بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد و آلِ محمد
مصارحة الخطيبة قبل الزواج
س1/ هل تشجعون مصارحة الخطيبة قبل الزواج، وبماذا يصارحها، وما حدود ذلك؟..
لا نخفي سراً عندما نقول: إن هنالك إحصائيات مروعة -إن هنالك نسبة كبيرة- من الانفصال في عالم الخاطبين والمخطوبات.. أي قبل أن تنتقل القضية إلى عالم المعركة الحياتية والمحك الزوجي العملي، وفي الأيام الأولى؛ حيث الغرام، والحب، وإبداء بعض المشاعر الحقة والباطلة؛ نلاحظ أنه يتم الانفصال.. ومن هنا ننصح بأنه في أيام العقد الأولى، وقبل أن تتعلق القلوب بعضها ببعض -قبل التعلق العاطفي-؛ لو أمكن التجرد النفسي بين الزوجين المستقبليين، ولنسميها المتعاقدين..
يا أخي المؤمن، لا تعلق قلبك بامرأة مجهولة في باطنها!.. أنت لم تر إلا جمالاً، لم تر إلا ابتسامة مغرية، ولهدف ما.. فإن من الطبيعي أن المرأة التي ترغب في الزوج، أن تبتسم تلك الابتسامات القاتلة!..
ويا أختي المؤمنة، لتعلمي أن الرجل إذا أراد أن يوقع المرأة في شباكه، فلابد أن يقوم بتلك الحركات.. ومن الملاحظ أن هذه الحركات موجودة حتى في عالم الحيوان.. الإنسان عندما ينظر إلى بعض الأفلام المتعلقة بالحيوانات، يكاد يضحك: عندما يرى ثعباناً مثلاً يستعرض نفسه، أو طاووساً ينشر جناحه، وفي عالم القردة: القرد الذي يريد أن يحظى برضا الأنثى فإنه يظهر بحركات بهلوانية معينة.. فالإنسان أيضاً في هذا الفلك، يقوم بأمور معينة؛ جلباً للأنثى.. بعض هذه الأمور حركات، وبعضها أقوال؛ قسم منها حق، وقسم منها باطل، وقسم منها جائز، وقسم منها غير جائز.. فلا ينبغي أن نغش بظواهر الأمور، لابد وأن نعيش باطن الأمر.
وعليه، أيتها الأخت، إذا رأيت زوجاً في أعلى درجات التخصص العلمي، وذا وجه وسيم، وذا عائلة شريفة؛ ولكنه أثناء المناقشة نهيتيه عن غيبة؛ فكان قوله: أنه دعني عن هذا الكلام!.. أو من قال لك بأن هذا حرام؟!.. أو أنا لا أعتقد بهذه الأمور!.. فلا شك أن هذا الرجل ينبغي أن يدرس من جديد، ولا ينبغي الاقتراب من إنسان لا يعتقد بهذا الجو، بجو التعبد بين يدي الله سبحانه وتعالى.
وهنا اقتراح مهم جداً: من الضروري للأخوة أو الأخوات عندما يرشحون لأنفسهم، أو يرشح لهم الأهالي عنصراً في هذا المجال؛ الإكثار من الدعاء.. ليكثر الرجل ولتكثر المرأة من التوسل بالله عزوجل، وبهذا الدعاء: (اللهم أرني الأشياء كما هي)!.. إن المرأة تحتاج إلى هذا التوسل في هذه الفترة؛ لأنه قرار في أيام، حيث يأتي أهل الزوج إلى أهل الزوجة، والأبوان يطرحان عليها الاسم، ويُطلب من المرأة أن تأخذ قرارها في أيام.. فالقرار في أيام، والسعادة والشقاء مدى العمر!.. لا مدى العمر في الدنيا، ولا في البرزخ، ولا في عرصات القيامة، بل في الجنة أو في النار!.. حياة تحدد مصير الإنسان، المصير الذي لا نهاية له.. إن تصور الأمر يرهق الفكر: الحياة الأبدية!.. فكيف يتم اختيار امرأة، أو الولد يختار زوجة، أو الزوجة تختار زوجاً؛ في قرار في أسبوع، وبعض الأوقات الأمر في سويعات -إذا كان الأبوان بعيدين عن أجواء الثقافة الإسلامية والتربوية، ينتقل الأمر إلى الفرض والإلزام في بعض الحالات-؟!.. فمن المناسب جداً الانقطاع إلى الله عزوجل والابتهال.. وعادةً هذا الابتهال يأتي لو أن الإنسان أراد.. أي عاش جو الاضطرار والحيرة.. كما أن الاضطرار والمرض من موجبات الانقطاع إلى الله عزوجل؛ بعض الأوقات الحيرة والوقوف على مفارق الطرق من موجبات الالتجاء أيضاً.. فمن المناسب أن يكثر الزوجان من الالتجاء.
وهنا ملاحظة مهمة جداً أيضاً: إننا نلاحظ أن الزوجين يصلان إلى نقطة القناعة بالانفصال قبل الزواج، ولكن خوفاً من بعض الأمور، ومن كلام الناس، ومن الفضيحة، ومن العتاب؛ فإنهما يفضلان العيش والاستمرارية في تجربة فاشلة.. وهذا بلا شك لا يرضي الشارع المقدس.. لتكن هنالك دراسة شجاعة في هذه النقطة، وخاصة قبل الزواج، وقبل أن تخرج البنت عن حالتها الطبيعية.. صحيح، أن الأمر ثقيل جداً، ولكن هنالك ما هو أثقل، فعلى الإنسان أن يتجنب ذلك بشدة.
الشيخ حبيب الكاظمي
لا تنسى أن ترسل هذه الرسالة لكل من يعز عليك و تهمك مصلحته الدنيوية و الأخروية
--
لا تنسونا من الدعاء لنا بالهداية
عن النبي (صلى الله عليه و آله ) قال :
فمن كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله