عايش المدير العام
عدد الرسائل : 116 تاريخ التسجيل : 14/06/2011
| موضوع: الشيعة الإمامية وتحريف القرآن ، كتاب إعلام الخلف بمن قال بتحريف القرأن من أعلام السلف ، القسم الثاني عشر الأحد يوليو 24, 2011 9:52 am | |
| القسم الثاني عشر إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف - ص 63
هل هناك شبهة قوية دعت للقول بتحريف القرآن ! وقد يتساءل البعض ، هل وجدت شبهة عند من قال بتحريف القرآن أم قال به استمزاجا وترفا واتباعا للهوى ؟ قد بينا فيما سبق عدم قيام الدليل عندهم على صيانة القرآن من التحريف ، لا من القرآن الكريم ولا من السنة المطهرة ، وذكرنا كيف فهموا الآيتين وحديث الثقلين وأحاديث عرض السنة على كتاب الله عز وجل ، فهذا يعني أن المانع من اعتقاد التحريف مفقود عندهم ، وفي المقابل وردت كثير من الروايات التي تصرح وتلوح بحصول النقص في كتاب الله عز وجل وحذف بعض الكلمات منه ، وهذه الروايات جاءت متظافرة في كتب الفريقين المعتمدة كالبخاري ومسلم عند السنة والكافي عند الشيعة ، بل قالوا إن هناك إخبارا ونبوءات من النبي صلى الله عليه وآله وسلم تقول إن هذه الأمة ستحرف كتاب ربـها ، وهذه الرواية أخرجها البخاري في صحيحه : " عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه . قلنا : يا رسول الله ! اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟! " ( 1 ). فقالوا إن هذه تدل على أن المسلمين سيقتفون أثر من كان قبلهم من اليهود النصارى ولا يحيدون عن مسيرتـهم ، ومن المعلوم أن تحريف التوراة والإنجيل من أهم السمات البارزة في ما فعله اليهود والنصارى ، وهذا أمر يحتاج إلى إجابة ! ( 2 ) .
قالوا أيضا إن القرآن الكريم يدل على هذا المعنى في سورة الانشقاق ، ويفي بالغرض نقل مقطع من تفسير ابن كثير :
هامش: ( 1 ) صحيح البخاري ج3ص1274. ( 2 ) والشيعة يستطيعون الإجابة عليها وستأتي في مبحث جمع القرآن إن شاء الله تعالى .
- ص 64 - " وقوله تعالى {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}(الإنشقاق/19). قال البخاري - بسنده - قال ابن عباس : {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} حالا بعد حال . قال هذا نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم . هكذا رواه البخاري بـهذا اللفظ وهو محتمل أن يكون ابن عباس أسند هذا التفسير عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كأنه قال سمعت هذا من نبيكم صلى الله عليه وسلم فيكون قوله نبيكم مرفوعا على الفاعلية من قال وهو الأظهر والله أعلم . كما قال أنس : لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم . وقال ابن جرير حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن مجاهد أن ابن عباس كان يقول : {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} قال : يعني نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : حالا بعد حال ". هذا لفظه وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : طبقا حالا بعد حال . وكذا قال عكرمة ومرة والطيب ومجاهد والحسن والضحاك ومسروق وأبو صالح ويحتمل أن يكون المراد لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال قال هذا يعني المراد نبيكم صلى الله عليه وسلم ". "وقال ابن إسحاق والسدي عن رجل عن ابن عباس : {طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} منـزلا على منـزل ، وكذا رواه العوفي عن ابن عباس مثله وزاد : ويقال أمرا بعد أمر وحالا بعد حال . وقال السدي نفسه : {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} أعمال من قبلكم منـزلا بعد منـزل . قلت – ابن كثير- : كأنه أراد معنى هذا الحديث الصحيح خ3456 م2669 : " لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه . قالوا : يا رسول الله ! اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟! ، وهذا محتمل " ( 1 ) . وكل هذه الشبه مانعة من التكفير وتجتث أصوله من الأساس ، بل لا يتصور التكفير في مثل هذه الموارد ، لأن هؤلاء بأدلتهم وشبههم التي تحتاج إلى ما يرفعها ويزيحها لا يريدون منها إلا بث الشكوى والتفجع للمصاب والرزية التي طرأت على كتاب الله عز وجل بزعمهم ، فهم في الحقيقة يريدون وجه الله عز وجل والدفاع عن كتابه وبيان ما تعرض له القرآن من تحريف وتلاعب ومظلومية ، ويحسبون أن قولهم السابق يوافق الأدلة الشريعة ولا يعارضها بل هم على يقين من ذلك ، فغاية ما يقال فيهم أنـهم قد أخطؤوا وما أصابوا الحق في هذه المسألة ( 2 ) ، وكل هذا ينفي دعوى التكفير التي ترجع إلى إنكار شيء وهو يعلم أن الشريعة جاءت به فيكذب الله ورسوله . فأين هذا من ذاك ؟!
هامش 1 ) تفسير ابن كثير ج4ص490-491. ( 2 ) الوهابية الذين تسيل أشداقهم لإطلاق كلمة الكفر لا تروق لهم هذه الكلمات التي تخضع للموازين الشرعية وتسير حسب القواعد العلمية ، وعلى أي حال فإن كلمات علماء أهل السنة واضحة تؤيد ما كتبناه وقد نقلنا نصوصهم سابقا فحتى ابن تيمية – كما سيأتي ذكره - يقول كما ذكرنا ، وهذا كلام إمامهم في القراءات مكي القيسي الذي يصف من يقصد تبديل القرآن وتغييره بأنه قد غلط فقال في الإبانة في معاني القراءات ص5 : ( فهي إذا خارجة عن مراد عثمان و عن السبعة الأحرف ، والقراءة بما كان هكذا خطأ عظيم ، فمن قرأ القرآن بما ليس من الأحرف السبعة وبما لم يرد عثمان منها ولا من تبعه إذ كتب المصحف ، فقد غَيّرَ كتاب الله وبَدّلَه ، و من قصد إلى ذلك فقد غلط ) ، فليشنع الوهابية وليعربدوا كما شاءوا ، وكما قيل : صرير باب أو طنين ذباب ! | |
|