لقد رد علي وهابي ناصبي جاهل لا يملك ذرة عقل . انا لا ابالغ فهذا هو الرد علىمقالتي :
اليوم يزيد انسان محترم وخير من الرافضة قتلة الحسين وخيرا من الرافضة اليوم مؤيدي سحق من يطالب بالكرامة في سوريا ومؤيدي من يغتاصب نساء السنة ويرتكبون بحقهم اعظم الجرائم سواء في سوريا او العراق او ايران
وانعم واكرم بيزيد :
أمير المؤمنين يزيد بن معاوية...فى عيون المنصفين
تمهيد
زعموا- جهلا وغباء- بأنَّ الإسلام مشروع بشري فاشل للإصلاح وأنه في أحسن الأحوال ، دين مثاليٌّ غير قابل للتطبيق.
و اختلقوا روايات ساقطة و حكايات منحطة نُسَبت كذبا وافتراءً إلى رموز بشرية صالحة فى تاريخ أمتنا الإسلامية وكان يزيد بن معاويةرحمه الله على موعد مع هؤلاء الكذبة...الذين طال كذبهم بعض كتب التراث...فوقع فى تلك الأغاليط بعض رموز علماء أهل السنة عن نقص معلومات.
وهناك جهود إصلاحية لإعادة تصحيح تلك الأغلاط ولسوف تثمر ثمرة طيبة إن شاء الله تعالى....وإنما هى مسألة وقت فالله يدافع عن الذين آمنوا...ولن تظلم نفس كانت ترعى حقوق الله مهما شوه المغرضون تاريخهم.
يزيد بن معاوية فى عيون بعضهم
قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أول جيش من أمتي يغزُونَ البحرَ قد أَوجَبوا " ، فقالت أمُّ حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم "أول جيش من أمتي يغزُون مدينة قَيْصرَ مغفورٌ لهم" ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . " رواه البخاري.
وقَوْله : ( يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَر ) يَعْنِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة ،وَقَوْله : ( قَدْ أَوْجَبُوا) أَيْ فَعَلُوا فِعْلًا وَجَبَتْ لَهُمْ بِهِ الْجَنَّة .
قَالَ الْمُهَلَّب : فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ ، وَمَنْقَبَةٌ لِوَلَدِهِ يَزِيد لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا مَدِينَةَ قَيْصَرَ .[البخاري مع الفتح ] .
وقد علّق على هذا الحديث ِ الشيخُ أبو اليسر عابدين رحمه الله ، مفتي سوريا السابق ، عام 1954 في كتابه (أغاليط المؤرخين) فقال: أما يكفيه ( أي يزيد ) فخرا ما ذكره في الجامع الصغير برمز البخاري عن أم حرام بنت ملحان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أول جيش من أمتي يركبون البحر فقد أوجبوا وأول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم. و كلا الوصفين ثبتا ليزبد بن معاوية رضي الله عنه. [ أغاليط المؤرخين ؛ ص 124]
*وهذا محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية ـ :
دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له يزيد ، و كان له مُكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنتَ رأيتَ مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لِما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . [أنساب الأشراف للبلاذري ؛ (5/17)]
*وهذا ابن عباس:
يرى أن يزيد براء مما افترى ولا يزال يفتري عليه المفترون ، وهو أنه لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس - ، فأتاه في منزله ، فرحب به ابن عباس وحدثه ، فلما خرج ، قال ابن عباس : " إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس".
[البداية والنهاية ؛ (8/228-229) ]
* وهذا الليث بن سعد
روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد ( توفي 147هـ ) قال ، قال الليث : " توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا " ، فسماه الليثُ أمير المؤمنين بعد ذهاب ملك بني أمية وانقراض دولتهم ، ولولا كونه عنده كذلك لما قال إلا : " توفي يزيد " . [العواصم من القواصم (ص232-234) ].
*وهذا الأستاذ محب الدين الخطيب
يقول: إن يزيد يوم تُمحَّص أخباره ، و يقف الناسُ على حقيقة حالِه كما كان في حياته ، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم ، و أجزل الثناء عليهم . [حاشية العواصم من القواصم لابن العربي ؛ (ص221) ].
*وهذى شهادة أبيه معاوية كصحابى حين طلب توليته الخلافة
" اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لِما رأيتُ من فضله ، فبلِّغه ما أمِلتُ وأعنه ، وإن كنت إنما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك ". [ تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – ؛ (ص169)]
*وهذا الإمام أبو حامد الغزالي
يقول : وقد صح إسلام يزيد بن معاوية ، وما صح أنه قتل الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قُتِل ، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به .....
ولو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر ، و القتل ليس بكفر ، بل هو معصية ، وإذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة والكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل ..... و قد قال الله تعالى {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون}[الشورى/25] .
فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص ، ومن لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى .... والملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك من علوم الغيب. [ قيد الشريد من أخبار يزيد ؛ (ص57-59)] .
ـ وهذا ابن الصلاح
و قد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال : " لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه .... وأما سب يزيد ولعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين ... وقد ورد في الحديث عند البخاري: " إن لعن المؤمن كقتاله " و قاتل الحسين لا يكفر بذلك ، و إنما ارتكب إثماً ، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام . [ قيد الشريد ؛ (ص59-60) ].
*وهذا الإمام أحمد بن حنبل
وقد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته : " إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل ، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه ". أنظر: [العواصم من القواصم ؛ (ص245) ].
ويعلِّق ابن العربي على هذا فيقول:
وهذا دليل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده ( أي عند أحمد بن حنبل ) حتى يُدخله في جُملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يُقتَدى بقولهم و يُرعوى من وعظهم ، و ما أدخله إلا َّ في جملة الصحابة قبل أن يَخرُج إلى ذكر التابعين ، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور ، ألا يستحيون ؟! وإذا سلبهم الله المروءة والحياء ، ألا ترعوون أنتم وتزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة ، و ترفضون الملحِدة و المُجّان من المنتمين إلى الملة . [العواصم من القواصم (ص246) ].
علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم:
و علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم أنه لم يقع بين يزيد وبين أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعكر العلاقة و القرابة بينهما سوى خروج الحسين و بعض أهله ومقتلهم على يد أهل العراق من الشيعة بكربلاء ، الذين خانوه وخذلوه وغدروا بابن عمه ، كما تذكر مصادر الشيعة أنفسهم .
