الشناوي احمد المدير العام
عدد الرسائل : 506 تاريخ التسجيل : 20/02/2012
| موضوع: مبدأ نشأة الغُلُوّ في العقيده الشيعيه السبت ديسمبر 08, 2012 8:04 am | |
|
مبدأ نشأة الغُلُوّ في العقيده الشيعيه
إن وقوع الغُلُوّ وشيوعه في العقيده الشيعيه يعود في مصدره - باحتمال قوي بل يقيناً- إلى اليهود والنصارى، كما تدلّ على ذلك كتب التاريخ وكتب الملل والنحل مثل كتاب «الملل والنحل» للشهرستاني (المتوفى 548هـ)، وكتاب «المقالات والفرق» لسعد بن عبد الله الأشعري (301هـ)، وكتاب «فرق الشيعة» لأبي محمد الحسن بن موسى النوبختي (310هـ)، وكتاب «التبصير في الدين» لأبي المظفر الإسفراييني (471هـ)،
وكتاب «الفَرْقُ بين الفِرَق» لعبد القاهر البغدادي (429هـ)،
والتي تبين جميعها أن أول وقوع للغلو في الإسلام كان من ناحية «عبد الله بن سبأ» اليهودي الذي غلا في علي بن أبي طالب عليه السلام، هذا رغم أنه يوجد بعض علماء الشيعه يسعون إلى إنكار وجود «عبد الله بن سبأ» من الأساس مدعين أنه من اختراع «سيف بن عمر» الذي هو أحد رواة تاريخ الطبري، هذا مع أن تاريخ الطبري أُلِّف في القرن الرابع الهجري،
في حين أن قصة «ابن سبأ» موجودة في كتبٍ أُلِّفَت قبل قرون من تاريخ الطبري،
وفيما يلي توصيف للغلاة كما جاء في كتاب «المقالات والفرق» (ص20) لسعد بن عبد الله الأشعري الذي كان من أكابر علماء الشيعة الاثني عشرية وأعلامهم:
«فرقةٌ منها قالت أن علياً لم يُقْتَل ولم يمت ولا يموت حتى يملك الأرض ويسوق العرب بعصاه ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً،
وهي أوّل فرقة قالت في الإسلام بالوقف بعد النبيِّ من هذه الأمة، وأوّل من قال منها بالغلوّ، وهذه الفرقة تسمى السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني وساعده على ذلك عبد الله بن حرس وابن أسود، وهما من أجلة أصحابه،
· وكان أوَّلَ من أظهَرَ الطَّعْنَ على أبي بكر وعمر وعثمان من الصحابة وتبرأ منهم، · وادَّعى أن علياً عليه السلام أمره بذلك، وأن التقيَّة لا تجوز ولا تحل، فأخذه عليٌّ فسأله عن ذلك؟ فأقرَّ به، وأمر بقتله، فصاح إليه الناس من كل ناحية يا أمير المؤمنين أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك؟!
فسيَّرهُ عليٌّ إلى المدائن،
وحكى جماعةٌ من أهل العالم: أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بهذه المقالة، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله في عليٍّ بمثل ذلك، وهو أول من شهد بالقول بفرض إمامة علي بن أبي طالب، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأكفرهم،
فمِنْ ها هنا قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذٌ من اليهودية، ولما بلغ ابن سبأ وأصحابه نعيَ عليٍّ وهو بالمدائن وقَدِمَ عليهم راكبٌ فسأله الناس، فقال: ما خبر أمير المؤمنين؟ قال: ضربه أشقاها ضربةً قد يعيش الرجل من أعظم منها ويموت من وقتها، ثم اتصل خبر موته فقالوا للذي نعاه:
كذبتَ يا عدو الله! لو جئتنا والله بدماغه ضربة، فأقمت على قتله سبعين عدلاً ما صدَّقْناك، ولعلمنا أنه لم يمت ولم يُقْتَل، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، ويملك الأرض!». ثم أخذ سعد بن عبد الله الأشعري يفصّل الكلام في فرق الغلاة ويبين عقائدهم إلى قوله في الصفحة 41: «فكان أول ما شرع لهم تحريم الختان!» إلى قوله: «وزعموا أنه أحل لهم الميتة ولحم الخنزير!».
ويشرح تلك الطوائف المغالية التي تفرّقت من الشيعة وقالت بعقائد عجيبة غالية، إضافةً إلى إضعافها للاعتقادات الإسلامية وتضييعها لأحكام الحلال والحرام، حتى يصل إلى ذكر طائفة «المنصورية»
من غلاة الشيعة التي اعتقد أتباعها بأن آل محمد هم السماء والشيعة هم الأرض وأول خلق الله هو عيسى ثم علي بن أبي طالب عليه السلام، وهذه العقيدة تبيّن بوضوح أن مخترعها كان مسيحياً، إلى أن يصل إلى قوله: «واستحلَّت جميع ما حرّم الله، وقالوا لم يحرّم الله علينا شيئاً تطيب به أنفسنا وتقوى به أجسادنا...»!!
