المجموعة الأولى
أدلة فساد قول الشيعة بالنص على الإمامة
وإثبات أن الإمامة منصب دنيوى بالشورى وليست منصب دينى بالتكليف
الدليل الأول
الرسول «ص» وعلى «ض» يؤكدان عدم وجود نصوص فى الإمامة
روى فى كتب الشيعة أن الرسول «ص» خاف على على «ض» من القتل يوم الخندق :
( دعا الرسول «ص» لعلى «ض» بالحفظ والسلامة يوم الخندق ، وقد برز علي إلى عمرو ، ورفع يديه إلى السماء بمحضر من أصحابه : "اللهم إنك أخذت مني حمزة يوم أحد ، وعبيدة يوم بدر ، فاحفظ اليوم علي علياً : "رب لا تذرنى فرداً وأنت خير الوارثين" ، ولذلك ضن به عن مبارزة عمرو حين دعا عمرو الناس إلى نفسه مراراً ، في كلها يحجمون ويقدم علي ، فيسأل الإذن له في البراز حتى قال له رسول الله «ص» : " إنه عمرو! " ، فقال : " وأنا علي " ، فأدناه وقبله وعممه بعمامته ، وخرج معه خطوات كالمودع له ، القلق لحاله ، المنتظر لما يكون منه ، ثم لم يزل «ص» رافعاً يديه إلى السماء ، مستقبلاً لها بوجهه ، والمسلمون صموت حوله ، كأنما على رؤوسهم الطير ، حتى ثــارت الغبرة ، وسمعوا التكبير من تحتها ، فعلموا أن علياً قتل عمرو ، فكبر رسول الله «ص» وكبر المسلمون ) ([1]) .
التعليق
إن هذا النص الذى روته الشيعة عن الرسول «ص» يدل على فساد ما ذكروه من نصوص فى الإمامة لأن الرسول «ص» كان يخشى على على «ض» من القتل يوم الخندق .
والسؤال الأن : أين نصوص الإمامة التى زعمتها الشيعة وذكرت فيها أسماء الأئمة بالترتيب , ونسبتها للرسول «ص» ؟
الإجابة : واحدة من اثنين لا ثالث لهما , وهما :
1 – أن الرسول «ص» لم يصدق الله ولم يثق فى وعده بإمامة على «ص» من بعده .
2 – لا توجد نصوص للإمامة كما زعمت الشيعة , وأن خوف الرسول «ص» على على «ض» كان لأن الإمامة منصب دنيوى وليست منصب إلهى بالنص والتكليف من الله كما زعموا .
والإجابة الصحيحة : هى الإجابة الثانية . لأن الإجابة الأولى مستحيلة فى حق المعصوم «ص» .
فلو قال قائل : إن الرسول «ص» قال هذا الكلام قبل أن يعرف بأمر الإمامة .
أرد عليه قائلاً : إن كلامك غير صحيح لأن الشيعة زعمت أن الرسول «ص» كان يعرف بأمر الإمامة قبل الهجرة , وزعموا أنه «ص» ذكر ذلك لأبى بكر فى الغار .
ومما يؤكد أيضاً على عدم وجود نصوص للإمامة , وأن الإمامة منصب دنيوى :
ما روته كتب الشيعة عن على «ض» أنه كان يخشى على الحسن والحسين من القتل فى معركة صفين :
• قال علي «ض» في معركة صفين ( فوالله ما منعني أن أمضي على بصيرتي إلا مخافة أن يقتل هذان - وأومأ بيده إلى الحسن والحسين- فينقطع نسل رسول الله وذريته من أمته ) ([2]) .
• قال على «ض» فى معركة صفين ( املكوا عني هذا الغلام لا يهدني ، فإنني أنفس بهذين - يعني الحسن والحسين عليهما السلام - على الموت لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله «ص» ) ([3]) .
• وفى وصية لعلى «ض» قال ( وإن حدث بحسن حدث وحسين حي فإنه إلى الحسين بن على ) ([4]) , وهذا يعنى أنه من المحتمل أن يموت الحسين قبل الحسن .
والسؤال الأن : كيف يقول على «ض» مثل هذا الكلام وهو من سمع من الرسول «ص» أحاديث ونصوص فى الإمامة تذكر كما روى عند الشيعة :
1 – أسماء الأئمة بالترتيب , وأن الحسن سيموت قبل الحسين ([5]) .
2 – قصة مقتل الحسين فى كربلاء .
