ذكر الطبري في تاريخه : ج 3 / ص 530، باب خبر وقعة الجمل من رواية أخرى، ما نصّه :
"حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا أبو ليلى عن أبي عكاشة الهمداني عن رفاعة البجلي عن أبي البختري الطائي قال : أطافت ضبة والأزد بعائشة يوم الجمل وإذا رجال من الأزد يأخذون بعر الجمل فيفتونه ويشمونه ويقولون بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك." ا.هـ
وأيضاً
# وذكر ابن الأثير في تاريخه : ج 3 / ص 247، باب ذكر مسير علي إلى البصرة والوقعة، ما نصّه :
" فكان الأزد يأخذون بعر الجمل يشمونه ويقولون : بعر جمل أمّنا ريحه ريح المسك . . ." ا.هـ
------------
وهذه بعض ملامح المعركة تسلّط الضوء على جريمة عائشة في حربها مع إمام زمانها، وكيف تعامل أمير المؤمنين عليه السّلام معها ومع جيشها الملعون :
". . . وأطافت بنو ضبة بالجمل، وكانت تحمل الراية ، فقتل منهم ألفان، وحفت به الأزد، فقتل منهم ألفان وسبعمائة.
وكان لا يأخذ خطام الجمل أحد إلا سالت نفسه، فقتل طلحة بن عبيد الله في المعركة، رماه مروان بن الحكم بسهم فصرعه، وقال : لا أطلب والله بعد اليوم بثأرعثمان، وأنا قتلته، فقال طلحة لما سقط : تالله ما رأيت كاليوم، قط، شيخا من قريش أضيع مني !
إني والله ما وقفت موقفا قط إلا عرفت موضع قدمي فيه، إلا هذا الموقف. وقال علي بن أبي طالب للزبير : يا أبا عبد الله، ادن إلي أذكرك كلاما سمعته أنا وأنت من رسول الله ! فقال الزبير لعلي : لي الأمان ؟ قال علي : عليك الأمان، فبرز إليه فذكره الكلام ، فقال : اللهم إني ما ذكرت هذا إلا هذه الساعة، وثنى عنان فرسه لينصرف، فقال له عبد الله : إلى أين ؟ قال : ذكرني علي كلاما قاله رسول الله . قال : كلا، ولكنك رأيت سيوف بني هاشم حدادا تحملها شداد.
قال : ويلك ! ومثلي يعير بالجبن ؟ هلم إلي الرمح. وأخذ الرمح وحمل على أصحاب علي، فقال علي : أفرجوا للشيخ، انه محرج، فشق الميمنة والمسيرة والقلب ثم رجع فقال لابنه : لا أم لك ! أيفعل هذا جبان ؟ وانصرف، فاجتاز بالأحنف بن قيس، فقال : ما رأيت مثل هذا، أتى بحرمة رسول الله يسوقها، فهتك عنها حجاب رسول الله، وستر حرمته في بيته، ثم أسلمها وانصرف. ألا رجل يأخذ لله منه ! فاتبعه عمرو بن جرموز التميمي، فقتله بموضع يقال له وادي السباع، وكانت الحرب أربع ساعات من النهار، فروى بعضهم أنه قتل في ذلك اليوم نيف وثلاثون ألفا.
ثم نادى منادي علي : ألا لا يجهز على جريح، ولا يتبع مول، ولا يطعن في وجه مدبر، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن. ثم آمن الأسود والأحمر، ووجه ابن عباس إلى عائشة يأمرها بالرجوع، فلما دخل عليها ابن عباس قالت : أخطأت السنة يا ابن عباس مرتين، دخلت بيتي بغير إذني، وجلست على متاعي بغير أمري.
قال : نحن علمنا إياك السنة ، إن هذا ليس ببيتك ، بيتك الذي خلفك رسول الله به ، وأمرك القرآن أن تقري فيه . وجرى بينهما كلام موضعه في غير هذا من الكتاب. وأتاها علي، وهي في دار عبد الله بن خلف الخزاعي وابنه المعروف بطلحة الطلحات، فقال : إيها يا حميراء ! ألم تنتهي عن هذا المسير ؟ فقالت : يا ابن أبي طالب ! قدرت فأسجح ! فقال : اخرجي إلى المدينة، وارجعي إلى بيتك الذي أمرك رسول الله أن تقري فيه. قالت : أفعل. فوجه معها سبعين امرأة من عبد القيس في ثياب الرجال، حتى وافوا بها المدينة . . ."
اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2 / ص 182 - 183، باب خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
صلّى الله عليك يا أمير المؤمنين ولعنة الله على أعدائك
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعدائهم ،،،