تراب أقدام المهدي المدير العام
عدد الرسائل : 303 العمر : 47 الموقع : الشرق الأوسط تاريخ التسجيل : 02/04/2012
| موضوع: في رحاب العقيدة.موقف الصديقة فاطمة الزهراء مِن خلافة أبي بكر الإثنين أغسطس 13, 2012 3:37 pm | |
| كلام السيد الحكيم في كتابه(في رحاب العقيدة)ج2: موقف الصديقة الزهراء (عليه السلام) في أمْر الخلافة وقد خَطَبَت الصديقةُ الزهراء (صلوات الله عليه) خطبتَها الطويلة، مُنْكِرَةً على أخْذ فدك منها، ومهّدت لذلك باستنكار ما حدث في الخلافة. فقالت في جملة ما قالت: "حتى إذا اختار اللهُ لنبيِّه دارَ أنبيائه ظَهَرت خلةُ النفاق، وسمل جلبابُ الدين، ونطق كاظمُ الغاوين، ونبغ خاملُ الآفلين، وهدر فنيقُ المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه صارخاً بكم، فوجدكم لدعائه مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، فاسْتَنْهَضَكم فوجدكم خفافًا، وأجمشكم فألفاكم غضابًا، فوَسَمْتم غير إبلكم، وأوردتموها غير شربكم. هذا والعهدُ قريب، والكلمُ رحيب، والجرحُ لمّا يندمل. بدار [إنما] زعمتم خوف الفتنة ((أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ)) (1). فهيهات منكم، وأنّى بكم، وأنى تؤفكون. وهذا كتاب الله بين أظهركم، وزواجره بينة، وشواهده لائحة، وأوامره واضحة. أرغبةً عنه تدبرون؟ أم بغيره تحكمون؟ ((بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)) (2) ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة التوبة الآية: 49. (2) سورة الكهف الآية: 50. -[ 125 ]- الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ)) (1)...". ثم عَرَّجَت على أخذ فدك وأطالت في ذلك، وشدَّدت في استنكاره حتى انتهت مِن خطبتها (عليه السلام) ـ (2). وقد رُوي أنها التفتت إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شاكية، وانشدت أبيات هند بنت أثاثة: قد كان بعدك أنباء وهينمـة *** لو كنتَ شاهدها لم تكثر الخطب أبدت رجالٌ لنا نجوى صدورهم *** لَمّا قضيت وحالت دونك الكتب تجهمتنا رجالٌ و استخفّ بنا *** إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب (3) أما خطبتها الصغيرة فقد جاءت كلها لاستنكار ما حصل في أمر الخلافة، والاحتجاج للحق المغتصب، فحينما عادتها النساء في مرضها قلن لها: كيف أصبحت من علتك يا ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قالت: "والله أصبحتُ عائفةً لدنياكم، قالِيةً لرجالكم، لفظتُهم بعد أنْ عجمتُهم، وشنأتُهم بعد أنْ سبرتُهم. فقبحاً لفلول الحد، وخور القناة، وخطل الرأي، ((لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ))، لا جرم قد قلدتهم ربقتها وشنّت عليهم غارتها. ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة آل عمران الآية: 85. (2) بلاغات النساء لابن طيفور: 13 ـ 14 في كلام فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، واللفظ له. شرح نهج البلاغة 16: 251. جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (عليه السلام) لابن الدمشقي 1: 159. (3) شرح نهج البلاغة 16: 212، واللفظ له، وغريب الحديث لابن سلام 4: 116، وتاج العروس، ولسان العرب، كلهم في مادة هنبثة، وشرح نهج البلاغة 2: 50، 6: 43، وغريب الحديث لابن قتيبة 1: 267قد كان بعـدك أنباء و هنبثـة لـو كنت شاهـدها لـم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها فـاختل قـومك فاشهدهم و لا تغب وكذلك في البدء والتاريخ 5: 68-69 بدل فاشهدهم (فارجع ثم). -[ 126 ]- فجدعاً وعقراً وسحقاً للقوم الظالمين. ويحهم أين زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الروح الأمين، والطبين بأمر الدنيا والدين ألا ((ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)). وما الذي نقموا مِن أبي حسن؟!..." (1). إلى آخر ما سبق عند التعرض للفوائد والآثار المهمة التي تترتب على تولّي أمير المؤمنين (عليه السلام) للخلافة. قال ابن أبي الحديد بعد ذكر كثير من الأحداث في أمر فدك، ومنها الخطبتان المذكورتان: "واعلم أنا إنما نذكر في هذا الفصل ما رواه رجال الحديث وثقاتهم، وما أودعه أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتابه، وهو مِن الثقات الأمناء عند أصحاب الحديث. وأما ما يرويه رجال الشيعة والأخباريون منهم في كتبهم... فشيءٌ لا يرويه أصحابُ الحديث، ولا ينقلونه..." (2). وما أدري أنّ الأخباريين مِن الشيعة لِمَ لا يكونون مِن أصحاب الحديث؟! وهل أصحاب الحديث غير رواة الأخبار؟! وهل يشترط في أصحاب الحديث أنْ لا يكونوا شيعة؟! | |
|