ومع هذا فقد بقيت العلاقة الحسنة بين يزيد وآل البيت و كانوا أولاد عمومته ونراهم قد اجتنبوا الخروج عليه أيام الحرة ومكة ، بل كانت صلته بعلي بن الحسين وعبد الله بن العباس ومحمد بن الحنفية أيام الحرة جيدة . أما عبد الله بن جعفر فقد كانت صلته بمعاوية و يزيد من بعده غاية في المودة والصداقة والولاء ، و كان يزيد لا يرد لابن جعفر طلباً ، وكانت عطاياه له تتوارد فيقوم ابن جعفر بتوزيعها على أهل المدينة ، وكان عبد الله بن جعفر يقول في يزيد: " أتلومونني على حسن الرأي في هذا" . انظر: [قيد الشريد في أخبار يزيد ؛ (ص35) ].
وفاة يزيد بن معاوية:
توفي يزيد بن معاوية لعشر ٍ خَلَت من ربيع الأول سنة أربع و ستين للهجرة ، و كانت وفاته بحوران و قيل حوارين من أرض الشام ، قال عبد الرحمن أبي معذور : حدثني بعض أهل العلم قال : آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية قال: " اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه و لم أرِدْه " . [ قيد الشريد ؛ (ص50) ].
فى النهاية
ترى بم يقف الظالمون بين يدى ربهم وقد ظلموا تاريخنا؟
أم ترى كيف قال القائلون فى يزيد ما ليس فيه من خلاعة ومجون؟؟
كيف استباحوا لأنفسهم الخوض فى عرضه؟
ترى كم من رجال أمتنا وهم مظلومون؟
أهالوا التراب على رموز نقية...وأحيوا نماذج تافهة لا ترتقى بسيرتها أمة،
وما عيسى العوام وقراقوش ومحمد فريد وجدى ويزيد بن معاوية عنا ببعيد.
لم يوفق الوهابي الناصبي في رده على موضوعي " لماذا يزيد ابن معاوية عند اهل السنة كافر وفاسق وعند الوهابية مسلم وولي امر "
حيث بدأ بكلام بانهم زعموا . من هم ؟ الله يعلم كلام حشوي وخط كبير لكي يطول الرد على مقاس لحيته . وقال ايضا " اختلقوا روايات ساقطة منحطة نُسَبت كذبا وافتراءً إلى رموز فى تاريخ أمتنا الإسلامية وكان يزيد على موعد مع هؤلاء الكذبة...الذين طال كذبهم بعض كتب التراث...فوقع فى تلك الأغاليط بعض رموز علماء أهل السنة عن نقص معلومات. لاحظوا تكذيبه لمصادر اهل السنة والجماعة
وهناك جهود إصلاحية لإعادة تصحيح تلك الأغلاط ولسوف تثمر ثمرة طيبة إن شاء الله تعالى....وإنما هى مسألة وقت فالله يدافع عن الذين آمنوا...ولن تظلم نفس كانت ترعى حقوق الله مهما شوه المغرضون تاريخهم.
اني اخاف من هذه الجهود الاصلاحية حيث انهم لا يعرفون التزوير والحذف من كتب التراث .
ثم استشهد بما قاله احمد " وهذا الإمام أحمد بن حنبل وقد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته : " إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل ، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه ". أنظر: [العواصم من القواصم ؛ (ص245) ]. هل ما ذكره هذا الناصبي الوهابي الا للتعمية عن يزيد . والحقيقة المرة على قلب الوهابي ما موجود فسي صحيح مسلم :
- ونقله عن أحمد بن حنبل وغيره ، فان إبن الجوزيقال في كتابه المسمى بالرد على المتعصب العنيد المانع من لعنيزيد : سألني سائل عن يزيد بن معاوية . فقلت ( له ) : يكفيه ما به . فقال : أيجوز لعنه ؟ قلت : قد أجازه العلماء الورعون ، منهم أحمد بنحنبل، فانه ذكر في حق يزيد ( عليه اللعنة ) ما يزيد على اللعنة .
ثم روى إبن الجوزي عن القاضي أبي يعلى ( الفراء ) أنه روى كتابه المعتمد في الاصول بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل رحمهما الله قال : قلت لابي : إن قوما ينسبوننا إلى تولي يزيد ! فقال : يا بني ( و ) هل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ، ولم لا يلعن من لعنه الله تعالى كتابه. فقلت : في أي آية ؟ قال : في قوله تعالى : فهل عسيتم إن توتليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم فهل يكون فساد أعظم من هذا القتل ؟
نقول له في موضوعنا عن مصادر اهل السنة عن ابن الاثير في الكامل 569:2 ذكر:هو الخليفة الأموي المجرم الفاسق الذي ارتكب مذبحة كربلاء بأمره. ولد عام 25هـ وكان صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهودومنادمة
وأيضا في نفس المصدر 3/310 ذكر :روي أنّ عبد الله بن حنظلة الغسيل قال: والله ما خرجنا على يزيد, حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء, أنّه رجل ينكح أمّهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة
2) المسعودي صاحب كتاب مروج الذهب 67:3 ذكر :ولما مات معاوية بويع بالخلافة، وكان معاوية قبل موته قد اخذ له البيعة كولي للعهد. كان يزيد يضمرالإلحاد ولا يعتقد بالمعاد، وفي أيامه ظهر الغناء بمكّة والمدينة واستعملت الملاهي،وأظهر الناس شرب الشراب وأيضافي نفس المصدر 3/ (82 :ولمّا شمل الناس جور يزيد وعماله وعمّهم ظلمه وما ظهرمن فسقه ومن قتله ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنصاره وما أظهر من شربالخمر, سيره سيرة فرعون, بل كان فرعون أعدل منه في رعيّته, وأنصف منه لخاصّته وعامّته أخرج أهل المدينة عامله عليهم, وهو عثمان بن محمّد بن أبي سفيان
3) قال عنه ابن الجوزي في تذكرة الخواص 164 :ما رأيكم في رجل حكم ثلاث سنين؛ قتل في الأولى الحسين بن علي، وفي الثانية أرعب المدينة وأباحها لجيشه، وفي السنة الثالثة ضرب بيت الله بالمنجنيق"،وهي إشارة إلى واقعة كربلاء، ووقعة الحرة التي ثار فيها أهل المدينة ضده واليها وأخرجوه منها وسائر بني أمية، فبعث إليهم يزيد مسلم بن عقبة على رأس جيش فقتل أهلها واستباحها.
