تأملات في كتاب الدجال .. لسماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله ) الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكما قلنا ان كلام سماحة السيد الحسني ( دام ظله ) سيكون على شكل صورة ومن المصدر
الفصل الاول
العنوان / رسالة
في البداية نذكر لكم مقدمة ما ذكرناه في الحلقة الاولى حتى يكون الموضوع اكثر وضوحا
حيث ذكرنا ان سماحته ذكر امور منها :
1- إن موضوع الاتصال قد ذكره صحفي فرنسي مشهور في إحدى كبريات الصحف الفرنسية ، وسنبين لكم بعد قليل من هو هذا الصحفي وهل نشر هذا المقال فقط في الصحيفة او ان له كتاب بهذا الخصوص وما اسم كتابه وسنذكر بعض الأمور التي ذكرها في كتابه .
2- إن منشأ اعتقادهم في أن المسلمين هم يأجوج ومأجوج كان من كتبهم المقدسة ،وان هذا الفكر وهذا المعتقد هو السائد عند رؤساء الدول الغربية وأمريكا وشعوبهم ، وسنبين للقارئ بعض النماذج لرؤساء هذه الدول ومفكريها وما هي الأساليب المستخدمة إعلاميا في نشر هذا الفكر مما جعلوه كما يقول سماحة السيد الحسني (دام ظله) هو السائد وكذلك سنذكر بعض الشواهد من كتبهم المقدسة بخصوص يأجوج ومأجوج .
3- إن الرئيس الأمريكي أعلن في خطابه بعد أحداث ( ١١ /أيلول) أنه سيجعلها حربًا صليبية ، فما معنى الصليبية ولماذا سيجعل الحرب صليبية .
وقد بينا الامر الاول في الحلقة الاولى
وفي هذه الحلقة ان شاء الله تعالى سنوضح ما يخص الامر الثاني والثالث حيث سيكون كلامنا في ثلاثة محاور :
المحور الاول : نماذج من رؤساء ومفكري الدول الغربية وبعض الاساليب الاعلامية المستخدمة
المحور الثاني : ياجوج وماجوج في الكتب المقدسة
المحور الثالث : ما يخص الحرب الصليبية
المحور الاول
ليس جزافا ولا غلوا عندما نقول ان الجل من رؤساء ومفكري امريكا والدول الغربية لديهم ميول وتطرف ديني بحت وهم على اطلاع بكتبهم المقدسة ويطبقون ما يقراون حيث نجد ذلك واضحا وجليا في تصريحاتهم فهم يعتبرون ان معركة (هرمجدون ) هي المعركة النهائية والفاصلة للقضاء على اعدائهم وهم ياجوج وماجوج وقد اشار الى هذا الامر الكاتب الفرنسي (جان كلود موريس ) في كتابه ( لو كررت ذلك على مسامعي فلن اصدقه ) تحت عنوان (معركة هرمجدون وقوم يأجوج ومأجوج تتحكم بمستقبل كوكب الأرض ) وكشف الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) قائلا: (تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام 2003 , فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق, مبررا ذلك بتدمير آخر أوكار "يأجوج ومأجوج" , مدعيا إنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط, قرب مدينة بابل القديمة )
فالهرمجدون ( Armageddon ) هي عقيدة خطيرة تغلغلت في قلب أكثر من 1200 كنيسة انجليكانية حتى أصبح من المألوف جدا سماع هذه الكلمة تتردد في تصريحات الرؤساء, والقادة في القارتين الأوربية والأمريكية.
