موضوع: الي كل شيعي يريد الحقيقه والي الاشتر وامثاله السبت ديسمبر 08, 2012 9:50 am
عيد التنصيب بغدير خم
الشيعه في فهم الأصول الأولية للدين (مقلّدون للأب والأم وفي سائر الاعتقادات (أخباريون وفي العبادات مبتدعون وفي الكسل والبطالة والتخيلات (متَّبعون لفلسفة الفناء في الله الهندية (وفي الأعمال الموافقة لهوى النفس (محبُّو عليّ ) في التعبُّد بالسنن وحفظ النواميس الإلهية (أعداء أهل بيت محمّد ومع كل تلك العناوين يطلقون على أنفسهم عنوان شيعة عليٍّ وأتباعَ ال البيت
في كتاب «زاد المعاد» (للمجلسي) رواية مضمونها أن القلم يُرفع عن شيعة علي في ثلاث ليال من ربيع الأول (عيد الزهراء!) أي يمكنهم ارتكاب كل منكر في تلك الليالي
في كتاب «بحار الأنوار» حديثٌ معروفٌ باسم «النورانية» فسّر آية ﴿ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ﴾ [الحج:41]، بأن الصلاة والزكاة عليٌّ عليه السلام!، وفسّر آية ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ﴾ [البقرة:45]، بأن الصبر هنا هو رسول الله! والصلاة هنا أمير لمؤمنين!، وفسّر آية ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت:45]، بأن الصلاةَ هنا عليٌّ والفحشاءَ والمنكرَ الشيخان!أليس مفاد هذه الرواية ورواية: [نحن الصلوة ونحن الزكوة ونحن صوم شهر رمضان]
زوَّجَ سيدنا علي ابنته أم كلثوم من الخليفة الثاني عمر رضي الله عنه([1])،هذا التزويج منصوصٌ عليه في كتاب "الإرشاد" للشيخ المفيد، وفي "وسائل الشيعة
أدله بطلان مزاعم الشيعه لعيد التنصيب لسيدنا علي في غدير خم
قال تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾ (النساء/80). وقال تعالى في سورة الأحزاب: ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾ (الأحزاب/66و67 وكذلك قال تعالى في سورة محمد: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ (محمد/33 وقال أيضاً: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ﴾ (النساء/59 وفي هذا المجال جاء عن عَلِيٍّ عليه السلام في تفسيره للآية الأخيرة قوله: «فَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ والرَّسُولِ فَالرَّدُّ إِلَى اللهِ الأخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِهِ والرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ الأخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَةِ غَيْرِ الْمُفَرِّقَةِ» وروى الشيخ الصدوق في معانيالأخبار (ص 155 : «قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ السُّنَّةِ والْبِدْعَةِ وعَنِ الْجَمَاعَةِ وعَنِ الْفِرْقَةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ السُّنَّةُ مَا سَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَالْبِدْعَةُ مَا أُحْدِثَ مِنْ بَعْدِهِ...»(بحار الأنوار 2/266 . وروى الحر العاملي في وسائلالشيعة (ج 11 /ص 511): «وَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وكُلُّ ضَلَالَةٍ سَبِيلُهَا إِلَى النَّارِ ».
وفي بحار الأنوار (ج2 /ص171 «نقلاً عن كتاب المحاسن بسنده عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي خُطْبَتِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الجَنَّةِ ويُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ وأَمَرْتُكُمْ بِهِ » (
• كما نعلم روايه الغدير حدثت بعد انتهاء حجه الوداع وانتهاء مناسك الحج ورجوع الناس الي بلدانهم ورجع رسول الله مع من حج معه من المدينه متوجها الي المدينه • وبعد وفاه رسول الله جرت احداث سقيفه بني ساعده والتي اختير فيها سيدنا ابابكر للخلافه بعد رسول الله • كانت سقيفة بني ساعدة مكانا يجتمع فيه أهل المدينة ليتخذوا قراراتهم في شؤونهم المهمة من خلال الشورى بين رؤسائهم. وبعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مباشرة اجتمع أهل المدينة، الذين كانوا قد أسلموا دون إكراه ولا إجبار ودعوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل هجـرته أن يأتي إليهم وكثيرون منهم أعانوه ونصروه وعرفوا بالأنصار، في هذه السـقيفة، ورشَّحوا "سـعد بن عبادة زعيم قبيلة الخزرج وأقْدَمُ كتب السيره في هذا الباب عند الشيعه والسنه هي 1- [سـيرة ابن هشـام] المعتمدة من قبل عامة المسلمين والتي ليس لقضية الشيعة والسنة فيها دخل، ومؤلفها "عبد الملك بن هشام المعافري"، وقد استخرج سيرته ورواها عن "محمد ابن اسـحق المطلبي" وهو من مؤرخي القرن الهجـري الأول والثاني، إذْ كانت وفاته في أوائل القرن الهجـري الثاني، وابن هشام نفسه كانت وفاته سنة 213هـ، 2- كتاب [تاريخ الإمامة والسياسة] لابن قـُتَيْبة وهو "عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري" المتوفى سنة 270 هـ.، 3- [تاريخ اليعقوبي] ومؤلفه "أحمد ابن يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب"، مؤرخ شيعي المذهب توفي سنة 292 هـ.، 4- [مروج الذهب ومعادن الجـوهر] و[التنبيه والإشراف] وهما "لعلي بن الحسين المسعودي"، المعروف بالتشيُّع والمتوفى سنة 345هـ. وليس لأي ممن ذكر مصلحة خاصة في روايته لحديث سقيفة بني ساعدة. ولن نتجاوز في عرضنا لهذه القصة، إن شاء الله، ما اتفقت عليه تلك الكتب الخمسة المذكورة، والتي عرفنا أن ثلاثة منها هي من تأليف مؤلِّـفَيْن شيعيين. وما اتفق عليه جميع المؤرخين وكتَّاب السيرة هو أنه لما ارتحل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، شُغِل أهل بيته بأمر تجهيزه وتكفينه وكان في مقدمتهم علي بن أبي طالب والعباس عم الرسول صلى الله عليه وآله وأولاد العباس، أما بقية المهاجرين و الأنصار فقد اجتمعوا حول أبي بكر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ جاءهم رجل، على غير انتظار، يخبرهم أن طائفةً من الأنصار على رأسهم "سعد بن عبادة" قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، وأنهم في صدد تعيين خليفة لإمامة وحكومة المسلمين فإن كان لكم بأمر الناس فأدرِكوا الناس قبل أن يتفاقم أمر الأنصار
هناك عدة نقاط ينبغي التنبه إليها في موضوع موقف الأنصار في قضية السقيفة ودلالاته: أولا: لو كان هناك أمر صريح من الله تعالى ورسوله بخلافة علي (ع)، فلماذا قام الأنصار الذين قال الله تعالى عنهم: (( وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )) الأنفال/74، والذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم : «لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار» (المصنَّف، عبد الرزاق الصنعاني، تحقيق الأعظمي، ج 11/ ص 62) وقال في شأنهم: «اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار!» (المصنَّف: ج11/ص 62)، وقال علي عليه السلام أيضاًفِي مَدْحِ الأنْصَارِ: «هُمْ والله رَبَّوُا الإسْلامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ مَعَغَنَائِهِمْ بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ وأَلْسِنَتِهِمُ السِّلاطِ» نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 465.