4) قال اليافعي شذرات من ذهب/ ابن العماد الحنبلي1/68: وأمّا حكم من قتل الحسين, أو أمر بقتله, ممّن استحلّ ذلك فهو كافر
5) وقال الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء4/36 :كان ناصيباً فظاً غليظاً, يتناول المسكر ويفعل المنكر, افتتح دولته بقتل الحسين, وختمها بوقعة الحرّة
6) وقال ابن كثير في البداية والنهاية8/223 : ان يزيد كان إماماً فاسقاً
7) الشوكاني في نيل الاوطار 7/147: ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم في الجمود على أحاديث الباب حتى حكموا بأن الحسين السبط ( ر ) وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهمالله ، فيالله العجب من مقالات تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها الجلمود
جلال الدين السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء ص 207 :قال : لعن الله قاتله - يعني حسينا ( ع ) - وابن زياد معه ويزيدأيضا
وأفتى كلّ من سبط أبن الجوزي والقاضي أبو يعلي والتفتازاني والجلال السيوطي وغيرهم من أعلام السنة القدامى بكفر يزيد وجواز لعنه.
قالاليافعي: وما حكم من قتل الحسين ,أو أمر بقتله ,ممّن إستحلّ ذلك فهو كافر . شذرات من ذهب /ابن العماد الحنبلي:1/68.
وقال التفتازاني في شرح العقائد النفسيّة :والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين , واسبشاره بذلك ,وإهانته أهل بيت الرسول ممّا تواتر معناه,لعنة الله عليه ,وعلى أنصاره وأعوانه.المصدر السابق.
وقال ابن كثير : ان يزيد كان إماماً فاسقاً ...البداية:8/223.
و يقول لنا هذا الناصبي الوهابي عن مصدر واحد ( قيد الشريد ) كانه كتاب من الله . نخاله من تاليف شيخ تيس بدوي لا يدري ما الفرق بين الغائط والبول , وعلى طراز ابن باز مكفر كل من قال بكروية الارض .
السؤال : هل هناك نصبا اكبر من هذا ؟
اليكم يا مسلمي العالم ما يقوله المسلمين بحق اشر خلق الله وما قاله معاوية ابن يزيد في والده يزيد ومعاوية جده . ولكن ماذا نفعل ؟ ابتليت الامة بيزيد واذنابه من وعاظ في ذلك العصر وابتلينا الان بال سعود وال عبد الوهاب في هذا العصر .
ثم رددت عليه
اقوال العلماء في يزيد
الآلوسي - تفسير الآلوسي - الجزء : ( 26 ) - رقم الصفحة : ( 72 / 73 )
- واستدل بها أيضا على جواز لعن يزيد عليه من الله تعالى ما يستحق نقل البرزنجي في الإشاعة والهيثمي في الصواعق إن الإمام أحمد لما سأله ولده عبد الله عن لعن يزيد قال كيف لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه فقال عبد الله قد قرأت كتاب الله عز وجل فلم أجل فيه لعن يزيد فقال الإمام إن الله تعالى يقول : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله ، ( محمد : 22 ، 23 ) الآية ، وأي فساد وقطيعة أشد مما فعله يزيد انتهى .
- وعلى هذا القول لا توقف في لعن يزيد لكثرة أوصافه الخبيثة وارتكابه الكبائر في جميع أيام تكليفه ويكفي ما فعله أيام استيلائه بأهل المدينة ومكة ، فقد روى الطبراني بسند حسن : اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ، والطامة الكبرى ما فعله بأهل البيت ورضاه بقتل الحسين على جده وعليه الصلاة والسلام واستبشاره بذلك وإهانته لأهل بيته مما تواتر معناه وإن كانت تفاصيله آحادا .....
- ويعجبني قول شاعر العصر ذو الفضل الجلي عبد الباقي أفندي العمري الموصل وقد سئل عن لعن يزيد اللعين :
يزيد على لعني عريض جنابه * فاغدو به طول المدى ألعن اللعنا
ومن كان يخشى القال والقيل من التصريح بلعن ذلك الضليل فليقل : لعن الله عز وجل من رضي بقتل الحسين ومن آذى عترة النبي (ص) بغير حق ومن غصبهم حقهم فإنه يكون لاعنا له لدخوله تحت العمول دخولا أوليا في نفس الأمر ، ولا يخالف أحد في جواز اللعن بهذه الألفاظ ونحوها سوى ابن العربي المار ذكره وموافقيه فإنهم على ظاهر ما نقل عنهم لا يجوزون لعن من رضي بقتل الحسين رضي الله تعالى عنه ، وذلك لعمري هو الضلال البعيد الذي يكاد يزيد على ضلال يزيد .
المناوي - فيض القدير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 265 )
- قال أبو الفرج بن الجوزي في كتابه الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد أجاز العلماء الورعون لعنه .
- وفي فتاوى حافظ الدين الكردي الحنفي لعن يزيد يجوز لكن ينبغي أن لا يفعل وكذا الحجاج .
- قال ابن الكمال وحكى عن الإمام قوام الدين الصفاري ولا بأس بلعن يزيد ولا يجوز لعن معاوية عامل الفاروق لكنه أخطأ في اجتهاده فيتجاوز الله تعالى عنه ونكف اللسان عنه تعظيما لمتبوعه وصاحبه .
- وسئل ابن الجوزي عن يزيد ومعاوية فقال قال رسول الله (ص) من دخل دار أبي سفيان فهو أمن وعلمنا أن أباه دخلها فصار آمنا والابن لم يدخلها .
- ثم قال المولى ابن الكمال والحق أن لعن يزيد على اشتهار كفره وتواتر فظاعته وشره على ما عرف بتفاصيله جائز وإلا فلعن المعين ولو فاسقا لا يجوز بخلاف الجنس .
- وذلك هو محمل قول العلامة التفتازاني لا أشك في إسلامه بل في إيمانه فلعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه ،
- قيل لابن الجوزي وهو على كرسي الوعظ كيف يقال يزيد قتل الحسين وهو بدمشق والحسين بالعراق فقال :
سهم أصاب وراميه بذي سلم * من بالعراق لقد أبعدت مرماكا.
المناوي - فيض القدير - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 109 )
- وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر ملك الروم يعني القسطنطينية أو المراد مدينته التي كان بها يوم قال النبي (ص) ذلك وهي حمص وكانت دار مملكته إذ ذاك مغفور لهم لا يلزم منه كون يزيد بن معاوية مغفورا له لكونه منهم إذ الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة ويزيد ليس كذلك لخروجه بدليل خاص ويلزم من الجمود على العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفور له وقد أطلق جمع محققون حل لعن يزيد به حتى قال التفتازاني : الحق أن رضى يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل البيت مما تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحادا فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه .
إبن الدمشقي - جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة :
( 301 )
- وكان قد سئل عن يزيد بن معاوية ؟ فقدح فيه وشطح ، وقال : لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل . قال : فأما قول
السلف فلاحمد ومالك وأبي حنيفة فيه قولان : تلويح وتصريح ، ولنا قول واحد هو التصريح ، وكيف لا وهو اللاعب بالنرد ، والمتصيد بالفهود ومدمن الخمر .