الإجابة : لو فرضنا صحة نصوص الشيعة فى الإمامة مع المقولة السابقة .
فإن ذلك يؤدى إلى القول بأن على «ض» لا يصدق كلام الله ورسوله «ص» , ولكن هذا باطل وغير لائق فى حق على «ض» فبطل الفرض الذى أدى إلى ذلك .
والإجابة الصحيحة على السؤال السابق : هى عدم صحة النصوص التى أوردتها الشيعة فى مسألة الإمامة .
الإستنتاج
1 - فساد قول الشيعة بالنص على الإمامة .
2 - الإمامة منصب دنيوى بالشورى وليست منصب دينى بالتكليف .
3 – فساد عقيدة الإمامة الشيعية .
الدليل الثانى
أم سلمة تثبت عدم وجود نص فى الإمامة
روى فى كتب الشيعة ( إن النبي دفع إلى أم سلمة رضي الله عنها كتاباً ، فقال : من طلب هذا الكتاب منك ممن يقوم بعدي فادفعيه إليه ، ثم ذكرت قيام أبي بكر وعمر وعثمان وأنهم ما طلبوه ، ثم قالت : فلما بويع علي نزل عن المنبر ومرّ ، وقال لي : يا أم سلمة ، هاتي الكتاب الذي دفعه إليك رسول الله ، فقالت : أنت صاحبه ؟ فقال : نعم ، فدفعته إليه ، قيل : ما كان في الكتاب ؟ قالت : كل شيء دون قيام الساعة ) ([6]) .
التعليق
قبل أن أبدأ بالتعليق على هذا النص أريد أن أشير إلى أن الشيعة يعدّون أم سلمة من الموالين لآل البيت مؤيدين لإمامة علي «ض» لأنها كما يزعمون سمعت أدلة الإمامة من الرسول «ص» .
وتعليقاً على النص السابق أقول : إذا كان هناك نصوص فى الإمامة .. وأنها حددت على «ض» بعد الرسول «ص» ؟ لما كانت أم سلمة لِتنتظر أن يسألها أحد غير على «ض» عن الكتاب ؟ ولكنها انتظرت أن يسألها أبو بكر وعمر وعثمان ... إذن فلم يكن هناك نص فى الإمامة أصلاً .
فلو قال قائل : يوجد بالفعل نصوص فى إمامة على «ض» , ولكن أم سلمة انتظرت طلبهم للكتاب لكى ينكشف كذب من تولى غير على «ض» عندما لا يطلبوه .
أرد عليه قائلاً : بل أنت الذى انكشف كذبك وظلمك لأحباب وأصحاب رسول الله «ص» , وذلك لعدة أسباب منها :
1 – لو فرضنا صحة النص . فإنه ليس من الضرورى أن يطلبوا الكتاب , وتفسير ذلك أن هذا الكتاب قد يكون خاصية خص الرسول «ص» بها على «ض» كما اختص الكثير من المسلمين بخصائص عديدة ... كما اختص أبى بكر بالهجرة معه دون غيره ... والدليل على صحة كلامى هذا قوله ( من طلب هذا الكتاب منك مِمن يقوم بعدى ) فلو كان كلامك صحيح لما قال الرسول «ص» ( مِمن يقوم بعدى ) بل يقول ( مَن يقوم بعدى ) أو ( الذى يقوم بعدى ) .
2 – إن أم سلمة لم تسلم الكتاب لعلى «ض» بل عاملته كما تعاملت مع أبى بكر وعمر وعثمان حيث توقعت أنه صاحب الكتاب وانتظرت أن يطلبه منها كما فعلت مع مَن قبله ... والدليل على ذلك سؤالها لعلى «ض» ( أنت صاحبه ؟ ) .
وأخيراً أقول : ذكر الشيعة نصوص مكذوبة فى مسألة الإمامة , وزعموا أن أم سلمة سمعتها من الرسول «ص» .
ولو فرضنا صحة هذه النصوص , وأن أم سلمة فعلت ما أشرنا إليه سابقاً ... فإن هذا الفرض يؤدى إلى القول بأن أم سلمة لم تصدق كلام الرسول «ص» , ولكن هذا غير جائز فى حقها , وهى التى تعدها الشيعة من أنصار على «ض» .
