الغذاء الفكري
سماحة السيد السيستاني
السؤال : هل يجوز للمرأة أن تبرز يدها وقد استعملت الحناء ؟!!..
الجواب : إذا كان بنحو يُعتد زينة في العرف، لم يجز.
السؤال : هل يجوز عند ضريح الولي الطلب منهم الرزق أو الشفاء ؟!!.. وإذا جاز هذا.. فكيف نفسر أمره تعالى بأن لا ندعو معه أحداً، أو لا نطلب من غيره، ولا نلجأ لغيره ؟!!..
الجواب : يجوز باعتبار كونهم وسائط بين الله تعالى وخلقه، معنى ذلك أن لا تدعو أحداً بعنوان الربوبية والألوهية، وباعتقاد أنه يؤثر باستقلاله، فإن هذا يختص بالله تعالى، وكل ما يؤثر في الكون فإنما يؤثر بإذنه. ولو كان المنع عاماً لامتنع طلب المعالجة من الطبيب.
السؤال : هل يجوز العمل في أجهزة التلفزيون كمهندس له دور في عملية البث والإرسال في مثل التلفزيونات التي تعرض بعض البرامج الفاسدة ؟!!..
الجواب : لا يجوز العمل في مجال بث البرامج المحرمة شرعاً.
الغذاء الروحي
روي عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ألا أخبركم بالفقيه حقاً ؟!!.. قالوا : بلى يا أمير المؤمنين..!! قال عليه السلام : " من لم يُقنّط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخّص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره. ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم.. ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر.. ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه ".
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن، ولا تتخذوها قبوراً.. كما فعلت اليهود والنصارى، صلّوا في الكنائس والبيع وعطّلوا بيوتهم، فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره، وأتسع أهله، وأضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدنيا ".
الدعاء للإمام صاحب الزمان عليه السلام
الله عز وجل مع المؤمنين لأنهم يدعون لإمامهم
ورد عن أبي عبدالله الإمام جعفر الصادق عليه السلام : " إن الله عز وجل في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه ".. ولا شك أن الدعاء لإمام الزمان عجل الله فرجه الشريف يُعتبر عوناً له على قضاء حوائجه، والإمام هو سيد المؤمنين وبالتالي يكون الله تعالى في عون الداعي له.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " وأما أعداؤك من الجن : فإبليس وجنوده..
فإذا أتاك فقال : مات ابنك..!! فقل : إنما خُلق الأحياء ليموتوا.
وتدخل بضعة مني الجنة إنه ليسري.. فإذا أتاك وقال : قد ذهب مالك..!! فقل : الحمد لله الذي أعطى وأخذ، وأذهب عني الزكاة فلا زكاة عليّ.
وإذا أتاك وقال لك : الناس يظلمونك وأنت لا تظلم..!! فقل : إنما السبيل يوم القيامة على الذين يظلمون الناس وما على المحسنين من سبيل..
وإذا أتاك وقال لك : ما أكثر إحسانك..!! يريد أن يدخلك العجب، فقل : إساءتي أكثر من إحساني.
وإذا أتاك فقال لك : ما أكثر صلاتك..!! فقل : غفلتي أكثر من صلاتي.
وإذا قال لك : كم تعطي الناس..!! فقل : ما آخذ أكثر مما أعطي.
وإذا قال لك : ما أكثر مَن يظلمك..!! فقل : مَن ظلمته أكثر.
وإذا أتاك فقال لك : كم تعمل..!! فقل : طالما عصيت.
إنّ الله تبارك وتعالى لما خلق السفلى فخرت وزخرت وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟!!.. فخلق الأرض فسطّحها على ظهرها فذلّت.
ثم إنّ الأرض فخرت وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟!!.. فخلق الله الجبال فأثبتها على ظهرها أوتاداً من أن تميد بها عليها، فذلّت الأرض واستقرّت.
ثم إنّ الجبال فخرت على الأرض فشمخت ( أي علت ) واستطالت وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟!!.. فخلق الحديد فقطعها فذلّت.
ثم إنّ الحديد فخر على الجبال وقال : أيّ شيءٍ يغلبني ؟!!.. فخلق النار فأذابت الحديد فذلّ الحديد.
ثم إنّ النار زفرت وشهقت وفخرت وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟!!.. فخلق الماء فأطفأها فذلّت.
ثم الماء فخر وزخر وقال : أيّ شيءٍ يغلبني ؟!!.. فخلق الريح فحرّكت أمواجه وأثارت ما في قعره وحبسته عن مجاريه فذلّ الماء.
ثم إنّ الريح فخرت وعصفت وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟!!.. فخلق الإنسان فبنى واحتال ما يستتر به من الريح وغيرها فذلّت الريح.
ثم إنّ الإنسان طغى وقال : من أشدّ مني قوةً ؟!!.. فخلق الموت فقهره فذلّ الإنسان.
ثم إنّ الموت فخر في نفسه فقال الله عزّ وجلّ : لا تفخر فإني ذابحك بين الفريقين : أهل الجنة وأهل النار. ثم لا أُحييك أبداً فخاف ثم قال : والحلم يغلب الغضب، والرحمة تغلب السخط والصدقة تغلب الخطيئة ".
الحديث النفسي
يدور في داخل الإنسان حديث نفسيّ يصل إلى حد ( الثرثرة )، يختلط فيه الحق والباطل، والجد والهزل، بل قد ( يحاكم ) الإنسان شخصاً في داخله، ويصب عليه ( غضبه )، بل قد يفحش بالقول في ذلك الحديث النفسي، بحيث تبدو علامات السخط على وجهه وكأنـّه مشتغل خارجاً بمواجهة الخصم.. وعليه فلا بد من مراقبة هذه المحادثات الباطنية والتنصت عليها - وخاصة وأنها غير تابعة للإرادة الشعورية - لئلا يتحول الحديث في عالم الخيال والتجريد، إلى عالم الخارج والواقع، فتترتب عليه حينئذ أحكام الواقع، وما يستلزمه من سخط المولى الجليل.