وحتى يصل إلى وصف فرقة «الخطّابية»
المفرطين في الغُلُوّ ويكتب عنهم: «فرقةٌ منهم قالت أن جعفر بن محمد هو الله وأن أبا الخطاب نبيٌّ مرسلٌ أرسله جعفر وأمر بطاعته! وأباحوا المحارم كلها من الزنا واللواط والسرقة وشرب الخمور... ومن أتباع أبي الخطاب سُمُّوا المخمِّسَة لأنهم زعموا أن الله عز وجل هو محمد وأنه ظهر في خمسة أشباح وخمس صور مختلفة أي ظهر في صورة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، وزعموا أن أربعة من هذه الخمسة تلتبس لا حقيقة لها والمعنى شخص محمد وصورته لأنه أول شخص ظهر وأول ناطق نطق، لم يزل بين خلقه موجوداً بذاته يتكوَّن في أي صورة شاء، يظهر لخلقه في صور شتى من صورة الذكران والإناث والشيوخ والشباب إلخ...
وزعموا أن محمداً (أي تلك الحقيقة المحمدية الإلهية التي كانت أول شخص ظهر وأول ناطق نطق!) كان آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى، لم يزل ظاهراً في العرب والعجم، وكما أنه في العرب ظهر، كذلك هو في العجم ظاهرٌ في صورة غير صورته في العرب، في صورة الأكاسرة والملوك الذين ملكوا الدنيا، وإنما معناهم محمد لا غيره، تعالى الله عن ذلك علوَّاً كبيراً. وأنه كان يُظْهِرُ نفسَه لخَلْقِهِ في كلِّ الأدوار والدهور، وأنه تراءى لهم بالنورانية فدعاهم إلى الإقرار بوحدانيته، فأنكروه، فتراءى لهم من باب النبوة والرسالة فأنكروه، فتراءى لهم من باب الإمامة فقبلوه، فظاهر الله عز وجل عندهم الإمامة وباطنه الله الذي معناه محمد... وله باب هو سلمان... الخ»() المقالات والفرق: ص 27 إلى 57.).
ويشرح سعد بن عبد الله الأشعري (وكذلك النوبختي) -ونذكّر ثانية أنهما من كبار أعلام علماء الشيعة الإماميّة - عقائد فرقة «الخطّابية» من غلاة الشيعة حتى الصفحة 53
ثم يبدأ في شرح عقائد طائفة «المعمّريين» الذين يقولون أن معمّر هو الله وأن معمّر أحلّ كل الشهوات وليس لديه شيء محرّم
وأنه كان يقول أن هذا الشيء خُلق لذلك الشيء فلماذا هو حرام!؟ ثم يشرح في الصفحة 59 فرقة «العليائية» وهم أتباع «بشار الشعيري» الذين كانوا من غلاة الشيعة أيضاً وكانوا يقفون على أربعة أشخاص علي وفاطمة والحسن والحسين وكانوا أيضاً كسائر الغلاة يبيحون المحرمات ويعطلون الأحكام ويقولون بالتناسخ.
ثم يشرع في الصفحة 81 ببيان عقائد الإسماعيلية الخالصة
الذين كانوا من غلاة الخطابية ويبين أنهم أظهروا الإباحة وجعلوا كل شيء مباحاً لهم، ويشرح في الصفحة 85 عقيدة عموم أصحاب أبي الخطاب وأنهم: «استحلوا مع ذلك استعراض الناس بالسيف وسفك دمائهم وأخذ أموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك على مذهب البيهسية والأزارقة في الخوارج..».
وفي الصفحة 100 يحكي عن فرقة النميرية
أتباع محمد بن نُصير النميري الذي ادعى أنه باب لحضرة الإمام علي النقي عليه السلام (الهادي)، وكان «يدّعي أنه نبيٌّ رسولٌ، وأنَّ عليَّ بنَ محمد العسكري (الهادي) أرسله، وكان يقول بالتناسخ، ويغلو في أبي الحسن (أي الإمام العاشر علي بن محمد الهادي) ويقول فيه بالربوبية ويقول بالإباحة للمحارم ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضاً في أدبارهم، ويزعم أن ذلك من التواضع والإخبات والتذلل في المفعول به!..».
وكل طوائف الغلاة أو أكثرها كان لها مثل تلك العقائد وكما قلنا مراراً كان هدفهم من نشر تلك الاعتقادات تخريب أساس الإسلام وتحليل كل فعل حرام.
