موضوع: صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام الأربعاء أغسطس 31, 2011 11:32 pm
بسم الله الرحمن الرحيم نبذةٌ عن حكمة صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام أهم سؤال يطرح في حياة الإمام الثاني الإمام الحسن عليه السلام هو صلحه مع معاوية بن أبي سفيان، فما هي فلسفة هذا الصلح بين إمام معصوم وطاغية جائر ؟
الجواب على هذا السؤال يتطلَّب يبتني على مقدمات :
الأولى: إنَّ الصلح ليس أمراً سيِّئاً دائماً ولا الحرب هو حسنٌ دائماً، كيف ورسول الله صلى الله عليه وآله قد صالح المشركين؟!
الثاني: لا شك أن الإمام الحسن عليه السلام لم يكن خائفاً بل هو الذي كان يقود الجيش كما أنَّ قتاله مع معاوية في صفين رغم صغر سنِّه أدلّ دليل على شجاعته.
الثالث: العارف لحقيقة الإمامة لا مجال له أن يطرح مثل هذه التساؤلات أصلاً بل كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلَّم "هما إمامان إن قاما وإن قعدا" فما فعله الإمام المعصوم هو عين الحق والصواب فهو الحجَّة على العباد.
ولكن : مع ذلك نشير إلى جانب من حكمة هذا الصلح المبارك فنقول:
إنَّ مقرَّ الإمام الحسن عليه السلام كان في الكوفة ومعاوية في الشام، فمعاوية أرسل جيشاً عظيماً لمحاربة الإمام عليه السلام، والإمام أيضاً واجهه بجيش عظيم يقول أبو الفرج الإصفهاني بهذا الشأن:
"وكان أول شيء أحدثه الحسن عليه السلام أنه زاد المقاتلة مائة مائة، وكان علي عليه السلام فعل ذلك يوم الجمل، وفعله الحسن حال الاستخلاف، فتبعه الخلفاء بعد ذلك".
الموقف الشجاع:
لاحظْ كتاب الإمام عليه السلام يخاطب فيه معاوية قال :
"من الحسن بن علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد:
فإن الله جل جلاله بعث محمداً رحمة للعالمين ومنةً للمؤمنين... إلى أن قال: فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يامعاوية على أمر لست من أهله لابفضل في الدين معروف، ولا أثر في الإسلام محمود، وأنت ابن حزب من الأحزاب وابن أعدى قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله ولكتابه.... إلى أن قال:
فدع التمادي في الباطل وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي فإنك تعلم أني أحق بهذا الأمر منك عند الله وعند كل أواب حفيظ، ومن له قلب منيب، واتق الله ودع البغي، واحقن دماء المسلمين.. إلى أن قال: وإن أبيت إلا التمادي في غيّك سرت إليك بالمسلمين فحاكمتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين".
وعندما أعلن الجهاد خطب عليه السلام في الناس وقال:
"أما بعد فإن الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً، ثم قال لأهل الجهاد: إصبروا إن الله مع الصابرين، إنه بلغني أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحركَ، لذلك أخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم في النخيلة حتى ننظر وتنظرون ونرى وترون.
قال مؤرخوا الحادثة:
وسكت الناس فلم يتكلم أحد منهم ولا أجابه بحرف."
المكر والحيلة:
ولكن قادة لجيشه عليه السلام ، اشتروا بأموال معاوية :
أحدهما: بمليون درهماً ، خمسائة ألف نقداً والباقي نسيةً، فالتحق بمعاوية مع أربعة ألأف جندياً.
والثاني: ظن الإنهزام فخرج عن ساحة القتال مع عدد كبير ممن معه وكان هتافه "لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، ففرح معاوية من ذلك.
وأمّا الإمام عليه السلام فقد حرَّض أصحابه إلى الحرب وكان معه عدد من الجنود. فانزعج معاوية من ذلك لأنَّه كان يعرف قوَّة الإمام الحسن ويخاف منه .
الإشاعات:
استغلَّ معاوية هذه الفرصة وقال لعدد من أصحابه تغلغلوا في جيش الإمام ثمَّ اخرجوا منه وقولوا أننا إلتقينا بالإمام وهو قد وافق على الصلح .
وبالفعل هؤلاء قد أشاعوا بين الناس أنَّ الفئتين من المسلمين قد تصالحا -رغم أنَّه لم يتحقق شيء أصلاً- وهذا ما أثّر في عدد كبير من جنود الإمام عليه السلام حيث انعزلوا عنه، فاستغلَّ معاوية هذه الفرصة فأرسل رجلاً فضرب رِجلَ الإمام عليه السلام بسيفة فأجرحها، ورغم ذلك لم يزل الإمام مستمراً في حركته نحو جبهة القتال، وهذا ما أجبر معاوية للتشبث بكلِّ حشيش.
الصلح:
فإذا بورقة بيضاء مكتوب فيها: أنا معاوية أصالح الحسن بن علي ضمن الشروط وهي: (ولم يكتب أيَّ شرط وإنَّما طلب من الإمام أن يكتب ما أراد) وختم معاوية على تلك الورقة.
هنا لابد له عليه السلام أن يقبل الصلح، بحيث لو لم يكن يقبله لقتل بنو هاشم جميعاً، مضافاً إلى أنَّ التاريخ يسجَّل في صالح معاوية لأنَّه هو الذي التجأ إلى الصلح وأراد وقف إطلاق النار.
إختلاف الموقفين:
وهذا يختلف عن الإمام الحسين عليه السلام تماماً حيث طلب منه إمّا البيعة أو الشهادة، فالذي اقترح وقف إطلاق النار هو الإمام الحسين حيث قال:" لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرُّ فرار العبيد" وسياسة الإمام الحسن عليه السلام هنا هي سياسة تعجيزيَّة حيث قيَّد في بنود الصلح أموراً يعجز معاوية عن تنفيذها، وبالنتيجة تمكَّن من أن ينتصر عليه .
أمراض المجتمع:
والأمراض التي كان يعاني منها المجتمع آن ذاك كانت لها دور في أمر الصلح، وأهم تلك الأمراض هي:
1-عدم المعرفة(الجهل).
2-عدم الإرادة(الخوف).
فلم يكن المجتمع يعرف حقيقة معاوية بن أبي سفيان ومدى عداءه للإسلام، فكان ينبغي للإمام عليه السلام أن يركِّز في أذهان المسلمين مدى شيطنة معاوية وبعده عن واقع الدين الإسلامي وعدم التزامه بالأمانة والعهد رغم تظاهره ونفاقه.
وأمّا:
في عصر الإمام الحسين عليه السلام كان المجتمع يعرف يزيد بن معاوية حق المعرفة والمشكلة التي كانوا يعانونها هي الخوف ، كما تدلُّ على ذلك شواهد كثيرة في التأريخ، فهذا الفرزدق يقول للإمام الحسين عليه السلام وهو في الطريق: "قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أميّة."
"فكل مرض يحتاج إلى دواء خاص به ، فدواء الأوَّل هو الثورة الثقافية وتوعية الأمّة ودواء الثاني هو الثورة العسكرية ونموّ روحية الشجاعة والجرئة بين الناس" ومن الواضح أنَّ الثورة الثقافية مقدَّمة على الثورة العسكرية دائماً.
بنود الصلح:
وأمّا بنود الصلح فهي كالتالي:
1- تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وبسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وبسيرة الخلفاء الصالحين.
