسلام 2: 348. من لايحضره الفقيه 4: 189. تهذيب الأحكام 9: 176. كتاب سليم بن قيس: 444. (3) الكافي 1: 298 ـ 299. بحار الأنوار 42: 250. -[ 216 ]- ظاهرة، وكان علي بن الحسين (عليه السلام) مبطوناً لا يَرَون إلا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا" (1). وفي بعض طرقه: "لما حضر الحسين ما حضر دعا فاطمة بنته فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصية ظاهرة، فقال: يا بنتي ضعي هذا في أكابر ولدي، فلما رجع علي بن الحسين دفعته إليه. وهو عندنا" (2). 15 ـ وقريب منه حديث حمران عنه (عليه السلام) (3). 16 ـ وحديث المعلى بن خنيس عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "إن الكتب كانت عند علي (عليه السلام)، فلما سار إلى العراق استودع الكتبَ أمَّ سلمة، فلما مضى علي (عليه السلام) كانت عند الحسن، فلما مضى الحسن كانت عند الحسين، فلما مضى الحسين (عليه السلام) كانت عند علي بن الحسين (عليه السلام)، ثم كانت عند أبي" (4). 17 ـ ومثلهما مع تعاقب ميراث العلم والإمامة إلى الإمام الصادق حديث عمر بن أبان، قال: "سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عما يتحدث الناس أنه دفع إلى أم سلمة صحيفة مختومة فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا قُبِض، وَرِث عليٌّ (عليه السلام) علمه وسلاحه وما هناك، ثم صار إلى الحسن، ثم صار إلى الحسين (عليه السلام). قال: قلت: ثم صار إلى علي بن الحسين، ثم صار إلى ابنه، ثم انتهى إليك؟ فقال: نعم" (5). 18 ـ وقريب منه حديث العلاء بن سيابة (6). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 290 ـ 291. (2) بحار الأنوار 26: 50. (3) الكافي 1: 235. بحار الأنوار 26: 207. (4) بحار الأنوار 26: 50. بصائر الدرجات: 182، 187. (5) الكافي 1: 235 ـ 236. بصائر الدرجات: 206. روضة الواعظين: 210. الإرشاد 2: 189. (6) بحار الأنوار 26: 209. -[ 217 ]- 19 ـ ومثلها في ذلك، مع تعاقب الوصية إلى الإمام الكاظم (عليه السلام) حديث فيض بن المختار عن الإمام الصادق (عليه السلام) (1) الآتي في النصوص على إمامة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام). 20 ـ وكذا حديث أبي الجارود المتقدم في أواخر جواب السؤال الثامن المتضمن تعاقب الوصية إلى الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام)، فراجع.
ما ينفرد به الإمام الحسن (عليه السلام) وبعد كل ذلك ينفرد الإمام الحسن (صلوات الله عليه) بعدد من الأحاديث تتضمن وصية أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) له (2)، وبحديث أبي سعيد عقيصاً قال: "لما صالـح الحسن بن علي (عليهم السلام) معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس، فلامه بعضهم على بيعته. فقال (عليه السلام) : ويحكم ما تدرون ما علمتُ! والله الذي عملتُ خيرٌ لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت. ألا تعلمون أني إمامكم مفترض الطاعة عليكم، وأحد سيدي شباب أهل الجنة، بنَصٍّ مِن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قالوا: بلى..." (3). مضافاً إلى أمرين.. الأول: ما هو المعلوم من قيامه بعد أمير المؤمنين (عليه السلام). وذلك لا يكون إلا بالنص، كما تقدم في ذيل الكلام في الطائفة الثالثة من أحاديث الباب وغيرها. كما أن شيعة أهل البيت (عليهم السلام) قد أجمعوا على ذلك، وعلى نص جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) عليه. ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 48: 26 ـ 27. اختيار معرفة الرجال 2: 642 ـ 643. (2) الكافي 1: 298. بحار الأنوار 43: 322. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5:130ـ140. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 128. كمال الدين وتمام النعمة: 316. كفاية الأثر: 225. الاحتجاج 2: 9. بحار الأنوار 44: 19، 51: 132. -[ 218 ]- وقد اعترف ببعض ذلك بعض الجمهور، فقد قال ابن كثير عند الكلام في تعيين الأئمة الاثني عشر الذين تضمنتهم الأحاديث المشهورة عند الجمهور: "الخلفاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، خلافتهم محققة... ثم بعدهم الحسن بن علي كما وقع، لأنّ عليّاً أوصى إليه، وبايعه أهل العراق..." (1). بل خطبته (عليه السلام) بعد وفاة أمير المؤمنين تشير إلى حقه وحق أهل البيت (عليهم السلام) بالأمر. حيث قال فيها: "أيها الناس مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي. وأنا ابن النبي. وأنا ابن الوصي. وأنا ابن البشير. وأنا ابن النذير. وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه. وأنا ابن السراج المنير. وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا. وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنا)) فاقترافُ الحسنة مودتنا أهل البيت" (2). وعن ابن عباس أنه قام بعد هذه الخطبة فقال: "معاشر الناس هذا ابن نبيكم ووصي إمامكم فبايعوه" (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) البداية والنهاية 6: 249 الإخبار عن الأئمة الاثني عشر الذين كلهم من قريش. (2) المستدرك على الصحيحين 3: 188 كتاب معرفة الصحابة: ومن فضائل الحسن بن علي بن أبي طالب، وذكر مولده ومقتله، واللفظ له. الذرية الطاهرة: 74. ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى 1: 138 أذكار تتضمن نبذاً من فضائل وأخبار تختص بالحسن: ذكر خطبته يوم قتل أبوه علي بن أبي طالب. مقاتل الطالبيين: 33. شرح نهج البلاغة 16: 30. نظم درر السمطين: 148. ينابيع المودة 1: 40 ـ 41، 2: 212 ـ 213، 3: 363 ـ 364. بحار الأنوار 43: 361. وغيرها من المصادر. (3) الإرشاد 2: 8. إعلام الورى في أعلام الهدى: 407. بحار الأنوار 43: 362. -[ 219 ]- وفي رواية أخرى أنه قال في خطبته: "ولقد حدثني حبيبي جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته، ما منا إلا مقتول أو مسموم" (1). الثاني: أن أخاه الإمام الحسين (عليه السلام) قد سلم له بالإمامة، فيدل على إمامته جميع ما يدل على إمامة الحسين من الأحاديث الواردة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين.
ما ينفرد به الإمام الحسين (عليه السلام) أما الإمام الحسين (عليه السلام) فينفرد.. 1 ـ بالنصوص الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المتضمنة أنّ الإمامة في ذريته وهي على قسمين.. الأول: ما تضمن إمامة أمير المؤمنين والحسن والحسين وذرية الحسين. وهذا داخل في الطائفة الثانية والثالثة اللتين تقدم الكلام فيهما، ولا يختص بالحسين (عليه السلام). الثاني: ما اقتصر فيه على أنّ الأئمة مِن ذرية الحسين (عليه السلام)، وأنّ الإمامة فيهم. وهي نصوص كثيرة (2). نعم، ورد كثيرٌ مِن ذلك عن الأئمة مِن ولده (عليه السلام). وقد يدعى أنها لا تصلـح للاحتجاج، لأنّ الاحتجاج بها فَرْعُ إمامتهم. لكنه يندفع بأنّ كثيراً منها ظاهِرٌ في أنهم (عليهم السلام) يروون ذلك عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وليست هي دعوى يدّعونها مِن قِبَل أنفسهم، وروايتهم (عليهم السلام) لا تَقْصُر عن روايات ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 43: 364. (2) بحار الأنوار 25: 254، 255، 260، و 43: 245، 254، و 44: 221 ـ 222، 232، 233 ـ 234. وغيره. -[ 220 ]- غيرهم، بل هي أعلى شأنًا، كما ذكرناه غير مرة. مضافاً إلى ما سبق ويأتي من أهمية دعواهم في المقام. وكيف كان فهذه النصوص وإنْ لم يُصَرَّح فيها بإمامة الحسين (عليه السلام) إلا أنها دالَّةٌ على إمامته بالملازمة، لوضوح أنّ إمامةَ ذريتهِ تبتني على انتقالِ الإمامة منه (عليه السلام) إليهم (عليهم السلام)، كما صُرِّح به في بقية النصوص. 2 ـ ببعض الأحاديث الخاصة، كحديث المفضل بن عمر المتضمن إرسال الإمام الحسن (عليه السلام) خلْفَ أخيه محمد ابن الحنفية، وتأكيده بمحضره على إمامة الحسين (عليه السلام) مِن بعده، وإذعان محمد بذلك، وإقراره بفضْل الحسين (عليه السلام) ورفيع مقامه (1). وما روي مِن أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خُيِّر بين أنْ يبقى ولده إبراهيم ويكون إمامًا، وأنْ يبقى الحسين (عليه السلام) ويكون إمامًا، فاختار الحسينَ (عليه السلام) (2)... إلى غير ذلك. وبعد كلّ ذلك لا يُظَنّ بأحد أن يشك في إمامة الإمامين السبطين أبي محمد الحسن الزكي، وأبي عبدالله الحسين الشهيد (صلوات الله عليهم). | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:11 pm | |
| نصوص إمامة التسعة مِن ذُرِّيَّة الحسين (عليه السلام) ويبقى الكلام في نصوص إمامة بقية الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم). وقد أشرنا للنصوص الكثيرة المتضمنة أنهم مِن ذرية الإمام الحسين (عليه السلام) وهي نصوص كثيرة جدًّا، قد تزيد على التواتر. ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 300 ـ 302. بحار الأنوار 44: 174 ـ 176. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 174. -[ 221 ]- وقد تضَمَّن بعضُها (1) الاستدلالَ على ذلك مِن القرآن الشريف. وحاصله: أنّ مقتضى قوله تعالى: ((وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) (2) هو انْتِقَالُ الإمامة مِن الإمام السابق إلى أَقْرَب الناس إليه، وهو ولده الصُّلْبِي، إلا أنّ ذلك لم يَجْرِ قَبْل الحسين (عليه السلام)، لأنّ آية التطهير ونحوها مما ورد في الكتاب المجيد قد فسرها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمير المؤمنين والحسنين (صلوات الله عليهم)، كما أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نص عليهم ثلاثتهم وأعلن ذلك للأمة بوجه عام، فثبتت الإمامة فيهم ثلاثتهم، ولم يتقدم أحدهم على الآخر إلا بمقتضى رتبته وسنّه. ولم يكن لأمير المؤمنين (عليه السلام) أنْ يُوصِي بالإمامة إلى غير الحسن والحسين (عليهم السلام) مِن ولده، عَمَلاً بآية أولي الأرحام، لأنّ الحسنين (عليهم السلام) قد استحقّا الإمامةَ مثْلَه بالنصّ مِن الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي بلّغ للناس بوجه عام. كما لم يكن للإمام الحسن (عليه السلام) أنْ يُوصي بالإمامة لولده، عَمَلاً بالآية المذكورة، لأنّ الحسين (عليه السلام) قد استحقّ الإمامةَ مثْلَه بالنص المذكور أيضًا. أما الإمام الحسين (عليه السلام) فلم يكن له- حينَ أقدم على الشهادة- مَن يَشْركه في النص المذكور، لِيَمْنَع مِن جريان حكم الآية الكريمة فيه، فيتعيّن انتقال الإمامة في صلبه، عَمَلاً بالآية الكريمة بعد عدم المانع مِن العمل بها. ومِن الطبيعي أنّ هذا الاستدلال إنما يحتاج له عامّة الناس مِمَّن لم تبلغه النصوص على الأئمة الباقين (عليهم السلام) بأسمائهم، لأنها ليست في الظهور والانتشار كالنصوص الواردة في حق أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسنين (عليهم السلام). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 286، 287، 291 ـ 292. (2) سورة الأنفال الآية: 75. -[ 222 ]- ولاسيما مع ما سبق مِن دخولهم في المتيقن مِن النصوص الخاصة والعامة المشهورة، كأحاديث الثقلين، والأحاديث المتضمنة أنّ الأئمة اثنا عشر مِن عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحوها. كما أنه بذلك يَظْهَر أنّ الآية الكريمة تَصْلُـح دليلاً على أنّ الإمامة بعد الحسين (عليه السلام) تَجْرِي في الأعقاب، وتنتقل مِن كلّ إمامٍ إلى ولده لأنهم الأقرب إليه، لا إلى إخوته، أو بني عمه. وبذلك أيضاً استفاضت النصوص عن الأئمة (صلوات الله عليهم) (1). إذا عرفت هذا فلنتعرض للنصوص الواردة في حقِّ كلِّ إمامٍ مِن الأئمة التسعة مِن ذرية الحسين (صلوات الله عليهم)، زيادةً على النصوص المتقدمة في الطائفة الرابعة المتضمنة أسماء الأئمة الاثني عشر كلهم. | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:14 pm | |
| نصوص إمامة الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) 1ـ الإمام أبو محمد علي بن الحسين السجاد زين العابدين (صلوات الله عليه). ويدل على إمامته ما تقدم من النصوص الواردة في الإمامين الحسن والحسين (صلوات الله عليهم). وهي عشرون حديثاً قد صُرِّح فيها باسمه (عليه السلام)، وحديثان قد أشير فيهما إليه (عليه السلام) مِن دون تصريح باسمه، فلاحظها، ويضاف إلى ذلك.. 1 ـ حديث الفضيل عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: "لَمَّا توجَّه الحسين (عليه السلام) إلى العراق دفع إلى أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الوصية والكتب وغير ذلك، وقال لها: إذا أتاك أكبر ولدي فادفعي إليه ما دفعت إليك. فلما قتل الحسين (عليه السلام) أتى عليُّ بن الحسين أمَّ سلمة، فدفعت إليه كلَّ شيء ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 285، 286. بحار الأنوار 25: 249 ـ 261، وغيرها من المصادر. -[ 223 ]- أعطاها الحسين (عليه السلام)" (1). 2 ـ ونحوه حديث أبي بكر الحضرمي عن الإمام الصادق (عليه السلام) (2). وهما لا يُنَافِيَان ما في حديث أبي الجارود المتقدم في النصوص على إمامة الحسن والحسين (عليهم السلام) مِن دَفْع الوصية لفاطمة بنت الحسين (عليهم السلام)، لإمْكَان أنْ يكون للحسين (عليه السلام) وصيتان: ظاهِرَة دُفِعَت لفاطمة، وخَفِيَّة دُفِعَت لأم سلمة. 3 ـ ما عن محمد بن وهبان، عن أحمد بن محمد الشرقي، عن أحمد ابن الأزهر، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة. قال: "كنت عند الحسين بن علي (عليهم السلام)، إذ دخل علي بن الحسين الأصغر، فدعاه الحسين (عليه السلام)، وضمه إليه ضمًّا، وقبّل ما بين عينيه، ثم قال: بأبي أنت ما أطيب ريحك، وأحسن خلقك. فتداخلني مِن ذلك. فقلت: بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله إنْ كان ما نعوذ بالله أنْ نراه فيك، فإلى مَن؟ قال: علي ابني هذا هو الإمام أبو الأئمة. قلت: يا مولاي هو صغير السن. قال: نعم. إنّ ابنه محمد يؤتم به وهو ابن تسع سنين، ثم يَطْرُق، ثم يبقر العلم بقراً" (3). 4 ـ حديث جعفر بن زيد بن موسى عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قالوا: "جاءت أم أسلم يوماً إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو في منزل أم سلمة... فقالت أم أسلم: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إني قد قرأت الكتب، وعلمت كل ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 46: 18. الغيبة للطوسي: 195 ـ 196. (2) الكافي 1: 304. بحار الأنوار 46: 19. المناقب لابن شهراشوب 3: 308. إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 483. (3) بحار الأنوار 46: 19. كفاية الأثر: 234 ـ 235. -[ 224 ]- نبي ووصي... فمَن وصيك يا رسول الله؟ قال لها: يا أم أسلم، مَن فَعَل فِعْلِي هذا فهو وصيِّي ثم ضرب بيده إلى حصاة من الأرض ففركها بإصبعه، فجعلها شبه الدقيق، ثم عجنها، ثم طبعها بخاتمه. ثم قال: مَن فَعَل فِعْلي هذا فهو وصيي في حياتي وبعد مماتي. فخرجتُ من عنده، فأتيت أمير المؤمنين (عليه السلام). فقلت: بأبي أنت وأمي، أنت وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: نعم يا أم أسلم. ثم ضرب بيده إلى حصاة ففركها، فجعلها كهيئة الدقيق، ثم عجنها، وختمها بخاتمه. ثم قال: يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي. فأتيت الحسن (عليه السلام) وهو غلام، فقلت له: يا سيدي أنت وصي أبيك؟ فقال: نعم يا أم أسلم وضرب بيده، وأخذ حصاة، ففعل بها كفعلهما. فخرجت من عنده، فأتيت الحسين (عليه السلام) وإني لمستصغرة لسنه، فقلت له: بأبي أنت وأمي، أنت وصي أخيك؟ فقال: نعم يا أم أسلم ائتيني بحصاة ثم فعل كفعلهم. فعمّرت أم أسلم حتى لحقت بعلي بن الحسين بعد قتل الحسين (عليه السلام) في منصرفه، فسألته: أنت وصي أبيك؟ فقال: نعم. ثم فعل كفعلهم صلوات الله عليهم أجمعين" (1). وإنما نذكر هذا ونحوه في النصوص على الإمامة، مع أنه مِن سِنْخ الكرامة والمعجزة، لأنه يتضمن النصَّ على أنَّ مَن قام بهذه الكرامة والمعجزة فهو الوصي. 5 ـ ومثله حديث حبابة الوالبية قالت: "رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 355 ـ 356. ورواه بطرق أخرى - منها من طرق الجمهور - بتفاصيل أكثر في بحار الأنوار 25: 185 ـ 190. -[ 225 ]- في شرطة الخميس... فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد. فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما دلالة الإمامة يرحمك الله؟ قالت: فقال: ائتيني بتلك الحصاة، وأشار بيده إلى حصاة، فأتيته بها، فطبع لي فيها بخاتمه. ثم قال لي: يا حبابة إذا ادَّعَى مُدَّعٍ الإمامةَ، فقَدِرَ أنْ يَطْبَع كما رأيتِ، فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة. والإمام لا يعزب عنه شيء يريده. قالت: ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين (عليه السلام)، فجئت إلى الحسن (عليه السلام)، وهو في مجلس أمير المؤمنين (عليه السلام)، والناس يسألونه، فقال: يا حبابة الوالبية. فقلت: نعم يا مولاي فقال: هاتي ما معك قالت: فأعطيته، فطبع فيه، كما طبع أمير المؤمنين (عليه السلام). قالت: ثم أتيت الحسين (عليه السلام) وهو في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقرب ورحب. ثم قال لي: إن في الدلالة دليلاً على ما تريدين، أفتريدين دلالة الإمامة؟ فقلت: نعم يا سيدي. فقال: هاتي ما معك فناولته الحصاة، فطبع لي فيها. قالت: ثم أتيت علي بن الحسين (عليه السلام) وقد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت، وأنا أعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة، فرأيته راكعاً ساجداً ومشغولاً بالعبادة، فيئست مِن الدلالة، فأومأ إلي بالسبابة، فعاد إليَّ شبابي قالت: فقلت: يا سيدي كم مضى مِن الدنيا، وكم بقي؟ فقال: أما ما مضى فنَعَمْ، وأما ما بقي فلا. قالت: ثم قال لي: هاتي ما معك فأعطيته الحصاة، فطبع لي فيها. ثم أتيت أبا جعفر (عليه السلام)، فطبع لي فيها ثم أتيت أبا عبدالله (عليه السلام) فطبع لي فيها. ثم أتيت أبا الحسن موسى (عليه السلام)، فطبع لي فيها ثم أتيت الرضا (عليه السلام) فطبع لي فيها" (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 346 ـ 347، واللفظ له. بحار الأنوار 25: 175 ـ 177. كمال الدين وتمام النعمة: 536 ـ537. المناقب لابن شهراشوب 1: 257. إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 408 ـ 409. كشف الغمة 2: 157. -[ 226 ]- قال الكليني: "وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر، على ما ذكر محمد بن هشام". 6 ـ ومثلهما في ذلك حديث أبي هاشم الجعفري، الذي يأتي إن شاء الله تعالى عند التعرض للنصوص الدالة على إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري (صلوات الله عليه) (1). 7 ـ ما رُوِي بعدة طرق عن الإمام الباقر (عليه السلام) مِن الحديث المتضمن لاختلاء محمد ابن الحنفية مع الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وطلبه منه أن لا ينازعه في الإمامة. وفيه: "فقال له علي بن الحسين (عليه السلام) : يا عمّ اتق الله، ولا تَدَّعِ ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين. إن أبي يا عم (صلوات الله عليه) أوصى إليّ قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة. وهذا سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندي... إن الله عزوجل جعل الوصية والإمامة في عقب الحسين (عليه السلام)، فإذا أردتَ أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه، ونسأله عن ذلك... فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود... فابتهل محمد في الدعاء، وسأل الله، ثم دعا الحجر، فلم يجبه... فدعا اللهَ عليُّ بن الحسين (عليه السلام) بما أراد، ثم قال: أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء، وميثاق الناس أجمعين، لما أخبرتنا مَن الوصي والإمام بعد الحسين بن علي (عليه السلام)؟ قال: فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله عزوجل بلسان عربي مبين، فقال: اللهم إنّ الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي (عليه السلام) إلى علي بن الحسين بن علي بن ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 347. بحار الأنوار 50: 302 ـ 303. الغيبة للطوسي: 203 ـ 204. الثاقب في المناقب: 561 ـ 562. الخرائج والجرائح 1: 428. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 139. كشف الغمة 3: 228 ـ 229. -[ 227 ]- أبي طالب، وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: فانصرف محمد بن علي، وهو يتولى علي بن الحسين (عليه السلام)" (1). وبلغ مِن ظهور هذه الحادثة أن نظم فيها السيد الحميري عدة أبيات، منها: عجبتُ لِكَرِّ صروف الزمان *** وأمر أبي خالد ذي البيـان ومِن ردِّه الأمْرَ لا ينثــني *** إلى الطيب الطهر نور الجنان عليّ وما كان مِن عمّــــه *** بردّ الأمانة عطف البيــان وتحكيمه حجراً أســـــودًا *** وما كان مِن نطقه المستبـان (2) وهو وإن كان مِن سنخ الكرامة والمعجزة، ولا يتضمن نصّاً مِن إمام سابق، إلا أنّ النص مِن الحجر - الذي أُودِع مواثيق الأنبياء والذي يبعث يوم القيامة ويشهد لمَن وافاه بالموافاة (3) - لا يقصر عن النص مِن الإمام. 8 ـ حديث جابر عن الإمام الباقر (عليه السلام) في الحديث عن أم الإمام زين العابدين، وكيفية وصولها لأبيه الحسين (عليه السلام)، وفيه: "فقال لها أمير المؤمنين: ما اسمك؟ فقالت: جهان شاه. فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام) : بل شهربانويه. ثم قال للحسين: يا أبا عبد الله لتلدن لك منها خير أهل الأرض" (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 348، واللفظ له. بحار الأنوار 46: 111، 92: 160. بصائر الدرجات: 522. مختصر بصائر الدرجات: 15. الاحتجاج 2: 46 ـ 47. إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 485. (2) إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 486. مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب 3: 288. (3) المستدرك على الصحيحين 1: 628 أول كتاب المناسك. شعب الإيمان 3: 451. شرح الزرقاني 2: 408. أخبار مكة 1: 92. نصب الراية 3: 38. التدوين في أخبار قزوين 3: 151. وغيرها من المصادر الكثيرة جدًّا. علل الشرائع 2: 423، 424، 425، 426. كمال الدين وتمام النعمة: 3. تهذيب الأحكام 5: 102. مختصر بصائر الدرجات: 218، 219، 220. الأمالي للطوسي: 477.الثاقب في المناقب: 349 بحار الأنوار 5: 245،246، 30: 690. وغيرها من المصادر الكثيرة جدًّا. (4) الكافي 1: 466 ـ 467، واللفظ له. بحار الأنوار 46: 9. -[ 228 ]- بِنَاءً على ما عليه الشيعة مِن أنّ خير أهل الأرض هو الإمام عليهم. بل عن بعض الكتب روي الحديث هكذا: "فستلد لك خير أهل الأرض في زمانه بعدك، وهي أم الأوصياء، الذرية الطيبة" (1).
مجموع نصوص إمامة الإمام زين العابدين (عليه السلام) هذا ما عثرنا عليه عاجلاً مِن الأحاديث الخاصة المتضمنة إمامة الإمام زين العابدين (عليه السلام). وإذا أُضِيف ذلك إلى ما تقدم في الطائفة الثانية مِن النص على الأئمة الاثني عشر بأسمائهم يظهر أنّ ما تضمن النص عليه (عليه السلام) أكثر من ثمانين حديثًا. ويضاف إلى ذلك ما أشرنا إليه عند التعرض للنصوص الدالة على إمامة الحسين (صلوات الله عليه) من النصوص الكثيرة جدّاً المتضمنة أنّ الأئمة من ذرية الحسين (صلوات الله عليه). ومنها ما تضمن الاستدلال على ذلك بقوله تعالى: ((وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ)) (2)، فراجع. ومن المعلوم انحصار ذرية الإمام الحسين (عليه السلام) بعد قتله بالإمام زين العابدين (عليه السلام). ومنه عقبه (عليه السلام). | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:17 pm | |
| نصوص إمامة الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) 2ـ الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر (صلوات الله عليه). ويدل على إمامته ما تقدم في النصوص الواردة في الإمامين الحسن والحسين (صلوات الله عليهم). وقد صرح باسمه في سبعة عشر منها، وأشير إليه من دون ذكر اسمه في اثنين منها. وكذا ما تقدم في حديث حبابة ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 46: 11. (2) سورة الأنفال الآية:75. -[ 229 ]- الوالبية الذي تقدم في نصوص إمامة أبيه الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وفي حديث أبي هاشم الجعفري الآتي في نصوص إمامة الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام). ويضاف إلى ذلك.. 1 ـ حديث عثمان بن خالد قال: "مرض علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده: محمداً والحسن وعبد الله وعمر وزيداً والحسين، وأوصى إلى ابنه محمد بن علي، وكناه الباقر، وجعل أمرهم إليه، وكان فيما وعظه في وصيته أن قال: يا بني إنّ العقل رائد الروح..." (1). 2 ـ حديث مالك بن أعين الجهني قال: "أوصى علي بن الحسين (عليه السلام) ابنَه محمد بن علي (عليه السلام) فقال: بنيّ إني جعلتك خليفتي من بعدي، لا يدعي فيما بيني وبينك أحد إلا قلده الله يوم القيامة طوقاً من نار. فاحمد الله على ذلك، واشكره. يا بني اشكر لمن أنعم عليك..." (2). 3 ـ حديث الزهري قال: "دخلت على علي بن الحسين (عليه السلام) في المرض الذي توفي فيه... ثم دخل عليه محمد ابنه، فحدثه طويلاً بالسر، فسمعته يقول فيما يقول: عليك بحسن الخلق. قلت: يا ابن رسول الله، إن كان من أمر الله ما لابد لنا منه - ووقع في نفسي أنه قد نعى نفسه - فإلى مَن يُخْتَلف بعدك؟ قال: يا أبا عبدالله، إلى ابني هذا - وأشار إلى محمد ابنه - إنه وصيي، ووارثي، وعيبة علمي، معدن العلم... قلت: يا ابن رسول الله، هلا أوصيت إلى أكبر أولادك؟ قال: يا أبا عبدالله ليست الإمامة بالصغر والكبر. هكذا عهد إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهكذا وجدناه مكتوباً في اللوح والصحيفة. قلت: يا ابن رسول الله، فكم عهد إليكم نبيكم أن يكون ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 46: 230 ـ 231. كفاية الأثر: 239 ـ 240. (2) بحار الأنوار 46: 331 ـ 332. كفاية الأثر: 241. -[ 230 ]- الأوصياء مِن بعده؟ قال: وجدنا في الصحيفة واللوح اثنا [كذا] عشر أسامي مكتوبة بإمامتهم وأسامي آبائهم وأمهاتهم. ثم قال: يخرج مِن صلب محمد ابني سبعة مِن الأوصياء فيهم المهدي (صلوات الله عليهم)" (1). 4 ـ حديث عيسى بن عبدالله عن أبيه عن جده، قال: "التفت علي ابن الحسين (عليهم السلام) إلى ولده، وهو في الموت، وهم مجتمعون عنده، ثم التفت إلى محمد بن علي، فقال: يا محمد هذا الصندوق اذهب به إلى بيتك. قال: أما إنه لم يكن فيه دينار ولا درهم، ولكن كان مملوءاً علماً" (2). 5 ـ وقريب منه حديث إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي ابن الحسين عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) (3)، وفيه: "وكان في الصندوق سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ". 6 ـ وحديث عيسى بن عبد الله بن عمر عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام)، وفيه: "وكان في الصندوق سلاح رسول الله وكتبه" (4). 7 ـ حديث أبي بصير عنه (عليه السلام) قال: "قال أبو جعفر: كان فيما أوصى أبي إليّ: إذا أنا متُّ فلا يَلِي غسلي أحدٌ غيرك، فإنّ الإمام لا يغسله إلا إمام..." (5). 8 ـ حديث أبان بن عثمان عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال في حديث: "إن جابراً دخل على علي بن الحسين (عليه السلام)، فوجد ابنه محمد بن علي (عليه السلام) عنده غلامًا. فقال له: مَن هذا؟ قال: هذا ابني، وصاحب الأمر بعدي محمد الباقر" (6). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 46: 332 ـ 333. كفاية الأثر: 241 ـ 243. (2) الكافي 1: 305، واللفظ له. بحار الأنوار 46: 229. بصائر الدرجات: 185. (3) الكافي 1: 305. المناقب لابن شهراشوب 3: 341. (4) بحار الأنوار 46: 229. بصائر الدرجات: 201. (5) بحار الأنوار 46: 269، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 264 ـ 265. (6) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 263، واللفظ له. الأمالي للصدوق: 435. -[ 231 ]- 9 ـ حديث أبي خالد الكابلي الطويل عن الإمام زين العابدين (عليه السلام). وفيه: "فقلت له: يا سيدي روي لنا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا تخلو الأرض من حجة الله على عباده، فمَن الحجة والإمام بعدك؟ فقال: ابني محمد. واسمه في التوراة، باقر، يبقر العلم بقرًا، هو الحجة والإمام بعدي، ومِن بعد محمد ابنه جعفر. واسمه عند أهل السماء الصادق..." (1).
