جاء في كتاب "منهاج السنة" لابن تيمية ج2 ص 179:
[ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي : هذا فاروق أمتي يفرق بين أهل الحق والباطل . وقول ابن عمر : ما كنا نعرف المنافقين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ببغضهم عليا . فلا يستريب أهل المعرفة بالحديث أنهما حديثان موضوعان مكذوبان على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرو واحد منهما في كتب العلم المعتمدة ولا لواحد منهما إسناد معروف]
و للرد على هذا القول نلخص ما أجاب به العلامة الأميني في موسوعة الغدير [32]بما يلي:
[يقول-أي ابن تيمية - إنه حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعْقِل أن راويه لم يعزه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكان حق المقام أن يفند نسبته إلى ابن عمر.
على أن ابن عمر لم يتفرد بهذا القول وإنما أصفق معه على ذلك لفيف من الصحابة منهم :
1 - أبو ذر الغفاري فإنه قال : { ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بثلاث : بتكذيبهم الله ورسوله . والتخلف عن الصلاة . وبغضهم علي بن أبي طالب} .[33]
2 - أبو سعيد الخدري قال : { كنا نعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم عليا م وفي لفظ الزرندي : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ببغضهم عليا }[34]
3 - جابر بن عبد الله الأنصاري قال : { ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض أو : ببغضهم علي بن أبي طالب } [35]
4 - أبو سعيد محمد بن الهيثم قال : { إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار إلا ببغضهم علي بن أبي طالب }.[36]
5 -أبو الدرداء قال : {إن كنا نعرف المنافقين معشر الأنصار إلا ببغضهم علي بن أبي طالب }.[37]
ولم تكن هذه الكلمات دعاوي مجردة منهم وإنما هي مدعومة بما وعوه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام وإليك نصوصه :
النص الأول عن أمير المؤمنين: و صورته الأولى
أنه (ع) قال :{ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي : أنه لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق}.[38]
و الصورة الثانية:
قال أمير المؤمنين عليه السلام :{ لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافقين على أن يحبني ما أحبني ، وذلك أنه قضي فانقضى على لسان النبي الأمي صلى الله عليه وآله أنه قال : يا علي ؟ لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبك منافق }.[39]
الصورة الثالثة عن أمير المؤمنين : { لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلي : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق}.[40]
الصورة الرابعة
في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام : { قضاء قضاه الله عز وجل على لسان نبيكم النبي الأمي أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق }.[41]
الصورة الخامسة عن حبة العرني
عن علي عليه السلام إنه قال : { إن الله عز وجل أخذ ميثاق كل مؤمن على حبي ، وميثاق كل منافق على بغضي ، فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا على المنافق ما أحبني}.[42]
النص الثاني عن أم سلمة:و صورته الأولى:- أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : { لا يحب عليا المنافق ، و لا يبغضه مؤمن}.[43]
و صورة ثانية عن أم سلمة قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي : { لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبك منافق}.[44]
صورة ثالثة أخرج ابن عدي في كامله عن البغوي بإسناده
عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي لعلي : { لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق.}
النص الثالث في خطبة للنبي صلى الله عليه وآله :{ يا أيها الناس ؟ أوصيكم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب فإنه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق }.[45]
النص الرابع عن ابن عباس قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي فقال :{ لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق}.[46]
هذا ما عثرنا عليه من طرق هذا الحديث ولعل ما فاتنا منها أكثر ، ولعلك بعد هذه كلها لا تستريب في أنه لو كان هناك حديث متواتر يقطع بصدوره عن مصدر الرسالة فهو هذا الحديث أو أنه من أظهر مصاديقه.
كما أنك لا تستريب بعد ذلك كله أن أمير المؤمنين عليه السلام بحكم هذا الحديث الصادر ميزان الإيمان ومقياس الهدى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهذه صفة مخصوصة به عليه السلام وهي لا تبارحها الإمامة المطلقة ، فإن من المقطوع به أن أحدا من المؤمنين لم يتحل بهذه المكرمة ، فليس حب أي أحد منهم شارة إيمان ولا بغضه سمة نفاق ، وإنما هو نقص في الأخلاق وإعواز في الكمال ما لم تكن البغضاء لإيمانه ، وأما إطلاق القول بذلك مشفوعا بتخصيصه بأمير المؤمنين فليس إلا ميزة الإمامة.
