عايش المدير العام
عدد الرسائل : 116 تاريخ التسجيل : 14/06/2011
| موضوع: الشيعة الإمامية وتحريف القرآن ، كتاب إعلام الخلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السلف ، القسم الثالث الأحد يوليو 24, 2011 1:13 am | |
| القسم الثلث
إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف - ص 23
تنكيل مراجع الشيعة وأكابرهم بـمن شذ وقال بتحريف القرآن تواترت صولات مراجع الشيعة وتتابعت اعتراضات أعلامهم وهاجت من كل حدب وصوب في وجه من شذ وقال بتحريف القرآن ، فما ترى عيناك أحدا تعرض لحجية ظواهر القرآن منهم إلا وذكر مصيبة تحريف القرآن والرزية التي منيت بـها الطائفة على يد هؤلاء النفر ، وهم رضوان الله تعالى عليه ما بين مسفه للرأي ومتحسف لهذا الخطب الجلل ، خاصة حينما طم الأمر واتسع الخرق وزيد للنار حطب بتأليف المحدث النوري كتابه فصل الخطاب الذي لملم فيه شتات الأخبار والروايات التي أعرضت عنها الطائفة منذ ألف سنة ، فحشى الكتاب بأي رواية وجد فيها أدنى إشارة على وقوع التحريف ولو
- ص 24 -
[b]بتكلفات بعيدة ، وعندها قامت دنيا الشيعة ولم تقعد ، وثار المراجع والعلماء في وجه المؤلف ونُدد بالكتاب وطعن فيه ، بل هاجوا على المطبعة أيضا ، وكان حديث الساعة بين الأعلام ومحلا لاستنكارهم وسخطهم ، وهذه الرسالة شاهد تاريخي يحكي لنا حال الشيعة حينما علموا بصدور ذلك الكتاب والباطل الذي حواه :
" قد أسلفنا تواجد الشيخ النوري نفسه في وحشة العزلة منذ أن سلك هذا الطريق الشائك ، إذ وجد من أقطاب الطائفة متفقة على خلاف رأيه ، وكم حاول العثور على رفقة من مشاهير العلماء ولكن من غير جدوى ، وقد أحسّ الرجل من أول يومه بشَنَعات ومَسبّات سوف تنهال عليه من كلّ صوب ومكان ، وبالفعل قد حصل ! ووقع في الورطة التي كان يخافها .
يحدثنا السيد هبة الدين الشهرستاني - وهو شاب من طلبة الحوزة العلميّة بسامراء على عهد الإمام الشيرازي الكبير- عن ضجّـةٍ و نعـراتٍ ثارت حول الكتاب ومؤلّفه وناشره يومذاك ، يقول في رسالة بعثها تقريظاً على رسالة البرهان التي كتبها الميرزا مهدي البروجردي بقم المقدّسة 1373 ه .
يقول فيها : ( كم أنت شاكر مولاك إذ أولاك بنعمة هذا التأليف المنيف ، لعصمة المصحف الشريف عن وصمة التحريف ، تلك العقيدة الصحيحة التي آنست بـها منذ الصغر أيّام مكوثي في سامراء ، مسقط رأسي ، حيث تمركز العلم و الدين تحت لواء الإمام الشيرازي الكبير ، فكنت أراها تـموج ثائرة على نزيلـها المحدث النوري بشأن تأليفه كتاب فصل الخطاب ، فلا ندخل مجلساً في الحوزة العلمية إلاّ ونسمع الضجّـة والعجّـة ضدّ الكتاب ومؤلّـفه ونـاشره ، يسلقونه بألسنة حداد ).
وهكذا هبّ أرباب القلم يسارعون في الردّ عليه ونقض كتابه بأقسى كلمات وأعنف تعابير لاذعة ، لم يدعوا لبثّ آرائه ونشر عقائده مجالاً ولا قيد شعرةٍ " ( 1 ) .
وهنا ذكر بعض كلمات الأعلام في ذم فعل المؤلف والنيل من ذلك الكتاب :
قال الإمام الحجة البلاغي رضوان الله تعالى عليه في آلاء الرحمن : " هذا وإن المحدث المعاصر جهد في كتاب فصل الخطاب في جمع الروايات التي استدل بـها على النقيصة وكثر أعداد مسانيدها بأعداد المراسيل على الأئمة عليهم السلام في الكتب كمراسيل العياشي وفرات وغيرها مع أن المتتبع المحقق يجزم بأن هذه المراسيل مأخوذة من تلك المسانيد ، وفي الجملة ما أورده من الروايات ما لا يتيسر احتمال صدقها ، ومنها ما هو مختلف باختلاف يؤول به إلى التنافي والتعارض ، وهذا المختصر لا يسع بيان النحوين الأخيرين . هذا مع أن القسم الوافر من الروايات
هامش: (1)صيانة القرآن من التحريف للمحقق الشيخ معرفة حفظه الله ص115.
