ولد علي الاكبرفي بيت يتمتع بالحضور الكامل للإيمان والتقوى بيت رحب الفكر واسع المعرفة مزدحم بالصالحين والطاهرين والذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، الذين لا يفتأون يحرصون على صيانة مبادئ رسالتهم، ويتمسكون بحرفيتها، ويرفعون ألوية العقيدة عالياً.. بيت هو العقيدة بذاتها، الأمر الذي يفسر دعوة الله للناس كي يحبوا ذلك
البيت ويوادوه، ويحاربوا من يكرهه ويعادوه.. بيت عامر بكل ما يمت للإسلام بصلة وللحق والحقائق بروابط وعلائق.
ومن شأن الوليد الذي يفتح عينه في أجواء الصفاء لبيت الصفوة، وأوساط الشرف والسؤدد، وبيئة الخير والصلاح والهدى، من شأنه أن ينشأ على إفاضات ذلك البيت النبيل، وقبسات أهل ذلك البيت من الرجال الذين أنيطت بهم حراسة القضية الإسلامية، وصيانة الشرع الشريف، وحفظ الدين المحمدي الحنيف.
نشأ وهو يرتشف لبن صدور المؤمنات التقيات، وقد تشرب بأخلص العواطف وصادق الحنان، وراح جسده ينمو وتنمو مشاعرهُ السليمة وروحه الطاهرة، ونفسه السوية، أكل وشرب مما أنعم الله به حلالاً طيباً لا يأتيه الباطل والشبهة .. نشأ على أسمى معاني المؤمنين الأتقياء، ومزاحهم الجميل معه.
فمادته ومعنوياته من فيض حوض طاهر نقي، بمعنى أن جسده وروحه تنزها عن الشوائب المكدرة والأدران المقيتة.
ترعرع علي الأكبر في تلك الأوساط النظيفة، حيث قضى سني حياة صباه يدرج بين صفوة الرجال وصفوة النساء، وخيرة الفتيان والصبيان، بين شخصيات جليلة القدر وشباب يسمون نحو الكمال والعز والإباء.
نشأ وترعرع وهو ملء العين، فتخطى الزمن وتجاوز الأيام، مضى يقضي أياماً زاهرة وليالي مباركة، وأشهراً وسنيناً خالدات، متسلقاً الدهر، يعلو فوق هامة التاريخ شخصاً فريداً في مجمل خصوصياته، وشاباً خلاّقاً في ربيع حياته، فرجلاً بطلاً ينفرد في مميزات جمة وجليلة سامية.. إذ نال من التربية ما يصعب على الكثيرين حصوله ونيله، حتى أبناء الملوك والأمراء، أبناء الأكاسرة، والقياصرة، وما هو وجه الشبه حتى نذكر ونمثل بأبناء الملوك؟!
وهل من شباب بعد شبه محمد
• الـى مَ بأرزائـي أروح وأغتــدي وأمسـي أسير النائبات على جوى هلكت فيـا لله هل من مساعــد لعمري موت ، لو يباع ويشترى ولم أبق في دار الهوان ولم أعـش وقائلــة لمّا رأت ســوء طـالعـي تقول لي : ارحم من شبابك بدءه فقلت لها :كفّي عن اللوم والأذى ولم انتفع يومـاً بشـرخ حبيبتـــي أبعد عليّ الاكبر الطهر من سما فلا ابيضّ وجه الدهر من بعد يومــه وإن انس لا أنساه عاطش مهجـة قضى بعدما أعطى البسالة حقّها ودافع كالليث الهصور مشمّــراً الى أن أتاه السيف يهوى لرأسه ودار عليه القـوم من كـلّ جانب فنادى أباه الطهر يصرخ قائـلاً : ولما أتاه السبـط يحنـو بظهــره فأرخى عليه الدّمع من جفن كامد وأحنـى ضلوعاً مـن جوىً وصبابــة عليّ عــزيــز أن أراك مـقطعـــاً أيدري حسام شقّ رأسك أنـــه بضربته قد شـقّ رأس محمـــد
• وتمشي بي الأيام مشيـة أرمـد ونار الاماني في الحشا المتوجد بعيـش رغيد أو بموت مؤبـــد بذلت عليه كلما ملكت يـدي وأيام عمـري تنقضي بالتنكّــد وأنّ بلوغ الموت غاية مقصدي عليك ولا تهلك أسى وتجلّـد فإني علـى الارزاء غيـر معــود وهل من شباب بعد شبـه محمد لأوج العلـى والمجد طالب سـؤدد ولازال في ليل من الخطب أسود تريب المحيا، فوق كثب وجلمد بعضب يمـانـي جراز مجـــرّد طليـق المحيّا عن كرائم أحمد فخرّ صريعـاً، والاعادي بمرصد بأسيافهم من أشـأم إثـر أنكــد عليك سلام الله يا ابن محمـد رآه علـى حـرّ الثرى المتوقّــد وأبدى عليه الوجد من قلب مكمـد عليـه بتقبيــل ورشـف مـــردد صريعاً على البوغاء غير مـوسّـد بضربته قد شـقّ رأس محمـــد بضربته قد شـقّ رأس محمـــد