عرّفوا لنا الشرك بالله وعبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!! الجزء الخامس
جاء في روضة الكافي للكليني، (ص:386)، ونهج البلاغة، الخطبة (147)،
على اختلافٍ يسيرٍ بين رواية الكليني ورواية الشريف الرضيّ.
قال عليه السلام: «بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم بِالْحَقِّ لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ إِلَى عِبَادَتِهِ وَمِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى طَاعَتِهِ بِقُرْآنٍ قَدْ بَيَّنَهُ وأَحْكَمَهُ، لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ، ولِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ جَحَدُوهُ، ولِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ، فَتَجَلَّى لَهُمْ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْهُ، فأراهم حِلْمَه كيف حَلُمَ، وأراهم عفْوَهُ كيف عفا، وأَرَاهُمْ قُدْرَته كيف قَدَرَ، وَخَوَّفَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ، وَكَيْفَ خَلَقَ ما خَلَقَ من الآيات، وَكَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ من العصاة بِالْمَثُلاتِ وَاحْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ، وكيف رَزَقَ وهَدَى وأعْطَى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أحثوا في وجوه المدّاحين التراب(وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج12/ص132، الحديث الأول.)
و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «حلالُ محمَّدٍ حلالٌ إلى يوم القيامة وحرامُهُ حرامٌ إلى يوم القيامة»؟،(رواه الشيخ الكليني في الكافي بسنده عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحلال والحرام فقال: ((حلال محمّد حلال أبداً إلى يوم القيامة، وحرامه حرام أبداً إلى يوم القيامة، لا يكون غيره ولا يجئ غيره، وقال: قال عليٌّ عليه السلام : ما أحدٌ ابتدع بدعةً إلا ترك بها سنةً.)). (الكافي: ج 1/ ص 58، ح19)
كما قال: «لا رأيَ في الدين، إنَّما الدين من الربِّ أمرُهُ ونَهْيُهُ» (وسائل الشيعة،ج18/ص40)،
مما يعني أنه لا يحق لأحد أن يزيد على آداب وأحكام الدين أو ينقص منها؟؟؟؟؟.
استكمالا للجزء الثالث
يقول المعممين إن الهدف من وضع وصياغة كل تلك الزيارات هو التعريف بالأئمّة عليهم السلام ودعوة الناس إليهم.!!!!!!!!!!!
وهذا كذب وزور وضعه وروج له اصحاب العمائم السوداء وينبغي أن يعلموا أن هذا العمل نهى عنه الإمام الصادق عليه السلام طبقاً لما رواه «الكليني»
الذي أورد عدة روايات عن الأئمة عليهم السلام ينهون فيها الناس عن الدعوة إلى إمامتهم.
ودليل هذا الأمر واضح لأن الإمام تابع للدِّين وليس عين الدِّين وبالتالي فعلى الناس أن يَدْعُوا إلى الدِّين فقط.
من جملة هذه الروايات
الحديث الذي رواه ا(الكافي، للكليني، ج 1 /ص 165، الحديث 1 من ( باب الهداية أنها من الله عز وجل). بسنده عن «ثابت بن سعيد»قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «يا ثابت! ما لكم وللناس، كفوا عن الناس ولا تدعوا أحداً إلى أمركم، فوالله لو أن أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يهدوا عبداً يريد الله ضلالته ما استطاعوا أن يهدوه... كُفُّوا عن الناس ولا يقول أحد: عمِّي وأخي وابن عمي وجاري، فإن الله إذا أراد بعبد خيراً طيَّب روحه فلا يسمع معروفاً إلا عرفه ولا منكراً إلا أنكره
الروايات الواردة في زيارة الإمام عليّ في السابع عشر من ربيع الأول
في هذا القسم أورد المجلسيُّ زيارة تحت عنوان «الزيارة التاسعة» عن الإمام الصادق عليه السلام،
وهي زيارة «مرسلة» لا سند لها، وتحتوي العديد من الجمل المخالفة للعقل وللقرآن وللتاريخ،
مثل مخاطبة أمير المؤمنين عليه السلام بعبارة: «السلام عليك يا وصيّ الأوصياء»
وجاء في الزيارة: «السلام عليك يا من عنده علم الكتاب». وقوله تعالى في سورة «الرعد» المباركة (الآية 43): ((قُلْ كَفَى بالله شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ))،
والمقصود بمن عنده علم الكتاب علماء اليهود والنصارى لأن كتبهم كان فيها صفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والبشارة برسالته كما تدلُّ على ذلك عشرات الآيات القرآنية.
