بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب مطالب السؤول في مناقب ال الرسول :
اما الذرية : فإن أولاد بنت الرجل ذريته ، ويدل عليه قوله تعالى عن إبراهيم ( عليه السلام ) * ( ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين ) ( 1 ) .
فجعل الله سبحانه وتعالى هؤلاء المذكورين ( عليهم السلام ) من ذرية إبراهيم ( عليه السلام ) ومن جملتهم عيسى ( عليه السلام ) ولم يتصل بإبراهيم إلا من جهة أمه مريم .
وقد نقل أن الشعبي كان يميل إلى آل رسول الله ( ص ) فكان لا يذكرهم إلا ويقول هم أبناء رسول الله ( ص ) وذريته ، فنقل ذلك إلى الحجاج بن يوسف وتكرر ذلك وكثر نقله عنه إليه فاغضبه ذلك منه ونقمه عليه ، فاستدعاه الحجاج يوما إلى مجلسه وقد اجتمع لديه أعيان المصرين الكوفة والبصرة وعلماؤهما وقراؤهما فلما دخل الشعبي عليه سلم ، فلم يبشر به ولا وافاه حقه من الردعليه .
فلما جلس قال له : يا شعبي ما أمر يبلغني عنك يشهد عليك بجهلك .
قال : ما هو يا أمير ؟
قال : ألم تعلم إن أبناء الرجل من ينسبون إليه وإن الأنساب لا تكون إلا بالآباء ، فما بالك تقول عن أبناء علي أنهم أبناء رسول الله وذريته هل لهم اتصال برسول الله ( ص ) إلا بأمهم فاطمة ؟ والنسب لا يكون بالبنات وإنما يكون بالأبناء .
فأطرق الشعبي ساعة حتى بالغ الحجاج في الانكار عليه وقرع انكاره مسامع الحاضرين ، والشعبي ساكت ، فلما رأى الحجاج سكوته ، أطمعه ذلك في زيادة تعنيفه .
فرفع الشعبي صوته وقال : يا أمير ما أراك إلا متكلما كلام من يجهل كتاب الله تعالى وسنة رسوله ومن يعرض عنهما . فازداد الحجاج غيطا منه وقال : لمثلي تقول هذا يا ويلك .
قال الشعبي : نعم ، هؤلاء قراء المصرين حملة الكتاب العزيز ، وكل منهم يعلم ما أقول : أليس قد قال الله تعالى حين خاطب عباده بأجمعهم بقوله تعالى :
* ( يا بني آدم ) * وقال : * ( يا بني إسرائيل ) * وقال عن إبراهيم : * ( ومن ذريته ) * إلى أن قال : * ( ويحيى وعيسى ) * أفترى يا حجاج اتصال عيسى بآدم وبإسرائيل الله وبإبراهيم خليل الله بأي آبائه كان أو بأي أجداد أبيه هل كان إلا بأمه مريم ؟
وقد صح النقل عن رسول الله ( ص ) أنه قال للحسن : ( إن ابني هذا سيد ) .
فلما سمع الحجاج ذلك منه أطرق خجلا ثم عاد يلطف الشعبي ، واشتد حياؤه من الحاضرين ( 2 )
1 - الأنعام 6 : 84 - 85 .
2 - كنز الفوائد 1 : 357