بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله المتفضل بالنعم الغني عن الشكر والصلاة والسلام على خاتم انبيائه ورسله محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم
ننقل هنا نصوصا ثابتة من كتب الشيعة المعتمدة حول علاقة علي بن ابي طالب بالخلفاء قبله ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم اجمعين.
واستهل بمقدمة بسيطة من تفسير القمي وهو عالم شيعي له مكانته البارزة عندهم، يقول في تفسيره فى سبب نزول قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التحريم:1)
اخبرنا احمد بن إدريس قال حدثنا احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سيار عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك الآية ، قال اطلعت عائشة وحفصة على النبي صلى الله عليه وآله وهو مع مارية ، فقال النبي صلى الله عليه وآله والله ما أقربها ، فامره الله ان يكفر يمينه .
يقول : قال علي بن ابراهيم كان سبب نزولها ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله مارية ، فعلمت حفصة بذلك فغضبت وأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت يا رسول الله هذا في يومي وفي داري وعلى فراشي فاستحيا رسول الله منها ، فقال كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا ابدا وأنا افضي اليك سرا فان انت اخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس اجمعين فقالت نعم ما هو ؟ فقال إن ابا بكر يلى الخلافة بعدي ثم من بعده ابوك ( 1 ) فقالت من اخبرك بهذا قال الله اخبرني فاخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك واخبرت عائشة ابا بكر ، فجاء ابوبكر إلى عمر فقال له ان عائشة اخبرتني عن حفصة بشئ ولا أثق بقولها فاسأل انت حفصة ، فجاء عمر إلى حفصة ، فقال لها ما هذا الذي اخبرت عنك عائشة ، فانكرت ذلك قالت ما قلت لها من ذلك شيئا ، فقال لها عمر ان كان هذا حقا فاخبرينا حتى نتقدم فيه ، فقالت نعم قد قال رسول الله ذلك فاجتمع . . . . . على ان يسموا رسول الله فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه السورة ( يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك - إلى قوله - تحلة ايمانكم ) يعني قد اباح الله لك ان تكفر عن يمينك ( والله مولاكم وهو العليم الحكيم وإذا أسر النبي إلى بعض ازواجه حديثا فلما نبأت به ) اي اخبرت به ( واظهره الله ) يعني اظهر الله نبيه على ما اخبرت به وما هموا به ( عرف بعضه ) اي اخبرها وقال لم اخبرت بما اخبرتك وقوله ( وأعرض عن بعض ) قال لم يخبرهم بما علم مما هموا به ( 2 ) ( قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ان تنويا إلى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ) يعني امير المؤمنين عليه السلام ( والملائكة بعد ذلك ظهير ) يعني لامير المؤمنين عليه السلام .
* ( هامش ) * ( 1 ) ذكره الكشاف
( 2 ) هكذا الخبر من اوله إلى آخره في كلتا نسختى تفسير القمى المطبوعتين
في ايران المشار اليهما في اول الكتاب . ج . ز ( * )
وبغض النظر عن ما في هذا التفسير من تجاوزات ، فهذا اعتراف صريح من احد ائمة الشيعة بان امور الخلافة قد تم ترتيبها من الله سبحانه وتعالى بابي بكر ثم عمر رضي الله عنهم
وهذا النص في شرح نهج البلاغة لابن ابي حديد فقد روي ان والد ابي بكر الصديق رضي الله عنه سمع ضوضاء الناس فقال ما الخبر فقالوا ولي ابنك الخلافة، فقال رضيت بنو عبد مناف بذلك، قالوا نعم، قال اللهم لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت"
وقد تولي ابو بكر رضي الله عنه الخلافة ووالده حي منقطع في بيته مكفوف عاجز عن الحركة
وبنو عبد مناف يشمل بنو هاشم
وقد جاء ترتيب الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في احاديث صحيحة ومنها
عن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - : قال : إِنَّ امْرأة أتَتْ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ، فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيءٍ ، فَأمَرَهَا بأنْ تَرجِعَ ، قالت: فَإِن لم أجِدْكَ ؟ كأنها تقولُ : الموتَ - قال: « إِنْ لم تَجِدِيني فائتي أبا بَكرٍ».أخرجه البخاري، ومسلم ، والترمذي . وصححه الالباني
وبدون تعليق او شرح ، اضع هنا بعض النصوص التي تصور العلاقة بين علي بن ابي طالب رضي الله عنه مع اخوانه الخلفاء الذين سبقوه الى تلك المهام الجسام فؤاد الله بهم الفتن ونشر الاسلام في اسقاع الارض رضي الله عنهم اجمعين
1 - رووا ان رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم - قال إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر، وإن عثمان مني بمنزلة الفؤاد" ["عيون أخبار الرضا" ج1 ص303 ط طهران].
2 - وجاء في نهج البلاغة ان علي رضي الله عنه قال: وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق، والخليفة الفاروق، ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد، رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملا
3 - وروي عنه انه قال : (أما بعد لقـد بايعني الـقوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار إذا اجتمعوا على رجل فسموه إماماً كان ذلك لله رضا ، فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاة الله ما تولى ) .
4 - وورد ايضا في نهج البلاغة خطبة لعلى رضي الله عنه يمدح وثني على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفيها : ( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم ويقبضون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم ، إذا ذكر الله همرت أعينهم حتى ابتلت جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاءا للثواب )
1 – ابو بكر الصديق وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما
جاء في نهج البلاغة -- ان الإمام علي عليه السلام سُئل :لم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإماماً لهم؟ فأجاب عليه السلام بقوله: "إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، وإنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنّه، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي"
وجاء في بحار الانوار وغيره من المراجع الشيعية ان علي رضي الله عنه قال : لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر الا جلدته حد المفتري .