وجاء في هذه الزيارة أيضاً: «أيها المتصدّق بالخاتم في المحراب»،
هذا مع أنه لم يكن لمسجد المسلمين زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محراب!!!!
وأوَّل من جعل للمسجد محراباً ومقصورةً هو معاوية!!!!!!!!!
ومما جاء في هذه الزيارة أيضاً : «السلام على نور الأنوار.... مُستَنْقِذِ الشيعة المخلصين من عظيم الأوزار»!
· إن عبارة «نور الأنوار» من اختراعات الفلاسفة اليونان المشركين التي تلقّفها عنهم الغلاة، إذ كان الفلاسفة يقولون «لا يصدر من الواحد إلا الواحد» أي أن الله الواحد المجرّد لا يصدر عنه إلا واحد بسيط لأن الذات الأحدية لا تقبل الكثرات،
فالله مصدر شيء واحد هو «العقل الأول» أو «نور الأنوار» وباقي الموجودات أوجدها «العقل الأول» الذي هو مصدر الكثرات،
ومن الواضح أن هذا الكلام باطل ومخالف للقرآن لأن الله تعالى يقول: ((الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ))[الزمر:62].
· ثم إن الله تعالى ليس مصدراً ولم يصدر عنه شيء لا واحد ولا كثير بل هو مُوجِدٌ وخالقٌ لكل الموجودات من العدم، لأن الله ليس له خارج وداخل حتى يصدر عنه شيء، إذْ التركيب من لوازم الصدور. وهكذا نرى أن هؤلاء الغلاة اقتبسوا كل عبارة من مصدر ونسبوها إلى الإمام وبثّوها بين المسلمين!!!!!!!!
· أما قوله في الزيارة: «مُسْتَنْقِذِ الشيعة المخلصين من عظيم الأوزار»!!!!!!!!!!!
فلنا أن نسأل:
كيف يكون أصحاب الأوزار العظيمة من الشيعة المخلصين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل كان الإمام عليّ عليه السلام والعياذ بالله إمام الفاسقين والعصاة والفاجرين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل مثل هذه الكلمات مدحٌ لمقام عليّ عليه السلام أم ذمٌّ له؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما الدليل على أن علياً عليه السلام سينجي كلَّ من ارتكب عظائم الذنوب والأوزار؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والحال أن الله تعالى يقول لرسوله الكريم بصيغة الاستفهام الإنكاري:
((أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ)) [الزمر:19]،
· فإذا لم يكن بإمكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ينقذ أحداً من عذاب النار فكيف يمكن لعليّ عليه السلام أن يُنجِّيَ أحداً منه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
· ثم هل مقام عليّ وإمامته هي أن يحامي عن الفاسقين من أهل الكبائر وينقذهم من العقاب الذي يستحقونه؟؟؟؟
لقد كان عليّ عليه السلام ذاته -كما تشهد لذلك مئات الأدعية التي خلّفها لنا - يخشى ربَّه ويبكي خوفاً من الذنوب ويتأوّه من بعد الطريق وقلّة الزاد، فمثل هذا الإمام لا يمكن أن يكون سمساراً لمرتكبي الكبائر بل هو بريء من الموبقات وأهلها، وهو إمام المتقين وليس إمام أهل الأوزار والكذابين.
ثم تقول الزيارة في الجملة التالية:بحار الأنوار للمجلسي، ج97/ص376.
«يا وليَّ الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوباً قد أثقلت ظهري ومنعتني من الرقاد وذكرها يقلقل أحشائي، وقد هربتُ إلى الله عز وجل وإليك!!!!!!!!!!».
· وينبغي أن نقول في جواب هذا الدعاء
أولاً: إن الله تعالى يقول:
((لا مَلْجَأَ مِنَ الله إِلَّا إِلَيْهِ)) [التوبة:118]،
ويقول: ((مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ)) [الشورى:47]،
وعليّ عليه السلام يقول: «وأَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ فَإِنَّكَ تُلْجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ حَرِيزٍ ومَانِعٍ عَزِيزٍ وأَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ فَإِنَّ بِيَدِهِ الْعَطَاءَ والْحِرْمَانَ... واعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ وتَكَفَّلَ لَكَ بِالإجَابَةِ وأَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ وتَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ ولَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وبَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ ولَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ (نهج البلاغة، الرسالة رقم 31 وهي وصية الإمام علي عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين)
ويقول كذلك: «ولا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ (نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 371.)