تسرب بعض عقائد الغلاة القدماء إلى المتأخرين
رغم اندثار وانقراض كل تلك الفِرَق الغالية في زماننا، إلا أن بعض أولئك الغلاة من الشيعه وردوا من طُرُقٍ أخرى وفتحوا لأنفسهم أبواباً تحقق أهدافهم مثل القول بشفاعة مطلقة واسعة سعة السماء والأرض تنال من يتوسّل إلى الأئمة ويزور قبورهم ويشارك في مآتمهم وينذر النذور والأوقاف باسمهم وباسم سائر الأموات من صالحي ذراريهم -ولو كانت ذنوب المتوسِّل والزائر مثل الجبال الرواسي- فأوجدوا بذلك بين الشيعة بدعاً ما أنزل الله بها من سلطان، واتخذ اللاحقون بذلك كتاب الله مهجوراً واتبعوا أهواء من قبلهم من الغلاة واستمرؤوا عقائدهم واطمأنوا بها لأنها وافقت هواهم.
إن شيعة زماننا رغم أنهم يميزون أنفسهم عن طوائف الشيعة الاخري ويتبرؤون بألسنتهم من عقائدهم إلا أن بعض تلك العقائد الغالية سرت -مع الأسف الشديد- إليهم بصور جديدة وانتشرت فيما بينهم.
ونجد بعض العلماء من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم حرّاس الدين يقومون بنشر تلك الخرافات والعقائد الغالية التي تنتشر للأسف في كتب الشيعه في هذا الزمن، وذلك مثل كتاب «أمراءِ هستي وتجلي ولايت» (أي أمراء الكون وتجلي الولاية) بالفارسية، وعددٍ آخر من الكتب بالعربية، تُروّج في المجالس والمنابر وتُنشَر من خلالها الخرافات.
أحد علماء الشيعه في عذا العصر (هو الشيخ علي اليزدي الحائري المتوفى سنة 1333ه في كربلاء، والذي جاء وصفه في مقدمة كتابه المشار إليه بأنه شيخ الفقهاء والمجتهدين حجة الإسلام والمسلمين آية الله الكبرى في الأرضين)
ألّف كتاباً عنوانه «إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب»،
أراد من خلال موضوعات كتابه أن يثبت مسألة «الغيبة» أي بقاء الإمام الثاني عشر الغائب، وكما ادّعى ناشر الكتاب قام كبار علماء العصر بمساعدته على طبعه ونشره ولو ذكرنا أسماء أولئك العلماء الكبار هنا لاستغرب القرّاء واستنكروا ذلك!. ذ وفي ذلك الكتاب وبهدف إثبات مدَّعاه أورد المؤلف مطالب يبرأ منها حتى غلاة علماء الشيعة زمن الصفوية! فمثلاً كان من مستمسكات ذلك المؤلف «خطبةُ البيان» و«الخطبةُ التَّطْنَجِيَّة (الخطبة التَّطْنَجِيَّة خطبة موضوعة طويلة رواها ونسبها إلى أمير المؤمنين، الشيخُ حافظ رجب البرسي (كان حيَّاً 813 هـ) في كتابه «مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين»، وجاء اسمها من عبارة ﴿ أنا الواقفُ على التَّطْنَجَيْن ﴾ وهما - كما يزعم البرسي- خليجان من ماء!.)»
المنسوبتان إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والمرفوضتان من جُلّ علماء الشيعة،
والتي رفضها المرحوم العلامة المجلسي كما في بحار الأنوار (ج7/ص264، من طبعة كمباني الحجرية القديمة)
وقال: «ما ورد من الأخبار الدالة على ذلك كخطبة البيان وأمثالها فلم يوجد إلا في كتب الغلاة وأشباههم».
وسنورد فيما يلي بعض الفقرات من «خطبة البيان» و«الخطبة التَّطْنَجِيَّة» التي وردت في ذلك الكتاب الذي يهدف إلى إثبات حياة إمام الشيعة الغائب والذي ساعد علماء الشيعه في هذا الزمن على نشره، لكي يرى القرّاء الكرام أن غلاة الشيعه في عصرنا لا يقلُّون في خرافاتهم وغلُوِّهم عن الغلاة القدماء الذين كان الأئمة يحذِّرُون منهم ويلعنونهم ويتبرؤون منهم.