ولو فرضنا أن أم سلمة لم تصدق الرسول «ص» فإن ذلك يؤدى إلى القول بخيانتها , ولكن ذلك غير صحيح لأنها لو كانت خائنة لما استأمنها الرسول «ص» على هذا الكتاب الهام الذى يحتوى على كل شئ حتى قيام الساعة . وبذلك بطل الفرض الذى يقول بوجود نصوص على عقيدة الإمامة الشيعية .
الإستنتاج
1 - فساد قول الشيعة بالنص على الإمامة .
2 - الإمامة منصب دنيوى بالشورى وليست منصب دينى بالتكليف .
3 – فساد عقيدة الإمامة الشيعية .
الدليل الثالث
على بن أبى طالب «ض» يثبت أن الإمامة منصب دنيوى يمكن لأى أحد تقلده وليست مقصورة على الأئمة الإثنا عشر
روى فى كتب الشيعة أن على بن أبى طالب «ض» كان كارهاً للإمامة , وكان يرغب فى مبايعة غيره :
• قال علي «ض» ( والله ما كانت لى فى الخلافة رغبة ولا فى الولاية إربة ولكنكم دعوتمونى إليها وحملتمونى عليها ) ([7]) .
• قال علي «ض» ( لا حاجة لي في أمركم أنا بمن اخترتم راض ) ([8]) .
• قال علي «ض» ( دعونى والتمسوا غيرى . . . وأنا لكم وزيراً خير لكم منى أميراً ) ([9]) .
• قال علي «ض» ( وبسطتم يدى فكففتها ومددتموها فقبضتها ثم تداككتم على تداك الإبل الهيم على حياضها يوم وردها ) ([10]) .
• قال علي «ض» ( أنى لم أرد الناس حتى أرادونى ولم أبايعهم حتى بايعونى ) ([11]) .
• قال علي «ض» ( فأقبلتم إلىَّ إقبال العوذ المطافيل على أولادها تقولون البيعة البيعة قبضت كفى فبسطتموها ونازعتكم يدى فجاذبتموها ) ([12]) .
• قال علي «ض» ( أتيتموني لتبايعوني ، لا حاجة لي في ذلك ... فبايعتموني وأنا غير مسرور بذلك ولا جزل ) ([13]) .
التعليق
لو كانت الإمامة منصب دينى بالنص من الله ورسوله «ص» لكانت مثل النبوة والصلاة والصيام وغيرها من الأمور الدينية المنصوص عليها من الله ورسوله «ص» .
ولو فرضنا صحة النصوص الواردة فى الإمامة لأدى ذلك إلى القول بأن علي «ض» يكره كلام الله ورسوله «ص» أى أنه يكره القرآن والسنة ويتقاعس عن تنفيذ أمر الله ورسوله , ووقوعه تحت قول الله ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) , ولكن ذلك باطل فى حق الإمام على «ض» فبطل ما أدى إلى ذلك من الفرض بصحة نصوص الإمامة .
فلو قال قائل : أن هذا الكلام كان منه على سبيل التقية .
أرد عليه قائلاً : إن كلامك غير صحيح , وذلك لعدة أسباب منها :
1 – لأن علي «ض» قال هذا الكلام بعد توليه الخلافة بالفعل وإجماع الناس وإصرارهم عليه .
2- قال على «ض» مثل هذا الكلام وهو منفرد بخاصته , فهل يستخدم على «ض» التقية مع أصحابه وخاصته !
3- لما انفرد على «ض» بعبد الله بن العباس قال له أن نعله أحب إليه من الخلافة , حيث قال ابن عباس «ض» ( دخلت على أمير المؤمنين «ع» بذى قار وهو يخصف نعله فقال لى ما قيمة هذا النعل فقلت لا قيمة له فقال «ع» والله لهى أحب إلى من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً ) ([14]) .
هل يستخدم على «ض» التقية مع ابن عمه عبد الله بن العباس «ض» ؟ لا .
وهل يجوز أن يقول الرسول «ص» مثل هذا الكلام عن النبوة والرسالة ؟ لا .
ما كان على «ض» ليقول ما قاله إلا لمعرفته أن الإمامة منصب دنيوى , وليست منصب دينى كما زعمت الشيعة , وأكد على «ض» ذلك فى نهج البلاغة حين قال ( ولايتكم ، التي إنما هي متاع أيام قلائل ، يزول منها ما كان كما يزول السراب ، أوكما يتقشع السحاب ) ([15]) .
فلو قال قائل : إن على «ض» عندما قال ( أني كنت كارهاً للولاية ) كان قاصداً بذلك ولاية الحكم وليس ولاية الإمامة .