ولا باس ان نذكر للقراء الاعزاء اقوال وتصريحات بعض رؤساء ومفكري الغرب بخصوص معركة الهرمجدون
فقد قال الرئيس الأمريكي السابق (رونالد ريغان) عام 1980 : (( أننا قد نكون من الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون)) وقال (جيمي سواجرت) : (( كنت أتمنى أن استطيع القول, أننا سنحصل على السلام. ولكني أؤمن بأن الهرمجدون قادمة, وسيخاض غمارها في وادي مجدون, أو في بابل. أنهم يستطيعون أن يوقعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون. أن ذلك لن يحقق شيئا. فهناك أيام سوداء تلوح في الأفق))
وقال زعيم الأصوليين المسحيين (جيري فلويل) : (( أن الهرمجدون حقيقة. إنها حقيقة مركبة, ولكن نشكر الرب إنها ستكون المنازلة النهائية )), وقال القس المسيحي الأصولي (كين بوغ) : ((أن المليارات من البشر سوف يموتون في هرمجدون)), وقال (سكوفيلد) : ((أن المسيحيين المخلصين يجب أن يرحبوا بهذه الواقعة، فبمجرد ما تبدأ معركة الهرمجدون. فان المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب. وأنهم لن يصابوا بأي ضرر من هذه الحرب الساحقة الماحقة, التي تجري تحتهم))
دققوا معي بهذه العبارة (فان المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب ) فاي مسيح يقصدون ؟؟
اعلموا انهم يقصدون المسيح الدجال وهذا ما سيثبت لاحقا .
وقالت الكاتبة الأمريكية ( جريس هالسال) : (( أننا نؤمن تماما أن تاريخ الإنسانية سوف ينتهي بمعركة تدعى الهرمجدون )).
الى هنا انتهينا من التصريحات .
ولا باس بان نتطرق الى الأساليب الإعلامية المستخدمة بهذا الخصوص
فقد ذكرت (غريس) في كتابها (النبوءة والسياسة), الذي نشرته لها مؤسسة (سن لنسن) عام 1985 : (( أن 61 مليون أمريكي. يستمعون بانتظام إلى مذيعين يبشرون على شاشات التلفزيون بقرب وقوع معركة الهرمجدون, وبأنها ستكون معركة نووية فاصلة))
ويقدم الكاهن (جاك فان ايمب) برنامجا أسبوعيا تبثه 90 قناة تلفزيونية, و 43 محطة إذاعية. بينما يصل برنامج (جيمس دوبسن) التلفزيوني إلى أكثر من 28 مليون مشاهد. أما شبكة (CBN), التي يديرها الكاهن المتعصب (بات روبرتسون), فهي الأوسع نفوذا وتأثيرا في أمريكا, وجندت المنظمات الظلامية الشيطانية (80) ألف قسيس, و (20) ألف مدرسة لاهوتية, و (200) كلية لاهوت, ومئات المحطات التلفزيونية. لنشر عقيدة (الهرمجدون ), وإقناع الناس وتلاميذ المدارس الابتدائية بحتمية وقوع المنازلة الكبرى في الشرق الأوسط, ومما يثير الفزع أن تلك القوى الشيطانية تمتلك السلطة والنفوذ وصناعة القرار في أمريكا. ولها القدرة على فرض سيطرتها على الحكومتين البريطانية والاسترالية .
انظروا ايها المسلمون الى اساليب الغرب الكافر كيف يرسخون الامور العقائدية في الصغار قبل الكبار من اجل القضاء علينا ونحن واقفون مكتوفي الايدي
أين المسلمون ؟ أين أهل العراق ؟ أين أتباع المذهب بالخصوص
لماذا هذا الإهمال بخصوص دين الله وبثقله الغائب الطريد الوحيد عليه السلام وعجل الله فرجه .
