تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: الذهبي.إمام الحديث عند الجمهور السبت أغسطس 18, 2012 6:36 pm | |
| كلام السيد الحكيم في كتابه(في رحاب العقيدة)ج3:
الذهبي 16 ـ ومثله(مثل ابن الجوزي) في التعصب - خصوصاً على أهل البيت (صلوات الله عليهم) وشيعتهم - الذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان، صاحب ميزان الاعتدال وسير أعلام النبلاء وغيرهما. فإنه على جلالته عند الجمهور، وتعظيمهم له، واحتجاجهم به، قد نبّه غيرُ واحد على تعصُّبه، وطعنوا فيه طعوناً شديدة تَمْنع مِن التعويل عليه في الجرح والتعديل. ـــــــــــــــــــــــ (1) الكامل في التاريخ 10: 276 في أحداث سنة سبع وتسعين وخمسمائة. (2) المختصر في أخبار البشر 3: 101 في أحداث سنة سبعة وتسعين وخمسمائة. (3) تذكرة الحفاظ 4: 1347 في ترجمة ابن الجوزي. (4) تدريب الراوي 1: 278. (5) طبقات الحفاظ: 480 ـ 481 في ترجمة ابن الجوزي. -[ 33 ]-
كلام السبكي في الذهبي قال تلميذه السبكي: "وكان شيخنا - والحقّ أحقّ ما قيل، والصدق أولى ما آثره ذو السبيل - شديدَ الميْل إلى آراء الحنابلة، كثير الإزراء بأهل السنة الذين إذا حضروا كان أبو الحسن الأشعري فيهم مقدم القافلة، فلذلك لا يُنْصِفُهم في التراجم ولا يصفهم بخير إلا وقد أُرْغِم منه أنْف الراغم. صنف التاريخ الكبير، وما أحسنه، لولا تعصّبٌ فيه..." (1). وقال أيضاً: "وهذا شيخنا الذهبي (رحمه الله) مِن هذا القبيل له علم وديانة، وعنده على أهل السنة تحمُّل مفرط، فلا يجوز أن يُعتمَد عليه. ونقلتُ مِن خطّ الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي (رحمه الله) ما نصه: الشيخ الحافظ شمس الدين الذهبي. لا أشك في دينه وورعه، وتحريه فيما يقوله الناس. ولكنه غلب عليه مذهب الإثبات، ومنافرة التأويل، والغفلة عن التنزيه، حتى أثر ذلك في طبعه انحرافاً شديداً عن أهل التنزيه، وميلاً قويّاً إلى أهل الإثبات.فإذا ترجم واحداً منهم يطنب في وصفه بجميع ما قيل فيه مِن المحاسن، ويبالغ في وصفه، ويتغافل عن غلطاته، ويتأوّل له ما أمكن. وإذا ذكر أحداً مِن الطرف الآخر - كإمام الحرمين، والغزالي، ونحوهما - لا يبالغ في وصفه، ويكثر مِن قوْل مَن طعن فيه، ويعيد ذلك ويبديه، ويعتقده دينًا، وهو لا يشعر، ويعرض عن محاسنهم الطافحة، فلا يستوعبها. وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها. وكذلك فعله في أهل عصرنا إذا لم يقدر على أحد منهم بتصريح يقول في ترجمته: والله يصلحه، ونحو ذلك. وسببه المخالفة في العقائد. ـــــــــــــــــــــــ (1) طبقات الشافعية الكبرى 9: 103 ـ 104 في ترجمة محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز. -[ 34 ]- والحال في حقّ شيخنا الذهبي أزيد ممّا وصف، وهو شيخنا ومعلمنا، غير أنّ الحق أحقّ أن يُتبَع، وقد وصل مِن التعصب المفرط إلى حدٍّ يسخر منه. وأنا أخشى عليه يوم القيامة مِن غالب علماء المسلمين وأئمتهم الذين حملوا لنا الشريعة النبوية، فإنّ غالبهم أشاعرة، وهو إذا وقع بأشعريٍّ لا يبقي ولا يذر. والذي أعتقده أنهم خصماؤه يوم القيامة عند مَن لعل أدناهم عنده أوجه منه. فالله المسؤول أن يخفف عنه، وأن يلهمهم العفو عنه، وأن يشفعهم فيه. والذي أدركنا عليه المشايخَ النهْيَ عن النظر في كلامه، وعدم اعتبار قوْله. ولم يكن يَسْتَجْرِئ أنْ يُظهِر كتبه التاريخية إلا لِمَن يغلب على ظنه أنه لا ينقل عنه ما يُعاب عليه. وأما قول العلائي (رحمه الله): (دينه وورعه وتحريه فيما يقوله) فقد كنتُ أعتقد ذلك، وأقول عند هذه الأشياء إنه ربما اعتقدها دينًا. ومنها أمور أقطع بأنه يعرف بأنها كذب، وأقطع بأنه لا يختلقها، وأقطع بأنه يحب وضعها في كتبه لتنتشر، وأقطع بأنه يحب أن يعتقد سامعها صحتها، بُغْضاً للمتحدث فيه، وتنفيراً للناس عنه. مع قلة معرفته بمدلولات الألفاظ، ومع اعتقاده أنّ هذا مما يوجب نصر العقيدة التي يعتقدها هو حقًّا، ومع عدم ممارسته لعلوم الشريعة. غير أني لمّا أكثرتُ بعد موته النظر في كلامه عند الاحتياج إلى النظر فيه توقفتُ في تحرِّيه فيما يقوله. ولا أزيد على هذا غير الإحالة على كلامه. فلينظر كلامه مَن شاء، ثم يبصر هل الرجل مُتَحَرٍّ عند غضبه أو غير متحر؟ وأعني بغضبه وقت ترجمته لواحد من علماء المذاهب الثلاثة المشهورين من الحنفية والمالكية والشافعية، فإني أعتقد أنّ الرجل كان إذا مد القلم لترجمة أحدهم غضب غضباً مفرطًا، ثم قرطم الكلام ومزقه، وفعل من التعصب -[ 35 ]- مالا يخفى على ذي بصيرة. ثم هو مع ذلك غير خبير بمدلولات الألفاظ كما ينبغي، فربما ذكر لفظة مِن الذم لو عقل معناها لما نطق بها. ودائماً أتعجب مِن ذكره الإمام فخر الدين الرازي في كتاب الميزان في الضعفاء، وكذلك السيف الآمدي، وأقول: يالله العجب! هذان لا رواية لهما، ولا جَرَحهما أحدٌ، ولا سُمِع مِن أحدٍ أنه ضعَّفَهما فيما ينقلانه مِن علومهما، فأيّ مدخل لهما في هذا الكتاب؟! ثم إنا لم نسمع أحدًا يُسمي الإمام فخر الدين بالفخر، بل إما الإمام وإما ابن الخطيب، وإذا ترجم كان في المحمدين، فجعله(الذهبي) في حرف الفاء، وسماه الفخر. ثم حلف في آخر الكتاب أنه لم يتعمد فيه هوى نفسه. فأيّ هوى نفسٍ أعظم مِن هذا؟! فإمّا أن يكون ورّى في يمينه، أو استثنى غير الرواة، فيقال له: فلم ذكرت غيرهم. وإما أنْ يكون اعتقد أنّ هذا ليس هوى نفس. وإذا وصل إلى هذا الحد -والعياذ بالله - فهو مطبوع على قلبه" (1). وقال أيضاً: "وأما تاريخ شيخنا الذهبي غفر الله له، فإنه - على حسنه وجمعه - مشحون بالتعصب المفرط. لا واخذه الله. فلقد أكثر الوقيعة في أهل الدين، أعني: الفقراء الذين هم صفوة الخلق، واستطال بلسانه على كثير مِن أئمة الشافعيين والحنفيين، ومال فأفرط على الأشاعرة، ومدح فزاد في المجسِّمة. هذا وهو الحافظ المدره، والإمام المبجل، فما ظنك بعوام المؤرخين؟! فالرأيُ عندنا ألا يقبل مدح ولا ذم من المؤرخين، إلا بما اشترطه إمام الأئمة وحبر الأمة - وهو الشيخ الإمام الوالد (رحمه الله) - حيث قال - ونقلته من خطه في مجاميعه -: ولقد وقفتُ في تاريخ الذهبي (رحمه الله) على ترجمة الشيخ الموفق بن قدامة الحنبلي، والشيخ فخر الدين بن عساكر. وقد ـــــــــــــــــــــــ (1) طبقات الشافعية الكبرى 2: 13 ـ15، 22ـ 24 قاعدة في الجرح والتعديل: في ترجمة أحمد بن صالـح المصري. -[ 36 ]- أطال تلك وقصر هذه، وأتى بما لا يشكّ لبيبٌ أنه لم يَحْمِله على ذلك إلا أنّ هذا أشعري وذاك حنبلي. وسيقفون بين يدي رب العالمين" (1). وهناك كلمات أخر للسبكي لا يسعها المقام.
كلام القنوجي والسخاوي في الذهبي وقال السخاوي: "وقد قارن حافظ الشام ابن ناصر الدين بين الذهبي والبرزالي والمزي فحكم للمزي بالتفوق في معرفة رجال طبقات الصدر الأول، وللبرزالي في العصرين ومَن قبلهم مِن الطبقات القريبة منهم، وللذهبي في الطبقات المتوسطة بينهم. تأييداً لقول بعض مشايخه. على أنّ الأهواء قلما تتغلب على المزي والبرزالي في تراجم الناس، بخلاف الذهبي. وقد انتقده على خطته في تراجم الناس انتقاداً مرّاً الحافظُ ابن المرابط محمد ابن عثمان الغرناطي، والتاج ابن السبكي، ونسباه إلى التعصب المفرط. ولا تخلو خطته في التراجم من ذلك. لاسيما في تراجم الحشوية ومخالفيهم..." (2). وإذا كان هذا حاله مع مَن يوافقه في المذهب مِمَّن على خلاف هواه، فكيف يكون حاله مع الشيعة؟! بل يظهر نصبه بوضوح لمَن تصفح كتبه. ويأتي بعض شواهد ذلك. حتى قال أحمد بن الصديق المغربي: "ولكن الذهبي إذا رأى حديثاً في فضل عليٍّ (عليه السلام) بادر إلى إنكاره بحقٍّ وبباطل، حتى كأنه لا يدري ما يخرج مِن رأسه سامحه الله" (3). ـــــــــــــــــــــــ (1) طبقات الشافعية الكبرى 2: 13 ـ15، 22ـ 24 قاعدة في الجرح والتعديل: في ترجمة أحمد بن صالـح المصري. (2) هامش ذيل تذكرة الحفاظ للكوثري: 35ـ36 نقلاً عن السخاوي في الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التواريخ. (3) فتح الملك العلي: 50. -[ 37 ]- وسيأتي إن شاء الله تعالى في كلماتهم الآتية في الطعون العامة الطعن مِن بعضهم في رجال آخرين غير مَن تقدم. | |
|
الشناوي احمد المدير العام
عدد الرسائل : 506 تاريخ التسجيل : 20/02/2012
| |