أرد عليه قائلاً : لو فرضنا صحة كلامك فلماذا قاتل من أجلها , وقاتل الحسين بعده ؟
يرد قائلاً : إنهم «ض» أرادوها وقاتلوا من أجلها لأن ولاية الحكم تعين على تنفيذ ولاية الإمامة , وليتمكنوا من نشر ونصرة الدين الصحيح .
أرد عليه قائلاً : إن كلامك هذا يعنى أن على «ض» لما كره إمامة الحكم , والحسن «ض» لما تنازل لمعاوية فهما بذلك قد كرها نصرة الدين وتخاذلا عنها .
يرد قائلاً : إن الحسن لم يقاتل لعدم توافر القوة الكافية لديه .
أرد عليه قائلاً : إن كلامك غير صحيح لأن الحسين «ض» قاتل بـ 20 ألف مقاتل , والحسن «ض» لم يقاتل , وتنازل لمعاوية وكان معه 40 ألف مقاتل ؟ فهل تخاذل الحسن «ض» عن نصرة الدين !
والقول الصحيح هنا : عدم صحة النصوص الخاصة بالإمامة عند الشيعة , وأنها مدسوسة وملفقة على الله ورسوله «ص» , وعلى علي «ض» .
والسؤال الأهم الأن
السؤال : لماذا كره على «ض» الإمامة ؟
الإجابة : أترك على «ض» ليجيب بنفسه على هذا السؤال فيقول «ض» ( أني كنت كارهاً للولاية على أمة محمد حتى اجتمع رأيكم على ذلك؛ لأنى سمعت رسول الله يقول : أيما والٍ ولي الأمر من بعدي أقيم على حد الصراط ونشرت الملائكة صحيفته ، فإن كان عادلاً أنجاه الله بعدله ، وإن كان جائراً انتقض به الصراط حتى تتزايل مفاصله ، ثم يهوي إلى النار فيكون أول ما يتقيها به أنفه وحر وجهه ، ولكن لما اجتمع رأيكم لم يسعني ترككم ) ([16]) .
ولتفصيل هذه الإجابه انظر إلى هذا الحوار :
السائل : يا ابن عم رسول الله «ص» ؟ لماذا كرهت الإمامة ؟
«ض» : لأنها أمانة وحمل ثقيل , وأخاف أن أكون إمام ظالم وأنال العقاب الذى سمعته من الرسول «ص» (لأني سمعت رسول الله يقول : أيما والٍ ولي الأمر ... )
السائل : ولماذا قبلتها يا ابن عم رسول الله «ص» ؟
«ض» : قبلتها لسببين :- الأول : أن الناس اجتمعوا علىّ فقلت لهم (لما اجتمع رأيكم لم يسعني ترككم ) . , والثانى : أنى خفت أن يتولاها من لا يقدر عليها ولا يعمل فيها بأمر الله فقلت ( فلما رأيت ذلك منكم رويت في أمري وأمركم ، وقلت : إن أنا لم أجبهم إلى القيام بأمرهم لم يصيبوا أحداً يقوم فيهم مقامي ويعدل فيهم عدلي ) ([17]) .
السائل : يا ابن عم رسول الله «ص» إن عندى بعض الحيرة !! لماذا طلبت الإمامة بعد الرسول «ص» ثم كرهتها ثم بعد ذلك قبلتها وتوليتها وأنت كاره لها ؟
«ض» : كنت أظن أن من سيتولاها بعد الرسول «ص» لن يقوى على تحملها وقلت ( أيها الناس إنَّ أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله فيه فإن شغب شاغب استُعتِب فإن أبى قُوتِل ) ([18]) , ولكن لما تولاها أبو بكر عدل وصان الأمانة ولم يكن شاغب فلم أستعتبه ولم أقاتله ولكن كنت له وزير وقاضى وناصح أمين , ولما تولاها عمر توسمت فيه الخير فكان ما توقعته حيث عدل عمر وصان الامانة وكنت له ناصحاً أمين لما استشارنى فى خروجه بنفسه لملاقاة الروم والفرس فرفضت وقلت له ( .. كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين ) ([19]). لذلك قلت لعثمان بن عفان لما تولى ( وما ابن قحافة ( أبو بكر ) ولا ابن الخطاب ( عمر ) بأولى بعمل الحق منك ) ([20]) , وقلت له ( اعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هُدِىَ وَهَدَى ) ([21]).