جاء في تلك الخطبة التي يدّعي مفتريها وواضعها أن حضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام وقف يخطب بها في البصرة فقال:
«أنا المُخْبِر عن الكائنات...أنا سرّ الخفيات... أنا مفيض الفرات... أنا مظهر المعجزات، أنا مكلّم الأموات، أنا مفرّج الكربات، أنا محلل المشكلات... أنا رافع إدريس مكانا عليّاً، أنا مُنطِق عيسى في المهد صبيّاً، أنا مدين الميادين وواضع الأرض، أنا قاسمها أخماساً، فجعلت خمساً براً، وخمساً بحراً، وخمساً جبالاً، وخمساً عماراً، وخمسا خراباً. أنا خرقت القلزم من الترجيم، وخرقت العقيم من الحيم، وخرقت كلا من كل، وخرقت بعضاً في بعض، أنا طيرثا، أنا جانبوثا، أنا البارحلون...!!»،
ويستمر في نسبة أفعال الله وصفاته تعالى - المفهومة وغير المفهومة - إلى نفسه حتى يصل إلى قوله:
«أنا أبو المهدي القائم في آخر الزمان»، وبعد هذه الجملة يسأل مالك الأشتر أمير المؤمنين: هذا القائم من وُلْدِكَ متى يكون ظهوره؟ فيجيب:
«فقال: إذا زهق الزاهق وحقت الحقائق ولحق اللاحق.. وذرفت العيون وأغبن المغبون وشاط النشاط وحاط الهباط وعجز المطاع وأظلم الشعاع وصمت الأسماع وذهب العفاف وسجسج الإنصاف واستحوذ الشيطان وعظم العصيان وحكمت النسوان وفدحت الحوادث ونفثت النوافث وهجم الواثب واختلفت الأهواء وعظمت البلوى واشتدت الشكوى واستمرت الدعوى وقرض القارض ولمض اللامض وتلاحم الشداد ونقل الملحاد..... (ويستمر أسطراً في سرد مثل هذه العبارات التي لا معنى لها حتى يصل إلى قوله)...
وساهم المستحيح ومنع الفليج وكفكف الترويج وخدخد البلوع وتكلكل الهلوع وفدفد المذعور وندند الديجور ونكس المنشور وعبس العبوس وكسكس الهموس وأجلب الناموس ودعدع الشقيق وجرثم الأنيق...! الخ»،
فبالله عليك أيها القارئ الكريم هل هذه الكلمات والعبارت يمكن أن تصدر عن خطيب نهج البلاغة وإمام البيان الفصاحة؟؟ لعمري إنها أقرب إلى هذيان شخص ثَمِلٍ أفقده السُّكْر وَعْيَهُ فأخذ يهلوس بكلمات مهملة لا معنى لها!
وأعجب العجب أنه جاء في بداية هذه الرواية أن راويها «عبد الله بن مسعود» رضي الله عنه الذي كان من كبار صحابة رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ) رواها عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، وأن الإمام ألقاها في مسجد البصرة بعد انتهاء حرب الجمل،
هذا في حين أن عبد الله بن مسعود تُوفي سنة 33 هجرية زمن خلافة عثمان ودُفن في المدينة، أما أمير المؤمنين فقد ولي الخلافة سنة 35 للهجرة، ووقعت واقعة الجمل ودخوله عليه السلام إلى البصرة بعد ذلك،
فكيف تسنَّى لعبد الله بن مسعود أن يخرج من قبره ويحضر إلى البصرة ليسمع تلك الخطبة المليئة بالترّهات ويرويها والعياذ بالله عن علي بن أبي طالب؟!؟! وأكذب الكذب ما كذّبه التاريخ.
كما أنه كيف يمكن لأمير المؤمنين عليه السلام أن يلقي مثل هذا الكلام على أهل البصرة الذين خرجوا عليه بعد مقتل عثمان -إذ كانوا يعتبرون عليّاً شريكاً في دم عثمان أو على الأقل ممالئاً لِقَتَلَتِهِ لذا فهو في نظرهم يستحق القتل- فيأتي عليٌّ ويلقي على مثل هؤلاء الناس مثل تلك العبارات؟!!
إلى الحد الذي جاء في الخطبة المدعوة بالخطبة «التَّطْنَجِيَّة»: «أنا مدبرها، أنا بانيها، أنا داحيها، أنا مميتها، أنا محييها، أنا الأول، أنا الآخر، أنا الظاهر، أنا الباطن، أنا مع الكور قبل الكور... أنا مع اللوح قبل اللوح، أنا صاحب الأزلية الأولية... أنا مدبر العالم الأول حين لا سماؤكم هذه ولا غبراؤكم... فإليَّ يُرَدُّ أمرُ الخلقِ غداً بأمرِ رَبِّي.... أنا أخلق وأرزق وأحيي وأميت... أنا... أنا...الخ»، وليت شعري إذا لم يكن هذا إدّعاءٌ للإلـهية فما هو إذن؟!
ألم يبقَ هناك عقلٌ -فكرٌ -تفكيرٌ -شعورٌ -وجدانٌ -إنصافٌ -حياءٌ في هذه الدنيا؟!!
هكذا يواصل كلماته المسجّعة في تلك الخطبة حتى يصل إلى قوله: «...أنا مبرجُ الأبراج وعاقد الرياح، ومفتِّحُ الأفراج وباسط العجاج...!!»،
نعم عندما لا يبقى هناك دينٌ ولا حياءٌ فلا غرابة في أن تُنْسَبَ مثل تلك الكلمات التي هي من أقذع وأفسد العبارات إلى لسان أفصح بلغاء العالم ومفخرة أولاد آدم، لكي يتخذ الكاتب منها حجة على ادّعائه وحلاً لمشكلته!