- يزيد من الصحابة ، ولد في زمان عمر بن الخطاب ، وركب العظائم المشهورة ، ثم قال : وأما قول السلف ففيه لاحمد قولان : تلويح وتصريح ، ولمالك أيضا قولان تصريح وتلويح ، ولنا قول واحد وهو التصريح دون التلويح ، قال : وكيف لا وهو اللاعب بالنرد المتصيد بالفهد ، والتارك للصلوات ، والمدمن للخمر ، والقاتل لاهل بيت النبي (ص) والمصرح في شعره بالكفر الصريح .
القندوزي - ينابيع المودة - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 33 و 34 )
- وبعد اتفاقهم على فسقه اختلفوا في جواز لعنه بخصوص اسمه فأجازه قوم منهم إبن الجوزي.
- فقد أخرج الواقدي من طرق : إن عبد الله بن حنظلة ، هو غسيل الملائكة ، قال : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، وخفنا أن رجلا ينكح الامهات والبنات والاخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة .
- وقال الذهبي : ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل مع شربه الخمر وإتيانه المنكرات ، اشتد على الناس ( و ) خرج أهل المدينة ولم يبارك الله في عمره .
- وأشار بقوله ما فعل إلى ما وقع منه سنة ثلاث وستين ، فانه بلغه أن أهل المدينة خرجوا عليه ( وخلعوه ) ، فأرسل عليهم جيشا عظيما ، وأمرهم بقتلهم ، فجاءوا إليهم وكانت وقعة الحرة على باب طيبة . وبعد اتفاقهم على فسقه اختلفوا في جواز لعنه بخصوص اسمه فأجازه قوم منهم إبن الجوزي.
- ونقله عن أحمد بن حنبل وغيره ، فان إبن الجوزي قال في كتابه المسمى ب الرد على المتعصب العنيد المانع من لعن يزيد : سألني سائل عن يزيد بن معاوية . فقلت ( له ) : يكفيه ما به . فقال : أيجوز لعنه ؟ قلت : قد أجازه العلماء الورعون ، منهم أحمد بن حنبل، فانه ذكر في حق يزيد ( عليه اللعنة ) ما يزيد على اللعنة .
- ثم روى إبن الجوزي عن القاضي أبي يعلى ( الفراء ) أنه روى كتابه المعتمد في الاصول بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل رحمهما الله قال : قلت لابي : إن قوما ينسبوننا إلى تولي يزيد ! فقال : يا بني ( و ) هل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ، ولم لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه. فقلت : في أي آية ؟ قال : في قوله تعالى : فهل عسيتم إن توتليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم فهل يكون فساد أعظم من هذا القتل ؟ . . .
- قال إبن الجوزي : وصنف القاضي أبو يعلى كتابا ذكر فيه بيان من يستحق اللعن وذكر منهم يزيد ، ثم ذكر حديث من أخاف أهل المدينة
ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ولا خلاف أن يزيد أغار المدينة المنورة بجيش وأخاف أهلها ، انتهى .
إبن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 66 )
5472 - ....... حدثني قالوا لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجوا بني أمية عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه أجمعوا على عبد الله بن حنظلة فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء إن رجلا ينكح الامهات والبنات والاخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة .......
إبن حزم - المحلى - الجزء : ( 10 و 11 ) - رقم الصفحة : ( 495 و 98 )
- ووجدنا يزيد بن معاوية والفاسق الحجاج قد قتلا فيه النفوس المحرمة فصح يقينا أنه أمر من الله تعالى إذ لم يبق غيره .
- ومن قام لعرض دنيا فقط كما فعل يزيد بن معاوية ، ومروان بن الحكم ، وعبد الملك بن مروان في القيام على إبن الزبير .
الشوكاني - نيل الأوطار - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 147 )
- ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم في الجمود على أحاديث الباب حتى حكموا بأن الحسين السبط ( ر ) وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله ، فيالله العجب من مقالات تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها كل جلمود .
السبط إبن الجوزي - تذكرة الخواص - رقم الصفحة : ( 261 )
- قال إبن عقيل - من الحنابلة - : ومما يدل على كفره وزندقته فضلا عن سبه ولعنه أشعاره التي أفصح بها بالإلحاد ، وأبان عن خبث الضمائر
وسوء الاعتقاد ، فمنها قوله في قصيدته التي أولها :
علية هاتي أعلني وترنمي * بذلك أني لا أحب التناجيا
حديث أبي سفيان قدما سما بها * إلى أحد حتى أقام البواكيا
ألا هات فاسقيني على ذاك قهوة * تخيرها العنسي كرما وشاميا
إذا ما نظرنا في أمور قديمة * وجدنا حلالا شربها متواليا
وإن مت يا أم الأحيمر فانكحي * ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا
فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا * أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا
ولا بد لي من أن أزور محمدا * بمشمولة صفراء تروي عظاميا
الفصل الأوّل : في أنّ يزيد أمر بقتل الإمام عليه السلام
قال ابن حجر الهيتمي المكّي، في كلام له عن يزيد: «قال أحمد بن حنبل بكفره، وناهيك به ورعاً وعلماً بأنّه لم يقل ذلك إلاّ لقضايا وقعت منه صريحة في ذلك ثبتت عنده...»(1).نعم... وقعت منه قضايا ثابتة توجب الحكم بكفره... لقد ثبت أمره بقتل الإمام السبط الشهيد عليه السلام، والأدلّة المثبتة لذلك كثيرة، سنذكرها بشيء من التفصيل، وسيرى القارئ خلال أخبار ذلك طرفاً من القضايا المثبتة لكفره... وهذه بعض تلك الأدلّة على ضوء ما ورد في الكتب الأصليّة المعتمدة:
1 ـ كتاب يزيد إلى الوليد والي المدينة فلقد جاء في غير واحد من التواريخ أنّ يزيد قد أمر الوليد ابن عتبة بن أبي سفيانوهو على المدينةبقتل الإمام إنْ هو لم يبايع:
* قال اليعقوبي، المتوفّى سنة 292: «وملك يزيد بن معاوية... وكان غائباً، فلمّا قدم دمشق كتب إلى الوليد بن عتبة ابن أبي سفيانوهو عامل المدينة ـ : إذا أتاك كتابي هذا، فأحضر الحسين بن عليّ وعبداللّه بن الزبير، فخذهما بالبيعة لي، فإن امتنعا فاضرب أعناقهما وابعث إليَّ برؤوسهما، وخذ الناس بالبيعة، فمن امتنع فأنفذ فيه الحكم وفي الحسين بن عليّ وعبداللّه بن الزبير; والسلام»(2).
* وقال الطبري، المتوفّى سنة 310: «ولم يكن ليزيد همّة حين وليَ إلاّ بيعة النفر الّذين أبوا على معاوية الإجابة إلى بيعة يزيد، حين دعا الناس إلى بيعته وأنّه وليّ عهده بعده، والفراغ من أمرهم... فكتب إلى الوليد في صحيفة كأنّها أُذن فأرة: أمّا بعد، فخذ حسيناً وعبداللّه بن عمر وعبداللّه بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتّى يبايعوا; والسلام»(3).
* وذكر ابن أعثم الكوفي، المتوفّى حدود سنة 314 نحوه.
* وكذا الخوارزمي، المتوفّى سنة 568.
* وذكر ابن الجوزي، المتوفّى سنة 597 مثله.
هذا ما نقله هؤلاء...
* لكنّ ابن سعد، المتوفّى سنة 230 يرويفي ترجمة الإمام عليه السلام من طبقاتهأنّه «لمّا حُضِرَ معاوية، دعا يزيد بن معاوية فأوصاه بما أوصاه به، وقال: أُنظر حسين ابن عليّ ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنّه أحبّ الناس إلى الناس، فصِل رحمه وارفق به، يصلح لك أمره، فإنْ يك منه شيء فإنّي أرجو أن يكفيكه اللّه بمن قتل أباه وخذل أخاه. وتوفّي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستّين، وبايع الناس ليزيد، فكتب يزيدمع عبداللّه بن عمرو بن أُويس العامري، عامر بن لؤيإلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو على المدينة، أنِ ادعُ الناس فبايعهم، وابدأ بوجوه قريش، وليكنْ أوّل من تبدأ به الحسين بن عليّ، فإنّ أمير المؤمنين عهد إليّ في أمره بالرفق به واستصلاحه»(4).
* والبلاذري، لم يرو نصّ الكتاب وإنّما قال: «كتب يزيد إلى عامله الوليد بن عتبة بن أبي سفيان في أخذ البيعة على الحسين وعبداللّه بن عمر وعبداللّه بن الزبير، فدافع الحسين بالبيعة، ثمّ شخصَ إلى مكّة»(5).
* وقال ابن عساكر، عن ابن سعد: «فكتب يزيدمع عبداللّه بن عمرو...أنِ ادعُ الناس; وذكر مثله.
* وكذا روى الحافظ أبو الحجّاج المزّي مثله.
* وقال ابن الأثير الجزري: «ولم يكن ليزيد همّة حين وليَ إلاّ بيعة النفر الّذين أبوا على معاوية الإجابة إلى بيعته، فكتب إلى الوليد يخبره بموت معاوية وكتاباً آخر صغيراً فيه:
أمّا بعد، فخذ حسيناً وعبداللّه بن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتّى يبايعوا; والسلام»(6).
* وقال الذهبي: «قالوا: ولمّا حُضِرَ معاوية دعا يزيد فأوصاه، وقال: انظر حسيناً فإنّه أحبّ الناس إلى الناس، فصِل رحمه وارفق به، فإنْ يك منه شيء فسيكفيك اللّه بمن قتل أباه وخذل أخاه.
ومات معاوية في نصف رجب، وبايع الناس يزيد، فكتب إلى والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، أنِ ادعُ الناس وبايعهم، وابدأ بالوجوه، وارفق بالحسين، فبعث إلى الحسين وابن الزبير في الليل ودعاهما إلى بيعة يزيد، فقالا: نصبح وننظر في ما يعمل الناس; ووثبا فخرجا.
وقد كان الوليد أغلظ للحسين، فشتمه حسين وأخذ بعمامته فنزعها، فقال الوليد: إنْ هجنا بهذا إلاّ أسداً; فقال له مروان أو غيره: أُقتله! قال: إنّ ذاك لدم مصون»(7).
فهؤلاء لا يروون لا القتل ولا استعمال الشدّة، بل بالعكس، ينقلون الرفق بالإمام...
* وأبو الفداء.. لا يروي شيئاً، لا القتل، ولا الشدّة، ولا الرفق... وإنّما جاء في تاريخه:
«أرسل إلى عامله بالمدينة بإلزام الحسين وعبداللّه بن الزبير وابن عمر بالبيعة»(
.
وفي رواية أُخرى لابن عساكر عمّن حمل كتاب يزيد إلى الوليد:
«فلمّا قرأ كتاب يزيد بوفاة معاوية واستخلافه، جزع من موت معاوية جزعاً شديداً، فجعل يقوم على رجليه ثمّ يرمي بنفسه على فراشه; ثمّ بعث إلى مروان، فجاء وعليه قميص أبيض وملاءة مورّدة، فنعى له معاوية وأخبره بما كتب إليه يزيد، فترحّم مروان على معاوية وقال: ابعث إلى هؤلاء الرهط الساعة، فادعهم إلى البيعة، فإنْ بايعوا وإلاّ فاضرب أعناقهم.
قال: سبحان اللّه! أقتل الحسين بن عليّ وابن الزبير؟!
قال: هو ما أقول لك»(9).
أقول: فلماذا هذا الاختلاف والاضطراب في نقل كتاب يزيد إلى الوليد؟!
ثمّ إنّ يزيد بن معاوية عزل الوليد عن المدينة لمّا بلغه أنّ الإمام عليه السلام وابن الزبير غادراها ولم يبايعا...
قال ابن كثير: «عزل يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة عن إمرة المدينة لتفريطه»(10).
وقال ابن خلدون: «لمّا بلغ الخبر إلى يزيدبصنيع الوليد ابن عتبة في أمر هؤلاء النفرعزله عن المدينة، واستعمل عليها عمرو بن سعيد الأشدق»(11).
وكيف كان... فالنقلفي نصِّ كتابه إلى الوليدمختلفٌ... والذي أظنّه أن صنيع الوليد مع الإمام عليه السلام كان ضمن الخطّة المرسومة من معاوية كما تقدّم سابقاً... نعم، قد فرّط الوليد في أمر ابن الزبير; واللّه العالم.
(1) المنح المكّيّةشرح القصيدة الهمزية ـ .
وقد ذكر ابن الجوزي وسبطه وابن حجر أنّ أحمد بن حنبل ذكر في حقّ يزيد ما يزيد على اللعنة; انظر: الردّ على المتعصّب العنيد: 13، تذكرة الخواصّ: 257، الصواعق المحرقة: 332333.
(2) تاريخ اليعقوبي 2 / 154.
