أنبياء الله تعالى ورسله (ع) بُعثوا على ولاية عليّ بن أبي طالب (ع)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش أبو بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأتباعهم ومن والاهم ومن مال إليهم.
* قال تعالى:"وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُون".[الزُّخرُف: آية45].
- قال الحاكم النيسابوري (405هـ) في معرفة علوم الحديث:
حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان قال: ثنا علي بن جابر قال: ثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال: ثنا محمد بن فضيل قال: ثنا محمد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله قال: قال النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلم:
يا عبد الله أتاني ملك؛ فقال: يا محمّد (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا) على ما بعثوا. قال: قلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب.
قال الحاكم: تفرّد به علي بن جابر عن محمد بن خالد عن محمد بن فضي ولم نكتبه إلّا عن ابن مظفر وهو عندنا حافظ ثقة مأمون(1).
- قال المفسّر أبو اسحاق الثعلبي (427هـ) في تفسيره:
أخبرنا الحسين بن محمد الدينوري، حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الأزدي الموصلي، حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان البغدادي، حدثنا علي بن جابر، حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا محمد بن فضل، عن محمد ابن سوقة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم:
أتاني ملك؛ فقال: يا محمّد (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا) على ما بُعثوا، قال: قلت: على ما بُعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب(2).
- قال الحافظ الموفّق الخوارزمي الحنفي (568هـ) في مناقبه:
أخبرني شهردار إجازة، أخبرني أحمد بن خلف إجازة، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان، حدثنا علي بن جابر، حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا محمد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
يا عبد الله أتاني ملك فقال: يا محمّد (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا) على ما بعثوا؟ قال: قلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب(3).
- قال الحافظ ابن عساكر الدمشقي (571هـ) في تاريخه:
أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح الكرماني وأبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمداني قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثني محمد بن مظفر الحافظ، نا عبد الله بن محمد بن غزوان، نا علي بن جابر، نا محمد بن خالد بن عبد الله، نا محمد بن فضيل، نا محمّد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم:
يا عبد الله أتاني ملك فقال يا محمد (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا) على ما بُعثوا. قال: قلت: على ما بعثوا؟ قال على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب.
قال الحاكم: تفرد به علي بن جابر عن محمد بن خالد عن محمد بن فضيل ولم نكتبه إلّا عن ابن مظفر وهو عندنا حافظ ثقة مأمون(4).
- قال الحاكم الحسكاني (القرن الخامس الهجري) في شواهده:
حدثني أبو الحسن الفارسي، حدثنا عمر بن أحمد، حدثنا علي بن الحسين بن سفيان الكوفي، حدثنا جعفر بن محمد أبو عبد الله الحسني، حدثنا علي بن إبراهيم العطار، حدثنا عباد، عن محمد بن فضيل، عن محمد بن سوقة قال: وحدثنا أبو سهل سعيد بن محمد، حدثنا علي بن أحمد الكرماني، حدثنا أحمد بن عثمان الحافظ، حدثنا عبيد بن كثير، حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، حدثنا ابن فضيل، عن محمد بن سوقة، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
لما أسري بي إلى السماء إذا ملك قد أتاني فقال لي: يا محمّد، (سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) على ما بعثوا. قلت: معاشر الرسل والنبيين على ما بعثكم الله؟ قالوا: على ولايتك يا محمّد وولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام. ورواه غير علي عن محمد بن خالد الواسطي، وتابعه محمد بن إسماعيل. أخبرنيه الحاكم أبو عبد الله حدثني أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي حدثنا أبو محمد الحسن بن عثمان الأهوازي حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، حدثنا محمد بن فضيل حدثنا محمد بن سوقة: عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله قال: قال لي النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم به. لفظا سواء(5).
- قال أبي الفضل ابن منظور (711هـ) في مختصره على تاريخ دمشق:
عن عبد الله قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله:
يا عبد الله، أتاني ملك فقال: يا محمّد، واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا علامَ بُعثوا؟ قال: قلت: علامَ بُعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب(6).