إننا لا نتعجب من واضعي تلك الخطب ومختلقيها الذين لا ريب أنهم كانوا زنادقةً عديمي الدين أو على الأقل لا يهتمّون بالدين أساساً لأنهم أيّاً كانوا فهم على أيِّ حال أعداءٌ للإسلام ولا يُنتظر من العدوّ غير ذلك! ولكن تعجبنا من الأشخاص الذين يتلبَّسون بلباس علماء الدين ويطرحون أنفسهم في المجتمع الشيعي بوصفهم حفّاظ شريعته كيف يسمحون لأنفسهم بنشر تلك الأباطيل!
والأعجب أيضاً أن مراجع الشيعة ويشتهرون بهذا المقام ومع ذلك يساعدون على نشر هذه الخرافات التي يعرفون قبل أي احد آخر أنها تلفيقات مكذوبة من نسج خيال حفنة من المرضى المهووسين. إن تلك الأباطيل والترّهات لا تختلف عن تلك الأباطيل التي نجدها لدى اليهود الذين يصفون الله بما يصغّر شأنه من أنه كان يتمشَّى في الجنة ويبحث عن آدم الذي كان مختبئاً تحت إحدى شجراتها!!
أو أنه يدخل في مصارعة مع يعقوب، أو يأكل العجلَ المشويَّ الذي هيّأه إبراهيم، مع اثنان من الملائكة!
أو أباطيل النصارى التي نقرؤها في سفر الرؤية: «4وَقَدْ أَحَاطَ بِالْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشاً يَجْلِسُ عَلَيْهَا أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ شَيْخاً يَلْبَسُونَ ثِيَاباً بَيْضَاءَ، وَعَلَى رُؤَوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ. 5وَكَانَتْ تَخْرُجُ مِنَ الْعَرْشِ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ، وَأَمَامَهُ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُضَاءَةٍ، هِيَ أَرْوَاحُ اللهِ السَّبْعَةُ. 6وَكَانَ يَبْدُو كَأَنَّ بَحْراً شَفَّافاً مِثْلَ الْبِلَّوْرِ يَمْتَدُّ أَمَامَ الْعَرْشِ، وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَهُ أَرْبَعَةُ كَائِنَاتٍ تَكْسُوهَا عُيُونٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الأَمَامِ وَمِنَ الْخَلْفِ: 7الْكَائِنُ الأَوَّلُ يُشْبِهُ الأَسَدَ، وَالثَّانِي يُشْبِهُ الْعِجْلَ، وَالثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ....الخ».
ولا عجب من مثل أولئك الذين يؤمنون بتلك الأحلام والترّهات أن ينسبوا لِـلَّهِ الابنَ فلا نتوقع منهم أفضل من ذلك، ولكن العجب ممن ينتسب إلى الإسلام وكتابه السماوي هو القرآن الذي يصف الله بمنتهى العظمة فيبين أن إدراك ذاته من المحالات وأنه محيط بكل شيء كما قال سبحانه: ﴿ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾[سبأ:3] وقال: ﴿ لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾[الأنعام:103]، وقال كذلك: ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا ﴾[النساء:126]، ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾[المجادلة:6].
ويصف النبيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ) عظمة الله تعالى فيقول إن هذا العالم بكل وسعته وعظمته وسمواته وأراضيه بالنسبة إلى الكرسي مثل حلقة في فلاة(الفلاة: الصحراء والأرض الواسعة التي لا ماء فيها.) والكرسي بكل عظمته بالنسبة إلى العرش كحلقة في فلاة (حديث موعظة النبيِّ لأبي ذر الغفاري التي رواها الشيخ الصدوق في كتابيه: «الخصال»، و«معاني الأخبار»، كما ذكرها المجلسي في «بحار الأنوار» (ج 55/ص5) وعبارته:﴿ في حديث أبي ذر عن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ) قال: ﴿ يا أبا ذرّ! ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة ﴾. ومن أهل السنة روى الحديث بطوله: ابن حِبَّان في صحيحه/باب ما جاء في الطاعات وثوابها، وأبو نعيم الأصفهاني في «حلية الأولياء»/باب أبي ذر، وانظر «كنز العمال»، ج 16/ص 132.).
وقد ثبت في علم الفلك اليوم أن هذا الكون عظيم وواسع إلى درجة يعجز العقل عن استيعابها، فبعد اختراع التلسكوب وبناء مرصد «أرسي بوير» في «بورتوريكو» الذي يبلغ قطر عدسته 300 م لتأمّل النيازك والشهب في الليل، أصبح العلماء يمسكون برؤوسهم خوفاً من أن تطير منها عقولهم ويصابون بالجنون لهول ما يرونه! إذ يرون أن المسافة بين النيازك البعيدة والأرض تصل إلى تسعة مليارات سنة ضوئية (علماً أن السنة الضوئية هي ما يقطعه الضوء -الذي تبلغ سرعته 300 ألف كم/بالثانية الواحدة - خلال سنة من الزمن!)، ويرون ملايين المجرّات التي تملك كل واحدة منها ملايين الشموس والكواكب التي لا تشكّل شمسنا بالنسبة إليها أكثر من شمعة مقابل الشمس، ومسافة المجرّة التي تُشكِّل شمسنا جزءاً منها تصل إلى درجة أن الشمس التي تنتقل بتلك السرعة الهائلة تحتاج إلى أكثر من 500 مليون سنة لتدور ضمن تلك المجرّة.