2- أن يكون الأمر من بعده للإمام الحسن عليه السلام، فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين عليه السلام، وليس لمعاوية أن يعهد بعده لأحد.
3- أن يترك سبّ أمير المؤمنين عليه السلام والقنوت عليه بالصلاة، وأن لايذكره إلا بخير.
4- إستثناء ما في بيت مال الكوفة وهو خمسة آلاف ألف درهم فلا يشمله تسليم الأمر، وعلى معاوية أن يحمل كل عام الى الإمام الحسين عليه السلام ألفي ألف درهم، وأن يفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس، وأن يفرّق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل وأولاد من قتل معه بصفين ألف ألف درهم.
5- على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وأن يؤمن الأسود والأحمر، وأن يحتمل معاوية مايكون من هفواتهم، وأن لايتبع أحداً بما مضى، وأن لا يأخذ أهل العراق بأحنة وعلى أمان أصحاب علي عليه السلام حيث كانوا، وأن لا ينال أحداً من شيعة علي عليه السلام بمكروه ...الخ."
فكلّ ذلك خلاف ما كان يريده معاوية، فتحيَّر معاوية في الأمر ونقض العهد وصعد المنبر وقال:
"لا أريد منكم الصلاة فسواء عليَّ أصليتم أم لم تصلُّوا، إنَّما أريد أن أتحكَّم عليكم، ثمَّ مزق قرار الصلح".
فضيحة معاوية:
هنا اتَّضح أمر معاوية لعامَّة المسلمين الذين كانوا يعتقدون بأنَّه بالفعل خليفة رسول الله ، هؤلاء الذين اشتبه عليهم الأمر فكانوا يظنون بمعاوية خيراً فإذا بكاتب الوحي!! وخال المسلمين !! ومحب الدين!! قد كفر بربِّ العالمين!!
هذا:
وكان هناك عدوّا مشتركاً في حدود الدولة الإسلاميّة يترصَّدالمسلمين ويريد استغلال الفرصة كي يهجم على بلاد الإسلام.
ابن الطلقاء:
وهناك أمرٌ مهم يخص شخصيَّة معاوية، حيث كان يتَّسم بسمة "ابن الطلقاء" لأنَّ أبا سفيان كان طليق الرسول وهذه وسمة عار عليه، فأراد أن يغطِّي على نفسه ويقلل من العار والفضيحة فكان بصدد القبض على الإمام الحسن عليه السلام أسيراً فيطلق سراحه ليقابل فخاب ظنُّه بهذا الصلح.
موضوع: رد: صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام الأربعاء أغسطس 31, 2011 11:57 pm
الأوراسي كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم نبذةٌ عن حكمة صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام أهم سؤال يطرح في حياة الإمام الثاني الإمام الحسن عليه السلام هو صلحه مع معاوية بن أبي سفيان، فما هي فلسفة هذا الصلح بين إمام معصوم وطاغية جائر ؟
الجواب على هذا السؤال يتطلَّب يبتني على مقدمات :
الأولى: إنَّ الصلح ليس أمراً سيِّئاً دائماً ولا الحرب هو حسنٌ دائماً، كيف ورسول الله صلى الله عليه وآله قد صالح المشركين؟!
الثاني: لا شك أن الإمام الحسن عليه السلام لم يكن خائفاً بل هو الذي كان يقود الجيش كما أنَّ قتاله مع معاوية في صفين رغم صغر سنِّه أدلّ دليل على شجاعته.
الثالث: العارف لحقيقة الإمامة لا مجال له أن يطرح مثل هذه التساؤلات أصلاً بل كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلَّم "هما إمامان إن قاما وإن قعدا" فما فعله الإمام المعصوم هو عين الحق والصواب فهو الحجَّة على العباد.
ولكن : مع ذلك نشير إلى جانب من حكمة هذا الصلح المبارك فنقول:
إنَّ مقرَّ الإمام الحسن عليه السلام كان في الكوفة ومعاوية في الشام، فمعاوية أرسل جيشاً عظيماً لمحاربة الإمام عليه السلام، والإمام أيضاً واجهه بجيش عظيم يقول أبو الفرج الإصفهاني بهذا الشأن:
"وكان أول شيء أحدثه الحسن عليه السلام أنه زاد المقاتلة مائة مائة، وكان علي عليه السلام فعل ذلك يوم الجمل، وفعله الحسن حال الاستخلاف، فتبعه الخلفاء بعد ذلك".
الموقف الشجاع:
لاحظْ كتاب الإمام عليه السلام يخاطب فيه معاوية قال :
"من الحسن بن علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد:
فإن الله جل جلاله بعث محمداً رحمة للعالمين ومنةً للمؤمنين... إلى أن قال: فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يامعاوية على أمر لست من أهله لابفضل في الدين معروف، ولا أثر في الإسلام محمود، وأنت ابن حزب من الأحزاب وابن أعدى قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله ولكتابه.... إلى أن قال:
فدع التمادي في الباطل وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي فإنك تعلم أني أحق بهذا الأمر منك عند الله وعند كل أواب حفيظ، ومن له قلب منيب، واتق الله ودع البغي، واحقن دماء المسلمين.. إلى أن قال: وإن أبيت إلا التمادي في غيّك سرت إليك بالمسلمين فحاكمتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين".
وعندما أعلن الجهاد خطب عليه السلام في الناس وقال:
"أما بعد فإن الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً، ثم قال لأهل الجهاد: إصبروا إن الله مع الصابرين، إنه بلغني أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحركَ، لذلك أخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم في النخيلة حتى ننظر وتنظرون ونرى وترون.
قال مؤرخوا الحادثة:
وسكت الناس فلم يتكلم أحد منهم ولا أجابه بحرف."
المكر والحيلة:
ولكن قادة لجيشه عليه السلام ، اشتروا بأموال معاوية :
أحدهما: بمليون درهماً ، خمسائة ألف نقداً والباقي نسيةً، فالتحق بمعاوية مع أربعة ألأف جندياً.
والثاني: ظن الإنهزام فخرج عن ساحة القتال مع عدد كبير ممن معه وكان هتافه "لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، ففرح معاوية من ذلك.
وأمّا الإمام عليه السلام فقد حرَّض أصحابه إلى الحرب وكان معه عدد من الجنود. فانزعج معاوية من ذلك لأنَّه كان يعرف قوَّة الإمام الحسن ويخاف منه .
الإشاعات:
استغلَّ معاوية هذه الفرصة وقال لعدد من أصحابه تغلغلوا في جيش الإمام ثمَّ اخرجوا منه وقولوا أننا إلتقينا بالإمام وهو قد وافق على الصلح .
وبالفعل هؤلاء قد أشاعوا بين الناس أنَّ الفئتين من المسلمين قد تصالحا -رغم أنَّه لم يتحقق شيء أصلاً- وهذا ما أثّر في عدد كبير من جنود الإمام عليه السلام حيث انعزلوا عنه، فاستغلَّ معاوية هذه الفرصة فأرسل رجلاً فضرب رِجلَ الإمام عليه السلام بسيفة فأجرحها، ورغم ذلك لم يزل الإمام مستمراً في حركته نحو جبهة القتال، وهذا ما أجبر معاوية للتشبث بكلِّ حشيش.
الصلح:
فإذا بورقة بيضاء مكتوب فيها: أنا معاوية أصالح الحسن بن علي ضمن الشروط وهي: (ولم يكتب أيَّ شرط وإنَّما طلب من الإمام أن يكتب ما أراد) وختم معاوية على تلك الورقة.
هنا لابد له عليه السلام أن يقبل الصلح، بحيث لو لم يكن يقبله لقتل بنو هاشم جميعاً، مضافاً إلى أنَّ التاريخ يسجَّل في صالح معاوية لأنَّه هو الذي التجأ إلى الصلح وأراد وقف إطلاق النار.
إختلاف الموقفين:
وهذا يختلف عن الإمام الحسين عليه السلام تماماً حيث طلب منه إمّا البيعة أو الشهادة، فالذي اقترح وقف إطلاق النار هو الإمام الحسين حيث قال:" لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرُّ فرار العبيد" وسياسة الإمام الحسن عليه السلام هنا هي سياسة تعجيزيَّة حيث قيَّد في بنود الصلح أموراً يعجز معاوية عن تنفيذها، وبالنتيجة تمكَّن من أن ينتصر عليه .
أمراض المجتمع:
والأمراض التي كان يعاني منها المجتمع آن ذاك كانت لها دور في أمر الصلح، وأهم تلك الأمراض هي:
1-عدم المعرفة(الجهل).
2-عدم الإرادة(الخوف).
فلم يكن المجتمع يعرف حقيقة معاوية بن أبي سفيان ومدى عداءه للإسلام، فكان ينبغي للإمام عليه السلام أن يركِّز في أذهان المسلمين مدى شيطنة معاوية وبعده عن واقع الدين الإسلامي وعدم التزامه بالأمانة والعهد رغم تظاهره ونفاقه.
وأمّا:
في عصر الإمام الحسين عليه السلام كان المجتمع يعرف يزيد بن معاوية حق المعرفة والمشكلة التي كانوا يعانونها هي الخوف ، كما تدلُّ على ذلك شواهد كثيرة في التأريخ، فهذا الفرزدق يقول للإمام الحسين عليه السلام وهو في الطريق: "قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أميّة."
"فكل مرض يحتاج إلى دواء خاص به ، فدواء الأوَّل هو الثورة الثقافية وتوعية الأمّة ودواء الثاني هو الثورة العسكرية ونموّ روحية الشجاعة والجرئة بين الناس" ومن الواضح أنَّ الثورة الثقافية مقدَّمة على الثورة العسكرية دائماً.
بنود الصلح:
وأمّا بنود الصلح فهي كالتالي:
1- تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وبسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وبسيرة الخلفاء الصالحين.
2- أن يكون الأمر من بعده للإمام الحسن عليه السلام، فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين عليه السلام، وليس لمعاوية أن يعهد بعده لأحد.
3- أن يترك سبّ أمير المؤمنين عليه السلام والقنوت عليه بالصلاة، وأن لايذكره إلا بخير.
4- إستثناء ما في بيت مال الكوفة وهو خمسة آلاف ألف درهم فلا يشمله تسليم الأمر، وعلى معاوية أن يحمل كل عام الى الإمام الحسين عليه السلام ألفي ألف درهم، وأن يفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس، وأن يفرّق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل وأولاد من قتل معه بصفين ألف ألف درهم.
5- على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وأن يؤمن الأسود والأحمر، وأن يحتمل معاوية مايكون من هفواتهم، وأن لايتبع أحداً بما مضى، وأن لا يأخذ أهل العراق بأحنة وعلى أمان أصحاب علي عليه السلام حيث كانوا، وأن لا ينال أحداً من شيعة علي عليه السلام بمكروه ...الخ."
فكلّ ذلك خلاف ما كان يريده معاوية، فتحيَّر معاوية في الأمر ونقض العهد وصعد المنبر وقال:
"لا أريد منكم الصلاة فسواء عليَّ أصليتم أم لم تصلُّوا، إنَّما أريد أن أتحكَّم عليكم، ثمَّ مزق قرار الصلح".
فضيحة معاوية:
هنا اتَّضح أمر معاوية لعامَّة المسلمين الذين كانوا يعتقدون بأنَّه بالفعل خليفة رسول الله ، هؤلاء الذين اشتبه عليهم الأمر فكانوا يظنون بمعاوية خيراً فإذا بكاتب الوحي!! وخال المسلمين !! ومحب الدين!! قد كفر بربِّ العالمين!!
هذا:
وكان هناك عدوّا مشتركاً في حدود الدولة الإسلاميّة يترصَّدالمسلمين ويريد استغلال الفرصة كي يهجم على بلاد الإسلام.
ابن الطلقاء:
وهناك أمرٌ مهم يخص شخصيَّة معاوية، حيث كان يتَّسم بسمة "ابن الطلقاء" لأنَّ أبا سفيان كان طليق الرسول وهذه وسمة عار عليه، فأراد أن يغطِّي على نفسه ويقلل من العار والفضيحة فكان بصدد القبض على الإمام الحسن عليه السلام أسيراً فيطلق سراحه ليقابل فخاب ظنُّه بهذا الصلح.
هذا الكلام مردود عليك لسبب بسيط لانه من كتب وعلماء الشيعه واضيف لك شيئ في موضوعك هذا الا وهو بيعه الحسن لمعاويه رضي الله عنهما من كتب الشيعه
كتاب رجال الكشي صفحة 109 قيس بن سعد بن عبادة
176- جبريل بن أحمد و أبو إسحاق حمدويه و إبراهيم ابنا نصير قالوا حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي عن يونس بن يعقوب عن فضيل غلام محمد بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول إن معاوية كتب إلى الحسن بن علي (ع) أن أقدم أنت و الحسين و أصحاب علي فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري و قدموا الشام فأذن لهم معاوية و أعد لهم الخطباء فقال يا حسن قم فبايع فقام فبايع ثم قال للحسين (ع) قم فبايع فقام فبايع ثم قال قم يا قيس فبايع فالتفت إلى الحسين (ع) ينظر ما يأمره فقال يا قيس إنه إمامي يعني الحسن (ع)
177- حدثني جعفر بن معروف قال حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن ذريح قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول دخل قيس بن سعد عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس على معاوية فقال له معاوية بايع فنظر قيس إلى الحسن (ع) فقال أبا محمد بايعت فقال له معاوية أ ما تنتهي أما و الله إني فقال له قيس ما نسئت أما و الله لأن شئت لتناقصن فقال و كان مثل البعير جسيما و كان خفيف اللحية قال فقام إليه الحسن فقال له بايع يا قيس فبايع
ذكر يونس بن عبد الرحمن في بعض كتبه أنه كان لسعد بن عبادة ستة أولاد كلهم قد نصر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و فيهم قيس بن سعد بن عبادة و كان قيس أحد العشرة الذين لحقهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من العصر الأول ممن كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم و كان شبر الرجل منهم يقال إنه مثل ذراع أحدنا و كان قيس و سعد أبوه طولهما عشرة أشبار بأشبارهما و يقال إنه كان من العشرة خمسة من الأنصار و أربعة من الخزرج كلها و رجل من الأوس و سعد لم يزل سيدا في الجاهلية و الإسلام و أبوه و جده و جد جده لم يزل فيهم الشرف و كان سعد يجير فيجار و ذلك له لسؤدده و لم يزل هو و أبوه أصحاب إطعام في الجاهلية و الإسلام و قيس ابنه بعد على مثل ذلك
حدثني محمد بن أحمد أبو عبيد قال: حدثنا الفضل بن الحسن المصري قال: حدثنا محمد بن عمرويه قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا السري بن إسماعيل عن الشعبي عن سفيان بن أبي ليلى دخل حديث بعضهم في حديث بعض وأكثر اللفظ لأبي عبيدة قال: أتيت الحسن بن علي حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره عنده رهط فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال عليك السلام يا سفيان انزل فنزلت فعقلت راحلتي ثم اتيته فجلست إليه فقال: كيف قلت يا سفيان: فقلت: السلام عليك يا مذل رقاب المؤمنين . فقال: ما جر هذا منك إلينا ؟ فقلت: أنت والله - بأبي أنت وأمي - أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الأمر إلى اللعين بن اللعين بن آكلة الأكباد ومعك مائة الف كلهم يموت دونك . وقد جمع الله لك امر الناس .