بناء عليه، ما مِنْ موجودٍ يمكنه أن يحميكَ أمام الله تعالى، فإذا أردتَ الخلاص من ثقل ذنوبك
وغفرانها فالطريق الوحيد لذلك هو العودة إلى الله والتوبة النصوح وأداء حقوق الخالق
والمخلوق.
وقد جاء في «نهج البلاغة» في الرسالة التي كتبها أمير المؤمنين (ع) إلى عامله على مصر «مالك الأشتر»:
«هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ مَالِكَ بْنَ الحَارِثِ الأشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ حِينَ وَلاهُ مِصْرَ
جِبَايَةَ خَرَاجِهَا وجِهَادَ عَدُوِّهَا... أَمَرَهُ بِتَقْوَى الله وإِيْثَارِ طَاعَتِهِ واتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ مِنْ
فَرَائِضِهِ وسُنَنِهِ الَّتِي لا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلا بِاتِّبَاعِهَا »(نهج البلاغة، الرسالة 35.)
وثانياً : إن الإمام ليس ساكناً في وسط القبر ولا بين الضريح المذهّب والمصنوع من الفضة المغصوبة، بل قد رحل
عن الدنيا وانقطعت صلته بأهلها ولم يعد له شُغلٌ بِفِتَنِكَ وفسادِكَ أو فساد الآخرين، فلا تضيّع وقتك هباءً. وثالثاً: إذا كان الإمام حاضراً فإنه لا يمكنه أن يعرف أصادق أنت فيما تقول أم كاذب؟ لأنه لا يعلم أحدٌ بقلوب العباد
وحقيقة ما في صدورهم ونيّاتهم سوى الله عز وجل.
ورابعاً : إنّ الإمام بريءٌ ومتنفّرٌ من الآثمين الفسقة الفاجرين، وممقتٌ لمن باع آخرته بدنياه.
ثم نقرأ في الزيارة قول الزائر للإمام: «فاجعلني يا مولاي من همّك وأدخلني في حزبك»
السؤال : ما المراد بهذا الكلام؟
أما الجزء الأول من الجملة فهو كلام أشبه بالكلام العامي وبعيد عن الفصاحة والبلاغة،
وأما بقية الجملة فإذا قُصد بحزبك «حزب الله» فعلى كل مسلم أن يختار بإرادته الحرة أن يكون من حزب
الله باتباعه لتعاليم الشرع، لا أن الإمام يأتي ويدخله فيه!!
ثم تقول بقية العبارة «يا وليّ عصمة الدين» وليس لهذا معنى واضح.
يقول المجلسيُّ في هذه الزيارة كما يقول آخرون من المحدّثين أنه من المستحبّ أن يصلي الزائر ست
ركعات لله يهدي ثوابها لأمير المؤمنين عليه السلام وركعتان لكلٍّ من آدم ونوح عليهما السلام!!
ومن الواضح أن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لم يشرّعا هذه الصلوات،
فلا ندري كيف يوصي محدّثونا الذين يعلمون جيداً أن العبادات توقيفية تماماً ومنوطة بإذن الشارع
وتعليمه بمثل هذه الصلوات؟!
وإذا كان الشارع هو الذي شرع هذه الصلوات فعلاً
فلماذا لم يعلم بها أحد سوى جماعة من الرواة الوضاعين والمجاهيل؟!
الروايات الواردة في زيارة عليّ (ع) ليلة المبعث ويومه
نقل المجلسيُّ والمفيد وابن طاووس والشهيد والشيخ عباس القمّي رحمهم الله زيارة خاصة بليلة المبعث ويومه عن رواة وضّاعين فيها أنه إذا وصلتَ (أي الزائر) إلى القبّة الشريفة فتوقَّفْ وقل كذا وكذا... ثم ادْخُلْ واجْعَلْ وجهك إلى الضريح وظهرك إلى القبلة وقل كذا وكذا...
فهذه الآداب والتعاليم ليست من كتاب الله وسنة رسوله لأنه لم تكن هناك زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبّة ولا حرم وبالتالي فهي آداب مبتدعة،
وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام ذاته: «السُنَّةُ ما سَنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وآله والبدعة ما أُحْدِثَ من بعده (بحار الأنوار للمجلسي، ج2/ ص 226، نقلاً عن معاني الأخبار للشيخ الصدوق.)