فلو قال قائل : إن كلامك بأن على «ض» كره الإمامة خوفاً من الظلم كلام غير صحيح . لأن كلمة الظلم هنا لا تعنى معناها الحقيقى بل لها معنى مجازى وهو فعل التولى من غير الإئمة الإثنى عشر حتى ولو كن المتولى عادلاً ومقيم لحدود الله .
أرد عليه قائلاً : إن كلمة الظلم هنا تعنى معناها الحقيقى وليس فيها أى مجاز , ومما يؤكد ذلك :
أن على «ض» أقر ذلك فى كتابه إلى أهل الكوفة حيث قال : ( أما بعد فإنى خرجت من حيِّى هذا إمَّا ظالماً وإمَّا مظلوماً وإمَّا باغياً وإمَّا مبغياً عليه وإنى أُذَكِّر الله من بلغه كتابى هذا لما نفر إلىَّ فإن كنت محسناً أعاننى وإن كنت مسيئاً استعتبنى ) ([22]) .
الإستنتاج
1 - فساد قول الشيعة بالنص على الإمامة .
2 - الإمامة منصب دنيوى بالشورى وليست منصب دينى بالتكليف .
3 – فساد عقيدة الإمامة الشيعية .
الدليل الرابع
هل نسى على «ض» وفقد حجته ؟
روى فى كتب الشيعة أن على «ض» عندما كان يحاجج الناس فى ولايته كان يقول :
• ( ونحن الأعلون نسباً والأشدون بالرسول «ص» نوطاً فإنها كانت أثرةً شحت عليها نُفوس وسخت عنها نُفوس آخرين ) ([23])
• ( توليا الأمر دوننا ونحن آل الرسول وأحق بالأمر فغفرنا ذلك لهما ) ([24]) .
• ( تعلمون بأنا أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم ) ([25]) .
• قال على «ض» فى وقت الشورى ( لم يُسرع أحد قبلى إلى دعوة حق وصلة رحم وعائدة كرم فاسمعوا قولى ) ([26]) .
• قال على «ض» بعد سماعه أنباء السقيفة ( فهلَّا احتججتم عليهم بأن رسول الله «ص» وصَّى بأن يحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم , قالوا وما فى هذا من الحجة عليهم فقال «ع» لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصية بهم , ثم قال «ع» فماذا قالت قريش ؟ قالوا احتجت بأنها شجرة الرسول «ص» فقال «ع» احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ) ([27]) .
التعليق
لو أنك استخرجت من كتب الشيعة كل النصوص المشابهة لهذه النماذج لرأيت من أول وهله أن على «ض» لما حاجج الناس فى ولايته للخلافة كان يحتج بالنسب والقرابة من رسول الله «ص» , ولم يذكر معجزات أو نصوص أو أوامر صريحة .
وهذا يدل على أن على بن أبى طالب «ض» كان يرى أن حق آل البيت فى الخلافة ليس حق مفروض بنص إلهى , ولكن أولويتهم بحكم قرابتهم من الرسول «ص» .
فلو قال قائل : إنه «ض» احتج فى مرة أو مرتين بنصوص ذكرها الرسول «ص» فى فضله , وفضل آل بيته .
أرد عليه قائلاً : إن النصوص التى ذكرها فى المرة أوالمرتين كانت فى فضله فى الإسلام وقربه ونسبه , ولو أنك أمعنت النظر فى كتب الحديث الشيعية لوجدت كثير من أمثال هذه النصوص قد ذكرت فى حق الكثير من الصحابة .
ولو فرضنا صحة كلامك . وأن هذه النصوص تدل على الإمامة الشيعية . فلماذا ذكرها مرة أومرتين فقط ؟
ولو فرضنا صحة كلامك . فلماذا لم يؤيده الله بالمعجزات والأدلة القاطعة كما أيد طالوت . على الرغم من أن ولاية طالوت كانت ولاية حكم وحرب ولم تكن ولاية إلهية كما زعمتم فى ولايتكم ؟
ولو فرضنا صحة كلامك . فما كان لعلى «ض» أن يقول ( أنا أحق ) , ولكن كان يجب أن يقول ( أنا الإمام ) أو ( أنا صاحب الأمر ) , وهل لو أتى أحد يدعى النبوة للرسول «ص» وقال له ( أنا نبى ) ؟ فهل يقول له الرسول ( أنا أحق بالنبوة منك ) أم يقول له ( أنا النبى لا كذب أنا بن عبد المطلب ) ؟
لو فرضنا صحة كلامك . لما كان لعلى «ض» أن يغفر لمن خالف هذه النصوص وتعديه على حدود الله بقوله ( توليا الأمر دوننا ونحن آل الرسول وأحق بالأمر فغفرنا ذلك لهما ) ([28]) , ومن يغفر لهم كأنه غفر لشخص ترك الصلاة والصيام وهو جاحد لهما منكر لنصوص القرآن والسنة فيهما .