كشف الغمة للإربلي (693 هـ) الجزء2 صفحة193
من كلامه ع ما كتبه في كتاب الصلح الذي استقر بينه وبين معاوية حيث رأى حقن الدماء وإطفاء الفتنة
وهو بسم الله الرحمان الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين على أن يعمل فيهم بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهدا بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم وعلى أن أصحاب على وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء بما أعطى الله من نفسه وعلى أن لا يبغي للحسن ابن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غايلة سرا ولا جهرا ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق شهد عليه بذلك وكفى بالله شهيدا فلان وفلان والسلام
ولما تم الصلح وانبرم الأمر التمس معاوية من الحسن ع أن يتكلم بمجمع من الناس ويعلمهم إنه قد بايع معاوية وسلم الأمر إليه فأجابه إلى ذلك فخطب وقد حشد الناس خطبة حمد الله تعالى وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيها وهي من كلامه المنقول عنه ع
وقال أيها الناس ان أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور وأنكم لو طلبتم ما بين جابلق وجابرس رجلا جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين وقد علمتم إن الله هداكم بجدي محمد فأنقذكم به من الضلالة ورفعكم به من الجهالة وأعزكم به بعد الذلة وكثركم به بعد القلة أن معاوية نازعني حقا هو لي دونه فنظرت لصلاح الأمة وقطع الفتنة وقد كنتم بايعتموني على أن تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت فرأيت أن أسالم معاوية واضع الحرب بيني وبينه وقد بايعته ورأيت حقن الدماء خير من سفكها ولم أرد بذلك إلا صلاحكم وبقاءكم وان أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين وعنه عليه السلام انه قال لا أدب لمن لا عقل له ولا مروة لمن لا همة له ولا حياء لمن لا دين له ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل وبالعقل تدرك الداران جميعا ومن حرم من العقل حرمهما جميعا
بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) الجزء 44 صفحة 59 باب 19: كيفية مصالحة الحسن معاوية
قال أبو الفرج الأصفهاني: حدثني محمد بن أحمد: أبو عبيد عن الفضل بن الحسن البصري عن أبي عمرويه عن مكي بن إبراهيم عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن سفيان بن الليل قال أبو الفرج: وحدثني أيضا محمد بن الحسين الأشناني وعلي بن العباس عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن ثابت عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن سفيان قال: أتيت الحسن بن علي ع حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين قال: وعليك السلام يا سفيان [ انزل ] فنزلت فعقلت راحلتي ثم أتيته فجلست إليه فقال: كيف قلت يا سفيان ؟ قال: قلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال: ما جر هذا منك إلينا ؟ فقلت: أنت والله بأبي أنت وأمي أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الأمر إلى اللعين ابن آكلة الأكباد ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك وقد جمع الله عليك أمر الناس .
وان شئت المزيد اعطيك ومع الروابط
هذا مايقوله علمائكم في وهذا نجده في مذهبكم المتناقض فلماذا تعاند وتكابر
ابو الحسن المالكي المدير العام
عدد الرسائل : 1168 تاريخ التسجيل : 27/11/2010
موضوع: رد: صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام الأربعاء أغسطس 31, 2011 11:58 pm
الأوراسي كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم نبذةٌ عن حكمة صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام أهم سؤال يطرح في حياة الإمام الثاني الإمام الحسن عليه السلام هو صلحه مع معاوية بن أبي سفيان، فما هي فلسفة هذا الصلح بين إمام معصوم وطاغية جائر ؟
الجواب على هذا السؤال يتطلَّب يبتني على مقدمات :
الأولى: إنَّ الصلح ليس أمراً سيِّئاً دائماً ولا الحرب هو حسنٌ دائماً، كيف ورسول الله صلى الله عليه وآله قد صالح المشركين؟!
الثاني: لا شك أن الإمام الحسن عليه السلام لم يكن خائفاً بل هو الذي كان يقود الجيش كما أنَّ قتاله مع معاوية في صفين رغم صغر سنِّه أدلّ دليل على شجاعته.
الثالث: العارف لحقيقة الإمامة لا مجال له أن يطرح مثل هذه التساؤلات أصلاً بل كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلَّم "هما إمامان إن قاما وإن قعدا" فما فعله الإمام المعصوم هو عين الحق والصواب فهو الحجَّة على العباد.
ولكن : مع ذلك نشير إلى جانب من حكمة هذا الصلح المبارك فنقول:
إنَّ مقرَّ الإمام الحسن عليه السلام كان في الكوفة ومعاوية في الشام، فمعاوية أرسل جيشاً عظيماً لمحاربة الإمام عليه السلام، والإمام أيضاً واجهه بجيش عظيم يقول أبو الفرج الإصفهاني بهذا الشأن:
"وكان أول شيء أحدثه الحسن عليه السلام أنه زاد المقاتلة مائة مائة، وكان علي عليه السلام فعل ذلك يوم الجمل، وفعله الحسن حال الاستخلاف، فتبعه الخلفاء بعد ذلك".
الموقف الشجاع:
لاحظْ كتاب الإمام عليه السلام يخاطب فيه معاوية قال :
"من الحسن بن علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد:
فإن الله جل جلاله بعث محمداً رحمة للعالمين ومنةً للمؤمنين... إلى أن قال: فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يامعاوية على أمر لست من أهله لابفضل في الدين معروف، ولا أثر في الإسلام محمود، وأنت ابن حزب من الأحزاب وابن أعدى قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله ولكتابه.... إلى أن قال:
فدع التمادي في الباطل وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي فإنك تعلم أني أحق بهذا الأمر منك عند الله وعند كل أواب حفيظ، ومن له قلب منيب، واتق الله ودع البغي، واحقن دماء المسلمين.. إلى أن قال: وإن أبيت إلا التمادي في غيّك سرت إليك بالمسلمين فحاكمتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين".
وعندما أعلن الجهاد خطب عليه السلام في الناس وقال:
"أما بعد فإن الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً، ثم قال لأهل الجهاد: إصبروا إن الله مع الصابرين، إنه بلغني أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحركَ، لذلك أخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم في النخيلة حتى ننظر وتنظرون ونرى وترون.
قال مؤرخوا الحادثة:
وسكت الناس فلم يتكلم أحد منهم ولا أجابه بحرف."
المكر والحيلة:
ولكن قادة لجيشه عليه السلام ، اشتروا بأموال معاوية :
أحدهما: بمليون درهماً ، خمسائة ألف نقداً والباقي نسيةً، فالتحق بمعاوية مع أربعة ألأف جندياً.
