بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله الطيبين وصحبه الميامين
قال تعالى في محكم كتابه { النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا } سورة الأحزاب آية (6)
هذه الآية في كتاب الله سبحانه وتعالى كفيلة بالرافضة ونقض إدعائهم بل دينهم المسخ القائم على السب واللعن .. ومن قبح الرافضة أنهم يصدقون ما جاء في كتبهم المزورة على أيدي الحاقدين على الإسلام ويصدقونها ويعرضون عن كلام الله عز وجل !!!
وسب عائشة رضي الله عنها من الكفر بالله عز وجل وإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم .. بل إن علي رضي الله عنه كرم أمه رضي الله عنها وردها إلى مأمنها في فتنة الجمل .. فهل يقتدي الرافضة بمن يزعمون حبه أم يؤمنون ببعض دينهم ويكفرون ببعض !
والطعن في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إيذاء له صلى الله عليه وسلم ولا شك أن إيذاءه صلى الله عليه وسلم كفر إجماعا ومما يدل
على تأذي النبي بقذف زوجه
ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما
من حديث الإفك عن عائشة قالت :
.. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلا خَيْرًا …" الحديث .
فقوله صلى الله عليه وسلم "من يعذرني" أي من ينصفني ويقيم عذري إذا انتصفت منه لما بلغني من أذاه في أهل بيتي .
وقد قال تعالى فيمن آذى رسوله صلى الله عليه وسلم { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا } سورة الأحزاب آية (57)
فثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم تأذّى بذلك تأذيا استعذر منه .
قال الإمام القرطبي عند تفسيره لقوله تعالى:
{ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } سورة النور آية 17
يعني في عائشة .. لما في ذلك من
أذية رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه وأهله ، وذلك كفر من فاعله ) .
كما أن الطعن في عائشة يستلزم الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم لأنّ الله سبحانه قد قال : ( الخبيثات للخبيثين ) ،قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيّبة ، لأنه أطيب من كل طيب من البشر , ولو كانت خبيثة لما صلحت له شرعا ولا قدرا .
ثم إن أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم عائشة الصديقة بنت الصديق
عن عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قَالَ قُلْتُ فَمِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا إِذًا قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ قَالَ فَعَدَّ رِجَالًا .
فمن أبغض حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يرجوا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وحريّ أن يكون بغيضه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
واللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .. وأهلك من عاداهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك