موضوع: هل الوهابية من أهل السنة والجماعة ؟ الخميس يونيو 09, 2011 8:17 am
س : هل الوهابية من أهل السنة والجماعة ؟
ج : أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية وفضلاء الحنابلة، وفيهم السادة الصوفية. وهؤلاء جميعا عند الوهابية بين المبتدعة والمشركين، وصنف الوهابية الكتب في تكفير المذكورين أو تبديعهم وتضليلهم، وعلى ذلك 2010-06-14 18:55:04 فالوهابية ليسوا من أهل السنة والجماعة بالاعتبار المتقدم.
مسلم مصري المدير العام
عدد الرسائل : 31 تاريخ التسجيل : 08/06/2011
موضوع: هروبكم يا سلفية الجمعة يونيو 10, 2011 9:21 am
اين الاجابات تتهموننا بالتعرب ولكن ما انتم بفاعلون هو الهروب
جزائري حر المدير العام
عدد الرسائل : 298 تاريخ التسجيل : 12/02/2011
موضوع: رد: هل الوهابية من أهل السنة والجماعة ؟ الجمعة يونيو 10, 2011 3:50 pm
الوهابية لا اصل لها وهي نسيج من خيال الرافضة الشيعي المجوسيين تمت الاجابة
عايش المدير العام
عدد الرسائل : 116 تاريخ التسجيل : 14/06/2011
موضوع: الردّ على الجميع والحاقدين خصوصا الجمعة يونيو 17, 2011 6:08 pm
[size=18]بسم الله الرحمن الرحيم القائل في كتابه العزيز : ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات : 10]) ، و((إنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء : 92])) و((الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة : 71] والصلاة والسلام على خير خلق الله حبيبنا وشفيعنا ورسول رب العالمين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الهداة الميامين الطيبين الطاهرين ، وبعد ، اللهم صل على محمد وآل محمد واهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، بحق نبيك محمد نبي الرحمة وآل بيته الطاهرين، آمين رب العالمين * يكون أحمق وغبيا وناقص العقل وسخيفا من يظن ويعتقد ويصدّق نفسه أنه بالإمكان أن يبطل مذهبا من المذاهب الإسلامية العريقة في وجودها والممتدة جذورها عبرالزمان والمكان ، ويزيله وينسفه من الوجود باجترار الشبهات المثارة حوله ولوكها ، وإعادة بعثها إلى الوجود وإخراجها للعامة من بطون الكتب، فيتخيل أنه سيقضي على هذا المذهب أو ذاك ناسيا أن يقيس عمره بعمر وتاريخ المذاهب . لقد مضى على تواجد مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب أهل البيت خمسة عشر 15 قرنا من الزمان وهما مذهبان لا يمتلكان القابلية للزوال ولنا في المذاهب الزائلة خيلا مثال ، لأنهما يمتلكان كلاهما قسطا من الحقيقة لا كل الحقيقة وربما يتقاسمانها مع بقية المذاهب الثابتة إلى اليوم . وقد تعايش السنة والشيعة عبر التاريخ معا في سلم ووئام وتزاوجوا فيما بينهم فهذا الزوج شيعي وزوجته سنية وهذا الزوج سني وزوجته شيعية وهذا الأب سني وبعض أبنائه شيعة ، والعكس صحيح . وحتى أنا فإني شيعي وأمي وأبي سنيان وإخوتي كذلك .... وأما الأحداث الأليمة التي سطرها التاريخ عن اقتتال المسلمين فيما بينهم فقد كان دائما رؤوسها المتشددون والمتصبون من الحنابلة حاشا فضلاءهم راجعوا تاريخ ابن الأثير حول مثل هذه الأحداث ، فقد كانوا يثيرونها من حين إلى آخر ويحدث جراءها القتل الفظيع في الطرفين، وما رمي بيت الإمام الطبري بالحجارة ومنع دفنه في مقابر المسلمين إلا مثال واحد على ذلك. نعم هناك اختلافات بين المذاهب الإسلامية كلها في الفهم للنصوص وطريق الاستنباط ، اختلاف عقول العلماء لا اختلاف الدهماء الذين يحرّكون كالدمى . ولو كان لمذهب أهل البيت ولمذهب المعتزلة ولمذهب الإباضية مثل ما كان لمذهب أهل السنة من دول أموية وعباسية وو... حتى الدولة العثمانية والدول المعاصرة لكان لتلك المذاهب الشأن الكبير ، نعم كانت لها دول لكنها حوربت ولولا هذه الدول لأبيدت المذاهب . وما مذهب الوهابيين لولا قيام الدولة السعودية وأموال النفط عنا ببعيد . راجعوا آراء ابن حزم في انتشار المذاهب الإسلامية وكذا المذاهب الأربعة لتيمور . وأختم هذا الفصل بقول الحوراء زينب بنت علي وفاطمة عليهم السلام ليزيد الخمور والقرود : " فكِد كيدك واسعَ سعيك ، والله لا تمحوا أمرنا ولا تبيد ذكرنا .." . * من السهل جدا لدى كل مذهب وطائفة أن يرمي غيره من المذاهب والطوائف بالتهم والشبهات ، ويأتي عليها بروايات وأقوال علمائهم متصيّدا كل خطأ وهفوة يقعون فيها وقد يكونون أخطأوا أو أسيء فهم مرادهم ، ثم يقول: انظروا ماذا يقول هذا المذهب وذاك وعلى ماذا يرتكز من أسس وأصول ضالة وخارجة عن الإسلام ووو... فيهوّل من الأمر ويشوّش ويضخم ويعملق ، وينسى أن ما جاء به من روايات وأخبار واجتهادات واستنتاجات واستنباطات موجودة كذلك في كتب مذهبه ومجاميعه الحديثية والإخبارية إن لم تكن بعينها وربما أسوأ منها فهي بمعانيها المتقاربة . وعلى هذا المنطق أرى أن كل المذاهب بيوتها من زجاج فالأحسن لها جميعا أن لا تستعمل الحجارة ، وتستعمل المناشف والماء والصابون لتنقيتها .... أنا لن أردّ على ما جاء في أقسام هذا المنتدى على لسان قلم يحيى وعباس وزائر1 وعبد الوهاب وغيرهم من الأعضاء والمشاركين الحاقدين من المتعصبين والوهابيين لأنهم لا يريدون أن يسمعوا أو يقرأوا الردود على شبهاتهم بموضوعية فهم مقتنعون بما نقلوه من روايات وما فهموه منها ، وهمهم الوحيد هو الغلبة وإبطال الخصم. إن وجود تلك الروايات عند السنة وعند الشيعة لا يدل على ما يذهب إليه هذا وذاك من الأطراف في هذا المنتدى وغيره من المنتديات ، لأن جامعيها وهم غير معصومين لم يكونوا فقهاء بمعنى الكلمة فقد كانوا إخباريين وحشوية من الفريقين ، ـــ وقد كفانا الشيخ محمد الغزالي رحمه اللهفي كتابه ( السنة النبوي بين أهل الفقه وأهل الحديث) أقول كفانا هذا الأمر فاقرأوه ولا تسمعوا لمن يقول إن الشيخ رحمه الله اله قد وقد ....أخطأ وتراجع ولم يكن يقصد وقد ردّ عليه العلماء أو أهل العهلم كما يسمونهم . * علينا أن يفهم بعضنا بعضا ، أن نتحد ونتوحد دون أن يتخلى أحدنا عن مذهبه وأن يعذر بعضنا بعضا ــ أعلم أنكم ترفضون هذا الكلام ــ فنحن اليوم أمة مشتتة تداعى الأكلة على قصعتها أحوج إلى الوحدة . * إن المتهجّمين على الشيعة في هذا المنتدى وغيره إنما يتبعون ما يعرف بطريقة أحسن وسيلة للدغاع هي الهجوم ولذلك نراهم يصبون جام غضبهم علينا ويقولون باعتزاز وافتخار إنهم يحاربوننا بما في كتبنا ويظهرون " عيوبنا ومخازينا وضلالنا وانحرافنا مستشهدين بالروايات وأقوال العلماء المعتمدة لدينا نحن الشيعة " وكل هذطا ما هو إلا تمويه وتهويل وصياح وعويل على المشاركين ، ظنا منهم أنهم سيسكتوننا ويجعلوننا نشك فيما دخلنا فيه من محبة أهل بيت النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم واتّباع مذهبهم الذي نعتقد أنه هو مذهب الحق من غير إرادة المساس بالمذاهب الأخرى وعلى رأسها مذهب أهل السنة والجماعة ( وهذا ليس من باب التقية ، هذا ما أعتقده أنا) يظنون أننا مبتدئون في المذهب والواحد منا قد مضى عليه أكثر من عمر أحدهم أو بعضهم ، وخلالها كنا دائمي البحث والمطالعة في هذا الشأن وقرأنا كل الشبهات ( على فكرة أكثرها يعتمد أصحابها الإيحاء ، ولا يفهمون الغرض مما يثيرونه) ومن ردّ عليها من العلماء ، ليس على طريقة المستقلة غير المستقلة المدفوعة الأجر من السعودية بالماشر وبغير المياشر. * وكم من أسافين دقت في نعش الوهابية التي هي في حكم الميت لولا السياسة وبركة النفط الذي يسري في عروقها وعند نضوبه ستفقد طاقتها وتنزوي في ركن من أركان التاريخ وزواياة وتدخل المتحف كما حدث لها بعد ابن تيمية حتى مجيء محمد بن عبد الوهاب . * أطمئن الحاقدين وأقول لهم ما يثلج صدورهم : إننا هنا باقون على العهد وحب محمد وآل بيته علي وفاطمة وحسن وحسين والأئمة التسعة من وله عليهم جميعا أفضل الصلاة وأزكى التسليم . وإن شبهاتكم لا ولم ولن تحرّك شعرة في جسدنا. * منهجم ليس منهج من يبحث عن الحقيقة ووحدة المسلمين كما هو ظاهر وواضح جليّ ، فحتى ولو جئناكم بما في كتبكم التي تعتمدون عليها فلن تصغوا لنا ولن تبصروا ولن تستجيبوا فما الفائدة معكم ؟ إنكم مجادلون وهدفكم الهجوم ومحاولة إبطال مذهبنا وأنى لكم ذلك وهيهات بعد تجذره لمدة خمسة عشر قرنا ، وما تأتون به بعيد كل البعد عن المنهج العلمي الصحيح. إنكم تريدون دفعنا إلى التزاكم منهجكم فنثير الشبهات عليكم ونشتمكم ونكطفّركم ثم تقولون لأتباع مذهب أهل السنة الذي تتغطون تحت مظلته جهلا أو تقيّة منكم : انظروا أرأيتم إن هؤلاء الشيعة يكفرون أهل السنة و.... و.... إلخ . يتبع
عدل سابقا من قبل عايش في الجمعة يونيو 17, 2011 6:50 pm عدل 2 مرات
عايش المدير العام
عدد الرسائل : 116 تاريخ التسجيل : 14/06/2011
موضوع: الرد على الجميع والحقدين خصوصا 2 الجمعة يونيو 17, 2011 6:12 pm
اتابع طمئنوا لن نلجأ إلى ذلك علما أن لدينا الكثير الكثير من تلك الشبهات والروايات عندكم في كتبكم المعتمدة ، اجتنابا للفتنة واحتراما لقداسة القرآن الكريم وحفاظا على مكانته في قلوب المؤمنين من الفريقين والمذاهب الأخرى ، لا نريد أن نبوء بالإثم . ويبدو أنكم قد ألقيتم بكل حبالكم وعصيكم عفوا بجميع أوراقكم ، وقد تتبعتم كل العورات فنسيت عوراتكم لكثرة اشتغالكم بعيوب الآخرين فأنساكم الله أنفسكم وتملّككم الغرور والكبر من دون أن تشعروا وركبكم اللعين وزيّن لكم أعمالكم . ونحن لم نلق بأوراقنا بعد كلها فاحذروا إنما يحجزنا عن ذلك خوف الفتنة وتعميق الفُرقة فنحن جميعا إخوة في الدين . * نعم ربنا واحد هو الله رب العالمين . ونبينا ورسولنا صلى الله عليه وآله وسلم واحد هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم . وحتى أئمتنا يقر ويعترف لهم فضلاء أهل السنة والجماعة بالعلم والتقوى والإمامة ، وأنتم لستم مثلهم. وكتابنا واحد هو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة تنزيل العزيز الحميد على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، المحفوظ من عند الله في الصدور والمصاحف لم يبدّل ولم ولن يغير رغم ما هنالك من روايات لا قيمة لها عند أهل السنة وعند الشيعة أو ما يفهم منها غير ذلك. وقبلتنا واحدة هي الكعبة والمسجد الحرام بمكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية ( وإن شئتم أن أعطيكم خطوط الالطول والعرض أعطيتكم) . وحجنا واحد إلى بيت الله الحرام وأداء مناسكه وكذا العمرة . وصلواتنا الخمس والجمعة واحدة ( ولا تقولوا لي هناك اختلافات ، نعم وهذه موجودة حتى بين مذاهب أهل السنة بل وفي المذهب الواحد ) . وشهر صيامنا واحد هو شهر رمصان المعظم ( نعم يختلف المسلمون جميعا في أول وآخر يوم منه) و ... و... إلخ. * بلغ بكم الأمر إلى اعتبار شريحة من المسلمين مجوسا ، فهل المجوس يقولون أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، ويقيمون الصلوات الخمس ، وهل عندهم مساجد ويصومون شهرمضان ويتلون القرآن ويطبعونه ويحفظونه ويفسرونه ويعملون به ويحجون إلى بيت الله الحرام و...و... ما لكم كيف تحكمون ؟ وهل الإسلام دين قومي للعرب وحدهم ؟ اليوم تقولون الفرس وغدا الأمازيغ وهكذا ... اتقوا الله حق تقاته. أذكركم أن لدى الشيعة كما لدى أهل السنة عدّة تفاسير للقرآن الكريم من المضين ومن المعاصرين فهل وجدتم فيها آية زائدة أو ناقصة عمّا في تفاسير أهل السنة ، نعم هناك اختلاف في فهم المفسرين وترجيحهم لمعنى أو معاني دون أخرى وهذا أمر طبيعي يعرف الجميع ولا يجحده إلا متعصّب أعمى القلب والبصيرة . * إن من رواة القرآن الكريم شيعة . اقرأ ما نقله صاحب كتاب : إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف من- ص 349
أربعة قراء من القراء السبعة من الشيعة :
القراءة السبعة أربعة منهم شيعة ، وهم على ترتيبهم الزمني من حيث الوفاة : عـاصم ( ت 128 ه ) ، أبو عمـرو ( ت 154 ه ) ، حـمـزة ( ت 156 ه ) ، الكسائـي ( ت 189 ه ) .
قال في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : " الطبقة التاسعة فيمن كان منها من الشيعة الذين هم أئمة القراء المشهورين عند الكل بالسبعة الذين عليهم المعول وإليهم المرجع :
( أبو عمرو بن العلاء ) منهم : البصري أبو عمرو بن العلاء ، أحد الشيعة من السبعة ، قرأ على سعيد بن جبير و هما كما عرفت من الشيعة الأعلام ، وأسند أبو عبد الله البرقي في المحاسن عنه أنه قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : يا أبا عمرو تسعة أعشار الدين في التقيّة ولا دين لمن لا تقيّة له ، والتقية في كل شيء إلاّ في شرب النبيذ والمسح على الخفين . الحديث ، ومن هنا يعلم أنه كان يستعمل التقية في معاشرته مع أهل السنّة ( 1 ) ، ومع ذلك حكى ابن الأنباري في نزهة الألباء طلب الحجاج له وهربه منه واختفائه حتى مات الحجاج وقد تقدّمت ترجمته في أئمة النحو .
( عاصم الكوفي ) ومنهم : عاصم الكوفي ابن أبي النجود بـهدلة ، أحد الشيعة من السبعة ، قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي صاحب أمير المؤمنين المتقدم ذكره وتشيّعه آنفاً ، وهو قرأ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وقد نص الشيخ الجليل عبد الجليل الرازي المتوفى بعد سنة 556 .
وكان ابن شهر آشوب وشيخ أبي الفتوح الرازي المفسر في كتابه نقض الفضائح على تشيّع عاصم وأنه كان مقتدى الشيعة ، فقال ما معناه باللسان العربي ، أن التشيع كان مذهباً لأكثر أئمة القراءة ، كالمكي والمدني والكوفي والبصري وغيرهم كانوا عدلية لا مشبّهة ولا خوارج ولا جبرية ، ورووا عن علي أمير المؤمنين عليه السلام ، ومثل عاصم وأمثاله كانوا مقتدى الشيعة والباقين عدلية غير أشعرية انتهى . قال السيد في الروضات عند ترجمته ، وكان أتقى أهل هذه الصناعة على كون هذا الرجل أصوب كل أولئك المذكورين رأياً وأجملهم سعياً ورعياً – إلى أن قال – وقال إمامنا العلامة أعلى الله مقامه فيما
( 1 ) سير أعلام النبلاء ج6 ص 408 في ترجمته ( قال إبراهيم الحربي وغيره : كان أبو عمرو من أهل السنة ) ، وهذه الكلمة تدل على أن مذهب أبي عمرو كان محل ريب وشك عندهم ، وإلا لماذا تكلم في عقيدته عدة منهم ؟! ، فهذا يؤيد حالة التقية التي كان فيها أبو عمرو .
و صفحة- ص 350 -
نقل عن كتابه المنتهى ، وأحب القراءات إليّ قراءة عاصم المذكور من طريق أبي بكر بن عياش انتهى . قرأ أبان بن تغلب شيخ الشيعة على عاصم ، كما قرأ هو على أبي عبد الرحمن السلمي ، ولعاصم روايتان رواية حفص بن سليمان البزاز كان ربيبه وابن زوجته ورواية أبي بكر بن عياش ، وذكره القاضي نور الله المرعشي في مجالس المؤمنين ونص على تشيّعه .
( الكسائي أبو الحسن ) ومنهم : الكسائي أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بـهمن بن فزار الأسدي بالولاء الكوفي المكنّى أبا عبد الله ، وهو من القراء السبعة المشهورة ، وكان يذكر أنه ربيب الفضل الضبي ، وكانت أمه تحته ، نص على تشيّعه في رياض العلماء في الألقاب ، قرأ على شيوخ الشيعة كحمزة وأبان بن تغلب ، وأخذ النحو عن أبي جعفر الرواسي ومعاذ الـهراء والكل من أئمة علماء الشيعة كما عرفت ، قرأ الكسائي القرآن على حمزة ، و قرأ حمزة على أبي عبد الله ، وقرأ على أبيه ، وقرأ على أبيه ، وقرأ على أبيه ، وقرأ على أمير المؤمنين كذا وجد بخط شيخنا الشهيد بن مكي نقلاً عن الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن الحداد الحلي ، ونص على تشيع الكسائي جماعة ، وهو مذهب أكثر أهل الكوفة في ذلك العصر ، وقد أكثر الشيخ حسن بن علي الطبرسي في كتاب أسرار الإمامة من النقل عن كتاب قصص الأنبياء للكسائي توفي سنة تسع ثمانين ومائة بالري وقيل مات بطوس .
( حـمزة الكوفي ) ومنهم : حمزة الكوفي ابن حبيب الزيات أحد الشيعة من السبعة ، قرأ على مولانا الصادق وعلى الأعمش وعلى حمران بن أعين ، أخو زرارة والكل من شيوخ الشيعة ، وعده الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب الرجال من أصحاب الصادق ، وكذلك ابن النديم في الفهرست ، قال وكتاب القراءة لحمزة بن حبيب وهو أحد السبعة من أصحاب الصادق ، انتهى بحروفه . مات حمزة سنة ست أو ثمان وخمسين بعد المائة بحلوان ، وكان مولده سنة ثمانين ، وله سبع روايات ، وصنف كتاب القراءة ، وكتاب في مقطوع القرآن وموصوله ، كتاب متشابه القرآن ، كتاب أسباع القرآن ، كتاب حدود آي القرآن ذكر هذه الكتب له محمد بن إسحاق النديم في الفهرست كل في موضعه وقد جمعتها أنا في ترجمته رضي الله عنه " ( 1 ) . انتهى بتمامه .
وقال في تلخـيص التمهيـد : " أربعة من القرّاء السبعة هم شيعة آل البيت – عليهم السلام – بالتصريح ومن المحافظين الثقات : عاصم بن أبي النّجود ، و أبو عمرو بن العلاء ، و حمزة بن حبيب ، وعلي بن حمزة الكسائي . وواحد من أشياع معاوية وهو ابن عامر وكان لا تورّع الكذب والفسوق
( 1 ) تأسيس الشيعة لعلوم القرآن ص346-347 .
و صفحة - ص 351 -
واثنان – هما : ابن كثير المكّي ونافع المدني – مستورا الحال . ولكن نسبتهما إلى فارس بالخصوص ربما تنم عن موقفهما من مذهب أهل البيت – عليهم السلام – لأنّهم أسبق من عرف الحق و لمسه في هذا الاتجاه " ( 1 ) .
وعند تتبع سلسلة إسناد قراءة كل من الأربعة المشار لهم آنفا نجد أن لقراءتـهم طرقا شيعية ، صافية لا شائبة فيها ، وهذا بشهادة علماء أهل السنة :
قالا في معجم القراءات القرآنية :" ولمصحف علي قيمة تاريخية من جانب أن علياً –عليه السلام- كان من القراء فقراءته يمثلها مصحفه ، وقيمته التاريخية ترجع إلى أن قراءات أربعة قراّء من القراء السبعة تنتهي إلى قراءة علي كرم الله وجهه ، وأمّا هؤلاء القراء الأربعة فهم :
1- أبو عمرو بن العلاء :- قرأ على نصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر ، وكلاهما على أبي الأسود ، وأبو الأسود قرأ على رضي الله عنهما .
2- عاصم بن أبي النجود :- قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السّلمي الضرير الذي قرأ على عليّ كرّم الله وجهه .
3- حمزة الزيات :- قرأ على أبي عبد الله جعفر الصادق الذي قرأ على أبيه محمد الباقر ، وقرأ الباقر على أبيه زين العابدين و قرأ زين العابدين على أبيه سيد شباب أهل الجنّة الحسين و قرأ الحسين على أبيه علي بن أبي طالب . (عليهم السلام)
4- الكسائي :- قرأ على حمزة و عليه اعتماده " ( 2 ) .
وكل هذه الطرق شيعية خالصة ، وهكذا يتضح أن الشيعة كانوا لبنة أساسية في أسانيد تلك القراءات ، وأضاف الصدر رضوان الله تعالى عليه في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام أن هناك دورا بارزا لبعض القراء الشيعة في عالم القراءات غير هؤلاء الأربعة وذكر عدة منهم كابن مسعود ، وأُبيّ بن كعب ، وأبي الدرداء ، والقداد ، وابن عباس ، وأبي الأسود ، وعلقمة ، وابن السائب ، والسلمي ، وزرّ بن حبيش ، وسعيد بن جبير ، ونصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر ، وحمران بن أعين ، وأبان بن تغلب ، والأعمش ، وابن عياّش ، وحفص بن سليمان ، ونظرائهم من أعاظم القراء في دنيا القرآن ( 3 ) .
( 1 ) تلخيص التمهيد في علوم القرآن ص327-328 . ( 2 ) معجم القراءات القرآنية ج1ص14. أقول : هذا لا يعني أن قراءة كل منهم تتطابق مع الآخر ، إذ أن منهم من كان يضيف من عنده ويقرأ بطريقته الخاصة ، ما عدا عاصم بن أبي النجود الذي نسبت له القراءة المتواترة بين الناس وهي قراءة أبي عبد الرحمن السلمي الذي أخذها عن علي عليه السلام . قال الإمام الذهبي في معرفة القراء الكبير ج1ص77 : ( وأعلى ما يقع لنا من القرآن العظيم فهو من جهة عاصم – ثم ذكر إسناده متّصلا إلى حفص ، عن عاصم ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي – عليه السلام – وعن زر وعن عبد الله . وكلاهما عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – عن جبرائيل – عليه السلام – عن الله عز وجل ). ( 3 ) راجع كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ، والإنصاف أن بعضهم يتأمل في نسبته للتشيع .
أزيدكم : قال أبو عمر صادق العلائي مؤلف كتاب إعلام الخلف بمن قال بتحريف القرآن من السلف
الشيعة هم إسناد قراءة المسلمين اليوم
وصفحة 352 هذه القراءة المشتهرة المتواترة بين المسلمين المعروفة بقراءة عاصم برواية حفص ذكر أهل السنة إسنادا لها كل رجاله من الشيعة ، فمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الشيعة واحدا عن واحد ، ولم يقع رجل واحد من أهل السنة في إسنادها ، وقد تسالم الكل على أنـها أصح القراءات .
فرأس سلسلتها هو الإمام علي عليه السلام وقرأ عليه أبو عبد الرحمن السلمي وهو شيعي ، وقرأ عليه عاصم بن بـهدلة وهو شيعي كما مر ، وقرأ عليه تلميذه حفص بن سليمان وهو شيعي ، فكلهم من الشيعة .
حفص بن سليمان من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام وقد أسند عنه ، وقد ذكره العلامة السيد الأمين رضوان الله تعالى عليه ضمن أعيـان الشـيعة : "حفص بن سليمان أبو عمرو الأسدي الغاضري المقري البزاز الكوفي . ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام و قد أسند عنه " ( 1 ) .
وقد أطرى علماء أهل السنة على تثبّت حفص بن سليمان في نقل قراءة عاصم بن أبي النجود ( 2 ) .
وهكذا يتضح أن شيخ حفص بن سليمان الذي أخذ منه القراءة المتداولة هو عاصم بن أبي النجود وقد ذكره العلامة السيد محسن الأمين رضوان الله تعالى عليه ضمن أعيان الشيعة :
هوامش ( 1 ) أعيان الشيعة ج6 ص 201 ، وبمثلها ترجم في معجم رجال الحديث . راجع رجال الطوسي قدس سرّه ص 176 . ( 2 ) هذه جملة من كلماتـهم ، قال في ميزان الاعتدال للذهبي ج1ص508 ت2121: ( وكان شيخاً في القراءة واهياً في الـحديث لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوّده ، وإلاّ فهو في نفسه صادق ) . معجم البلدان ج10ص215-216 : ( وهو الإمام القارئ ، راوي عاصم بن أبي النجود ، وكان ربيب عاصم –ابن زوجته- فأخذ عنه القراءة عرضاً وتلقيناً . قال حفص : قال لي عاصم : القراءة التي أقرأتك بـها فهي التي قرأتـها عَرْضاً على أبي عبد الرحمن السلمي عن عليٍّ ، والتي أقرأتـها أبا بكر بن عياش فهي التي كنت أعرضُها على زرِّ بن حُبيش عن ابن مسعود … قال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة من قراءة عاصم رواية حفص ، وكان أعلمهم بقراءة عاصمٍ ، وكان مرجّحاً على شُعْبة بضبط القراءة ).
طبقات القرّاء ج1 ترجمة حفص : ( أما القراءة فثقةٌ ثبتٌ ضابطٌ لـها بخلاف حاله في الحديث . قال ابن المنادي : قرأ على عاصم مراراً ، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم ، وأقرأ الناس دهراً وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي رضي الله عنه ) . تاريخ بغداد ج8ص196ت4312 : ( وهو صاحب عاصم في القراءة وابن امرأته ، وكان ينـزل معه في دار واحدة ، فقرأ عليه القرآن مرارا ، وكان =>
وصفحة 353 -
" عاصم بن أبي النجود : بـهدلة الكوفي ، أحد القراء السبعة قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي الذي قرأ على أمير المؤمنين عليه السلام ومن أصحابه ، ونقل عن المنتهى للعلامة أنه قال : أحب القراءات إليّ قراءة عاصم من طريق أبي بكر بن العياش وقرأ أبان بن تغلب الذي هو شيخ الشيعة على عاصم ولعاصم روايتان الأولى رواية حفص بن سليمان البزاز كان ابن زوجته الثانية ورواية أبي بكر بن عياش ، وعاصم من الشيعة بلا كلام نص على ذلك القاضي نور الله والشيخ عبد الجليل الرازي المتوفى سنة 556 شيخ ابن شهرآشوب في كتاب نقض الفضائح أنه كان مقتدى الشيعة" ( 1 ) .
ومقام عاصم الكوفي عند علماء أهل السنة لا يخفى على من راجع ترجمته في كتبهم ( 2 ) ، ويستفاد منها أن عاصما كان رأسا في القراءة وسيدا في ميدانـه لا يبلغ إتقانه أحد ، ولكنه في الحديث غير متقن عندهم ، وله أوهام وأغلاط يسيرة .
تابع للهامش السابق => المتقدمون يعدّونه في الحفظ فوق أبي بكر بن أبي عيّاش ، ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به على عاصم ) ، شذرات الذهب ج1ص293 أحداث سنة ثمانين ومائة : ( حفص بن سليمان الغضائري الكوفي قاضي الكوفة وتلميذ عاصم وقد حدث عن علقمة بن مرثد وجماعة وعاش تسعين سنة وهو متروك الحديث حجة في القراءة قاله في العبر ). تحرير تقريب التهذيب ج1ص312ت1405 حفص بن سليمان الأسدي : ( متروك الحديث مع إمامته في القراءة ). معجم حفاظ القرآن ج1ص210ت92 : ( الإمام الحجّة الثقة الثبت ، صاحب الرواية المشهورة في الآفاق ، ويقرأ بـها إلى الآن معظم المسلمين في شتى أنحاء العالم ، وهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمرو بن أبي داود الأسدي الكوفي ولد حفص سنة تسعين من الهجرة وقد أخذ القراءة عرضًا وتلقيناً على عاصم بن أبي النجود الإمام الخامس من الأئمة العشرة .
قال الداني : وقد أخذ حفص قراءة عاصم تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بـها ثم رحل إلى مكة وجاور بـها فأقرأ الناس بقراءة عاصم ولازال المسلمون حتى الآن يتلقون قراءة حفص بالرضا والقبول ، ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن قراءة حفص من أشهر الروايات في شتى بقاع الدنيا . ومما تجدر الإشارة إليه أن قراءة حفص صحيحة متصلة السند بالهادي البشير عليه الصلاة والسلام ، لأنـها ترتفع إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ) .
الطبقات لابن الجزري ج1ص254 : (قال أبو عمرو الداني : حفص هو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بـها ، وجاور بمكة فأقرأ بـها ) .
هامش ( 1 ) أعيان الشيعة ج7ص407 ترجمة رقم1415 . ( 2 ) شذرات الذهب ج1ص175 سنة ثمان وعشرين ومائة : ( وعاصم بن أبي النجود الكوفي الأسدي مولاهم ، أحد القراء السبعة وكان حجة في القراءات صدوقاً في الحديث قرأ على أبي عبد الرحمان السلمي وغيره ) تاريخ الإسلام للذهبي ج5ص139: ( قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش ، وروى عنهما … قال أبو بكر : قال لي عاصم : ما أقرأني أحدٌ حرفاً إلاّ أبو عبد الرحمن السلمي كان قد قرأ على عليّ رضي الله عنه فكنت أرجع من عنده أعرض على زر … وقال أبو بكر بن عياش : لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول : ما رأيت أحداً أقرأ من عاصم ، ما أستثني أحداً من أصحابه ) . تـهذيب الكمال ج13ص473 وما بعدها ت3002 : ( قال عبد الله ابن أحمد بن حنبل : سألت أبي عنه فقال : كان رجلاً صالحاً قارئاً للقرآن ، وأهل الكوفة يختارون قراءته وأنا أختار قراءته ، وكان خيّراً ثقةً ، والأعمش أحفظ منه ، وكان شعبة يختار الأعمش عليه ، في تثبيت الحديث . وقال عبد الله أيضا : سألت أبي عن حماد بن أبي سليمان و عاصم ، فقال : عاصم أحب إلينا ، عاصم صاحب قرآن ، وحمّاد صاحب فقه. وقال أحمد بن عبد الله العجلي : عاصم صاحب سُنة و قراءة للقرآن ، وكان ثقة ، رأسا في القراءة ، ويقال : أن الأعمش قرأ عليه وهو حَدَث ، وكان يختلف عليه في زرّ وأبي وائل ).
كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد ص69 : ( وكان أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن ، وعرض على زرّ بن حبيش ، فيما حدثني به عبد الله بن حمد بن شاكر ، قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو بكر بن عياش ، قال لي عاصم : ما أقرأني أحد حرفاً إلا أبو عبد الرحمن السلمي ، وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على عليّ رضي الله تعالى عنه ، وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن ، فأعرض على زرّ بن حبيش وكان زرّ قد قرأ على عبد الله . قال أبو بكر بن عياش فقلت لعاصم : لقد استوثقت ). من مقدمة الحافظ القارئ محمد غوث الندوي على كتاب التبصرة في القراءات السّبع لمكي بن أبي طالب ص84 : ( وهو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة القراءة بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السّلمي في موضعه . جمع بين الفصاحة والإتقان ، و التحرير والتجويد ، وكان أحسن الناس صوتاً بالقرآن . روى عن رفاعة التميمي و الحارث البكري و كانت لـهما صحبة ، وأخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش وفضائله كثيرة ، توفي آخر سنة سبع وعشرين ومائة على الاختلاف . وكفى به شرفاً أنه أستاذ إمام الأئمة أبي حنيفة النعمان ، وأما عاصم فله راويان : حفص وشعبة . سيدنا حفص رحمه الله : هو حفص سليمان الكوفي ، أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم قال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة من قراءة عاصم رواية حفص ، وكان مرجحاً على شعبة بضبط القراءة )
وقال السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه في ترجمته من معجم رجال الحديث : ( عاصم بن بـهدلة : أبي النجود الكوفي : أحد القراء السبعة و قراءته عن طريق حفص معروفة مشهورة و كل ما رأيناهن من المصاحف القديمة و الحديثة قد رسم خطه على طبق قراءته . قال حفص : قال لي عاصم : ما كان من القراءة التي أقرأتك بـها هي القراءة التي قرأت بـها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي عليه السلام ، و ما كان القراءة التي أقرأتـها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود ).
وصفحة 354 -
وقد قرأ القرآن كاملا على أبي عبد الرحمن السّلمي ولم يقرأ على أحدٍ سواه ، ولكنه مع ذلك كان يعرض هذه القراءة التي أخذها من السلمي على زرّ بن حبيش رضوان الله تعالى عليه وقد أخذها هو الآخر عن ابن مسعود ، وكان غرضه من عرضها عليه زيادة التثبّت والإتقان ومعرفة أوجه الاختلاف والتبصرة في تنوّع القراءات ، فكانت قراءته على أبي عبد الرحمن السلمي هي العمدة عند عاصم بن أبي النجود ، وقالوا أنه اعتبرها الأكمل والأسلم لأنـها قراءة سيده ومولاه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ، فيكون بينه وبين المنبع الأصيل واسطة واحدة ، فأقرأ عاصم حفص بن سليمان قراءة أمير المؤمنين عليه السلام ، وأقرأ أبا بكر بن عياش قراءة ابن مسعود بواسطة زر بن حبيش .
وأما أبو عبد الرحمن السّلمي فمعروف بتشيّعه لأمير المؤمنين عليه السلام وملازمته له في حروبه التي ذكرها التاريخ ونص على ذلك كتاب التراجم ، فقد ذكره السيد حسن الصدر رضوان الله تعالى عليه في كتابه القيّم تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام بما يلي :
" أبو عبد الرحمن السلمي : ومنهم أبو عبد الرحمن السلمي ، عبد الله بن حبيب شيخ قراءة عاصم ، قرأ عليه عاصم وعليه تخرج ، قال ابن قتيبة : كان من أصحاب علي ، وكان مقرئاً ويحمل عنه الفقه انتهى ( 1 ) . وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على أمير المؤمنين كما في مجمع البيان وطبقات القرّاء ، قال ابن حجر في التقريب :… أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي المقرئ مشهور بكنيته ، ولأبيه صحبة ،
هامش ( 1 ) المعارف لإبن قتيبة ص 528 . ط الثانية ، دار المعارف بمصر .
- وصفحة 355 -
ثقة ثبت من الثانية ، مات بعد السبعين انتهى ، وفي رجال البرقي في خواص علي عليه السلام من مضر أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السّلمي " ( 1 ) .
وقد قرأ على أمير المؤمنين عليه السلام ، وهي القراءة التي أخذها أمير المؤمنين عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرائيل عن الباري عز وجل ، وقد اتضح ذلك مما سبق عند الكلام عن نصر بن سليمان ، وعاصم بن أبي النجود .
وعليه فالقراءة المشهورة والمتداولة بين المسلمين لم يسندها أهل السنة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا عن طريق رجال الشيعة وبلا منازع ، كابر عن كابر ، فمن أبي عبد الرحمن السلمي وهو شيعي إلى عاصم بن أبي النجود وهو شيعي إلى حفص بن سليمان وهو شيعي ، ورأس السلسلة أمير المؤمنين عليه السلام سيد الشيعة وإمام الشريعة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
قال في تلخيص التمهيد : " أماّ القراءة الحاضرة –قراءة حفص- فهي قراءة شيعيّة خالصة ، رواها حفص –وهو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام- عن شيخه عاصم – وهو من أعيان شيعة الكوفة الأعلام- عن شيخه السّلمي – وكان من خواصّ عليّ عليه السلام- عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن الله عز وجل " ( 2 ) .
ومع هذا كله مازلنا نبتلى ببعض نفر من تلامذة الوهابية يقومون بنقل أسانيد القراء السبعة ويقولون هذا تواتر القرآن عندنا فأين تواتر القرآن عند الشيعة ! ، {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}(الحجر/3).
هامش
( 1 ) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص 342 ، وذكر الطبري في تاريخه أن أبا عبد الرحمن السلمي كان في جيش الإمام علي عليه السلام في صفين ضد الطليق بن الطليق معاوية بن أبي سفيان . ( 2 ) تلخيص التمهيد ص337 . [انتهى النقل] والكتاب جدير بالقراءة ، وليس غرض الكاتب إثبات تحريف القرآن وإنما الردّ على من يتهمون الشيعة بذلك من كتب أهل السنة .
* لا أريد أن أنقل لكم الروايات من عندكم تنزيها للقرآن الكريم وتأدبا مع الله تعالى ورسوله فلا تجبرونا واسحبوا كلامكم من المنتدى عن رمي الشيعة بذلك . واتقوا الله إن كنتم مؤمنين وتحبون القرآن والرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
عايش المدير العام
عدد الرسائل : 116 تاريخ التسجيل : 14/06/2011
موضوع: الرد على الجميع والحاقدين خصوصا3 الجمعة يونيو 17, 2011 6:31 pm
تابع * الشيعة كذابون كلهم ولا يؤخذعنهم هذا مقرّره لكم ابن تيمية الحراني وتابعتموه حذو القذة بالقذة . ولا بأس بإيراد ما جاء في المجلد الثالث من ك الكتاب الرائع لأسد حيدر وأعني به الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ، تحت عنوان :
رجال الصحَاح مِن الشيعة
تمهيد تقدّم الكلام حول تدوين العلم، وفي أيّ عصر بدأ، وقد وقع الخلاف بين المؤرخين في ذلك، فهل هو في الصدر الأول، أم في العهد الاُموي، أم في العهد العباسي؟
وقد تقدم بيان ذلك وذكرنا سبق الشيعة إلى التدوين، فلا حاجة لإعادة القول فيه(597).أما علم الحديث فقد اعتنى رجال الاُمة في معرفة الأحاديث النبوية واهتموا به، لأنّه المقدار لتفصيل الأحكام، وتبيين الحلال من الحرام. وكان الشيعة أعظم الجميع اهتماماً وأشدّهم محافظة؛ لأنهم قد تلقوا تلك الثروة العظيمة عن الإمام علي(عليه السلام) في عصره، وهو باب مدينة العلم؛ ومن بعده أخذوا عن أبنائه .
يقول الاُستاذ مصطفى عبدالرزاق ـ عند ذكره لأول من دوّن الفقه ـ وعلى كلّ حال فإنّ ذلك لا يخلو من دلالة على أنّ النزوع إلى تدوين الفقه كان أسرع إلى الشيعة، لأنّ اعتقادهم العصمة في أئمتهم، أو ما يشبه العصمة كان حرياً أن يسوقهم إلى الحثّ على تدوين أقضيتهم، وفتاواهم(598).والذي يقرره الواقع التأريخي، أنّ العهد الاُموي قد منع الناس عن التحدّث بعلم عليّ(عليه السلام) أو نقل فتاويه وأقواله للناس .
فقد كان لاضطهاد الاُمويين لأهل البيت وأتباعهم أثر كبير في منع الناس عن الحديث عنهم، وكانوا لا يتمكنون أن يتحدّثوا عن علي فالتجأوا إلى التورية بقولهم قال: أبو زينب(599) كما يحدثنا الحسن البصري بذلك لأنه يريد أن يحقن دمه.
وقد كانت العلامة بين المشايخ إذا حدثوا عن علي (عليه السلام) قالوا: الشيخ(600)، لأنّهم لا يستطيعون أن يذكروا اسمه .
وكيف يستطيع أحد أن يذكره بخير أو يسند عنه حديثاً ومنابرهم تعجّ بسبه، ومشايخهم تلهج بذمه، وقصّاصهم يختمون احاديثهم بلعنه؟(601) إلى غير ذلك من الوسائل التي حاولوا فيها القضاء على مآثر علي(عليه السلام) فهل يستطيع أحد من المحدثين أن يروي عن علي(عليه السلام)، أو يروي في فضله شيئاً؟ وقد نكلوا بالحافظ النسائي عندما حدث في الشام بفضل علي(عليه السلام) حتى مات من جراء ذلك.
ولهذا فقد أكبّ الشيعة على تدوين قضايا علي(عليه السلام) وأحاديثه، وأخذوا عن أهل بيته الذين أودعهم تلك الثروة العظيمة، واستمر الشيعة على التدوين في كلّ عصر .
* * *
وقد ابتدأ التدوين عند الشيعة في عصر الإمام علي(عليه السلام)، وأول من دوّن الحديث أبو رافع من خواص الإمام علي(عليه السلام) وشيعته، وابنه عبيدالله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين وأحد خواصه، ومحمّد بن قيس البجلي وغيرهم.
وعلى أيّ حال فإنّ اهتمام الشيعة بحفظ الحديث وتدوينه كان أكثر من غيرهم، كما تعرضنا لذلك فيما سبق.
ونحن لا نريد أن نخوض في علم الحديث وتدوينه، وتبويبه وتقسيمه، ولكننا نود أن نتعرض لأثرهم العظيم في التشريع الإسلامي، رغم تلك المعارضات والحواجز التي كانت تقف أمام نشر ما تحملوه من رسالة الإسلام يوم كانت السياسة تقف وراء تلك العقبات، وتثير تلك الشكوك في اتّهام الشيعة باُمور هي خلاف المعقول، ولا يقرّها المنطق، وكان القصد من ذلك هو تشويه سمعتهم بإلقاء الشبه عليهم من الوجهة الدينية، لأنّهم أنصار العلويين في مقاومة الدولة .
ولهذا فقد غذّت تلك الشكوك عقول كثير من المؤرّخين، فاستعملوا ألفاظاً فارغة عندما يترجمون لشيعي كقولهم: مبتدع، زائغ عن الحقّ سيئ المذهب وغير ذلك.
ولكنّا إذا أردنا أن نسأل عن مصداق ذلك ما هو الموجب لهذا فلا نجد جواباً إلاّ الخضوع لدعاية خصومهم الذين تجاوزوا في اضطهاد الشيعة أبعد الحدود .
وحيث كانت تلك الأقوال لا تقوم على اُسس صحيحة، فقد اضطربت أقوال علماء الرجال في قبول رواية الشيعي وعدمها، ومن هو الذي تقبل روايته ومن تردّ روايته .
وما هي البدعة التي ابتدعها الشيعة فاستوجبوا ردّ أحاديثهم وعدم قبولها وستقف على الجواب في ترجمة أبان بن تغلب .
* * *
وقد هبّت زوبعة أقوال حول رواية الشيعة للحديث؛ ولكنها لم تؤثر إلاّ على ضعاف النفوس، ومن لا يقفون أمام الافتعالات موقف تثبت وتدبّر .
ومع كلّ تلك الحملات على الشيعة فقد أصبح لمدرستهم مكان في التشريع، رغم محاولة السلطة وأعوانهم منعها، لأنّ الشيعة يحملون من الآثار النبويّة في الأحكام الشرعية ما لا يمكن الاستغناء عنه ولم يجد العلماء بديلاً منه .
قال علي بن المديني: لو تركت أهل الكوفة لذلك الرأي يعني التشيع خربت الكتب .
قال الخطيب البغدادي: قوله خربت الكتب يعني لذهب الحديث(602).
وروى الخطيب عن محمّد بن أحمد بن يعقوب، عن محمّد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا عبدالله محمّد بن يعقوب، وسئل عن الفضل بن محمّد الشعراني، فقال: صدوق في الرواية إلاّ أنّه كان من الغالين في التشيّع .
قيل له فقد حدثت عنه في الصحيح. فقال: لأنّ كتاب اُستاذي ـ ملآن من حديث الشيعة. يعني مسلم بن الحجّاج(603).ورجال الحديث الثقاة من الشيعة الذين اعتمدهم رجال الصحاح منبثين في الأسانيد والطرق. أما كتب الجرح والتعديل فقد مرّ في ثنايا البحث طريقتهم في الخضوع للحقّ وأن لا مندوحة من الاعتراف بقول الراوية إذا كان شيعياً وذكر صفاته من الورع والصدق إلاّ أنّ ذلك لا يعفي أحداً من ذكر التهمة والإشارة الى تشيّعه.
ولقد اضطر بعض العلماء ـ وحتى رؤساء المذاهب ـ الى التعبير عن الثقة الشيعي بالقول: حدثني من لا أتهمه... إشارة الى الراوية الشيعي وما ذلك إلاّ امتداد لضرورات سياسية النصب التي أشرنا الى نتائجها في منع الرواية عن أميرالمؤمنين الإمام علي، ولجوء العلماء الى الإشارة إليه بالكنية أو بقلب آخر.
* * *
وبالجملة فإنّ تلك الخصومة التي نشبت بين الشيعة وبين الدولة قد أثرت هذا الأثر السيّئ على عقول كثير من الناس، وقد سرى ذلك إلى بعض المحدثين وعلماء الرجال؛ ممّن لم يذكروا الشيعة إلاّ مع التقبيح والتشنيع، فأعطوا عنهم فكرة سيئة، وصورة مشوهة كما ذكرنا ذلك مراراً .
وقد أخذ القصّاصون نصيبهم في نشر تلك الصورة، واستغل الوضّاعون تلك الفرص فكثرت الحكايات، وانتشرت الأحاديث الموضوعة والسياسة من وراء ذلك تشدّ أزرهم، وتتولّى نشر ما يفترون .
وقد وضعوا على ألسنة أئمة المذاهب أقوالاً مؤدّاها الامتناع عن قبول رواية الشيعة، كما نجد في أكثر كتب الاُصول كثيراً من ذلك؛ فمثلاً يقولون إنّ أبا حنيفة كان لا يجيز أخذ الآثار عن الشيعة، كما أوردوا ذلك عن أبي عصمة أنّه سأل أباحنيفة ممن تأمرني أن أسمع الآثار؟
فقال أبو حنيفة من كل عدل في هواه إلاّ الشيعة، فإنّ أصل عقيدتهم تضليل أصحاب محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) .
وهذه الكلمة قد أخذت مكانتها من أدمغة كثير من كتّاب الاُصول والحديث في السابق والحاضر، وبنوا عليها تأييد ما يدعونه على الشيعة من الطعن على الصحابة.
وتلك اُمور تخضع لدرجة علم المرء وايمانه فإذا غلب العلم على ذهن الإنسان وساده الإيمان تحرّج من النيل من الآخرين، وهؤلاء لو أنهم قصدوا الخير وخدمة الحقيقة لبحثوا عن أصل هذه الفرية والأكذوبة، التي نسبوها لأبي حنيفة، وذلك أنّ أبا عصمة كان من أشهر الوضاعين، وكان يرى ذلك حسبة، وأنّه ينال أجراً على كذبه فيما يؤيد مذهبه، فيالضياع العلم!!(604).
* * *
وكذلك نجد أقوالاً عن الشافعي ومالك وأحمد شبيهة بهذا؛ والكل لا أصل له لأنّا لم نجد طريقاً يصح في الإسناد إليهم، مع أنّهم ـ أي أئمة المذاهب ـ لم ينفصلوا عن مدرسة الشيعة، فكلّهم قد أخذوا الحديث منهم ورووا عنهم .
وأبو حنيفة كان من تلامذة الإمام الباقر وولده الإمام الصادق(عليهما السلام)، ومالك من تلامذة الإمام الصادق(عليه السلام)، والشافعي تلميذ لمالك، وأحمد تلميذ للشافعي، والكلّ قد رووا عن رجال الشيعة وخرّجوا أحاديثهم .
وهؤلاء الأئمة لم يرد عنهم حول رواية الشيعة ما يدل على الطعن، وكلّ ما نقل عنهم إنّما هي أشياء انتحلها اُناس لا يتورعون عن الكذب كما كذبوا على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته من قبل، تهزّهم جوائز الحكام وتطربهم انفعالات العامة فيتحللون من كلّ قيد ويتحلّون عن كلّ وازع.
* * *
ثم نأتي إلى رواة الحديث وأهل الصحاح فنجد كتبهم ملأى برواية الشيعة وأحاديثهم، فهذا البخاري وهو أمير المؤمنين في الحديث ـ كما يسمّونه ـ كان شيوخه من الشيعة(605) يربو عددهم على العشرين رجلاً، وكذلك مسلم، والترمذي وغيرهم من رواة الحديث .
وإننا نجد اليوم كتّاباً في علوم الحديث أو التاريخ يتغافلون عن الحقائق الراهنة، ويلبسونها أبراداً من التمويه، ليغذوا عقول الناشئة بأباطيل عصور التطاحن، فينالون بأقلامهم المسمومة الحديث عن الشيعة بكلّ ما توحيه إليهم عاطفتهم فيصفون الشيعة بما يروق لهم من الأوصاف التي لا يصحّ إطلاقها ولا يجوز ذكرها لو كان هناك أدنى أثر للروح الإسلامية أو ذمة الإيمان وصفهم بها، ولكن التعصّب يوجد من لا شيء شيئاً .
وكيف كان فإنّ الباحث المنصف لو أعطى من وقته شيئاً يساعده على دراسة موضوع الحديث عند الشيعة وتشدّدهم في قبول الرواية وتثبتهم في النقل، لحكم بالعدل وبذل قليلاً من الجهد في التحقيق لخرج بنتيجة على عكس ما ادعوه.
* * *
ونحن هنا نقدم طائفة من الرجال الذين حملوا الحديث، فكان منهم أئمة تشدّ إليهم الرحال، وتقصدهم طلاب العلوم من الأقطار النائية، وقد التزمنا بذكر بعض تلامذتهم، ومن خرّج حديثهم من كتب الصحاح الستة وذكرنا أقوال علماء الرجال فيهم .
وأشرنا قبل قليل إلى تعبير بعضهم عندما يترجمون لرجل من الشيعة فيقولون: صدوق ولكن مذهبه مذهب الشيعة أو أنه صدوق ولكنما نقموا عليه التشيع، أو أنه سيء المذهب أو مبتدع إلى غير ذلك مما ستقف عليه.
ومن الحقّ أن نتساءل ما هو الواجب في مثل هذه الاُمور، وهل التشيّع لعلي(عليه السلام)وأهل بيته بدعة في الإسلام؟ ولماذا هذه النقمة على من يتشيع؟ ولا نجد جواباً إلاّ الاتّهامات التي تكمن وراءها أغراض الخصوم لأهل البيت(عليهم السلام)الذين رموا أتباعهم بالزندقة. وقد مرّ تفصيل ذلك .
ومن السفه والجهل معاً أن يكون الاقتناع بكل ما ورد فيكون عقبة في طريق البحث والنظر، ولئن أخطأ بعض الباحثين الطريق إلى الواقع لتقليدهم الغير فيما ينقلونه، فإنّهم قد أساؤوا لأنفسهم أولاً، ولاُمتهم ثانياً .
وإنّ تلك النظريات الخاطئة التي تصور الشيعة بغير صورتها الواقعية إنّما كان من أسبابها تلك الغشاوة التي أرختها العصبية الرعناء، وقد آن الأوان لأن ننظر إلى الاُمور بمنظار الواقع، وأن نترك وراء ظهورنا ما ورثناه من عصور التطاحن، فإنّا أحوج ما نكون إلى ذلك اليوم .
وسيتّضح بهذه الدراسة خطأ القائلين بأنّ السنة لا يروون عن الشيعة، أو أن الشيعة ليس لمدرستهم الفقهية في التشريع أثر محسوس .
وهذه النظرة الخاطئة التي تصور الشيعة بمعزل عن المجتمع الإسلامي، وأنّهم صفر الأكف من العلوم، وبالأخص الفقه والحديث هي وليدة ظروف خاصة، وأغراض مقصودة، قد تعرّضنا لها مراراً من قبل .
ولا بأس أن نشير هنا الى ما أدّت إليه مواقف الحكّام والظلمة الذين اصطعنوا رجالاً تزيّوا بزي العلم ولبسوا لبوس الورع، ولكنّهم كانوا أعوان الفسقة ورجال الجور، فخانوا مبادئ دينهم، وتنكّروا لقيم الرسالة فأصبحوا أدوات بيد الجبارين والمتسلطين، وراحوا يضفون سمات الإسلام على النظم التي لم تتورع عن قتل الأبرياء وسفك الدماء وهتك الأعراض وانتهاب الأموال التي هي حقّ للمسلمين، وكان هؤلاء الذين استسلموا لأغراض الحكام يؤثرون في عقول العامة ويشنون حرباً على مبادئ أهل البيت ويرمون من نبغ منهم بالضلالة والبدع، ونجحوا في تأليب الناس وإخضاعهم لأغراض الحكّام. ولكن علماء الشيعة على مر العصور لم تفتر هممهم، ولم يصدهم عنف الطغاة، فكانت لهم هيئاتهم الخاصة التي تتصل بالأئمة من أهل البيت ونوابهم حسب المراحل الزمنية. كما أنّ نتاج علماء الشيعة ومبادئ أهل البيت كانت تجد طريقها الى النفوس فهي قرين الإيمان الحقّ، وكم انطوت الجوانح وضمت الصدور ميولاً ومشاعر لولا قسوة الحكام، لوجدت طريقها وأفصحت عن نفسها في مجامع الملوك المتسلطين وقصورهم عبر كلّ العهود.
ونحن بهذا البيان عن حملة العلم من الشيعة، ومن كانت تشدّ لهم الرحال للانتفاع منهم والأخذ عنهم نقدم جانباً واحداً من جوانب الحركة العلمية عند الشيعة ونعطي صورة مبسّطة لرجال الشيعة الذين اقتحموا حواجز العداء واجتازوا أسوار المقاطعة فوردت أسماؤهم عسى أن نوفق لتصحيح بعض أخطاء الكتّاب الذين أخطأوا الصواب في تحاملهم على الشيعة حول الحديث بالأخص والله الموفق .
والآن نقدّم جملة من اُولئك العلماء الذين روى لهم أصحاب الكتب الستة: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وأبو داود مع ذكر بعض من روى عنهم.
كما أنّنا لم نتعرض لأقوال الشيعة وآرائهم فيهم، بل اقتصرنا على ما ذكره علماء السنة، من منصفين ومتحاملين كالجوزجاني الذي لا يذكر الشيعة إلاّ بسيء العبارة، لأنّه شديد النصب لعلي(عليه السلام) وكذلك لم نستوف جميع من خرّج لهم أصحاب الكتب الستة، بل اقتصرنا على البعض منهم وهم :
أبان بن تغلب أبو سعيد أبان بن تغلب بن رباح الحريري المتوفى سنة (141 هـ)(606).
خرّج حديثه مسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، وروى عنه موسى بن عقبة الازدي، وشعبة بن الحجاج وحماد بن زيد بن درهم الأزدي، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن حازم التميمي وعبدالله بن المبارك، وزهير، وعلي بن عابس وغيرهم.
كان أبان من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) وقد تقدّمت ترجمته في ج3 ص51 ـ 59 ط1 من هذا الكتاب(607).
قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن أبان فقال: ثقة. وقال ابن حجر: أبان ثقة تكلم فيه للتشيع. وقال أحمد بن حنبل وابن معين: أبان ثقة، وقال محمّد بن سعيد المقري: سمعت عبدالرحمن بن الحكم يذكر عن أبان صحة حديث وأدب وعقل .
وقال ابن عدي: أبان بن تغلب له نسخ عامتها مستقيمة، إذا روى عنه ثقة، وهو من أهل الصدق في الرواية وإن كان مذهبه مذهب الشيعة، وهو في الرواية صالح لا بأس به .
وقال الذهبي: أبان بن تغلب الكوفي شيعي جلد لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته، وقد وثّقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو حاتم وأورده ابن عدي، وقال: كان غالياً في التشيع. وقال السعدي(608) : زائغ مجاهر، فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحدّ الثقة العدالة والاتقان فكيف يكون عدلاً من هو صاحب بدعة؟
وجوابه أنّ البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلوّ التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرق، فهذا أكثر في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق، فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة .
ثم بدعة كبرى: كالرفض الكامل والغلوّ فيه، والحطّ على أبي بكر وعمر، والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة...
فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان، والزبير، وطلحة، ومعاوية، وطائفة ممن حارب علياً وتعرض لسبهم، والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة، ويتبرأ من الشيخين أيضاً، ولم يكن أبان يعرض للشيخين أصلاً بل قد يعتقد علياً أفضل(609).أقول: هذا هو جواب الأسئلة المتقدمة، وقد أورد الذهبي هذا الجواب وظهر من فحواه أنّ مطلق التشيّع هو بدعة ولكن هذه البدعة تختلف شدة وضعفاً: فالبدعة الصغرى غلوّ التشيع أو التشيع بلا غلو بمعنى مطلق الحبّ لعلي ومشايعته .
ولا أدري هل يبقى بعد هذا التقسيم أحد من المسلمين غير متلبس بهذه البدعة إلاّ المنافقون الذين وصفهم الحديث النبوي بقوله(صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي، لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق، ونعوذ بالله من النفاق .
واتضح لنا أنّ هذه البدعة ـ وهي التشيع مع الغلو ومعناه حبّ علي(عليه السلام)والاجهار فيه ـ كانت كثيرة في التابعين وتابعيهم مع أنّهم من أهل الورع والدين فكيف يوسمون بالبدع؟
يقول أبو قيس الأودي(610) المتوفى سنة (120 هـ): أدركت الناس وهم ثلاث طبقات: أهل دين يحبون علياً، وأهل دنيا يحبون معاوية، والخوارج(611).
وعلى أيّ حال لا نريد أن نخوض في هذا الموضوع ونسأل من أين جاء هذا التحديد؟ ولماذا اختص الشيخان بهذه المنزلة دون غيرهم من أصحاب محمّد؟ ولماذا لا يطبق ذلك على من أعلن شتم علي(عليه السلام) وانتقاصه؟! وكيف تقبل رواية من عرف بالعداء له مع أنّهم لم يسمّوه بالبدعة ولم يتوقفوا عن قبول روايته أمثال عثمان بن حريز والحسين بن نمير والهيثم بن الأسود و.و.
أحمد بن المفضل أبو علي الكوفي أحمد بن المفضل القرشي الاُموي الحفري محله بالكوفة المتوفى سنة (215 هـ) مولى عثمان بن عفان .
خرّج حديثه مسلم وأبو داود والنسائي(612) وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وابنا أبي شيبة وأحمد بن يوسف السلمي(613).
وقال أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: كتبنا عنه وسئل أبي عنه، فقال: كان صدوقاً من رؤساء الشيعة(614).وقال ابن حجر: أحمد بن المفضل الحفري صدوق شيعي، وأشار إلى تخريج مسلم وأبي داود والنسائي لحديثه(615).وقال صفي الدين الخزرجي: أحمد بن المفضل روى عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وأبو حاتم، كان صدوقاً من الشيعة مات سنة (215 هـ)(616) .
إبراهيم بن يزيد أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي المتوفى سنة (96هـ).
خرّج حديثه البخاري، ومسلم، والجماعة، وروى عنه الأعمش ومنصور ابن عون، وزبيد البامي، وحماد بن سليمان، ومغيرة بن مقسّم الضبي وغيرهم .
ذكره ابن قتيبة في رجال الشيعة، وترجم له سيدنا شرف الدين في مراجعاته(617) ومات إبراهيم مختفياً من الحجاج ولم يشيعه إلاّ سبعة رجال...
إبراهيم بن محمّد أبو إسحاق المدني إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى المتوفى سنة (184 هـ) شيخ الإمام الشافعي وابن جريح ـ وأبو يحيى اسمه سمعان ـ خرّج حديثه ابن ماجة، وروى عنه الحديث داود بن عبدالله الجعفري، ويحيى بن آدم، وإبراهيم بن موسى السدي، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن طهمان، وابن جريح والشافعي، وسعيد بن أبي مريم، وأبو نعيم وطائفة غيرهم(618).
وقد تحامل على إبراهيم كثير من الحفاظ واتهموه بالكذب ووثّقه آخرون. قال الذهبي: إبراهيم بن أبي يحيى الفقيه المحدث، أبو إسحاق الأسلمي، أحد الأعلام، حدث عنه الشافعي، وابن جريح، وهو من شيوخه وإبراهيم السدي، والحسن بن عرفة وطائفة، وكان الشافعي يمشيه ويدلسه فيقول: أخبرني من لا أتهم .
وقال: ما كان ابن أبي يحيى في وزن من يضع الحديث وكان من أوعية العلم، وعمل موطأ كبيراً، ولكنه ضعيف عند الجماعة ولو كان عند الشافعي ثقة لصرّح بذلك، كما يقول في غيره: أخبرني الثقة. ولكنّه عنده غير متّهم بالكذب، كما حطّ عليه بذلك بعضهم .
وقال الشافعي لأن يخر إبراهيم من بعد أحبّ إليه من أن يكذب وهو ثقة في الحديث، وقال الشافعي أيضاً في كتاب اختلاف الحديث: ابن أبي يحيى أحفظ من الدراوردي .
وقال أبو أحمد بن عدي: سألت أحمد بن سعيد يعني ابن عقدة فقلت له: تعلم أحداً أحسن القول في إبراهيم غير الشافعي؟
فقال: نعم؛ حدثنا أحمد بن يحيى الأودي، سمعت حمدان بن الاصبهان قلت: أتدين بحديث إبراهيم؟ قال: نعم. وقال ابن عقدة: نظرت في حديث إبراهيم كثيراً وليس بمنكر الحديث .
قال ابن عدي: وهذا الذي قاله ابن عقدة هو كما قال: وقد نظرت أنا أيضاً في حديثه الكثير فلم أجد فيه منكراً، إلاّ عن شيوخ يحتملون، وإنّما يروي المنكر من قبل الراوي عنه، أو من قبل شيخه، وهو في جملة من يكتب حديثه، وله الموطأ أضعاف موطأ مالك(619).أقول: كان إبراهيم من تلامذة الإمام الباقر(عليه السلام) وولده الإمام الصادق(عليه السلام)، وكان من شيوخ الإمام الشافعي، وابن جريح وغيرهما من المحدّثين. وقد أكثر الشافعي عنه. ولشدة ما تحامل الناس على إبراهيم فقد كان الشافعي لا يحدث عنه باسمه في بعض المواطن، فيقول حدثني الثقة أو يقول حدثني من لا اتّهمه ويصرّح باسمه في مواطن اُخر .
وقد روى الشافعي عن إبراهيم عن الصادق(عليه السلام) في عدّة أحاديث .
قال إسحاق بن راهويه: ناظرت الشافعي بمكة، في كري بيوت مكة فاحتج بالحديث: هل ترك لنا عقيل من ظل؟
قال إسحاق فقلت للشافعي ـ فيما كنت أحتج فيه عليه: كيف جعفر بن محمّد الصادق عندك؟
فقال: ثقة، كتبنا عن إبراهيم بن يحيى عند العمارة حديثاً عنه فقال إسحاق: حدثني حفص بن غياث القاضي عن جعفر بن محمّد.. وسردت الباب في كري بيوت مكة(620).
وعلى أيّ حال فإنّ إبراهيم هذا من الشيعة وله كتاب مبوب في الحلال والحرام، وهو أول من وضع موطأ أضعاف موطأ مالك .
ولم يكن لمن تحاملوا عليه حجة إلاّ ما ادعاه بعض الناس عليه من أنه كان ينال من الشيخين، كما ذكر ذلك يعقوب بن سفيان في تاريخه(621).
اجلـح أبو حجية الكندي أجلح، وقيل اسمه يحيى بن عبدالله والأجلح لقب، المتوفى سنة (145 هـ) .
خرّج حديثه البخاري في الأدب المفرد ومسلم في صحيحه والأربعة. وروى عنه الثوري وابن المبارك ويحيى القطان وشعبة وأبو اُسامة وجعفر بن عوف .
قال ابن حجر: أجلح يقال اسمه يحيى صدوق شيعي مستقيم الحديث من الطبقة السابعة مات سنة (145 هـ)(622).
وقال ابن عدي: أجلح شيعي صدوق. وقال الجوزجاني: أجلح مفتر. وقال النسائي له رأي سوء(623).وقال ابن معين: أجلح صالح، ثقة، وليس به بأس. وقال ابن عدي: أجلح له أحاديث صالحة ويروي عنه الكوفيون وغيرهم، ولم أر له حديثاً منكراً مجاوزاً للحد لا إسناداً ولا متناً إلاّ أنّه من شيعة الكوفة وهو عندي صدوق(624).
وذكره الشيخ الطوسي في عداد تلامذة الإمام الصادق(عليه السلام) واسماه يحيى بن عبدالله بن معاوية الكندي الأجلح(625).
إسحاق بن منصور أبو عبدالرحمن إسحاق بن منصور السلولي الكوفي المتوفى سنة (205هـ).
خرج حديثه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة. وروى عنه أبو نعيم وهو من أقرانه، وابنا أبي شيبة، وعباس العنبري وأبو كريب، وابن نمير، والقاسم بن زكريا، وأحمد بن سعيد الرباطي وعباس الدوري. ويعقوب ابن شيبة السدوسي وجماعة(626).قال ابن حجر: إسحاق بن منصور السلولي مولاهم أبو عبدالرحمن صدوق، تكلّم فيه للتشيّع، مات سنة (204 هـ) وقيل بعدها(627) .
إسماعيل بن أبان أبو إسحاق إسماعيل بن أبان الأزدي الوراق الكوفي المتوفى سنة(216هـ).
خرّج حديثه البخاري، والترمذي في الصحيح، وأبو داود في مراسيله وكان من شيوخ البخاري .
روى عنه أحمد بن حنبل، وابن معين، والدارمي، وأبو حاتم وأبو زرعة، وأبو خيثمة. وعثمان بن أبي شيبة، والقاسم بن زكريا بن دينار، والذهلي، ويعقوب بن شيبة، وجماعة آخرهم إسماعيل سمويه، وأبو إسماعيل الترمذي(628).قال ابن حجر: إسماعيل بن أبان الأزدي أبو إسحاق أو أبو إبراهيم كوفي ثقة، تكلم فيه للتشيع مات سنة ست عشرة من الطبقة التاسعة(629).وقال الذهبي: إسماعيل بن أبان الكوفي الوراق شيخ البخاري، حدّث عنه يحيى وأحمد، وقال البخاري: صدوق وقال غيره: كان يتشيع(630).وقال الجوزجاني: كان مائلاً عن الحقّ ولم يكن يكذب. قال ابن عدي: حول هذا القول: الجوزجاني كان مقيماً بدمشق يحدّث على المنبر، وكان أحمد يكاتبه فيتقوى بكتابه، ويقرأه على المنبر، وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي(عليه السلام) فقوله في إسماعيل مائل عن الحقّ يريد به ما عليه الكوفيون من التشيع(631).وقال ابن حجر: الجوزجاني كان ناصبياً منحرفاً عن علي فهو ضد الشيعي، المنحرف عن عثمان، والصواب موالاتهما جميعاً، ولا ينبغي أن يسمع قول مبتدع في مبتدع(632).وقال البزاز: إنّما كان عيبه ـ أي إسماعيل ـ شدة تشيعه لعلي إنّه عيّر أو عيب عليه في السماع، وقال الدراقطني: ثقة مأمون .
إلى آخر ما جاء حول أبان شيخ البخاري وأحمد وغيرهما، وقد وصفوه بالصدق والأمانة إلاّ أنّ عيبه هو حبّه لعلي(عليه السلام) .
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: إسماعيل بن أبان الوراق ثقة. صدوق في الحديث صالح الحديث، لا بأس به كثير الحديث(633) .
تمييز ربّما اشتبه بعضهم في ترجمة إسماعيل بن أبان الوراق بإسماعيل بن أبان الخياط الغنوي الكوفي المتوفى سنة (210 هـ).
فإسماعيل بن أبان الوراق ثقة صدوق شيعي، كما تقدّم وإسماعيل بن أبان الخياط كان كذّاباً.
قال عثمان بن أبي شيبة: إسماعيل بن أبان الوراق ثقة صحيح الحديث قيل له: فإن إسماعيل بن أبان عندنا غير محمود!
قال ههنا إسماعيل آخر يقال له: ابن أبان غير الوراق وكان كذاباً(634).وقال الذهبي: إسماعيل بن أبان الخياط الغنوي: كذّبه يحيى بن معين، وقال أحمد بن حنبل: كتبنا عنه عن هشام بن عروة ثم روى أحاديث موضوعة.
ثم ذكر الذهبي الأحاديث الموضوعة عنه وإن كان يضعها على الثقات، ومنها حديث السابع من ولد العباس يلبس الخضرة .
وكان أبان هذا يضع الأحاديث على سفيان الثوري وجابر الجعفي وغيرهم من الثقات(635).وعلى أيّ حال فإنّ زمن ابن الوراق والغنوي واحد وربما وقع الاشتباه بين الاسمين. يتبع
عايش المدير العام
عدد الرسائل : 116 تاريخ التسجيل : 14/06/2011
موضوع: الرد على الجميع والحاقدين خصوص4 الجمعة يونيو 17, 2011 6:44 pm
تابع
تابع إسماعيل السدي أبو محمّد إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة السدي ـ نسبة إلى سدة مسجد الكوفة ـ المتوفى سنة (127 هـ) من تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام)(636). خرّج حديثه مسلم، والترمذي، وابن ماجة ؛ وأبو داود، والنسائي. وروى الحديث عنه حملة الآثار منهم: سماك بن حرب، وإسماعيل بن أبي خالد، وعيسى بن عمر الهمذاني، وسليمان التميمي، وعثمان بن ثابت، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، وزائدة، وزيد بن أبي أنيسة، وزياد بن أبي خيثمة، وأبو إسرائيل الملائي، وإسرائيل بن يونس، وحسن وعلي ابنا صالح، وشريك ابن عبدالله، وأبو عوانة وأبو الأحوص، وأبو بكر بن عياش(637).قال ابن حجر: إسماعيل السدي أبو محمّد الكوفي صدوق يتهم، ورمي بالتشيع من الطبقة الرابعة(638).وقال الخزرجي: رمي بالتشيع. وقال ابن عدي: مستقيم الحديث صدوق . وقال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت أحداً يذكر السدي إلاّ بخير(639).وسئل القطان عن السدي، فقال: لا بأس به، ما سمعت أحداً يذكر السدي إلاّ بخير، وما تركه أحد ثم قال: روى عنه شعبة، والثوري وزائدة(640). قال أحمد بن حنبل: قال يحيى بن معين يوماً عند عبدالرحمن بن المهدي: السدي ضعيف، فغضب عبدالرحمن وكره ما قال(641). * * * وكان السدي من المفسرين المشهورين ومن الثقات في الحديث، وخرّج حديثه الجماعة إلاّ البخاري، ولكنّه كان شيعياً ولهذا قال فيه الجوزجاني المتعصب: حدثت عن معمر عن ليث: كان بالكوفة كذابان فمات أحدهما السديأو الكلبي(642).وقد لفّق خصومه حوله تهماً ونسبوا إليه أشياء حسب ما توحيه إليه نزعتهم المنحرفة عن الحقّ. وإلاّ فإنّ الرجل من حملة الحديث، وكان يقصده العلماء للأخذ عنه، وقد وثّقه جماعة منهم: أحمد بن حنبل، وابن مهدي، وأبو حاتم وغيرهم . وقال شريك ما ندمت على رجل لقيته إلاّ أكون كتبت كل شيء لفظ به. إلاّ السدي. قال أبو محمّد: يعني السلف الماضي(643) .
إسماعيل بن خليفة أبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة العبسي الملائي الكوفي المتوفى سنة (169هـ). خرّج حديثه الترمذي، وابن ماجة، وروى عنه الثوري، وعبدالرحمن الرازي، ووكيع وأبو نعيم، وإسماعيل بن صبيح اليشكري، وأبو أحمد الزبيري وأبو الوليد الطيالسي . قال ابن حجر: إسماعيل بن خليفة صدوق سيّئ الحفظ نسب إلى الغلوّ في التشيّع. وقال أبو زرعة: إسماعيل صدوق إلاّ أنّ في رأيه غلوّاً(644) وقال يحيى بن معين: أبو إسرائيل صالح. وقال عمر بن علي: أبو إسرائيل الملائي ليس من أهل الكذب. وقال ابن أبي حاتم: كان من الثقات روى عنه أبي وأبوزرعة رحمهمالله(645).وقال ابن حبان في الضعفاء: روى عنه أهل العراق، وكان رافضياً شتّاماً، وهو مع ذلك منكر الحديث، حمل عليه أبو داود الطيالسي حملاً شديداً(646). وقال ابن سعد: إسماعيل بن خليفة يقولون إنّه صدوق، وكان بهز بن أسد يحكي أنّه سمع أبا إسرائيل تناول عثمان(647).وقال الجوزجاني: إسماعيل بن خليفة مفتر زائع. أي أنّه شيعي لأنّ هذه لهجة الجوزجاني في تراجم الشيعة.
وكيف كان فالرجل وثّقه العلماء وأخذ عنه جماعة منهم وقد اتّهموه بالحمل على الخلفاء .إسماعيل بن زكريا
أبو زياد إسماعيل بن زكريا بن مرّة الخلقاني المتوفى سنة (174 هـ).
خرّج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي وابن ماجة وروى عنه سعيد بن سليمان سعدويه، ومحمّد بن الصباح الدولابي وأبو الربيع الزهراني، ومحمّد بن بكار بن الريان، ومحمّد بن سليمان، وسعيد بن منصور، ولوين وعدة(648).قال الذهبي: إسماعيل بن زكريا الخلقاني الكوفي صدوق شيعي لقبه شقوصاً، قال أحمد: ما به بأس، وقال مرة حديثه حديث مقارب، وقال مرة ضعيف الحديث، وثّقه ابن معين(649) وقال ابن خراش: إسماعيل صدوق. وقال الدوري وابن أبي خيثمة عنه: إنّه ثقة(650) .
إسماعيل بن موسى أبو محمّد إسماعيل بن موسى الفزاري الكوفي المتوفى سنة (245 هـ).
روى له البخاري في أفعال العباد وخرّج حديثه أبو داود، والترمذي وابن ماجة.
وروى عنه ابن خزيمة، والساجي، وأبو يعلى، وأبو عروبة، ومطين وبقي ابن مخلد، وأبو حاتم، وأبو زرعة(651).قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال صدوق. وروى عنه أبي وأبوزرعة.
وقال ابن حجر: إسماعيل بن موسى نسيب السدي صدوق يخطئ ورمي بالرفض، من الطبقة العاشرة(652).وقال الذهبي: إسماعيل بن موسى الفزاري الكوفي روى عنه أبو داود وأبو عروبة، وابن خزيمة وخلائق، قال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي ليس به بأس. وقال ابن عدي: انكروا منه غلوّه في التشيع(653).وقال مطين: كان إسماعيل بن موسى صدوقاً، وقال أبو داود: إسماعيل صدوق في الحديث وكان يتشيّع(654).وقد اتهموه بشتم السلف، وكان هناد ينهى عن الحضور عند إسماعيل بن موسى لأنّه يشتم السلف. وشتم السلف في عرفهم يدخل فيه نقل كل رواية فيها حط على واحد منهم حتى لو قال أحد إنّ معاوية خالف الكتاب والسنة بإلحاقه زياد بن سمية بأبي سفيان، أو يقال بأنه سلط بسر بن أرطأة على المسلمين فقتل الأطفال، والشيوخ، والنساء، أو يقال: إنّه سم الحسن بن علي(عليه السلام) أو يُقال إنّ المغيرة بن شعبة زنى بأم جميل وخالد بن الوليد قتل مالك ابن نويرة ظلماً ونزى على امرأته إلى غير ذلك . فالتعرض لأمثال هذه الحوادث يرمي صاحبها بالفسق كما نقل الذهبي عن ابن أبي شيبة، أو هناد أنه قال لمن يذهب لسماع الحديث من إسماعيل هذا: ماذا عملتم عند ذاك الفاسق الذي يشتم السلف(655) ؟ .
إسماعيل بن عبدالله إسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي المتوفى سنة(145هـ).
خرّج حديثه ابن ماجة. وروى عنه ابن أخيه صالح بن معاوية والحسين بن زيد بن علي بن الحسين وعبدالله بن مصعب الزبيري .
ووقع اشتباه في خلاصة الخزرجي بقوله وروى عنه الحسين بن علي، وهذا خطأ والصحيح ما بيناه: وهو الحسين بن زيد بن علي، ولهذا ذكرناه هنا لأنا لم نذكر حملة الحديث من العلويين في هذا العرض .
إسماعيل بن سلمان إسماعيل بن سلمان بن المغيرة الأزرق التميمي الكوفي .
خرّج حديثه ابن ماجة، والبخاري في الأدب المفرد، وروى عنه إسرائيل ووكيع، ومحمّد بن أبي ربيعة، وعبيدالله بن موسى. قال ابن أبي حاتم: سمعت ابن نمير يقول: إسماعيل بن الأزرق الذي يروي عن أبي عمر كان من غلاة الشيعة، وأبو عمر صاحب ابن الحنفية(656).وقد تحامل الحفّاظ على إسماعيل هذا لأنّه أحد رواة حديث الطائر المشوي، الذي أخرجه الترمذي، والبغوي في المصابيح الحسان، وأخرجه الخربي، وابن البخاري وغيرهم عن أنس بن مالك قال: قدّمت لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)طيراً، أو كان عند النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) طير فقال اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك، ليأكل معي هذا الطير فجاء علي (عليه السلام) فأكل معه.
وحديث الطائر مشهور، وأحد رواته إسماعيل بن سلمان ومن أعجب الاُمور أن يكون سبب تضعيف هذا الرجل لروايته لهذا الحديث، ولم ينفرد هو به بل روي من طرق متعددة ليس هذا محل التعرض لها حتى أنّ الذهبي صححه، وجعل فيه جزءاً منفرداً .
ومن أظرف الأشياء: أنّ الحافظ عبدالله بن محمّد بن عثمان الواسطي المتوفى سنة (373 هـ) كان من العلماء الأعلام، وله حلقة درس، ومن الحفاظ المتقنين، فاتفق أنّه أملى على تلامذته حديث الطير، فلم تحمله نفوسهم، فوثبوا به وأقاموه، وغسلوا موضعه، فمضى ولزم بيته، ولم يحدث أحداً .
قال الذهبي: ولهذا قلّ حديثه عند الواسطيين(657).ومن هذا وأمثاله يتجلّى لنا شدّة الأمر على الحفاظ الذين يحملون الآثار الصحيحة في فضائل أهل البيت، ممّا يدعو إلى التكتم وترك ذلك، ولهذا قال بعض الحفاظ في الإمام علي (عليه السلام): ماذا أقول في رجل كتم أعداؤه فضائله حسداً له وكتم اولياؤه فضائله خوفاً من أعدائه، فظهر له ما بين ذا وذا ما ملأ الخافقين؟
أصبغ بن نباتة(658) أبو القاسم أصبغ بن نباتة التميمي ثم الحنظلي الكوفي. خرّج حديثه ابن ماجة، روى عنه سعيد بن طريف، والأجلح، وفطر بن خليفة ومحمّد بن السائب الكلبي وغيرهم .
كان من خواص الإمام علي(عليه السلام) وكان على شرطته. قال ابن حبان: أصبغ فتن بحبّ عليّ فأتى بالطامات .
وقال ابن عدي عامة ما يرويه عن علي(عليه السلام) لا يتابعه عليه أحد، وهو بيّن الضعف ثم قال: وإذا حدث عنه ثقة فهو عندي لا بأس بروايته .
وقال العجلي: أصبغ كوفي تابعي ثقة. وقال ابن سعد. أصبغ كان شيعياً وكان يضعف في روايته وكان على شرطة علي(عليه السلام)، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال الجوزجاني: زائغ(659).ولا بدّ هنا بأن نشير إلى ما يبدو من كلمة ابن عدي بأن أصبغ بن نباتة ثقة، ولكنّه مكذوب عليه وهذا غير بعيد أن يضع المغرضون عنه أخباراً غير صحيحة لتنسب إلى شيعة علي(عليه السلام) حتى يكون طريقاً للوقيعة فيهم، وهذا كثير في تلك العصور .
والغرض أنّ أصبغ من الثقات ومن خواص أمير المؤمنين ولكن تحاملهم عليه لشدة حبّه لعلي(عليه السلام). ولا يضر مكانته ما سدده القوم إليه، ولعمري فإنّها عليهم وليست لهم ما دام أصبغ على بينة من دينه وعلى ثقة من علمه.
بسام الصيرفي أبو الحسن بسام بن عبدالله الكوفي من تلامذة الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام)خرّج حديثه النسائي. وروى عنه حاتم بن إسماعيل، وخلاد بن يحيى، وابن المبارك ووكيع، وأبو نعيم، والحسن بن عطية، وعبيدالله الأشجعي(660).قال يحيى بن معين: بسام الصيرفي صالح. وقال مرّة إنّه ثقة.
وقال أبو حاتم: بسام الصيرفي لا بأس به، صالح الحديث .
وقال الحاكم في المستدرك: هو من ثقاة الكوفيين ممن يجمع حديثه ولم يخرّجاه ـ أي مسلم والبخاري ـ وذكره ابن عقدة في رجال الشيعة وكذلك الطوسي وابن النجاشي(661) .
تليد بن سليمان(662) أبو سليمان أو أبو إدريس تليد بن سليمان المحاربي الكوفي المتوفى سنة(190 هـ) .
خرّج حديثه الترمذي في صحيحه، وروى عنه هشيم بن أبي ساسان، وأحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن موسى الأنصاري، ومحمّدبن عبدالله بن نمير، وأبو سعيد الأشج، ويحيى بن يحيى النيسابوري.
قال أحمد بن حنبل: تليد كان مذهبه التشيع. وقال البخاري: تليد تكلم فيه يحيى بن معين ورماه. وقال العجلي: تليد كوفي، روى عنه أحمد بن حنبل لا بأس به كان يتشيع ويدلس .
وقال أحمد بن حنبل: كتبت عنه حديثاً كثيراً. وقال يعقوب بن سفيان: تليد رافضي خبيث(663).وأخرج الخطيب البغدادي عن تليد بن سليمان عن أبي الجحّاف عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: نظر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم .
وقد اتّهم تليد بأنّه يشتم عثمان، ولهذا حملوا عليه فكذّبوه، يقول عباس بن محمّد: سمعت يحيى بن معين يقول: تليد كذاب كان يشتم عثمان وكلّ من شتم عثمان أو طلحة، أو أحداً من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) دجال لا يكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(664).
* * *
هذا ما نقل عن ابن معين وهو الرجل الحافظ المتضلع بعلم الرجال، ولكن لا ندري هل أنّ ما ذهب إليه ابن معين من هذا الرأي هو عام لكلّ من شتم أحداً من أصحاب محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، أم خاص بالبعض دون البعض؟
فإن كان ذلك على وجه العموم فبأيّ وجه يصدق من يحمل على أول الصحابة إسلاماً، وأعلمهم بأحكام القرآن، وأقضاهم بالحكم، وأعدلهم في الرعية، وأقربهم من رسول الله بل هو نفسه، وهو الإمام علي.
فإنّا نجد كتب الحديث مملوءة من روايات من نصب العداء لعلي وولديه أمثال الخوارج كعمران بن حطان وثور بن زيد الديلي والجوزجاني وغيرهم فقد وثّقوهم وأخذوا عنهم .
وكذلك النواصب كإسماعيل بن سميع الحنفي وأزهر بن عبدالله و. و. و.
ثمّ ماذا يقول ابن معين في الرواية عمّن اتخذ شتم أهل البيت سنةً؛ فهل تركوه أم خرّجوا أحاديثه ووسموه بأنّه صلب في السنة ثقة في الحديث؟
وإن كان هذا شيئاً يخصّ جماعة دون آخرين فهذا أمر لا نعرفه وليس له دليل.
ونحن لا نريد أن نخرج عن الصدد في الخوض بهذا الموضوع نترك تقديره للقراء المنصفين.
ثابت بن أبي صفية أبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي المتوفى في خلافة أبي جعفر المنصور.
خرّج حديثه الترمذي، وابن ماجة، والنسائي في مسند علي(عليه السلام)، وهو من تلامذة الإمام الباقر(عليه السلام)(665).روى عنه الثوري، وشريك، وحفص بن غياث، وأبو اُسامة وعبدالملك بن أبي سليمان وأبو نعيم، ووكيع، وعبيدالله بن موسى، وزافر بن سليمان.
قال ابن حجر: ثابت بن أبي صفية الثمالي ـ بضم المثلثة ـ أبو حمزة واسم أبيه دينار ـ وقيل: سعيد ـ كوفي رافضي من الطبقة الخامسة مات في خلافة أبيجعفر المنصور(666).وقال الخزرجي: ثابت بن أبي صفية الثمالي أبو حمزة رافضي(667) وعلى أيّ حال فقد ذكروا أبا حمزة بالتضعيف وليس لهم حجة إلاّ أنّه رافضيّ كان يحمل على عثمان .
ثوير بن أبي فاختة أبو الجهم ثوير بن أبي فاختة سعيد بن علاقة الهاشمي أبو الجهم الكوفي مولى اُم هاني وقيل: مولى زوجها جعدة .
خرّج حديثه الترمذي في صحيحه، وروى عنه الأعمش، والثوري وإسرائيل، وشعبة وحجاج بن أرطأة وغيرهم .
قال يونس بن أبي إسحاق: كان رافضياً وقال ابن معين؛ ليس بشيء وقال أبو حاتم وغيره ضعيف(668).وقد نقموا على ثوير هذا تشيعه لعلي(عليه السلام) وروايته عن أبيه أبي فاختة وكان أبوه من كبار التابعين ووثّقه جماعة .
وقد روى ثوير عن أبيه ـ كما حدث عنه أبو مريم الأنصاري ـ أنّه سمع علياً(عليه السلام)يقول: لا يحبّني كافر ولا ولد زنا(669) .
جعفر بن زياد أبو عبدالله ـ وقيل: أبو عبدالرحمن ـ جعفر بن زياد الأحمر الكوفي المتوفى سنة (167 هـ).
خرّج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وروى عنه سفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وعبيدالله بن موسى، وأبو غسان النهدي، وأسود بن شاذان، وابن إسحاق، وإسحاق بن منصور السلولي، وعبدالرحمن بن مهدي، وقبيصة، وعدة غيرهم؛(670) وهو من تلامذة الإمام الصادق(عليه السلام)(671).
قال ابن حجر: جعفر بن زياد صدوق يتشيع من الطبقة السابعة(672).ووثقّه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو زرعة(673) وقال أبو داود صدوق شيعي حدّث عنه ابن مهدي، وقال ابن أبي شيبة: جعفر بن زياد صدوق ثقة وقال العجلي: كوفي ثقة(674).ويقول الجوزجاني: جعفر بن زياد مائل عن الطريق. قال الخطيب البغدادي ـ بعد نقله لكلمة الجوزجاني ـ: قلت: يعني في مذهبه وما نسب إليه من التشيع.
ولقد تحمل جعفر بن زياد في سبيل حبّه لآل محمّد وتشيعه لهم جور السلطة وعنف الولاة، لأنّه كان من رؤساء الشيعة في خراسان. فقد كتب المنصور إلى هراة بإشخاصه مع جماعة من الشيعة فحبسوا في المطبق دهراً طويلاً وكان إشخاصه من الاهانة والتحقير وذلك أنّهم أشخصوه في ساجور، والساجور خشبة تعلق في عنق الكلب أو قلادة تجعل في عنقه والمراد هنا أنّهم أشخصوه وفي عنقه حبل يجرّ به(675) وقد كان لا يصلي مع الولاة ولا يميل إليهم.
وكان الحسن بن صالح يصلي الجمعة مع الأمراء، وكان الحسن من الشيعة فمنعه جعفر بن زياد عن صلاة الجمعة معهم، فقال له الحسن اُصلي معهم ثم أعيدها .
فقال له جعفر: يراك إنسان فيقتدي بك(676) ولهذا فقد وصفوه بالغلوّ مع توثيقهم له .
جعفر بن سليمان أبو سليمان البصري جعفر بن سليمان الضبعي المتوفى سنة (178 هـ) وهو من تلامذة الإمام الصادق(عليه السلام)(677).خرّج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة .
روى عنه هلال بن بشر، وبشر بن آدم، والحكم بن ظبيان، ومحمّد بن عبدالملك بن زنجويه، وأبو حاتم الرازي، وابن المبارك، وأبو الوليد الطيالسي، والحسن بن الربيع، ومسدد، وعبيدالله القواريري وعبدالسلام بن مطهروغيرهم(678).قال أحمد بن حنبل: جعفر بن سليمان لا بأس به. فقيل له: إنّ سليمان بن حرب يقول لا يكتب حديثه .
فقال أحمد: إنّما كان جعفر يتشيع. وأهل البصرة يغلون في علي(عليه السلام)(679).ولما قدم جعفر بن سليمان إلى صنعاء حدّثهم حديثاً كثيراً، وكان عبدالصمد ابن معقل يجيء فيجلس إليه .
وقد وثّقه ابن معين، وأحمد بن حنبل، وابن سعد وغيرهم. وحمل بعضهم عليه لتشيعه أو ميله لأهل البيت(عليهم السلام) .
قال ابن حبان: كان جعفر بن سليمان من الثقات في الروايات غير أنّه ينحل الميل إلى أهل البيت، ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كانت فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها الاحتجاج بخبره جائز(680).
* * *
أقول: من هذا يتّضح لنا أنّ الشيعة إنّما وسموا بالبدعة لأنّهم مع أهل البيت(عليهم السلام)، وهذه الكلمة التي ذكرها ابن حبان بمنتهى الغرابة، وذلك بأن يكون مطلق الميل إلى أهل البيت بدعة، ومفهومه أنّ عدم الميل إليهم يكون سنة! ومن هنا تغذت آفة التعصّب ونمت سموم الفرقة.
وأيّ جريمة ترتكب بحقّ الإسلام والعلم عندما تترك أقوال الثقات أو يغفل شأن العلماء لتشيع فيهم. ولو تساءلنا: إذا كان المرء على ورع وتقوى يشهد بهما الناس ويجمعون ولهم في الصدق منزلة فما الضير في الأخذ عنهم؟ أليس مصدر علمهم هو القرآن ومنبع صدقهم هو الاتصال بمدرسة أهل البيت والأخذ بمبادئهم؟
ولا ندري ما نقول حول هذه الاُمور، وكيف نتصور الحالة التي بلغ إليها المسلمون من الخلاف الذي هو خلاف تعاليم الإسلام ونظمه؟
وقال الذهبي في ترجمة جعفر بن سليمان: روى عنه سيار بن حاتم وعبدالرزاق، وعنه أخذ بدعة التشيع(681).وعبدالرزاق هو ابن همام المحدّث أحد الأعلام، وهو شيعي كما سيأتي في ترجمته، فهو في نظر الذهبي مبتدع لأنّه شيعي أخذ التشيّع عن جعفر، لأنّه من تلامذته .
وستقف على ترجمة عبدالرزاق بن همام، وأقوال العلماء في مدحه .
وعلى أيّ حال فإنّ جعفر بن سليمان إنّما جرحه البعض لأنّه ممن يحب أهل البيت، وهو أحد رواة حديث الطير المشهور الذي رواه جماعة من الحفاظ .
ولأنّ حبّ أهل البيت والميل إليهم كان بدعة فإنّ الشيعة تفتخر بهذه البدعة التي جرت في عروقهم، وانطبعت في قلوبهم، وقد اتبعوا فيها صاحب الرسالة النبيّ الأعظم محمّداً(صلى الله عليه وآله وسلم) فهم يحبّون آله لحبّ الله وحبّه(صلى الله عليه وآله وسلم) لهم، وقد تقدّم بيان ذلك في ثنايا أجزاء هذا الكتاب.
جميع بن عمير أبو الأسود جميع بن عمير التميمي الكوفي من بني تيم الله بن ثعلبة من تلامذة الإمام الصادق(عليه السلام)(682).خرّج حديثه الترمذي، والنسائي، وأبو داود، وابن ماجة. وروى عنه: الأعمش، والعوام بن حوشب، والعلاء بن صالح، وصدقة بن سعيد الحنفي، وكثير النواء، وحكيم بن جبير، وابنه محمّد بن جميع، وأبو إسحاق الشيباني(683).
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن جميع، فقال: هو من عتق الشيعة ومحله الصدق، صالح الحديث، كوفي من التابعين .
وقال العجلي: تابعي ثقة، وقال الساجي: له أحاديث مناكير وفيه نظر وهو صدوق .
أقول: إنّهم أنكروا على جميع روايته في فضائل علي(عليه السلام) منها ما رواه علي ابن صالح. عن حكيم بن جبير عن جميع عن ابن عمر أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي(عليه السلام): أنت أخي في الدنيا والآخرة(684).ولهذا حملوا عليه. قال فيه ابن نمير: إنّه كان من أكذب الناس وقالوا فيه: كان رافضياً يضع الحديث إلى غير ذلك.
جميع العجلي أبو بكر جميع بن عمير بن عبدالرحمن العجلي الكوفي.
خرّج حديثه مسلم والترمذي وروى عنه عمرو بن محمّد العنقري، ومالك ابن إسماعيل، ومحمّد بن يزيد الرفاعي، وعبدالله بن إسماعيل الهباري، وأبوغسان النهدي، وسفيان بن وكيع بن الجراح، ويحيى بن عبدالحميد الحماني، وعدة(685).قال ابن حجر: جميع ـ بالتصغير ـ بن عمير ـ كذلك ـ أبو بكر الكوفي ضعيف رافضي، وأشار إلى تخريج مسلم والترمذي لحديثه(686).وقال العجلي: جميع لا بأس به يكتب حديثه، وليس بالقوي، وذكره ابن عدي في الكامل، وابن حبان في الثقات .
جابر بن يزيد أبو زيد جابر بن يزيد بن الحارث بن عبديغوث الجعفي الكوفي المتوفى سنة (128 هـ).
خرّج حديثه أبو داود، والترمذي، وابن ماجة.
وروى عنه: الثوري، وشعبة، وإسرائيل، والحسن بن حي(687)، وشريك، ومسعر، ومعمر، وأبو عوانة، وزهير، وإسرائيل وغيرهم .
وقد تقدمت الإشارة إليه في هذا المجلد ص410 ـ 411 في اتهام الذهبي له بالوضع.
جرير بن عبدالحميد أبو عبدالله جرير بن عبدالحميد بن قرط ـ بالضم ـ الضبي الكوفي المتوفى سنة (188 هـ)، من تلامذة الإمام الصادق(عليه السلام)(688).احتج به البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجة، وأبو داود، والنسائي .
وروى عنه: إسحاق بن راهويه، وابنا أبي شيبة، وقتيبة، وعبدان المروزي، وأبو خيثمة، ومحمّد بن قدامة الطوسي، ومحمّد بن قدامة السلمي، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، ويحيى بن يحيى، ويوسف بن موسى القطان، وأبو الربيع الزهراني، وعلي بن حجر وجماعة(689).قال ابن حجر: جرير أجمعوا على ثقته، وقال ابن سعد: كان ثقة يرحل إليه، وقال ابن معين وأحمد: هو أثبت من شريك، ووثقه العجلي والنسائي، وأبو حاتم، وقال يحتج بحديثه، ونسبه قتيبة إلى التشيّع المفرط(690).وقال ابن حبان في الثقات: كان جرير من العباد الخشن. وقال أبو أحمد الحاكم: هو عندهم ثقة. وقال قتيبة: حدثنا جرير الحافظ المقدم لكن سمعته يشتم معاوية علانية(691) .
الحارث الهمداني أبو زهير الحارث بن عبدالله الأعور الهمداني الخارقي الكوفي المتوفى سنة(65 هـ) .
خرّج حديثه الترمذي، والنسائي، وأبو داود وابن ماجة، وروى عنه الشعبي، وإسحاق السبيعي، وأبو البختري والطائي، وعطاء بن أبي رباح، والضحاك بن مزاحم وغيرهم(692).كان الحارث من أصحاب الإمام علي(عليه السلام)، ومن رجال الشيعة، وقد وثّقه ابن معين، والنسائي، وأحمد بن صالح وابن أبي داود وغيرهم .
وكان يحيى بن سعيد القطان يحدث من حديث الحارث، وكان أبو إسحاق يصلي خلف الحارث وكان إمام قومه وكان أبو إسحاق السبيعي يقول: ليس بالكوفة أعلم بفريضة من عبيدة والحارث(693).وقال محمّد بن سيرين: كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم فأدركت منهم أربعة، وفاتني الحارث وكان يفضل عليهم.
وقد حمل عليه الشعبي فكذّبه بدون حجة إلاّ أنّه شيعي كما أشار لذلك الحافظ بن عبدالبر إذ يقول: وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني: أحد الكذابين. ولم يبن من الحارث كذب وإنّما نقم عليه إفراطه في حبّ علي(عليه السلام)وتفضيله له على غيره، ومن هنا والله أعلم كذّبه الشعبي، لأنّ الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى أنّه أول من أسلم، والشعبي كذّبه إبراهيم النخعي عندما ذكر عنده، فقال إبراهيم: الشعبي ذاك الكذاب لم يسمع من مسروق(694).ومن هذا يظهر أنّ الطعون على رجال الشيعة لم تكن مفسرة للجرح فيهم. وإنّما جرحوهم للتشيّع فقط.
والشعبي غير صادق فيما يدّعيه من التباعد عن الشيعة، واظهاره عدم الميل لأهل البيت، لأنّه كان يخشى الدولة، ويرجو نوالها في آن واحد وهو القائل: ماذا نقول في آل أبي طالب: ان أحببناهم قتلنا، وان بغضناهم دخلنا النار؟
لأنّ حبّ آل البيت في تلك العصور فيه خطر على النفس والأهل والمال.
قال الرياشي: سمعت محمّد بن عبدالحميد قال: قلت لابن أبي حفص، الشاعر: ما أغراك ببني علي؟ قال: ما أحد أحبّ إليّ منهم، ولكن لم أجد شيئاً أنفع عند القوم منه: أي من بغضهم، والتحامل عليهم(695).وكان ابن أبي حفص يهجو آل علي(عليه السلام) وقد هجاهم بقصيدة فأجازه المهدي العباسي مائة ألف دينار لكلّ بيت ألف دينار.
الحارث بن حصيرة أبو النعمان الحارث بن حصيرة الكوفي .
خرّج حديثه البخاري في الأدب المفرد، والنسائي في سننه وخصائص الإمام علي(عليه السلام) .
وروى عنه: عبدالواحد بن زياد، والثوري، ومالك بن مغول، وعبدالسلام ابن حرب، وعبدالله بن نمير، وأبو إسرائيل الملائي، ومحمّد بن كثير الكوفي، وجعفر بن زياد الأحمر، وعلي بن عابس(696).قال يحيى بن معين: الحارث بن حصيرة ليس به بأس. وقال أبو غسان سألت جرير بن عبدالحميد، فقلت له الحارث بن حصيرة لقيته؟ فقال نعم شيخ طويل السكوت يصر على أمر عظيم(697)، وقال الدارقطني: الحارث بن حصيرة شيخ للشيعة يغلو في التشيّع. وقال أبو داود: شيعي صدوق ووثّقه العجلي، وابن نمير وذكره ابن حبان في الثقات(698).ولما كان الحارث من رجال الشيعة فقد وصفه المتعصّبون بأنّه: زائغ أو مذموم وسيئ المذهب، ويعنون بذلك: مذهب التشيع. ومعنى قول الدارقطني إنه يغلو، يريد أنّه يقدّم علياً على الخلفاء الثلاثة كما هو مذهب الشيعة، ولهذا وصفوهم بالغلو في الخلافة .
حبيب بن أبي ثابت أبو يحيى حبيب بن قيس أبو ثابت بن دينار الكوفي المتوفى سنة(119هـ).
خرّج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي وابن ماجة.
وروى عنه: عطاء بن أبي رباح، ومنصور، والأعمش، وحصين وابن عون، ومسعر، والثوري، وشعبة، والعوام، وحوشب، وإسماعيل بن سالم، وأبو بكر ابن عياش، وزيد بن أبي أنيسة، والمسعودي وابن جريح، وحكيم بن حزام، ومطرف بن طريف، وأبو الزبير وغيرهم(699) وهو من تلامذة الإمام الباقر وولده الإمام الصادق(عليهما السلام) وثّقه العجلي والنسائي وابن معين .
نصّ الشهرستاني على تشيّعه(700) وكذلك ذكره ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة.
وممّا يثبت تشيع حبيب بن أبي ثابت ما ذكره ابن أبي حاتم عن شعبة بن الحجاج لما ورد البصرة قالوا له: حدثنا عن ثقات أصحابك .
فقال: اُحدثكم عن ثقات أصحابي فإنّما اُحدثكم عن نفر يسير من هذه الشيعة (وهم): الحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت وسلمة بن كهيل، ومنصور بن المعتمر(701).وذكره الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق(عليهم السلام)(702) .الحسن بن صالح
أبو عبدالله الحسن بن صالح بن حيّ الكوفي الفقيه العابد المتوفى سنة(167هـ).
خرّج حديثه مسلم، وأبو داود، والترمذي والنسائي وابن ماجة .
وروى عنه: وكيع بن الجراح، ويحيى بن آدم، ويحيى بن فضيل وعبيدالله ابن موسى، وقبيصة، وأحمد بن يونس، وعلي بن الجعد وابن المبارك، وعبدالله بن داود الحريبي، وأبو أحمد الزبيري، وطلق بن غنام، وحميد بن عبدالرحمن الرواسي، والأسود بن عامر وغيرهم(703).قال العجلي: كان الحسن حسن الفقه من أسنان الثوري أو أفقه من الثوري، ثقة ثبتاً متعبداً وكان يتشيع إلاّ أنّ ابن المبارك كان يحمل عليه لمحل التشيّع(704).
وقال ابن حبان: كان الحسن بن صالح فقيهاً، ورعاً من المتقشفة الخشن، وممّن تجرّد للعبادة ورفض الرياسة على تشيّع فيه(705).وقال ابن سعد: كان الحسن ثقة صحيح الحديث كثيره، وكان متشيعاً(706).وقال أبو نعيم: ما كان (الحسن) بدون الثوري في الورع والقوة ما رأيت إلاّ من غلط في شيء إلاّ الحسن بن صالح(707).وقال أبو زرعة: اجتمع في الحسن بن حيّ اتقان، وفقه، وعبادة(708).وقال ابن قتيبة: الحسن بن صالح يكنّى أبا عبدالله، وكان يتشيع وزوّج عيسى بن زيد ابنته، واستخفى معه حتى مات عيسى، وكان المهدي قد طلبهما فلم يقدر عليهما، ومات الحسن بعد عيسى بستة أشهر(709) . ...........................إلخ ثمّ قال : أسد حيدر في كتابه: ولضيق المجال نقف عند هذا الحد من ذكر حملة الحديث وأعلام الاُمة من رجال الصحاح، والذين عرفوا بتشيعهم لأهل البيت(عليهم السلام) وأكثرهم كانوا من خريجي مدرسة الإمام الصادق(عليه السلام) .
ونودّ أن نوضّح هنا: أولاً: بأنّا قد اقتصرنا على ذكر بعض رجال القرن الثاني، والثالث، ولم نتعرض للتابعين إلاّ من يتعلق لنا غرض بذكره؛ لأنّ ذكر التابعين من الشيعة الذين حملوا تراث الإسلام، فأصبحوا أعلاماً يُهتدى بهم، ومرجعاً يرحل إليهم، يدعو لوضع كتاب خاص فيهم .
كما أنّنا لم نتعرّض لذكر أعلام الإسلام من أهل البيت(عليهم السلام) وهم زعماء الشيعة، وأعيان الاُمة، ولهم المكانة والأثر العظيم في التشريع الإسلامي وأحاديثهم مشهورة، خرجها أصحاب الصحاح وغيرهم. ولضيق المجال تركنا ذلك.ثانياً: إنّنا لم نستوعب جميع الرواة من رجال الشيعة في الصحاح، وقد تركنا الكثير منهم: أمثال: علي بن صالح الهمداني المتوفى سنة (151 هـ) وهشام بن سعد المدني المتوفى سنة (160 هـ)، وهارون بن سعيد العجلي المتوفى سنة (151 هـ)، وعلي بن عاصم الواسطي المتوفى سنة (201 هـ)، وعمر بن عبدالله أبو إسحاق السبيعي الهمداني المتوفى سنة (127 هـ)، ومعاوية بن عمار الدهني المتوفى سنة (175 هـ) وموسى بن قيس الحضرمي، وهاني بن هاني الهمداني .
كذلك نفيع بن الحارث، ومحمّد بن السائب بن بشر الكلبي النسابة المتوفى سنة (146 هـ)، وغالب بن الهذيل الكوفي، وغيرهم ممن تعمدنا تركهم لضيق المجال.
كما أنّ هناك جماعة من الحفاظ قد نسبوهم إلى التشيع ولكننا لم نتعرض لذكرهم؛ لأنا لا نأخذ بمطلق النسبة ومن هؤلاء الحفاظ :
محمّد بن إدريس الرازي المعروف بأبي حاتم المتوفى سنة (277 هـ)، وكذلك ولده شيخ الإسلام عبدالرحمن صاحب الجرح والتعديل المتوفى سنة(337 هـ) وهو أشهر من أبيه في نسبة التشيع(996)، وكذلك الحافظ علي بن عمربن أحمد الدارقطني المتوفى سنة (376 هـ)(997)، وأبو عروبة محدث حران المتوفى سنة (317 هـ)(998)، وغير هؤلاء من حفاظ الحديث ممن قالوا عنهم بأنهم شيعة، ولكنّنا لا نأخذ بمجرد القول في ذلك. نعم كان ابن أبي حاتم يتّهم بالميل للإسماعيلية وقد ذكروه في كتبهم وأنّه من فلاسفتهم وكبار علمائهم ولهذا نسبوه للتشيّع، لأنّ فرقة الإسماعيلية تعدّ من فرق الشيعة وإن خرجت عن تعاليمهم وتنكّرت لمبادئهم .
ولا بدّ لنا من القول هنا: بأنّ هذا العرض لرجال الصحاح من الشيعة لم يكن على سبيل الحصر للموضوع، وإنّما كان من باب إقامة الحجة على من يدعي أو يحكم على الشيعة بأنه لا أثر لهم في الحياة العلمية، أو أنّهم صفر الأكف من تراث الإسلام، أو أنّ أبناء السنة لا يروون عن الشيعة إلى غير ذلك من تلك الادعاءات الكاذبة، والاقوال الفارغة، كما رأينا قريباً من تهجم الاُستاذ الذهبي، ووصفه للشيعة بما يتنافى مع الحقيقة، وقد استدل بأسطورة الجاحظ مما لا فائدة في اعادة القول في ذلك، وهو بهذا قد ظلم العلم حقّه، وحجب عن العقل نوره.
وقد رأينا فيما قدّمناه من الحديث عن رجال الصحاح من الشيعة بأنّهم حملة علم، وحفّاظ حديث، ومنهم من كان من كبار شيوخ البخاري، ومسلم، والشافعي، وأحمد بن حنبل وغيرهم من حفاظ الحديث، واعلام الاُمة كسفيان الثوري، وابن عيينة، وعبدالرحمن بن المهدي، وابن معين، والقطان، وابن المديني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وآخرون كما تقدّم بيانه ممن أخذوا عن رجال الشيعة، واحتجّوا بهم .
ولا يفوتني أن اُشير إلى وجود جماعات من الحفاظ واعلام الاُمة من الشيعة لم تكن لهم رواية في الصحاح لتأخرهم في الزمن، ومنهم:
الحافظ المسند أحمد بن محمّد بن السري محدّث الكوفة المتوفى سنة(351 هـ)؛ سمع منه جماعة من الحفاظ كالحاكم، وابن مردويه، وأبو بكر الحيري(999).
* * *
والحافظ أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى بن عروة المتوفى سنة (396هـ) المعروف بابن الجندي، أخذ عنه جماعة من المحدثين، كالحسين بن محمّد الخلال ومحمّد بن علي ابن مخلد الوراق، والبرذعي، والعتيقي. وعدة غيرهم قال العتيقي: كان يرمى بالتشيع وله اُصول حسان(1000).
* * *
والحافظ أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة المتوفى سنة (332 هـ)، فقد كان إليه المنتهى في قوة الحفظ، وكثرة الحديث، وصنف وجمع وألّف في الأبواب والتراجم(1001) وكان يحفظ مائة ألف حديث بإسنادها ويذاكر بثلاثمائة ألف حديث ويجيب بثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم، ولم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى زمنه أحفظ منه(1002) وهو الذي جمع من تلامذة الإمام الصادق(عليه السلام)أربعة آلاف من ثقاتهم .
* * *
والحافظ المحدث محمّد بن إبراهيم بن حبون المتوفى سنة (305 هـ). محدث الأندلس، ولم يكن فيها قبله أبصر بالحديث منه، حدث عنه جماعة منهم: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن سعيد بن حزم، وخالد بن سعد.
رحل إلى العراق والحجاز واليمن، قال الذهبي: وكان من كبار عصره لكنّه فيه تشيّع. قال خالد بن سعد: لو كان الصدق إنساناً لكان ابن حبون(1003).وقال ابن العماد: محمّد بن إبراهيم بن حبون الأندلسي الحجازي أبو عبدالله ثقة صدوق(1004).والحسن بن أحمد بن صالح الهمداني السبيعي الحلبي المتوفى سنة(371هـ). روى عنه الدارقطني، وعبدالغني الازدي، وأبو طالب بن بكير، والشيخ المفيد محمّد بن النعمان وغيرهم. قال ابن اُسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيين من الفضيلة إلاّ الحسن بن أحمد السبيعي لكفاهم. وكان وجيهاً عند الملك سيف الدولة، فكان يزور السبيعي في داره، وصنف له كتاب التبصرة في فضل العترة المطهرة وإليه ينسب درب السبيعي الذي بحلب، قال الذهبي: هو من أئمة هذا الشأن على تشيّع فيه. وثّقه أبو الفتح بن أبيالفوارس(1005).
* * *
وأحمد بن عبدالله بن جليني المروزي البغدادي المتوفى سنة (379هـ) ، روى عنه القاضي أبو القاسم التنوخي وكان مشهوراً بالتشيّع أو الرفض كما يقولون(1006).والحافظ المتجول أبو محمّد الفضل بن المسيب المعروف بالشعراني المتوفى سنة (320 هـ)، وروى عنه خزيمة ومحمّد بن المؤمل، وحفيده إسماعيل وغيرهم، وكان كثير التّجوّل للإفادة والاستفادة. قال ابن المؤمل: كنّا نقول: ما بقي بلد لم يدخله الفضل الشعراني في طلب الحديث إلاّ الأندلس(1007).والحافظ عبدالرحمن بن يوسف المعروف بابن خراش المتوفى سنة (283هـ) صاحب الجرح والتعديل، قال أبو نعيم بن عدي: ما رأيت احفظ منه، ورحل في طلب العلم مابين مصر وخراسان، ولقي متاعب في ذلك، وقد حملوا عليه لأنّه صنف جزئين في المثالب، وكان ينفي صحة حديث ما تركناه صدقة ويحتج على ذلك .
وغير هؤلاء من رجال القرون المتأخرة، ممن كانت لهم مكانة علمية. وقد أفرد الشيعة عدّة معاجم وفهارس، تتضمّن تراجم اُولئك الأعلام، وما لهم من نشاط في الحياة الفكرية، وصفاتهم التي يتحلون بها.
وما دمنا نحرص على الاختصار في الموضوع فلنكتف بما قدّمناه على سبيل المثال لا على سبيل الحصر كما بينت ذلك.وبعد هذا نقول :
إنّ ما قدمناه من تراجم اُولئك الرجال من أعلام القرون الأولى، وأهل السبق في تدوين الكتب، قبل أن يولد الجاحظ ـ يرينا أنّ فيما ذهب إليه الاسفرائيني وتبعه الاُستاذ محمّد حسين الذهبي وغيره محاولة مكشوفة لطمس مكانة رجال الشيعة، وما لهم من أثر في النهضة العلمية .
وليست محاولة الاُستاذ الذهبي هي الأولى؛ فقد وقفنا على كثير من أمثالها ممن يحاولون التمويه على عقول البسطاء في تلك المغالطات، التي لا تقف أمام الأبحاث العلمية، إذ ليس لأيّ كاتب يلتزم بشروط البحث، ويتجرّد عن التحيّز والتعصّب، أن ينكر ما للشيعة من آثار دوّنها التاريخ، وهي مصادر تستقي منها الأجيال رغم الحملات الظالمة التي يشنّها دعاة الفرقة من ذوي الآراء المنحرفة عن الواقع، خدمة لسلطة الاستبداد التي تحاول القضاء على أبطال المعارضة من دعاة الحقّ. وقد لاحظنا ما انطوت عليه عبارات أهل الجرح والتعديل من تناقض يفضح أسباب ما استسلمت له الأذهان وتقلدته الأفكار، فقد طبقوا قواعد علم الحديث واُصول مصطلحاته وتحرّوا الطرق ووجدوا كتب الصحاح الستة مليئة برجال الشيعة ولا يملكون إنكار صلة أئمة المذاهب الأربعة وتلقيهم عن علماء الشيعة فأرغمهم ذلك على الإتيان بخصائص هؤلاء العلماء من الشيعة لكنهم أساؤوا ولم يتمكنوا من التخلص من العقلية الضيقة فألصقوا بهم الزيغ أو البدع.
نقول هذا والواقع التاريخي يقرر ذلك، وقد تطرقنا للبحث حول مناهضة الشيعة لسلطان الأمويين وغيرهم انتصاراً لأهل البيت، الذين وقفوا أمام تلك السلطات الجائرة، موقف البطولة، فبذلوا كلّ
إمكانياتهم في سيبل اعلاء كلمة الإسلام .
كما تطرقنا في كثير من أبحاثنا لبيان خطر ذلك الانقسام، وما تكمن من ورائه أهداف يحاول أعداء الدين تحقيقها لنيل مآربهم .
وإنّ الواجب يدعو بأن نوحّد صفوفنا، ونعمل بوحي من مبادئ ديننا، ونوجّه شبابنا بتعاليم الإسلام، وإنّنا مسؤولون أمام الله عن ذلك وإن فتح باب الخلافات، وتوسيع شقّة الفرقة يفسح المجال أمام أعداء الدين لتدخلهم في صفوف المسلمين للعمل على تصديع وحدة الصف.
إنّ دعوتنا إلى وحدة الصف، والتحلّي بمبادئ الإسلام التي تحقق التكافل الاجتماعي، هي من متطلبات ظروفنا الحاضرة؛ فهي أخطر مرحلة يجتازها المسلمون اليوم، فعلينا أن نصغي لنداء الإسلام: وكونوا جميعاً ولا تفرقوا، ولننزع من قلوبنا كل حقد، ونزيل كل ضغن، ونرفع عن طريقنا عقبات خلفتها أحقاد سالفة، وأهواء منحرفة، وبذلك نحقق مبادئ ديننا في الإخاء والمحبة، والتعاون على البرّ والتقوى .
إنّنا اليوم في مرحلة تتطلّب منّا أن ننظر إلى الواقع، ونلتزم بحدود البحث العلمي المتجرد من كل تحامل وتحيّز، لنرتفع بأبحاثنا إلى المستوى الذي تتطلّبه طلائع الجيل المسلم، فليس أضرّ على العلم، ولا أضيع للحقّ من الانقياد وراء العاطفة .
وأملنا في الوصول إلى ما نطلبه ينعقد على حملة رسالة الفكر الإسلامي من ذوي الأقلام الحرة، ومربّي جيلنا الحاضر، الذين يشعرون بمسؤولية أمانة التاريخ، وتحمل أعبائها ومصاعبها .
ولا تصيبنا الخيبة، أو يعترينا الفشل عندما نقف على بعض ما يكتبه أساتذة أساءوا لاُمتهم، في استذواقهم لما دبجته أقلام المستشرقين أو جمودهم على نقل عبارات سلف خضع لظروفه الخاصة، وبيئته المتفككة، فتخلى عن شروط البحث، وأصول التحقيق العلمي، فإنّ أملنا ـ ومن الله نطلب تحقيق الآمال ـ بأن تزول غشاوة التمويه عن كثير من الحقائق، وأن يزول ذلك الركام عن طريق الوصول إلى الواقع، لتزول عوامل الخلافات، وتقلع جذور التفرقة، ليصبح المسلمون إخواناً كما أراد الله ورسوله، ودعا إليه المصلحون من هداة الاُمة، ورجال الإصلاح. ومن الله نسأل أن يوفق المسلمين لاتباع أوامر الدين والسير على هدى الرسول الأعظم، وأن ينصرهم على أعدائهم ـ وما النصر إلاّ من عند الله ـ إنّه سميع مجيب وإلى اللقاء
والله ولي التوفيق .
* نكتة أخيرة فقد أطلت عليكم وإن كان عندي المزيد المزيد : من المهازل أنكم تنعتوننا بالرافضة تعنون شتمنا وتحقيرنا . وليكن في علمكم أن أوّل رافضي كان الصحابي الأنصاري سعد بن عبادة فقد رفض أبا بكر وعمر وأبى أن يبايع ويعترف له بالخلافة حتى مات مفتولا زمن خلافة عمر ، قتلته الجن كما يزعمون . وثاني أكبر رافضي ومن سنّ الرفض وربما اقتدى به الشيعة وصاروا رافضة هو أمير المؤمنين وخالهم معاوية بن أبي سفيان الذي رفض الاعتراف لعي أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة وأبى بيعته بل وحاربه ورفع السيف في وجهه وقاتله وقتل الصحابة ، وكان يشتمه ويلعنه وجعلها سنة باقية يلعن أميرُ المؤمنين معاوية، أميرَ المؤمنين عليًّا السلام على المنابر مدّة حكم بني أمية ، فيما عدا عامين عندما أبطلها الخليفة عمر بن عبد العزيز جاعلا مكان اللعن آية قرآنية لا يزال يردّدها الأئمة الخطباء يوم الجمعة من أهل السنة وهي قوله تعالى : إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل : 90] فلمَ لا يكون معاوية رافضيا ويلعنه الوهابية كما يلعنون الرافضة ؟ وقد كان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يفيض بإفاضتهم في الحجّ .فاعتبر
* اعلموا أن الشيعة لم يظهروا في هذا الزمان ، وبعد الثورة الإسلامية في إيران وإنما كانوا منذ عهد الرسول صلى الله عليوآله وسلم ، اقرأوا معي تفسير السيوطي للآية أولئك هم خير البرية: وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : « قلت يا رسول الله : من أكرم الخلق على الله؟ قال : » يا عائشة أما تقرئين { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية } « » . وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : « كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليّ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : » والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية } « فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل عليّ قالوا : جاء خير البرية . وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاً : عليّ خير البرية . وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : « لما نزلت { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : » هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين « » . وأخرج ابن مردويه عن عليّ قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألم تسمع قول الله : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية } أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجلين » . وإنهم ليسوا بدعا من البشر [/size] وفي هذا القدر كفاية إن كنتم تعقلون وتفهمون . والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله محمد والأئمة الميامين من آله وسلم تسليما كثيرا. والسلام عليكم.
عباس المدير العام
عدد الرسائل : 1086 تاريخ التسجيل : 06/01/2011
موضوع: رد: هل الوهابية من أهل السنة والجماعة ؟ الجمعة يونيو 17, 2011 7:13 pm
إن المتتبع لمرويات الشيعة والتخبطات التي يجدها في كتبهم دفعنا نحن أهل السنة والجماعة إلى التأمل في عظم نعمت الله علينا بأن منّ علينا بالهداية واتباع العقيدة السلمية ومنهج السنة الصحيح
ومن هذه التخبطات ما جاء عنهم في مسألة نزول القرءان على سبعة أحرف
فقد روى الكليني في الكافي: (عن زرارة ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال: إن القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكن الإختلاف يجئ من قبل الرواة.... عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن الناس يقولون: إن القرآن نزل على سبعة أحرف ، فقال: كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد ! ) فجاء الخوئي في مستند العروة ويسرد في كلامه (هذا ، وحيث قد جرت القراءة الخارجية على طبق هذه القراءات السبع لكونها معروفة مشهورة ظن بعض الجهلاء أنها المعني بقوله صلى الله عليه وآله على ما روي عنه ، إن القرآن نزل على سبعة أحرف ، وهذا كما ترى غلط فاحش ، فإن أصل الرواية لم تثبت ، وإنما رويت من طريق العامة ، بل هي منحولة مجعولة كما نص الصادق عليه السلام على تكذيبها بقوله: كذبوا أعداء الله نزل على حرف واحد ).
لكنه غفل عن ما جاء في كتاب تفسير العياشي في جزئة الأول . الصفحة الحادية عشرة عن حماد بن عثمان قال:قلت لابى عبدالله عليه السلام ان الاحاديث تختلف عنكم قال: فقال(ان القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للامام أن يفتى على سبعة وجوه ثم قال:هذا عطاؤنا فامنن او أمسك بغير حساب))
أما المحقق البحراني فقد تدارك ورقع المسأله في كتاب الحدائق الناضرة بقوله : ( ثم اعلم أن العامة قد رووا في أخبارهم أن القرآن قد نزل على سبعة أحرف كلها شاف واف ، وادعوا تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله ، واختلفوا في معناه إلى ما يبلغ أربعين قولاً ، أشهرها الحمل على القراءات السبع. وقد روى الصدوق قدس سره في كتاب الخصال بإسناده إليهم عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتاني آت من الله عز وجل يقول إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد ، فقلت يا رب وسع على أمتي فقال إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف. وفي هذا الحديث ما يوافق أخبار العامة المذكورة ، مع أنه عليه السلام قد نفى ذلك في الأحاديث المتقدمة وكذبهم في ما زعموه من التعدد ، فهذا الخبر بظاهرة مناف لما دلت عليه تلك الأخبار والحمل على التقية أقرب فيه )
فهل يا ترى تنطبق التقية على السيستاني عندما سئل --ما حكم قراءة القرآن بالقراءات السبع المتواترة ؟.. وهل يجوز للمكلف القراءة بأكثر من قراءة ؟.. وما حكم ما يفعله بعض القراء المصريون بالقراءة بأكثر من قراءة خلال نفس التلاوة ؟ الجواب يجوز
اما بالنسبة للقراء فعاصم بن أبي النجود.وهو سني خالص كما هو تلميذه وشيخه.ويا ريت تذكر لنا كنيته،وعقيدته في أفضلية الصحابة... القارئ الثاني هو الكسائي وهو سني خالص،ولا أعرف كيف يفتري الرافضة الكذب ويزعمون أنه شيعي؟؟؟؟واليك ترجمته كما أوردها الهالك الخوئي،وستجد أنه استمد ترجمته فقط من علماء أهل السنة والجماعة ولم يذكر أن أحدا وصفه بأنه شيعي؟؟؟؟؟ قال الخوئي:- البيان في تفسير القرآن- السيد الخوئي ص 141 : - ( 7 ) الكسائي الكوفي
هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الاسدي ، مولاهم من أولاد الفرس . قال ابن الجزري : " الامام الذي انتهت إليه رئاسة الاقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات . أخذ القراءة عرضا عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده " .
وقال أبو عبيد في كتاب القراءات : " كان الكسائي : يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا " واختلف في تاريخ موته ، فالصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة 189 ( 1 ) .
أخذ القراءة عن حمزة الزيات مذاكرة ، وعن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، وعيسى بن عمرو الاعمش ، وأبي بكر بن عياش ، وسمع منهم الحديث ، ومن سليمان بن أرقم ، وجعفر الصادق عليه السلام ، والعزرمي ، وابن عيينة . . . وعلم الرشيد ، ثم علم ولده الامين ( 2 ) وحدث المرزباني فيما رفعه إلى ابن الاعرابي ، قال : " كان الكسائي أعلم الناس على رهق فيه ، كان يديم شرب النبيذ ، ويجاهر ب . . . إلا أنه كان
- ص 142 - ضابطا قارئا علما بالعربية صدوقا " ( 1 ) . وللكسائي راويان بغير واسطة . هما الليث بن خالد ، وحفص بن عمر . أما الليث : فهو أبو الحارث بن خالد البغدادي . قال ابن الجزري : " ثقة معروف حاذق ضابط " . عرض على الكسائي وهو من أجلة أصحابه مات سنة 240 ( 2 ) .
أقول : الكلام في رواة قراءته كما تقدم .
وأما حفص بن عمر الدوري فقد تقدمت ترجمته عند ترجمة عاصم . هذا ما أردنا نقله من ترجمة القراء السبعة ، ورواة قراءاتهم ، وقد نظم أسماءهم ، وأسماء رواتهم " القاسم بن فيره " في قصيدته اللامية المعروفة بالشاطبية . وأما الثلاثة المتممة للعشرة فهم : خلف ، ويعقوب ، ويزيد بن القعقاع ".
ما هو حال الامام عاصم صاحب القراءة عندكم:ثقة-ضعيف- مجهول...؟ان كنت شجاعا فأجبني.....وحبذا لو تذكر لنا ماهي كنيته.....هذه تحتاج شجاعة أكبر.....ننتظر...
ما هو حال الامام حفص صاحب الرواية عندكم؟ ان كنت شجاعا فأجبني....
هل معنى أن شخصا من أصحاب الصادق أنه امامي شيعي؟ ان كنت شجاعا أجبني.... واعطيك مماثلا لما ذكرته،قال الخوئي:"حماد بن أبي حنيفة : النعمان بن ثابت السلمي ، القفلي ، كوفي من أصحاب الصادق ( ع ) "،فهل الامام أبو حنيفة شيعي؟
الامام أبو عبد الرحمن السلمي قبل أن يكون من خواص الامام علي هو كان من خواص الامام عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو السبب في توجيهه للعناية بكتاب الله واتقانه،وهو الذي روى عن الامام عثمان بن عفان رضي الله عنه الحديث النبوي الشريف الذي يحفظه الكبار قبل الصغار: عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه قال وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج قال وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا صحيح البخاري:ج4/ص1919 ح4739 وسنن أبي داود:ج2/ص70 ح1452
عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه قال أبو عبد الرحمن فذاك أقعدني مقعدي هذا مسند الطيالسي:ج1/ص13 ح73
عن أبي عبد الرحمن عن عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه قال أبو عبد الرحمن فذاك الذي أقعدني مقعدي هذا وعلم القرآن في زمن عثمان حتى بلغ الحجاج بن يوسف قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح سنن الترمذي:ج5/ص173 ح2907
عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه قال أبو عبد الرحمن فهذا الذي أقعدني هذا المقعد صحيح ابن حبان:ج1/ص324 ح118
أعطنا روايات الامام عاصم في كتبكم و التي تثبث أنه شيعي...وهذه تحتاج شجاعة أكبر....سأترك وضع عقيدة الامام عاصم بن بهدلة رحمه الله والأحاديث الصحيحة التي رواها في كتب أهل السنة والجماعة بعد وضع رواياتكم عنه....ان وجدت.....ولا تنسى تضع لنا كنيته...وترتيبه للخلافة....
عايش المدير العام
عدد الرسائل : 116 تاريخ التسجيل : 14/06/2011
موضوع: إلى عباس السبت يونيو 18, 2011 2:14 pm
بسم الله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وأهل بيته . وبعد السلام عليكم عباس يا بني تدعوني وتتحداني أن أكون شجاعا ، بقولك إنه يتطلب مني شجاعة في الاعتراف بما عرضتَه أنت في قضية القراء من الشيعة كعاصم ، وتطلب مني إثبات كنيته وكأن في الكنية سرّا أو ما شابه ، ويظهر من تركيزك على القراء وسرعة ردك أنك لم تقرأ تدخلي الطويل ، أو أنك تتجاوز الحقائق التي ذكرتها متعمّدا لأن عادتك أن تتصيّد الأخطاء وما لا يتفق وهواك . طيب أنا لست عالما محقِّقا بل ولست عالما ولا من أهل العلم ولا إخالك تدّعي ذلك لنفسك ، فما أنا وأنت إلا باحثان عن الحقيقة، ـ على الأقل هذا ما يخصني أنا ـ وفيما يتعلق بعاصم فتكفيك كنيته في موسوعة الأعلام ، وأترك لك ذكرها يا شاطر، وحفص كنيته أبو عمر كصاحب كتاب إعلام الخلف أبو عمر العلائي ، وأنا في صدد البحث عما طرحته وعندها سوف تعرف شجاعتي التي لست منشغلا بإثباتها أو عدمه ، فليست القضية هذه . تتّهموننا بالهروب عن الإجابة عن شبهاتكم وانتم تنتهجون ما ترموننا به عجبا . أنا كنت ـ وباعترافك ـ شجاعا عندما قلت ما قلت عن الإخباريين وعن الروايات التي يجب أن تُضرب عرض الحائط إن لم تكن صحيحة لا سندا ولا متنا ، وإن لم تحتمل أيّ تأويل وكانت علتها قادحة جدّا ، وتخالف القرآن الكريم ، وتتعارض وتصطدم مع الأصول الثابتة و... و... لقد قلتها وأقولها هنا بالتفصيل المملّ كما ترى . لكنني قلت نفس الكلام عن الحشوية وعن رواياتكم فهل لك الشجاعة أن تقول معي ذلك وتقف إلى جنبي أم أنت تخاف أن تتّهم بالرفض وأنك كنت منذ البداية رافضيّا ، واتخذت الأسلوب الذي يتبعونه ثم تعلن بعده أنك استبصرت ، وكأن هذا الأسلوب غير موجود عندكم عندما يعلن أحدكم أنه كان رافضيا وتاب إلى الله ورجع إلى مذهب أهل الحق وندم وعرف الحقيقة والزيف . ومثله ما يروّج من أخبار أن جماعة وعالما من الشيعة ومن مراجعها عرف الحق وتاب وعاد أو تاب وأصبح " سنيا " وتخلى عن التشيع والرفض. أليست هناك أخبار مثلها عند الطرف الآخر ؟ ! . وهأنذا أتحدّاك أن تكون شجاعا بدورك وتعترف بأن سعد بن عبادة وعليّا وفاطمة عليهما السلام : وأمير المؤمنين وخالهم وكاتب الوحي بذلك القلم الذهبي الذي أهداه إياه جبريل عليه السلام معاوية رضي الله عنه ، وعمرو بن العاص وابنه عبد الله مدوّن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأم المؤمنين وزوج النبي عائشة رضي الله عنها وأرضاها وطلحة الخير والزبير بين العوام و(ابنه) عبد الله بن الزبير و... و.... غيرهم كثير أتحدّاك أن تعترف بأن كل هؤلاء الصحابة كانوا رافضة فمنهم من رفض أبا بكر وعمر وهدد بحربه ولم يعترف بخلافته ، ومنهم من رفض بيعة علي وحاربه وتسبب في قتل الآلاف من المسلمين فيهم صحابة وتابعون ، ومنهم من شتمه ولعنه وسبه على المنابر وجعلها سنة، وكان يختبر الناس المسلمين المؤمنين في حب علي عليه السلام ويدعوهم إلى البراءة منه وإلا كان الجزاء إما القتل أو السجن والتعذيب وإما قطع العطاء . أتحدّاك ، وإذا كنت شجاعا وقلت إنهم رافضة ، وعندها ـ أنا أعطيك المخرج ـ سيجري عليهم حكم وفتوى ابن باز وغيره في الرافضة بأنهم كفار مشركون لا تحل ذبائحهم ، ولا يتزوج معهم ويحل دمهم وأموالهم وسبي نسائهم وذراريهم إلاّ أن يتوبوا . طبعا ستقول بأن من ذكرتهم لك من الصحابة قد تابوا أو أنهم صحابة ولا يجري عليهم ما يجري علينا من أحكام أو اجتهدوا ولا يحل لنا نقدهم وأنهم وأنهم وأنهم رضوان الله عليهم أجمعين . وستقول انظروا كيف يسبون الصحابة علما أنني لا أتبع هذا المنهج ولم أقل غير ما جرى . ومنذ اليوم فإنكم كلما استعملتم كلمة "الرافضة والروافض" فإنها ستنسحب بالضرورة وحتما على هؤلاء من الصحابة ومن التابعين، شئتم أو/أم أبيتم ورغم أنوفكم ومهما حاولتم الإنكار والتبرير واللف والدوران . وعندها نقول لكم باعتزاز وافتخار نحن رافضة وروافض ـ ورجاء لا تأخذوا من كلامي الجملة الاسمية الأخيرة وحدها وتنشرونها على طريقة ويل للمصلين ـ وأدعوك إلى تعلم العلم إذ ليس مجرّد قراءة رواية أو عبارة لعالم دون تأن ولا تدبّر ومع سوء الظن بقائلها هو علما . القراءة وحدها والنقل واللصق غير كافيين للتعلم بل يجب معرفة الأصول ووجوه الخلاف ودرجات وحدود ذلك وما يجوز وما لا يجوز فيه هذا الخلاف ... يجب مساءلة العلماء والرجوع إليهم والاحتكاك بهم والاستماع إليهم برويّة ونبذ الهوى والانتباه لغرور النفس ... واجتناب التعصّب والتسرع في إصدار الأحكام والصدق والإخلاص . فأنت تتجاوز حقائق طرحناها عليكم وتمر عليها وكأنك لم تقرأها ثم تركّز على جزئية وتهوّل علينا بنقلك لكم التصاريح وطمها ورمّها ظنّا منك أنها حقائق ومسلّمات لا يمكن ردّها . ولا زلت تنكر على الأخ الفاضل الأوراسي وعليّ أنا في قضية ترجمة كتاب كشف الأسرار للسيد الإمام روح الله الموسوي الخميني رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه ـ الله تعالى يدخل من يشاء في رحمته ، إذا أنكرتم واعترضتم على دعائنا للمجاهد الكبير القائد السيد الخميني ـ وقد ذكر لك الأخ الترجمة الأمينة وليس فيها ما زيّف عليه في الترجمة الأردنية المغرضة ، وذكر لك ما قاله الدكتور المتخصص دسوقي شتا ، فلماذا تصرّ على نكرانك إذا كانت هذه هي الحقيقة ؟ ! اتق الله يا رجل فإنما أنت مجادل والمجادل لا يبتغي الحق ولا ولن يتنازل عن رأيه ومسلماته عنده. من فضلك ورجاء أطلب منك أن تذهب وتقرأ فتاوى ابن تيمية كلها وفتاوى ابن باز وفتاوى العثيمين وغرهم من علمائك ومفتيك من السلفية الوهابية مثلما تفعله أنت وزملاؤك وبنفس الطريقة التي تتبعونها في قراءتكم لفتاوى وآراء علماء مدرسة أهل البيت أعني بالبحث عن السقط منها وتتبع كل هفوة أو رأي ترونه يتعارض مع آرائكم بل وحتى مع القرآن الكريم في زعمكم ، وأنت ما شاء الله عليك متتبع عندك تيلسكوب وليس ميكروسكوب لإخراج مثل هذه المسائل ممّا لا أستطيعه أنا ، وأتنزّه عليه لأن غرضي الأول ـ وليس هذا تقية ـ هو وحدتنا نحن المسلمين والمؤمنين وتحابنا وتصافي قلوبنا رغم ما هنالك من أخطاء لا يغفرها إلا الله تعالى عند الفريقين ، يجب أن نغيّر من منهجنا يا بنيّ ، رجاء دعنا من هذا الأسلوب ـ ولا تقل ها انظروا كيف يحاول ويستعمل التقية ويهرب عن الجواب ـ لأنه لا يؤدّي إلى نتيجة فلا أنت تسلّم لي ولا أنا رغم ما جئتني به من حجج قويّة وجئتك به من حجج قوية كذلك وهذه هي الشجاعة . أعد قراءة مداخلتي الطويلة من فضلك وأحسن الظنّ ، اقرأها مليّا ولا تتعصّب ولا تتسرّع وأفرغ الحقد والكراهية من قلبك ، وكن علميا وموضوعيا تبتغي الحق . ألخص لك ما ذكرته في مداخلتي الطويلة: • ما نقلته عن حسن بن فرحان المالكي ـ وهو سني حنبلي غير متعصب وقالها بصراحة لو كنت شيعيا لأعلنته أمام الأشهاد ـ عن تكفير الحنابلة للإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت ، وعن ابن القيم الذي يكفر ويحكم بالشرك على أغلب المسلمين الموحدين لله رب العالمين في قصيدته النونية. • ثم قد لاحظت الصورة التي كتب فيها اللعنة على من سب أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهل هذا الحديث صحيح ؟ ثم إن معاوية قد سب أفضل أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولعنه على المنابر وجعلها سنة ، بل وقاتله وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو رابع الخلفاء الراشدين عندكم . أم هو ليس صحابيا عندكم ، وربما يقصد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى . لا بل قتل الصحابة ألم يقتل الصحابي حجر بن عدي في مرج عذراء ؟ ألا يدخل معاوية إذن تحت هذا اللعن في الحديث أخبرونا. • تعايش المسلمين سنة وشيعة في وئام وتزاوجهم وتعاملهم فيما بينهم ، إلا ما كان من فتن كان يثيرها كعادتهم الحنابلة من الرعاع والدهماء والعلماء المتعصبين منهم يراجع مثلا تاريخ ابن الأثير في ذكره لحوادث سنين معينة . • إن وجود تلك الروايات عند السنة وعند الشيعة لا يدل على ما يذهب إليه هذا وذاك من الأطراف في هذا المنتدى وغيره من المنتديات ، لأن جامعيها وهم غير معصومين لم يكونوا فقهاء بمعنى الكلمة فقد كانوا إخباريين وحشوية من الفريقين ، وقد كفانا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث) أقول كفانا هذا الأمر فاقرأوه ولا تسمعوا لمن يقول إن الشيخ رحمه الله اله قد وقد ....أخطأ وتراجع ولم يكن يقصد وقد ردّ عليه العلماء أو أهل العلم كما يسمونهم . • نعم ربنا واحد هو الله رب العالمين . ونبينا ورسولنا صلى الله عليه وآله وسلم واحد هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم . وحتى أئمتنا يقر ويعترف لهم فضلاء أهل السنة والجماعة بالعلم والتقوى والإمامة ، وأنتم لستم مثلهم. وكتابنا واحد هو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل العزيز الحميد على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، المحفوظ من عند الله في الصدور والمصاحف لم يبدّل ولم ولن يغير رغم ما هنالك من روايات لا قيمة لها عند أهل السنة وعند الشيعة أو ما يفهم منها غير ذلك. وقبلتنا واحدة هي الكعبة والمسجد الحرام بمكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية ( وإن شئتم أن أعطيكم خطوط الطول والعرض أعطيتكم) . وحجنا واحد إلى بيت الله الحرام وأداء مناسكه وكذا العمرة . وصلواتنا الخمس والجمعة واحدة ( ولا تقولوا لي هناك اختلافات ، نعم وهذه موجودة حتى بين مذاهب أهل السنة بل وفي المذهب الواحد ) . وشهر صيامنا واحد هو شهر رمضان المعظم ( نعم يختلف المسلمون جميعا في أول وآخر يوم منه) • بلغ بكم الأمر إلى اعتبار شريحة من المسلمين مجوسا ، فهل المجوس يقولون أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، ويقيمون الصلوات الخمس ، وهل عندهم مساجد ويصومون شهر رمضان ويتلون القرآن ويطبعونه ويحفظونه ويفسرونه ويعملون به ويحجون إلى بيت الله الحرام و...و... ما لكم كيف تحكمون ؟ وهل الإسلام دين قومي للعرب وحدهم ؟ اليوم تقولون الفرس وغدا الأمازيغ وهكذا ... اتقوا الله حق تقاته. أذكركم أن لدى الشيعة كما لدى أهل السنة عدّة تفاسير للقرآن الكريم من الماضين ومن المعاصرين فهل وجدتم فيها آية زائدة أو ناقصة عمّا في تفاسير أهل السنة ، نعم هناك اختلاف في فهم المفسرين وترجيحهم لمعنى أو معاني دون أخرى وهذا أمر طبيعي يعرف الجميع ولا يجحده إلا متعصّب أعمى القلب والبصيرة . • ومع هذا كله مازلنا نبتلى ببعض نفر من تلامذة الوهابية يقومون بنقل أسانيد القراء السبعة ويقولون هذا تواتر القرآن عندنا فأين تواتر القرآن عند الشيعة ! ، {ذرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}(الحجر/3). ( أبو عمر العلائي صاحب الكتاب إعلام الخلف) • لا أريد أن أنقل لكم الروايات من عندكم تنزيها للقرآن الكريم وتأدبا مع الله تعالى ورسوله فلا تجبرونا واسحبوا كلامكم من المنتدى عن رمي الشيعة بذلك . واتقوا الله إن كنتم مؤمنين وتحبون القرآن والرسول صلى الله عليه وآله وسلم . • فانبرى له حاج عراقي آخر وقال له : محمد رجال مثلك!؟ فأكد قوله ثانية وقال: محمد رجالا مثلي ، مات ! فقال له الحاجّ: محمد نزل عليه القرآن فهل ينزل عليك القرآن ؟ فلم يَحِر جوابا • الشيعة كذابون كلهم ولا يؤخذ عنهم هذا مقرّره لكم ابن تيمية الحراني وتابعتموه حذو القذة بالقذة . ولا بأس بإيراد ما جاء في المجلد الثالث من ك الكتاب الرائع لأسد حيدر وأعني به الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ، تحت عنوان : رجال الصحَاح مِن الشيعة
وليكن يا بني ماتريد في أن عاصما ليس من الشيعة ولا يكفي تتلمذ الرجل على أبي عبد الله الصادق لكي يكون شيعيا ، سلّمنا لك بذلك فما قولك في البقية من القراء المذكورين والمحسوبين على الشيعة أفلا يشهد هذا للشيعة أن لهم دورا كبيرا في علوم الإسلام وعلى رأسها القرآن الكريم قراءته وروايته؟ ! كن نزيها يا بني ولطف قلبك يرحمك الله . قال الإمام الذهبي في معرفة القراء الكبير ج1ص77 : ( وأعلى ما يقع لنا من القرآن العظيم فهو من جهة عاصم – ثم ذكر إسناده متّصلا إلى حفص ، عن عاصم ، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي – عليه السلام – وعن زر وعن عبد الله . وكلاهما عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – عن جبرائيل – عليه السلام – عن الله عز وجل ). وكون أن يقرأ الشيعي عن غير الشيعي ليس بممنوع وهو وارد عندنا فلا تهوّل . فهل قرأ ابن تيمية عند أحد من علماء الشيعة وتواضع للعلم ؟ وهل قرأ علماء الوهابية عند أحد من رجال الشيعة ..؟ وكون عبد الرحمن السلمي قرأ كذلك عن عثمان بن عفان غير معارض وهو حق لكنه كان ملازما لعلي عليه السلام ومن خواصه وهذه حقيقة ، وما نقلت من حديث خيركم من تعلم القرآن وعلّمه فنحن نقرّ به وله وعلى رؤوسنا وفي عيوننا فلا تذهب بعيدا من فضلك ، وهذا لا ينفي تشيعه ، وربما كان من توجيه أمير المؤمنين له ولا تنسى أن عثمان كان خليفة المسلمين الزماني وقد كان يجتمع به الصحابة كعمار وابن مسعود وغيرهم على خلاف بينهم.
ولا أظنّك من الحمقى الذين يجهدون أنفسهم لإبطال مذهب عمره خمسة عشر قرنا من الزمان وله أصوله وعلماؤه وأتباعه ، وأنا أقول هذا عن المذهب الشيعي مذهب أهل البيت عليهم السلام ومذهب أهل السنة والجماعة ، فيكون أحمق وغبيا وناقص العقل من كلا المدرستين من يؤمن أنه بإمكانه أن يسقط مذهب الآخر ، لأنهما مذهبان عريقان جدّا جدّا ، نعم لم يتح لأحدهما ما أتيح للآخر من إمكانات /إمكانيات ، ولكنهما يسري في دمهما ـ إن جاز التعبير ـ مصل مضاد للزوال والاندثار، وعدم القابلية ـ على تعبير المرحوم مالك بن نبي ، ولا أظنك ستعاود الكرّة وتسألني كذلك ما موقفنا من المفكر الجزائري السني غير الوهابي العظيم والذي كان على خلاف مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، من فضلك دعنا من هذا الأسلوب ـ قلت عدم القابلية للزوال والاندثار كما زالت واندثرت مذاهب في الماضي لأنها لم تكن تملك ما يملكه المذهبان العريقان : مدرسة أهل البيت والإمامة ومدرسة الخلفاء وأهل السنة على حدّ تعبير السيد البحاثة مرتضى العسكري . أما قولك : اما الكتب التي طلبت من الاخ يحيي ان يقراها فنحن لسنا بحاجة لها لأن مؤلفيها من الاشاعرة المتصوفه ونحن لا نقرؤ لهم د. محمود الصبيح من أشد المؤلفين المعاصرين كرهاً للسلفية والوهابية وشيخ الإسلام ابن تيمية، بل عمدة جهده قائمة على حرب ابن تيمية كما في كتبه ومقالاته، وهو من أعمدة التصوف والأشعرية المعاصرة بمصر. اما د.منصور محمد محمد عويس فهو كذلك ايضا
فهو أمر عجيب ، وردّ غير علمي ، وأنا لم أدعُ إلى قراءتها إلا لما فيها من حقائق موثّقة ومن كتب ابن تيمية ومن كتب أهل السنة والجماعة، ظنّا مني أنكم تبحثون عن الحقيقة وتمتلكون الموضوعية. ولماذا قرأتها أنا علما أن الدكتور محمود السيد صبيح صوفي وليس شيعيا ويتهجم على الشيعة في كتبه ويقول ـ وهو مخطئ فيما يقوله عن عقدة الشيعة في مصر... (باختصار) ـ فكنهما من الصوفية غير مانع من قراءة ما كتبا فأين الشجاعة يا بني ؟ فمن يكره مصر والمتصوفة فيها يا حاذق ويا ماهر؟ من فمك أدينك .وأرجو أن تتقبل هذا النقد يا بني. والسلام ولا تزدد علينا حقدا بالله عليك ، وتقبل خلافنا لك .