والثاني: ظن الإنهزام فخرج عن ساحة القتال مع عدد كبير ممن معه وكان هتافه "لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، ففرح معاوية من ذلك.
وأمّا الإمام عليه السلام فقد حرَّض أصحابه إلى الحرب وكان معه عدد من الجنود. فانزعج معاوية من ذلك لأنَّه كان يعرف قوَّة الإمام الحسن ويخاف منه .
الإشاعات:
استغلَّ معاوية هذه الفرصة وقال لعدد من أصحابه تغلغلوا في جيش الإمام ثمَّ اخرجوا منه وقولوا أننا إلتقينا بالإمام وهو قد وافق على الصلح .
وبالفعل هؤلاء قد أشاعوا بين الناس أنَّ الفئتين من المسلمين قد تصالحا -رغم أنَّه لم يتحقق شيء أصلاً- وهذا ما أثّر في عدد كبير من جنود الإمام عليه السلام حيث انعزلوا عنه، فاستغلَّ معاوية هذه الفرصة فأرسل رجلاً فضرب رِجلَ الإمام عليه السلام بسيفة فأجرحها، ورغم ذلك لم يزل الإمام مستمراً في حركته نحو جبهة القتال، وهذا ما أجبر معاوية للتشبث بكلِّ حشيش.
الصلح:
فإذا بورقة بيضاء مكتوب فيها: أنا معاوية أصالح الحسن بن علي ضمن الشروط وهي: (ولم يكتب أيَّ شرط وإنَّما طلب من الإمام أن يكتب ما أراد) وختم معاوية على تلك الورقة.
هنا لابد له عليه السلام أن يقبل الصلح، بحيث لو لم يكن يقبله لقتل بنو هاشم جميعاً، مضافاً إلى أنَّ التاريخ يسجَّل في صالح معاوية لأنَّه هو الذي التجأ إلى الصلح وأراد وقف إطلاق النار.
إختلاف الموقفين:
وهذا يختلف عن الإمام الحسين عليه السلام تماماً حيث طلب منه إمّا البيعة أو الشهادة، فالذي اقترح وقف إطلاق النار هو الإمام الحسين حيث قال:" لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرُّ فرار العبيد" وسياسة الإمام الحسن عليه السلام هنا هي سياسة تعجيزيَّة حيث قيَّد في بنود الصلح أموراً يعجز معاوية عن تنفيذها، وبالنتيجة تمكَّن من أن ينتصر عليه .
أمراض المجتمع:
والأمراض التي كان يعاني منها المجتمع آن ذاك كانت لها دور في أمر الصلح، وأهم تلك الأمراض هي:
1-عدم المعرفة(الجهل).
2-عدم الإرادة(الخوف).
فلم يكن المجتمع يعرف حقيقة معاوية بن أبي سفيان ومدى عداءه للإسلام، فكان ينبغي للإمام عليه السلام أن يركِّز في أذهان المسلمين مدى شيطنة معاوية وبعده عن واقع الدين الإسلامي وعدم التزامه بالأمانة والعهد رغم تظاهره ونفاقه.
وأمّا:
في عصر الإمام الحسين عليه السلام كان المجتمع يعرف يزيد بن معاوية حق المعرفة والمشكلة التي كانوا يعانونها هي الخوف ، كما تدلُّ على ذلك شواهد كثيرة في التأريخ، فهذا الفرزدق يقول للإمام الحسين عليه السلام وهو في الطريق: "قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أميّة."
"فكل مرض يحتاج إلى دواء خاص به ، فدواء الأوَّل هو الثورة الثقافية وتوعية الأمّة ودواء الثاني هو الثورة العسكرية ونموّ روحية الشجاعة والجرئة بين الناس" ومن الواضح أنَّ الثورة الثقافية مقدَّمة على الثورة العسكرية دائماً.
بنود الصلح:
وأمّا بنود الصلح فهي كالتالي:
1- تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وبسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وبسيرة الخلفاء الصالحين.
2- أن يكون الأمر من بعده للإمام الحسن عليه السلام، فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين عليه السلام، وليس لمعاوية أن يعهد بعده لأحد.
3- أن يترك سبّ أمير المؤمنين عليه السلام والقنوت عليه بالصلاة، وأن لايذكره إلا بخير.
4- إستثناء ما في بيت مال الكوفة وهو خمسة آلاف ألف درهم فلا يشمله تسليم الأمر، وعلى معاوية أن يحمل كل عام الى الإمام الحسين عليه السلام ألفي ألف درهم، وأن يفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس، وأن يفرّق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل وأولاد من قتل معه بصفين ألف ألف درهم.
5- على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وأن يؤمن الأسود والأحمر، وأن يحتمل معاوية مايكون من هفواتهم، وأن لايتبع أحداً بما مضى، وأن لا يأخذ أهل العراق بأحنة وعلى أمان أصحاب علي عليه السلام حيث كانوا، وأن لا ينال أحداً من شيعة علي عليه السلام بمكروه ...الخ."
فكلّ ذلك خلاف ما كان يريده معاوية، فتحيَّر معاوية في الأمر ونقض العهد وصعد المنبر وقال:
"لا أريد منكم الصلاة فسواء عليَّ أصليتم أم لم تصلُّوا، إنَّما أريد أن أتحكَّم عليكم، ثمَّ مزق قرار الصلح".
فضيحة معاوية:
هنا اتَّضح أمر معاوية لعامَّة المسلمين الذين كانوا يعتقدون بأنَّه بالفعل خليفة رسول الله ، هؤلاء الذين اشتبه عليهم الأمر فكانوا يظنون بمعاوية خيراً فإذا بكاتب الوحي!! وخال المسلمين !! ومحب الدين!! قد كفر بربِّ العالمين!!
هذا:
وكان هناك عدوّا مشتركاً في حدود الدولة الإسلاميّة يترصَّدالمسلمين ويريد استغلال الفرصة كي يهجم على بلاد الإسلام.
ابن الطلقاء:
وهناك أمرٌ مهم يخص شخصيَّة معاوية، حيث كان يتَّسم بسمة "ابن الطلقاء" لأنَّ أبا سفيان كان طليق الرسول وهذه وسمة عار عليه، فأراد أن يغطِّي على نفسه ويقلل من العار والفضيحة فكان بصدد القبض على الإمام الحسن عليه السلام أسيراً فيطلق سراحه ليقابل فخاب ظنُّه بهذا الصلح.