وجاء في البحار ونهج البلاغة ان علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان يقول وهو يذكر بيعته لأبي بكر، "فمشيت عنـد ذلك إلى أبـي بكر فبـايعته و نهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل و زهق و كانت كلمة الله هي العليا و لو كره الكافرون فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر و سدد و قارب و اقتصد فصحبته مناصحاً و أطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً"
ا - واضيف لطائف اخرى فقد روي عن جعفر الصادق رحمه الله انه قال : " ولدني ابو بكر مرتين " فابو بكر رضي الله عنه جدا لجعفر الصادق رحمه الله من جهة امه، وذلك أن أمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم.وهذا يقال له عمود الشرف
ب - وكانت ارملة ابوبكر، اسماء بنت عميس ، من زوجات على بعد وفات زوجته فاطمة رضي الله عنهم اجمعين
2 – عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما
ا - روي شيخهم المفيد في باب الحدود في اللواط من كتاب تهذيب الاحكام في شرح المقنعة فقال :
(193) 2 - ابوعلي الاشعري عن الحسن بن علي الكوفى عن العباس بن عامر عن سيف بن عميرة عن عبدالرحمان العزرمي قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: وجد رجل مع رجل في إمارة عمر فهرب أحدهما وأخذ الآخر فجئ به إلى عمر فقال الناس: ما ترون؟ قال: فقال هذا: اصنع كذا وقال هذا: اصنع كذا قال: فقال: ما تقول يا ابا الحسن؟ قال: فقال: اضرب عنقه فضرب عنقه قال: ثم اراد ان يحمله فقال عليه السلام: مه أنه قد بقي من حدوده شئ قال: اي شئ قد بقي؟ قال: ادع بحطب قال: فدعا عمر بحطب فأمر به امير المؤمنين عليه السلام فاحرق به.
2 - ومن نهج البلاغة ايضا لنستمع إلى الإمام " علي رضي الله عنه " وهو يتحدث عن الخليفة " عمر بن الخطاب رضي الله عنه "? لله بلاء عمر فقد قوَّم الأمد وداوى العمد خلف الفتنة وأقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاها بحقه، رحل وتركهم في طريق متشعبة لا يهتدي فيها الضالّ ولا يستيقن المهتدي
3 - وجاء في نهج البلاغة ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما عزم على المسير على راس الجيش لفتح فارس استشار الصحابة رضي الله عنهم فكانت مشورة علي بن ابي طالب رضي الله عنه هي الموفقة
فقد قال علي رضي الله عنه : ( إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة ، وهو دين الله تعالى الذي أظهره ، وجنده الذي أعده وأمده ، حتى بلغ مابلغ وطلع حيثما طلع ، ونحن على موعد من الله تعالى حيث قال عز اسمه { وعد الله الذين آمنوا } وتلى الآية ، والله تعالى منجز وعده وناصر جنده ، ومكان القيم بالأمر في الإسلام مكان النظام من الخرز فإن انقطع النظام تفرق الخرز ، ورب متفرق لم يجتمع ، والعرب اليوم وإن كانوا قليلاً فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالإجتماع ، فكن قطباً ، واستدر الرحى بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب ، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انقضت عليك من أطرافها وأقطارها ، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك . إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا : هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم ، فيكون ذلك أشد لكَلَبِهم عليك وطمعهم فيك . فأما ماذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإن الله سبحانه وتعالى هو أكره لمسيرهم منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره . وأما ماذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة.
3 – عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما
ارسل الصحابة رضي الله عنهم علي بن ابي طالب رضي الله عنهم الى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في نصيحة .... اقرا من نهج البلاغة ....
إِن الناس ورائي، وقد استسفروني بينك وبينهم، ووالله ما أدري ما أقول لك! ما أعرف شيئًا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه!
إنك لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، ولا خلونا بشيء فنبلّغكه، وقد رأيت كما رأينا، وسمعت كما سمعنا، وصحبت رسول الله ص كما صحبنا، وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بعمل الخير منك، وأنت أقرب إلى رسول الله ص وشيجة رحم منهما، وقد نلت من صهره ما لم ينالا، فالله الله في نفسك! فإنك والله ما تبصّر من عمى، ولا تعلّم من جهل، وإن الطرق لواضحة، وإن أعلام الدين لقائمة.
فاعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل، هُدي وهَدى، فأقام سنّة معلومة، وأمات بدعة مجهولة، وإن السنن لنيرة لها أعلام، وإن البدع لظاهرة لها أعلام، وإن شر الناس عند الله إمام جائر، ضَلّ وضُلّ به، فأمات سنة مأخوذة، وأحيا بدعة متروكة!
وإني سمعت رسول الله ص يقول: «يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر، فيلقى في نار جهنم، فيدور فيها كما تدور الرحى، ثم يرتبط في قعرها». وإني أنشدك الله أن تكون إمام هذه الأمة المقتول! فإنّه كان يقال: يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة، ويلبس أمورها عليها، ويبثّ الفتن فيها، فلا يبصرون الحق من الباطل، يموجون فيها موجًا، ويمرجون فيها مرجًا، فلا تكونن لمروان سيقة يسوقك حيث شاء بعد جلال السنّ، وتقضّي العمر».
فهل تقرا من هذه الروايات ان خلاف كان بين علي بن ابي طالب والخلفاء من قبله رضي الله عنهم ام مودة وتكاتف وتناصح؟!!
فيا شيعة هذه نصيحة لكم من علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول لكم فيها [ إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، و لكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، و أبلغ في العذر، و قلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا و دماءهم و أصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله و يرعوي عن الغي و العدوان من لهج به ].
وانا اقول لكم ما قد قالوه لكم من قبلي : اقرؤ كتبكم واياكم واصحاب المنابر