ولكن التقصير والتهاون فى أوامر الله وحدوده غير لائق فى حق علي «ض» فبطل ما أدى إلى هذا الباطل وهو الفرض بصحة نصوص الإمامة عند الشيعة .
ولو قال قائل : أن على «ض» قال هذا الكلام على سبيل التقية .
أرد عليه قائلاً : إن علي «ض» قال مثل هذا الكلام حينما تولى الخلافة بالفعل واجتمع الناس عليه ... فأين التقية ؟
ولو قال : إنه «ض» قال ذلك حتى لا يتفرق عنه الناس .
أقول له : إن كلامك غير صحيح , وذلك من وجهين :
1 – فى كثير من المواضع لم يكن هناك داع لهذا الكلام لأنه «ض» قال هذا الكلام من تلقاء نفسه ولم يسأل فيه .
2 – أنه «ض» كان يقول مثل هذا الكلام لخاصته وشيعته عندما يخلوا بهم .
ومما يؤكد صحة كلامى :
• قال على «ض» لعثمان بن عفان ( وما ابن قحافة ( أبو بكر ) ولا ابن الخطاب ( عمر ) بأولى بعمل الحق منك وأنت أقرب إلى أبى رسول الله «ص» وشيجة رحمٍ منهما وقد نلت من صهره ما لم ينالا ) ([29]) .
فلو كان هناك نصوص على إمامة على «ض» وتولاها أبو بكر وعمر ؟ لَمَاَ قال عنهم على «ض» أنهما كانا على حق , وانهما ما عملا إلا بالحق .
ومما يؤكد على أن على «ض» كان يرى أن أحقيته فى الخلافة بسبب قرابته من الرسول «ص» , وليس بسبب ما زعمته الشيعة من نصوص وتكليف :
• أن على «ض» بعد معركة صفين كتب وصيته للحسن والحسين للعمل فى ماله , وقال فيها ( ... وإنى إنما جعلت القيام بذلك إلى ابنى فاطمة ابتغاء وجه الله وقُربةً إلى رسول الله «ص» وتكريماً لحرمته وتشريفاً لوصلته ) ([30]) .
فلو قال قائل : إن هذه الوصية كانت فى المال .
أرد عليه قائلاً : إن الشيعة تزعم أن الإمام يوصى الإمام التالى له بماله وسلاحه وعلمه .
الإستنتاج
1 - فساد قول الشيعة بالنص على الإمامة .
2 - الإمامة منصب دنيوى بالشورى وليست منصب دينى بالتكليف .
3 – فساد عقيدة الإمامة الشيعية .
الدليل الخامس
على «ض» يثبت أن الإمامة بالشورى والإجماع وليس بالنص والتكليف
روى فى كتب الشيعة أن على «ض» لما تولى الخلافة قال ( أيها الناس إنَّ أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله فيه فإن شغب شاغب استُعتِب فإن أبى قُوتِل ولعمرى لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما إلى ذلك سبيل ولكن يحكمون على من غاب عنها ثم ليس للشاهد أن يرجع ولا للغائب أن يختار ) ([31]) .
التعليق
فى هذا النص يثبت على «ض» أن الإمامة منصب دنيوى بالشورى والإجماع , وليست منصب إلهى بالنص والتكليف من الله كما زعمت الشيعة , ويتجلى ذلك فى النص السابق فيما يلى :
قوله «ض» ( أحق الناس بهذا الأمر ) : حيث وضع على «ض» شروط للإمام , ولم يذكر فيها النص ولا التكليف ولا الوصية ولا أشياء أخرى مما زعمتها ا الشيعة فى أمر الإمامة , ولم يحصرها فى إثنى عشر رجل كما زعمت الشيعة .
قوله «ض» ( أهلها يحكمون ) : قال ذلك بعد أن أشار إلى أمر البيعة والإجماع , والمقصود بأهلها أى أهل البيعة والإجماع .