(3) تاريخ الطبري 3 / 269.
(4) الطبقات الكبرى 6 / 423424 رقم 1374.
(5) أنساب الأشراف 3 / 368.
(6) الكامل في التاريخ 3 / 377 حوادث سنة 60 هـ ، وانظر: البداية والنهاية 8 / 118.
(7) سير أعلام النبلاء 3 / 295 رقم 48.
(
المختصر في أخبار البشر 1 / 189.
(9) انظر: تاريخ دمشق 19 / 17 رقم 2253، مختصر تاريخ دمشق 9 / 38 رقم 10، تاريخ خليفة بن خيّاط: 177 حوادث سنة 60 هـ .
(10) البداية والنهاية 8 / 119 حوادث سنة 60 هـ .
(11) تاريخ ابن خلدون 3 / 25.
لعن علماء أهل الخلاف يزيد بن معاوية (لعنه الله)
فتوى جمع من المحققين بجواز لعنه
قال المناوي : وقد أطلق جمع محققون حلَّ لعن يزيد به ، حتّى قال التفتازاني : الحقُّ إنّ رضا يزيد بقتل الحسين (عليه السّلام) ، وإهانته أهل البيت (عليهم السّلام) ممّا تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحاداً ، فنحن لا نتوقف في شأنه , بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه .
قال الزين العراقي : وقوله : بل في إيمانه , أي بل لا يتوقف في عدم إيمانه بقرينة ما قبله وما بعده(1) .
فتوى المولى ابن كمال بجواز لعنه
وقال المناوي أيضاً : قال المولى بن الكمال : والحقُّ إنّ لعن يزيد على اشتهار كفره ، وتواتر فظاعته وشرِّه على ما عرف بتفاصيله جائز(2) .
وقال المناوي : قيل لابن الجوزي وهو على كرسي الوعظ : كيف يقال : يزيد قتل الحسين (عليه السّلام) وهو بدمشق ، والحسين (عليه السّلام) بالعراق ؟ فقال :
(1) فيض القدير شرح الجامع الصغير ـ المناوي 3 / 109 .
(2) فيض القدير شرح الجامع الصغير ـ المناوي 1 / 265 .
سـهمٌ أصـاب وراميه بذي سلمِ مَن بالعراق لقد أبعدت مرماك
الكيا الهراسي الفقيه الشافعي
الفقيه الشافعي الكيا الهراسي قال في يزيد : إنه لم يكن من الصحابة ؛ لأنه ولد في أيام عمر بن الخطاب ، وأمّا قول السلف ففيه لأحمد قولان : تلويح وتصريح ، ولمالِك قولان : تلويح وتصريح ، ولأبي حنيفة قولان : تلويح وتصريح ، ولنا قول واحد : التصريح دون التلويح ، وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالنرد , والمتصيِّد بالفهود , ومدمِن الخمر ، وشِعره في الخمر معلوم , ومنه قوله :
أقولُ لصحبٍ ضمَّت الكأسُ شملَهم وداعـي صـباباتِ الهوى يترنَّمُ
خـذوا بنصيبٍ من نعيمٍ ولـذَّةٍ فـكلٌّ وإن طال المدى يتصرَّمُ
ولا تتركوا يومَ السرور إلى غدٍ فربَّ غدٍ يأتي بما ليس يُعْلَمُ(2)
جواز لعنه من أحمد بن حنبل والرد على مَن منع
قال سبط ابن الجوزي : ذكر علماء السير عن الحسن البصري أنه قال : قد كان [في] معاوية هنات لو لقي أهل الأرض (الله) ببعضها لكفاهم ؛ وثوبه على هذا الأمر ، واقتطاعه من غير مشورة من المسلمين ، وادعاؤه زياداً ، وقتله حجر بن عدي وأصحابه ، وبتوليته مثل يزيد على الناس . قال : وقد كان معاوية يقول : لولا هواي في يزيد لأبصرت رشيدي(3) .
(1) فيض القدير شرح الجامع الصغير ـ المناوي 1 / 265 .
(2) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ـ ابن خلكان 3 / 287 .
(3) وروى قول معاوية هذا في تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 95 / 61 , 214 ـ 215 ، وسير أعلام النبلاء ـ الذهبي 3 / 156 ، والبداية والنهاية ـ ابن كثير 8 / 126 , وغيرهم .
وذكر جدي أبو الفرج في كتاب ( الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد )(1) , وقال : سألني سائل فقال : ما تقول في يزيد بن معاوية ؟ فقلت له : يكفيه ما به . فقال : أتجوِّز لعنه ؟ فقلت : قد أجاز العلماء الورعون لعنه ، منهم : أحمد بن حنبل ، فإنه ذكر في حقِّ يزيد ما يزيد على اللعنة . قال جدِّي : وأخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي البزاز ، أنبأنا أبو إسحاق البرمكي ، أنبأنا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الخلال ، حدّثنا محمّد بن علي ، عن منها بن يحيى قال : سألت أحمد بن حنبل عن يزيد بن معاوية , فقال : هو الذي فعل ما فعل . قلت : ما فعل ؟ قال : نهب المدينة . قلت : فنذكر عنه الحديث ؟ قال : لا ، ولا كرامة ، لا ينبغي لأحد أن يكتب عنه الحديث . وحكى جدي أبو الفرج ، عن القاضي أبي يعلي بن الفراء في كتابه (المعتمد في الأصول) , بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال : قلت لأبي : إنّ قوماً ينسبوننا إلى توالي يزيد ! فقال : يا بني ، وهل يتوالى يزيد أحد يؤمن بالله ؟! فقلت : فلِمَ لا تلعنه ؟ فقال : وما رأيتني لعنت شيئاً . يا بني , لِمَ لا تلعن من لعنه الله في كتابه ؟ فقلت : وأين لعن الله يزيد في كتابه ؟ فقال : في قوله تعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأرض وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * اُولئك الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )(1) . فهل يكون فساد أعظم من القتل ؟ وفي رواية : سأله صالح , فقال : يا بني , ما أقول
(1) كتاب الرد على المتعصب العنيد ـ أبو الفرج ابن الجوزي / 6 ـ 19 , تحقيق الشيخ محمّد كاظم المحمودي (رحمه الله) .
(2) سورة محمّد / 22 ـ 23 .
في رجل لعنه الله في كتابه وذكره ؟!