لماذا رشحوا "سعد بن عبادة" زعيم الخزرج للخلافة؟ ألم يسمعوا أمر الله تعالى ورسوله حول نصب علي (ع)؟! ثانيا: ولماذا لم يقم الأنصار، بعد هزيمتهم السياسية أمام جناح المهاجرين وبعد انقطاع أملهم في إحراز منصب الخلافة، لماذا لم يقولوا: إذن على الأقل لنبايع من نصبه الله تعالى ورسوله إماماً علينا، خاصة أن علياً كان من محبي الانصار ، ولا ننسى أن انتخاب الخليفة إنما تمَّ في المدينة، أي في المكان الذي كان فيه المهاجرون وأهل مكة أقلية تفتقر للشوكة السياسية، فإذا كان التنافس القبلي بين المهاجرين لا سيما بين الجناح الأموي... وبني هاشم - كما تزعم الشيعه هو الباعث لسلب الحق الإلهي لعلي (ع) في الخلافة، فمن البديهي أن الأنصار لم يكن عندهم هذا الدافع وبالتالي كانوا يستطيعون بكل سهولة أن يوقفوا المهاجرين عند حدهم ويمنعوا حصول مثل تلك البدعة في الدين!؟ ثالثا: ولماذا اقتصر الكلام في النقاش والتفاوض، الذي تم في السقيفة، على بيان أفضلية الأنصار على المهاجرين بسبب خدماتهم للإسلام أو بيان أفضلية المهاجرين على الأنصار لكونهم عشيرة الرسول ومن قريش وأول من آمن به، ولم يأت أحد على موضوع النص النبوي على الخلافة!
وحتى قبيلة الأوس التي لم تكن قد رشحت أحداً للخلافة وكان لسانهم أطول في مجادلة المهاجرين والانتصار للأنصار، لم يذكروا لدحض ما أراده المهاجرون أي إشارة للنص على علي ؟؟ ألا يؤكد كل ذلك بكل وضوح على عدم وجود هذا النص والتعيين الصريح؟! و ما يلزم التذكير به هنا، أنه خلال حادثة السقيفة والمحاججات التي جرت فيها وبعدها (طبقاً لما روته كتب الشيعة والسنة السابقه )، لم يأت أي ذكر لقضية غدير خم أو لكون علي منصوب من قبل الله ورسوله للإمامة وخلافة الرسول، لا مِنْ قِبَل أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولا من قِبَل المتحزِّبين لعليٍّ، مع أن المدة بين حادثة غدير خم ووفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم تزد عن 70 يوماً فقط! حيث أن قضية الغدير - طبقاً لكل التواريخ ولإجماع الشيعة – وقعت في 18 من ذي الحجة سنة 10 للهجـرة أثناء عودة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من حجة الوداع، مع اتفاقهم على أن وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقعت في 28 من صفر سنة 11 للهجرة (ولو اعتبرنا أن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقعت في 12 ربيع الأول (كما يذكر ابن كثير في كتابه الفصول في سيرة الرسول، طبع 1402هـ، ص 220) فإنه يكون قد مضى على واقعة الغدير ثلاثة وثمانون يوماً فقط أيضاً.). روايه الشيعه عن حفل التنصيب فلو أن حادثة الغدير كانت حقَّاً على النحو الذي يدَّعيه الشيعه من أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قام خطيباً في غدير خم، فيما يزيد على مائة ألف من أصحابه الذين جاؤوا معه لحجَّة الوداع، فخطب بهم خطبةً طويلةً مفصّلةً نصب فيها عليّاً خليفة له وإماماً للمسلمين وأخذ له البيعة من الحاضرين جميعاً، بل حتى في بعض الروايات الشيعية أنه توقف في ذلك المكان ثلاثة أيام، ليأخذ البيعة له من جميع أفراد الأمّة حتى من النساء، وأن حسان بن ثابت أنشد أبياتاً من الشعر في هذه المناسبة( )،
بالإضافة إلى قولهم إن رسول الله ذكَّرَ أكثر من مرَّةٍ بنصبه للإمام علي - بأمر الله تعالى - أميراً وخليفة له عليهم، وأكَّد ذلك الأمر حين وفاته (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ليزيده استحكاماً، ورغم كل ذلك وبمجرد وفاته (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يأْبَهْ أصحابه - - لكل هذه التأكيدات والأوامر الإلـهية ولم يُعِيْروها أي اهتمام ولا أشاروا إليها أدنى إشارة، بل سارعوا للعمل على اختيار خليفة من بينهم، ففي البداية رشّح الأنصار وأهل المدينة سعد بن عبادة رضي الله عنه لخلافة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتحركوا لنصبه فتقدَّم المهاجرون بدورهم معتبرين أنفسهم أليق وأحق بمقام الخلافة منهم وحازوا فعلا منصب الخلافة ، ولم يأتوا في كل ذلك بأي ذكر على الإطلاق للإمام علي وخلافته المنصوص عليها ولا لقضية غدير خم وأخذ الرسول البيعة منهم لعليّ؟؟!
