بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هَذِى الطُّلُولُ فَقِفْ بِنَا يَا سَـاِري
وَانْظُرْ مِعَالِمَ سَـادَة ٍأَطْهَـارِ
نَـَزُلوا هُنَا فَأَبَتْ عَلَيْهِـمْ أَنْفُسٌ
مِنْ أَنْ تَحُلَّ مَنَازِلَ الأَشْـرَارِ
قَوْمٌ إِذَا أَرْخَـى الظَّلاَمُ سُـدُولَهُ
فَوُجُوهُهُمْ فِيهِ شُمُـوسُ نَهَارِ
يَهْدِي السُّرَاةُ إِلَى الْوُصُولُ إِلَيْهِـُم
وَسَطَ الظَّلاَمُ سَوَاطِعَ الأَنْوَارِ
مَا لَيْلَهُـْم إِلاَّ الْقِيَـاُم لِـرَبِّهِـْم
فَلَهُمْ دَوِيٌّ فِي دُجَى الأَسْحَارِ
أَنْضَاءُ مِنْ فَـرْطِ الْعِبَادَةِ خُشَّـعٌ
لَبِسُوا التُّقَـى وَتَجَلَّلُوا بِوِقَارِ
أَبْطَالُ حَرْبٍ عِنْدَ مُشْتَبَكُ الْقَنَا
وَتَلِينُ مِنْ فَـرْقٍ يَدُ الْجَـبَّارِ
قَدْ طَابَ طَعْمَ الْمَوْتِ فِي أَفْوَاهِهِمْ
وَأَتَـوْهُ وُرَّاداً بِلاَ أَصْـدَارِ
فِي مَأْزَقٍ ضَنْكٍ تَفَـرَّدَ هَوْلَـهُ
لَمْ يُرْوَ فِي التَّارِيخِ وَالأَخْـبَارِ
جَاءَتْ أُمَيَّـةَ تَسْتَحِثُّ جُيُوشَهَا
لِتَرُدَّ خَيْـَل اللهِ فِي الْمِضْمَارِ
لَمْ هَاشِـمٌ أَنْ تُضَامَ وَسَـيْفُهَا
مِنْ ذِي الْفِقَارِ الصَّارِمِ الْبَتَّارِ
فَسَطَتْ عَلَى الْبَاغِينَ أَيَّةَ سَطْوَةٍ
مَوْرُوثَةً مِنْ حَيْدَرِ الْكَـرَّارِ
ضَـرْباً بِكُلِّ مُهَنّـَدٍ لاَ يَلْـتَـوِي
طَعْـناً بِكُلِّ مُثَـقَّـفًا خَطَّـارِ
وَجَرَتْ بِهِمْ تِلْكَ الْمَذَاكِي ضَحْوَةً
فَبَنَـتْ سَنَابِكَهَا سَمَـاءِ غُـبَارِ
حَتَّى إِذَا نَزَلَ الْقَضَاءُ وَلَمْ يَكُـنْ
إِلاَّ الْـوُرُودُ لِمَنْهَلِ الأَقْــدَارِ
هَوَتِ الْبُدُورُعَلَى الطُّفُوفِ فَيَالَهَا
مِـنْ صَدْمَـةٍ فِي مِلَّةِ الْمُخْتَارِ
لَوْلاَ الظَّمَأ لَمْ تَلْقَ آسَادَ الشَّـرَى
صَرْعَى تَسْتُرُهُمْ ثِيَابُ فَخَارِ
وَقَفَ الْحُسَيْنُ فَيَالَهَا مِنْ وَقْفَـةٍ
لاَ جَازِعاً حَاشَا وَلاَ مُتَـوَارِي
ظَمْآنَ مُلْتَهِبُ الْحَشَى وَفُـؤَادَهُ
مِنْ حَسْرَةٍ فِيهِ كَوَخْزِ غَرَارِ
يَـرْنُو إِلَى تِلْكَ الْخِيَامِ وَمَنْ بِهَا
قَـدْ طَالَمَا حُجِبُـوا عَـنِ الأَنْظَارِ
فَـرْدٌ تُحِيطُ بِـهِ الأَسِنَّةُ وَالظُّبَا
خُلْوٌ مِنَ الأَعْوَانِ وَالأَنْصَـارِ
اللهُ أَكْبَرُ أَيْنَ هَاشِمُ قَدْ غَدَتْ
وَحُسَيْنُهَا مُلْقَى عَلَى الأَعْفَارِ
مَنَعَتْ أُمَيَّةَ هَاشِمٌ مِنْ شُـرْبَةٍ
حِقْـداً لِبَدْرٍ رَامِياً بِشَـرَارِ
نَهْرَ الْفُرَاتِ أَلاَ طَفَوْتَ مُلَبِّياً
لِنِدَا الْحُسَيْنِ وَآلِهِ الأَطْهَـارِ
جَفَّتْ أُصُولُكَ يَا فُرَاتُ لِحَرِّ مَا
لَحِقَ الْحُسَيْنُ وَأَنْتَ ذَاكَ الْجَارِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* للشاعر العُماني المرحوم/ هلال بن بدر البو سعيدي.