- قال المحدّث الجويني الخرّاساني الشافعي (730هـ) في فرائده:
أنبأني الحافظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة قال: أنبأنا أحمد بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع، أنبأنا محمد ابن المظفر الحافظ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن غزوان، حدّثنا علي بن جابر، حدّثنا محمد بن خالد بن عبد الله، أنبأنا محمد بن الفضيل، أنبأنا محمد بن سوقة، عن إبراهيم عن الأسود، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
يا عبد الله أتاني ملك؛ فقال: يا محمّد (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا). قال: قلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب صلّى الله عليهما(7).
- وفي مصادرنا الشّريفة
نورد ما رواه الشّيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن الحسن الصفّار (290هـ) في "بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمّد (ع)" الشّريف تحت باب: "ما خصّ الله به الأئمّة من آل محمّد صلّى الله عليه وآله من ولاية الأنبياء لهم في الميثاق وغيره وما أعلموا من ذلك"(
، بأسانيده:
1- عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السّلام قال: ولاية عليّ مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ولن يبعث الله نبيًّا إلّا بنبوة محمد وولاية وصيّه عليّ صلوات الله عليهما.
2- عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسمعته يقول: يا عليّ ما بعث الله نبيًّا إلّا وقد دعاه إلى ولايتك طائعًا أو كارهًا.
3- عن جميل والحسن بن راشد عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله تبارك وتعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) قال: فقال: بولاية أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام.
4- عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على ولاية عليّ، وأخذ عهد النبيين بولاية عليّ عليه السّلام.
5- عن سلمة بن الحناط عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله عزّ وجل: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسان عَرَبِيّ مُبِين) قال: هي الولاية لأمير المؤمنين.
6- عن أبي محمد قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام أخبرني عن الولاية أنزل بها جبرئيل من عند ربّ العالمين يوم الغدير؟ فقال: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسان عَرَبِيّ مُبِين * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ). قال: هي الولاية لأمير المؤمنين.
7- عن حذيفة بن أسيد الغفار قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما تكاملت النبوّة لنبيّ في الأظلّة حتّى عُرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ومُثّلوا له فأقرّوا بطاعتهم وولايتهم.
8- عن حمران عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله تعالى: (يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْء حَتّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً). قال: هي ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام.
9- عن سعد بن طريف قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألا إن جبرئيل أتاني فقال يا محمد رّبك يأمرك بحبّ عليّ بن أبي طالب ويأمرك بولايته.
- وروى الشّيخ الجليل الصفّار أيضًا في "بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمّد (ع)" الشّريف تحت باب: "باب آخر في ولاية الأئمّة عليهم السّلام"(9)، بأسانيده:
1- عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: ولايتنا ولاية الله الّتي لم يُبعث قطّ إلّا بها.
2- عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر عليه السّلام يقول: ولايتنا ولاية الله نبيًّا قطّ إلّا بها.
3- عن أبي حمزة الثّمالي عن أبي جعفر عليه السّلام أنّه قال: ولايتنا ولاية الله الّتي لم يُبعث نبيًّا قطّ إلّا بها.
4- عن محمّد بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السّلام أنّه قال: ولايتنا ولاية الله الّتي لم يُبعث نبيًّا قطّ إلّا بها.
ونقول لأتباع زريق وحبتر والعنكبوت لعنهم الله تعالى، قوله تعالى:
"وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا".[النساء: آية115].
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم.
ــــــــــــــــ
(1) الحاكم النيسابوري، معرفة علوم الحديث، ص96.
(2) الثعلبي، تفسير الثعلبي، ج8، ص337-338.
(3) الموفّق الخوارزمي، المناقب، ص312، ح313.
(4) ابن عساكر الدمشقي، تاريخ مدينة دمشق، ج42، ص241، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليهما السّلام.
(5) الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، ج2، ص224-225، ح857.
(6) ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ج17، ص360.
(7) الجويني الخرّاساني، فرائد السمطين، ج1، ص92، ح52، الباب الخامس عشر.
(
الصفّار، بصائر الدّرجات، مج1، ص159-162، ح294-302، باب8.
(9) الصفّار، المصدر نفسه، مج1، ص164-165، ح308-311، باب10.