( ) يذكر العلامة الأميني في الجزء الثاني من كتابه الغدير (الطبعة الثالثة، ص 34) القصيدة التي قيل أن حسان أنشدها ذلك اليوم أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وقال فيها: يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم وأسمِع بالرسول مناديا فقال: فمن مولاكم ونبيكم فقالوا، ولم يبدوا هناك التعاميا : إلـهك مولانا وأنت نبينا و لم تلق منا في الولاية عاصيا فقال له : قم يا علـي، فإنني رضيتك من بعدي إماما وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليـه فكونوا له أتباع صدق مواليا هناك دعا : اللهم وال وليـه و كن للذي عادى عليّاً معاديا
فينبغي أن نعلم أن لا أثر لهذه القصيدة في الديوان المعروف والمطبوع لحسان بن ثابت،
وأن هذه الأبيات وضعت وصيغت في القرن الهجري الرابع فما بعد، ذلك أن أول من روى هذه الأبيات - كما صرح بذلك العلامة الأميني – هو الحافظ: "أبو عبد الله المرزباني محمد بن عمران الخراساني" المتوفى سنة 378 هجرية، أي بعد حوالي ثلاثمائة عام من رحلة النبي صلى الله عليه وسلم !! وعليه فهناك - في اصطلاح علم الرواية - انقطاع واضح وكبـير في سند هذا النقل، أي رغم توفر الدواعي لنقله واشتهاره، مضت قرابة ثلاثة قرون دون أن يكون لأحد من المسلمين خبر عنه!،
ومن البديهي أنه لو قيلت مثل هذه الأبيات في يوم الغدير، لا سيما في ذلك العصر، لتناقلتها الألسن بسرعة ولحُفِظَت وانتشرت،
في حين أنه حتى في آثار أهل البيت عليهم السلام، وفي أقدم كتب الشيعة الروائية والكلامية، لا يوجد أدنى إشارة أو أثر لهذه الأبيات مع أنه من المفترض أن يستشهد بها أمير المؤمنين نفسه وأولاده وشيعته، ويحتجون بها مراراً وتكراراً على مخالفيهم ومنافسيهم.
هذا لإضافةً إلى أن سند هذا الخبر، من ناحية رجاله، متهاو ساقط من الاعتبار لأن أحد رواته " يحيى بن عبد الحميد"، قال فيه أحمد بن حنبل: «كان يكذب جهاراً!» (أنظر ميزان الاعتدال في نقد الرجال للحافظ الذهبي، دار المعرفة، بيروت ج 4، ص 392). وراو آخر من رواته: "قيس بن الربيع" قيل فيه: «لا يكاد يعرف عداده في التابعين، له حديث أنكر عليه..» (ميزان الاعتدال، 3/393). والراوي الثالث من رواته: "أبو هارون العبدي" واسمه الأصلي "عمارة بن جوين" قال عنه أحمد بن حنبل: «ليس بشيء» وقال ابن معين: «ضعيفٌ لا يصدق في حديثه!» وكذلك وصفه النسائي بأنه: «متروك الحديث!» وقال عنه الجوزجاني: «أبو هارون كذاب مفتر» وقال شعبة: «لأن أُقَدَّم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أحدث عن أبي هارون» (ميزان الاعتدال، ج3/ ص 173). أما بالنسبة لكتاب "سليم بن قيس الهلالي" فقد روى عن حسان بن ثابت أبياتا مختلفة مطلعها: ألم تعلموا أن النبي محمدا لدى دوح خمٍّ حين قام مناديا (كتاب سليم بن قيس، منشورات دار الفنون، مكتبة الإيمان، بيروت، ص 229) و من العجيب أن العلامة الأميني لم يشر إلى أن الأبيات التي نسبها "سليم بن قيس" في كتابه لحسان بن ثابت غير الأبيات التي أوردها هو في الجزء الثاني من كتابه "الغدير"! و كتاب "سليم بن قيس" قال عنه العلامة الحلي: «و الوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه والتوقف في الفاسد من كتابه» ونقل عن ابن عقيل قوله: «و الكتاب موضوع لا مرية فيه» (انظر خلاصة الأقوال في معرفة الرجال للعلامة الحلي، منشورات رضي، قم، ص 83). وكذلك قال ابن داوو الحلي: «سليم بن قيس الهلالي ينسب إليه الكتاب المشهور وهو موضوع بدليل أنه قال إن محمد بن أبي بكر وعط أباه عند موته وقال فيه إن الأئمة ثلاثة عشر مع زيد وأسانيده مختلفة. لم يرو عنه إلا أبان بن أبي عياش وفي الكتاب مناكير مشهورة وما أظنه إلا موضوعاً.» (الرجال، لابن داوود الحلي، المطبعة الحيدرية، النجف، ص 249). وقال المرجع الكبير السيد أبو القاسم الخوئي زعيم الحوزة العلمية في النجف عن هذا الكتاب: «والكتاب موضوع لا مرية فيه، وعلى ذلك علامات فيه تدل على ما ذكرناه، منها ما ذكر أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت، ومنها أن الأئمة ثلاثة عشر، وغير ذلك. قال المفيد: هذا الكتاب غير موثوق به، وقد حصل فيه تخليط وتدليس..». (معجم رجال الحديث، طبع قم، الجزء الثامن/ص 219) (م).
إنها قصة يصعب على العقل قبولها وتخالف منطق الأمور ويصعب أن تجد لها نظيراً في التاريخ. إذ كيف يمكن لمائة ألف أو يزيدون، اجتمعوا في مكان واحد أمر على هذه الدرجة من الأهمية كالبيعة التي لها عند المسلمين والعرب بشكل خاص أهمية لا يضاهيها في أهميتها شيء، أن يتناسوها تماماً أو يجحدوها بعد سبعين يوم فقط لدرجة أن أحداً منهم لا يذكر شيئاً منها طوال عمره؟
إن مثل هذا الاتفاق لم يحدث في أي ملة من الملل. والأعجب من ذلك أنه حتى أولـئك الأربعين شخصاً الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه، كما تزعم الشيعه لم يتكلموا أبداً عن شيء اسمه نصٌّ على عليٍّ عليه السلام أو تعيين له من قبل الله ورسوله ولا احتجوا أصلاً بشيء من هذا القبيل،
وحتى أولـئك البدريين الاثني عشر الذين احتجوا على أبي بكر رضي الله عنه – طبقاً لما ذكره الطبرسي في كتابه الاحتجاج - واعترضوا على خلافته، لم يحتجُّوا بغدير خم. وكذلك لم ينقل عن أحد من الذي انفصلوا عن القافلة المتجهة للمدينة - بعد سماعهم خطبة الغدير - وانطلق كل منهم في طريقه إلى موطنه، ولم يكن لهم دوافع المهاجرين المقيمين في المدينة، لم يسمع عن أحد منهم اعتراضاً عندما وصل إليهم نبأ اختيار أبي بكر للخلافة أو تعجباً من أنه كيف صار خليفة مع أن علياً هو الذي نصبه الرسول صلى الله عليه وسلم للخلافة؟ لماذا لا نرى في كتب التاريخ أي أثر لمثل هذا الاعتراض أو رد الفعل؟!