وقال جدي : وصنف القاضي أبو يعلى كتاباً ذكر فيه بيان مَن يستحق اللعن ، وذكر منهم يزيد , وقال في الكتاب المذكور : الممتنع من جواز لعن يزيد ؛ إمّا أن يكون غير عالم بذلك ، أو منافقاً يريد أن يوهم بذلك ، وربما استفز (استغر) الجهال بقوله (صلى الله عليه وآله) : (( المؤمن لا يكون لعاناً )
قال القاضي : وهذا محمول على من لا يستحق اللعن , فإن قيل : فقوله تعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ )(1) , نزلت في منافقي اليهود ، فقد أجاب جدِّي عن هذا في الرد على المتعصب وقال : الجواب أنّ الذي نقل هذا مقاتل بن سليمان ذكره في تفسيره ، وقد أجمع عامة المحدثين على كذبه كالبخاري ووكيع , والساجي والسدي , والرازي والنسائي وغيرهم ، وقال : فسرها أحمد بأنها في المسلمين ، فكيف يقبل قول أحمد أنها نزلت في المنافقين ؟
فإن قيل : فقد قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : (( أوَّل جيش يغزو القسطنطينية مغفور له )) ، ويزيد أوَّل من غزاها . قلنا فقد قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : (( لعن الله من أخاف مدينتي )) , والآخر ينسخ الأول(2) .
(1) سورة محمّد / 22 .
(2) تذكرة الخواص ـ سبط ابن الجوزي / 257 ـ 258 , طبعة منشورات الشريف الرضي . وقد نقل ما جرى بين أحمد بن حنبل وابنه غير سبط ابن الجوزي مثل الشبرواي , ومحمد رضا ـ أمين مكتبة جامعة فؤاد الأوَّل سابقاً ـ في كتابه : ( الحسن والحسين سبطا رسول الله صلّى الله عليه وسلم) / 143 , ط دار الكتب العلمية ـ بيروت , نقلا عن إحقاق الحق 33 / 666 , قال : وقال الإمام ابن حنبل بكفر يزيد . ونقل صالح بن أحمد بن حنبل (رضي الله عنهما) ، قال : قلت لأبي : يا أبتي , أتلعن يزيد ؟ فقال : يا بني , كيف لا نلعن من لعنه الله تعالى في ثلاث آيات من كتابه العزيز ؛ في الرعد والقتال والأحزاب .
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ
لعن ابن الزّبير
قال مطهر بن طاهر المقدسي المتوفى 507 هـ : . . . وأمّا عبد الله بن الزّبير فامتنع بمكة ، ولاذ بالكعبة ، ودعا الناس إلى الشورى ، وجعل يلعن يزيد ، وسمّاه الفاسق المتكبر ، وقال : لا يرضى الله بعهد معاوية إلى يزيد(1) .
قول ابن الزّبير : يزيد الفاجر ابن الفاجر , ولعن . . .
قال سبط ابن الجوزي : وقال عامر الشعبي : لمَّا بلغ عبد الله بن الزّبير قتل الحسين (عليه السّلام) خطب بمكة وقال : ألا إنّ أهل العراق قوم غدر وفجر ، ألا وإنّ أهل الكوفة شرارهم ؛ إنهم دعوا الحسين (عليه السّلام) ليولُّوه عليهم ليقيم اُمورهم ، وينصرهم على عدوِّهم ، ويعيد معالم الإسلام ، فلمَّا قدم عليهم ثاروا عليه ليقتلوه ، وقالوا له : إن لم تضع يدك في يد الفاجر الملعون ابن زياد الملعون فيرى فيك رأيه . فاختار الوفاة الكريمة على الحياة الذميمة ، فرحم الله حسيناً ، وأخزى قاتله ، ولعن من أمره بذلك ورضي به .
وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ اُولئك لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار )(سورة الرعد / 25) ، وأي قطيعة أفظع من قطيعته (صلّى الله عليه وآله) في ابن بنته الزهراء ؟! وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً )(سورة الأحزاب / 57) ، وأي أذية له (صلّى الله عليه وآله) فوق قتل ابن بنته الزهراء ؟! وقال تعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * اُولئك الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )(سورة محمّد / 22 ـ 23) , وهل بعد قتل الحسين (عليه السّلام) إفساد في الأرض أو قطيعة للأرحام ؟!
(1) البدء والتاريخ 6 / 13 .
أفبعد ما جرى على أبي عبد الله يطمئن أحد إلى هؤلاء ، أو يقبل عهود الفجرة الغدرة ؟! أما والله ، لقد كان صوّاماً بالنهار , قوّاماً بالليل ، وأولى بينهم من الفاجر ابن الفاجر . والله ، ما كان يستبدل بالقرآن الغناء ، ولا بالبكاء من خشية الله الحداء ، ولا بالصيام شرب الخمور ، ولا بقيام الليل الزمور ، ولا بمجالس الذكر الركض في طلب الصيود واللعب بالقرود ؛ قتلوه فسوف يلقون غيّاً ، ألا لعنة الله على الظالمين . ثمَّ نزل(1) .
لعن القاضي أبي الحسن
قال أبو الفرج ابن الجوزي : وصنف القاضي أبو حسن محمّد بن القاضي أبي يعلي بن الفّراء كتاباً فيه بيان من يستحق اللعن ، وذكر فيهم يزيد ، وقال : الممتنع من ذلك ؛ إمّا غير عالم بجواز ذلك ، أو منافقاً يريد أن يوهم بذلك ، وربما استفز الجهال بقوله (صلّى الله عليه وآله) : (المؤمن لا يكون لعاناً (
قال القاضي أبو الحسين : وهذا محمول على مَن لا يستحق اللعن . نقلت هذا من خط القاضي أبي الحسين وتصنيفة(2) .
لعن الحافظ الشيرازي ليزيد وبني اُميّة كلّهم
قال السمعاني : وقال عبد العزيز النخشبي : أبو القاسم الحافظ الشيرازي كان يحفظ الغرائب ، حسن الفهم , حسن المعرفة ، غير أنه يلعن يزيد بن معاوية ، وعبد الملك بن مروان ,
(1) تذكرة الخواص ـ سبط ابن الجوزي / 241 , ط منشورات الشريف الرضي . أقول : قد تقدّم موقف ابن الزّبير من خروج الإمام الحسين (عليه السّلام) من مكّة , وما قاله ابن عباس فيه .
(2) كتاب الرد على المتعصب العنيد ـ أبو الفرج ابن الجوزي / 18 , تحقيق الشيخ محمّد كاظم المحمودي . وبني اُميّة كلَّهم ، وجرت بيني وبينه مناظرة في ذلك(1) .