هذا الكلام مردود عليك لسبب بسيط لانه من كتب وعلماء الشيعه واضيف لك شيئ في موضوعك هذا الا وهو بيعه الحسن لمعاويه رضي الله عنهما من كتب الشيعه
كتاب رجال الكشي صفحة 109 قيس بن سعد بن عبادة
176- جبريل بن أحمد و أبو إسحاق حمدويه و إبراهيم ابنا نصير قالوا حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي عن يونس بن يعقوب عن فضيل غلام محمد بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول إن معاوية كتب إلى الحسن بن علي (ع) أن أقدم أنت و الحسين و أصحاب علي فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري و قدموا الشام فأذن لهم معاوية و أعد لهم الخطباء فقال يا حسن قم فبايع فقام فبايع ثم قال للحسين (ع) قم فبايع فقام فبايع ثم قال قم يا قيس فبايع فالتفت إلى الحسين (ع) ينظر ما يأمره فقال يا قيس إنه إمامي يعني الحسن (ع)
177- حدثني جعفر بن معروف قال حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن ذريح قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول دخل قيس بن سعد عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس على معاوية فقال له معاوية بايع فنظر قيس إلى الحسن (ع) فقال أبا محمد بايعت فقال له معاوية أ ما تنتهي أما و الله إني فقال له قيس ما نسئت أما و الله لأن شئت لتناقصن فقال و كان مثل البعير جسيما و كان خفيف اللحية قال فقام إليه الحسن فقال له بايع يا قيس فبايع
ذكر يونس بن عبد الرحمن في بعض كتبه أنه كان لسعد بن عبادة ستة أولاد كلهم قد نصر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و فيهم قيس بن سعد بن عبادة و كان قيس أحد العشرة الذين لحقهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من العصر الأول ممن كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم و كان شبر الرجل منهم يقال إنه مثل ذراع أحدنا و كان قيس و سعد أبوه طولهما عشرة أشبار بأشبارهما و يقال إنه كان من العشرة خمسة من الأنصار و أربعة من الخزرج كلها و رجل من الأوس و سعد لم يزل سيدا في الجاهلية و الإسلام و أبوه و جده و جد جده لم يزل فيهم الشرف و كان سعد يجير فيجار و ذلك له لسؤدده و لم يزل هو و أبوه أصحاب إطعام في الجاهلية و الإسلام و قيس ابنه بعد على مثل ذلك
حدثني محمد بن أحمد أبو عبيد قال: حدثنا الفضل بن الحسن المصري قال: حدثنا محمد بن عمرويه قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا السري بن إسماعيل عن الشعبي عن سفيان بن أبي ليلى دخل حديث بعضهم في حديث بعض وأكثر اللفظ لأبي عبيدة قال: أتيت الحسن بن علي حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره عنده رهط فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال عليك السلام يا سفيان انزل فنزلت فعقلت راحلتي ثم اتيته فجلست إليه فقال: كيف قلت يا سفيان: فقلت: السلام عليك يا مذل رقاب المؤمنين . فقال: ما جر هذا منك إلينا ؟ فقلت: أنت والله - بأبي أنت وأمي - أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الأمر إلى اللعين بن اللعين بن آكلة الأكباد ومعك مائة الف كلهم يموت دونك . وقد جمع الله لك امر الناس .
كشف الغمة للإربلي (693 هـ) الجزء2 صفحة193
من كلامه ع ما كتبه في كتاب الصلح الذي استقر بينه وبين معاوية حيث رأى حقن الدماء وإطفاء الفتنة
وهو بسم الله الرحمان الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين على أن يعمل فيهم بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهدا بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم وعلى أن أصحاب على وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء بما أعطى الله من نفسه وعلى أن لا يبغي للحسن ابن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غايلة سرا ولا جهرا ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق شهد عليه بذلك وكفى بالله شهيدا فلان وفلان والسلام
ولما تم الصلح وانبرم الأمر التمس معاوية من الحسن ع أن يتكلم بمجمع من الناس ويعلمهم إنه قد بايع معاوية وسلم الأمر إليه فأجابه إلى ذلك فخطب وقد حشد الناس خطبة حمد الله تعالى وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيها وهي من كلامه المنقول عنه ع
وقال أيها الناس ان أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور وأنكم لو طلبتم ما بين جابلق وجابرس رجلا جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين وقد علمتم إن الله هداكم بجدي محمد فأنقذكم به من الضلالة ورفعكم به من الجهالة وأعزكم به بعد الذلة وكثركم به بعد القلة أن معاوية نازعني حقا هو لي دونه فنظرت لصلاح الأمة وقطع الفتنة وقد كنتم بايعتموني على أن تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت فرأيت أن أسالم معاوية واضع الحرب بيني وبينه وقد بايعته ورأيت حقن الدماء خير من سفكها ولم أرد بذلك إلا صلاحكم وبقاءكم وان أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين وعنه عليه السلام انه قال لا أدب لمن لا عقل له ولا مروة لمن لا همة له ولا حياء لمن لا دين له ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل وبالعقل تدرك الداران جميعا ومن حرم من العقل حرمهما جميعا
بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) الجزء 44 صفحة 59 باب 19: كيفية مصالحة الحسن معاوية
قال أبو الفرج الأصفهاني: حدثني محمد بن أحمد: أبو عبيد عن الفضل بن الحسن البصري عن أبي عمرويه عن مكي بن إبراهيم عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن سفيان بن الليل قال أبو الفرج: وحدثني أيضا محمد بن الحسين الأشناني وعلي بن العباس عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن ثابت عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن سفيان قال: أتيت الحسن بن علي ع حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين قال: وعليك السلام يا سفيان [ انزل ] فنزلت فعقلت راحلتي ثم أتيته فجلست إليه فقال: كيف قلت يا سفيان ؟ قال: قلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال: ما جر هذا منك إلينا ؟ فقلت: أنت والله بأبي أنت وأمي أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الأمر إلى اللعين ابن آكلة الأكباد ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك وقد جمع الله عليك أمر الناس .
وان شئت المزيد اعطيك ومع الروابط
هذا مايقوله علمائكم في وهذا نجده في مذهبكم المتناقض فلماذا تعاند وتكابر
ابو الحسن المالكي المدير العام
عدد الرسائل : 1168 تاريخ التسجيل : 27/11/2010
موضوع: رد: صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام الأربعاء أغسطس 31, 2011 11:58 pm
الأوراسي كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم نبذةٌ عن حكمة صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام أهم سؤال يطرح في حياة الإمام الثاني الإمام الحسن عليه السلام هو صلحه مع معاوية بن أبي سفيان، فما هي فلسفة هذا الصلح بين إمام معصوم وطاغية جائر ؟
الجواب على هذا السؤال يتطلَّب يبتني على مقدمات :
الأولى: إنَّ الصلح ليس أمراً سيِّئاً دائماً ولا الحرب هو حسنٌ دائماً، كيف ورسول الله صلى الله عليه وآله قد صالح المشركين؟!
الثاني: لا شك أن الإمام الحسن عليه السلام لم يكن خائفاً بل هو الذي كان يقود الجيش كما أنَّ قتاله مع معاوية في صفين رغم صغر سنِّه أدلّ دليل على شجاعته.
الثالث: العارف لحقيقة الإمامة لا مجال له أن يطرح مثل هذه التساؤلات أصلاً بل كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلَّم "هما إمامان إن قاما وإن قعدا" فما فعله الإمام المعصوم هو عين الحق والصواب فهو الحجَّة على العباد.
ولكن : مع ذلك نشير إلى جانب من حكمة هذا الصلح المبارك فنقول:
إنَّ مقرَّ الإمام الحسن عليه السلام كان في الكوفة ومعاوية في الشام، فمعاوية أرسل جيشاً عظيماً لمحاربة الإمام عليه السلام، والإمام أيضاً واجهه بجيش عظيم يقول أبو الفرج الإصفهاني بهذا الشأن:
"وكان أول شيء أحدثه الحسن عليه السلام أنه زاد المقاتلة مائة مائة، وكان علي عليه السلام فعل ذلك يوم الجمل، وفعله الحسن حال الاستخلاف، فتبعه الخلفاء بعد ذلك".