مثل هذا الاتفاق على الكتمان والتوحُّد على النسيان الذي ادُّعي حصوله في أمة الإسلام بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ليس له حقاً نظيرٌ في أي أمة في التاريخ! والأعجب من ذلك أن علياً عليه السلام نفسه أيضاً لم يُشِر إلى شيء من هذا الباب عند إعراضه في بداية الأمر عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه ولا احتج به!
فهذا كله يضع علامات سؤال كبيرة حول كون واقعة الغدير كانت فعلاً نصَّاً نبوياً صريحاً وأمراً إلـهياً يفرض الإمارة الزمنية أي الخلافة السياسية المباشرة لعليٍّ عليه السلام على المسلمين. إذن ما حقيقة قصة الغدير؟ أحد القضايا التي يغفلها الكثيرون ولا يميلون للبحث فيها في موضوع الإمامة بالنص هو دراسة خلفية حادثة الغدير، أي الأمور التي حدثت في السنة العاشرة للهجرة وكانت الخلفية الأساسية التي أدت لواقعة الغدير، في حين أن الاطلاع على هذه الخلفية ضروري جدَّاً للفهم الصحيح لخطبة غدير خم. خلاصة قصة الغدير، طبقاً لما روته كتب التاريخ الإسلامي مثل سيرة ابن هشام (ج 4/ص 274) التي هي أقدم كتب السيرة المتوفرة، وتواريخ وتفاسير الفريقين الشيعة والسنة، كتفسير جمال الدين أبي الفتوح الرازي (تفسير "رَوح الجَنان ورُوح الجِنان" لجمال الدين أبي الفتوح الرازي، تصحيح علي أكبر غفاري، ج4 / ص 275 إلى 277.) وتفسير ابن كثير وتاريخ البداية والنهاية لابن كثير أيضاً، وكتاب مجالس المؤمنين (ج1/ص43) للقاضي نور الله الشوشتري (السيد نور الله بن شريف الدين الحسيني المرعشي التستري أو الشوشتري الهندي، يعرف بالشهيد الثالث، متكلم فقيه إمامي، دافع عن المذهب ورد على مبطليه في عدة كتب شهيرة، توفي مقتولا سنة 1019 هـ) وغيرها من كتب الرواية والحديث لدى الفريقين في ذلك أحاديث مشتهرة روتها - إضافة لكتب السيرة - كتب الحديث من السنن والمسانيد، انظر مثلا: سنن الترمذي: كتاب المناقب/باب مناقب علي بن أبي طالب، والسنن الكبرى للنسائي / باب مناقب علي، ومقدمة سنن ابن ماجة / باب مناقب علي بن أبي طالب، ومسند أحمد/ مسند علي بن أبي طالب ما يلي: في السنة العاشرة للهجـرة توجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى مكة المكرمة ليؤدي مناسك الحج الإسلامي ويعلّمها الناس ولتكون فرصة يعطي فيها المسلمين الذين انضووا تحت رسالته آخر وصاياه، وأرسل (صلّى الله عليه وآله) رسائل إلى رؤساء القبائل العربية وعماله في نواحي الجزيرة العربية يدعوهم فيها إلى المجيء لمكة في أيام الحج ليؤدوا المناسك معه،
وكان من جملة الرسائل كتابٌ بعث به إلى علي بن أبي طالب عليه السلام الذي كان في ذلك الحين في اليمن، حيث كان (صلّى الله عليه وآله) بعثه لجمع أموال الزكاة فيها، دعاه فيه كذلك إلى الحضور لمكة أيام الحج، فوصل الكتاب لعليٍّ وهو في اليمن أو في طريقه من اليمن إلى المدينة حاملاً أموال الزكاة، فرأى عليه السلام أنه لو أراد أن يأتي مكة بما معه من أموال بيت المال - التي كان أغلبها في ذلك الوقت من المواشي كالإبل والبقر والغنم - لما استطاع الوصول إلى الحج في الوقت المطلوب،
لذا اضطر أن يوكل أمر حمل أموال الزكاة إلى الذين كانوا برفقته، كأبي بريدة الأسلمي وخالد بن الوليد وغيرهما، وينطلق بمفرده مسرعاً إلى مكة، فوصل مكة ولقي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم السابع أو الثامن من ذي الحجة، وبعد أداء مناسك الحج، قـفل راجعاً إلى طريق اليمن ليكمل مهمته في حمل أموال بيت المال، فلقي القافلة وهي في طريقها إلى المدينة،
ووجد بريدة الأسلمي وخالد بن الوليد تصرّفا في بعض أموالها، سيما بعض الحلل اليمنية، وفي روايه اخري انه كان مع القافله بعض السبايا من النساء فدخل باحداهم سيدنا علي ووقع الخلاف بينهم وبين سيدنا علي فعندما وصلوا الي الغدير الذي كان فيه رسول الله
واشتكوا إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عنف وشدَّة علي معهم، إلى درجة أن بعض التواريخ تذكر أنهم سبُّوا علياً في محضر رسول الله (صلّى الله عليه وآله)،فلما رأوا علامات الغضب على وجهه (صلّى الله عليه وآله) وظنوا أنه غضب لأجلهم من علي، واصلوا الشكوى بلهجة أكثر حدة، عند ذلك نهاهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومنعهم من هذا الكلام وذكر طرفاً من فضائله، وكان مما قال: "ارفعوا ألسنتكم عن علي فإنه خشن في ذات الله غير مداهن في دينه"، أو:
"أيها الناس لا تشكو علياً فوالله إنه لأخشن في ذات الله، أو في سبيل الله، من أن يُشكَى
