إن الله أصطفى واختار، فخلق البشر واصطفى محمّد المصطفى وآل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين)،
وخلق الأرض واختار كربلاء التي هي أفضل البقاع، وقد خلقت قبل مكة المكرمة، فهي الأرض الطيبة المباركة
التي على أرضها كتب حياة جديدة لدين الله، وقد مر عليها جميع الأنبياء من آدم فما دونه، وبكوا فيها
الإمامَ الحسين (عليه السلام)، وكانت لهم سلوة وعزاء في سبط المصطفى.
وقد روى ابن قولويه (ره) بسنده، عن عمر بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
"خلق الله (تبارك وتعالى) أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، وقدسها وبارك عليها،
فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدسة مباركة، ولا تزل كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة،
وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة" [البحار: 101 / 107].
وروى ابن قولويه (ره) بسند، عن أبي الجارود قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام):
"اتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام،
وأنه إذا زلزل الله (تبارك وتعالى) الأرضَ وسيرها، رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية، فجعلت أفضل روضة
من رياض الجنة وأفضل مسكن في الجنة، لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون"، أو قال (عليه السلام):
"أولو العزم من الرسل، فإنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض،
يغشى نورها أبصار أهل الجنة جميعاً، وهي تنادي: أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت
سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة" [البحار: 101 / 108].