مناقشة الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( 5 ب 3 ت 90 ز 2) حقوق النشر محفوظة
قد وجّه مناقشته الأستاذ محمد أبو زهرة حول هذا الحديث، وقال إنّ كتب السنة ذكرته بلفظ سنتي أوثق من الكتب التي رويته بلفظ عترتي، وبعد التسليم بصحة اللفظ نقول بأنه لا يقطع، بل لا يعين ما ذكروهم من الأئمة السنة المتفق عليهم عند الإمامية الفاطميين وهو لا يعين أولاد الحسين دون أولاد الحسن كما لا يعين واحدا من هؤلاء الترتيب وكما لا يدلّ على أنّ الإمامة تكون بالتوارث، بل لا يدل على إمامة السياسة وأنه أدل على إمامة الفقه والعلم[1].
ويرد عليه أولاً أنه ترتيب صحة سند حديث الثقلين من قبل صحيح مسلم وسنن الدارمي وخصائص النسائي وسنن أبي داوُد وابن ماجة ومسند أحمد ومستدرك الحاكم وذخائر الطبري وحلية الأولياء وكنز العمال بالإضافة إلى ما أصدرت دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في مصر رسالة أسمتها (حديث الثقلين ) وقد استقصت رسالة دار التقريب عشرات المؤلفين[2].
وثانيا: إذا استند أبو زهرة على حصول المعارضة بين حديث الثقلين وحديث سنتي من خلال مفهوم العدد فقد اتضح في محله عدم تمامية مفهوم العدد واللقب هذا مع أنّ الرجوع إلى المعارضة في فرض عدم إمكان الجمع بينهما، بينما يمكن الجمع بين سنتي وعترتي، وقد جمع ابن حجر في صواعقه فقال وفي رواية كتاب اللّه وسنتي وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب؛ لأنّ السنة مبنية له فانثنى عن ذكره عن ذكرها، والحاصل أنّ الحث وقع على التمسك بالكتاب وبالسنة وبالعلماء من أهل البيت ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة[3].
وثالثا: إن ما تعرض إليه الموطأ في قوله: وحدّثني عن مالك أنه بلغه أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب اللّه وسنة نبيه[4]، ولا يخفى أنّ هذه الرواية مرفوعة فلا تصلح للمعارضة بالإضافة إلى أنها من الآحاد التي لا يمكن أن تعارض تلك الروايات المتظافرة بل المتواترة مضمونا بالإضافة إلى أنهم سفن النجاة[5]، وباب حطة[6].
ورابعا: إنّ القول بسنتي يلزمه خلاف البلاغة إذ كيف يمكن اثبات قوله بقوله وإنما الذي يناسب البلاغة إثبات قول شارح للسنة بما هو أوضح منها وإلاّ لاستلزم من ذلك الدور؛ لأنّ من قوله عليهالسلام في السنة إثبات ما يتوقف نفس السنة الأولى وهو من نوع توقف الشيء على نفسه، وهو من نوع الدور الصريح.
المصدر بحث رقم ( 161 ) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري
________________________________________
[1] . الامام الصادق، ص 199 .
[2] . رسالة التقريب، ص 5، مطبعة مخيمر، مصر .
[3] . الصواعق، ص 148 .
[4] . الموطأ، ج 2، ص 208، طبعة الثاني .
[5] . المراجعات، ص 23 .
[6] . المصدر نفسه .