الموقف الشجاع:
لاحظْ كتاب الإمام عليه السلام يخاطب فيه معاوية قال :
"من الحسن بن علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد:
فإن الله جل جلاله بعث محمداً رحمة للعالمين ومنةً للمؤمنين... إلى أن قال: فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يامعاوية على أمر لست من أهله لابفضل في الدين معروف، ولا أثر في الإسلام محمود، وأنت ابن حزب من الأحزاب وابن أعدى قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله ولكتابه.... إلى أن قال:
فدع التمادي في الباطل وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي فإنك تعلم أني أحق بهذا الأمر منك عند الله وعند كل أواب حفيظ، ومن له قلب منيب، واتق الله ودع البغي، واحقن دماء المسلمين.. إلى أن قال: وإن أبيت إلا التمادي في غيّك سرت إليك بالمسلمين فحاكمتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين".
وعندما أعلن الجهاد خطب عليه السلام في الناس وقال:
"أما بعد فإن الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً، ثم قال لأهل الجهاد: إصبروا إن الله مع الصابرين، إنه بلغني أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحركَ، لذلك أخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم في النخيلة حتى ننظر وتنظرون ونرى وترون.
قال مؤرخوا الحادثة:
وسكت الناس فلم يتكلم أحد منهم ولا أجابه بحرف."
المكر والحيلة:
ولكن قادة لجيشه عليه السلام ، اشتروا بأموال معاوية :
أحدهما: بمليون درهماً ، خمسائة ألف نقداً والباقي نسيةً، فالتحق بمعاوية مع أربعة ألأف جندياً.
والثاني: ظن الإنهزام فخرج عن ساحة القتال مع عدد كبير ممن معه وكان هتافه "لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، ففرح معاوية من ذلك.
وأمّا الإمام عليه السلام فقد حرَّض أصحابه إلى الحرب وكان معه عدد من الجنود. فانزعج معاوية من ذلك لأنَّه كان يعرف قوَّة الإمام الحسن ويخاف منه .
الإشاعات:
استغلَّ معاوية هذه الفرصة وقال لعدد من أصحابه تغلغلوا في جيش الإمام ثمَّ اخرجوا منه وقولوا أننا إلتقينا بالإمام وهو قد وافق على الصلح .
وبالفعل هؤلاء قد أشاعوا بين الناس أنَّ الفئتين من المسلمين قد تصالحا -رغم أنَّه لم يتحقق شيء أصلاً- وهذا ما أثّر في عدد كبير من جنود الإمام عليه السلام حيث انعزلوا عنه، فاستغلَّ معاوية هذه الفرصة فأرسل رجلاً فضرب رِجلَ الإمام عليه السلام بسيفة فأجرحها، ورغم ذلك لم يزل الإمام مستمراً في حركته نحو جبهة القتال، وهذا ما أجبر معاوية للتشبث بكلِّ حشيش.
الصلح:
فإذا بورقة بيضاء مكتوب فيها: أنا معاوية أصالح الحسن بن علي ضمن الشروط وهي: (ولم يكتب أيَّ شرط وإنَّما طلب من الإمام أن يكتب ما أراد) وختم معاوية على تلك الورقة.
هنا لابد له عليه السلام أن يقبل الصلح، بحيث لو لم يكن يقبله لقتل بنو هاشم جميعاً، مضافاً إلى أنَّ التاريخ يسجَّل في صالح معاوية لأنَّه هو الذي التجأ إلى الصلح وأراد وقف إطلاق النار.
إختلاف الموقفين:
وهذا يختلف عن الإمام الحسين عليه السلام تماماً حيث طلب منه إمّا البيعة أو الشهادة، فالذي اقترح وقف إطلاق النار هو الإمام الحسين حيث قال:" لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرُّ فرار العبيد" وسياسة الإمام الحسن عليه السلام هنا هي سياسة تعجيزيَّة حيث قيَّد في بنود الصلح أموراً يعجز معاوية عن تنفيذها، وبالنتيجة تمكَّن من أن ينتصر عليه .
أمراض المجتمع:
والأمراض التي كان يعاني منها المجتمع آن ذاك كانت لها دور في أمر الصلح، وأهم تلك الأمراض هي:
1-عدم المعرفة(الجهل).
2-عدم الإرادة(الخوف).
فلم يكن المجتمع يعرف حقيقة معاوية بن أبي سفيان ومدى عداءه للإسلام، فكان ينبغي للإمام عليه السلام أن يركِّز في أذهان المسلمين مدى شيطنة معاوية وبعده عن واقع الدين الإسلامي وعدم التزامه بالأمانة والعهد رغم تظاهره ونفاقه.
وأمّا:
في عصر الإمام الحسين عليه السلام كان المجتمع يعرف يزيد بن معاوية حق المعرفة والمشكلة التي كانوا يعانونها هي الخوف ، كما تدلُّ على ذلك شواهد كثيرة في التأريخ، فهذا الفرزدق يقول للإمام الحسين عليه السلام وهو في الطريق: "قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أميّة."
"فكل مرض يحتاج إلى دواء خاص به ، فدواء الأوَّل هو الثورة الثقافية وتوعية الأمّة ودواء الثاني هو الثورة العسكرية ونموّ روحية الشجاعة والجرئة بين الناس" ومن الواضح أنَّ الثورة الثقافية مقدَّمة على الثورة العسكرية دائماً.
بنود الصلح:
وأمّا بنود الصلح فهي كالتالي:
1- تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وبسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وبسيرة الخلفاء الصالحين.
2- أن يكون الأمر من بعده للإمام الحسن عليه السلام، فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين عليه السلام، وليس لمعاوية أن يعهد بعده لأحد.
3- أن يترك سبّ أمير المؤمنين عليه السلام والقنوت عليه بالصلاة، وأن لايذكره إلا بخير.
4- إستثناء ما في بيت مال الكوفة وهو خمسة آلاف ألف درهم فلا يشمله تسليم الأمر، وعلى معاوية أن يحمل كل عام الى الإمام الحسين عليه السلام ألفي ألف درهم، وأن يفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس، وأن يفرّق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل وأولاد من قتل معه بصفين ألف ألف درهم.
5- على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وأن يؤمن الأسود والأحمر، وأن يحتمل معاوية مايكون من هفواتهم، وأن لايتبع أحداً بما مضى، وأن لا يأخذ أهل العراق بأحنة وعلى أمان أصحاب علي عليه السلام حيث كانوا، وأن لا ينال أحداً من شيعة علي عليه السلام بمكروه ...الخ."
فكلّ ذلك خلاف ما كان يريده معاوية، فتحيَّر معاوية في الأمر ونقض العهد وصعد المنبر وقال:
"لا أريد منكم الصلاة فسواء عليَّ أصليتم أم لم تصلُّوا، إنَّما أريد أن أتحكَّم عليكم، ثمَّ مزق قرار الصلح".
فضيحة معاوية:
هنا اتَّضح أمر معاوية لعامَّة المسلمين الذين كانوا يعتقدون بأنَّه بالفعل خليفة رسول الله ، هؤلاء الذين اشتبه عليهم الأمر فكانوا يظنون بمعاوية خيراً فإذا بكاتب الوحي!! وخال المسلمين !! ومحب الدين!! قد كفر بربِّ العالمين!!
هذا:
وكان هناك عدوّا مشتركاً في حدود الدولة الإسلاميّة يترصَّدالمسلمين ويريد استغلال الفرصة كي يهجم على بلاد الإسلام.
