بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد و ال محمد
قال ابن عباس: مرّ (أميرالمؤمنين علي ) بالحسن البصري و هو يتوضأ، فقال: يا حسن أسبغ الوضوء،
فقال : يا أميرالمؤمنين لقد قتلت بالأمس اناساً يشهدون أن لاإله إلا الله وحده شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، يصلون الخمس و يسبغون الوضوء،
فقال له أميرالمؤمنين : فقد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا ؟!
فقال : والله لأصدقنك يا أميرالمؤمنين، لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت عليَّ سلاحي،
و أنا لا أشك في أن التخلف عن ام المؤمنين عائشة هو الكفر، فلما انتهيت إلى موضع من الخريبة
ناداني مناد : " يا حسن إلى أين ؟ ارجع فإن القاتل والمقتول في النار"،
فرجعت ذعراً وجلست في بيتي، فلما كان اليوم الثاني لم أشك أن التخلف عن ام المؤمنين عائشة هو الكفر،
فتحنطت وصببت عليَّ سلاحي وخرجت أريد القتال، حتى انتهيت إلى موضع من الخريبة فناداني مناد من خلفي:
" يا حسن إلى أين؟ فإن القاتل والمقتول في النار ".
قال علي :صدقك أفتدري من ذلك المنادي؟ قال: لا.
قال علي : ذاك أخوك إبليس و صدقك، إن القاتل والمقتول منهم في النار،
فقال الحسن البصري: الآن عرفت يا أميرالمؤمنين أن القوم هلكى".
(الاحتجاج / ج 1 / ص 171).
في رواية عن أبي يحيى الواسطي قال: لما فتح امير المؤمنين علي البصرة اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري ومعه ألواح
فكان كلما لفظ أمير المؤمنين بكلمة كتبها، فقال له أمير المؤمنين - باعلى صوته - : ما تصنع ؟
قال : نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم. فقال له امير المؤمنين : اما وان لكل قوم سامريـاً وهذا سامري هذه الامة،
أما إنه لا يقول (لا مساس) ولكنه يقول لا قتال.
( بحار الأنوار / ج 42 / ص 141 / رواية 2).