بسم الله الرحمن الرحيم
زينب الكبرى قائدة الاعلام الحسيني
ان ثورة الامام الحسين حدث تاريخي واسلامي ضخم فيه الكثير من المفاهيم والابعاد التي يمكن ان ترفد مسيرة الاسلام ,واضحت هذه الثوره الخالده تشكل محطه مهمه في حركة التاريخ الاسلامي ورصيد مميز للفكر الاسلامي الاصلاحي الواعي ...
فلقد استطاع الامام الحسين (ع) بحنكته وصلابته القياديه ان يكسر حاجز الخوف والاستكانه الذي انتاب الامه ابان الحكم الاموي وليبدد امال وتطلعات الحكام الامويين في الاستهانة بالامه ورسالتها ، ولتكشف عن المخطط الخبيث لابعاد المسيرة الاسلاميه عن مسارها الصحيح ...
ويعتبر الجانب الاعلامي الذي كان من افرازات الثوره الحسينيه المباركه ومكملا لها .
لقد بذل الامام (ع) جهدا كبيرا ووضع منهاجا اعلاميا متكامل لتبليغ اهداف الثوره ولانجاح مشروعها الكبير ...
ان الخطاب السياسي والاعلامي الذي كان يتبعه الامام الحسين (ع) يهدف لاعداد الامه حتى تكون على استعداد للنهوض من الواقع المخزي والرفض لبيعة يزيد .
كان لعائلة الحسين مهمه رساليه تقوم بادائها بعد مصرعه للتعريف باهداف الثوره
ومنطلقاتها الرساليه رغم بشاعة الجريمه وهول المصيبه التي المت باهل البيت (ع)
ولقد استطاعت زينب الزهراء ان تنهض بالمسؤوليه الكبرى الملقاة على عاتقها بان توصل صوت الامام الحسين الى اسماع المسلمين لتحريك الضمائر والنفوس الميتة ، ولالهاب المشاعر التي استحوذ عليها الشيطان لعلها بذلك تهيء الامه لتثور على كل من قاتل الامام الحسين ووقف امام غايته النبيله في عودة الامه الى ان تمارس دورها وتفكر برسالتها واهدافها النابعة من الاسلام .
لقد افاقت الكوفة صبيحة الحادي عشر من المحرم على وقع الطبول وانباء عن وصول الركب الحسيني اليها .. وهنا رات زينب علي انه لابد من تسجيل موقف حاسم وصارخ امام هذه الجموع التي خذلت الحسين بعدما استدعته لقيادتها..
زينب الكبرى كانت تنظر الى القضيه من منظور رسالي وهذا يحتاج الى الصبر والى عض على الجراح حتى يظهر الحق ،وكانت على مستوى من الوعي والمسؤوليه والنضوج لمواجهة هكذا محنه قاسيه تمر بها . فقد اخذت تكلم القوم بكل شجاعة فائقه وقوه رساليه لتبعث فيهم روح الحماس وتضاعف من شدة الحزن في نفوس ومشاعر المسلمين ،حيث اخذت توبخهم وتتوعدهم بالويل والثبور يوم القيامه (فتعسا وبعدا لكم وسحقا ،فلقد خاب السعي وتبت الايدي وخسرت الصفقه ...)
واخذ الرعب والخوف يدب في نفوس اهل الكوفه ،فكان هذا الخطاب ايذانا باكمال الثوره وابراز ممظلومية الامام (ع) وفضح مخطط بني اميه ....
وظلت زينب كربلاء تتحول من موقع الى اخر للتعريف بالثوره ، فبعد ان احدثت ضجه اعلاميه صاخبه في الكوفه من خلال خطابها الرسالي الواعي وما تركته مناثار واضحه في نفوس الكوفيين الذين تحيروا من سلوكهم واخذوا يراجعون حساباتهم ، وبعد ان تركت الوضع السياسي في الكوفة اخذا بالانهيار والثورة على ابن زياد كانت الشام الوقع الثاني الذي تبحث عنه زينب العظيمه (الشام البلد المحجوب عنه الحقيقه والبعيد عن سير الاحداث )
فلا بد من خطاب اعلامي يكشف الحقيقه ويزيل حجب التمويه...
كانت الشام تحتفل بالنصر على الحسين وقتله ...فكان الموقف بحاجة الى وقفة رائعة لابطال تلك الدعايات المضلله ،وتحويل الافراح الى احزان والام ....وهذا مافعلته زينب علي من خلال الحوارالاعلامي والتحدي البطولي الشجاع ،فكانت فرصة الشامي خير سبيل للمواجهه حيث طلب من الخليفة ان يهب له جاريه مادام هؤلاء اسرى .... انتضر الناس جواب يزيد لهذا لرجل ...وبينما هم كذلك واذا بصوت يصدع من جانب المجلس يقرع اذان الخليفه ((كذبت والله ولعنت ماذلك لك ولا له ))واكتفت بهذه الجمله الرائعة والادب الحسيني الهادف بمل تحد وقوه ... وبدا التساؤل من هذه المتكلمه ؟ ومن اين لها الجرأة على الامير، لم يكن بيد الخليفة من حيلة سوى المواجهه ، وقد بان الوهن الوهن والحيرة في نفسه لانها استهانت بمقامه ،فأراد ان يثأرلنفسه دون جدوى (( كذبت والله ،ان ذلك لي ولو شئت ان افعل لفعلت )) فقد كان جوابه مرتبكا ظن انه قد انتصر ع بذلك .
فردته الهاشميه بحجة دامغه بكل ادب وقوه ((لا والله ما جعل لك ذلك الا ان تخرج ملتنا وتدين بغير ديننا ))
استولى على يزيد التخبط والذهول فلا يدري مذا يصنع ،لان هذه المراه اخذت تطرح مفاهيم رساليه واضحه ..وقد اسدل الستار على هذه المواجهه بخروج يزيد منها خائبا لان الحقيقه انكشفت واضحت جليةللجمهور الحاضر ورفعت الغشاوة عن الحق .
وبهذه المواجهه ثبتت زينب المجاهده مفاهيم الثوره الحسينيه لتسجل انتصارا اخر في موقع اخر من المواجهه ،لتلقي سليلة النبوه خطبتها في مجلس يزيد ازاحت الغبار عن زيف يزيد وسلوكه الفاسد .....
وهكذا ادت الحواراء الهاشميه دورا رئيسيا في مجريات الاحداث فظلت اثارها الرساليه ملموسة في سير احداث الثوره بعد المصرع ولولا وقوف العظيمة تلك الوقفات الشجاعة والمشرفه في الكوفه والشام، لا ستطاع الامويين ان يخفوا الكثير من الحقائق عن اسما ع المسلمين ،ولطمست معالم ثورة امامها الحسين (ع) ومبادئها وقيمها الرساليه الرائده ....وهكذا احدثت البطله شرخا عميقا في جسم الحركه الامويه وعملت على كشفها وتوهينها امام اعين الناس ...فسلام عليك يا رسول الحسين الاتيه من كربلاء الشهادة والاباء ،ايتها السفيرة في البلدان حاملة معك ورود النصر من حدائق الشهادة الحمراء ...انظري الينا يا اخت الحسين العظيمه بنظرة عطف ورحمة ودعاء عند رب السماء...