"(انظر سيرة ابن هشام ج4/ ص 603، بتحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، طبع دار ابن كثير. وانظر المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري : ج3 / 145، ح 4656/252، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه)، أو "ما لكم ولعلِيّ! أخرج نحوه الترمذي في سننه: 50- كتاب المناقب/ 20- باب مناقب علي بن أبي طالب، ح 3712، (5/632) وقال: قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده: 4 / ص 437 – 438.. أو "من كنت مولاه فعلِيٌّ مولاه أخرجه الترمذي في سننه: 50- كتاب المناقب / 20- باب مناقب علي رضي الله عنه، ح 3713 (5/633) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ الله عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم نَحْوَهُ وَأَبُو سَرِيحَةَ هُو حُذَيْفَةُ بْنُ أَسِيدٍ الْغِفَارِيُّ صَاحِبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده من طرق متعددة ومختلفة وعن عدد كثير من الصحابة، مثلا في:ج 1/ص 88، ورقم 670 (ط.شاكر) وعلق عليه القاضي محمد شاكر (محقق مسند أحمد) بقوله: إسناده صحيح. وكذلك في المسند في: ج1/ص 119 وهو برقم 951 (ط.شاكر)، وفي ج 1/ص 281. و لو كان القصد من التوقف وخطبة الغدير هو إعلان فرض الإمارة السياسية المباشرة لعلي (ع) فهناك سؤال هام يطرح نفسه تلقائيا وهو أنه لماذا لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في خطبة حجة الوداع؟؟ وسبب السؤال هو أولا: أن خطبة حجة الوداع كان يحضرها آلاف المسلمين من مختلف أنحاء الجزيرة العربية وإعلان مثل هذا الأمر السياسي الخطير أولى أن يتم في مثل ذلك المقام، وثانيا: لأنه (ص) كان بذلك يطلع جميع أهل مكة على إمارة علي ويقيم عليهم الحجة بذلك؟! وكذلك يُطرح الإشكال والتساؤل بأنه لماذا على الأقل لم يخطب هذه الخطبة في المدينة ليطلع عليها ويسمعها جميع أهل المدينة - الذين لعبوا الدور الأول والأساسي في تولية أبي بكر رضي الله عنه .)) ثم بالإضافة لكون الدفاع عن شخصية مؤمن أمراً لازماً وواجباً شرعاً،لكن ما قاله وبيّنه لم يكن معناه أبداً فرضَ إمارته والنصّ على خلافته بأمر الله تعالى وحكمه، وذلك للدلائل العقلية والنقلية التي سبقت فاذن السؤال هل أُريد بحديث الغدير النص على عليٍّ بالإمارة والخلافة؟ للدلائل التالية نعتقد أن هذا الحديث ليس نصّاً على عليٍّ بالإمارة السياسية: 1- أوّل دليل على ذلك أن أحداً من الذين شهدوا ذلك الاجتماع وسمعوا تلك الخطبة لم يفهم منها هذا المعنى، ولهذا لم يأت أحدٌ على حديث الغدير بذكر في سقيفة بني ساعدة ولا حتّى أُشير إليه مجرّد إشارة، ولا استند إليه أحدٌ بعد ذلك في تمام عهد الخلفاء الراشدين، إلى أن جاء المفرِّقون بعد عهدٍ طويلٍ فاستندوا إليه وقالوا ما قالوا. 2- لم يأت أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام نفسه ولا أنصاره من بني هاشم وغيرهم في السقيفة وبعد نصب أبي بكر رضي الله عنه للخلافة، على حديث الغدير بذكر ولا استندوا عليه لإثبات النص على علي، وحتى الاثني عشر نفراً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين - طبقاً لادعاء بعض الروايات - احتجوا على أبي بكر رضي الله عنه مؤيدين لحق علي في الخلافة، لم يستندوا إلى هذا الحديث لإثبات أولويته عليه السلام بأمر الخلافة، 3-قوة إيمان أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومدح القـرآن لهم يتناقض تماماً مع ادعاء كتمانهم للإمامة وردهم للخلافة المقررة من قبل الله عز وجل، 4-كون قصة الغدير - كما تبين - أوجبتها قضية تصرف خالد وبريدة بأموال أدت لغضب علي عليه السلام وتعنيفه لهم (يروي العلامة الأميني في كتابه الغدير (ج1/ص 384، الطبعة الثالثة) : «عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليّاً فتنقَّصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: يا بريدة! ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه».) مما أثار سخطهم عليه وشكايتهم إياه إلى رسول الله، يبين أن مراده (صلى الله عليه وآله وسلم) من خطبته تلك أن يؤكد على المسلمين محبة ونصرة وتقدير علي عليه السلام. 5- الجملة المهمة والحاسمة في حديث غدير خم والتي يتفق جميع المسلمين على صحة صدورها عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هي قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): [من كنت مولاه فهذا علي مولاه]. والانتباه الدقيق لمعنى هذه الجملة من شأنه أن يرفع كثير من الإشكالات. فهذه الجملة لا تفيد بالضرورة معنى الخلافة والإمامة لعلي بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للدلائل التالية: أ - ذكر العلامة عبد الحسين الأميني في كتابه "الغدير" - نقلا عن علماء اللغة - لكلمة "المولى" سبعة وعشرين معنى وهي: 1- الربّ 2- العمّ 3- ابن العمّ 4- الابن 5- ابن الأخت 6- المعتِـق 7- المعتَق 8- العبد 9- المالك 10- التابع 11- المنعَم عليه 12- الشريك 13- الحليف 14- الصاحب 15- الجار 16- النـزيل 17- الصهر 18- القريب 19- المنعِم 20- الفقيد 21- الولي 22- الأولى بالشيء 23- السيد غير المالك والمعـتِق 24 - المحب 25- الناصر 26- المتصرِّف في الأمر 27- المتولي في الأمر.
و رغم كل ما بذله العلامة الأميني من جهد، لم يُوَفَّق في استخراج معنى: الخليفة أو الحاكم أو الأمير... لكلمة "المولى"، واعترف أن لفظ "المولى" من الألفاظ المشتركة وأنه أكثر ما يقصد به هو "الأولى بالشيء" (أي المعنى الثاني والعشرون). وعليه فلا يمكن فهم المعنى المراد من "المولى" بدون قرينة. فإذا انتبهنا لقرينة السبب الذي أوجب إلقاء هذه الكلمة، وإلى القرينة اللفظية المتجلية في تتمة الحديث: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره...» لم يعد من الصعب أن نعرف أن المعنى المراد من "المولى" هنا هو شيء يجمعه المعاني: الصاحب (الصديق) المحب الناصر (المعاني: 14 و24 و25)، لأن معنى التتمة هو: اللهم صادق وأحب ووالي كل من يصادق ويحب ويوالي علياً وعاد كل من يبغض ويعادي علياً (انظر لسان العرب لابن منظور:ج 15 / ص 409 حيث يقول: "والى فلان فلانا: إذا أحبَّ" ويقول قبل ذلك:"وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم ) اللهم وال من والاه: أي أحب من أحبه). ب - كان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد من الناس محبة علي، حيث أن الباعث لكلمته تلك كان موقف خالد وأبي بريدة من علي كما بينّا. ج - لا يُفْهَم أبداً من كلمة المولى معنى الخليفة والإمام ولم تأت هذه الكلمة في لغة العرب بهذا المعنى. 6 - في جملة "من كنت مولاه فعلي مولاه" نقطة ذات دلالة مهمة جدَّاً، كثيراً ما حالت غوغاء الجدال والعصبية المذهبية من التنبه إليها رغم وضوحها الشديد، وهي أن كلمة "مولاه" أيا كان المعنى المراد منها، فإن معنى الجملة لن يكون إلا أنه: كل من أنا الآن مولاه فإن عليّاً الآن أيضاً مولاه، وبعبارة أخرى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكلمة "فعلي مولاه" يريد تأكيد الثبوت المتزامن لعلي لنفس الأمر الذي هو ثابت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الآن. فلو فرضنا جدلا أن المقصود من كلمة "مولاه": حاكمه وإمامه (رغم عدم مساعدة اللغة على ذلك)، للزم أن يقيّدها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بقيد: [بعدي]، لأنَّ علياً لا يمكنه أبداً أن يكون إمام المسلمين وحاكمهم مع وجود الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)!، مع أن مثل هذا القيد لا يوجد في أيٍّ من روايات الحديث.
6- طبقاً للروايات والأحاديث الضعيفة الواهية السند الكثيرة للقائلين بالنص، فإن خلافة وولاية علي عليه السلام أهم غرض ومراد لرب العالمين! 7- إذ يدَّعون أن جميع رسل الله تعالى وأنبيائه الكرام من لدن آدم إلى النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم)، بينوا لأقوامهم مسألة إمامة علي وولايته، كما بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك الأمر أكثر من ألف مرة منذ بداية بعثته وإلى رحلته (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكّر به في كل مناسبة، في مجالس فردية أو جماعية،كما نزلت أكثر آيات القرآن في هذا الأمر، رغم كل ذلك لم يول أحد هذا الأمر عناية بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،وكأن الله تعالى - والعياذ بالله - عجز عن تحقيق إرادته،مع أنه القائل: ﴿ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ﴾ [المجادلة:21].فكيف تأتَّى أن يُهْجَرَ مثل ذلك الأمر ويُنْسَى نهائيا على ذلك النحو؟؟ ألا يدل ذلك على أنه لم يكن على الصورة التي ذكروها؟
8 - تشير سنة الله تعالى إلى أنه عندما يريد أن يختار أحداً من عباده ويبعثه للدعوة والإصلاح، فإنه يصطفيه من بين الضعفاء والفقراء ويخلع عليه خلعة النبوة، ثم يؤيده وينصره على جبابرة الدنيا وعتاتها، ليحقق بذلك إرادته. ومن هنا نرى أن الله سبحانه يجتبي إبراهيم عليه السلام من عائلة وثنية تنحت الأصنام، فيبعثه سبحانه ليشيد بنيان التوحيد على ذلك النحو، ورغم اضطهاده وإجباره على الهجرة والخروج من بيته وموطنه، كانت إرادة الله تعالى هي الغالبة في نهاية المطاف، ووصل إبراهيم لذلك المقام العظيم الذي قال فيه سبحانه: ﴿ ...فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:54]. وأرسل موسى عليه السلام بلباس الراعي ونعله وعصاه، إلى فرعون، مدّعي الألوهية ومالك ملك مصر، فنصره عليه ومنحه قوة وقدرة جعلت فرعون وآله يصيرون إلى قاع البحر، وغدا موسى بعصاه ويده البيضاء مؤسساً لسلطان ملوك كبار من بعده (من بني إسرائيل)، ويأتي بدين وكتاب بعث الله تعالى بعده أكثر من سبعين ألف نبيٍّ لتجديده وإحيائه. وكذلك اصطفى محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يتيم أمي من أم أرملة فقيرة توفي زوجها قبل أن يولد وما ترك لها إلا وليدها الصغير وأربع عنزات وبغلة، فأضفى عليه سبحانه عظمة وقدرة وأصبح دينه أبدياً خالداً، وأخضع له رقاب كبار الطغاة في عصره، فإذا به يكتب، خلال المدة القصيرة لبعثته، رسائل لستةٍ من كبار سلاطين الدنيا في عصره الذين كانوا ملوك العصر الذين لا يُنازَعون، يدعوهم فيها للدخول في دينه، ثم لا تمضي مدة قصيرة إلا وتنضوي جميع تلك البلدان، التي كتب لملوكها الرسائل، تحت سلطان الدولة الإسلامية التي أسسها، ويبقى دينه خالداً ما بقي الدهر. فلو أن خلافة علي وولايته كانت حقاً غاية إلهية عظيمة من وراء خلق الكون، وكان الله ورسوله يريدان ذلك كما تشير إليه كل تلك الأحاديث الواهية والروايات الضعيفة السند، فلماذا لم يستطع الله(!) - تعالى الله عن ذلك – حتى بيان ذلك المطلب بشكل قاطع وصريح في كتابه الكريم وبواسطة نبيه الكريم أو أي أحد آخر من عباده لتتحقق إرادته وينتصر هدفه ولا يضل الناس ذلك الضلال المبين؟، هذا إن كان عدم توليته ضلالاً مبيناً حقاً،أوليس هو تعالى القائل: ﴿ والله غالبٌ على أمره ﴾ والقائل: ﴿ ألا إن حزب الله هم الغالبون ﴾؟
فكيف نفسر هذا الفشل في تحقيق ذلك المراد الخطير؟ اللهم إلا أن نعترف بأنه لم يكن هناك مثل هذا الهدف والقصد وأن تلك الادعاءات العريضة ادعاءات لا أساس لها.