ورب قائل يقول ومن أين استنتجت أنهم يعتبرون أن معركة الهرمجدون هي معركة للقضاء على يأجوج ومأجوج (المسلمين ) بحسب تعبيرهم ؟
أقول : لقد ذكرت في الحلقة الأولى في موضوع الاتصال بين الرئيس الامريكي والرئيس الفرنسي حيث يذكر الأمريكي ان يأجوج ومأجوج في العراق ، والآن أقرا معي ما ذكرته إحدى المجلات الفرنسية عن موضوع الاتصال
فقد ذكرت مجلة (لونوفيل اوبسرفاتور), الفرنسية, ان الرئيس الأمريكي اتصل بالرئيس الفرنسي (شيراك) ذات مرة, لحثه على مؤازرته في غزو العراق. قائلا له (( .... اسمع يا صديقي شيراك. لقد أخذت على عاتقي تخليص العالم من الدول المارقة والشريرة, وسأسعى بكل ما أوتيت من قوة لخوض معركة الهرمجدون هناك))
المحور الثاني
سأكتفي بذكر شاهدين من كتبهم المقدسة
يرد الاسم "جوج" في سفر حزقيال على أنه اسم لملك يحكم على أرض تدعى "ماجوج" أو على شعب يدعى بهذا الاسم. وهو سيقوم بغزو أرض إسرائيل قبل اليوم الأخير. ولكنه يُقتل هو وشعبه في مذبحة هائلة :
جاء في سفر حزقيال 38: 1-23
" وكان كلام الرب إليَّ قائلاً: يا ابن آدم اجعل وجهك على جوج أرض ماجوج، رئيس روش وماشك وتوبال، وتنبأ عليه وقل … هكذا قال السيد الرب. في ذلك اليوم عند سُكنى شعبي إسرائيل آمنين … تأتي من موضعك من أقاصي الشمال أنت وشعوب كثيرة معك، كلهم راكبون خيلاً، جماعة عظيمة وجيش كثير، وتصعد على شعبي إسرائيل كسحابة تغشى الأرض. في الأيام الأخيرة يكون (هذا)، وآتي بك على أرضي لكي تعرفني الأمم حين أتقدس فيك أمام أعينهم ياجوج … ويكون في ذلك اليوم، يوم مجيء جوج على أرض إسرائيل، يقول السيد الرب، أن غضبي يصعد في أنفي، وفي غيرتي في نار سخطي تكلمتُ أنه في ذلك اليوم يكون رعش عظيم في أرض إسرائيل، فترعش أمامي سمك البحر وطيور السماء ووحوش الحقل والدابات التي تدب على الأرض، وكل الناس الذين على وجه الأرض. وأستدعي السيف عليه في كل جبالي، يقول السيد الرب، فيكون سيف كل واحد على أخيه، وأعاقبه بالوباء والدم، وأُمطر عليه وعلى جيشه وعلى كل الشعوب الذين معه مطراً جارفاً وحجارة برد عظيمة وناراً وكبريتاً. فأتعظم وأتقدس وأُعرف في عيون أمم كثيرة فيعرفون أني أنا الرب. "
وقد ورد ذكر جوج وماجوج أيضاً في سفر الرؤيا وهو آخر أسفار العهد الجديد، باعتبارهم أقواماً مفسدين يظهرون في آخر الزمن، فيصطدمون بجيش المؤمنين ولكن الله يقضي عليهم:
جاء في سفر الرؤيا 20: 7-10
" ثم متى تمت الألف سنة يُحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج ومأجوج ليجمعهم للحرب، الذين عددهم مثل رمل البحر. فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة (=أورشليم). فنزلت نار من عند الله من السماء وأكلتهم. وإبليس الذي كان يُضلهم طُرح في بحيرة النار والكبريت. "
المحور الثالث
وعلى هذا الاساس اصبحا واضحا ان الرئيس الامريكي عندما يقول ساجعلها حربا صليبة قوله هذا ليس عبثا او خرج من غير فهم ودراية وحتى نبين الامر اكثر لا باس بان نتكلم قليلا عن معنى الحرب الصليبية .
فقد قيل ان الحرب الصليبية :هي الحرب المقدسة التي تضطلع نيابة عن قضية دينية
وقيل انها الحملات العسكرية التي يقوم بها المسيحيون في أوروبا قرون لاسترداد الأرض المقدسة من المسلمين .
فالحرب الصليبية : هي الحروب المقدسة التي يغوضها المسيحيون تحت الصليب ، وعندما نقول مقدسة نقصد بها حروب مبنية على اساس ديني وعقائدي .
فالحرب الصليبية التي قصدها بوش هي حرب عقائدية دينية وهذه الحرب قامت من اجل القضاء على المسلمين الذي يعتبرهم هم ياجوج وماجوج .
والآن وبعد كل ما ذكرته لكم هل أصبح واضحا ما يقوله سماحة السيد الحسني ( دام ظله ) حيث قال " هكذا ينقلون عن كتبهم المقدسة وبهذا الأسلوب يفسرون ويطبقون ما يقرؤون . هذا الفكر هو الفكر السائد والمستحكم على ذهن الرئيس الأميركي والفرنسي وكاتب المقال والعاملين في الصحيفة الفرنسية والقارئين لها والشعوب عمومًا في الغرب وأميركا ومن سار في ركبها وعلى نهجهما الكافر "
نكتفي بهذا القدر والى حلقة قادمة ان شاء الله
والحمد لله رب العلمين