لعن الآلوسي وجلال الدين السيوطي , وابن الجوزي وأبي يعلي وغيرهم
قال الشهاب الآلوسي في تفسير قوله تعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأرض وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ )(2) , قال : واستدلّ بها أيضاً على جواز لعن يزيد عليه من الله تعالى ما يستحق . نقل البرزنجي في الإشاعة ، والهيثمي في الصواعق أنّ الإمام أحمد لمَّا سأله ولده عبد الله عن لعن يزيد قال : كيف لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه ؟! فقال عبد الله : قد قرأت كتاب الله عز وجل فلم أجد فيه لعن يزيد ! فقال الإمام : إن الله تعالى يقول : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأرض وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) , وأيُّ فساد وقطيعة أشد مما فعله يزيد . انتهى .
أقول : فأخذ في ذكر الأقوال والمباني في اللعن , فقال بعد ذلك :
(1) الأنساب ـ السمعاني 3 / 493 , هذا بعد ما ذكر ترجمته , فقال : وأبو القاسم عبد الصمد بن الحسن بن محمّد بن جعفر الحافظ الشيرازي ، من أهل شيراز ، سمع بأصبهان أبا عبد الله محمّد بن إسحاق بن منده الحافظ ، وأبا علي الحسن بن علي البغدادي ، وببغداد أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عمران الجندي ، وأبا بكر محمّد بن زنبور بن خلف المقرئ ، وبواسط أبا بكر أحمد بن عبيد بن بدري الواسطي ، وبالأبلة أبا الحسن بن شيبان الأبلي وطبقتهم . وكان حافظاً يعرف الحديث ويفهمه ، وسمع منه أبو محمّد عبد العزيز بن محمّد بن محمّد النخشبي ، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وغيرهما من أهل شيراز والغرباء .
وقال هبة الله الشيرازي : أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن الحسن الحافظ الثقة (إملاءً) بشيراز , وهو أوَّل شيخ سمعت منه الحديث . وقال عبد العزيز النخشبي : . . . إلخ .
(2) سورة محمّد / 22 .
وعلى هذا القول لا توقف في لعن يزيد ؛ لكثرة أوصافه الخبيثة ، وارتكابه الكبائر في جميع أيام تكليفه . ويكفي ما فعله أيام استيلائه بأهل المدينة ومكة ؛ فقد روى الطبراني بسند حسن : (( اللّهمَّ مَن ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه , وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين , لا يقبل منه صرف ولا عدل )) . والطامة الكبرى ما فعله بأهل البيت (عليهم السلام) ، ورضاه بقتل الحسين على جدّه وعليه الصلاة والسلام ، واستبشاره بذلك ، وإهانته لأهل بيته , ممّا تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحاداً . وفي الحديث (( ستّة لعنتهم , (وفي رواية : لعنهم الله) وكل نبيٍّ مجاب الدعوة : المحرف لكتاب الله , (وفي رواية : الزائد في كتاب الله) والمكذب بقدر الله ، والمتسلط بالجبروت ليعز من أذلّ الله , ويذلّ من أعزَّ الله ، والمستحلّ من عترتي ، والتارك لسنتي) .
وقد جزم بكفره وصرّح بلعنه وصرح بلعنه جماعة من العلماء , منهم : الحافظ ناصر السنة ابن الجوزي ، وسبقه القاضي أبو يعلي . وقال العلامة التفتازاني : لا نتوقف في شأنه , بل في إيمانه لعنه الله تعالى ، وعلى أنصاره وأعوانه . وممّن صرّح بلعنه الجلال السيوطي عليه الرحمة ، وفي تاريخ ابن الوردي ، وكتاب الوافي بالوافيات أن السبي لمَّا ورد من العراق على يزيد خرج فلقي الأطفال والنساء من ذرّيّة علي والحسين رضي الله تعالى عنهما ، والرؤوس على أطراف الرماح ، وقد أشرفوا على ثنية جيرون ، فلمَّا رآهم نعب غراب ، فأنشأ يقول :
لـما بـدت تلك الحمولُ وأشرفت تـلك الـرؤوسُ على شفا جَيْرونِ
نـعب الغرابُ فقلتُ قل أو لا تَقُلْ فَقَدِ اقتضيتُ من الرسولِ ديوني(1)
قال السيوطي : فقُتل ( يعني الحسين (عليه السّلام) ) وجيء برأسه في طست حتّى وضع بين يدي
(1) روح المعاني ـ تفسير الآلوسي 26 / 72 .
ابن زياد ، لعن الله قاتله وابن زياد ، ويزيد أيضاً(1) .
لعن العلامة التفتازاني
قال عبد الحي الدمشقي : وقال التفازاني في شرح العقائد النسفية : اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين(عليه السّلام) ، أو أمر به ، أو أجازه ، أو رضي به . قال : والحقُّ إنّ رضا يزيد بقتل الحسين (عليه السّلام) ، واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , ممّا تواتر معناه وإن كان تفصيله آحاداً . قال : فنحن لا نتوقف في شأنه ، بل في كفره وإيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه(2) .
لعن الجاحظ ليزيد ولعن كلّ من منع لعنه
قال الجاحظ : إنّ الجرائم التي ارتكبها يزيد من قتله للإمام الحسين (عليه السّلام) , وأخافته لأهل المدينة ، وخرابه الكعبة ، وأسره لبنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وضربه ثنايا الحسين (عليه السّلام) بالعصا ، ألا تُعدُّ دليلاً على قساوته وعداوته , وكرهه وحقده , وعناده ونفاقه ، أم أنها تدل على محبته وإخلاصه للنبي وآله (عليهم السّلام) ؟!
ثم إنه قال : وعلى أيِّ حال فهذه الأعمال مصداق لفسقه وضلاله ؛ فهو فاسق ملعون ، وكلُّ من منع من لعنه فهو ملعون(3) .
(1) تاريخ الخلفاء / 193 وفي ط / 207 .
(2) شذرات الذهب ـ العكري الدمشقي 1 / 68 , وفي ط / 122 , دار الكتب العلميّة .(3) رسائل الجاحظ / 298 .
لعن ابن الدمشقي ليزيد وتكفيره
قال ابن الدمشقي : ... ثم أذكر على طريق الاختصار قتل سيدنا الحسين (عليه السّلام) ، وتجريعهم له كؤوس الحين ، وما عامله آل أبي سفيان لأهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من القتل والأسر والهوان ممّا تقشقرُّ منه الأبدان ، وما لا يستحلّه مَن تديَّن بدين من الأديان ، وما قال به يزيد بن معاوية عليه اللعنة عند وضع رأسه الشريف بين يديه حين قدم به عليه , وهذا قوله :
لـيت أشـياخي ببدرٍ شهدوا جَزَعَ الخزرجِ من وَقْعِ الأسلْ
وقال أيضاً :
نعب الغرابُ فقلتُ قل أو لا تقلْ فقد اقتضيت من الرسول د