أضف إلى ذلك أن المشهور لدى الشيعه أن ليلة بعثة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هي ليلة 27 رجب ودليلهم الوحيد هو شهرة هذا الأمر بين الشيعة. هذا مع أن «الشهرة» ليست من الأدلة الشرعية،
خاصَّةً إذا كانت مخالفة للقرآن الكريم الذي يقول: ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ)) [الدخان:3]،
وقال: ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)) [القدر:1]
وقال: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)) [البقرة:185] فهذه الآيات كلُّها تشهد أن ابتداء الوحي ونزول القرآن كان في شهر رمضان وفي ليلة القدر بالذات،
وبالتالي فليلة بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي ليلة القدر ذاتها،
ولكن المراجع الشيعيه لاعتيادهم على قاعدة «خذ ما خالف العامة»يصرّون - مستخدمين تأويلات باردة- على أن القرآن نزل على دفعتين:
الدفعة الأولى نزل جُمْلَةً إلى السماء الدنيا
والدفعة الثانية نزل منجّماً على نحو تدريجيٍّ على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
ويصروّن على أن معنى «الإنزال» غير معنى «التنزيل»،
والاجابه : حتى لو كان ذلك صحيحاً فليس معناه امتناع استعمال «الإنزال» بمعنى «التنزيل» أو العكس.
وقد عبَّر القرآن الكريم عن إنزال المطر بـ«إنزال الماء» (البقرة/22 والأنعام/99 والرعد/17) وبـ«تنزيل الماء» (العنكبوت/63 والزخرف/11)،
ومن الواضح أن المطر ينزل دائماً بصورة واحدة، فهذا يدل على عدم صحة القول بأن معنى «الإنزال» يختلف دائماً عن معنى «التنزيل» وأنه لا يمكن استخدام أحدهما مكان الآخر، وعليه فلا يمكن بمثل ذلك الدليل المعلول القول بنزولَيْن للقرآن.
وبعد أن يملأ المجلسيُّ صفحات عديدة من هذه الزيارة يقول بعدها:
«أقول: لم أطَّلِعْ على سند هذه الزيارة ولا على استحباب زيارته عليه السلام في خصوص هذا اليوم لكنه من المشهورات بين الشيعة والإتيان بالأعمال الحسنة في الأزمان الشريفة موجب لمزيد المثوبةبحار الأنوار للمجلسيّ، ج97/ص383
ويجب الانتباه
· كيف أضاف كل هذه الآداب إلى الدين دون دليل أو مستند،
· كيف تكون الأعمال التي لا مستند شرعي لها موجبةً للمزيد من المثوبة والأجر؟!
· وكيف يكون للوقوف في مقابل قبر والإفراط في المديح والإطراء المغالي ثواب عظيم، مع أن الإمام نفسه نهى عن هذه الأعمال؟
وفي الزيارة خاطب واضعها أمير المؤمنين (ع) بـقوله:
«السلام عليك أيها الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم»
وواضح أنه أراد من هذه العبارات الردّ على أهل السنة الذين يطلقون على أبي بكر لقب «الصدّيق» وعلى عمر لقب «الفاروق»، لذلك نرى أن واضع هذه الزيارة يعبر بهذه الألفاظ عن مدي البغض والحقد.
ونقرأ في هذه الزيارة وصف واضعها لعليّ بأنه: «معدن حِكَمِ الله وسرّه»
والسؤال ما المقصود من قوله «معدن حكم الله»؟
ولو أُعطي عليّ عليه السلام المجال يوم القيامة لمواجهة هؤلاء الوضاعين لحاكمهم
قائلاً: لماذا تنسبون إلي أموراً لا مستند لها؟؟؟؟؟؟؟؟
ولقال لهم: متى أمرتكم أن تدعوني بعد موتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد أتلفتُ عمري في الدفاع عن الإسلام وإرشاد الناس إلى التوحيد واجتناب الخطايا والذنوب التي يُعدّ الشرك أكبرها فلماذا تشجعون الناس باسمي على القيام بأعمال شركية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولقد بايعتُ الخلفاء حفاظاً على وحدة المسلمين وقبلتُ مصاهرة الخليفة الثاني لي،
فلماذا تسعون في إبعاد قلوب المسلمين عن بعضهم بحجّة موالاتي والتحزّب لي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فما عساهم أن يجيبوه!!!!!!!!!!!!!!!!
لقد أطلق كاتب هذه الزيارة كل ما حلا له من الألفاظ وأعجبه ونسبها إلى الإمام، من ذلك قوله: «السلام عليك يا تاج الأوصياء»!