1- والأهم من ذلك هو تلك الطريقة العجيبة التي ليس لها سابقة والتي لا يمكن أبداً تبريرها التي يدعون أن الشارع تعالى بين بها أصل "الإمامة المنصوص عليها"، رغم أهميته العظيمة. 2- وهذه قضية جديرة بأن تفتح الطريق أمام المنصفين والمتجردين لطلب الحق لاكتشاف حقيقة القضية. فإن في القرآن الكريم مئات الآيات البينة المحكمة التي تقرر أصل "التوحيد" وكذلك عشرات بل مئات الآيات التي تتكلم عن "اليوم الآخر"، وكذلك ليست قليلة الآيات الواضحة التي تقرر أصل "النبوة العامة" وتبين وتستدل على أصل "نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الخاصة"، وهكذا حول بقية أصول الدين وأركان الإيمان، بل لقد بين القرآن أيضاً كثيراً من الفروع (حتى الجزئية الصغيرة منها كلزوم رد التحية بأحسن منها والتوسع في المجالس.. إلخ)، وقد بين القرآن كل تلك الأصول بعبارات واضحة جلية محكمة لا مجال للبس أو الاحتمال أو الغموض فيها، يفهم منها المراد مباشرة - بنحو الإجمال على أقل تقدير - بدون الحاجة للاعتماد على الحديث. ولكن لماذا ترك القرآن هذه الطريقة في بيانه أصل "الإمامة" الخطير الذي هو مناط السعادة وحفظ الدين كما يقولون؟؟! وأما الآيات التي يذكرونها على أنها تنص على موضوع الإمامة فهي آيات يقتضي قبول ارتباطها بموضوع الإمامة أن نغمض النظر عما قبلها وما بعدها من آيات أي عن سياقها، بل أحياناً يقتضي أن لا نكمل الآية إلى آخرها أي أن نقصّ العبارة من الآيات قصّاً!! علاوة على الإشكال الأكبر وهو أنها آيات لا تفيد المدعى إلا بمساعدة الحديث، وبدونه لا تدل على المطلوب أبداً؟!! حقّاً إنه لعجيب جدَّاً هذا الاستثناء في طريقة الشارع المقدّس في بيانه لأصول الدين، حيث بدلاً من الصراحة والوضوح المعهودين دائماً منه، يختار هنا - في هدايته الأمة لهذا الأصل العظيم - الإبهام والغموض. وحتى عندما نأتي للحديث الذي يدعون أنه نص على الإمامة نجده غير قاطع في المراد، ونجده يستخدم كلمة "مولى" التي يعترف المؤيدون للإمامة بالنص، أن لها على الأقل سبعة وعشرون معنى في اللغة العربية!!! ونجد سياق الحديث وملابساته وقرائنه تدل على أن المراد بالمولى أمر غير الإمامة والإمارة. هذا في حين أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) كان شديد الحرص على هداية قومه (إشارة إلى ما جاء في سورة الكهف/ آية 6: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} ونحوها في سورة الشعراء/ آية 3. وكذلك قوله تعالى: {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل} النحل/37، وقوله عز من قائل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} التوبة/ 128.)
وكان "أفصح من نطق بالضاد"، فلا شك أنه لو أراد هداية أمته وإتمام الحجة عليها ببيان أصل أساسي وخطير من أصول الدين لبينه بعبارات واضحة جلية لا لبس فيها، لا بعبارات مشتبهة مشتركة يعسر فهم المراد منها! !( هذا الغموض كان لدرجة أنه انعكس حتى في روايات المعتقدين بالإمامة المنصوصة من الله لعلي هم يعترفون بهذا المغموض!! فمن جملة ذلك ما رواه الطبرسي في "الاحتجاج" أن الأنصار لم يفهموا مراد الرسول من خطبة الغدير!! واضطروا لأجل ذلك أن يرسلوا شخصا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله عن مقصوده من ذلك الحديث، والنبي صلى الله عليه وسلم - طبق هذه الرواية - حتى في توضيحه لحديثه لم يستخدم أيضاً لفظة: "ولي الأمر"؟! وسنتعرض لهذه الرواية بالتفصيل في الصفحات القادمة إن شاء الله). هل أهمية أصل "الإمامة" أقل من قصة "زيد بن حارثة" رضي الله عنه الذي ذُكِر اسمه صريحاً في القرآن؟! هل يمكن قبول هذا التفاوت إلى هذا الحد في طريقة بيان أصول الدين؟! ليت شعري هل فكَّر القائلون بالإمامة المنصوصة من الله تعالى بهذه القضية أنه لماذا لا يوجد في القرآن الكريم أي أثرٍ لأصل هذه الإمامة رغم أنها عندهم أعلى من "النبوة والرسالة"؟! ( يعتقد الإمامية أن مقام " الإمامة" أعلى من مقام "النبوة والرسالة" أما أنهم كيف إذن لم يعتبروا عليّاً (ع) أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم بل يجمعون على علوّ وأفضلية النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فسببه أنهم يقولون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حائزاً أيضاً على مقام الإمامة علاوة على مقام النبوة والرسالة.) هل يمكن أن نتصور أن قائل: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام:38] و﴿ ..وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل:89] يغفل ذكر موضوع على ذلك الجانب من الخطورة والأهمية؟؟! هل أهمية قصة أصحاب الكهف الذي لم يغفل الله تعالى حتى ذكر كلبهم أكثر من أهمية موضوع الإمامة؟؟ هل يترك القرآن الكريم - الذي أنزله الله تعالى لهداية الناس إلى يوم القيامة - البيان القاطع الشافي لموضوع وقع فيه الاختلاف بين الأمة لقرون بل أدى أحياناً لحروب ومنازعات بينها في حين يذكر بالتفصيل قصص السابقين مثل ذي القرنين ولقمان وهارون و...؟ هل يمتنع الله تعالى الذي لم يمتنع عن ذكر البعوضة في القرآن أن يذكر موضوع الإمامة؟؟ هل هكذا كانت تكون طريقة هداية الناس؟ في رأينا إن كل من له معرفة وأنس بالقرآن الكريم، لن يرتاب أبداً في أن هذا النحو المدعى من موقف القرآن وبيانه عن الإمامة لا ي تناسب مع طريقة القرآن الكريم، في بيان أصول الدين، من قريب ولا بعيد.