مجموع نصوص إمامة الإمام الباقر (عليه السلام) هذا ما تيسر لنا عاجلاً ذكره من الأحاديث الخاصة المتضمنة إمامة الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام). وإذا أضيف إلى ذلك ما تقدم في الطائفة الرابعة، المتضمنة إمامة الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بأسمائهم يظهر أنّ ما تضمن النص على إمامته أكثر من ثمانين حديثًا. أضف إلى ذلك ما تضمن أن الإمامة في ذرية الحسين (عليه السلام)، لانحصار ذرية الإمام الحسين (عليه السلام) بالإمام الباقر واخوته، ولا يظهر مِن إخوته مَن تُدَّعَى له الإمامة بالنص، لأنّ الزيدية وإنْ قالوا بإمامة زيد، إلا أنّ مَنْشَأ إمامته عندهم خُرُوجُه بالسيف، لا النص عليه. مع أنّ خروجه بالسيف متأخر كثيراً عن وفاة الإمام زين العابدين (عليه السلام)،فلو لم يكن الإمام الباقر (عليه السلام) هو الإمام بعد أبيه لزم عدم وجود إمام في الأرض مدة طويلة، وهو خلاف ما استفاضت به النصوص مِن عدم خلوّ الأرض مِن إمام حجة على الناس، وقد تقدمت الإشارة إليها في جواب السؤال الرابع من الأسئلة السابقة. ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 36: 386، 47: 9. كمال الدين وتمام النعمة: 319. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 195. -[ 232 ]- | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:21 pm | |
| نصوص إمامة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) 3 ـ الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (صلوات الله عليه). وقد ذكر اسمه الشريف في سبعة من الأحاديث المتقدمة في النصوص على إمامة الإمامين الحسن والحسين (صلوات الله عليهم)، وأشير إليه في ثلاثة منها. كما ذكر في حديث حبابة الوالبية المتقدم في نصوص إمامة جده علي بن الحسين (صلوات الله عليه)، وحديث أبي خالد الكابلي المتقدم في نصوص إمامة أبيه الإمام محمد الباقر (صلوات الله عليه). كما أنه مذكور في حديث أبي هاشم الجعفري الآتي في نصوص إمامة الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام). ويضاف إلى ذلك.. 1 ـ حديث أبي الصباح الكناني قال: "نظر أبو جعفر (عليه السلام) إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يمشي، فقال: ترى هذا؟ هذا مِن الذين قال الله عزوجل: ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))" (1). 2 ـ وحديث طاهر المروي بطرق متعددة، قال: "كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فأقبل جعفر (عليه السلام)، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : هذا خير البرية- أو أخير-" (2). 3 ـ حديث جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "سئل ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 306. الإرشاد 2: 180. (2) الكافي 1: 306، 307. الإمامة والتبصرة: 65. الإرشاد 2: 180. إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 518. كشف الغمة 2: 380. -[ 233 ]- عن القائم (عليه السلام)، فضرب بيده على أبي عبد الله (عليه السلام). فقال: هذا والله قائم آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم). قال عنبسة: فلما قبض أبو جعفر (عليه السلام) دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بذلك. فقال: صدق جابر. ثم قال: لعلكم ترون أنْ ليس كلّ إمامٍ هو القائم بعد الإمام الذي كان قبله" (1). 4 ـ حديث عبد الأعلى عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "إنّ أبي (عليه السلام) استودعني ما هناك، فلما حضرته الوفاة، قال: ادْع لي شهودًا فدعوت له أربعة من قريش، فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر. فقال: اكتب: هذا ما أوصى به يعقوب بنيه ((يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)). وأوصى محمد بن علي إلى جعفر ابن محمد، وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة، وأن يعممه بعمامته، وأن يربع قبره، ويرفعه أربع أصابع، وأن يحل عنه أطماره عند دفنه، ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله. فقلت له: يا أبت - بعد ما انصرفوا - ما كان في هذا بأن تشهد عليه، فقال: يا بني كرهت أن تغلب، وأن يقال: إنه لم يوص إليه، فأردت أن تكون لك الحجة" (2). والذي يتضمن النص هو قوله (عليه السلام) في صدر الحديث: "إن أبي استودعني ما هناك". وبقية الحديث تشهد بأن وصية الإمام لِمَن بعده ولو بأموره الخاصة من علامات الإمامة للمُوصَى له. ومن أجل ذلك استشهد الإمام الباقر (عليه السلام) الشهود الأربعة على وصيته للإمام الصادق (عليه السلام) مع أن الأمور التي استشهدهم عليها ليست مهمة بحيث تحتاج للإشهاد. ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 307. الهداية الكبرى: 243. إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 518. (2) الكافي 1: 307. روضة الواعظين: 208. الإرشاد 2: 181. إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 518 ـ 519. المناقب لابن شهراشوب 3: 398. كشف الغمة 2: 380ـ381. -[ 234 ]- وبذلك صرحت نصوص أخر ففي حديث عبد الأعلى: "قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : المُتَوَثِّب على هذا الأمر المدعي له ما الحجة عليه؟ قال: يُسْأَل عن الحلال والحرام. قال: ثم أقبل علي، فقال: ثلاثة مِن الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر: أن يكون أولى الناس بمَن كان قَبْله، ويكون عنده السلاح، ويكون صاحب الوصية الظاهرة، التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة والصبيان: إلى مَن أوصى فلان؟ فيقولون: إلى فلان بن فلان" (1). وبذلك تكون الوصية المذكورة من جملة مؤيدات النص من الإمام على من بعده. 5 ـ حديث عبد الغفار بن القاسم عن الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث قال: "قلتُ: إنْ كان مِن هذا كائن يا ابن رسول الله فإلى مَن بعدك؟ قال: إلى جعفر هذا سيد أولادي، وأبو الأئمة، صادق في قوله وفعله" (2). 6 ـ حديث محمد بن مسلم: "كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) إذ دخل جعفر ابنه... إلى أن قال: ثم قال لي: يا محمد هذا إمامك بعدي، فاقْتَدِ به، واقتبس مِن علمه. والله إنه هو الصادق الذي وصفه لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)..." (3). 7 ـ حديث ابن نافع قال: "قال أبو جعفر (عليه السلام) : إذا فقدتموني فاقتدوا هذا، فإنه الإمام والخليفة بعدي" (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 284. بحار الأنوار 25: 138. الإمامة والتبصرة: 138. الخصال: 117. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 328. كفاية الأثر: 252. بحار الأنوار 36: 359. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 328. كفاية الأثر: 253 ـ 254. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 329. كفاية الأثر: 254. بحار الأنوار 47: 15. -[ 235 ]-
مجموع نصوص إمامة الإمام الصادق (عليه السلام) هذا ما تيسر لنا عاجلاً ذكره من النصوص الخاصة الدالة على إمامة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام). وربما يظهر ذكره في أحاديث أخر، فإذا أضيف إلى ما تقدم في الطائفة الرابعة المتضمنة للنص على الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) جميعاً بأسمائهم تجاوزت النصوص عليه السبعين. ويضاف إلى ذلك مجموعتان من النصوص..
ما تضَمَّنَ أنْ تكون الإمامة في الأعقاب المجموعة الأولى: ما أشرنا إليه آنفاً من الأحاديث المستفيضة عن الأئمة (صلوات الله عليهم) بأن الإمامة بعد الحسن والحسين (عليه السلام) تجري في الأعقاب من الوالد لولده، ولا تنتقل إلى أخ أو عم أو خال. إنْ قلت: إنّ الكثير من هذه الأحاديث قد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) والأئمة من أولاده (عليهم السلام)، ولا مجال للاستدلال بأقوالهم على إمامتهم. قلت.. أولاً: من المعلوم أن أقوالهم في مثل هذا الأمر التوقيفي لا تكون إلا بأخذهم له عن آبائهم (عليه السلام)، فتكون أقوالهم فيه بحكم أحاديثهم وروايتهم عن آبائهم (عليهم السلام)، وتضاف إلى بقية الأحاديث السابقة. وثانياً: أن الإمام الباقر (عليه السلام) قد ثبتت إمامته بمقتضى ما سبق، ولذا صح منا الاستدلال بالنص على إمامة ولده الإمام الصادق. وقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) عدة من هذه الأحاديث، ففي حديث أبي حمزة عنه (عليه السلام) قال: "قال: يا أبا حمزة إنّ الأرض لن تخلو إلا وفيها عالم منا، فإنْ زاد الناس قال: قد زادوا، وإنْ نقصوا قال: قد نقصوا. ولن يُخْرِج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده مَن يَعْلَم مثل علْمِه، أو ما شاء الله" (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 25: 250 ـ 251. الغيبة للطوسي: 222 ـ 223. -[ 236 ]- وفي حديث أبي بصير عنه (عليه السلام) : "في قوله عزوجل: ((وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ)) إنها في الحسين (عليه السلام) ينتقل من ولد إلى ولد، ولا ترجع إلى أخ ولا عم" (1)، وقد يستفاد من غيرهما. وعلى ذلك لم يظهر للإمام الصادق (عليه السلام) مُنَازِعٌ في الإمامة مِن اخوته، بل لم يظهر له منازعٌ في دعوى النص حتى مِن غير إخوته، وإنما قالت الزيدية بإمامة عمِّه زيد، لدَعْوَى أنّ الإمامة فيمَن خرج بالسيف مِن أهل البيت (عليهم السلام)، لا بالنص. ويظهر بطلان ذلك مما سبق.
ما تَضَمَّن أنّ سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكون إلا عند الإمام المجموعة الثانية: الأحاديث الكثيرة المتضمنة أن سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكون إلا عند الإمام (عليه السلام) والمهم هنا ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) كحديث صفوان عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) : "قال: كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل، حيثما دار التابوت أُوتُوا النبوة، وحيثما دار السلاح فِينَا فثَمَّ الأَمْر(أي:فإنّ هناك الإمامة) قلت: فيكون السلاح مُزَايِلاً للعِلْم؟ قال: لا" (2). وفي حديث الحسن بن أبي سارة عن أبي جعفر (عليه السلام) : "قال: السلاح فينا بمنزلة التابوت، إذا وُضِع التابوت على باب رجُلٍ مِن بني إسرائيل عَلِم بنو إسرائيل أنه قد أُوتِي الملك. وكذلك السلاح حيثما دارت دارت الإمامة" (3). وغيرهما مما ورد عنه وعمن بعده من الأئمة (عليهم السلام) (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 25: 253. علل الشرايع 1: 207. (2) الكافي 1: 238. بحار الأنوار 26: 219. (3) بحار الأنوار 26: 221. (4) راجع الكافي 1: 232 ـ 238، وبحار الأنوار 26: 201 ـ 222. -[ 237 ]- حيث تصلـح هذه الأحاديث لإثبات إمامة الإمام الصادق (عليه السلام) بضميمة الأحاديث الكثيرة المتضمنة أنّ سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان عنده (عليه السلام) كحديث عبدالأعلى بن أعين قال: "سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: عندي سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا أُنَازَع فيه..." (1). وفي حديث سعيد السمان عنه (عليه السلام) أنه قال: "... وإنّ عندي لَسيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنّ عندي لَراية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودرعه ولامته ومغفره... وإنّ عندي لَراية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المغلبة..." (2). ونحوهما غيرهما (3). ومِن هنا تضاف هاتان المجموعتان من الأحاديث للأحاديث السابقة المتضمنة للنص على إمامة الإمام الصادق (صلوات الله عليه)، وتؤكدها. وإن كانت الأحاديث السابقة وافية بالمطلوب، لكثرتها، ووضوح دلالتها. بل يبدو من جملة من الأحاديث أن شخصيته (عليه السلام) قد فرضت في المجتمع الإسلامي على أنه الشخص الوحيد الذي يمتلك الحق بالنص والوصية عند القائلين بها.. 1ـ فالمنصور الدوانيقي يقول: "إنّ جعفراً كان ممّن قال الله فيه: ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَ)) وكان ممّن اصطفاه الله، وكان مِن السابقين بالخيرات" (4). 2 ـ وقال المنصور لابن مهاجر - بعد أن نقل له الرجل كرامة للإمام ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 234. بصائر الدرجات: 204، 206. الإرشاد 2: 188. (2) الكافي 1: 232 ـ 233. الإرشاد 2: 187. بحار الأنوار 26: 201 ـ 202. كشف الغمة 2: 384 ـ 385. (3) الكافي 1: 232 ـ 237. بحار الأنوار 26: 201 ـ 222. (4) تاريخ اليعقوبي 2: 383. -[ 238 ]- الصادق (عليه السلام) -: "يا ابن مهاجر اعلم أنه ليس مِن أهل بيت النبوة إلا وفيه مُحَدَّث، وإنّ جعفر بن محمد مُحَدَّثُنا اليوم" (1). وهناك تصريحات أخر يجدها المتتبع لا يسعنا استقصاؤها. | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:25 pm | |
| نصوص إمامة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) 4 ـ الإمام أبو إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم (صلوات الله عليه). وقد يكنى بأبي الحسن، أو أبي الحسن الأول، كما قد يلقب بالعبد الصالـح. وقد ذكر باسمه في أحاديث العمري ومعاذ بن كثير والكناني المتضمنة لكتاب الوصية لكل إمام بوظيفته التي يعمل عليها. وقد تقدمت في نصوص إمامة الإمامين الحسن والحسين (صلوات الله عليهم). كما ذكر (عليه السلام) في حديث حبابة الوالبية المتقدم في النصوص على إمامة الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وحديث أبي هاشم الجعفري الآتي في النصوص على إمامة الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري، المتضمنين طبع الأئمة على الحصى. ويضاف لذلك نصوص كثيرة، وهي.. 1 ـ حديث أبي بصير المتضمن ولادة الإمام الكاظم (عليه السلام) من أمه حميدة، وفيه: "فقام أبو عبد الله فرحاً مسرورًا، فلم يلبث أن عاد إلينا، حاسراً عن ذراعيه، ضاحكاً سنه. فقلنا: أضحك الله سنك، وأقر عينك، ما صنعت حميدة؟ فقال: وهب الله لي غلامًا، وهو خير مَن برأ الله. ولقد خبرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها. قلت: جعلت فداك، وما خبرتك عنه حميدة؟ قال: ذكرت أنه لما وقع ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 475، باب مولد جعفر بن محمد. -[ 239 ]- مِن بطنها وقع واضعاً يديه على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء، فأخبرتُها أنّ تلك أمارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمارة الإمام مِن بعده... فدونكم، فهو والله صاحبكم مِن بعدي" (1). وقريب منه خبره الآخر (2). 2 ـ حديث المعلى بن خنيس عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "قال: حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب. ما زالت الأملاك تحرسها حتى أديت إليّ، كرامة من الله لي والحجة من بعدي" (3). 3 ـ حديث يزيد بن سليط قال: "لقينا أبا عبدالله (عليه السلام) في طريق مكة ونحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت وأمي، أنتم الأئمة المطهرون، والموت لا يعرى منه أحد، فأحدث إليّ شيئاً ألقيه إلى مَن يخلفني فقال لي: نعم هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم - وأشار إلى ابنه موسى (عليه السلام)- وفيه علم الحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم... يخرج الله تعالى منه غوث هذه الأمة وغياثها.... قال يزيد: ثم لقيتُ أبا الحسن - يعني موسى بن جعفر (عليه السلام) - بعْدُ، فقلت له: بأبي أنت وأمي إني أريد أن تخبرني بمثل ما أخبر به أبوك... فضحك ثم قال: أخبرك يا أبا عمارة، إني خرجتُ مِن منزلي فأوصيتُ في الظاهر إلى بَنِيَّ، وأشركتُهم مع عليٍّ ابني، وأفردتُه بوصيتي في الباطن. ولقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام وأمير المؤمنين (صلوات الله عليه) معه، ومعه خاتم وسيف... ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : والأمر يخرج إلى عليٍّ ابنك... ثم قال: يا يزيد إني أؤخذ في هذه السنة وعليٌّ ابني سَمِيّ علي بن أبي طالب، ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 48: 2 ـ3. بصائر الدرجات: 461. (2) بحار الأنوار 48: 3 ـ 4. (3) الكافي 1: 477. بحار الأنوار 48: 6. المناقب لابن شهراشوب 1: 228. -[ 240 ]- وسميّ علي بن الحسين (عليه السلام)، أُعْطِيَ فهم الأول وعلمه ونصره ورداءه. وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون(العباسي) بأربع سنين، فإذا مضت أربع سنين فسله عما شئت يجبك إن شاء الله تعالى" (1). وهذا الحديث كما يتضمن نص الإمام الصادق (عليه السلام) على ولده الكاظم (عليه السلام) يتضمن نص الإمام الكاظم (عليه السلام) على ولده الإمام الرضا (عليه السلام). بل هو يتضمن أن غوث هذه الأمة - وهو الإمام المهدي الثاني عشر من الأئمة وخاتمهم - من ذرية الإمام الكاظم (عليه السلام)، فيؤكد ما تضمنته الأحاديث الكثيرة التي أشرنا إليها آنفاً من بقاء الإمامة بعد الحسن والحسين (عليهم السلام) في الأعقاب، وأنها تنتقل من الإمام إلى ولده، لا إلى أخيه وعمه. 4 ـ ومثله في الأمرين حديث إبراهيم الكرخي: "دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فإني لجالس عنده إذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفر، وهو غلام، فقمت إليه فقبلته، وجلست. فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : يا إبراهيم أما إنه صاحبك من بعدي... أما لَيُخْرِجَنَّ الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه، سميّ جده ووارث علمه وأحكامه وفضائله معدن الإمامة، ورأس الحكمة، يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة، حسداً له. ولكن الله بالغ أمره ولو كره المشركون. يخرج من صلبه تمام اثني عشر مهدياً اختصّهم الله بكرامته، وأحلهم دار قدسه، المقر بالثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يذبّ عنه..." (2). 5 ـ ومثله في النص على الإمام الرضا أيضاً حديث نصر بن قابوس. قال: "قلت لأبي إبراهيم موسى بن جعفر (عليهم السلام) إني سألتُ أباك (عليه السلام) : مَن ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 48: 12 ـ 14. الإمامة والتبصرة: 77 ـ 81. (2) بحار الأنوار 48: 15 ـ 16. كمال الدين وتمام النعمة: 334. الغيبة للنعماني: 90 ـ 91. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 235. -[ 241 ]- الذي يكون بعدك؟ فأخبرني أنك أنت هو. فلما توفي أبو عبدالله (عليه السلام) ذهب الناس يميناً وشمالاً، وقلت أنا وأصحابي بك، فأخبرني مَن الذي يكون بعدك؟ قال: ابني علي (عليه السلام) ـ" (1). 6 ـ وحديث داود بن كثير: "قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : جعلت فداك، وقدمني للموت قبلك، إنْ كان كَوْنٌ فإلى مَن؟ قال: إلى ابني موسى. فكان ذلك الكون، فوالله ما شككت في موسى (عليه السلام) طرفة عين قط. ثم مكثت نحواً من ثلاثين سنة، ثم أتيت أبا الحسن موسى (عليه السلام)، فقلت له: جعلت فداك، إنْ كان كوْنٌ فإلى مَن؟ قال: فإلى علي ابني. قال: فكان ذلك الكون، فوالله ما شككت في علي (عليه السلام) طرفة عين قط" (2). ونحوه باختصار حديثه الآخر (3). 7 ـ ومثله في بيان أن المهدي من صلب الإمام الكاظم (عليه السلام) حديث عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "قلت له: إنْ كان كوْنٌ - ولا أراني الله ذلك - فبمَن أءتَمّ؟ قال: فأومأ إلى ابنه موسى (عليه السلام). قلت: فإن حدث بموسى حَدَثٌ فبمَن أءتم؟ قال: بولده. قلت: فإنْ حدث بولده حدثٌ، وترك أخاً كبيراً وابناً صغيراً فبمَن أءتَمّ؟ قال: بولده ثم قال(الإمام): هكذا أبدًا..." (4). 8 ـ وحديث المفضل بن عمر: "دخلت على سيدي جعفر بن محمد (عليهم السلام) فقلت: يا سيدي لو عهدت إلينا في الخلف مِن بعدك. فقال لي: يا مفضل الإمام مِن بعدي ابني موسى. والخلف المأمول المنتظر محمد بن ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 48: 23 ـ 24. عيون أخبار الرضا 2: 39 ـ 40. الإرشاد 2: 251. الغيبة للطوسي: 38. (2) بحار الأنوار 48: 14. عيون أخبار الرضا 2: 33. (3) الكافي 1: 312. (4) الكافي 1: 309، واللفظ له. بحار الأنوار 48: 16. الإرشاد 2: 218. كشف الغمة 3: 11. -[ 242 ]- الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى" (1). 9 ـ حديث الفيض بن المختار: "قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : خُذْ بيَدي مِن النار، مَن لنا بعدك؟ فدخل عليه أبو إبراهيم (عليه السلام)-وهو يومئذٍ غلام-فقال: هذا صاحبكم، فتمسّك به" (2). 10 ـ حديث معاذ بن كثير عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "قلت له: أسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أنْ يرزقك مِن عقبك قبل الممات مثله فقال: قد فعل الله ذلك. قال: قلت: مَن هو جعلت فداك؟ فأشار إلى العبد الصالـح- وهو راقد- فقال: هذا الراقد، وهو غلام" (3). 11 ـ حديث إسحاق بن جعفر قال: "كنت عند أبي يومًا، فسأله علي ابن عمر بن علي، فقال: جعلت فداك إلى مَن نَفْزَع ويفزع الناس بعدك؟ فقال: إلى صاحب الثوبين الأصفرين والغديرتين - يعني: الذؤابتين - وهو الطالع عليك مِن هذا الباب، يفتح البابين بيده جميعًا. فما لبثنا أن طلَعَت علينا كفّان آخذة بالبابين، ففتحهما، ثم دخل علينا أبو إبراهيم" (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) كمال الدين وتمام النعمة: 334، واللفظ له. بحار الأنوار 48: 15. واقتصر على صدره في إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 479. (2) الكافي 1: 307. ولا يبعد أن يكون هذا الحديث ذيل الحديث الطويل الآتي المتضمن لكتاب الوصية وانتقاله من الأئمة (صلوات الله عليهم) واحداً بعد واحد، وقد تقدمت الإشارة إليه في النصوص الدالة على إمامة الحسن والحسين (صلوات الله عليهم) وقد رواه الكليني بسند آخر غير سند الحديث الطويل. وليس هو حديثاً آخر غيره. وروي في روضة الواعظين: 213، والإرشاد 2: 217، وبحار الأنوار 48: 18، وإعلام الورى بأعلام الهدى 2: 10، وكشف الغمة 3: 11. (3) الكافي 1: 308. روضة الواعظين: 213. الإرشاد 2: 217. بحار الأنوار 48: 17. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 9. كشف الغمة 3: 10. (4) الكافي 1: 308، واللفظ له. بحار الأنوار 48: 20. الإرشاد 2: 220. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 14. كشف الغمة 3: 12. -[ 243 ]- 12 ـ حديث صفوان الجمال عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "قال له منصور بن حازم: بأبي أنت وأمي إنّ الأنفس يُغدا عليها ويُراح، فإذا كان ذلك فمَن؟ فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : إذا كان ذلك فهو صاحبكم، وضرب بيده على منكب أبي الحسن (عليه السلام) - الأيمن فيما أعلم - وهو يومئذٍ خماسي، وعبد الله بن جعفر جالس معنا" (1). 13 ـ حديث المفضل بن عمر قال: "ذكر أبو عبدالله (عليه السلام) أبا الحسن (عليه السلام) - وهو يومئذٍ غلام - فقال: هذا المولود الذي لم يولد فينا مولود أعظم بركة على شيعتنا منه. ثم قال لي: لا تَجْفُوا إسماعيل" (2). ومِن الظاهر أنّ هذا كناية عن الإمامة إذ لا يمكن أن يكون غير الإمام أعظم بركة منه. ولا سيما مع قوله (عليه السلام) : "لا تجفوا إسماعيل" حيث كان هو الأكبر، ومِن الطبيعي أنْ تتوجه له توقعات الشيعة، فيعظمونه ويكرمونه، فأراد (عليه السلام) أن ينبههم إلى أنّ عدم صدق توقعاتهم في إمامته لا يقتضي إعراضهم عنه وجفاءهم له. 14 ـ حديثه الآخر: "كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) فدخل أبو إبراهيم (عليه السلام)، وهو غلام، فقال: اسْتَوْصِ به، وضع أمْرَه عند مَن تثق به مِن أصحابك" (3). 15 ـ حديث يعقوب السراج: "دخلت على أبي عبدالله وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى، وهو في المهد، فجعل يسارّه طويلاً، فجلست حتى فرغ، فقمت إليه، فقال لي: ادْنُ مِن مولاك فسلّم فدنوت، فسلمت عليه، فرد عليّ السلام بلسان فصيح ثم قال لي: اذهب فغيِّر اسمَ ابنتك التي ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 309. الإرشاد 2: 218. بحار الأنوار 48: 18. كشف الغمة 3: 11. (2) الكافي 1: 309. (3) الكافي 1: 308، واللفظ له. بحار الأنوار 48: 17. الإرشاد 2: 216 ـ 217. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 10. كشف الغمة 3: 10. -[ 244 ]- سمّيتها أمس... فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : انْتَهِ إلى أمْره تَرْشد..." (1). 16 ـ حديث سليمان بن خالد قال: "دعا أبو عبد الله (عليه السلام) أبا الحسن (عليه السلام) يوماً ونحن عنده فقال لنا: عليكم بهذا، فهو والله صاحبكم بعدي" (2). 17 ـ حديث صفوان الجمال قال: "سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن صاحب هذا الأمر، فقال: إنّ صاحب هذا الأمر لا يلهو ولا يلعب. وأقبل أبو الحسن موسى، وهو صغير، ومعه عناق مكية، وهو يقول لها: اسجدي لربك فأخذه أبو عبد الله (عليه السلام) وضمه إليه، وقال: بأبي وأمي مَن لا يلهو ولا يلعب" (3). 18 ـ حديث فيض بن المختار قال: "إني لعند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ أقبل أبو الحسن موسى (عليه السلام) وهو غلام، فالتزمته وقبلته، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : أنتم السفينة، وهذا ملّاحها. قال: فحججتُ مِن قابل، ومعي ألفا دينار، فبعثت بألف إلى أبي عبدالله (عليه السلام)، وألف إليه. فلما دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يا فيض عدلته بي؟ قلت: إنما فعلتُ ذلك لقولك. فقال: أما والله ما أنا فعلتُ ذلك، بل الله عزوجل فعله به" (4). 