أجل نحن نعيش في مثل ذلك الزمان وفي مثل هذه الدنيا، أفليس من العار أن يوجد في زماننا مسلمين يعتقدون أن هناك أفراد من البشر يقولون: «أنا مُبَرِّجُ الأبراج... ومفتِّح الأفراج»!!، أو أن هناك بشرٌ يدّعي أنه: «أنا مدبر العالم الأول حين لا سماؤكم هذه ولا غبراؤكم... فإليَّ يُرَدُّ أمرُ الخلقِ غداً بأمرِ رَبِّي... أنا أخلق وأرزق وأحيي وأميت... أنا... أنا...الخ»،
هذا في حين أن كل الناس كانوا يرون ذلك الشخص الذي تُنْسَبُ إليه تلك الكلمات إنساناً كسائر البشر لا يختلف عنهم من حيث حاجاته وبشريته، فهو قد وُلد كما ولدوا وكان طفلاً رضيعاً وكانت تعرض له كل عوارض الحياة من الجوع والعطش والمرض والنوم والحاجة إلى المرأة والولد، مهما كان مقامه عالياً من ناحية الفضل والعلم والتقوى،
ولكنه لم يكن كائناً لا نظير له من ناحية البشرية بل كان بشراً كما أمر الله تعالى من هو أفضل منه أن يقول ويبلغ الناس: ﴿ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾[الأعراف:188]،
و﴿ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾[يونس:49].
وأساساً أيُّ حماقةٍ تلك أن نقوم بدلاً من اتِّباع عباد الله المصطَفَيْن الذين اختارهم الله لهدايتنا وليرشدونا إلى طريق الصواب والخطأ حتى لا نكون مسؤولين ومعاقبين أمام الله تعالى الذي أرسلهم، أن نقوم بدلاً من ذلك بتعظيم أولئك الهداة إلى حدّ إخراجهم عن البشرية والغلوّ بهم والوقوع في مستنقع الكفر والشرك؟!
لو كان لأولئك العباد مثل تلك القدرة والقوة لكان أمرُ اللهِ لنا باتِّباعهم والتأسِّي بهم ظلمٌ كبيرٌ وعملٌ قبيحٌ لأنه يكون بذلك كمن يأمر طفلاً أن يمشي بسرعة سيارة أو طيارة! فهل يمكن لأحد أن يتصور أن ربّ العالمين الحكيم والعادل يأمرنا بتقليد شخص يقول عن نفسه أنا مدبّر العالم حين لا سماءكم ولا أرضكم..، واتِّباعه؟! كلا وألف كلا ومعاذ الله، وتعالى الله عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً.
وكما ذكرنا فيما سبق إن مثل تلك الأفكار والعقائد إنما يخترعها أشخاص متكبرون جاهلون يتعيّرون من أن يكون نبيهم وإمامهم من البشر يأكل ويشرب وينام ويجامع ويمرض ويموت، لذا يدّعون أن أئمتهم في الدين يسمعون الأصوات ويقضون الحاجات ويشفون العاهات ويحيون الأموات ونحو ذلك من الأباطيل والترّهات، ويحوّلون أئمتهم في الدين إلى معشوقين خياليين ومعبودين مثاليين.
إن كثيراً من شيعة اليوم الذين يقولون إنهم ليسوا من الغلاة ولا من البنانيّة أو الخطّابية أو المغيريّة أو البشيريّة أو الإسماعيلية أو القرامطة ويبرؤون من الكل بل حتى يبرؤون من الشيخيّة والصوفيّة، يؤمنون -ظاهراً أو باطناً- بعقائد وأفكار تتطابق مع الأسف مع عقائد أولـئك الغلاة الذين كان الأئمة يلعنونهم ويتبرؤون من عقائدهم.
إلى درجة وصل معها الأمر إلى نشر وإشاعة مثل هذه العقائد الموجودة في خطبٍ كان يرفضها حتى علماء الشيعة الصفويين (رغم غلوّهم)، مثل «خطبة البيان» و«الخطبة التَّطْنَجِيَّة»، فينشرونها في القرن العشرين، أي هذا الزمن الذي أصبحت فيه حتى عقائد الدين الصحيحة موضوعاً لطعن وهجوم كثير من الناس الذين انتشرت بينهم الأفكار الإلحادية. ويفعل أولئك العلماء ذلك تحت عنوان إلزام الخصم وإثبات الحجة فيسمحون بنشرها وطباعتها مخالفين بذلك علماء الصدر الأول من كبار وأعلام الشيعة في القرنين الثاني والثالث (الذي كانوا يرفضون مثل تلك العقائد الغالية جملة وتفصيلاً، ويلعنون أصحابها ويبرؤون منهم ويكذِّبون أقوالهم ويطردونهم من صفوفهم).
