هذه معلومة خاطئة، فشمال أفريقيا وبلدان المغرب عمرها ما كانت متشيعة ولا أعتنقت هذه العقيدة الضالة. نعم كان هناك تشيع سياسي للفاطميين في أوساط قبيلة كتامه البربرية، التي استطاع دعاة الفاطميين التسلل إليها بأسلوب الحيلة والأحتيال، وفي غفلة من حكام القيروان الذين كانوا منصرفين للجهاد في جزر البحر المتوسط، ثم أن أولئك الدعاة الفاطميين قاموا بالتضليل على أبناء تلك القبيلة وغيرهم وأقنعوهم بدعوتهم بوسائل شابها كثيرا من أعمال السحر والدجل والتضليل والشعوذة.
ولكن باقي قبائل المغرب ظلت على سنيتها إلا من كانت قد اعتنقت مذهب الخوارج، ولم تعتنق عقيدة الفاطميين، وجوبهت هذه العقيدة الدخيلة، بمقاومة كبيرة وشديدة من قبل علماء المالكية، في القيروان، وتونس وفاس وبقية المدن الساحلية، وكان ولاء الناس لمذهب مالك قويا ومتأصلا في النفوس، ولم تستطع أن تزعزعه الدعايات الفاطمية. وما مارسته أجهزتها من بطش وإرهاب. وكان الفاطميون غير مرغوب فيهم في هذه البلاد، لذلك
حولوا عاصمة ملكهم إلى مصر ، بدلا عن المهدية، وتركوا المغرب لأهلهـا.
فإذا كانت الدولة الفاطمية قد حكمت أجزاء واسعة من شمال أفريقيا وخصوصا تونس والجزائر، وأجزاء قليلة من المغرب الأقصى، فلا يعني هذا أن تمددها كان تمددا عقائديا. كلا كلا إنما كان تمددا سياسيا وعسكريا فقط. ونفس الشيء حدث في مصر فعلى الرغم من بقاء هذه الدولة حاكمة لمصر لحوالي مائي عام إلا أن عقيدتها ظلت محصورة في الطبقة السياسية الحاكمة ورجال الدولة ولم تمتد لبقية الشعب. ولذلك سهل القضاء عليها من قبل صلاح الدين الأيوبي، وظل الشعب المصري سنيا بمجمله، ولم يتأثر بعقيدة الفاطميين، ولم يتأثر سوى ببعض المناسبات التي كان يقيمها الفاطميون مثل مناسبة عيد الميلاد ..
فالقول أن شمال أفريقية كانت شيعية في يوم ما لا أساس له من الصحة وهو يتناقض مع حقائق التاريخ. وليكن في علمك أن هذه الفكرة هي من الأباطيل التي يروج لها الشيعة، في عملية تزوير فاضحة للتاريخ.
بل أنه حتى الأدارسة كانوا من أهل السنة وتبنوا مذهب الإمام مالك كغيرهم من أهل المغرب.
فشمال أفريقيا وبلدان المغرب، كانت سنية وظلت سنية، وهي ستبقى كذلك إلى أن يشاء الله!!