19 ـ حديث علي بن جعفر قال: "سمعت أبي جعفر بن محمد (عليهم السلام) يقول لجماعة من خاصته وأصحابه: اسْتَوْصُوا بموسى ابني خيرًا، فإنه أفضل ولدي، ومَن أخلف مِن بعدي، وهو القائم مقامي، والحجة لله عزوجل على كافة خلقه من بعدي" (5). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 310، واللفظ له. بحار الأنوار 48: 19. الإرشاد 2: 219. الثاقب في المناقب: 433. المناقب لابن شهراشوب 3: 407. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 14. كشف الغمة 3: 12. (2) الكافي 1: 310، واللفظ له. بحار الأنوار 48: 19. الإرشاد 2: 219. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 12. (3) الكافي 1: 311، واللفظ له. بحار الأنوار 48: 19. المناقب لابن شهراشوب 3: 432. (4) الكافي 1: 311. (5) بحار الأنوار 48: 20، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 485 ـ 486. مسائل علي بن جعفر: 18. الإرشاد 2: 220. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 14 ـ 15. كشف الغمة 3: 13. -[ 245 ]- 20 ـ حديث زرارة بن أعين أنه دخل على الإمام الصادق (عليه السلام) وقد توفى ابنه إسماعيل، وعن يمينه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، فاستشهد جماعة من أصحابه على وفاة إسماعيل، وكرّروا إقرارهم بوفاته مرة بعد أخرى، حتى وضع في قبره. وقال زرارة: "فقال(الإمام): اللهم اشهد، واشهدوا، فإنه سيرتاب المبطلون، يريدون إطفاء نور الله بأفواههم - ثم أومأ إلى موسى - والله متم نوره ولو كره المشركون. ثم حثوا عليه التراب، ثم أعاد علينا القول، فقال: الميت المكفن المحنط المدفون في هذا اللحد مَن هو؟ قلنا: إسماعيل. قال: اللهم اشهد ثم أخذ بيد موسى (عليه السلام)، وقال: هو حق، والحق معه ومنه، إلى أنْ يرث الله الأرض ومَن عليها" (1). 21 ـ حديث الوليد بن صبيح عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال له: "إنّ عبدالجليل حدثني بأنك أوصيت إلى إسماعيل في حياته قبل موته بثلاث سنين فقال: يا وليد، لا والله. فإنْ كنتُ فعلتُ فإلى فلان- يعني أبا الحسن موسى (عليه السلام) وسمّاه-" (2). 22 ـ حديث حماد الصائغ: "سمعت المفضل بن عمر يسأل أبا عبد الله (عليه السلام)... ثم طلع أبو الحسن موسى (عليه السلام)، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : يسرّك أنْ تنظر إلى صاحب كتاب علي فقال له المفضل: وأي شيء يسرّني إذاً أعظم من ذلك؟ فقال: هو ذا صاحب كتاب علي، الكتاب المكنون، الذي قال الله عزوجل: ((لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ))" (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 48: 21. المناقب لابن شهراشوب 1: 229. (2) بحار الأنوار 48: 22. الغيبة للنعماني: 326. (3) بحار الأنوار 48: 22 ـ 23. الغيبة للنعماني: 326 ـ327. -[ 246 ]- 23 ـ حديث إسحاق: "دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألته عن صاحب الأمر من بعده فقال لي: صاحب البهمة وكان موسى (عليه السلام) في ناحية الدار صبيًّا، ومعه عناق مكية، وهو يقول لها: اسجدي لله الذي خلقك" (1). 24 ـ حديث سلمة بن محرز قال: "قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إنّ رجلاً مِن العجلية قال لي: كم عسى أن يبقى لكم هذا الشيخ؟ إنما هو سنة أو سنتين (كذا في المصدر) حتى يهلك، ثم تصيرون ليس لكم أحد تنظرون إليه. فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : ألا قلتَ له: هذا موسى بن جعفر قد أدرك ما يدرك الرجال، وقد اشترينا له جارية تباح له، فكأنك به إن شاء الله وقد ولد له فقيه خَلَف" (2). 25 ـ حديث عيسى شلقان قال: "دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن أبي الخطاب، فقال لي مبتدئاً قبل أن اجلس: يا عيسى، ما منعك أن تلقى ابني فتسأله عن جميع ما تريد؟ قال عيسى: فذهبت إلى العبد الصالـح (عليه السلام)... فقال لي مبتدئاً: يا عيسى إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على النبوة... وأعار قوماً الإيمان، ثم يسلبهم إياه، وإنّ أبا الخطاب ممّن أعير الإيمان ثم سلبه الله تعالى. فضممته إليّ، وقبلت بين عينيه، ثم قلت: بأبي أنت وأمي ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. ثم رجعت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: ما صنعت يا عيسى؟ قلت له: بأبي أنت وأمي أتيته، فأخبرني مبتدئاً من غير أن أسأله عن جميع ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 48: 23، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 481 ـ 482. الغيبة للنعماني: 327. (2) بحار الأنوار 48: 23. عيون أخبار الرضا 2: 38. -[ 247 ]- ما أردت أن أسأله عنه، فعلمت والله عند ذلك أنه صاحب هذا الأمر. فقال: يا عيسى، إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعِلْم..." (1). 26 ـ حديث مسمع كردين عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "دخلت عليه وعنده إسماعيل. قال: ونحن إذ ذاك نأتم به بعد أبيه..." وذكر في حديث طويل أنه سمع رجل من الإمام الصادق (عليه السلام) خلاف ذلك، وأن ذلك الرجل أتى رجلين من أهل الكوفة كانا يقولان ذلك في إسماعيل، فأخبرهما بما سمعه من الإمام الصادق (عليه السلام)، فقبل أحد الرجلين ذلك، وأراد الآخر أن يسمع ذلك من الإمام الصادق (عليه السلام) نفسه، فلما دخل عليه قال الإمام (عليه السلام) له: "...إن الذي أخبرك به فلان الحق. قال: جعلت فداك إني اشتهي أن أسمعه منك، قال: إنّ فلاناً إمامك وصاحبك من بعدي - يعني: أبا الحسن (عليه السلام) - فلا يَدَّعِيها فيما بيني وبينه إلا كالب [كاذب.ظ] مُفْتَرٍ..." (2). 27 ـ حديث أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "سألته وطلبت وقضيت إليه أن يجعل هذا الأمر إلى إسماعيل، فأبى الله إلا أن يجعله لأبي الحسن موسى (عليه السلام) ـ" (3). 28 ـ وروي نحوه باختلاف يسير عن علي بن أبي حمزة عنه (عليه السلام) ـ (4). 29، 30 ـ وقريب منه في ذلك حديثان لزيد النرسي عنه (عليه السلام) ـ (5). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 48: 24. قرب الإسناد: 334 ـ 335. الخرائج والجرائح 2: 653. (2) بحار الأنوار 48: 24 ـ 25. بصائر الدرجات: 359 ـ 360. (3) بحار الأنوار 48: 25. بصائر الدرجات: 492. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 484 ـ 485. (5) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 493. بحار الأنوار 47: 269. -[ 248 ]- 31 ـ حديث فيض بن المختار الطويل عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سأله فيه عمّن يأتم به بعده، وكان قد دخل عليه الإمام موسى (عليه السلام) وهو ابن خمس سنين.وفيه: "فقال أبو عبدالله (عليه السلام) يا فيض إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أُفْضِيَت إليه صحف إبراهيم وموسى (عليهم السلام)، فاءتمن عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليًّا، واءتمن عليها علي (عليه السلام) الحسن (عليه السلام)، واءتمن عليها الحسن (عليه السلام) الحسين (عليه السلام)، واءتمن عليها الحسين (عليه السلام) علي بن الحسين (عليه السلام)، واءتمن عليها علي بن الحسين (عليه السلام) محمد بن علي (عليه السلام)، واءتمنني عليها أبي، فكانت عندي. ولقد ائتمنتُ عليها ابني هذا على حداثته، وهي عنده. فعرفت ما أراد. فقلت له: جعلت فداك زِدْني. قال: يا فيض إن أبي كان إذا أراد أن لا ترد له دعوة أقعدني على يمينه، فدعا وأمنتُ، فلا ترد له دعوة، وكذلك أصنع بابني هذا... فقلت له: يا سيدي زدني. قال: يا فيض إن أبي إذا كان سافر وأنا معه، فنعس وهو على راحلته، أدنيت راحلتي من راحلته، فوسدته ذراعي الميل والميلين حتى يقضي وطره من النوم. وكذلك يصنع بي ابني هذا. قال: قلت جعلت فداك، زدني. قال: إني لأجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف. قلت: يا سيدي زدني. قال: هو صاحبك الذي سألت عنه، فأقر له بحقه فقمت حتى قبلت رأسه، ودعوت الله له" (1). 32 ـ حديث عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: "كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فدخل عليه رجل من أهل طوس، فقال له: يابن رسول الله، ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام)؟ فقال له: يا طوسي، من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) وهو يعلم أنه إمام من الله مفترض الطاعة على العباد، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 48: 26 ـ 27. الغيبة للنعماني: 324 ـ 326. اختيار معرفة الرجال 2: 643ـ644. -[ 249 ]- وقبل شفاعته في سبعين مذنبًا، ولم يسأل الله عزوجل عند قبره حاجة إلا قضاها له. قال: فدخل موسى ابن جعفر (عليه السلام)، فأجلسه على فخذه، وأقبل يقبل ما بين عينيه، ثم التفت إليه، فقال له: يا طوسي، إنه الإمام والخليفة والحجة بعدي، وإنه سيخرج من صلبه رجل يكون رضا الله عزوجل في سمائه، ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسم ظلماً وعدوانًا، ويدفن بها غريبًا، ألا فمَن زاره في غربته، وهو يعلم أنه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عزوجل، كان كمَن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " (1). 33 ـ حديث هارون بن خارجة، قال: "قال لي هارون بن سعد البلخي: قد مات إسماعيل الذي كنتم تمدون إليه أعناقكم، وجعفر شيخ كبير، يموت غداً أو بعد غد، فتبقون بلا إمام، فلم أدر ما أقول له. فأخبرت أبا عبد الله (عليه السلام) بمقالته. فقال: هيهات هيهات! أبى الله. والله لا ينقطع هذا الأمر حتى ينقطع الليل والنهار. فإذا رأيته فقل له: هذا موسى بن جعفر يكبر فيزوجه، فيولد له، فيكون خلفاً إن شاء الله" (2). 34 ـ حديث ابن أبي يعفور قال: "كنت عند الصادق (عليه السلام) إذ دخل موسى، فجلس، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا ابن أبي يعفور هذا خير ولدي وأحبهم إليّ..." (3). 35 ـ ويأتي في نصوص إمامة الإمام الرضا (عليه السلام) حديث حمزة بن حمران عن الإمام الصادق (عليه السلام) يتضمن النص منه (عليه السلام) على إمامة الإمام ـــــــــــــــــــــــ (1) الأمالي للصدوق: 684، واللفظ له. تهذيب الأحكام 6: 108. بحار الأنوار 99: 42ـ43. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 479. كمال الدين وتمام النعمة: 657. الغيبة للطوسي: 41 ـ42. بحار الأنوار 49: 26. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 491. بحار الأنوار 48: 268. اختيار معرفة الرجال 2: 762. -[ 250 ]- الرضا (عليه السلام). ومن المعلوم انتقال الإمامة للإمام الرضا (عليه السلام) من أبيه الإمام الكاظم (عليه السلام).
مجموع نصوص إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام) هذا ما تيسر لنا عاجلاً ذكره من النصوص الخاصة الدالة على إمامة الإمام أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم (صلوات الله عليه). وإذا أضيفت إلى ما تقدم في الطائفة الرابعة - المتضمنة للنص على الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم جميع) بأسمائهم - زادت النصوص عليه على مائة حديث. هذا مضافاً إلى المجموعتين من النصوص اللتين تقدم التعرض لهما في الكلام في نصوص إمامة الإمام الصادق (عليه السلام)..
ما تضمن أنّ الإمامة تجري في الأعقاب الأولى: النصوص الكثيرة المتضمنة أن الإمامة بعد الحسن والحسين (صلوات الله عليهم) تجري في الأعقاب من الوالد لولده، ولا تنتقل إلى أخ ولا عم ولا خال. وقد ورد كثير من هذه النصوص عن الإمامين الباقر والصادق (صلوات الله عليهم) اللذين ثبتت إمامتهما بالنصوص السابقة. حيث لم يَدَّعِ أحد الإمامة بعد الإمام الصادق (عليه السلام) لأحد من أولاده غير الإمام الكاظم إلا إسماعيل، وعبد الله الأفطح،إلا أنه يُبْطِل إمامةَ إسماعيل مَوْتُه في حياة أبيه الإمام الصادق (عليه السلام)، ولا إمامة له في حياة أبيه (عليه السلام)، لتنتقل في عقبه. بل صرح بعدم إمامته في كثير مِن النصوص، وقد تقدم بعضها. مع أن القائلين بإمامته يزيدون في عدد الأئمة على الاثني عشر، فيُبْطِل قولَهم الأحاديثُ الكثيرة التي رواها الشيعة والجمهور، والتي تزيد على التواتر. وقد تقدمت الإشارة إليها. -[ 251 ]- وأما عبد الله الأفطح فيُبْطِل إمامتَه أنْ لا قائل بالإمامة في عقبه، بل مَن قال بإمامته إما أن يتوقف بالإمامة عنده، أو ينتقل بالإمامة منه إلى أخيه الإمام الكاظم (عليه السلام). ويُبْطِل الأولَ النصوصُ المشار إليها، المتضمنة أن الأئمة اثنا عشر، على اختلاف ألسنتها. كما يُبْطِل الثانيَ أمورٌ.. 1 ـ نصوص جريان الإمامة في الأعقاب، وأنها لا تنتقل إلى الأخ والعم والخال. 2 ـ أنّ مَن بعده مِن الأئمة (عليهم السلام) مُجْمِعُون على بطلان إمامته، كما يشهد بذلك النصوص الواردة عنهم في تعداد الأئمة (عليهم السلام)، وإجماع شيعتهم. 3 ـ أنه لو كان إماماً متوسطاً بين أبيه وأخيه (عليهم السلام) لزم كون الإمام الثاني عشر هو الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، وهو باطل قطعًا.. أولاً: للإجماع والنصوص الكثيرة التي رواها الشيعة والجمهور المتضمنة أن الإمام الثاني عشر اسمه اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وكذا النصوص الكثيرة الدالة على أن المهدي اسمه اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وثانياً: لأنه (عليه السلام) قد توفي، فيلزم خلو الأرض عن الإمام، وهو ممتنع بمقتضى النصوص الكثيرة التي أشرنا إليها في جواب السؤال الرابع من الأسئلة السابقة، وغيره. 4 ـ أنّ هذه الطائفة قد انْقَرَضَت، ولم يَبْقَ لها جماعةٌ ظاهِرَةٌ تَحْمِل دَعْوَتَها، ويأتي إن شاء الله تعالى عند الكلام في القرائن العاضدة للنصوص في الإمامة أنَّ ذلك شاهِدٌ ببطلان الدعوة. وبذلك يتعيّن انتقال الإمامة من الإمام الصادق (عليه السلام) إلى الإمام الكاظم (عليه السلام) رَأْساً مِن دون تَوَسُّط عبدالله في البين. -[ 252 ]-
ما تضمن أن سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكون إلا عند الإمام الثانية: الأحاديث الكثيرة المشار إليها آنفاً الواردة عن الإمامين الباقر والصادق (عليه السلام) المتضمنة أن سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكون إلا عند الإمام بضميمة ما تضمن أنه كان عند الإمام الكاظم (عليه السلام)، كحديث محمد بن حكيم عن أبي إبراهيم (عليه السلام) : "قال: السلاح موضوع عندنا مدفوع عنه..." (1)، ونحوه ما يأتي مما تضمن أنه كان عند الإمام الرضا (عليه السلام)،لِظُهُور أنه إنما وَصَل إليه مِن أبيه (عليه السلام)، لِعَهْد أبيه (عليه السلام) له بالإمامة. والحمد لله رب العالمين. | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:33 pm | |
| نصوص إمامة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 5 ـ الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليه). وقد تضمنت النصَّ عليه أحاديث يزيد بن سليط وإبراهيم الكرخي ونصر بن قابوس وداود بن كثير وعبد الله بن الفضل الهاشمي المتقدمة في النصوص على إمامة أبيه الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام). كما أن الإمام الرضا (عليه السلام) مذكور في حديث حبابة الوالبية المتقدم في النصوص على إمامة جده الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، وحديث أبي هاشم الجعفري الآتي في النصوص على إمامة الإمام الحسن ابن علي العسكري (عليه السلام)، المتضمنين طبع الإمام على الحصى. ويضاف لذلك نصوص كثيرة، وهي.. 1 ـ حديث نجمة أم الرضا (عليه السلام) قالت: "لما حملت بابني عليّ لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني، ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 235. بصائر الدرجات: 201. -[ 253 ]- فيفزعني ذلك ويهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئًا، فلما وضعته وقع على الأرض، واضعاً يده على الأرض، رافعاً رأسه إلى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم، فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر (عليه السلام)، فقال لي: هنيئاً يا نجمة كرامة ربك، فناولته إياه في خرقة بيضاء، فأذن في إذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات فحنكه به، ثم رده إليّ، وقال: خُذِيه، فإنه بَقِيَّة الله تعالى في أرضه" (1). 2 ـ حديث محمد بن سنان، قال: "دخلت على أبي الحسن موسى (عليه السلام) من قبل أن يقدم العراق بسنة، وعلي ابنه جالس بين يديه... قال: مَن ظَلَم ابني هذا حقَّه، وجَحَد إمامتَه مِن بعدي كان كمَن ظَلَم عليَّ ابن أبي طالب حقَّه، وجحد إمامتَه بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: قلت: والله لئن مدّ الله لي في العمر لأسلمنّ له حقَّه، ولأقرّن له بإمامته. قال: صدقت يا محمد. يمد الله في عمرك، وتسلم له حقه، وتقر له بإمامته، وإمامة مَن يكون مِن بعده قال: قلت: ومَن ذاك؟ قال: محمد ابنه. قال: قلت: له الرضا والتسليم" (2). وهو نَصٌّ في إمامة الإمام أبي جعفر محمد بن علي الجواد (عليه السلام) أيضًا. 3 ـ حديث الحسين بن نعيم الصحاف قال: "كنت أنا وهشام بن الحكم وعلي بن يقطين ببغداد. فقال علي بن يقطين: كنت عند العبد الصالـح جالسًا، فدخل عليه ابنه علي، فقال لي: يا علي بن يقطين، هذا علي سيد ولدي. أما إني قد نحلتُه كنيتي. فضرب هشام بن الحكم براحته جبهته، ثم قال: ويحك كيف قلت؟ فقال علي بن يقطين: سمعت والله منه كما قلت. فقال هشام: أخبرك أنّ الأمْر فيه مِن بعده" (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 49: 9. عيون أخبار الرضا 2: 29 ـ 30. كشف الغمة 3: 90. (2) الكافي 1: 319، واللفظ له. بحار الأنوار 49: 21. الإرشاد 2: 253. الغيبة للطوسي: 32 ـ33. كشف الغمة 3: 65 ـ66. (3) الكافي 1: 311، واللفظ له. بحار الأنوار 49: 13. عيون أخبار الرضا 2: 32. كفاية الأثر: 271. -[ 254 ]- وفي حديث لعلي بن يقطين ذكر فيه كلمة الإمام الكاظم (عليه السلام) المذكورة في ولده الرضا، إلا أن فيه: "قال: فضرب هشام - يعني ابن سالم - يده على جبهته فقال: إنا لله. نعى والله إليك نفسه" (1). وروي ذلك عن علي بن يقطين بألفاظ متقاربة (2). 4 ـ حديث علي بن يقطين الآخر عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: "كتب إليّ من الحبس: إنّ فلاناً ابني سيد ولدي، وقد نحلته كنيتي" (3). وعلي بن يقطين وإنّ لم يصرِّح باسم الإمام الرضا (عليه السلام) إلا أنّ مِن المعلوم أنّ الإمام الكاظم (عليه السلام) لم يَنُصّ على غيره، بل غاية ما قيل - كما يأتي - أنه (عليه السلام) لم ينص على أحد بالإمامة، لأنه القائم الغائب. كما أنّ مِن المعلوم عن علي بن يقطين أنه لم يَتَوَلَّ أحداً مِن ولد الإمام الكاظم (عليه السلام) غير الإمام الرضا (عليه السلام). على أنّ إيراد علمائنا الحديث في باب إمامة الإمام الرضا (عليه السلام) دالٌّ على أنهم فهموا من علي بن يقطين ذلك. 5 ـ حديث نعيم القابوسي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال: "إنّ ابني عليّاً أكبر ولدي، وأبرّهم عندي، وأحبهم إليّ، وهو ينظر معي في الجفر، ولم ينظر فيه إلا نبي، أو وصي نبي" (4). 6 ـ حديث داود الرقي، قال: "قلت لأبي إبراهيم (عليه السلام) : جعلت فداك، إني قد كبر سني فخذ بيدي من النار. قال: فأشار إلى ابنه أبي ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 49: 13. عيون أخبار الرضا 2: 31. كشف الغمة 3: 91. (2) بحار الأنوار 49: 23. (3) الكافي 1: 313. (4) الكافي 1: 311 ـ 312، واللفظ له. بحار الأنوار 49: 20. الإرشاد 2: 249 ـ 250. الغيبة للطوسي: 36. المناقب لابن شهراشوب 3: 476. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 44. كشف الغمة 3: 64. -[ 255 ]- الحسن (عليه السلام) فقال: هذا صاحبكم من بعدي" (1). ونحوه حديثه الآخر (2). 7 ـ حديث محمد بن إسحاق بن عمار قال: "قلت لأبي الحسن الأول (عليه السلام) : ألا تدلّني إلى مَن آخذ عنه ديني؟ فقال: هذا ابني علي..." (3). 8 ـ حديث زياد بن مروان القندي - وكان مِن الواقفة، الذين قالوا بغيبة الإمام الكاظم (عليه السلام) وأنه لم يمت، بل هو القائم المنتظر - قال: "دخلت على أبي إبراهيم، وعنده ابنه أبو الحسن (عليه السلام) فقال لي: يا زياد، هذا ابني فلان كتابه كتابي، وكلامه كلامي، ورسوله رسولي، وما قال فالقولُ قوله" (4). 9 ـ حديث المخزومي - وكانت أمه من ولد جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) - قال: "بعث إلينا أبو الحسن موسى (عليه السلام)، فجمعنا، ثم قال لنا: أتدرون لِمَ دعوتكم؟ فقلنا: لا. فقال: اشهدوا أنّ ابني هذا وصيّي، والقيّم بأمري، وخليفتي مِن بعدي. مَن كان له عندي دين فليأخذه مِن ابني هذا، ومَن كان له عندي عدة فلينجزها منه، ومَن لم يكن له بدٌّ مِن لقائي فلا يلقني إلا بكتابه" (5). 10 ـ حديث داود بن سليمان، قال: "قلت لأبي إبراهيم (عليه السلام) : إني أخاف أن يحدث حدث ولا ألقاك، فأخبرني مَن الإمام بعدك؟ فقال: ابني ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 312. الإرشاد 2: 248. الغيبة للطوسي: 34. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 44. كشف الغمة 3: 63. بحار الأنوار 49: 23 ـ 24. (2) بحار الأنوار 49: 15. (3) الكافي 1: 312، واللفظ له. بحار الأنوار 49: 24. الإرشاد 2: 248 ـ 249. الغيبة للطوسي: 34 ـ 35. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 44 ـ 45. (4) الكافي 1: 312، واللفظ له. بحار الأنوار 49: 19. عيون أخبار الرضا 2: 39. روضة الواعظين: 222. الإرشاد 2: 250. الغيبة للطوسي: 37. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 45. كشف الغمة 3: 64. (5) الكافي 1: 312، واللفظ له. بحار الأنوار 49: 16. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 45. -[ 256 ]- فلان. يعني: أبا الحسن (عليه السلام)" (1). 11 ـ حديث داود بن رزين قال: "كان لأبي الحسن موسى (عليه السلام) عندي مال، فبعث فأخذ بعضه، وترك عندي بعضه، وقال: مَن جاءك بعدي يطلب ما بقي عندك فإنه صاحبك. فلما مضى أرسل إليّ علي ابنه (عليهم السلام): ابعث إليّ بالذي عندك، وهو كذا وكذا، فبعثت إليه ما كان له عندي" (2). 12 ـ حديث داود بن زربي، قال: "جئت إلى أبي إبراهيم (عليه السلام) بمال، فأخذ بعضه، وترك بعضه، فقلت: أصلحك الله، لأي شيء تركته عندي؟ قال: إنّ صاحب هذا الأمر يطلبه منك. فلما جاءنا نعيه بعث إليّ أبو الحسن (عليه السلام) ابنه، فسألني ذلك المال، فدفعته إليه" (3). 13 ـ حديث إسماعيل بن الفضل الهاشمي،قال:"دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)، وقد اشتكى شكاية شديدة، وقلت له: إن كان ما أسأل الله أن لا يريناه، فإلى مَن؟ قال: إلى علي ابني. وكتابه كتابي. وهو وصيي وخليفتي من بعدي" (4). 14 ـ حديث علي بن يقطين، قال: "قال موسى بن جعفر (عليه السلام) ابتداء منه: هذا أفْقَهُ ولدي - وأشار بيده إلى الرضا (عليه السلام) - وقد نحلتُه كنيتي" (5). ونحوه أحاديث له أخر (6). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 313، واللفظ له. بحار الأنوار 49: 24 ـ 25. الإرشاد 2: 251. الغيبة للطوسي: 28. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 46. كشف الغمة 3: 65. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 23. عيون أخبار الرضا 1: 237. بحار الأنوار 49: 23. (3) الكافي 1: 313، واللفظ له. بحار الأنوار 49: 23. الإرشاد 2: 252. الغيبة للطوسي: 39. المناقب لابن شهراشوب 3: 476. كشف الغمة 3: 65. (4) بحار الأنوار 49: 13. عيون أخبار الرضا 2: 31. (5) بحار الأنوار 49: 14. عيون أخبار الرضا 2: 32. (6) بحار الأنوار 49: 23. -[ 257 ]- 15 ـ حديث منصور بن يونس بزرج، قال:"دخلت على أبي الحسن - يعني موسى بن جعفر (عليه السلام) - يومًا، فقال لي: يا منصور، أما علمت ما أحدثت في يومي هذا؟ قلت: لا. قال: قد صيَّرْتُ عليّاً ابني وصيي، والخلف من بعدي. فادخل عليه، وهنِّئه بذلك..." (1). 16 ـ حديث سليمان المروزي، قال: "دخلت على أبي الحسن موسى ابن جعفر (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الحجة على الناس بعده، فابتدأني، وقال: يا سليمان، إنّ عليّاً ابني، ووصيي، والحجة على الناس بعدي. وهو أفضل ولدي. فإنْ بقيتَ بعدي فاشهد له بذلك عند شيعتي، وأهل ولايتي، والمستخبرين عن خليفتي مِن بعدي" (2). 17 ـ حديث علي بن عبدالله الهاشمي، قال: "كنا عند القبر نحو ستين رجلاً منا ومن موالينا، إذ أقبل أبو إبراهيم موسى بن جعفر (عليه السلام)، ويد علي ابنه في يده، فقال: أتدرون مَن أنا؟ قلنا: أنت سيدنا وكبيرنا. قال: سمّوني، وانسبوني فقلنا: أنت موسى بن جعفر. فقال: مَن هذا معي؟ قلنا: هذا علي بن موسى بن جعفر. قال: فاشهدوا أنه وكيلي في حياتي، ووصيّي بعد موتي" (3). 18 ـ حديث عبد الله بن مرحوم، قال: "خرجت من البصرة أريد المدينة، فلما صرت في بعض الطريق لقيت أبا إبراهيم (عليه السلام)، وهو يذهب به إلى البصرة، فأرسل إليّ، فدخلت عليه، فدفع إليّ كتبًا، وأمرني أن أوصلها بالمدينة. فقلت: إلى مَن أدفعها جعلت فداك؟ قال: إلى ابني علي، فإنه وصيي، والقيّم بأمري، وخير بنيّ" (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 49: 14. عيون أخبار الرضا 2: 32. اختيار معرفة الرجال 2: 768. (2) بحار الأنوار 49: 15. (3) بحار الأنوار 49: 15. عيون أخبار الرضا 2: 31. (4) بحار الأنوار 49: 15 ـ 16، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 17 ورواه عن عبدالله بن مخزوم. -[ 258 ]- 19 ـ حديث حيدر بن أيوب عن محمد بن زيد الهاشمي "قال: الآن يتخذ الشيعة علي بن موسى (عليه السلام) إمامًا. قلت: وكيف ذلك؟ قال: دعاه أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) فأوصى إليه" (1). وقد فصل ذلك في حديثه الآخر قال: "كنا بالمدينة في موضع يعرف بالقب، فيه محمد بن زيد بن علي، فجاء بعد الوقت الذي كان يجيئنا فيه. فقلنا له: جعلنا فداك ما حبسك؟ قال: دعانا أبو إبراهيم (عليه السلام) اليوم سبعة عشر رجلاً مِن ولد علي وفاطمة (صلوات الله عليهم)، فأَشْهَدَنا لعليٍّ ابنه بالوصية والوكالة في حياته وبعد موته، وأنّ أمْرَه جائز عليه وله. ثم قال محمد بن زيد: والله يا حيدر لقد عقد له الإمامة اليوم، وليقولنّ الشيعة به مِن بعده. قال حيدر: قلت: بل يبقيه الله، وأي شيء هذا؟ قال: يا حيدر، إذا أوصى إليه فقد عقد له الإمامة..." (2). 20 ـ حديث يزيد بن سليط، قال: "دعانا أبو الحسن (عليه السلام) وأشهدنا - ونحن ثلاثون رجلاً من بني هاشم - أنّ عليّاً ابنه وصيه، وخليفته مِن بعده" (3). 21 ـ حديث عبدالرحمن بن الحجاج، قال: "أوصى أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) إلى ابنه (عليه السلام)، وكتب له كتاباً أشهد فيه ستين رجلاً من وجوه أهل المدينة" (4). 22 ـ حديث حسين بن بشير، قال: "أقام لنا أبو الحسن موسى بن ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 49: 16. (2) بحار الأنوار 49: 16 ـ 17. عيون أخبار الرضا 2: 37. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 30. (4) بحار الأنوار 49: 17. عيون أخبار الرضا 2: 37. -[ 259 ]- جعفر (عليه السلام) ابنه عليّاً (عليه السلام) كما أقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً (عليه السلام) يوم غدير خم، فقال: يا أهل المدينة- أو قال: يا أهل المسجد- هذا وصيّي مِن بعدي" (1). 23 ـ حديث الحسن بن علي الخزاز، قال: "خرجنا من مكة، ومعنا علي بن أبي حمزة، ومعه مال ومتاع، فقلنا: ما هذا؟ قال: للعبد الصالـح (عليه السلام) أمرني أنْ أحمله إلى علي ابنه (عليه السلام). وقد أوصى إليه" (2). 24 ـ حديث جعفر بن خلف، قال: "سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهم السلام) يقول: سعد امرء لم يمت حتى يرى منه خلف. وقد أراني الله مِن ابني هذا خلف- وأشار إليه، يعني: إلى الرضا (عليه السلام) -" (3). 25 ـ ومثله حديث موسى بن بكر، قال: "كنت عند أبي إبراهيم (عليه السلام) فقال لي: إنّ جعفراً (عليه السلام) كان يقول: سعد امرء لم يمت حتى يرى خلفه من نفسه. ثم أومأ بيده إلى ابنه علي، فقال: هذا وقد أراني الله خلفي من نفسي" (4). 26 ـ حديث الحسين بن المختار، قال: "خرجت إلينا ألواح من أبي إبراهيم موسى (عليه السلام) وهو في الحبس، فإذا فيها مكتوب: عهدي إلى أكبر ولدي" (5). ونحوه حديثه الآخر، قال: "لما مر بنا أبو الحسن (عليه السلام) بالبصرة خرجت إلينا منه ألواح مكتوب فيها بالعرض: عهدي إلى أكبر ولدي" (6). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 49: 17. عيون أخبار الرضا 2: 37. (2) بحار الأنوار 49: 17. عيون أخبار الرضا 2: 37 ـ 38. (3) بحار الأنوار 49: 18. عيون أخبار الرضا 2: 39. (4) بحار الأنوار 49: 26. كفاية الأثر: 273. الغيبة للطوسي: 41. (5) بحار الأنوار 49: 18 ـ 19. الإرشاد 2: 250. الغيبة للطوسي: 36 ـ 37. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 46. (6) بحار الأنوار 49: 19. -[ 260 ]- 27 ـ حديث المفضل بن عمر، قال: "دخلت على أبي الحسن موسى ابن جعفر (عليه السلام)، وعلي ابنه (عليه السلام) في حجره، وهو يقبله، ويمص لسانه، ويضعه على عاتقه، ويضمه إليه، ويقول: بأبي أنت ما أطيب ريحك، وأطهر خلقك، وأبين فضلك قلت: جعلت فداك، لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة ما لم يقع لأحد إلا لك. فقال لي: يا مفضل هو منّي بمنزلتي مِن أبي (عليه السلام) ((ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)). قال: قلت: هو صاحب هذا الأمر مِن بعدك؟ قال: نعم. مَن أطاعه رشد، ومَن عصاه كفر" (1). 28 ـ حديث الحسن بن الحسن، قال فيه: "قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام) : أسألك. فقال: سَلْ إمامك. فقلت: مَن تعني؟ فإني لا أعرف إماماً غيرك. قال: هو علي ابني، قد نحلته كنيتي. قلت: سيدي، أنقذني مِن النار، فإنّ أبا عبد الله قال: إنك القائم بهذا الأمر قال: أَوَلَم أكنْ قائمًا؟ [ثم] قال: يا حسن، ما مِن إمام يكون قائماً في أمة إلا وهو قائمهم، فإذا مضى عنهم فالذي يليه هو القائم والحجة حتى يغيب عنهم، فكلنا قائم، فاصرف جميع ما كنت تعاملني به إلى ابني علي،والله والله ما أنا فعلت ذاك به، بل الله فعل به ذاك حبّاً" (2). 29 ـ حديث علي بن جعفر، قال: "كنت عند أخي موسى بن جعفر - فكان والله حجة في الأرض بعد أبي (عليه السلام) - إذ طلع ابنه علي، فقال لي: يا علي هذا صاحبك. وهو منّي بمنزلتي مِن أبي، فثبّتك الله على دينه. فبكيت، وقلت في نفسي: نعى والله إلي نفسه. فقال: يا علي لابد أن يمضي مقادير الله فيَّ. وليَ برسول الله أسوة، وبأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين. وكان ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 49: 20 ـ 21. عيون أخبار الرضا 2: 40. (2) بحار الأنوار 49: 25 ـ 26. الغيبة للطوسي: 41. -[ 261 ]- هذا قبل أن يحمله هارون الرشيد في المرة الثانية بثلاثة أيام..." (1). 30 ـ حديث نصر بن قابوس، قال: "كنت عند أبي الحسن في منزله، فأخذ بيدي، فوقفني على بيت من الدار، فدفع الباب، فإذا علي ابنه (عليه السلام)، وفي يده كتاب ينظر فيه. فقال لي: يا نصر تعرف هذا؟ قلت: نعم، هذا علي ابنك. قال: يا نصر، أتدري ما هذا الكتاب الذي في يده ينظر فيه؟ فقلت: لا. قال: هذا الجفر الذي لا ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي" (2). 31 ـ حديث الحسن بن موسى قال: "كان نشيط وخالد يخدمان أبا الحسن (عليه السلام) (يعني: الإمام الكاظم (عليه السلام) ) قال: فذكر الحسن عن يحيى بن إبراهيم عن نشيط عن خالد الجوان. قال: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن (عليه السلام) قلت لخالد: أما ترى ما قد وقعنا فيه من اختلاف الناس؟ فقال لي خالد: قال لي أبو الحسن: عهدي إلى ابني علي، أكبر ولدي، وخيرهم، وأفضلهم" (3). 32 ـ حديث حمزة بن حمران عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس. مَن زاره إليها عارفاً بحقه أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة، وإنْ كان مِن أهل الكبائر. قال: قلت له: جعلت فداك: وما عرفان حقه؟ قال: تعلم إنه إمام مفترض الطاعة، غريب شهيد..." (4). ومِن المعلوم أنّ المراد بذلك الإمام الرضا (عليه السلام)، فيكون نصّاً في إمامته. ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 49: 26 ـ 27. مسائل علي بن جعفر: 21 ـ 22. الغيبة للطوسي: 42. (2) بحار الأنوار 49: 27. (3) بحار الأنوار 49: 27 ـ 28. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 10 ـ 11. من لا يحضره الفقيه 2: 584. عيون أخبار الرضا 1: 290. الأمالي للصدوق: 183. -[ 262 ]- 33 ـ حديث بكر بن صالـح قال: "قلت لإبراهيم بن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) : ما قولك في أبيك؟ قال: حي. قلت: فما قولك في أخيك أبي الحسن؟ قال: هو عالم ثقة صدوق. قلت: فإنه يقول: إنّ أباك قد مضى. قال: هو أعلم بما يقول. فأعدت عليه، فأعاد عليّ. قلت: فأوصى أبوك؟ قال: نعم. قلت: إلى مَن أوصى؟ قال: إلى خمسة منا، وجعل عليّاً المقدم علينا" (1). 34 ـ حديث علي بن أبي حمزة عن الإمام الكاظم (عليه السلام)، وفيه: "أن علي بن يقطين قال له: مَن لنا بعدك يا سيدي؟ قال: عليّ هذا، هو خير من أخلف بعدي، هو مني بمنزلتي من أبي. هو لشيعتي عدة، عنده علم ما يحتاجون إليه. سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة، وإنه لمن المقربين" (2). 35 ـ حديث أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن الإمام الرضا (عليه السلام)، قال: "دخلت عليه بالقادسية، فقلت له: جعلت فداك، إني أريد أن أسألك عن شيء... إني سألت أباك، وهو نازل في هذا الموضع عن خليفته من بعده، فدلّني عليك" (3). 36 ـ حديث إسحاق بن موسى بن جعفر أن أباه موسى (عليه السلام) كان يقول لبنيه: "هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد، فسلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم، فإني سمعت أبي جعفر بن محمد غير مرة يقول لي: إنّ عالم آل محمد لفي صلبك، وليتني أدركتُه، فإنه سَمِيُّ أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ" (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 22، واللفظ له. بحار الأنوار 49: 22 ـ 23. عيون أخبار الرضا 2: 46. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 25 ـ 26. الغيبة للطوسي: 66. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 27. بحار الأنوار 23: 67. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 28. بحار الأنوار 49: 100. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 64 ـ 65. كشف الغمة 3: 111. -[ 263 ]- 37 ـ حديث محمد بن الفضيل الهاشمي، وفيه: "أتيت موسى بن جعفر (عليه السلام) قبل وفاته بيوم واحد. فقال لي: إني ميت لا محالة، فإذا واريتني في لحدي فلا تقيمن وتوجه إلى المدينة بودائعي هذه، فأوصلها إلى ابني علي الرضا، فهو وصيي، وصاحب الأمر بعدي" (1). 38 ـ حديث عمرو بن واقد في قتل الإمام الكاظم (عليه السلام) بالسم في السجن، وفيه: "ثم إن سيدنا دعا بالمسيب... فقال له: يا مسيب... إني ظاعن هذه الليلة إلى المدينة... لأعهد إلى علي ابني ما عهده إليّ أبي، وأجعله وصيي، وخليفتي، وأمره أمري... قال: فبكيت. فقال لي: لا تبك يا مسيب، فإنّ عليّاً ابني هو إمامك ومولاك بعدي، فاستمسك بولايته، فإنك لن تضل ما لزمْتَه..." (2).
مجموع نصوص إمامة الإمام الرضا (عليه السلام) هذا ما تيسر لنا عاجلاً ذكره من النصوص على إمامة الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليه)، وهناك نصوص أخر يحتاج توضيح دلالتها إلى كلام لا يسعنا فعلاً، ولا يهم ذكرها، لوفاء ما سبق بالمطلوب. فإنه لو أضيف له ما تقدم في الطائفة الرابعة من النصوص الكثيرة المتضمنة للنص على الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) جميعاً بأسمائهم فالنصوص على إمامته (صلوات الله عليه) تزيد على مائة حديث. مضافاً إلى المجموعتين من الأحاديث اللتين تقدم التعرض لهما عند الكلام في نصوص إمامة الإمام الصادق (عليه السلام).
ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 28. الثاقب في المناقب: 187. الخرائج والجرائح 1: 341. بحار الأنوار 49: 73. (2) عيون أخبار الرضا 2: 94 ـ 96. -[ 264 ]- الأولى: الأحاديث الكثيرة التي وردت عن آبائه (صلوات الله عليهم) المتضمنة بأن الإمامة بعد الحسن والحسين (صلوات الله وسلامه عليهم) تجري في الأعقاب من الوالد لولده، ولا تنتقل إلى أخ أو عم أو خال، ومنها بعض النصوص المتقدمة في إمامة أبيه الإمام الكاظم (عليه السلام)،لِظُهُور أنه لم يَدَّعِ أحدٌ الإمامةَ لأحد من ولد الكاظم غير الإمام الرضا (عليه السلام). وإنما وقع الخلاف في إمامته مِن الواقفة الذين أنكروا موت الإمام الكاظم (عليه السلام)، وادعوا أنه غاب ولم يمت، وأنه الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه). ويُبْطِل دعواهم أمورٌ: الأول: القَطْع بموت الإمام الكاظم (عليه السلام) بنَحْوٍ يُلْحَق بالبديهيات. الثاني: الأحاديث الكثيرة التي أشرنا إليها آنفًا، والتي تزيد على التواتر، المتضمنة أن الأئمة اثنا عشر، وأن المهدي (عجل الله فرجه) آخرهم وخاتمهم، والثاني عشر منهم.(وليس عددهم سبعة كما تدعي الواقفة). الثالث: الأحاديث الكثيرة المشار إليها آنفاً المتضمنة أن الإمام المهدي اسمه اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).(وليس موسى كما تدعي الواقفة). الرابع: أن هذه الطائفة قد انقرضت، ولم يبْقَ لها مَن يَحْمِل دعوتها، وذلك دليلٌ على بطلانها، كما يأتي، وأشرنا إليه في تعقيب نصوص إمامة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام). الثانية: الأحاديث المتضمنة أن سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكون إلا عند الإمام، بضميمة أن السلاح كان عند الإمام الرضا (عليه السلام)، كحديث سليمان بن جعفر، قال: "كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) : عندك سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فكتب إلي بخطه الذي أعرفه: هو عندي" (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 26: 211. بصائر الدرجات: 205. -[ 265 ]- وحديث أحمد بن أبي عبدالله عنه (عليه السلام) : "سألته عن ذي الفقار سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مِن أين هو؟ قال: هبط به جبرئيل (عليه السلام) مِن السماء، وكانت حليته من فضة. وهو عندي" (1). | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:39 pm | |
| نصوص إمامة الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) 6 ـ الإمام أبو جعفر محمد بن علي الجواد (صلوات الله عليه). ويدل على إمامته حديثا إبراهيم الكرخي وعيسى بن عبدالله المتقدمان في جملة النصوص على إمامة جده أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام). كما يدل على إمامته أيضاً حديث ابن سنان المتقدم في نصوص إمامة أبيه الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، وحديث أبي هاشم في الطبع على الحصى الآتي في نصوص إمامة الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام). ويضاف لذلك.. 1 ـ حديث معمر بن خلاد، قال: "سمعت الرضا (عليه السلام) وذكر شيئًا، فقال: ما حاجتكم إلى ذلك؟! هذا أبو جعفر قد أجلستُه مجلسي، وصيَّرْتُه مكاني. وقال: إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة" (2). 2 ـ حديث الحسين بن بشار [يسار]، قال: "كتب ابن قياما إلى أبي الحسن (عليه السلام) كتاباً يقول فيه: كيف تكون إماماً وليس لك ولد؟! فأجابه أبو الحسن الرضا (عليه السلام) شبه المغضب: وما علْمُك أنه لا يكون لي ولد؟!. والله لا تمضي الأيام والليالي حتى يرزقني الله ولداً ذكراً يفرق به بين الحق والباطل" (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 234. بصائر الدرجات: 200. عيون أخبار الرضا 1: 55. الأمالي للصدوق: 364. بحار الأنوار 42: 65. (2) الكافي 1: 320، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 21. الإرشاد 2: 276. الاختصاص: 279. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 93. كشف الغمة 3: 144. (3) الكافي 1: 320. بحار الأنوار 50: 22. الإرشاد 2: 277. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 94. -[ 266 ]- 3 ـ حديث ابن قيام، قال: "دخلت على علي بن موسى (عليه السلام)، فقلت له: أيكون إمامان؟ قال: لا، إلا وأحدهما صامِت. فقلت له: هوذا أنت ليس لك صامت. -ولم يكن ولد له أبو جعفر (عليه السلام) بعد- فقال لي: والله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحق وأهله. ويمحق به الباطل وأهله. فولد له بعد سنة أبو جعفر (عليه السلام) ـ" (1). 4 ـ حديثه الآخر، قال: "دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وقد ولد له أبو جعفر (عليه السلام) فقال: إنّ الله قد وهب لي مَن يرثني ويرث آل داود" (2). 5 ـ حديث الحسين بن يسار، قال: "استأذنت أنا والحسين بن قياما على الرضا (عليه السلام) في صري، فأذن لنا. فقال: افرغوا من حاجتكم. فقال له الحسين: تخلو الأرض مِن أن يكون فيها إمام؟ فقال: لا. قال: فيكون فيها اثنان؟ قال: لا، إلا وأحدهما صامت لا يتكلم. فقال: فقد علمت أنك لست بإمام. قال: ومِن أين علمتَ؟ قال: إنه ليس لك ولد، وإنما هي في العقب. قال: فقال له: فوالله لا تمضي الأيام والليالي حتى يولد لي ذكر مِن صلبي، يقوم مثل مقامي، يحق الحق، ويمحق الباطل" (3). 6 ـ حديث ابن أبي نصر، قال: "قال لي ابن النجاشي: مَن الإمام بعد صاحبك؟ فأشتهي أنْ تسأله حتى أعلم. فدخلت على الرضا (عليه السلام) فأخبرته. قال: فقال لي: الإمام ابني. ثم قال: هل يتجرأ أحد أن يقول: ابني، وليس له ولد؟!" (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 321، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 22 ـ 23. بحار الأنوار 50: 21. الإرشاد 2: 277. كشف الغمة 3: 144. (2) بحار الأنوار 50: 18. بصائر الدرجات: 158. (3) بحار الأنوار 50: 34. (4) الكافي 1: 320، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 20، 22. الإرشاد 2: 277. المناقب لابن شهراشوب 3: 449. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 93 ـ 94. كشف الغمة 3: 144. -[ 267 ]- 7 ـ حديث صفوان بن يحيى، قال: "قلت للرضا (عليه السلام) : قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر (عليه السلام)، فكنت تقول: يهب الله لي غلامًا. فقد وهبه الله لك، فأقر عيوننا، فلا أرانا الله يومك، فإنْ كان كَوْنٌ فإلى مَن؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر (عليه السلام)، وهو قائم بين يديه. فقلت: جعلت فداك، هذا ابن ثلاث سنين! فقال: وما يضرّه مِن ذلك؟! فقد قام عيسى (عليه السلام) بالحجة وهو ابن ثلاث سنين" (1). 8 ـ حديث عبدالله بن جعفر: "دخلت على الرضا (عليه السلام) أنا وصفوان ابن يحيى، وأبو جعفر (عليه السلام) قائم قد أتى له ثلاث سنين، فقلنا له: جعلنا الله فداك، إنْ - وأعوذ بالله - حَدَثَ حَدَثٌ فمَن يكون بعدك؟ قال: ابني هذا، وأومأ إليه. قال: فقلنا له: وهو في هذا السن؟ قال: نعم، وهو في هذا السن. إنّ الله تبارك وتعالى احتج بعيسى (عليه السلام) وهو ابن سنتين" (2). 9 ـ حديث معمر بن خلاد، قال: "سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا (عليه السلام) : إن ابني في لسانه ثقل، فأنا أبعث به إليك غدًا، تمسح على رأسه، وتدعو له، فإنه مولاك. فقال: هو مولى أبي جعفر، فابْعَثْ به غداً إليه" (3). 10 ـ حديث الخيراني عن أبيه، قال: "كنت واقفاً بين يدي أبي الحسن (عليه السلام) بخراسان، فقال له قائل: يا سيدي إنْ كان كوْن فإلى مَن؟ قال: إلى أبي جعفر ابني. فكأنّ القائل استصغر سن أبي جعفر (عليه السلام)، فقال أبو الحسن (عليه السلام) : إن الله تبارك وتعالى بعث عيسى بن مريم رسولاً نبياً صاحب ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 321، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 21. الإرشاد 2: 276. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 93. كشف الغمة 3: 144. (2) بحار الأنوار 50: 35. كفاية الأثر: 279. (3) الكافي 1: 321. بحار الأنوار 50: 36. -[ 268 ]- شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر (عليه السلام) ـ" (1). 11 ـ ونحوه حديث إبراهيم بن أبي محمود (2). 12 ـ حديث علي بن جعفر (عليه السلام) عم الإمام الرضا (عليه السلام)، قال: "والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا (عليه السلام)... فقمت فمصصت ريق أبي جعفر (عليه السلام) ثم قلت له: أشهد أنك إمامي عند الله فبكى الرضا (عليه السلام)، ثم قال: يا عمّ ألم تسمع أبي وهو يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : بأبي ابن خيرة الإماء ابن النوبية الطيبة الفم المنتجبة الرحم... أفيكون هذا يا عمّ إلا منّي؟ فقلت: صدقت جعلت فداك" (3). 13 ـ حديث جعفر بن محمد النوفلي، قال: "لقيت الرضا (عليه السلام)... فسلمت عليه ثم جلست، فقلت: جعلت فداك، إنّ أناساً يزعمون أنّ أباك حيّ. فقال: كذبوا لعنهم الله... قلت: فما تأمرني؟ قال: اقْتَدِ بابني محمد مِن بعدي..." (4). 14 ـ حديث مسافر، قال: "أمرني أبو الحسن (عليه السلام) بخراسان، فقال: الْحَقْ بأبي جعفر، فإنه صاحبك" (5). 15 ـ حديث محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الإمام الرضا (عليه السلام) : "أنه سُئِل أتكون الإمامة في عمّ أو خال؟ فقال: لا. فقلت: ففي أخ؟ قال: لا. قلت: ففي مَن؟ قال: في ولدي. وهو يومئذٍ لا ولد له" (6). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 322، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 23 ـ 24. روضة الواعظين: 237. الإرشاد 2: 279. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 94. كشف الغمة 3: 145. (2) بحار الأنوار 50: 34 ـ 35. كفاية الأثر: 277 ـ 278. (3) الكافي 1: 322 ـ 323، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 21. مسائل علي بن جعفر: 322. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 161، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 18. عيون أخبار الرضا 1: 233. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 59. (5) بحار الأنوار 50: 34. اختيار معرفة الرجال 2: 795. (6) الكافي 1: 286، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 35. الإمامة والتبصرة: 59. -[ 269 ]- 16 ـ حديث عقبة بن جعفر، قال: "قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) : قد بلغتَ ما بلغتَ وليس لك ولد. فقال: يا عقبة إنّ صاحب هذا الأمر لا يموت حتى يرى خلفه مِن بعده" (1). 17 ـ حديث يحيى الصنعاني، قال: "دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وهو بمكة، وهو يقشر موزًا، ويطعمه أبا جعفر (عليه السلام)، فقلت له: جعلت فداك، هذا المولود المبارك؟ قال: نعم يا يحيى هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله مولود أعظم بركة على شيعتنا منه" (2). فإنّ سؤال السائل ظاهِر في انتظار المولود الموعود به للإمامة، ويناسبه الجواب. 18 ـ حديث ابن نافع، قال: "سألت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) : مَن صاحب هذا الأمر بعدك؟ فقال: يا ابن نافع يدخل عليك مِن هذا الباب مَن ورث ما ورثتُه مِن قبلي، وهو حجة الله تعالى مِن بعدي. فبينا أنا كذلك إذ دخل علينا محمد بن علي (عليه السلام)... ثم دخل علينا أبو الحسن (عليه السلام) فقال لي: يا ابن نافع، سلِّم وأذعن له بالطاعة، فروحه روحي، وروحي روح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " (3). 19 ـ حديث زكريا بن آدم، قال: "إني لعند الرضا إذ جيء بأبي جعفر (عليه السلام) وسنّه أقل من أربع سنين... فاستدناه وقبّل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنت وأمي، أنت لها. يعني: الإمامة" (4). 20 ـ حديث دعبل الخزاعي الشاعر، قال: "أنشدت مولاي علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قصيدتي التي أولها: ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 50: 35. كفاية الأثر: 279. (2) الكافي 6: 260، 361، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 35. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 165. المناقب لابن شهراشوب 3: 494. (4) بحار الأنوار 50: 59. -[ 270 ]- مدارس آياتٍ خَلَت مِن تلاوةٍ ** ومنزل وَحْيٍ مُقْفِر العَرَصَات فلما انتهيت إلى قولي: خروج إمام لا محالة خارج *** يقوم على اسم الله والبركـات يميّز فينا كلَّ حق وباطل *** ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا (عليه السلام) بكاء شديدًا، ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين. فهل تدري مَن هذا الإمام؟ ومتى يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد، ويملؤها عدلاً. فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته..." (1). 21 ـ حديث أبي الحسين بن محمد بن أبي عباد، وكان يكتب للإمام الرضا (عليه السلام) قال: "ما كان (عليه السلام) يذكر محمداً ابنه إلا بكنيته، يقول: كتب إليّ أبو جعفر (عليه السلام)، وكنت أكتب إلى أبي جعفر (عليه السلام)، وهو صبي بالمدينة، فيخاطبه بالتعظيم. وترد كتب أبي جعفر (عليه السلام) في نهاية البلاغة والحسن، فسمعته يقول: أبو جعفر وصيي، وخليفتي في أهلي مِن بعدي" (2). بناء على أنّ المراد بالوصية الوصية الراجعة للإمامة، كما يظهر من مجموع النصوص الواردة عنهم (عليهم السلام). 22 ـ حديث هرثمة بن أعين في وفاة الإمام الرضا (عليه السلام)، وفيه أن ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 49: 237 ـ 238. عيون أخبار الرضا 1: 297. كمال الدين وتمام النعمة: 372. كفاية الأثر: 275 ـ 277. (2) عيون أخبار الرضا 1: 266. -[ 271 ]- الإمام الرضا (عليه السلام) قال له عن المأمون: "فإنه سيشرف عليك ويقول لك: يا هرثمة أليس زعمتم أنّ الإمام لا يغسله إلا إمام مثله، فمَن يغسل أبا الحسن علي بن موسى وابنه محمد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس؟ فإذا قال ذلك فأجبه، وقل له: إنا نقول أنّ الإمام لا يجب أن يغسله إلا إمام مثله، فإنْ تَعَدّى مُتَعَدٍّ، فغسل الإمام، لم تبطل إمامة الإمام لتعدِّي غاسله، ولا بطلت إمامة الإمام الذي بعهده بأنْ غُلِبَ على غسْل أبيه. ولو ترك أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بالمدينة لغسله ابنه محمد ظاهراً مكشوفاً ولا يغسله الآن أيضاً إلا هو مِن حيث يخفى" (1). 23 ـ حديث أبي الصلت الهروي في وفاة الإمام الرضا (عليه السلام) أيضاً المتضمن لدعوى الإمام الجواد (عليه السلام) الإمامة وإقرار الإمام الرضا (عليه السلام) له على ذلك، وتعامله معه بما يناسبه وظهور دلائل الإمامة منه (عليه السلام) ـ (2). نعم، هذان الحديثان مختلفان اختلافاً شديداً في كيفية وفاة الإمام الرضا (عليه السلام) وتجهيزه بنحو يصعب معه الجمع بينهما، إلا أن ذلك أمر خارج عما نحن بصدده من ذكر نصوص الإمامة.