بل حتى اعتبر الإمام تاجاً لرأس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «وتاجاً لرأسه».
والمرجع عباس القمي نقل أكثر هذه المدائح والإطراءات المفرطة دون تدبّر أو تأمّل في كتابه «مفاتيح الجنان» ربما ظنّاً منه أن الأئمة أنفسهم عليهم السلام هم الذين قالوا عن أنفسهم تلك المدائح والثناءات!!
والسؤال هل قرأ الشيخ «عباس القمي» السيرة والتاريخ أم لا؟
لو قرأ سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتاريخ الإسلام وكان له علم وافر بسيرة عليّ عليه السلام وسائر أئمة أهل البيت عليهم السلام لأدرك بكل بساطة أنه من المحال أن يرضى النبيُّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمَّةُ الكرام عليهم السلام مقدار ذرة بأمثال تلك الإطراءات المبالغ بها والمدائح والثناء المتكلّف.
نعم، لقد قام أشخاص من قبيل «ابن المشهدي» و«أبو قرّة»(هو أبو الفرج المعروف بابن أبي قرّة وهو محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أبي قرة العناني [وقيل: العيناثي )والسيد «ابن طاووس» وأمثالهم بوضع زيارات لكل شخص وفي كل مكان ملؤوها بالدعاء والمديح وصنوف الإطراء،
ومن جملة ذلك أنهم اخترعوا لمسجد الكوفة عدَّة مصاطبَ أو دُكَكٍ فمصطبة (دكة) للإمام السجاد ومصطبة للإمام الصادق وأخرى للأمير
فهل يجوز تقسيم مسجد الله -بلا دليل بل بمجرَّد الظن- إلى مصاطب ووضع آداب خاصة لكل منها؟
هل يجوز أن نجعل أحكام الدين غير منضبطة بالأدلة الشرعية إلى هذا الحد؟
حتى أنهم صاغوا عبارات جميلة ومسجّعة في مدح وإطراء «مسلم بن عقيل» و«هانئ بن عروة» و«النبي يونس»! وربما لو كانت قبور المئة والأربعة وعشرين ألف نبيّ معلومة لوضعوا زيارة خاصة لكل منها وملؤوا الدنيا قباباً وأضرحة!
فهؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم مراجع بدلاً من السعي والاهتمام بحفظ وتمعن كتاب الله وبيانه للناس الذي هو من أهم الواجبات صرفوا أوقاتهم على بناء القباب والمنارات ووضع الأدعية الشركيه والزيارات المبتدعة وما أصدق كلام أمير المؤمنين (ع) الذي قال:
«وَ مَا أُحْدِثَتْ بِدْعَةٌ إِلا تُرِكَ بِهَا سُنَّةٌ فَاتَّقُوا الْبِدَعَ.. إِنَّ عَوَازِمَ الأمُورِ أَفْضَلُهَا وإِنَّ مُحْدِثَاتِهَا شِرَارُهَا (نهج البلاغة، خطبة 135)
نظرة إلى روايات أبواب زيارة الإمام الحسين عليه السلام
الإمام الحسين-عليه التحية والسلام- سيد شباب أهل الجنة وإمام أهل التقوى وسيد الشهداء ونبراس المجاهدين في سبيل الله.
ولكن مع الأسف بدلاً من أن يقتدي الناس بذلك الإمام في عبادته وتوسله الي الله جعلوا شهادته وسيلةً لكسب المال والجاه والشهرة والرياسة،
وكلُّ من أراد أن يبيِّن حقيقةً من حقائق الدِّين الذي استُشهد سيد الشهداء لأجل اعتلائه ورفع رايته قام قرّاء المراثي في مآتم سيد الشهداء بالصدّ عن سبيله وكَيْل التهم له.
إحدى البدع في هذا المجال بدعة «التطبير» أو «قمه زنى» أي «ضرب الرأس بالسيف (أو الساطور)» التي يشجّع عليها قرّاء المراثي قائلين
· كل من ضرب رأسه بالسيف إن كان شاباً حُشر مع حضرة علي الأكبر
· وإن كان صغيراً حُشر مع حضرة علي الأصغر فيحثونهم على هذه الأعمال الباطلة([1])!
إنَّ ضَرْبَ الرأس بالساطور بدعة لا تنسجم مع الفطرة ولا مع العقل السليم ينفر منها كل إنسان سليم الفطرة متَّزن التفكير، وبكل تأكيد لا يوافق دين الإسلام دين الفطرة على مثل هذه الأعمال.