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله :{ لولاك يا علي : ما عرف المؤمنون بعدي }. [47]
وقال :{ والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان } [48]
ألا ترى كيف حكم عمر بن الخطاب بنفاق رجل رآه يسب عليا وقال : إني أظنك منافقا ؟ ![49]
وأما الحديث الأول "هذا فاروق الأمة" فينتهي إسناده إلى :
( ابن عباس . وسلمان . وأبي ذر . وحذيفة اليماني . وأبي ليلى الغفاري )
و.أخرج عن هؤلاء جمع كثير من الحفاظ والأعلام منهم :
( الحاكم أبو نعيم الطبراني البيهقي العدني البزار العقيلي المحاملي الحاكمي ابن عساكر الكنجي محب الدين الحموي القرشي الأيجي ابن أبي الحديد الهيثمي السيوطي المتقي الهندي الصفوري )
ولفظ الحديث عندهم [50]أنه (ص) قال:
{ ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فألزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين} [51]
وبعد هذا كله تعرف قيمة ما يقوله ( ابن تيمية ) من [ أن الحديثين لم يرو واحد منهما في كتب العلم المعتمدة ، ولا لواحد منهما إسناد معروف ] فإذا كان لا يرى الصحاح والمسانيد من كتب العلم المعتمدة ، وما أسنده الحفاظ والأئمة وصححوه إسنادا معروفا ؟ فحسبه ذلك جهلا شائنا ، وليت شعري بأي شئ يعتمد هو وقومه في المذهب بعد هاتيك العقيدة؟] [52].
يعسوب المؤمنين
جاء في المناقب عنه ( ص) :{ يا علي ، إنك سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين}.[53].
إمام المتقين
روى ابن عساكر أن - رسول الله ( ص) قال لعلي ( ع) - : مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين [54]
و روى الحاكم في مستدركه عنه ( ص) :
{ أوحي إليّ في عليّ ثلاث : أنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين }[55]
و روى أبن الأثير في أسد الغابة: عنه (ص) :
{ لما أسري بي إلى السماء انتهي بي إلى قصر من لؤلؤ ، فراشه من ذهب يتلألأ ، فأوحى الله إلي - أو أمرني - في عليّ بثلاث خصال : أنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين }[56]
و روى الطبراني في معجمه :عنه ( صلى الله عليه وآله ):
{ إن الله عزوجل أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي : أنه سيد المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين}[57]
الأنزع البطين
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [58]:{ يا علي ، إن الله عز وجل قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك ، فأبشر ! فإنك الأنزع البطين : المنزوع من الشرك ، البطين من العلم }
إمام الخلق و مولى البرية xe "إمام الخلق و مولى البرية"
جاء في المناقب للخوارزمي :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : { نزل علي جبرئيل عليه السلام صبيحة يوم فرحا مستبشرا " ، فقلت : حبيبي ما لي أراك فرحا مستبشرا ؟ فقال : يا محمد وكيف لا أكون كذلك وقد قرت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وامام أمتك علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقلت : وبم أكرم الله أخي وامام أمتي ؟ قال : باهى بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه وقال : ملائكتي انظروا إلى حجتي في أرضي على عبادي بعد نبيي ، فقد عفر خده في التراب تواضعا لعظمتي ، أشهدكم انه امام خلقي ومولى بريتي } [59]
الهادي
جاء في تفسير الطبري عن ابن عباس : لما نزلت: ( إنما أنت منذر و لكل قوم هاد )[60] وضع ( صلى الله عليه وآله ) يده على صدره فقال : أنا المنذر ولكل قوم هاد ، وأومأ بيده إلى منكب علي فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون بعدي.[61]
صفوة الله
روىابن مردويه[62][عن ابن عباس عن النبي( ص): علي صفوة الله]