مجموع النصوص الدالة على إمامة الإمام الجواد (عليه السلام) هذا ما عثرنا عليه من النصوص الدالة على إمامة الإمام أبي جعفر محمد بن علي الجواد (صلوات الله عليه). وربما تكون هناك نصوص أخر يحتاج دلالتها إلى كلام لا يسعنا في هذه العجالة، وإذا أضيفت إلى نصوص الطائفة الرابعة، المتضمنة لذكر الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) بأسمائهم قاربت النصوص الدالة على إمامته (عليه السلام) التسعين حديثًا. ـــــــــــــــــــــــ (1) عيون أخبار الرضا 1: 276. (2) عيون أخبار الرضا 1: 271 ـ 274. -[ 272 ]-
أحاديث ثبوت الإمامة في الأعقاب ويؤكد ذلك أمران: الأول: النصوص الكثيرة عن آبائه (صلوات الله عليهم) - الذين ثبتت إمامتهم بما سبق - المتضمنة أن الإمامة بعد الحسن والحسين (صلوات الله عليهم) في الأعقاب وأعقاب الأعقاب، ولا تنتقل إلى أخ أو عم أو خال. وقد تقدم التعرض لها ولمصادرها عند الكلام في نصوص إمامة الإمام الصادق (عليه السلام)، وهي وإن كانت تنفع فيمَن سبقه مِن الأئمة أيضاً - كما ذكرناه آنفاً - إلا أنها فيه وفيمَن بعده مِن الأئمة مِن ولده أوضح، لتَكَثُّر النصوص المتضمنة لذلك تدريجياً بتعاقب الأئمة (عليهم السلام). بل في جملةٍ منها التأكيد على أنّ استمرار الإمامة في عقب الإمامين الكاظم والرضا (عليه السلام)، وأنّ المهدي مِن ذريتهما نتيجة ذلك، وقد تقدم بعضها. ومن أجل ذلك كان ظاهِر جملةٍ مِن الأحاديث المتقدمة المتضمنة للنص على الإمام الجواد (عليه السلام) المفروغية عن ذلك بين الشيعة في عصر الإمام الرضا (عليه السلام)، وتسالمهم عليه، وأنهم كانوا ينتظرون ولادة ولد له، مع مفروغيتهم عن ثبوت الإمامة في عقبه، وأنّ خصومه كانوا يحاولون الإنكار على دعواه الإمامة - قبل ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) - بأنه لا عقب له. ومن المعلوم أنّ الإمام الرضا (عليه السلام) لم يعقب حين وفاته غير الإمام أبي جعفر الجواد، فيكون هو المتعين للإمامة. ولاسيما مع عدم دعوى غيره الإمامة بالنص. ومِن هنا كان الظاهر مفروغية الشيعة عن إمامة الإمام الجواد بعد أبيه، وإنما كان السؤال من بعضهم إما قبل ولادته، لتحيُّرهم في الأمر، أو بعد ولادته، للتأكد والتثبُّت، والجمود على التشبث بالنص. -[ 273 ]- ولذا روى أحمد بن محمد بن عيسى عن الإمام الجواد (صلوات الله عليه) نفسه حديثاً طويلاً قال فيه: "فقال لي أبو جعفر (عليه السلام) ابتداء منه: ذَهَبَت الشُّبْهة، ما لأبي ولد غيري. قلت: صَدَقْتَ، جعلت فداك" (1).
صِغَر سِنِّ الإمام الجواد (عليه السلام) مِن شواهد التسديد الإلهي الثاني: أنّ مِن المعلوم أهمية الإمامة عند الشيعة وقدسيتها، تبعاً لما ورد عن أئمتهم (عليهم السلام) من تميز الإمام بالكرامة على الله تعالى ورفعة الشأن عنده، حتى مَكَّنَه مِن مفاتيح علمه وورَّثَه مواريث الأنبياء (صلوات الله عليهم)، وسلَّطَه على التصرف في الكون، بنحوٍ يستطيع خرق نواميس الطبيعة بالمعجز، وأوجب على الناس طاعته والتسليم له، والخضوع لحكمه. كما أنّ هذا المنصب مما يضيق به الجمهور الذين هم على خلاف خط أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وخصوصاً ذوي السلطان منهم، حيث يرون فيه إنكاراً لشرعية خلافتهم وسلطانهم. ومِن الظاهر أن الإمام الجواد (صلوات الله عليه) قد تَقَلَّد هذا المنصب العظيم في الثامنة من عمره الشريف، وهو عمر لا يؤهل الإنسان العادي لتحمل مسؤولية بيت واحد، بل ولا لتحمل مسؤولية شخصه وحده، فلو لم يكن (صلوات الله عليه) حقيقاً بهذا المنصب الرفيع، ومورداً للعناية الربانية والتسديد الإلهي، لانهار أمام هذه المسؤولية العظمى، وفضح أمام الناس خاصتهم وعامتهم، وكانت نهاية منصب الإمامة، وفشل دعوتها، على يديه. لكنه (صلوات الله عليه) قد قام على قدميه، وفرض شخصيته واحترامه على القريب والبعيد، والعدو والصديق، وكان له كيانه المعتد به ـــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار 50: 67 ـ 68. اختيار معرفة الرجال 2: 859. -[ 274 ]- عند السلطة، وعند الجمهور، فضلاً عن شيعته ومواليه. ومِن الملفت للنظر حقّاً خضوع بعض مشايخ الطالبيين له ممّن يشاركونه في النسب، ويتقدمون عليه في الطبقة، حيث لا يظهر لهم داعٍ لذلك إلا الإذعان لأمر الله تعالى فيه، والبخوع لحكمه، لكونهم على بصيرة مِن حقّه (عليه السلام)، كعمه الحسين بن موسى بن جعفر، وعم أبيه السيد الجليل علي بن جعفر العريضي. يقول الحسين بن موسى: "كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) بالمدينة، وعنده علي بن جعفر، وأعرابي من أهل المدينة جالس. فقال لي الأعرابي: مَن هذا الفتى؟ وأشار بيده إلى أبي جعفر (عليه السلام). قلت: هذا وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: يا سبحان الله! رسول الله قد مات منذ مائتي سنة وكذا وكذا سنة، وهذا حَدَثٌ، كيف يكون هذا وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! قلت: هذا وصي علي بن موسى، وعلي وصي موسى بن جعفر، وموسى وصي جعفر بن محمد، وجعفر وصي محمد بن علي، ومحمد وصي علي بن الحسين، وعلي وصي الحسين، والحسين وصي الحسن، والحسن وصي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلي بن أبي طالب وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: و دَنَا الطبيبُ ليقطع له العرق، فقام علي بن جعفر، فقال: يا سيدي يبدأني، لتكون حدة الحديد فيَّ قبلك قال: قلت (يعني للأعرابي الذي كان يحدثه): يهنك. هذا عم أبيه. قال: فقطع له العرق. ثم أراد أبو جعفر (عليه السلام) النهوض، فقام علي بن جعفر، فسوى له نعليه حتى يلبسهما" (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) معجم رجال الحديث 12: 316 ـ 317 في ترجمة علي بن جعفر، واللفظ له. اختيار معرفة الرجال 2: 729. -[ 275 ]- وعن علي بن جعفر أنه قال: "قال لي رجلٌ أحسبه مِن الواقفة: ما فعل أخوك أبو الحسن؟ قلت: قد مات. قال: وما يدريك بذاك؟ قال: قلت: اقتسمت أمواله، وأنكحت نساؤه، ونطق الناطِق مِن بعده. قال: ومَن الناطق مِن بعده؟ قلت: ابنه علي. قال: فما فعل؟ قلت له: مات. قال: وما يدريك أنه مات؟ قلت: قسمت أمواله، ونكحت نساؤه، ونطق الناطق من بعده. قال: ومن الناطق من بعده؟ قلت: أبو جعفر ابنه. قال: فقال له: أنت في سنّك وقدرك، وابن جعفر بن محمد، تقول هذا القول في هذا الغلام؟! قال: قلت: ما أراك إلا شيطانًا. قال: ثم أخذ بلحيته فرفعها إلى السماء، ثم قال: فما حيلتي إنْ كان الله رآه أهلاً لهذا، ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلاً؟" (1). وعن محمد بن الحسن بن عمار قال: "كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالساً بالمدينة. وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه - يعني: أبا الحسن (عليه السلام) - إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) المسجد، مسجد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء، فقبل يده وعظمه. فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : يا عمّ اجلس رحمك الله فقال: يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم؟ فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه، ويقولون: أنت عم أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل! فقال: اسكتوا إذا كان الله عزوجل - وقبض على لحيته - لم يؤهّل هذه الشيبة، وأهّل هذا الفتى، ووضعه حيث وضعه أنكر فضله؟! نعوذ بالله مما تقولون بل أنا له عبد" (2). والإنصاف أنّ ذلك مِن أقوى الأدلة على إمامته (عليه السلام) وإمامة ـــــــــــــــــــــــ (1) اختيار معرفة الرجال 2: 728، واللفظ له.معجم رجال الحديث 12: 316 في ترجمة علي بن جعفر. (2) الكافي 1: 322. معجم رجال الحديث 12: 317 في ترجمة علي بن جعفر. -[ 276 ]- آبائه (عليهم السلام) مِن قبْلِه، لأنّ إمامته فَرْعُ إمامتهم، وأصدق البراهين على أحقية دعوة الإمامة الظافرة وسلامتها، وعلى عناية الله تعالى بها ورعايته لها، وقد ((كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)) (1). ويجري هذا بعينه في الإمام الهادي (عليه السلام) الذي تسنم هذا المنصب العظيم في مثل سن أبيه الإمام الجواد (عليه السلام)، على ما يأتي التعرض له. بل الإنصاف أن هذا يجري في جميع الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم)، كما يأتي إن شاء الله تعالى عند ذكر القرائن المؤيدة للنصوص، إلا أن للإمامين الجواد وولده الهادي (صلوات الله عليهم) تميزهما بسبب صغر السن. ومن ثم خصصناهما بهذا الحديث. | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:42 pm | |
| نصوص إمامة الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السلام) 7 ـ الإمام أبو الحسن علي بن محمد الهادي (صلوات الله عليه). ويدل على إمامته حديث دعبل المتقدم في جملة النصوص على إمامة أبيه الإمام أبي جعفر محمد الجواد (صلوات الله عليه) وحديث أبي هاشم المتضمن الختم على الحصى الذي يأتي في جملة نصوص إمامة ولده الإمام أبي محمد الحسن العسكري (صلوات الله عليه). ويضاف لذلك.. 1 ـ حديث الخيراني أنّ أباه كان يلزم باب الإمام أبي جعفر الجواد (عليه السلام) للخدمة، وكان أحمد بن محمد بن عيسى يجيء في السحر في كل ليلة، ليعرف خبر علة الإمام الجواد (عليه السلام)، قال: "وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر (عليه السلام) وبين أبي إذا حضر قام أحمد، وخلا به أبي، فخرجت ذات ليلة، وقام أحمد عن المجلس، وخلا أبي بالرسول، واستدار أحمد، فوقف حيث يسمع الكلام، فقال الرسول لأبي: إنّ مولاك يقرأ عليك السلام، ويقول ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة المجادلة الآية:21. -[ 277 ]- لك: إني ماضٍ، والأمْرُ صائر إلى ابني علي، وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي. ثم مضى الرسول، ورجع أحمد إلى موضعه، وقال لأبي: ما الذي قد قال لك؟ قال: خيرًا. قال: قد سمعت ما قال، فلِمَ تكتمه؟! وأعاد ما سمع. فقال له أبي... فاحفظ الشهادة، لعلنا نحتاج إليها يوماً ما، إياك أن تظهرها إلى وقتها. فلما أصبح أبي كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع، وختمها، ودفعها إلى عشرة من وجوه العصابة، وقال: إنْ حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها، فافتحوها، واعملوا بما فيها. فلما مضى أبو جعفر (عليه السلام) ذكر أبي أنه لم يخرج من منزله حتى قَطَعَ على يديه نَحْوٌ مِن أربعمائة إنسان. واجتمع رؤساء العصابة عند محمد بن الفرج يتفاوضون هذا الأمر، فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماعهم عنده، وأنه لولا مخافة الشهرة لصار معهم إليه، ويسأله أن يأتيه، فركب أبي وصار إليه، فوجد القوم مجتمعين عنده، فقالوا لأبي: ما تقول في هذا الأمر؟ فقال أبي لمن عنده الرقاع: أحضروا الرقاع. فأحضروها. فقال لهم: هذا ما أُمِرْتُ به. فقال بعضهم: قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر. فقال لهم: قد أتاكم الله عزوجل به. هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة، وسأله أن يشهد بما عنده... قال: قد سمعت ذلك... فلم يبرح القوم حتى قالوا بالحقّ جميعاً" (1). 2 ـ حديث إسماعيل بن مهران، قال: "لما خرج أبو جعفر(الجواد) (عليه السلام) من المدينة إلى بغداد، في الدفعة الأولى من خَرْجَتَيْه، قلت له عند خروجه: جعلت فداك، إني أخاف عليك في هذا الوجه، فإلى مَن الأمر بعدك؟ ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 324، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 119 ـ 121. -[ 278 ]- فكرّ بوجهه إليَّ ضاحكًا، وقال: ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة. فلما أخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه، فقلت له: جعلت فداك، أنت خارج، فإلى مَن هذا الأمر مِن بعدك؟ فبكى حتى اخضلت لحيته. ثم التفت إليّ، فقال: عند هذه يخاف عليّ. الأمر مِن بعدي إلى ابني علي" (1). 3 ـ حديث الصقر بن أبي دلف، قال: "سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) يقول: إنّ الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي. والإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه. ثم سكت. فقلت له: يا ابن رسول الله، فمَن الإمام بعد الحسن؟ فبكى (عليه السلام) بكاء شديدًا، ثم قال: إنّ مِن بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له: يا ابن رسول الله، لِمَ سُمّي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته. فقلت له: ولِمَ سُمّي المنتظر؟ قال: لأن له غيبة يكثر أيامها، ويطول أمدها. فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيها الوقاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيه المسلمون" (2). 4 ـ حديث محمد بن عيسى: "أن أبا جعفر (عليه السلام) لما أراد الخروج من المدينة إلى العراق ومعاودتها أجلس أبا الحسن في حجره بعد النَّصِّ عليه، وقال له: ما الذي تحبّ..." (3). 5 ـ حديث أمية بن علي القيسي، قال: "قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام) : مَن الخلف بعدك؟ فقال: ابني علي..." (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 323، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 118. (2) كمال الدين وتمام النعمة: 378، واللفظ له. كفاية الأثر: 283. وذكره باختصار في بحار الأنوار 50: 30، 157ـ158. (3) بحار الأنوار 50: 123. عيون المعجزات: 119. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 209 ـ 210. الغيبة للنعماني: 185. -[ 279 ]- 6 ـ حديث محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: "قال لي أبو جعفر (عليه السلام) : يفْضِي هذا الأمر إلى أبي الحسن وهو ابن سبع سنين. ثم قال: نعم، وأقَلّ مِن سبع سنين، كما كان عيسى" (1). 7 ـ حديث محمد بن عثمان الكوفي عن الإمام الجواد (عليه السلام) : "أنه قال له: إنْ حَدَثَ بك - وأعوذ بالله - حادِثٌ فإلى مَن؟ فقال: إلى ابني هذا-يعني: أبا الحسن-..." (2). 8 ـ حديث علي بن مهزيار، قال: "قلت لأبي الحسن (عليه السلام) : إني كنت سألت أباك عن الإمامة، فنَصَّ عليك، ففيمَن الإمامة بعدك؟ فقال (عليه السلام) : في أكبر ولدي. ونَصَّ على أبي محمد (عليه السلام)، فقال: إنّ الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين" (3).
مجموع نصوص إمامة الإمام الهادي (عليه السلام) هذا ما عثرنا عليه عاجلاً من النصوص على إمامة الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي (صلوات الله عليه). وهناك بعض الأحاديث التي تحتاج دلالتها إلى شرح لا يسعنا ذكرها. وإذا أضيفت هذه الأحاديث إلى ما سبق في الطائفة الرابعة من النصوص المتضمنة لذكر الأئمة الاثني عشر بأسمائهم تزيد الأحاديث الدالة على إمامته (عليه السلام) على سبعين حديثًا. ويؤكدها الأمران اللذان سبق منا سَوْقُهما لتأكيد إمامة أبيه الإمام الجواد (عليه السلام)، لمشاركته (عليه السلام) لأبيه فيهما، بل هما فيه أظهر، لأنّ الضوابط العامة كلما تكرر العمل عليها تزداد وضوحاً وتركُّزاً في النفوس. ولعله لذا قَلّ ما وصل إلينا من الأسئلة مِن معاصري أبيه (عليه السلام) عن إمامته، ـــــــــــــــــــــــ (1)، (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 211. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 279. عيون المعجزات: 123. -[ 280 ]- لاستغنائهم بتلك الضوابط. نعم يفترق الإمام الهادي (عليه السلام) عن أبيه الإمام الجواد (عليه السلام) بأنّ للإمام الجواد (عليه السلام) ولداً آخر هو موسى المبرقع، بينما انحصر عقب الإمام الرضا (عليه السلام) بالإمام الجواد (عليه السلام)، كما سبق. إلا أنّ موسى المبرقع لم يَدَّعِ الإمامةَ، ولم يَدَّعِها أحدٌ له، ليكون طرفاً في الترديد، ويحتاج في ترجيح الإمام الهادي (عليه السلام) عليه للدليل(بل،تتعين في الإمام الهادي عليه السلام). | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:45 pm | |
| نصوص إمامة الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) 8 ـ الإمام أبو محمد الحسن بن علي العسكري (صلوات الله عليه). ويدل على إمامته حديث دعبل بن علي الخزاعي الشاعر المتقدم في أحاديث النص على إمامة جده الإمام أبي جعفر الجواد (صلوات الله عليه). وحديث الصقر بن أبي دلف وعلي بن مهزيار المتقدمان في أحاديث النص على إمامة أبيه الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام). ويضاف لها.. 1 ـ حديث سعد بن عبدالله عن جماعة من بني هاشم - منهم الحسن بن الحسن الأفطس - أنهم حضروا يوم توفي أبو جعفر محمد بن الإمام علي الهادي، وقد بسط للإمام الهادي (عليه السلام) في صحن داره، والناس جلوس حوله، فقالوا: "قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلاً، سوى مواليه وسائر الناس، إذ نظر إلى الحسن بن علي قد جاء مشقوق الجيب، حتى قام عن يمينه، ونحن لا نعرفه،فنظر إليه أبو الحسن (عليه السلام) بعد ساعة، فقال: يا بنيّ أَحْدِثْ لله عزوجل شُكْرًا، فقد أَحْدَثَ فيك أَمْرًا فبكى الفتى، وحمد الله، واسترجع، وقال: الحمد لله رب العالمين. وأنا أسأل الله تمام نعمه لنا فيك. وإنا لله وإنا إليه راجعون. فسألنا عنه، فقيل: هذا الحسن ابنه. وقدرنا له في ذلك الوقت -[ 281 ]- عشرين سنة، أو أرجح. فيومئذٍ عرفناه، وعلمنا أنه قد أشار إليه بالإمامة، وأقامه مقامه" (1). 2 ـ ونحوه خبر علي بن جعفر، قال: "كنت حاضراً أبا الحسن (عليه السلام) لَمّا توفي ابنه محمد، فقال للحسن: يا بنيّ أحدث لله شكرًا، فقد أحدث فيك أمراً" (2). 3 ـ وحديث أحمد بن محمد بن عبد الله بن مروان الأنباري، قال: "كنت حاضراً عند [مضي] أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام)، فجاء أبو الحسن (عليه السلام)، فوضع له كرسي، فجلس عليه، وحوله أهل بيته، وأبو محمد قائم في ناحية، فلما فرغ مِن أمر أبي جعفر التفت إلى أبي محمد (عليه السلام)، فقال: يا بني أحدث لله تبارك وتعالى شكرًا، فقد أحدث فيك أمراً" (3). 4 ـ وحديث محمد بن أبي الصهبان، قال: "لما مات أبو جعفر محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسى (عليهم السلام) وضع لأبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) كرسي، فجلس عليه، وكان أبو محمد الحسن بن علي (عليهم السلام) قائماً في ناحية، فلما فرغ من غسل أبي جعفر التفت أبو الحسن (عليه السلام) إلى أبي محمد (عليه السلام)، فقال: يا بني أحدث لله شكرًا، فقد أحدث فيك أمراً" (4). 5 ـ حديث أبي هاشم الجعفري، قال: "كنت عند أبي الحسن (عليه السلام) بعدما مضى ابنه أبو جعفر، وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول: كأنهما - أعني أبا جعفر وأبا محمد - في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 326 ـ 327، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 245. الإرشاد 2: 318 إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 135. كشف الغمة 3: 201. (2) الكافي 1: 326. بحار الأنوار 50: 244. (3) الكافي 1: 326، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 240. الإرشاد 2: 316. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 134. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 277. الغيبة للطوسي: 203. بحار الأنوار 50: 243. -[ 282 ]- جعفر بن محمد (عليهم السلام)، وإنّ قصتهما كقصتهما، إذ كان أبو محمد المرجى بعد أبي جعفر (عليه السلام). فأقبل عليَّ أبو الحسن قبل أن أنطق فقال: نعم يا أبا هاشم، بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يكن يعرف له، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله. وهو كما حدَّثَتْك نفسُك، وإن كره المبطلون. وأبو محمد ابني الخلف مِن بعدي، عنده علم ما يحتاج إليه، ومعه آلة الإمامة" (1). 6 ـ حديث علي بن عمرو العطار، قال: "دخلت على أبي الحسن العسكري (عليه السلام) وأبو جعفر ابنه في الأحياء، وأنا أظن أنه هو، فقلت له: جعلت فداك مَن أَخُصّ مِن ولدك؟ فقال: لا تَخُصُّوا أحداً حتى يخرج إليكم أمري. قال: فكتبت إليه بعد: فيمَن يكون هذا الأمر؟ قال: فكتب إليّ: في الكبير مِن ولدي. قال: وكان أبو محمد أكبر من أبي جعفر" (2). 7 ـ حديث علي بن عمر النوفلي، قال: "كنت مع أبي الحسن (عليه السلام) في صحن داره، فمر بنا محمد ابنه، فقلت له: جعلت فداك، هذا صاحبنا بعدك؟ فقال: لا. صاحبكم بعدي الحسن" (3). 8 ـ حديث أحمد بن عيسى العلوي، قال: "دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) بصري، فسلمنا عليه، فإذا نحن بأبي جعفر وأبي محمد قد دخلا، فقمنا إلى أبي جعفر لنسلم عليه. فقال أبوالحسن (عليه السلام) : ليس هذا صاحبكم.عليكم بصاحبكم، وأشار إلى أبي محمد (عليه السلام) ـ" (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 327، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 241. الإرشاد 2: 319. (2) الكافي 1: 326، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 244. (3) الكافي 1: 325 ـ 326، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 242. (4) بحار الأنوار 50: 242. للغيبة للطوسي: 199. -[ 283 ]- 9 ـ حديث شاهويه بن عبدالله الجلاب، قال: "كتب إليّ أبو الحسن في كتاب: أردتَ أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر، وقَلِقْتَ لذلك، فلا تغتم، فإنّ الله عزوجل لا يضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. وصاحبك بعدي أبو محمد ابني وعنده ما تحتاجون إليه. يقدم ما يشاء الله، ويؤخر ما يشاء الله ((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا)). قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذي عقل يقظان" (1). 10 ـ حديث علي بن مهرياز، قال: "قلت لأبي الحسن (عليه السلام) : إن كان كوْنٌ - وأعوذ بالله - فإلى مَن؟ قال: عهدي إلى الأكبر من ولدي" (2). 11 ـ حديث داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري قال: "سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: الخَلَف مِن بعدي الحسن. فكيف لكم بالخَلَف مِن بعْدِ الخَلَف فقلت: ولِمَ جعلني الله فداك؟ فقال: إنكم لا ترون شخصه، ولا يحل لكم ذكره باسمه. فقلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجّة مِن آل محمد (عليهم السلام)" (3). وقريبٌ منه أو عَيْنُه حديثه الآخر (4). 12 ـ حديث يحيى بن يسار، قال: "أوصى أبو الحسن (عليه السلام) إلى ابنه الحسن قبل مُضِيِّه بأربعة أشهر، وأَشْهَدَنِي على ذلك، وجماعة مِن الموالي" (5). 13 ـ حديث عبد الله بن محمد الأصفهاني، قال: "قال أبو الحسن (عليه السلام) : صاحبكم بعدي الذي يصلي عليّ. قال: ولم نعرف أبا محمد قبل ذلك. قال: فخرج أبو محمد، فصلّى عليه" (6). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 328، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 242 ـ 243. (2) الكافي 1: 326، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 244. (3) الكافي 1: 328، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 240. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 274. (5) الكافي 1: 325، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 346. (6) الكافي 1: 326، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 243 ـ 244. -[ 284 ]- 14 ـ حديث عبدالعظيم الحسني المتضمن أنه عَرَضَ دِينَه على الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي، فذَكَرَ الأئمةَ (عليهم السلام) واحداً بعد واحد، حتى انتهى إليه، فقال (عليه السلام) : "ومِن بعدي الحسن ابني، فكيف للناس بالخَلَف مِن بعده؟! قال: فقلت: وكيف ذاك يا مولاي؟ قال: لأنه لا يرى شخصه، ولا يحل ذكره باسمه، حتى يخرج، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً" (1). 15 ـ حديث الصقر بن أبي دلف، قال: "سمعت علي بن محمد بن علي الرضا (عليه السلام) يقول: إنّ الإمام بعدي الحسن ابني، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً" (2). 16 ـ حديثه الآخر عنه (عليه السلام) في تعيين أيام الأسبوع للأئمة (عليهم السلام). وفيه قال (عليه السلام) : "والخميس ابني الحسن، والجمعة ابن ابني، وإليه تجتمع عصابة الحق، وهو الذي يملؤها قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلمًا..." (3). 17 ـ حديث أحمد بن محمد بن رجا صاحب الترك، قال: "قال أبو الحسن (عليه السلام) : الحسن ابني القائم من بعدي" (4). 18 ـ حديث أبي بكر الفهفكي، قال: "كتب إليَّ أبو الحسن (عليه السلام) : أبو محمد ابني أَنْصَحُ آلِ محمد غريزة، وأوثقهم حجة، وهو الأكبر من ولدي، وهو الخلف، وإليه ينتهي عرى الإمامة وأحكامها. فما كنتَ سائلي فسله ـــــــــــــــــــــــ (1) كمال الدين وتمام النعمة: 379 ـ 380، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 239. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 274. (2) كمال الدين وتمام النعمة: 383، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 239. (3) كمال الدين وتمام النعمة: 382 ـ 383. كفاية الأثر: 291. روضة الواعظين: 392. بحار الأنوار 24: 239. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 276. الغيبة للطوسي: 199. بحار الأنوار 50: 242. -[ 285 ]- عنه، فعنده ما يُحْتَاج إليه" (1). 19 ـ حديث محمد بن عيسى بإسناده عن الإمام الهادي (عليه السلام) : "أنه قال: أبو محمد ابني الخلف من بعدي" (2). 21 ـ حديث إسحاق بن محمد النخعي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: "كنت عند أبي محمد (عليه السلام)، فاستؤذن لرجل من أهل اليمن عليه. فدخل رجل عبل طويل جسيم، فسلم عليه بالولاية، فرد عليه بالقبول، وأمره بالجلوس، فجلس ملاصقاً لي: فقلتُ في نفسي: ليت شعري مَن هذا؟ فقال أبو محمد (عليه السلام) : هذا مِن ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طَبَع آبائي (عليهم السلام) فيها بخواتيمهم، فانطبعت، وقد جاء بها معه يريد أنْ أَطْبَع فيها. ثم قال: هاتها، فأخرج حصاة، وفي جانب منها موضع أملس، فأخذها أبو محمد (عليه السلام)، ثم أخرج خاتمه، فطبع فيها، فانطبع، فكأني أرى نقش خاتمه الساعة: (الحسن بن علي). فقلت لليماني: رأيته قبل هذا قط؟ قال: لا والله. وإني لمنذ دهر حريص على رؤيته، حتى كأن الساعة أتاني شاب لست أراه، فقال لي: قم فادخل، فدخلت. ثم نهض اليماني وهو يقول: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت. ذرية بعضها من بعض. أشهد بالله أن حقك لواجب، كوجوب حق أمير المؤمنين (عليه السلام)، والأئمة من بعده (صلوات الله عليهم أجمعين). ثم مضى، فلم أره بعد ذلك". قال إسحاق: قال أبو هاشم الجعفري: "وسألته عن اسمه، فقال: ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 327 ـ 328، واللفظ له. بحار الأنوار 50: 345. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 279. -[ 286 ]- اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أم غانم. وهي الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) والسبط إلى وقت أبي الحسن (عليه السلام)" (1).
