الغذاء الفكري
السؤال : متابعة لموضوع أخد المصالحة للخمس عن طريق الإنترنت، وكيفية التخميس في رسائلنا الإلكترونية التي بعثناها إلى مكتب سماحتكم. السؤال لقد تم احتساب قيمة الخمس حسب الطريقة التي وجهتمونا إليها، وأصبح المبلغ كبيراً بحيث لا يمكن دفعه بأكمله إلا بتجزئته على دفعات بمبلغ قليل بحيث يناسب حياتي المعيشية والظروف المالية، وأيضاً لو أخدنا المبلغ الذي في ذمة التخميس حاليا أي الذي يجب تخميسه فوراً أيضاً سوف يصبح المبلغ كبير جداً. السؤال هل يمكن توزيع قيمة دفع الخمس على شكل أقساط أو دفعات بما يناسب ظروفي المالية ؟!!..
الجواب : إذا كان الخمس متعلقاً بالذمة فيمكن دفعه تدريجاً ومتى تمكنت. وإن كان متعلقاً بعين المال سواء كان نقداً أم عيناً، فلابد من المداورة مع وكيل الحاكم ينتقل إلى الذمة ويصبح التصرف في المال بلا مانع. ثم تدفعه تدريجاً بحيث لا يكون تسامحاً ولا يوجب عليك حرجاً.
السؤال : هل يجوز صرف سهم الإمام عليه السلام إلى طلاب العلوم الدينية لتعلم برمجة الكمبيوتر لإنشاء برامج لخدمة المذهب ؟!!..
الجواب : يجوز بأجازة الحاكم الشرعي.
السؤال : كيف يقسّم الخمس ؟!!.. وهل يجوز صرف حق الإمام في شؤون المسلمين ؟!!..
الجواب : نصفه يدفع للسادة الفقراء غير المتمكنين من مزاولة عمل يسد حاجتهم، ونصفه الآخر يدفع للحاكم الشرعي، والأحوط وجوباً أن يكون هو الأعلم ليصرفه فيما يراه. ولا يجوز لأحد صرفه بدون إذنه.
الغذاء الروحي
إن على المؤمن أن يصفي حساباته مع الخلق والخالق.. فهل قمت بتصفية حسابك المالي ( كالخمس ورد المظالم ) والعبادة ( كقضاء العبادات ).. ومنه الاستحلال ممن ظلمتهم طوال العام، سواء داخل الأسرة، أو خارجها ؟!!.. فإن من موجبات عدم ارتفاع الدعاء في هذه الأيام هو الشحناء بين العباد، وخاصة بالنسبة لمن بادر بالظلم..!!
التزود بالوقود
إن الإنسان الذي يريد أن يسافر إلى بلدة بعيدة، ويَخَشى من عدم وجود محطات وقود على طريقه؛ فإن الحركة الطبيعية التي يجب أن يقوم بها، هي أن يملأ السيارة بالوقود، حتى لا ينقطع في أثناء الطريق.. وبالتالي، فإن الإنسان عليه أن يملأ وقوده بأقصى ما يمكن في شهر رمضان؛ لأنه من الطبيعي أن يفقد هذا الوقود - أو هذا الزاد - خلال شهر شوال وغيره.. فالذي لم يتزود إلا القليل في شهر رمضان المبارك، فإنه من الطبيعي في أول يوم من أيام العيد، سيفقد هذا المخزون الموجود لديه.. ولهذا فإن شهر رمضان شهر متميز، لا يرقى إليه شهر، وهو ربيع التكامل الأخلاقي.. ولكن على الفرد المؤمن، أن يتملى من كل صور المزايا المعنوية في شهر رمضان المبارك؛ ليبقي الأقل القليل في طوال سنته.
الضيافة في العبادة
إن هناك وجهُ شبهٍ أكيدٍ بين الحج والجهاد والصيام .. فالعبد في تلك المواسم الثلاث، في حال عبادة ( مستمرة ) وممتدة، خلافا لعبادات أخرى واقعة في ( برهة ) من الزمان كالصلاة والزكاة.. ومن هنا كان العبد في ضيافة المولى في الحالات المذكورة كلها وبامتداد أوقاتها، وتبعاً لذلك كان مأجوراً في كل تقلباته، كالأكل والنوم حتى النَفَس الذي ورد أنه تسبيح حال الصيام.. فالكريم كل الكريم هو الذي يكرم ضيفه في كل أوقاته، بالضيافة اللائقة بذلك الوقت.