- ص 25 -
ترجع أسانيده إلى بضعة أنفار ، وقد وصف علماء الرجال كلاًّ منهم إما بأنه ضعيف الحديث فاسد المذهب مجفو الرواية ، وإما بأنه مضطرب الحديث والمذهب ، يعرف حديثه وينكر ويروي عن الضعفاء ، وإما بأنه كذاب متهم لا أستحل أن أروي من تفسيره حديثا واحدا ، وأنه معروف بالوقف ، وأشد الناس عداوة لرضا عليه السلام ، وأما أنه كان غاليا كذابا ، وإما بأنه ضعيف لا يلتفت إليه ولا يعول عليه ومن الكذابين ، وأما بأنه فاسد الرواية يرمى بالغلو .
ومن الواضح أن أمثال هؤلاء لا تجدي كثرتـهم شيئا ، ولو تسامحنا بالاعتناء برواياتـهم في مثل هذا المقام الكبير لوجب من دلالة الروايات المتعددة أن ننـزلها على مضامينها…" ( 1 ) ، ثم ذكر بعض موارد التكلف الواضح لإثبات التحريف وهو في واقعه تفسير وتنـزيل .
ما ذكره الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه وعطر الله مرقده في كتابه أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية قال : " وأزيدك وضوحا : أنه لو كان الأمر كما توهّم صاحب فصل الخطاب الذي كان كتَبَهُ لا يفيد علماً ولا عملاً ، وإنّما هو إيراد روايات ضعاف أعرض عنها الأصحاب وتنـزّه عنها أولوا الألباب من قدماء أصحابنا كالمحمّدين الثلاثة المتقدمين رحمهم الله ( 2 ) .
هذا حال كتب روايته غالبا كالمستدرك ، ولا تسأل عن سائر كتبه المشحونة بالقصص والحكايات الغريبة التي غالبها بالهزل أشبه منه بالجد ، وهو رحمه الله شخص صالح متتبع ، إلاّ أنّ اشتياقَـه لجمع الضعاف والغرائب والعجائب وما لا يقبلها العقل السليم والرأي المستقيم ، أكثرُ من الكلام النافع ، والعجب من معاصريه من أهل اليقظة ! كيف ذهلوا وغفلوا حتّى وقع ما وقع مـمّا بـكت عـليه السماوات ، وكادت تـتدكدك على الأرض ؟! " ( 3 ) .
ولا ريب أن تلك المباني أركبتهم الصعب تسليما للخبر بلا عرض أو نظر ، فكان من المحتم على من يتصدى لرفع هذه الفرية عن القرآن أن يجتث تلك المباني الفاسدة التي ارتكزوا عليها لا أن يُغِير على النتيجة فيبدأ بالصياح والعويل ! فالنقاش لا يتم في تحريف القرآن وإنما في مبانيهم ومقدمات هامش: ( 1 ) مقدمة تفسير آلاء الرحمن . ( 2 ) ثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ، الشيخ المحدثين الشيخ محمد بن على بن بابويه الصدوق ، رئيس الطائفة المحقة الشيخ محمد ابن الحسن الطوسي قدس الله أسرارهم . ( 3 ) أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية ج1 ص243 – 247 .
- ص 26 -
استدلالاتـهم التي أملت عليهم تحريف القرآن ، إذ لو قبِل أي رجل مبانيهم سيكون تحريف القرآن نتيجةً حتمية .
وسوف نختم هذا المبحث ببقية أقوال مراجع الشيعة الذين ركب في سفينة كل واحد منهم الآلاف المؤلفة من الشيعة ، وقادوا الجم الغفير على عواتقهم في القول والعمل ويقتفي جماهير الشيعة أثرهم ويميلون حيث مالوا ويرون قولهم هو الفصل في المسألة ، وسنعلم كيف نفوا شبهة التحريف جملة وتفصيلا عن المذهب ، ونحمد الله أن لا أحد من مراجع الطائفة على مر السنين قال بتحريف القرآن وهذا كاف لتوضيح شذوذ الرأي وضآلة عدد قائليه . | |
|