إن العلماء الكرام الذين كانوا معاصرين للأئمة عليهم السلام ورأوهم وعاشروهم وتتلمذوا على أيديهم كانوا أعلم بحقيقة الأئمة ممن جاء بعدهم، وكانوا يطردون من صفوفهم كل من يجدون فيه شائبة غلوِّ مهما كانت صغيرة،
أما المتأخرون فلم يحظَ اعتقاد القدماء بالأئمة بقبولهم بل اعتبر أولـئك المتأخرون أن تلاميذ الأئمة القدماء كانوا من المقصِّرين بحق الأئمة
حتى قال قائل أحد المتأخرين، وهو آية الله عبد الله المامقاني (1350هـ) في مقدمته على كتابه الرجاليّ «تنقيح المقال في أحوال الرجال» (ص212):
«...وتلخيص المقال أن المتتبع النيقد يجد أن أكثر من رُمِيَ بالغلوّ بريء من الغلو في الحقيقة(!!)،
وأن أكثر ما يُعدّ اليوم من ضروريات المذهب في أوصاف الأئمة عليهم السلام كان القول به معدوداً في العهد السابق من الغلو، وذلك نشأ من أئمتنا عليهم السلام حيث أنهم لما وجدوا أن الشيطان دخل مع شيعتهم من هذا السبيل لإضلالهم وفاءاً لما حلف به من إغواء عباد الله أجمعين، حذروهم من القول في حقّهم بجملة من مراتبهم، إبعاداً لهم عمّا هو غلوٌ حقيقة، فهم منعوا الشيعة من القول بجملة من شؤونهم حفظاً لشؤون الله جلّت عظمته حيث كان أهم من حفظ شؤونهم، لأنه الأصل وشؤونهم فرع نشأت من قربهم لديه ومنزلتهم عنده، وهذا هو الجامع بين الأخبار المثبتة لجملة من الشؤون لهم والنافية لها...» ( راجع كتاب تنقيح المقال في علم الرجال (ج1/ص226، وج2/ص93، وج2-2/ص82، وج3/ ص122 و132 و238).).
ولم يقم أحد ليقول لشيخ آخر الزمن هذا: أيها السيد! وهل جاء نبيٌّ بعد نبيِّ الإسلام أو إمامٌ بعد أئمَّةِ الهدى فأخبرك، أو نزل عليك ملاكٌ فقال لك: إن العقائد الغالية التي كان الأئمة في زمانهم يعتبرونها غلواً ويعتبرون القائلين بها غلاةً مفسدين أشرَّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، يجب أن نعتبرها اليوم من ضروريات الدين والمذهب؟؟!!
فمن أين لك هذا الادّعاء؟! ولماذا؟
هل لأنَّ أساس الدين أصبح مزلزلاً اليوم فيجب أن نواصل نشر تلك الخزعبلات حتى نشوّه الدين ونريق ماء وجهه أكثر؟!
خاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه تقدّم العلوم وسعة الكون وعظمته أكثر دلالة من ذي قبل بملايين المرات على عظمة الخالق وأكثر برهاناً على نقص البشر وعجزهم أمام عالم الخليقة العظيم بملايين مجراته وما لا يحصى من كواكبه وسياراته التي يدرك الإنسان أمامها مدى ضآلته وضعف شأنه؟!.
أهذا هو العصر المناسب لنشر كتب من أمثال «عيون المعجزات»
(أي كتاب «عيون المعجزات المنتخب من بصائر الدرجات في تنزيه النبوات» تأليف الشيخ حسين بن عبد الوهاب، المتوفى في القرن 5 الهجري (بعد 448 هـ؟)، نشر: محمد كاظم الشيخ صادق الكتبي، طبع النجف: المطبعة الحيدرية، 1369 هـ/1950 م.، و«بصائر الدرجات» هذا هو غير كتاب «بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد» لمحمد بن الحسن الصفار)
و«مدينة المعاجز»( كتاب «مدينة المعاجز» للسيد هاشم بن سليمان البحراني التوبلي الكتكاني المتوفي عام 1107 هـ (وقيل 1109هـ) من أعلام أخباريي الإمامية وصاحب تفسير: «البرهان في تفسير القرآن».)
المليئة بالأساطير والخرافات المضحكة - التي صارت موضوعاً للسخرية وهزء الطبقة المثقفة والناس الأفاضل بالدين- واعتبار ما فيها من مطالب مغالية من ضروريات مذهب الشيعة؟!