مجموع نصوص إمامة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) هذا ما عثرنا عليه عاجلاً من النصوص على إمامة الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري (صلوات الله عليه). وإذا أضيفت إلى ما تقدم في الطائفة الرابعة - من النصوص المتضمنة لذكر الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) بأسمائهم - قاربت النصوص الدالة على إمامته التسعين حديثًا. ويؤكدها النصوص المستفيضة بأن الإمامة تجري في الأعقاب وأعقاب الأعقاب، ولا تصير إلى أخ أو عم أو خال، مع ما هو المعلوم مِن عدم دعوى الإمامة بعد أبيه بالنص لغيره مِن اخوته.
الكلام حول دعوى الإمامة لجعفر بن الإمام الهادي (عليه السلام) نعم، ادّعاها أو ادُّعِيَت لجعفر أخيه بعد مُضِيِّه (عليه السلام)، لدعوى أنّ الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) لا ولد له، إما على أن يكون جعفر هو الإمام من بعد أخيه الإمام الحسن (عليه السلام)، وإما على أن يكون موت الإمام الحسن (عليه السلام) مِن دون ولد كاشفاً عن بطلان إمامته، إذ لابد في الإمام قبل الثاني عشر مِن وجود عقب له، لأنّ الإمامة بعد الحسن والحسين (عليه السلام) تجري في الأعقاب، ولا تنتقل إلى أخ ولا عم ولا خال، فلابد من انتقال الإمامة من الإمام علي الهادي (عليه السلام) إلى جعفر رأسًا. وعلى كل حال لم يدَّعِ أحدٌ النص على جعفر ابتداءً. لكن حيث ثبت بالأدلة القاطعة وجود الخلف للإمام الحسن ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 347. الغيبة للطوسي: 203 ـ 204. -[ 287 ]- العسكري (عليه السلام) وإمامته، تعيَّنَ بطلان الشبهة المذكورة التي تبتني عليها إمامة جعفر. ويؤكد ذلك أمران: الأول: ما ثبت مِن عدم أهلية شخص جعفر للإمامة، فضلاً عن أن تكون الإمامة في عقبه. الثاني: أنّ القائلين بإمامة جعفر قد انقرضوا، ولم يبق لهذه الدعوة من يحملها ويدعو لها. وقد أشرنا عند الكلام في إمامة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) أنّ ذلك دليل على بطلانها. ومِن هنا لا مخرج عما يقضي بإمامة الإمام أبي محمد الحسن العسكري (صلوات الله عليه). | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 5:52 pm | |
| [center]نصوص إمامة الحجة بن الحسن المنتظر (عجل الله فرجه) 9 ـ الإمام المنتظر الحجة بن الحسن المهدي صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وصلى عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين، وسلم تسليماً كثيرًا. وبعد ثبوت إمامة آبائه (صلوات الله عليهم) فالدليل على إمامته النصوص الواردة منهم (عليهم السلام)، كحديث المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام) المتقدم في نصوص إمامة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، والمتضمن التصريح بنسبه، وحديث دعبل الخزاعي الشاعر عن الإمام الرضا (عليه السلام) المتقدم في نصوص إمامة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)، وحديث الصقر عن الإمام الجواد (عليه السلام) المتقدم في نصوص إمامة جده الإمام علي الهادي (عليه السلام)، وأحاديث عبدالعظيم وأبي هاشم الجعفري والصقر عن الإمام علي الهادي (عليه السلام)، المتقدمة في نصوص إمامة أبيه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام). -[ 288 ]- ويضاف إلى ذلك.. 1 ـ حديث ثابت بن أبي صفية عن الإمام الباقر (عليه السلام)، وفيه: "إن الحسين (عليه السلام) قال: يظهر الله قائمنا، فينتقم مِن الظالمين. فقيل له: يا ابن رسول الله، مَن قائمكم؟ قال: السابع مِن ولد ابني محمد بن علي. وهو الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي ابني. وهو الذي يغيب مدة طويلة، ثم يظهر، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً" (1). 2 ـ حديث أحمد بن إسحاق الأشعري عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، وفيه: "فقلت له: يا ابن رسول الله، فمَن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعاً فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء الثلاث سنين، فقال: يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على الله عزوجل وعلى حججه ما عَرَضْتُ عليك ابني هذا. إنه سَمِيُّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكَنِيُّه، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلمًا... فقلت له: يا مولاي فهل مِن علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصيح، فقال: أنا بَقِيَّة الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق..." (2). 3 ـ حديثه الآخر، قال: "سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) يقول: الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي، أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خَلْقاً وخُلُقًا..." (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 138. (2) كمال الدين وتمام النعمة: 384. بحار الأنوار 52: 24. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 248. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 427، و 7: 138. كمال الدين وتمام النعمة: 409. كفاية الأثر: 295. بحار الأنوار 51: 161. -[ 289 ]- 4 ـ حديث محمد بن علي بن بلال، قال: "خرج إليّ من أبي محمد قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده، ثم خرج إليّ من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده" (1). 5 ـ حديث عمرو الأهوازي، قال: "أراني أبو محمد ابنه، وقال: هذا صاحبكم من بعدي" (2). 6 ـ حديث رجل من أهل فارس لزم باب الإمام الحسن العسكري ليخدمه، وفيه: "ثم ناداني: ادخل. فدخلت، ونادى الجارية فرجعت إليه، فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه، وكشف عن بطنه، فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر، ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم. ثم أمرها فحملته، فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد (عليه السلام) ـ" (3). 7 ـ حديث يعقوب بن منقوش، قال: "دخلت على أبي محمد الحسن ابن علي (عليه السلام)، وهو جالس على دكان في الدار، وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل. فقلت له: [يا] سيدي، مَن صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر فرفعته، فخرج إلينا غلام خماسي، له عشر أو ثمان أو نحو ذلك... ثم قال لي: هذا صاحبكم. ثم وثب، فقال له: يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم..." (4). 8 ـ حديث موسى بن جعفر بن وهب، قال: "سمعت أبا محمد الحسن بن علي (عليه السلام) يقول: كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي. أما إنّ المقر بالأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنكر لولدي كمَن أقرّ بجميع ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 328. الإرشاد 2: 348. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 250. كشف الغمة 3: 246. (2) الكافي 1: 328. روضة الواعظين: 262. (3) الكافي 1: 329. كمال الدين وتمام النعمة: 436. (4) كمال الدين وتمام النعمة: 407، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 425ـ426. الخرائج والجرائح 2: 958. -[ 290 ]- أنبياء الله ورسله، ثم أنكر نبوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... أما إنّ لولدي غيبة يرتاب فيها الناس، إلا مَن عصمه الله عزوجل" (1). 9 ـ حديث أبي عمرو عثمان بن سعيد العمري، قال: "سئل أبو محمد الحسن بن علي (عليه السلام) - وأنا عنده - عن الخبر الذي روي عن آبائه (عليهم السلام): أن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية؟ فقال (عليه السلام) : إنّ هذا حق، كمَا أنّ النهار حق. فقيل له: يا ابن رسول الله، فمَن الحجة والإمام بعدك؟ فقال: ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي. من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية. أما إنّ له غيبة..." (2). 10 ـ حديث حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام) عن الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام)، المتضمن لولادة الإمام الحجة المنتظر ليلة النصف من شعبان، وفيه أن الإمام العسكري قال لها: "فإنّ الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة، وهو حجته في أرضه..." وفيه أنها حضرت ولادته (عجل الله فرجه)، وأنه (عليه السلام) ولد في تلك الليلة، ورأته (3). 11 ـ حديث أحمد بن إبراهيم، قال: "دخلت على خديجة بنت محمد ابن علي (عليه السلام) سنة اثنتين وستين ومائتين، فكلمتها من وراء حجاب، وسألتها عن دينها، فسمَّت لي مَن تأتم بهم، ثم قالت: فلان ابن الحسن، ـــــــــــــــــــــــ (1) كمال الدين وتمام النعمة: 409، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 427ـ 428. كفاية الأثر: 295 ـ 296. (2) كمال الدين وتمام النعمة: 409، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 428. كفاية الأثر: 296. بحار الأنوار 51: 160. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 253. كشف الغمة 3: 335 ـ 336. (3) كمال الدين وتمام النعمة: 424 ـ 426، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 430. بحار الأنوار 51: 2ـ3. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 214 ـ 215. -[ 291 ]- وسمَّته. فقلت لها: جعلت فداك، مُعَايَنَةً أو خَبَرًا؟ قالت: خبراً عن أبي محمد (عليه السلام)، كتب إلى أمه..." (1). 12 ـ حديث أبي غانم الخادم، قال: "ولد لأبي محمد (عليه السلام) ولد، فسمّاه محمدًا، فعَرَضَه على أصحابه يوم الثالث، وقال: هذا صاحبكم من بعدي، وخليفتي عليكم، وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار..." (2). 13 ـ حديث أحمد بن الحسن بن إسحاق القمي، قال: "لما ولد الخلف الصالح (عليه السلام) ورد من مولانا أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) على يدي أحمد بن إسحاق كتاب، وإذا فيه مكتوب - بخط يده (عليه السلام) الذي كان ترد به التوقيعات -: ولد المولود. فليكن عندك مستورًا، وعن جميع الناس مكتومًا، فإنا لم نظهره إلا للأقرب لقرابته، والمولى لولايته. أحببنا إعلامك، ليسرك الله، كما سرنا. والسلام" (3). وهو وإن لم يصرح فيه بإمامته (عليه السلام) إلا أنه يتضمن ولادة مولود معهود منتظر يسر بولادته، وليس هو إلا المنتظر للإمامة، الذي يكتم خبره خوفاً عليه. 14 ـ حديث محمد بن معاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري، قالوا: "عَرَضَ علينا أبو محمد (عليه السلام) ابنه، ونحن في منزله، وكنا أربعين رجلاً، فقال: هذا إمامكم من بعدي، وخليفتي عليكم، ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 15. كمال الدين وتمام النعمة: 431. الغيبة للطوسي: 230. بحار الأنوار 51: 364. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 431. كمال الدين وتمام النعمة: 431. بحار الأنوار 51: 5. ينابيع المودة 3: 323. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 432 ـ433، واللفظ له. كمال الدين وتمام النعمة: 433ـ434. بحار الأنوار 51: 16. -[ 292 ]- أطيعوه، ولا تتفرقوا من بعدي، فتهلكوا في أديانكم. أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا. فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد (عليه السلام) ـ" (1). وروي بوجه مقارب لذلك عن جماعة من الشيعة - منهم علي بن بلال، وأحمد بن هلال، ومحمد بن معاوية بن حكيم، والحسن بن أيوب بن نوح - في خبر طويل مشهور، قالوا جميعاً: "اجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) نسأله عن الحجة من بعده، وفي مجلسه أربعون رجلاً..." (2). 15 ـ حديث أبي الأديان، قال: "كنت أخدم الحسن بن علي (عليه السلام)، فدخلت إليه في علته التي توفي فيها، فكتب معي كتبًا، وقال: تمضي بها إلى المدائن، فإنك ستغيب خمسة عشر يومًا، فتدخل إلى (سر من رأى) يوم الخامس عشر، وتسمع الواعية في داري، وتجدني على المغتسل. قال أبو الأديان: فقلت: يا سيدي فإذا كان كذلك فمَن؟ قال: مَن طالبك بجوابات كتبي فهو القائم مِن بعدي. فقلت: زدني. فقال: مَن صلى عليّ فهو القائم بعدي. فقلت: زدني. فقال: مَن أخبر بما في الهميان فهو القائم مِن بعدي...". ثم ذكر أنّ ما أخبر به (عليه السلام) حصل، وفي تتمة الحديث: "فتقدم جعفر ابن علي ليصلي على أخيه، فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، وبشعره قطط، بأسنانه تفلج، فجذب رداء جعفر بن علي، وقال: يا عمّ تأخَّر، فأنا أحق بالصلاة على أبي. فتأخر جعفر، وقد اربدَّ وجهه. فتقدم الصبي، فصلى عليه، ودفن إلى جنب قبر أبيه. ثم قال: يا بصري هات جوابات الكتابات التي معك..."، وذكر في آخره أنه (عليه السلام) أرسل من يخبر بما في الهميان (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 433. الغيبة للطوسي: 357. بحار الأنوار 51: 346ـ347. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 252. كشف الغمة 3: 335. (2) الغيبة للطوسي: 357، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 25. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 6: 434، 435. كمال الدين وتمام النعمة: 475ـ476. الثاقب في المناقب: 607. الخرائج والجرائح 3: 1101 ـ 1102. بحار الأنوار 50: 332. -[ 293 ]- 16 ـ حديث بشر المتضمن شراء أم المهدي القائم (عليه السلام)، وأن الإمام علي الهادي (عليه السلام) قال لها: "فابشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغربًا، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجورًا...". وفيه: أنه (عليه السلام) ذكر أن ذلك المولود من ابنه الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) (1). 17 ـ حديث كامل بن إبراهيم، المتضمن أنه دخل على الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) ليسأله عن بعض المسائل، فارتفع الستر، وإذا خلفه فتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثله، فأخبره بما في نفسه، وبين له ما أراد أن يسأل عنه، ثم رجع الستر إلى حالته الأولى، فقال له الإمام العسكري (عليه السلام) : "يا كاملُ ما جُلوسُك وقد أنبأك بحاجتك الحجةُ مِن بعدي؟!..." (2). 18 ـ حديث إسماعيل بن علي النوبختي في دخوله على الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في المرضة التي مات فيها، وأنه (عليه السلام) أمر الخادم بأن يدعو له صبيّاً من داخل الدار. وفيه: "فلما مثل الصبي بين يديه سلم، وإذا هو دري اللون، وفي شعر رأسه قطط، مفلج الأسنان، فلما رآه الحسن (عليه السلام) بكى، وقال: يا سيد أهل بيته اسقني الماء، فإني ذاهب إلى ربي وأخذ الصبي القدح المغلي... فقال له أبو محمد (عليه السلام) : ابشر يا بني، فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجة الله على أرضه، وأنت ولدي ووصيي، وأنا ولدتك، وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن ـــــــــــــــــــــــ (1) كمال الدين وتمام النعمة: 417 ـ423. روضة الواعظين: 255. الغيبة للطوسي: 214. المناقب لابن شهراشوب 3: 540. بحار الأنوار 51: 10. (2) الغيبة للطوسي: 246 ـ 247. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 19ـ20. بحار الأنوار 25: 337. -[ 294 ]- الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام). وَلَدَك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وأنت خاتم [الأوصياء] الأئمة الطاهرين. وبَشَّرَ بك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمّاك وكنّاك. بذلك عهد إليّ أبي عن آبائك الطاهرين، صلى الله على أهل البيت ربنا إنه حميد مجيد. ومات الحسن بن علي من وقته (صلوات الله عليهم أجمعين)" (1). 19 ـ حديث محمد بن عبدالجبار، قال: "قلت لسيدي الحسن بن علي (عليه السلام) : يا ابن رسول الله: جعلني الله فداك، أحب أن أعلم من الإمام وحجة الله على عباده من بعدك؟ فقال (عليه السلام) : إن الإمام وحجة الله من بعدي ابني، سميّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكنيّه، الذي هو خاتم حجج الله، وآخر خلفائه..." (2). 20 ـ حديث محمد بن علي بن حمزة العلوي، قال: "سمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: قد ولد ولي الله وحجته على عباده، وخليفتي من بعدي، مختوناً ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر..." (3). 21 ـ حديث إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، أنه دخل عليه، وعنده غلام فسأله عنه، فقال: "هو ابني وخليفتي من بعدي، وهو الذي يغيب غيبة طويلة، ويظهر بعد امتلاء الأرض جوراً وظلمًا، فيملؤها عدلاً وقسطاً" (4). 22 ـ حديث علي بن عاصم الكوفي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) المتضمن أنه كان جالساً على بساط، فأراه فيه آثار الأنبياء ـــــــــــــــــــــــ (1) الغيبة للطوسي: 272 ـ 273. وذكر قسماً منه في إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 21. بحار الأنوار 52: 16ـ17. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 137ـ138. مستدرك الوسائل 12: 280. (3) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 139. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 139. مستدرك الوسائل 12: 281. -[ 295 ]- والأوصياء والأئمة (صلوات الله عليهم). وفيه أنه (عليه السلام) قال له: "وهذا أثر ابني المهدي، لأنه قد وطأه، وجلس عليه" (1). 23 ـ حديث عيسى بن محمد الجوهري المتضمن دخوله مع جماعة على الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، لتهنئته بولادة الإمام المهدي (عجل الله فرجه). وفيه أنه (عليه السلام) قال: "وفيكم مَن أَضْمَرَ عن مسألتي عن ولدي المهدي، وأين هو؟ وقد استودعته الله كما استودعت أم موسى حين قذفته في التابوت في اليم، إلى أن رده الله إليها" (2).
مجموع نصوص إمامة الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه) هذا ما عثرنا عليه عاجلاً من النصوص على إمامة الإمام المنتظر الحجة بن الحسن المهدي (عجل الله فرجه) وإذا أضيفت إلى ما تقدم في الطائفة الرابعة - المتضمنة لذكر الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) بأسمائهم - زادت النصوص الدالة على إمامته (صلوات الله عليه) على التسعين حديثًا.
طوائف النصوص الدالة على إمامته وجريان الإمامة في الأعقاب ويضاف إلى ذلك كله ما ذكرناه غير مرة من استفاضة النصوص من آبائه (صلوات الله عليهم) بأن الإمامة بعد الحسن والحسين (صلوات الله عليهم) تكون في الأعقاب، وتنتقل من الوالد لولده، ولا تكون في أخ ولا عم ولا خال، إذ تَشْهَد حينئذٍ بإمامته (صلوات الله عليه) طوائف من النصوص الشريفة.. ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 142 ـ 143. بحار الأنوار 50: 304 ـ 305. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 143.
-[ 296 ]-
ما دَلَّ على أنّ الأئمة اثنا عشر الأولى: الأحاديث المستفيضة، بل المتواترة أو التي تزيد على التواتر التي رواها الشيعة والجمهور المتضمنة أن الأئمة اثنا عشر. لِظُهُور أنه إذا كان الإمام الحسن العسكري (صلوات الله عليه) هو الإمام الحادي عشر بمقتضى الأدلة المتقدمة، فلابد أنْ يكون الثاني عشر هو ابنه (صلوات الله عليه).
ما دَلَّ على أنّ الأئمة تسعة مِن ذرية الحسين (عليه السلام) الثانية: الأحاديث المستفيضة في أنّ تسعة من الأئمة من ذرية الإمام الحسين (صلوات الله عليه). لظهور أنّ الثامن منهم بمقتضى الأدلة المتقدمة هو الإمام الحسن العسكري، فلابد أن يكون التاسع هو ابنه (صلوات الله عليه).
ما دَلّ على أنّ المهدي مِن ذرية الحسين (عليه السلام) الثالثة: الأحاديث المستفيضة، بل المتواترة التي رواها الشيعة والجمهور (1) المتضمنة أنّ الإمام المهدي من ذرية الإمام الحسين (صلوات الله عليه). لوضوح أنه ليس في الأئمة الثمانية الذين ثبتت إمامتهم بالأدلة ـــــــــــــــــــــــ (1) راجع الغيبة للطوسي: 189، وبحار الأنوار 51: 35، والإمامة والتبصرة: 110 في باب إن المهدي من ولد الحسين (عليه السلام)، وكامل الزيارات: 116، وعلل الشرائع 1: 98، وعيون أخبار الرضا 1: 71، والأمالي للصدوق: 78، وكمال الدين وتمام النعمة: 78،241، 257، 260، 261، 336، 359، 527، ومعاني الأخبار: 91، 126، وكفاية الأثر: 188، 199، 250، وروضة الواعظين: 100، والهداية الكبرى: 337، والغيبة للنعماني: 10،60، 67، 102، 282، والاختصاص: 257، والاستنصار: 9، وغيرها من المصادر الكثيرة جدًّا. وراجع من مصادر الجمهور كل من: ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى 1: 137 ذكر ما جاء أن المهدي في آخر الزمان منهما: ذكر ما جاء من ذلك مختصاً بالحسين، وينابيع المودة 2: 44، 210، 316، و 3: 291، 386، 394، 395، وميزان الاعتدال 4: 50 في ترجمة العباس بن بكار الضبي، ولسان الميزان 3: 237 في ترجمة العباس بن بكار الضبي، والكشف الحثيث 1: 147 في ترجمة العباس بن بكار الضبي، والفتن لنعيم بن حماد 1: 371، 373. -[ 297 ]- السابقة مَن هو المهدي، فلابد أن يكون المهدي ابناً للإمام الثامن منهم، وهو الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
ما تضَمَّن أنّ المهدي هو آخر الأئمة أو مِن ذريتهم الرابعة: الأحاديث الكثيرة المتضمنة أنّ الإمام المهدي (صلوات الله عليه) هو آخر الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم)، أو آخر الأئمة من ذرية الحسين (عليه السلام)، أو التاسع منهم (صلوات الله عليهم)، أو أنه من ذرية بعض الأئمة السابقين مِن دون تحديد طبقته في النسب. وهي أحاديث كثيرة رواها الشيعة والجمهور. لِظُهُور أنه إذا كان الحادي عشر من الأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم)، والثامن من ذرية الحسين (عليه السلام) منهم هو الإمام الحسن العسكري (صلوات الله عليه)، وكانت الإمامة تجري في الأعقاب، فلابد من كون المهدي (صلوات الله عليه) ابناً له.
ما تضَمَّن خروجَ المهدي آخر الزمان الخامسة: ما تضمن أن الإمام المهدي (صلوات الله عليه) يظهر آخر الزمان، أو بعد غيبة طويلة، ويأس، وهرج ومرج، وامتلاء الأرض ظلماً وجورًا، ونحو ذلك، مما استفاض في أحاديث الشيعة والجمهور. لظهور أنه بعد جريان الإمامة في الأعقاب من الوالد لولده فلابد أن يكون هذا الإمام ابناً للإمام الحسن العسكري (صلوات الله عليه) الذي ثبتت له الإمامة بالأدلة السابقة.
ما تضمن تحديد طبقة المهدي في النسب السادسة: بعض الأحاديث الواردة عن آبائه (صلوات الله عليهم) المتضمنة لتحديد طبقته في النسب أو في الإمامة مثل.. -[ 298 ]- 1 ـ ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وفيه: "أنه كان إذا أقبل إليه الحسن، قال: مرحباً يا ابن رسول الله. وإذا أقبل الحسين يقول: بأبي أنت يا أبا ابن خير الإماء. فقيل: يا أمير المؤمنين، ومَن ابن خير الإماء؟ فقال: ذاك الفقيد الطريد الشريد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين هذا. ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام)" (1). 2 ـ حديث أبي حمزة الثمالي، قال: "كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ذات يوم. فلما تفرق من كان عنده قال لي: يا أبا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا... ثم قال: بأبي وأمي المسمّى باسمي المكنى بكنيتي السابع من ولدي. بأبي من يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً" (2). 3 ـ حديث صفوان بن مهران عن الإمام الصادق (عليه السلام) وفيه: أنه قيل له: فمَن المهدي مِن ولدك؟ فقال: "الخامس مِن ولد السابع يغيب عنكم شخصه..." (3). والمراد بالسابع هو سابع الأئمة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وليس الخامس مِن ولده(من ولد السابع) مِن الأئمة إلا الإمام المهدي الحجة بن الحسن (صلوات الله عليهم). 4 ـ ونحوه حديث عبدالله بن أبي يعفور عنه (عليه السلام) ـ (4). ـــــــــــــــــــــــ (1) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 217. مقتضب الأثر: 31.بحار الأنوار 51: 110ـ111. (2) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 64. ورواه باختلاف يسير وفيه: (السابع من بعدي) في 7: 141 ـ142. الغيبة للنعماني: 86. بحار الأنوار 24: 241ـ242، 36: 393ـ294. (3) كمال الدين وتمام النعمة: 333. بحار الأنوار 51: 32. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 234. (4) كمال الدين وتمام النعمة: 338. بحار الأنوار 51: 32. -[ 299 ]- 5 ـ وحديث علي بن جعفر عن أخيه الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال: "إذا فُقِد الخامسُ مِن ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يُزِيلَنَّكم أحد عنها" (1). 6 ـ وحديث يونس بن عبدالرحمن: "دخلت على موسى بن جعفر (عليه السلام) فقلت له: يا ابن رسول الله، أنت القائم بالحق؟ فقال: أنا القائم بالحق. ولكن القائم الذي يطهر الأرض... هو الخامس مِن ولدي، له غيبة يطول أمده..." (2). 7 ـ حديث السيد الحميري الشاعر عن الإمام الصادق (عليه السلام). وفيه أنه قال له: يا ابن رسول الله: قد روي لنا أخبار عن آبائك (عليهم السلام) في الغيبة وصحة كونها، فأخبرني بمَن تقع؟ فقال (عليه السلام) : "إنّ الغيبة ستقع بالسادس من ولدي، وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)..." (3). 8 ـ حديث سليمان الديلمي في قصة واقعة القادسية، وأن يزدجرد خرج هارباً في أهل بيته، فوقف بباب الإيوان، فقال: السلام عليك أيها الإيوان. ها أناذا منصرف عنك، وراجع إليك أنا أو رجل مِن ولدي، لم يدْنُ زمانه، ولا آن أوانه. قال سليمان: "فدخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فسألته عن ذلك، وقلت له: ما قوله: رجل مِن ولدي؟ فقال: ذاك صاحبكم القائم بأمر الله عزوجل، السادس من ولدي، قد ولده يزدجر، فهو ولده" (4). 9 ـ حديث أبي الهيثم بن أبي حبة عنه (عليه السلام) أنه قال: "إذا اجتمعت ـــــــــــــــــــــــ (1) كمال الدين وتمام النعمة: 359 ـ 360. مسائل علي بن جعفر: 325. الإمامة والتبصرة: 113. الكافي 1: 336. علل الشرائع 1: 244ـ245. (2) كمال الدين وتمام النعمة: 361. كفاية الأثر: 269. بحار الأنوار 51: 151. (3) كمال الدين وتمام النعمة: 342. بحار الأنوار 47: 317. إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 539، 2: 197. (4) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 7: 217ـ218. بحار الأنوار 51: 163ـ164. -[ 300 ]- ثلاثة أسماء متوالية محمد وعلي والحسن فالرابعُ القائم" (1). وقريب منه أو عينه حديث أبي الهيثم التميمي (2). 10 ـ حديث الحسين بن خالد عن الإمام الرضا (عليه السلام). وفيه: "فقيل له: يا ابن رسول الله، ومَن القائم منكم أهل البيت؟ قال: الرابع مِن ولدي..." (3). 11 ـ حديث الريان بن الصلت عنه (عليه السلام) في وصف القائم (عليه السلام)، وفيه: "ذاك الرابع من ولدي، يغيبه الله في ستره ما شاء..." (4). 12 ـ حديث عبدالعظيم الحسني عن الإمام الجواد (عليه السلام)، وفيه: "إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره، وهو الثالث مِن ولدي..." (5).