ابن الطلقاء:
وهناك أمرٌ مهم يخص شخصيَّة معاوية، حيث كان يتَّسم بسمة "ابن الطلقاء" لأنَّ أبا سفيان كان طليق الرسول وهذه وسمة عار عليه، فأراد أن يغطِّي على نفسه ويقلل من العار والفضيحة فكان بصدد القبض على الإمام الحسن عليه السلام أسيراً فيطلق سراحه ليقابل فخاب ظنُّه بهذا الصلح.
هذا الكلام مردود عليك لسبب بسيط لانه من كتب وعلماء الشيعه واضيف لك شيئ في موضوعك هذا الا وهو بيعه الحسن لمعاويه رضي الله عنهما من كتب الشيعه
كتاب رجال الكشي صفحة 109 قيس بن سعد بن عبادة
176- جبريل بن أحمد و أبو إسحاق حمدويه و إبراهيم ابنا نصير قالوا حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي عن يونس بن يعقوب عن فضيل غلام محمد بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول إن معاوية كتب إلى الحسن بن علي (ع) أن أقدم أنت و الحسين و أصحاب علي فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري و قدموا الشام فأذن لهم معاوية و أعد لهم الخطباء فقال يا حسن قم فبايع فقام فبايع ثم قال للحسين (ع) قم فبايع فقام فبايع ثم قال قم يا قيس فبايع فالتفت إلى الحسين (ع) ينظر ما يأمره فقال يا قيس إنه إمامي يعني الحسن (ع)
177- حدثني جعفر بن معروف قال حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن ذريح قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول دخل قيس بن سعد عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس على معاوية فقال له معاوية بايع فنظر قيس إلى الحسن (ع) فقال أبا محمد بايعت فقال له معاوية أ ما تنتهي أما و الله إني فقال له قيس ما نسئت أما و الله لأن شئت لتناقصن فقال و كان مثل البعير جسيما و كان خفيف اللحية قال فقام إليه الحسن فقال له بايع يا قيس فبايع
ذكر يونس بن عبد الرحمن في بعض كتبه أنه كان لسعد بن عبادة ستة أولاد كلهم قد نصر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و فيهم قيس بن سعد بن عبادة و كان قيس أحد العشرة الذين لحقهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من العصر الأول ممن كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم و كان شبر الرجل منهم يقال إنه مثل ذراع أحدنا و كان قيس و سعد أبوه طولهما عشرة أشبار بأشبارهما و يقال إنه كان من العشرة خمسة من الأنصار و أربعة من الخزرج كلها و رجل من الأوس و سعد لم يزل سيدا في الجاهلية و الإسلام و أبوه و جده و جد جده لم يزل فيهم الشرف و كان سعد يجير فيجار و ذلك له لسؤدده و لم يزل هو و أبوه أصحاب إطعام في الجاهلية و الإسلام و قيس ابنه بعد على مثل ذلك
حدثني محمد بن أحمد أبو عبيد قال: حدثنا الفضل بن الحسن المصري قال: حدثنا محمد بن عمرويه قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا السري بن إسماعيل عن الشعبي عن سفيان بن أبي ليلى دخل حديث بعضهم في حديث بعض وأكثر اللفظ لأبي عبيدة قال: أتيت الحسن بن علي حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره عنده رهط فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال عليك السلام يا سفيان انزل فنزلت فعقلت راحلتي ثم اتيته فجلست إليه فقال: كيف قلت يا سفيان: فقلت: السلام عليك يا مذل رقاب المؤمنين . فقال: ما جر هذا منك إلينا ؟ فقلت: أنت والله - بأبي أنت وأمي - أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الأمر إلى اللعين بن اللعين بن آكلة الأكباد ومعك مائة الف كلهم يموت دونك . وقد جمع الله لك امر الناس .
كشف الغمة للإربلي (693 هـ) الجزء2 صفحة193
من كلامه ع ما كتبه في كتاب الصلح الذي استقر بينه وبين معاوية حيث رأى حقن الدماء وإطفاء الفتنة
وهو بسم الله الرحمان الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين على أن يعمل فيهم بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهدا بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم وعلى أن أصحاب على وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء بما أعطى الله من نفسه وعلى أن لا يبغي للحسن ابن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غايلة سرا ولا جهرا ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق شهد عليه بذلك وكفى بالله شهيدا فلان وفلان والسلام
ولما تم الصلح وانبرم الأمر التمس معاوية من الحسن ع أن يتكلم بمجمع من الناس ويعلمهم إنه قد بايع معاوية وسلم الأمر إليه فأجابه إلى ذلك فخطب وقد حشد الناس خطبة حمد الله تعالى وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيها وهي من كلامه المنقول عنه ع
وقال أيها الناس ان أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور وأنكم لو طلبتم ما بين جابلق وجابرس رجلا جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين وقد علمتم إن الله هداكم بجدي محمد فأنقذكم به من الضلالة ورفعكم به من الجهالة وأعزكم به بعد الذلة وكثركم به بعد القلة أن معاوية نازعني حقا هو لي دونه فنظرت لصلاح الأمة وقطع الفتنة وقد كنتم بايعتموني على أن تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت فرأيت أن أسالم معاوية واضع الحرب بيني وبينه وقد بايعته ورأيت حقن الدماء خير من سفكها ولم أرد بذلك إلا صلاحكم وبقاءكم وان أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين وعنه عليه السلام انه قال لا أدب لمن لا عقل له ولا مروة لمن لا همة له ولا حياء لمن لا دين له ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل وبالعقل تدرك الداران جميعا ومن حرم من العقل حرمهما جميعا
بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) الجزء 44 صفحة 59 باب 19: كيفية مصالحة الحسن معاوية
قال أبو الفرج الأصفهاني: حدثني محمد بن أحمد: أبو عبيد عن الفضل بن الحسن البصري عن أبي عمرويه عن مكي بن إبراهيم عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن سفيان بن الليل قال أبو الفرج: وحدثني أيضا محمد بن الحسين الأشناني وعلي بن العباس عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن ثابت عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن سفيان قال: أتيت الحسن بن علي ع حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين قال: وعليك السلام يا سفيان [ انزل ] فنزلت فعقلت راحلتي ثم أتيته فجلست إليه فقال: كيف قلت يا سفيان ؟ قال: قلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال: ما جر هذا منك إلينا ؟ فقلت: أنت والله بأبي أنت وأمي أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الأمر إلى اللعين ابن آكلة الأكباد ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك وقد جمع الله عليك أمر الناس .
وان شئت المزيد اعطيك ومع الروابط
هذا مايقوله علمائكم في وهذا نجده في مذهبكم المتناقض فلماذا تعاند وتكابر
الأوراسي المدير العام
عدد الرسائل : 302 تاريخ التسجيل : 22/05/2011
موضوع: رد: صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام الخميس سبتمبر 01, 2011 2:07 pm
رائع يا أبا الحسن المالكي قل لنا الآن ... لماذا تنازل الحسن عن الحكم لمعاوية وبايعه ؟؟؟؟؟
ابو الحسن المالكي المدير العام
عدد الرسائل : 1168 تاريخ التسجيل : 27/11/2010
موضوع: رد: صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام الخميس سبتمبر 01, 2011 9:14 pm
الأوراسي كتب:
رائع يا أبا الحسن المالكي قل لنا الآن ... لماذا تنازل الحسن عن الحكم لمعاوية وبايعه ؟؟؟؟؟