قوله «ض» ( الإمامة لا تنعقد حتى . . . ) : يسكت كلام أى قائل من الشيعة , لأن الإنعقاد وعدمه يتناقضان مع قول الشيعة فى الإمامة كما يتناقضان مع النبوة , فكما لا يجوز أن يقال ( لا تنعقد النبوة حتى . . . ) كذلك لا يجوز أن يقال ( لا تنعقد الإمامة الشيعية حتى . . . ) , ولكن على «ض» قالها بالفعل فى أوثق كتب الشيعة وأصحها عندهم ( نهج البلاغة ) .
ولكن على الرغم من ذلك تكلم القائل وقال : إن على «ض» قال هذا الكلام على سبيل التقية .
أرد عليه قائلاً : ممن يتقى على «ض» ؟ وممن يخاف وهو يقول هذا الكلام من على منبره فى الكوفة وهو الخليفة ؟ وأين التقية وهو لم يسأل عن هذا بل قاله من تلقاء نفسه ؟
ومما يؤكد ان هذا الكلام لم يكن تقية أو أى شئ آخر مما تزعمه الشيعة : إنه «ض» لم يقل بالشورى والإجماع فقط , ولكنه قنّنَ الخلافة ووضع لها قواعد وشروط ومحظورات .
ومن الشروط التى وضعها للخلافة ... ألا يكون من طلقاء يوم فتح مكة ... حيث قال لمعاوية ( وأعلم أنك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ولا تعرض فيهم الشورى ) ([32]) .
الإستنتاج
1 - فساد قول الشيعة بالنص على الإمامة .
2 - الإمامة منصب دنيوى بالشورى وليست منصب دينى بالتكليف .
3 – فساد عقيدة الإمامة الشيعية .
] شرح إحقاق الحق جـ 20 صـ 262
[2] الخصال صـ 380 ، الاختصاص صـ 179 ، بحار الأنوار جـ 33 صـ 319
[3] نهج البلاغة جـ 2 صـ 186
[4] نهج البلاغة جـ 3 صـ 22 , الكافى جـ 7 صـ 50
[5] روى فى كتب الشيعة أن رسول الله «ص» قال ( أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي علي بن أبي طالب «ع» أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين «ع» أولى بالمؤمنين من أنفسهم. فإذا استشهد فابني علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وستدركه يا علي، ثم ابني محمد بن علي الباقر أولى بالمؤمنين من أنفسهم. وستدركه يا عبد الله، وتكمله اثني عشر إماماً تسعة من ولد الحسين ) ( الكافي جـ 1 صـ 529 ) .
[6] بحار الأنوار جـ 40 صـ 152 ، مناقب آل أبى طالب جـ 1 صـ 317
[7] نهج البلاغة جـ 2 صـ 184
[8] بحار الأنوار جـ 32 صـ 31
[9] نهج البلاغة جـ 1 صـ 181
[10] نهج البلاغة جـ 2 صـ 222
[11] نهج البلاغة جـ 3 صـ 111
[12] نهج البلاغة جـ 2 صـ 20
[13] بحار الأنوار جـ 32 صـ 63
[14] نهج البلاغة جـ 1 صـ 80
[15] نهج البلاغة جـ 3 صـ 118
[16] بحار الأنوار جـ 32 صـ 17
[17] الإرشاد جـ 1 صـ 260 ، بحار الأنوار جـ 32 صـ 387
[18] نهج البلاغة جـ 2 صـ 86
[19] نهج البلاغة جـ 2 صـ 18 - 19
[20] نهج البلاغة جـ 2 صـ 68
[21] نهج البلاغة جـ 2 صـ 69
[22] نهج البلاغة جـ 3 صـ 114
[23] نهج البلاغة جـ 2 صـ 63
[24] بحار الأنوار جـ 32 صـ 456
[25] الاحتجاج جـ 1 صـ 96 , بحار الأنوار جـ 28 صـ 186
[26] نهج البلاغة جـ 2 صـ 22
[27] نهج البلاغة جـ 1 صـ 116
[28] بحار الأنوار جـ 32 صـ 456
[29] نهج البلاغة جـ 2 صـ 68
[30] نهج البلاغة جـ 3 صـ 22
[31] نهج البلاغة جـ 2 صـ 86
[32] أعيان الشيعة جـ 1 صـ 467 , بحار الأنوار جـ 32 صـ 368