ما تضَمَّن أنّ الأرض لا تخلو مِن إمام وحجة على الناس ويؤكد ذلك كله ما يستفاد من الأحاديث الكثيرة من أن الأرض لا تخلو من إمام وحجة من الله تعالى على خلقه، إما ظاهر مشهور أو خائف مغمور. وقد تقدم الحديث عنها في جواب السؤال الرابع من الأسئلة السابقة. وكذلك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "إنّ في كل خلف من أمتي عدلاً من ـــــــــــــــــــــــ (1) كمال الدين وتمام النعمة: 333 ـ 334. (2) كمال الدين وتمام النعمة: 334. الإمامة والتبصرة: 114. بحار الأنوار 51: 143. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 234. (3) كمال الدين وتمام النعمة: 371ـ372. كفاية الأثر: 274ـ275. بحار الأنوار 52: 321ـ322. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 241. (4) كمال الدين وتمام النعمة: 376. بحار الأنوار 52: 322. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 241. (5) كمال الدين وتمام النعمة: 377. كفاية الأثر: 280ـ281. الخرائج والجرائح 3: 1171ـ1172. بحار الأنوار 51: 156. إعلام الورى بأعلام الهدى 2: 242. -[ 301 ]- أهل بيتي ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وإن أئمتكم قادتكم إلى الله عزوجل، فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم" (1). وبعد كل ذلك كيف يشك الشاك في إمامته (صلوات الله عليه) ويجادل المجادل فيها؟! ولذا يظهر من كثير من النصوص أنه يكفي في ثبوت إمامته (عجل الله فرجه) معرفة أنه (عليه السلام) قد ولد، وأنه موجود، بسبب تعمُّد التكتُّم في ذلك، خوفاً عليه (عليه السلام). ولذا اقتصر في كثير من الأحاديث والنصوص التاريخية على بيان ولادته ووجوده (صلوات الله عليه)، وعلى شهادة جماعة برؤيتهم له (عجل الله فرجه). بل طوائف الأحاديث السابقة وحدها قاضية بوجوده الشريف، وكافية في قيام الحجة على ذلك. وإنما وقع السؤال عنه من الشيعة وبيّن لهم، إما لعدم وضوح بعض ما سبق لبعض الناس، بسبب عدم اطلاعهم على الأحاديث السابقة، لكونها في صدور الرجال من دون أن تنتشر انتشاراً كافياً في قيام الحجة، وإما طلباً للمزيد منها، أو تأكيداً للحجة عليهم استظهارًا، وإما لأنّ الأمور الحسية أوقع في النفس من الحسابات العقلية والأمور الغيبية. وفي حديث لعبد الله بن جعفر الحميري، قال: "اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو (رحمه الله) (2) عند أحمد بن إسحاق... فقلت له: يا أبا عمرو ـــــــــــــــــــــــ (1) تقدمت مصادره في بداية جواب هذا السؤال في (ما ورد في حق أهل البيت (عليهم السلام) عمومًا) ص:160. (2) أبو عمرو هذا هو عثمان بن سعيد العمري السمان، أوّل نُوّاب الإمام الحجة (عجل الله فرجه). وكان قبل ذلك من وكلاء جده الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي، وأبيه أبي محمد الحسن ابن علي العسكري (صلوات الله عليهم). وابنه هو أبو جعفر محمد بن عثمان - المعروف بالخلاني - وهو ثاني نواب الإمام الحجة (عجل الله فرجه)، وكان من قبل ذلك من وكلاء أبيه الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري (صلوات الله عليه). -[ 302 ]- إني أريد أن أسألك عن شيء، وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه، فإنّ اعتقادي وديني أن الأرض لا تخلو مِن حجة... ولكني أحببت أن أزداد يقينًا، وإن إبراهيم (عليه السلام) سأل ربه عزوجل أن يريه كيف يحيي الموتى، قال: أو لم تؤمن؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي. وقد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألتُه وقلت: مَن أُعَامِل، أو عمَّن آخُذ، وقوْلَ مَن أَقْبَل؟ فقال له: العمري ثقتي، فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون. وأخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد (عليه السلام) عن مثل ذلك، فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤديان، وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان فهذا قول إمامين قد مضيا فيك. قال: فخر أبو عمرو ساجدًا. وبكى. ثم قال: سل حاجتك. فقلت له: أنت رأيتَ الخَلَف مِن بعد أبي محمد (عليه السلام)؟ فقال: إي والله، ورقبته مثل ذا، وأومأ بيده. فقلت له: فبقيت واحدة. فقال لي: هات. قلت: فالاسم؟ قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك. ولا أقول هذا من عندي، فليس لي أن أحلل، ولا أحرم، ولكن عنه (عليه السلام)، فإنّ الأمر عند السلطان أنّ أبا محمد مضى ولم يخلف ولدًا، وقسم ميراثه، وأخذه من لا حق له فيه. وهو ذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم، أو ينيلهم شيئًا، وإذا وقع الاسم وقع الطلب. فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك" (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) الكافي 1: 329، 330. الغيبة للطوسي: 243 ـ 244. بحار الأنوار 51: 347 ـ 348. -[ 303 ]- هذا ما وسعنا من الكلام في النصوص الدالة على إمامة الإمام المنتظر الحجة المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف). والحديث في ذلك طويل جداً متشعب، ولا يسعنا استقصاؤه. وقد ألفت فيه كتب كثيرة، فليرجع إليها مَن أراد المزيد. وبذلك ينتهي الحديث عن النصوص على إمامة الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم). | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 6:00 pm | |
| ويقع الكلام بعد ذلك في القرائن النقلية والعقلية المؤيدة للنصوص المذكورة، وهي أمور..
ما صَدَرَ عن الأئمة (عليهم السلام) مِن المعاجز والكرامات الأمر الأول: ما وري عنهم (صلوات الله عليهم) من المعاجز والكرامات التي هي مِن سِنْخ معاجز الأنبياء (صلوات الله عليهم) وكراماتهم، كإحياء الموتى وشفاء المرضى، وإبراء الأكمه والأبرص، ومعرفة منطق الحيوان، والإخبار بالغيب، واستجابة الدعاء، وطَيّ الأرض، واستنطاق الجماد، وغير ذلك من وجوه التصرف في الكون، وخرْق نواميسه المعهودة، والخروج عما تقتضيه قدرة البشر المتعارفة. ولا يسعنا ذكر مفردات ذلك بعد شيوعها واستفاضتها بنحو تزيد على التواتر بمراتب، وتتجاوز حدّ الحصر والاستقصاء. فليرجع إليها في مظانها من الكتب المؤلفة في تراجم الأئمة (عليهم السلام) وعرض سيرتهم. حيث يشهد ذلك بتمكين الله تعالى لهم مِن مفاتيح علمه وغيبه وقدرته، تصديقاً لدعوتهم، ودعماً للنص، وتأكيداً للحجة، وقطعاً للعذر، إما لعدم وضوح النص في حق بعض الأشخاص، أو في بعض الأوقات، بسبب الدواعي الكثيرة - التي مُنِيَت بها الأمّة - لإخفائها، -[ 304 ]- والتلبيس عليها، والتعامي عنها، وإمّا مِن أجل تأكيد النص وتركيز مضمونه في النفوس، لما لهذه الأمور من الأثر العظيم في جلاء الحقيقة وتركيزها وتجذرها في النفوس، بنحوٍ يُلْحِقْها بالبديهيات، على نحو ما حصل مع الأنبياء (صلوات الله عليهم). إذ يقبح على الله تعالى أنْ يُجْرِي ذلك على أيديهم (عليهم السلام) إذا لم يكونوا صادقين في دعوى الإمامة، لئلا يلزم التضليل والإغراء بالقبيح. ولاسيما وأن كثيراً من ذلك قد ورد في مقام التحدي وإقامة الحجة على الإمامة، وبيان شواهدها، نظير ما سبق من شهادة الحجر الأسود بإمامة الإمام علي بن الحسين زين العابدين (صلوات الله عليه)، وطبع الأئمة (عليهم السلام) على الحصى علامة على إمامتهم، وغير ذلك مما هو كثير جدًّا. وقد كان هذا الطريق عَدِيلَ النَّصِّ عند الخاصة من الشيعة، والأهمّ مِن النص عند العامة منهم، في إثبات إمامة الإمام وفَرْض شخصيته وقدسيته وهيبته في النفوس: أولاً: لعدم تيسر اطلاع العامة على النصوص، خصوصاً مع شدة الخوف، واللجأ للتقية. وثانياً: لأن الكرامات والمعاجز أقوى تأثيراً في النفوس من النص المنقول، إذ ليس الخبر كالعَيَان. كما كان لتلك الكرامات والمعاجز أعظم الأثر في تجلِّي الحقيقة، وثبات الشيعة على إمامة الأئمة (صلوات الله عليهم) وانتشار مذهبهم. ولا سيما مع تكرُّر ذلك حتى بعد وفاتهم (صلوات الله عليهم)، وبعد غياب قائمهم (عجل الله فرجه)، عند اللجأ إليهم، والاستشفاع بهم، وتجدُّد الحاجة للتذكير بحقهم وتصديق دعوتهم. ولا زال أثره محسوسًا -[ 305 ]- ظاهراً للعيان، بنحوٍ فَرَض نفسَه على أرض الواقع حتى على كثير مِن غير الشيعة ممّن لم يقر بحقّ أهل البيت (صلوات الله عليهم) ولم يذعن بإمامتهم. والحديث في ذلك طويل جدًّا. ويأتي طرف منه في تتمة الكلام في الأمر الثالث.
إقْرَار الأئمة (عليهم السلام) للشيعة في دعوى إمامتهم (عليهم السلام) الأمر الثاني: أنه لا ريب عند الشيعة في أنّ الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) الذين اعتقدوا بإمامتهم، ورووا النصَّ عليهم، قد ادعوا لأنفسهم الإمامة، وقاموا بنشاطاتها ووظائفها، وتظلَّمُوا ممّن ادّعاها لنفسه دونهم، أو لم يعترف لهم بها، وبرئوا منهم، ووالوا مَن دان لله تعالى به، واختصوا بهم. كلّ ذلك مِن الظهور بحَدٍّ لا يقبل التشكيك عندهم، فضلاً عن الإنكار. ولا يهمنا بعد ذلك إنكار الجمهور لموقف الأئمة (عليهم السلام) هذا، لأنّ المهم في هذا المقام قناعة الشيعة لأنفسهم، وتحصيل القرائن التي تدعم النصوص التي رووها، كي يحصل لهم القطع بإمامة أئمتهم (صلوات الله عليهم)، لما سبق - في مقدمة الجواب عن هذا السؤال - مِن أنه لا يُفترَض في هذا المقام التقيُّد بطرق الجمهور وقناعاتهم. وبعد ذلك فمِن الظاهِر أنّ الدعوى المذكورة منهم (عليهم السلام) تبتني: أولاً: على النص من الله تعالى الذي أوحى به للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبلَّغ به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمته. وثانياً: على إيداع مواريث النبوة ومفاتيح العلم وأسراره من الإمام السابق للإمام اللاحق، لكفاءته الذاتية، ومميزاته الشخصية، وعصمته وطهارته. -[ 306 ]- وعلى ذلك فدعوى الإمامة منهم (صلوات الله عليهم) لا تبتني على الحدس والاجتهاد، القابل للخطأ، الذي قد يعذر فيه الإنسان، بل مُدَّعِيها بيْن أمْرَين لا ثالث لهما، فهو إما صادق قد بلغ الذروة في الدين والكمال والقدس والجلال، وإما كاذب مُفْتَرٍ، قد هوى للحضيض في الدجل والتضليل، والجرأة على الله تعالى وانتهاك حرمته. وحيث كانوا (صلوات الله عليهم) منزَّهِين عن الثاني، تعيَّن الأول. وهو المناسب لما يأتي في الأمر الثالث مِن فَرْض احترامهم وقدسيتهم وجلالتهم على الصعيد الإسلامي العام. أضف إلى ذلك ما سبق في جواب السؤال الثالث من اختصاص الشيعة بأئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) وتفاعلهم معهم. وقد عُرِف عن الشيعة مِن الصدر الأول دعوى إمامة الأئمة مِن أهل البيت (صلوات الله عليهم) بالنص، وتميُّزهم بالعصمة والمعجز، وقد شاع ذلك عن الشيعة وعُرِف منهم في مواقفهم واحتجاجهم مع خصومهم، وفي شعر شعرائهم، حتى شنع بذلك عليهم أعداؤهم.
فَرْض الأئمة (عليهم السلام) شخصيتهم واحترامهم على الجمهور الأمر الثالث: أن من الظاهر أن دعوى الشيعة في الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) دعوى عريضة جدًّا، فهم يعتقدون.. أولاً: باستحقاقهم الإمامة والخلافة بالنص بنحوٍ يقضي بعدم شرعية خلافة غيرهم من المتقدمين والمتأخرين. وثانياً: بتميزهم عن بقية الأمة بالعلم والمعرفة والخلق الرفيع، وسائر جهات الكمال، حتى بلغوا مرتبة العصمة، وشاركوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك. وثالثاً: بقدسيتهم ورفعة شأنهم عند الله تعالى، وتمييزه لهم بألطافه -[ 307 ]- وعنايته، فهم أفضل الأمة عنده، وأقربها إليه، وأخصها به، حتى أقدرهم على فعل المعجز، ومكنهم من مفاتيح علمه وقدرته. ورابعاً: بأنّ موالاتهم مِن أُسُس الدين، وأنه: "لايدخل الجنة إلا مَن عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا مَن أنكرهم وأنكروه" (1). وإنّ هذه الدعوى - وبهذه السعة - معروفة عن الشيعة مِن الصدر الأول، على ما ذكرناه آنفًا. كما لا ريب في أنه كان للشيعة كيان ظاهِر ووجود واسِع منتشر في كافة طبقات الأمة وشرائحها الاجتماعية، وهي مع ذلك تحاول إثبات دعوتها، والاستدلال عليها، وحَمْل الناس على اعتناقها. ومِن الظاهر أنّ هذه الدعوى بهذه المقارنات التي تحيط بها يضيق منها الجمهور - بجميع فئاته - غاية الضيق، ويأباها أشد الإباء، فهي تهدد السلطان الغالب في سلطانه، وتكسر كبرياء العلماء وذوي الشأن والكلمة المسموعة في الجمهور، وتثير العامة الذين يقدسون الخلفاء الأولين ويرفعون من شأنهم، نتيجة الإعلام المعادي لأهل البيت (صلوات الله عليهم). بل يضيق منها حتى بقية أهل البيت ومَن سار في فلكهم مِن غير الإمامية. ومِن الظاهر أنّ الأئمة (صلوات الله عليهم) لم يكونوا محجوبين عن عموم الناس، ولا معزولين عنهم، ولا بعيدين منهم، بل كانوا يخالطونهم ويعاشرونهم، ويحتكون بهم، فلو لم يتميزوا (صلوات الله عليهم) بواقعهم الرفيع، وسلوكهم السليم، وكانوا أناساً عاديين، لكانوا معرَّضين للهفوات والزلات في العلم والعمل. ولو صدر ذلك منهم لاتخذه أعداؤهم نقطة ضعف عليهم، وظاهرة ـــــــــــــــــــــــ (1) نهج البلاغة 2: 40 ـ 41. -[ 308 ]- سلبية فيهم، ولضخموها وأضافوا إليها، مِن أجل التشنيع عليهم، وتبشيع صورتهم، وإسقاطهم في نفوس عموم المسلمين. نظير ما جهد به الإعلام الأموي مِن إشاعة أنّ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ومَن والاه قد قتلوا عثمان، تشبُّثاً منهم بحجج واهية، من أجل تبرير موقفهم العدواني منه (صلوات الله عليه). ولاسيما مع ما يملكه أعداء الشيعة من قوى إعلامية هائلة. وبذلك يُضْعِفون دعوة الشيعة بل يجهزون عليها مِن أيسر الطرق وأقربها. مع أنّ شيئاً مِن ذلك لم يحصل، بل أمدّ الله تعالى الأئمة (صلوات الله عليهم) بعنايته وتسديده، وعصمهم من الهفوات والزلات، وطهرهم من الرجس تطهيرًا، وسد الطريق على أعدائهم ومناوئيهم، ففرضت شخصيتهم على العدو والولي، وبخعت لمقامهم الرفيع أعناق الخلائق، وأجمعت الكلمة على جلالتهم وتقديسهم وتعظيمهم. وإنْ كانت النفوس تأبى الإذعان لهم بحقّهم، وتضيق مِن تعاليمهم ومفاهيمهم، والصدور تغلي على شيعتهم ومواليهم الذين ثبَّتُوا تلك المفاهيم وركزوها، وجَرَوْا على تلك التعاليم، وروَّجُوها، وقد حَمَل ذلك السلطاتِ المتعاقبة على التضييق على الأئمة (صلوات الله عليهم) وظلمهم، مِن دون مبرر ظاهر، بل بوجه عدواني سافر. ثم انصبَّت نقمتها ونقمة مَن سار في فلكها، وتبنى مفاهيمها الدينية، على أتباع أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم، فجدوا في ظلمهم، والتنكيل بهم، والافتراء عليهم، وتبشيع صورتهم، والتشنيع عليهم، ونحو ذلك مما يفرضه الضعف والإفلاس المبدئي على مَن يملك القوة المادية أمام خصمه، كما قال الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه): "وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف" (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) الصحيفة السجادية الدعاء الثامن والأربعون دعاؤه (عليه السلام) يوم الأضحى والجمعة. -[ 309 ]-
موقف المأمون العباسي ومشروعه الخطير نعم خرج عن ذلك المأمون العباسي، فحاول - بما أوتي مِن دهاء وبُعد نظر - أنْ يَلْتَفّ على الإمام الرضا (عليه السلام)، ويجرّه للدخول في السلطة، والتوحّل فيها، من أجل أن يتعرض لما يتعرض له السلطان من مفارقات وسلبيات تشوه صورته عند الناس، وتسقطه عن عرش الجلالة والتقديس.
محاورة المأمون مع الإمام الرضا (عليه السلام) فقد روى أبو الصلت الهروي حديث محاورته الطويلة مع الإمام الرضا (عليه السلام) حين امتنع (صلوات الله عليه) من الدخول في السلطة. وفيه: "فقال المأمون: يا ابن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك، ودفع هذا الأمر عنك، ليقول الناس: إنك زاهد في الدنيا. فقال الرضا (عليه السلام) : والله ما كذبت منذ خلقني ربي عزوجل، وما زهدت في الدنيا للدنيا. وأني لأعلم ما تريد. فقال المأمون: وما أريد؟ قال: الأمان على الصدق؟ قال: لك الأمان. قال: تريد بذلك أن يقول الناس: إنّ علي بن موسى الرضا (عليه السلام) لم يزهد في الدنيا، بل زهدت الدنيا فيه. ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة؟ فغضب المأمون، ثم قال: إنك تتلقاني أبداً بما أكرهه، وأمنت سطوتي. فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد، وإلا أجبرتك على ذلك. فإن فعلت وإلا ضربت عنقك. فقال الرضا (عليه السلام) : قد نهاني الله تعالى أن ألقي بيدي للتهلكة. فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك، وأنا أقبل على أني لا أولي أحدًا، ولا أعزل أحدًا، ولا أنقض رسمًا، ولا سنة، وأكون في الأمر من بعيد مشيرًا. فرضي منه بذلك، وجعله ولي عهده على كراهة منه (عليه السلام) بذلك" (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) عيون أخبار الرضا 1: 151ـ152. علل الشرائع 1: 237ـ238. الأمالي للصدوق: 125ـ127. -[ 310 ]-
حديث النوبختي عن موقف المأمون وقال محمد بن يحيى الصولي: "وقد صح عندي ما حدثني به أحمد بن عبيد الله من جهات، منها أن عون بن محمد حدثني عن الفضل بن سهل النوبختي أو عن أخ له، قال: لما عزم المأمون على العقد للرضا (عليه السلام) بالعهد قلت: والله لاعتبرنّ ما في نفس المأمون من هذا الأمر أيحب إتمامه، أو هو تصنع به؟ فكتبت إليه على يد خادم له كان يكاتبني بأسراره على يده: وقد عزم ذو الرياستين على عقد العهد والطالع السرطان، وفيه المشتري. والسرطان وإن كان شرف المشتري فهو برج منقلب، لا يتم أمر ينعقد فيه. ومع هذا فإن المريخ في الميزان (الذي هو الرابع ووتد الأرض) في بيت العاقبة. وهذا يدل على نكبة المعقود له. وعرفت أمير المؤمنين ذلك لئلا يعتب علي إذا وقف على هذا من غيري. فكتب إلي: إذا قرأت جوابي إليك فأرده إليَّ مع الخادم. ونفسك أن يقف أحد على ما عرفتنيه، أو أن يرجع ذو الرياستين عن عزمه. فإنه إن فعل ذلك ألحقت الذنب بك، وعلمت إنك سببه. قال: فضاقت علي الدنيا، وتمنيت إني ما كنت كتبت إليه. ثم بلغني أن الفضل بن سهل ذا الرياستين قد تنبه على الأمر، ورجع عن عزمه، وكان حسن العلم بالنجوم. فخفت والله على نفسي، وركبت إليه، فقلت له: أتعلم في السماء نجماً أسعد من المشتري؟ قال: لا. قلت: أفتعلم أن في الكواكب نجماً يكون في حال أسعد منها في شرفه؟ قال: لا. قلت: فأمض العزم على ذلك إذ كنت تعقده، وسعد الفلك في أسعد حالاته. فأمضى الأمر على ذلك. فما علمت إني من أهل الدنيا حتى وقع العهد، فزعًا من المأمون" (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) عيون أخبار الرضا 1: 159. فرج المهموم: 142ـ143. بحار الأنوار 49: 132ـ133. -[ 311 ]-
حديث القفطي عن موقف المأمون ويناسب ذلك ما ذكره القفطي في ترجمة عبدالله بن سهل بن نوبخت. قال القفطي: "وكان المأمون قد رأى آل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب متخشين مختفين من خوف المنصور ومن جاء بعده من بني العباس، ورأى العوام قد خفيت عنهم أمورهم بالاختفاء، فظنوا بهم ما يظنونه بالأنبياء، ويتفوهون في صفتهم بما يخرجهم عن الشريعة من التغالي، فأراد معاقبة العامة على هذا الفعل. ثم أفكر أنه إذا فعل هذا بالعوام زادهم إغراء به. فنظر في هذا الأمر نظراً دقيقًا، وقال: لو ظهروا للناس، ورأوا فسق الفاسق منهم، وظلم الظالم، لسقطوا من أعينهم، ولانقلب شكرهم لهم ذمًّا. ثم قال: إذا أمرناهم بالظهور خافوا، واستتروا، وظنوا بنا سوء. وإنما الرأي أن نقدم أحدهم، ويظهر لهم إمامًا. فإذا رأوا هذا أنسوا وظهروا، وأظهروا ما عندهم من الحركات الموجودة في الآدميين. فيتحقق للعوام حالهم، وما هم عليه مما خفي بالاختفاء. فإذا تحقق ذلك أزلت من أقمته، ورددت الأمر إلى حالته الأولى. وقوي هذا الرأي عنده، وكتم باطنه عن خواصه. وأظهر للفضل ابن سهل أنه يريد أن يقيم إماماً من آل أمير المؤمنين [علي] (صلوات الله عليه). وأفكر هو وهو فيمن يصلـح، فوقع إجماعهما على الرضاء. فأخذ الفضل ابن سهل في تقرير ذلك وترتيبه، وهو لا يعلم باطن الأمر. وأخذ في اختيار وقت لبيعة الرضاء، فاختار طالع السرطان، وفيه المشتري. قال عبد الله بن سهل بن نوبخت هذا: أردت أن أعلم نية المأمون في هذه البيعة، وأن باطنه كظاهره أم لا، لأن الأمر عظيم. فأنفذت إليه قبل العقد رقعة مع ثقة من خدمه، وكان يجيء في مهم أمره. وقلت له: إن هذه -[ 312 ]- البيعة في الوقت الذي اختاره ذو الرياستين لا تتم..." وذكر قريباً مما سبق في حديث الصولي (1). والأحاديث التي رواها الشيعة في امتناع الإمام الرضا (صلوات الله عليه) من قبول ولاية العهد، وإخباره (عليه السلام) بأنها لا تتم، وفي اتهامه للمأمون في مواقفه معه، وإخباره بأنه سوف يقتله، كثيرة جدًّا. | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 6:03 pm | |
| فشل المأمون في مشروعه وعلى كل حال فالمأمون وإن نفذ ما أراد، وألزم الإمام الرضا (صلوات الله عليه) بقبول ولاية العهد، إلا أنه بالآخرة فشل فشلاً ذريعاً في مشروعه الجهنمي الخطير، فقد ازداد الإمام الرضا (عليه السلام) رفعة وشأنًا في نفوس الخاصة والعامة، بما ظهر له في طريقه إلى خراسان، وعند ولايته العهد، من كرامة الله تعالى له وعنايته، ومن مؤهلاته الشخصية الرفيعة، وسيرته الذاتية المتميزة. حتى أنه (عليه السلام) لَمّا حدث بحديث سلسلة الذهب في نيسابور عن آبائه (صلوات الله عليهم) صار للحديث المذكور الشأن العظيم في نفوس أهل الحديث وعامة الناس. وقد كان لسلسلة إسناده عن آبائه (صلوات الله عليهم) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) موقعها العظيم في نفوس أهل الحديث، حتى قال غير واحد: "لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ مِن جنَّته" (2)، كما تقدم في أواخر الجواب عن السؤال الثامن. وحتى أن المأمون نفسه حينما أراد أن يبايع للإمام الرضا (عليه السلام) بولاية ـــــــــــــــــــــــ (1) تاريخ الحكماء من كتاب أخبار العلماء بأخبار الحكماء: 221 ـ 223. (2) تقدمت مصادره في جواب السؤال الثامن في: 147. -[ 313 ]- العهد أظهر الله على لسانه حقّاً جَهِدَ كثير من الناس في إخفائه، فقال: "أيها الناس جاءتكم بيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام). والله لو قرئت هذه الأسماء على الصم البكم لبرؤوا بإذن الله عزوجل" (1). وحينما انتهت بيعته (عليه السلام) إلى المدينة خطب عبدالجبار بن سعيد بن سليمان المساحقي، فقال في آخر خطبته: "أتدرون مَن وليّ عهدكم؟ فقالوا: لا. قال: هذا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب (عليه السلام). سبــعةُ آباءٍ هُـمُ ما هُـمُ *** همْ خيرُ مَن يشرب صوب الغمام" (2) وبعد أن قتل المأمون الإمام الرضا (عليه السلام) أظهر الأسف والحزن عليه، واضطر إلى تكريمه حتى في دفنه، حيث دفنه في القبة التي دفن فيها أبوه هارون، وجعله في قبلته مقدماً عليه. وبقي يظهر الحسرة عليه ويؤكد علاقته به، وبولده الإمام الجواد (عليه السلام). حتى أن الدراهم التي ضربت بعد بيعة الإمام الرضا (صلوات الله عليه) بولاية العهد وهي تحمل اسمه الشريف، قد أعيد ضربها بعد وفاته (عليه السلام)، حسبما حدثنا به قبل مدة طويلة مدير قسم المسكوكات الأثرية في المتحف العراقي. ولا يظهر لنا سبب لذلك إلا طلب الناس لها وتبركهم بها. كل ذلك من المأمون للتغطية على جريمة قتله، ولامتصاص نقمة الناس عليه. ـــــــــــــــــــــــ (1) عيون أخبار الرضا 1: 158. الأمالي للصدوق: 758. روضة الواعظين: 229. (2) عيون أخبار الرضا 1: 157. مقاتل الطالبين: 377. الإرشاد 2: 262 ـ 263. بحار الأنوار 49: 155. -[ 314 ]- وصار لبقية الأئمة مِن ولد الإمام الرضا (صلوات الله عليهم) مِن بعده مرتبة متميزة في البلاط العباسي، وبقي الاعتراف بها، حتى في العهد الأسود، عهد المتوكل الذي هو من أشد بني العباس على أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وعلى شيعتهم، حتى هدم قبر الحسين (عليه السلام) (1)، وحرثه (2)، وانتهك الحرمات، وفعل الأفاعيل، حنقاً وحقدًا. ومع كل ذلك كان يحترم في الظاهر الإمام أبا الحسن علي بن محمد الهادي (صلوات الله عليه)، كل ذلك لأنّ قدسية الأئمة من أهل البيت (صلوات الله عليهم) قد فرضت بقدرة الله تعالى في الواقع الإسلامي، بنحوٍ لا يمكن تجاهله والتغاضي عنه، تثبيتاً للحجة، وتأكيداً لها، وقطعاً للمعاذير.
تعظيم المسلمين لقبر الإمام الرضا وقبور آبائه (عليه السلام) ثم صار قبر الإمام الرضا (صلوات الله عليه) في طوس كعبةً للوافدين من جميع المسلمين يتقربون بزيارته إلى الله تعالى، ويتوسلون إليه به في حل مشاكلهم وكشف مهماتهم وقضاء حوائجهم، من دون أن يختص ذلك بالشيعة. فهذا ابن حبان قد تقدم منه في جواب السؤال الثالث أنه ذكر في ترجمة الإمام الصادق (عليه السلام) أنه يحتج بروايته ما كان من غير رواية أولاده، ـــــــــــــــــــــــ (1) طبقات الشافعية الكبرى 2: 54. النجوم الزاهرة 2: 283 ذكر ولاية إسحاق بن يحيى على مصر. تاريخ الطبري 5: 312 في أحداث سنة ست وثلاثين ومائتين. الكامل في التاريخ 6: 108 في أحداث سنة ست وثلاثين ومائتين: ذكر ما فعله المتوكل بمشهد الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام). البداية والنهاية 10: 315 في أحداث سنة ست وثلاثين ومائتين. شذرات الذهب 1: 86 في أحداث سنة ست وثلاثين ومائتين. تاريخ الخلفاء 1: 347 في ترجمة المتوكل على الله. مآثر الإنافة 1: 231 في ترجمة المتوكل على الله: الحوادث والمجريات في خلافته. (2) طبقات الشافعية الكبرى 2: 54. -[ 315 ]- ومع ذلك يقول عن قبر الإمام الرضا (عليه السلام) : "قد زُرْتُه مراراً كثيرة. وما حلّت بي شدةٌ في وقت مقامي بطوس، فزرتُ قبرَ علي بن موسى الرضا (صلوات الله على جده وعليه)، ودعوت الله إزالتها عني، إلا استجيب لي، وزالت عني تلك الشدة. وهذا شيء جرَّبتُه مرارًا، فوجدته كذلك. أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته، صلى الله عليه وسلم الله عليه وعليهم أجمعين" (1). وقال أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى: "خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة، وعديله أبي علي الثقفي، مع جماعة من مشايخنا- وهم إذ ذاك متوافرون- إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس. قال: فرأيت من تعظيمه - يعني: ابن خزيمة - لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا" (2). وحال قبره (صلوات الله عليه) في ذلك حال قبور آبائه وأبنائه (صلوات الله عليهم) حيث صارت كعبة للوافدين، ووسيلة للراغبين، وملجأ للمكروبين. يقول شيخ الحنابلة أبو علي الخلال: "ما أهمّني أمرٌ فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب" (3). وقال ابن حجر عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام): "وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله" (4). كلّ ذلك لجلالتهم وقدسيتهم ورفعة شأنهم عند عموم المسلمين. ـــــــــــــــــــــــ (1) الثقات 8: 457 في ترجمة علي بن موسى الرضا. (2) تهذيب التهذيب 7: 339 في ترجمة علي بن موسى الرضا. (3) تاريخ بغداد 1: 120 باب ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد. (4) الصواعق المحرقة: 307. -[ 316 ]- ويزيد في غرابة هذا الأمر.. أولاً: أنّ بعض الأئمة (صلوات الله عليهم) قد تسنَّم منصبَ الإمامة، وهو في شرخ شبابه، حيث تكون شهوات الإنسان في أَوْجِها، وغرائزه في عنفوانها. بل كان بعضهم في عهد الطفولة المبكرة - كما سبق في الإمامين محمد بن علي الجواد وابنه علي بن محمد الهادي (عليه السلام) - حيث لا يُنْتظَر مِن مثله الاستقلال بإدارة أموره الخاصة، فضلاً عن القيام بأعباء هذا المنصب الخطير. وثانياً: الحفاظ على الكمال في سلسلة نسبية واحدة، حيث ورث عشرة رجال، كلٌّ منهم عن أبيه العلمَ والكمالَ والهيبةَ والجلالَ، واستطاع كل منهم أن يفرض شخصيته، وقدسيته، واحترامه، على العدو والصديق، من دون قوة تدعمه. بل على خلاف الاتجاه العام، مع إنكار شرعية السلطان الغالب. وقد تميزوا بذلك عن بقية أهل البيت ممّن يشاركهم في بعض آبائهم الكرام (صلوات الله عليهم)، فضلاً عن غير أهل البيت من بقية المسلمين. وذلك بمجموعه خارق للعادات، ولا تفسير له إلا بمميزات ذاتية أودعها الله تعالى فيهم، ورفعهم بها عن مستوى البشر، وحاطهم بعنايته ورعايته، وتسديده وتأييده، تثبيتاً للحجة وتأكيداً لها، وقطعاً للمعاذير ((لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ)) (1). وكفى بذلك عاضداً للنصوص المتقدمة، وقرينة على صدقها، وشاهداً على المدعى في المقام. الأمر الرابع: ما أشرنا إليه في جواب السؤال السادس من أن الحق لابد أن يكون من الوضوح والجلاء بحدٍّ لا يخرج عنه إلا مكابر معاند، أو ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة الأنفال الآية:42. -[ 317 ]- جاهل مقصر لا ينفعه جهله عذراً عند الله تعالى، كي تقوم بذلك الحجة على الناس ((لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ)) (1). وكما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : "قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" (2). فإن ذلك يستلزم أن يكون في جميع العصور ناطق بالحق ظاهر يدعو الناس إليه، وينبههم من غفلتهم، من أجل أن يبحثوا عن الحق، وينظروا في أدلته، وإلا كانوا معذورين في ترك الحق لغفلتهم، ولم يعاقبوا عليه، وهو خلاف ما تضمنته الأدلة السابقة في جواب السؤال المذكور. وقد صرح بذلك في الحديث المشهور عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم مَن خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" (3). ومِن ثَمّ يتعين.. أولاً: امتناع اجتماع الأمة على الضلال، كما صرّح به غيرُ واحد، بل تكاد الأمة تجتمع على ذلك. وثانياً: أنْ يكون انْدِثَار بعض الفِرَق، وعدم ظهور الناطق بها الداعي ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة الأنفال الآية:42. (2) تقدمت مصادره في جواب السؤال السادس في 2: 299. (3) صحيح مسلم 3: 1523، واللفظ له،: 1524 كتاب الإمارة: باب قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم. صحيح البخاري 3: 1331 كتاب المناقب: باب سؤال المشركين أن يريهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) آية فأراهم انشقاق القمر. صحيح ابن حبان 1: 261 كتاب العلم: ذكر إثبات النصرة لأصحاب الحديث إلى قيام الساعة، 15: 248 باب وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر البيان بأن الفتن إذا وقعت والآيات إذا ظهرت كان في خللها طائفة على الحق أبدًا. وغيرها من المصادر الكثيرة جدًّا. -[ 318 ]- إليها، شاهداً ببطلانها، ومخالفتها للحق. وبعد أنْ أثبت الشيعة أنّ الحق لأهل البيت (صلوات الله عليهم) وأن النجاة باتباعهم والائتمام بهم، وبالتمسك بحبلهم، وركوب سفينتهم، فاللازِمُ النَّظَر في الترجيح بيْن الفِرَق التي ترى أنّ الخلافة والإمامة في أهل البيت (عليهم السلام). فإذا ثَبَت بطلانُ قوْلِ غير الإمامية مِن هذه الفرق تعيَّن كوْنُ الحق مع الإمامية، مِن دون حاجة للدخول في التفاصيل. ومِن هنا نقول: تترجَّح فرقة الإمامية - وهي التي تَدِين بإمامة الأئمة الاثني عشر المعهودين (صلوات الله عليهم) - بأمور يشهد كلها أو بعضها ببطلان دعوى بقية الفرق المنتسبة لأهل البيت (صلوات الله عليهم)- بل حتى الفرق الأخرى التي لا تنتسب لهم-: الأول: بقاء الشيعة الإمامية وظهور دعوتهم، وسماع صوتهم بنحوٍ يصلـح لتنبيه الغافل ورفْع عذره، واندثار كثير مِن الفرق التي شغلت الساحة في بعض الفترات الزمنية المحدودة، كالفطحية والواقفة وغيرهم. الثاني: ما تضمَّن أنّ الأرض لا تخلو مِن إمام تجب معرفته وطاعته، وقد تقدم التعرض له في جواب السؤال الرابع من الأسئلة السابقة. حيث سبق أنّ ذلك يناسب كون الإمامة بالنص، بنحوٍ لا يحتاج إلى أمر قد لا يحصل، كبيعة الناس للشخص، كما يقول به الجمهور، والخوارج، وكجهاده بالسيف، كما يُنْسَب للزيدية، وغير ذلك. الثالث: ما تضمن أن الأئمة اثنا عشر، خصوصاً بعد ما تقدم عند الكلام في الطائفة الثانية من نصوص الإمامة، من ظهور جملة كثيرة من النصوص في أن الإمامة عهد معهود من الله، عهده إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبلغ به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعده. -[ 319 ]- الرابع: قاعدة اللطف القاضية بعصمة الإمام، والتي تقدم الكلام فيها في جواب السؤال الخامس من الأسئلة السابقة، كما تقدم ما يؤيد ذلك في أواخر جواب السؤال الثامن من هذه الأسئلة، عند التعرض لما منيت به السنة الشريفة من المآسي والمحن. فإنّ هذه الأمور بمجموعها تكفي في ترجيح فرقة الإمامية على غيرها من الفرق التي تدين بأن الحق لأهل البيت (عليهم السلام) والإمامة فيهم. بل على جميع فرق المسلمين. وإذا ثَبَت أنها هي الفرقة المحقة الناجية مِن بين هذه الفرق كان إجْمَاعُها وتَسَالُمُها في أمْر الإمامة حجة، لئلا يلزم ضلال الأمة بأجمعها. وحينئذٍ تثبت إمامة مَن تسالمت وأجمعت على إمامته مِن الأئمة الاثني عشر، بنحوٍ يُغْنِي عن تواتر النص على إمامة كلٍّ منهم- لو فُرِض عدم حصوله-. وكفى بهذا قرينة قاطعة تُضاف للقرائن السابقة الشاهدة بصدق النصوص المتقدمة على إمامتهم (صلوات الله عليهم). الأمر الخامس:ما سبق منا في جواب السؤال الثالث من هذه الأسئلة من تميز الأئمة الأثني عشر (عليهم السلام) بتراث ضخم من الحكم والمواعظ والخطب والأدعية والزيارات وغيرها مما يفيض بالعلم الإلهي والمفاهيم الدينية. وقد امتازت بمضامينها العالية، ولسانها الرفيع، وبيانها الفريد في القوة والجزالة، والرصانة، والفصاحة، والبلاغة، والجمال، والبهاء، فهي دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين، وبذلك تتميز مدرسة أهل البيت (صلوات الله عليهم)، الذين هم أمراء الكلام وعندهم الحكمة وفصل الخطاب، بنحوٍ يُشْرِف بالمنصف على القطع باختصاصهم بميراث النبوة، وانفرادهم بكنوز العلم الإلهي، وأنهم أبواب مدينة الحكمة النبوية، كما -[ 320 ]- تظافرت بذلك النصوص. وقد جرى ذلك في جميع الأئمة (عليهم السلام) حتى المتأخرين منهم حيث ورد عنهم الكثير كزيارة الجامعة الكبيرة الواردة عن الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السلام)، وأدعية الافتتاح والسمات وغيرهما مما ورد عن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) عن طريق نوابه في غيبته الصغرى، حيث يشهد ذلك بتميزهم (عليهم السلام) مِن بين مَن يشاركهم في نسبهم الشريف، وأخذهم له خلفاً عن سلف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى اعترف كثير من علماء الجمهور لهم بمنصب الإمامة بالتسلسل الذي عليه الشيعة، وترجم لهم بعضهم بعنوان الإمامة، وانْ حاولوا قَصْرَ إمامتهم على الجانب العلمي والديني، دون الجانب السياسي ليتناسق مع مبانيهم في الإمامة السياسية، وعلى كل حال يظهر منهم المفروغية عن توارثهم الإمامة والعلم خلفًا عن سلف. وبالمناسبة يقول الشريف الجرجاني في شرح المواقف: "الجفر والجامعة وهما كتابان لعلي (رضي الله عنه) قد ذكر فيهما -على طريقة علم الحروف- الحوادثَ التي تحدث إلى انقراض العالم، وكانت الأئمة المعروفون من أولاده يعرفونهما ويحكمون بهما، وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه علي بن موسى (رضي الله عنه) إلى المأمون: إنك قد عرفتَ مِن حقوقنا ما لم يعرفه آباؤك، فقبلت منك عهدك، إلاّ أن الجفر والجامعة يدلان على أنه لا يتم" (1). ـــــــــــــــــــــــ (1) شرح المواقف 2: 68، وقد ذكر العهد هذا الفخري في الآداب السلطانية: 210، وغيره. -[ 321 ]- | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 6:06 pm | |
| بقي شيء:
وهو أنه قد يقال: إن إمامة الائمة المذكورين إذا كانت بهذا الوضوح لكثرة النصوص الواردة في حق كل منهم، والقرائن العاضدة لتلك النصوص، فلِمَ إذاً اختلف الشيعة في إمامة كثيرٍ منهم، وحدثت الفرق نتيجة لذلك، كالزيدية التي جَعَلت الإمامة بعد الحسين (عليه السلام) فيمَن يخرج بالسيف من ذرية الحسن والحسين (عليهم السلام)، والناووسية التي وقفت على الإمام الصادق (عليه السلام) ولم تقل بإمامة من بعده، والفطحية التي قالت بإمامة عبد الله الأفطح بن الإمام الصادق (عليه السلام) بعد أبيه، والواقفة التي وقفت على الإمام الكاظم (عليه السلام) ولم تقل بإمامة من بعده، والفرق التي حدثت بعد الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) ولم تقل بإمامة ولده المهدي، بل وقفت عليه أو قالت بإمامة أخيه جعفر من بعده بدلاً عنه... إلى غير ذلك. لكنه يندفع.. أولاً: بأنّ حُدوث الفرق لشبهةٍ مُخرِجةٍ عن الحق لا ينافي وضوحَ الحق وقيامَ الدليل عليه بالنحو الكافي في وضوح حجته وتماميته. فإنّ الخروج عن الحق إنْ كان مِن أجل المصالح الدنيوية فصاحبُ المصلحة لا يهمّه وضوح الحق، ولا يمنعه من الخروج عنه والتلبيس على نفسه وعلى الناس رعايةً لمصلحته. ولذا لم يمنع وضوح حجة الأنبياء (صلوات الله عليهم) مِن وقوف قومهم في وجوههم وردّهم عليهم. وإنْ كان لشبهةٍ مُوهِمةٍ فما أكثر الشبهات التي تثار أمام الحق الواضح الذي تمت الحجة عليه، وما أكثر التابعين لها غفلة أو تغافلاً عن تلك الحجة. وبأدنى ملاحظة لواقع الناس في حاضرهم وماضيهم في أعماق التاريخ يرى الإنسان منه العجب العجاب في تغافلهم عن الحقائق -[ 322 ]- ومكابرتهم فيها إنكاراً أو تحريفاً لشبهات وخطابيات ما أنزل الله بها من سلطان بل هي ((كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)) (1). ولا يلتزم بالحجة ويحافظ على الموازين العقلية إلاّ من عصم الله: ((قُلْ فَللَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ)) (2) و ((الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ)) (3). وثانياً: أن وضوح حجة الأئمة (عليهم السلام) لا ينافي احتياجها مزيد من الفحص والتدبر بموضوعية وتجرد عن العواطف والرواسب، ولا سيما بعد أن لم تكن النصوص مُثْبَتَة في كتب معروفة منشورة، كما هو الحال الآن، بل هي محفوظة في صدور الرجال أو في كتب مستورة، وما ابتلي به خطّ أهل البيت (عليهم السلام) مِن مقاومة السلطة له وفتكها برموزه وأتباعه، حيث يلزم ذلك بالتحفظ على شخص الإمام وعلى الشيعة بنحو من الإخفاء والإيهام، وإنْ كان الحق بحيث لو فحص عنه المسلم بموضوعية وتجرد عن العواطف والرواسب لظهر له، لتكثر الأدلة ووضوحها. ولذا أشرنا آنفاً إلى أن لمعاجز الإمام وكراماته حينما يتسنم منصب الإمامة أعظم الأثر في وضوح حجته لأتباعه، بسبب خفاء النص على كثير منهم، حتى كان ذلك هو السبب لتعرف بعض خواص الشيعة التباس الأمر عليهم بسبب ضغوط السلطة والإيهام المتعمد من قبل الأئمة (عليهم السلام) وإثارة الشبهات من قبل المنحرفين والنفعيين. ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة النور الآية:39. (2) سورة الأنعام الآية:149. (3) سورة الأعراف الآية:43. -[ 323 ]- هذا ما تيسر لنا عاجلاً من عرض النصوص على إمامة الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) والقرائن العاضدة لها. وقد اختصرنا الحديث في بعض الجهات أو تجاوزناه، لضيق المجال، واكتفاء بما ذكره علماؤنا (رضوان الله تعالى عليهم) في المطولات. ونحن على قناعة تامة بأن ما ذكرناه كاف في قيام الحجة المعذرة مع الله سبحانه وتعالى يوم نفد عليه، ونوقف بين يديه و((الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ)) (1). ونسأله بمنه وفضله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يعصمنا في مهاوي الهلكات. إنه أرحم الراحمين، وولي المؤمنين. | |
|
| |
تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: رد: في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم الثلاثاء أغسطس 28, 2012 6:08 pm | |
| هل أدلة بقية فرق المسلمين أقوى مِن أدلة الإمامية؟ وبعد كل ذلك نذكّر بما سبق في أول هذا الحديث مِن أنّ مسألة الإمامة لا تخص الشيعة، بل هي قضية إسلامية عامة ملحّة،لأن من مات وليس له إمام، أو لا يعرف إمامه، مات ميتة جاهلية، كما استفاضت بذلك النصوص على ما تقدم. حيث يتعين بعد هذا العرض الطويل على كل مسلم يخشى الله واليوم الآخر أن ينظر في أدلته على إمامة أئمته الذين يدين الله تعالى بإمامتهم، وفي أدلة الشيعة المتقدمة وغيرها مما لسنا بصدد عرضه، ثم يقارن بينها بموضوعية كاملة، وتجرد من التراكمات والمسلمات، ويحكم ضميره ووجدانه، و((الإنسان على نفسه بصيرة)) (2)، ثم يختار ما يراه الأقوى منه، والأحرى بالحق، ليكون على بصيرة من أمره، وعذر عند ربه يوم يفد عليه، ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة الأعراف الآية:43. (2) سورة القيامة الآية:14. -[ 324 ]- حين ينادى ((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ* مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ)) (1)، و((يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)) (2). ((يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا)) (3). وبذلك نكون قد أدّينا ما علينا من التذكير والنصيحة، ثم لكل امرئ وما اختار ((وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ)) (4). هذا، وبعد هذه الجولة الطويلة في جواب الأسئلة التسعة التي وجَّهْتَها، فالظاهر أنا لم نستوف الأجوبة حقها من الكلام، ولم نستقص الشواهد والقرائن الدخيلة في المواضيع المطروقة في هذه الأجوبة، لضيق الوقت عن ذلك. لكن الميسور لا يسقط بالمعسور، وما لا يدرك كله لا يترك كله. ونرجو أن يكون الهدف من هذا الحوار الطويل هو الوصول للحقيقة والتعرف عليها، من أجل أداء حقها، والخروج عن مسؤوليتها، وعن عهدتها، ليكون الحوار مثمرًا، حريّاً بصرف الوقت، وبذل الطاقة والجهد. ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة الصافات الآية: 24ـ 25. (2) سورة النحل الآية: 111. (3) سورة الإسراء الآية: 71 ـ 72. (4) سورة النحل الآية:9. -[ 325 ]-
التذكير بشدة المسؤولية وخطورة الموقف وفي ختام هذا الحوار يحسن بنا التنبيه على أمر ينبغي لكل مسلم التوجه له، وعدم إغفاله، وهو أن الصراع قد اشتد في عصور الإسلام الأولى بين الأطراف، وبلغ الخصام بينهم الذروة. ولكلٍّ هدفه في صراعه، دينيّاً كان أو دنيويًّا، نبيلاً كان أو شريرًا، وعلم ذلك عند الله تعالى. وكلُّ طرف قد جنى ثمرة صراعه في الدنيا، أو تحمل مآسيه وآلامه، ثم هو يتحمل مسؤوليته في الآخرة، ويحاسب عليه يوم يفد على الله سبحانه ((ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى)) (1)، وإن الله عزوجل لا يحابي أحدًا، وليس بينه وبين أحد قرابة، بل كلهم عبيده، فأكرمهم عليه أطوعهم له وأتقاهم، وأهونهم عليه أشدهم محادة له وأعصاهم. أما الأجيال اللاحقة فهي وإن بعدت عن ذلك الصراع والخصام، ولم تجن شيئاً من ثمراته، ولم تعش مآسيه وآلامه، إلا أنها تتحمل تبعاته في الآخرة، وتشارك في مسؤوليته، تبعاً لمَن تختار موالاته في ذلك الصراع، وترضى عمله وتبرره، لأنّ مَن رضي بعمل قوم حشر معهم، والمرء مع من أحب، وإنما يجمع الناس الرضا والغضب، كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام). ففي حديث السكوني عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن علي (عليه السلام) : "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مَن شهد أمرًا، فكرهه كان كمن غاب عنه، ومَن غاب عن أمر فرضيه كان كمَن شهده" (2). وفي حديث عبد الله قال: "جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة النجم الآية: 41. (2) وسائل الشيعة 11: 409 باب:5 من أبواب الأمر والنهي وما يناسبهما حديث:2. -[ 326 ]- رسول الله كيف تقول في رجل أحب قومًا، ولم يلحق بهم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : المرء مع مَن أحب" (1). وعن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: "قلت يا رسول الله: إنا لنحب قوماً ما نبلغ أعمالهم قال: فإنك مع من أحببت. فقال القوم: ونحن كذلك يا رسول الله قال: أنتم كذلك" (2). وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "إنما يجمع الناس الرضا والسخط، فمن رضي أمراً فقد دخل فيه، ومن سخطه فقد خرج منه" (3)،... ونحوها كثير (4). وقد قال الله تعالى في الحديث عن اليهود الذين كانوا في عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانوا يخاصمونه: ((الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)) (5)، فنسب قتل الأنبياء والرسل لهم، مع أنهم لم يباشروا قتلهم، وإنما قتلهم أسلافهم. ـــــــــــــــــــــــ (1) صحيح البخاري 5: 2283 كتاب الأدب: باب علامة حب في الله عزوجل لقوله: ((إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله))، واللفظ له. صحيح مسلم 4: 2034 كتاب البر والصلة والآداب: باب المرء مع من أحب. صحيح ابن حبان 2: 316 باب الصحبة والمجالسة: ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن خطاب هذا الخبر قصد به التخصيص دون العموم. وغيرها من المصادر الكثيرة جدًّا. (2) المعجم الأوسط 8: 85، واللفظ له. الكامل في ضعفاء الرجال 3: 59 في ترجمة الخليل بن مرة. (3) وسائل الشيعة 11: 411، باب 5 من أبواب الأمر والنهي وما يناسبهم، حديث 9. (4) راجع صحيح البخاري 3: 1349 كتاب فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي (رضي الله عنه)، و 5: 2283 كتاب الأدب: باب ما جاء في قول الرجل ويلك، وصحيح مسلم 4: 2032، 2033 كتاب البر والصلة والآداب: باب المرء مع من أحب، وغيرها من المصادر الكثيرة جدًّا. (5) سورة آل عمران الآية:183. -[ 327 ]- وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في أحاديث متعددة أنهم لما رضوا بفعل أسلافهم ولم يبرؤوا منهم، كان ذلك مَنْشأً لنسبة القتل لهم وتحملهم إثمه وإن لم يباشروه بأنفسهم (1). ونتيجةً لذلك فعلى العاقل الرشيد أن يرتاد لنفسه، ويحكم أمره، ويكون على بصيرة من دينه، وبينة من موقفه، فيوالي مَن هو أهل للموالاة، ويبرأ ممّن يستحق البراءة، مع كمال التثبت والتروي. أما إذا فرط في ذلك فهو قد يتحمل تبعة أعمال الماضين من دون أن يجني ثمارها وينعم بلذتها، وبذلك يخسر الدنيا والآخرة ((ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)) (2). وعما قريب يرفع الغطاء، وتنكشف الحقائق، وتبلى السرائر، ولات حين مناص ((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)) (3). هذا ما أردنا التنبيه عليه، وإلفات نظر المسلمين إليه، و((الإنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ)) (4)، ((وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )) (5). ونسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا جميعاً ممن أجاب ـــــــــــــــــــــــ (1) وسائل الشيعة 11: 412 باب:5 من أبواب الأمر والنهي وما يناسبهما حديث:13، 14،و: 509 باب:39 من الأبواب المذكورة حديث:5، 6. (2) سورة الحج الآية:11. (3) سورة البقرة الآية:166 ـ 167. (4) سورة القيامة الآية:14. (5) سورة هود الآية:88. -[ 328 ]- دعوته واهتدى بهداه، ووالى أولياءه، وعادى أعداءه، وأن يمدنا جميعاً بالتأييد والتسديد، لتحقيق الحقائق الدينية الشريفة، وإيضاحها، ودفع غائلة التشكيك والشبهات عنها، والدعوة لها بالحكمة والموعظة الحسنة. مع خلوص النية وحسن السريرة والطوية. وأن ينبهنا جميعاً من نومة الغافلين، وسِنة المسرفين، ونعسة المخذولين، ويبعدنا عن اللجاج والعناد، والإصرار والاستكبار، ويجعلنا ممن دعي فأجاب، ووعظ فأناب، وذكر فاذكر، وبصر فاستبصر. إنه الهادي إلى سواء السبيل، وهو حسبنا، ونعم الوكيل، نعم المولى، ونعم النصير. والحمد لله رب العالمين، وله الشكر واصباً أبدًا، دائماً سرمدًا. وصلى الله على رسوله الأمين، وآله الغر الميامين، وسلم تسليماً كثيرًا. والسلام عليك وعلى إخوانك جميعًا، ورحمة الله وبركاته. | |
|
| |
| في رحاب العقيدة.تحديد الإئمة الاثني عشر بأسمائهم وأَشْخاصهم | |
|