اختيار الخليفه بعد وفاه رسول الله ؟ •كانت سقيفة بني ساعدة مكانا يجتمع فيه أهل المدينة ليتخذوا قراراتهم في شؤونهم المالي همة من خلال الشورى بين رؤسائهم. وبعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مباشرة اجتمع أهل المدينة، الذين كانوا قد أسلموا دون إكراه ولا إجبار ودعوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل هجـرته أن يأتي إليهم وكثيرون منهم أعانوه ونصروه وعرفوا بالأنصار،في هذه السـقيفة، ورشَّحوا "سـعد بن عبادة زعيم قبيلة الخزرج وأقْدَمُ كتب السيره في هذا الباب عند الشيعه والسنه هي 5-[سـيرة ابن هشـام] المعتمدة من قبل عامة المسلمين والتي ليس لقضية الشيعة والسنة فيها دخل، ومؤلفها "عبد الملك بن هشام المعافري"، وقد استخرج سيرته ورواها عن "محمد ابن اسـحق المطلبي" وهو من مؤرخي القرن الهجـري الأول والثاني، إذْ كانت وفاته في أوائل القرن الهجـري الثاني، وابن هشام نفسه كانت وفاته سنة 213هـ، 6-كتاب [تاريخ الإمامة والسياسة] لابن قـُتَيْبة وهو "عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري" المتوفى سنة 270 هـ.، 7-[تاريخ اليعقوبي] ومؤلفه "أحمد ابن يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب"، مؤرخ شيعي المذهب توفي سنة 292 هـ.، 8-[مروج الذهب ومعادن الجـوهر] و[التنبيه والإشراف] وهما "لعلي بن الحسين المسعودي"، المعروف بالتشيُّع والمتوفى سنة 345هـ. وليس لأي ممن ذكر مصلحة خاصة في روايته لحديث سقيفة بني ساعدة. ولن نتجاوز في عرضنا لهذه القصة، إن شاء الله، ما اتفقت عليه تلك الكتب الخمسة المذكورة، والتي عرفنا أن ثلاثة منها هي من تأليف مؤلِّـفَيْن شيعيين. وما اتفق عليه جميع المؤرخين وكتَّاب السيرة هو أنه لما ارتحل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، شُغِل أهل بيته بأمر تجهيزه وتكفينه وكان في مقدمتهم علي بن أبي طالب والعباس عم الرسول صلى الله عليه وآله وأولاد العباس، أما بقية المهاجرين و الأنصار فقد اجتمعوا حول أبي بكر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ جاءهم رجل، على غير انتظار، يخبرهم أن طائفةً من الأنصار على رأسهم "سعد بن عبادة" قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، وأنهم في صدد تعيين خليفة لإمامة وحكومة المسلمين فإن كان لكم بأمر الناس فأدرِكوا الناس قبل أن يتفاقم أمر الأنصار
وبتأمل ملابسات الخلافة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يتبين أن علل ذلك يمكن تلخيصها بالأسباب التالية: تمت بيعة السقيفة بشكلٍ مفاجئٍ وسريعٍ حتى أن عمر رضي الله عنه أقر منصفاً أكثر من مرة أن: "بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرَّها!" ( صحيح البخاري : كتاب الحدود، باب رجم الحبلى من الزنى إذا أحصنت، حديث رقم 6328، وأحمد في مسنده، مسند العشرة المبشرين، أول مسند عمر بن الخطاب.)،
وعلة ذلك عدة أمور: أ)كانت مدة مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قصيرة لم تتجاوز الأسبوع، وقد وجدت آثار التحسن في حاله الشريفة أكثر من مرة خلال هذه المدة بحيث أنه ما كان يُظّنُّ أن الرسول سيفارق الدنيا على أثر هذا المرض، لذا لم يكن لدى الصحابة المجال الكافي للتفكير والتدبر في الأمر برويّة.
ب) وقـعت وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في وقت كان فيه أربعة من الدجَّالين قد ادعوا النبوَّة في أطراف المدينة المنوَّرة وهم مسيلمة وسجاح والأسود وأبو طليحة، فلو حصل أي تردد أو تأخير في تعيين الحاكم ورئيس الجماعة المسلمة لكان من الممكن أن يجد مدّعوا النبوَّة - الذين كانوا أعداء متربصين بالإسلام- الفرصة سانحة لمحاصرة المدينة والاستيلاء عليها وقد ينجر ذلك لوقوع مذبحة للمسلمين. ج) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كتب في أواخر حياته الشريفة رسائل إلى ملوك ورؤساء الدنيا حوله يدعوهم فيها إلى الإسلام، كرسائله التي كتبها لهرقل عظيم الروم في سوريا والمقوقس ملك الأقباط في مصر، وخسـرو پرويز (كسـرى) ملك الفرس، ولذلك كان هؤلاء يتحسَّبون لخطر المسلمين، فإذا عرفوا أن نبي المسلمين قد فارق الدنيا وأن أصحابه انقسموا في شأن خلافته ولا زالوا بلا قائدٍ يوحدهم، لربما سارعوا إلى الانقضاض على المدينة وإخضاع المسلمين، لذا كان (الصحابة يشعرون أنه) لا بد من الإسراع في نصب الخليفة دفعاً لهذه الأخطار المحتملة.
د) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حال احتضاره قد جهَّز جيشاً بقيادة أسامة بن زيد وأمره بالتحرُّك نحو اليرموك، ولكن طروء وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) أوقع الجيش في ارتباك وحيرة وما عاد يعرف ماذا يتوجب عليه فعله في هذا الظرف الجديد، لذا كان لا بد من تعيين سريع لإمام وحاكم على المسلمين ليعين تكليف هذا الجيش.
هـ) كان المسلمون يدركون أن تعيين الرئيس الحاكم عليهم، وصاحب السلطة التنفيذية لتنفيذ أحكام الإسلام، من أهم الواجبات، خاصة في تلك الظروف الحرجة والأوضاع المضطربة المذكورة (تذكر كتب التاريخ مثل السيرة النبوية لابن هشام (ج 4/ ص 316) والكامل في التاريخ لابن الأثير أنه: "لما توفي رسول الله ارتدت العرب واشرأبت اليهودية والنصرانية ونجم النفاق وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم" وتذكر أيضاً: "أن أكثر أهل مكة لما توفي رسول الله هموا بالرجوع عن الإسلام وأرادوا ذلك، حتى خافهم عتاب بن أسيد فتوارى، فقام سهيل بن عمرو فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة رسول الله وقال إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة).
وهذا
الاشتري المدير العام
عدد الرسائل : 89 تاريخ التسجيل : 29/08/2012
موضوع: رد: الي كل شيعي يريد الحقيقه والي الاشتر وامثاله السبت ديسمبر 08, 2012 1:31 pm
اخي الفاضل الشناوي هل تريد ان اقضي 10 ساعات في قراءت والاجابة على ما نسخته في ثانيتين ؟؟ تلك اذا قسمت ضيزا . ياحبذا تتكرم وتطرح اشكالك كسؤال وتدعمه باقوى مالديك من ادلة وترجعه الى مصادره وانا سأجيبك بقوة الله تعالى عليه وانت المتفضل . تحياتي .