ولاحظ أيها القارئ الكريم وفكّر لحظة: هل من الممكن لشريعة من مبادئها قاعدة «لا ضرر ولا ضرار» وقاعدة «لزوم دفع الضرر المحتمل» أن لا تحرّم ضرب الرأس بالساطور مع أن ضرره يقينيٌّ وليس محتملاً؟!
فالشرع الذي يقول إنه إذا كان الصوم أو الوضوء أو أي فريضة أخرى تضرُّ بالإنسان ولو ضرراً محتملاً -بالطبع المقصود الاحتمال العقلاني المعقول وليس مجرد الخيال والوهم والاحتمال الضعيف جداً- فإنها تسقط عن الإنسان ويحرم عليه فعلها، فيجب أن يفطر ولا يصوم أو يتيمَّم بدل الوضوء...الخ، هل يسمح بإيقاع الضرر القطعيّ واليقينيّ على البدن؟!
ولكن يا للحسرة أن المراجعَ لا يُظْهِرون الحقّ، وممانعتهم الجدّية والصريحة لهذه الأعمال القبيحة إلى شيوعها بين العوام وهم مسؤولون أمام الله عزَّ وجلَّ.
ولا يخفى بالطَّبع أن بعض المراجع والعلماء نَهَوْا عن هذه الأمور وحرّموها بكل صراحة وبشكل قطعيّ، ولكنهم قلَّة. ومن جملتهم العالم اللبناني المرحوم السيد «محسن الأمين العامليّ» الذي كتب في هذا رسالةً مفيدةً بعنوان «التنزيه لأعمال الشبيه» ، ولكن لا أشك أن قرّاء المراثي والخطباء لا يميلون إلى تعرّف الناس على مثل هذه الرسائل. لذا لا يزال أكثرهم عديم الاطلاع على مطالبها بل كثير من المعمّمين لم يقرأها!
وقد ذكر العلامة «الأمين»، إضافة إلى رسالته تلك، في الجلد العاشر من كتابه «أعيان الشيعة» ما يبيِّن حرمة ضرب الرأس بالسيف وغيرها من الأعمال التي تتمّ في أيام عاشوراء
فقال:
الخلل في إقامة العزاء جرح الرؤوس بالمدى والسيوف ولبس الأكفان وضرب الطبول والنفخ في الأبواق وغير ذلك من الأعمال وكلُّ هذا محرَّمٌ بنصِّ الشرع وحكم العقل،
فجَرْحُ الرؤوس إيذاءٌ للنفس محرَّمٌ عقلاً وشرعاً ولا يترتَّب عليه فائدةٌ دينيةٌ ولا دنيويةٌ بل يترتَّب عليه، زيادةً على أنه إيذاء للنفس
وكلُّ ذلك كلبس الأكفان وباقي الأعمال مُزْرٍ بفاعله وبطائفته لا يرضاه الله ولا رسوله ولا أهل بيته فهو من عمل الشيطان وتسويل النفس الأمَّارة بالسوء سواء أَسُمِّيَ بالمواكب الحسينية أم بإقامة الشعائر أم بأيِّ اسم كان فالأسماء لا تُغيِّر حقائق الأشياء وعادات الطغام من العوام لا تكون دليلاً للأحكام. »
(أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين العاملي، ج10/ص 363.9)
ولهذا يقوم قرّاء المراثي في الليل والنهار بترغيب الناس بالبكاء والنواح وضرب الرؤوس وزيارات القبور. والناس يقومون بهذه الأعمال متصوِّرين أنها كافية لنجاتهم من نار جهنم!
ولا علم لهم بمعارف الإسلام ولا خبر عن حقائق القرآن، وبهذه الأمور ابتعد الناس عن معرفة القرآن وأحكامه ومعارفه الإلهية.
فمثلاً ترى خمسين ألفاً من فرق اللاطمين على صدورهم والضاربين ظهورهم بالجنازير لا يوجد واحد منهم يحسن آيتين من القرآن أو يعلم أمرين من معارف الدين،
بل كل بضاعتهم التقليد الأعمى وشعارهم: «عندي الحسين فلا غم ولا حزن»! وليس المعممين بأفضل من ذلك بكثير، فهاهو كبير المحدّثين «محمد باقر المجلسيّ» قد خصَّص ثلاثة مجلدات من كتابه «بحار الأنوار» للزيارات ونصوصها!