لأن الصحابة كلهم فهموا منها ذلك!
والشاهد على ذلك قول أبي بكر في أول خطبة له: ((أيها الناس فأني وليت عليكم ولست بخيركم)) (تاريخ الخلفاء:65).
وقوله لما سألوه في استخلاف عمر: ((وليت عليهم خيرهم)) (تاريخ الخلفاء:108).
فلماذا يكون معناها الخلافة والولاية، إذا قالها أبو بكر ولا يكون معناها ذلك إذا قالها رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!
وكذلك قول عمر عن أبي بكر عندما جاءه العباس وعلي (عليه السلام) يختصمان في ميراث النبي (صلى الله عليه وآله): ((فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وقوله: أيضاً: ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وولي أبي بكر)). (مسلم/ باب حكم ألفيء ح1757).
والاعتراض بأن أبا بكر وعمر لا يريدان منها معنى الولاية بل معنىً آخر لا يفيد، لأن أي معنى آخر للولي يزعم أنه مرادهما يكون فيه تكذيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما قال لعلي: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، وبلفظ آخر: (من كنت وليه فهذا وليه).
فرسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول علي ولي وأبو بكر يقول أنا ولي رسول الله !!
مع أن سياق الحديث كله الوارد مورد أثبات: (لا نورث ما تركناه صدقة) لا يمكن حمله على غير ولاية أمر المسلمين وكذلك قول عمر: (أنا ولي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وولي أبي بكر) بهذا الترتيب مع أن عمر ليس وارثاً لأبي بكر، وهذا واضح لا نقاش فيه للمنصف.