وإذا كان الشِّرْكُ في نظر الشرع وفي حكم العقل أكبر المعاصي بل أكبر الكبائر،
فهل يجوز أن يقوم مراجع الشيعه بترويج ونشر تلك العقائد الشركية بل الشرك الصريح والجليّ عينه في عبارات من مثل
«أنا أخلق وأنا أرزق وأنا أحيى وأميت...» الذي هو اشدّ بكثير من شرك الجاهلية، باسم دين الإسلام وباسم مذهب الشيعة
إلى الحدّ الذي أصبح مخالفو الشيعة الإمامية يعتبرون هذه الطائفة -من بين جميع المسلمين- مشركين،
والسؤال لهؤلاء المراجع الذين ينشرون ويشجعون الناس علي هذا الضلال والخرافات ما هي النتيجة المفيدة أو الجيدة التي حصَّلتموها حتى الآن من إصراركم على نشر مثل تلك الخزعبلات، حتى تواصلوا نشرها؟!
وما الذي يعود عليكم أو يزيد في مكانتكم من توسيع مسألة الولاية، أو تضييقها وحصرها بعدد من الأفراد، وتوسيع موضوع الشفاعة إلى حد مفرط وتعميمها لكل أحد، والدعوة إلى الزيارات المخترعة وابتداع إقامة المآتم وقراءة المراثي؟!
وهل تستفيدون من هذه البدع سوى خصومة أبناء دينكم من سائر المسلمين وتسهيل ارتكاب المعاصي على العوام، وهدر الأموال الطائلة فيما لا طائل تحته، وسخرية المثقّفين والمتعلّمين وسائر شعوب العالم من مراسمكم وطقوسكم تلك؟!
إنَّ عقيدة غلاة شيعة اليوم وجُهَلائِهِم ليست متأثِّرةً بعقائد الغلاة زمن الأئمة عليهم السلام فحسب، بل أصبحت تضاهي العقائد الوثنية الباطلة للشعوب والملل القديمة؛ فكما يعلم المطَّلِعون
كان أهالي مصر القدماء يعتقدون بآلهةٍ مثل الإلـه «أوزيرِس» وزوجته التي هي أخته في نفس الوقت إلـهة الخصوبة: «إيزيس»، فكانوا يؤمنون بآلهة متعددة، ولكن في الوقت ذاته كانوا يؤمنون بالإلـه «آمون-رَعْ» الذي يعتبرونه أكبر من جميع الآلـهة وأبو الآلهة وسيدهم، وبارئ البشر وخالقهم ورب جميع الكائنات. ولكن «أوزيرِس» الذي كان إلـه الموت، رغم خضوعه للإلـه العظيم «آمون-رَعْ»، إلا أنه كان أكثر قدرةً من إلـه الآلهة! وكان له تأثير في الناس أكثر منه! لذا فإن المصريين القدماء كان يذكرون اسم الإلـه «أوزيرِس» أثناء أخذ العهد والميثاق، أو يوكلون عقاب المخالفين للقوانين أو الخائنين إليه.
وشبيه هذه العقيدة يوجد لدى الشيعه بشأن «أبي الفضل العباس» أو «الإمامزاده داود» أو «شاه چراغ» وأمثالهم حيث لا يصدِّق الناس القَسَم بالله ولكنهم يصدِّقون القَسَم «بحضرة العباس»! ولا يخافون من انتقام الله ولكنهم يخافون من انتقام «حضرة العباس»!
ولا ينذرون لِـلَّهِ ولكنهم ينذرون لحضرة العباس، وينذرون لرقيَّة أو سكينة ابنتي الحسين عليهم السلام أكثر مما ينذرون لِـلَّهِ!!
هذا في حين أن كتابهم السماوي ينهى بكل صراحة ووضوح في أكثر من مئة آية عن مثل هذه العقائد والأعمال الشركية ويذم فاعليها ويلومهم على اتِّباع مثل هذه الطرق، من ذلك قوله تعالى في سورة «المؤمنون»: ﴿ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾[المؤمنون:88-89]،
أي لا أحد يستطيع أن يلجأ إلى آخَر كي يُجيره من عقاب الله.
ولاحظ أن الآية تبين أن المشركين لما كانوا يُسْأَلُونَ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ؟
كانوا يجيبون على الفور: «الله»! فكثَّر اللهُ خيرَ مشركي ذلك الزمن (!) إذ إنهم على الأقل كانوا يجيبون بلا تردد: «الله»!
في حين ان الشيعه لا يُحْسِنُونَ مثلَ هذه الإجابة الفورية!.
بل وصل الامر ان مراجع الشيعه تعلن صباح مساء ان ما يقول يا الله بدون كلمه ياعلي شرك ونعوذ بالله من هذا الضلال وصدق ربي في كتابه
وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) الزمر
وقال تعالي : ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر
ويقول تعالى في سورة النحل ﴿ وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ ﴾[النحل:56]
أي كانوا ينذرون لآلهتهم النذورات والأوقاف ويجعلون لهم نصيباً مما رَزَقَهُمُ اللهُ تماماً كما يفعل العوام في عصرنا الذين ينذرون لحضرة العباس وللإمام الرضا!.
وقال تعالي ﴿ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ ﴾[النحل:56][center ] | |
|